قالت الصحف: أفكار هوكشتاين في المختبر اللبناني: تطبيق القرار 1701 بالمقلوب!
الحوارنيوز – خاص
ما زال لبنان متمسك برؤيته للحل: التطبيق الكامل والفعلي للقرار الدولي 1701، فيما المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين يقدم ورقة غير رسمية تتضمن أفكارا تبدو كمن يحاول التسويق لتنفيذ القرار 1701 لكن بالمقلوب!
تفاصيل إضافية عن مباحثات هوكشتاين في بيروت تكشفها افتتاحيات الصحف وجاءت على النحو التالي:
- صحيفة النهار عنونت: تصعيد عنيف للمواجهات… تحت أنظار هوكشتاين
وكتبت تقول: لم تبدل ترددات زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، ولا المعلومات المسرّبة بعدها عن زيارته تل ابيب، الصورة الشديدة الغموض والراجحة نحو القتامة لجهة استشراف التطورات الميدانية في قابل الأيام، بل أبرزت الساعات الأخيرة مزيدا من الشحن التصعيدي ان في “الميدان” وان في حملات التهديدات المتبادلة على طرفي جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الامر الذي لا يحمل ترجمة للتفاؤل المتسرع الذي قابله بعض الجهات اللبنانية عقب زيارة هوكشتاين ولقاءاته في العاصمة اللبنانية. وبات من نافل الاستنتاجات ان ربط أي انطلاقة محتملة لترجمة الاقتراحات التي طرحها هوكشتاين في بيروت، ومن ثم في تل ابيب، لوقف التدهور الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تمهيدا للشروع في إجراءات تثبيت الاستقرار، بهدنة غزة، شكل ويشكل اللغم الأول الذي يتهدد وساطة هوكشتاين نظرا الى الطريق الشاق بل حقل الألغام الذي يتهدد الجهود المضنية والصعبة للتوصل الى تفاهم الهدنة في غزة والذي ضاقت الى حدود بعيدة فرصة إحلاله قبل بداية شهر رمضان بعد أيام قليلة. حتى ان الأوساط اللبنانية المعنية بدت كأنها ترصد الأمل الواهي والضعيف لإقلاع وساطة هوكشتاين في تبريد الجبهة الجنوبية مع إسرائيل من منظار متابعة دقيقة أولا بأول للعقبات المتراكمة امام هدنة غزة. وتقول هذه الأوساط ان مجمل ما سمعه هوكشتاين في بيروت في شأن وساطته لا يغني ولا يسمن ما دام مفتاح حظوظ هذه الوساطة موجودا في غزة وليس في بيروت بفعل “وحدة الساحات” من جهة محور المقاومين من جهة والغموض المفخخ الإسرائيلي حيال الربط او عدمه بين غزة والجنوب اللبناني من جهة مقابلة. ولذا كان بديهيا ان تهتز الانطباعات التي عقدت امالا على التحرك المتجدد لهوكشتاين اذ وقبل ان يغادر المنطقة منهيا جولته بين بيروت وتل ابيب، اشتعلت دورة جديدة من التصعيد الميداني فيما استعرت حرب التهديدات الكلامية بين إسرائيل و”حزب الله”.
لكن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قال في حديث تلفزيوني عن زيارة هوكشتاين للبنان”ما من شيء سري والكل يعمل للتهدئة والالية هي القرار 1701 “. وعن تفاهم رمضان في غزة، اجاب: “المعلومات تقول ان وقف إطلاق النار قبل رمضان، وفي لبنان يكون هناك مفاوضات خلال رمضان”. واضاف: “امل ان نصل الى استقرار طويل المدى ونريد وقف الانتهاكات الاسرائيلية”. وتابع: “هوكشتاين وضع طرحا على الطاولة ونحن لدينا أسئلة ننتظر الأجوبة عليها، والعنوان لطرحه هو ألية تطبيق القرار 1701، لافتا الى ان المهلة الزمنية غير محددة، املا بإنجاح هذا الموضوع. وإذ شدد ميقاتي على “ان خيارنا هو السلم والاستقرار الدائم”، قال:” أتأمل خيرا كوننا مررنا بتجارب سابقة منها الترسيم البحري”. وكشف “اننا ننتظر اتصالا من هوكشتاين خلال 48 ساعة فهو غادر لبنان الى إسرائيل”.
الحرب الكلامية
في هذا السياق اشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في لقاء جمعه أمس بهوكشتاين الى إن إسرائيل “ملتزمة بالجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق” ينهي المواجهات الحدودية المتصاعدة مع “حزب الله”، فيما اعتبر أن “عدوانية حزب الله تقربنا من نقطة الحسم بأنشطتنا العسكرية في لبنان”.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية بحث غالانت مع هوكشتاين “العدوان المستمر من جانب حزب الله، والجهود السياسية المبذولة للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ويؤدي إلى عودة سكان الشمال إلى منازلهم، بعد تغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية وانسحاب قوات حزب الله”. وأثنى على جهود هوكشتاين “المستمر لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وللجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية للتعامل مع التحديات الأمنية على الجبهة الشمالية”.
وفي وقت لاحق كرر غالانت القول “إنّ “حزب الله” يقودنا نحو حرب”. وأضاف: ”سنُعيد السكان إلى الشمال ولو كان ذلك من خلال عمل عسكريّ”.
وفي المقابل شدد رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على “أنّ المقاومة ما زالت تلتزم بالدقة في معادلات الردع، التي فرضناها على العدوّ الإسرائيليّ ويحاول أن يتفلّت منها لكن ليس بمقدوره أن يُلغيها”. وقال “العدوّ يعرف أنه إذا أراد التفلّت من قواعد الردع فسيقع في مصيبةٍ كبرى ونحن نأمل أن يُخطئ الإسرائيليّ ويتورط في إرتكابها”. ولفت إلى أنّ “المقاومة لم تستعمل أسلحتها كلها وأسلحة الحرب المفتوحة لم تفتح مخازنها بعد”.
الأخبار: هوكشتين أبقى مساعده في بيروت: لبنان يريد «ورقة مقنعة» لما بعد الهدنة
وكتبت صحيفة “الأخبار”: بعيداً عن الفولكلور اللبناني الذي يحيط بزيارة أي مسؤول أجنبي لبيروت، ومع رغبة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين بتقديم نفسه «منقذاً» للبنان من ورطاته، فإن الجولة الأخيرة له بين بيروت وتل أبيب لم تقفل النقاش الذي انتقل إلى مرحلة جديدة. وعلمت «الأخبار» أن الموفد الأميركي الذي غادر ليل أول أمس إلى قبرص، وانتقل منها أمس إلى كيان العدو، أبقى أحد مساعديه البارزين في بيروت لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلالهما مع حزب الله. وقالت المصادر إن هوكشتين قال لبعض من التقوه إنه سيضعهم في أجواء اتصالاته مع القيادة الإسرائيلية، وإنّ لديه ثقة كبيرة بقرب الإعلان عن الهدنة في غزة، ويريد استغلالها لإطلاق مفاوضات مع لبنان لتثبيت الهدنة التي ستقوم حتماً بعد وقف إطلاق النار في غزة. فيما أعلن الرئيس ميقاتي أمس أن المفاوضات لتثبيت التهدئة في لبنان، في حال حصلت الهدنة في غزة، ستنطلق خلال شهر رمضان المقبل، وأن الاتصالات ستنتقل إلى مستوى جديد.
وعُلم أن بيروت تنتظر أن يعود هوكشتين لاحقاً (في حال إعلان الهدنة في غزة) بتفاصيل خطته لتثبيت هدوء مستدام على الجبهة اللبنانية، وأن لبنان ينتظر منه خطوات تلتزم بها إسرائيل على أكثر من صعيد ليكون بالإمكان الحديث عن ضمانات لبنانية بالتهدئة. وأفادت المصادر بأن المسؤولين في بيروت أبلغوا الموفد الأميركي بأن لبنان ينتظر «ورقة عملية مقنعة».
ما أحاط بزيارة هوكشتين، هي الثالثة له إلى بيروت منذ اندلاع «طوفان الأقصى»، عكسَ محوريتها في سعيه إلى «احتواء» التطورات التي تتسابق فيها الدبلوماسية مع الوقائع الميدانية على ضفتَي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
ومع أن تفسيرات كثيرة أُعطيت لمضمون البيان المكتوب الذي تلاه بعد اجتماعه مع الرئيس نبيه بري، تمّ التوقف عند إشارته إلى عدم انسحاب هدنة غزة تلقائياً على جبهة الجنوب اللبناني، ما فُهم بأنه «تهديد» ضمني لدفع المقاومة إلى وقف عملياتها ضد العدو الإسرائيلي. لكنّ تفاصيل ما قاله في الكواليس، أكّدت محاولته تأطير مرحلة المفاوضات بخطوط عريضة، طالباً من لبنان ضمانات بعدم لجوء حزب الله إلى التصعيد في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزة. وكان لافتاً أنه أسقط من سلّته هذ المرة بعض الشروط الصِّدامية كتحديد كيلومترات لانسحاب حزب الله بعيداً من الحدود.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الاجتماع الأساسي لهوكشتين كان مع الرئيس بري، وقد استمر نحو ساعة ونصف ساعة، بدأه المبعوث الأميركي بتقدير «بدا فيه جازماً»، يؤكّد أن المفاوضات في شأن غزة ستؤدي إلى هدنة قريباً، من دون تحديد موعد لذلك. لكنّ سؤاله الأساسي هدف إلى محاولة استكشاف سلوك حزب الله ولبنان الرسمي في حال لم يتم التوصل إلى هدنة، مشيراً إلى أنه يعرف أن موقف حزب الله محسوم لجهة بقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة للإسناد طالما استمر العدوان على غزة. وقال هوكشتين إن «إسرائيل لا تريد الحرب، لكنها تعتبر أنها تعرّضت لاعتداء غير مبرّر من لبنان، كما تعرّضت لاعتداء في 7 تشرين، وهي تعتبر نفسها معنيّة بضمان عدم تكرار ذلك من الجنوب، كما تفعل مع غزة». وأكّد أن «الولايات المتحدة تفضّل الخيار السياسي»، زاعماً أن «المناخ التصعيدي في إسرائيل يُمكن احتواؤه من خلال صيغة تؤدي إلى خفض التوتر»، ما يعني ضمناً طلباً بأن «يخفّف الحزب عملياته فيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط بما يتيح للمستوطنين العودة إلى منازلهم في الشمال وللنازحين من الجنوب بالعودة إلى قراهم». وقال هوكشتين لبري إنه سيقرأ بياناً مكتوباً، «وما سأقدّمه هو صيغة هدفها الوصول إلى حل يمنع إسرائيل من شنّ الحرب»، مكرّراً أن «إسرائيل معتدى عليها، لكن كما نجحنا في التوصل إلى اتفاق بحري رغم كل العقبات والضغوط، نحن حريصون على إيجاد تسوية تجنّبنا الصدام».
وهنا أجابه بري: «كرئيس لمجلس النواب ومسؤول رسمي، أقول إن إسرائيل هي المعتدية، وهذا الكيان لم يكن يوماً يحتاج إلى ذريعة أو عذر لشنّ حرب على لبنان، وكابن للجنوب أؤكد أن المقاومة تنفذ عمليات عسكرية ضد مواقع وجنود، بينما يردّ العدو علينا باستهداف المدنيين وتدمير البيوت من دون سبب وهو من يرغب بالتصعيد». وأضاف: «إما إذا أردت الحديث بوصفي أعرف المقاومة، فأنا أجزم بأن المقاومة ستوقف العمليات بمجرد إعلان الهدنة في غزة، وأنا أعرف ومسؤول عن القول إن المقاومة كما كل لبنان، لم تكن يوماً ضد القرار 1701، وبالتالي، فإن النقاش حول القرار وكيفية تنفيذه وكل الأمور الأخرى يصبح قابلاً للبحث متى توقّفت الحرب في غزة». وهنا، حاول هوكشتين «جسّ نبض» بري عما إذا كانت هناك إمكانية للحصول على «ضمانات» من المقاومة لـ«إقناع المسؤولين في تل أبيب»، إلا أنه لم يسمع جواباً.
وكشفت مصادر بارزة أن «هوكشتين كان في كل محادثاته حريصاً على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد»، مكرّراً أنه «سبق أن طرحت أفكاراً للحل، واليوم أعرض خطوات لتنفيذ الآلية في حال حصول هدنة في غزة». وهذه الخطوات، وفقَ ما تقول المصادر تقوم على: أولاً، التثبّت من وقف إطلاق النار، وثانياً تفعيل خطة نشر قوات كبيرة للجيش اللبناني في كل المنطقة الحدودية (من دون أن يحدد أي عمق)، وثالثاً الالتزام بعدم الظهور المسلّح لغير الجيش (لم يشر إلى انسحاب حزب الله من القرى الحدودية)».
وبحسب خطة أو «أفكار» هوكشتين، بعد إقرار هذه الخطوات، سيبدأ جولات تفاوضية لتسوية النزاعات على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وسيسعى إلى وجود ضمانات سياسية بعدم تكرار المواجهات على جانبَي الحدود.
وفي لقاءاته الأخرى، ناقش هوكشتين أفكاره مع الرئيس ميقاتي، وقال إنه سمع تصوّرات من رئيس الحكومة تخصّ مرحلة ما بعد توقف إطلاق النار، وإن ذلك سيساعده على وضع خطة تفصيلية في المرحلة اللاحقة. وفي الاجتماعات الأخرى، كان لافتاً عدم تورط هوكشتين في الحديث عن تنفيذ كامل وحرفي للقرار 1701. ونُقل عنه أن «الوقت حالياً لا يسمح بالحديث عن التطبيق الحرفي للقرار 1701، خصوصاً أن إسرائيل قد لا تلتزم بوقف الخروقات الجوية التي تعتبرها ضرورية لأمنها».
غالانت: نلتزم بالحل السياسي
في زيارته لكيان الاحتلال أمس، ناقش الموفد الأميركي عاموس هوكشتين مع وزير الحرب يوآف غالانت «مسار التهدئة» الذي يسعى إليه بين حزب الله وإسرائيل. وأكّد غالانت أن «إسرائيل ملتزمة بالجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق ينهي المواجهات الحدودية المتصاعدة مع حزب الله»، فيما حذّر من أن «عدوانية حزب الله تقرّبنا من نقطة الحسم بأنشطتنا العسكرية في لبنان» وذكر بيان صدر عن مكتب غالانت، أن «النقاش تناول التهديد المستمر الذي يشكله حزب الله، وضرورة تغيير الوضع الأمني من أجل إعادة النازحين الإسرائيليين بأمان إلى منازلهم في الشمال قرب الحدود مع لبنان». ولفت البيان إلى أن غالانت «أعرب عن التزام المؤسسة الأمنية بالعملية الجارية بقيادة هوكشتين للتوصل إلى تفاهمات، لكنه أكّد أن عدوان حزب الله يجرّ الأطراف إلى تصعيد خطير».
جونسون تقنع هوكشتين بمراضاة «الحلفاء»
لم تكن نتائج لقاء المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين مع النواب سامي الجميل وجورج عدوان وجورج عقيص والياس حنكش وميشال معوض على قدر ما كان يرتجيه هؤلاء. علماً أن الاجتماع عُقد بعد إلحاح من هؤلاء للقاء هوكشتين، وطلبات سابقة تعود إلى ما قبل اندلاع الحرب.
وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون مارست ضغوطاً كبيرة لحثّ هوكشتين على لقاء نواب وشخصيات احتجوا على تجاهل المسؤولين الأميركيين الذين يزورون لبنان لهم، وخصوصاً هوكشتين الذي قالوا إنه «يستمع إلى وجهة نظر فريق واحد، ويتجاهل أن هناك صوتاً آخر يجب أن يُسمع». وقالت مصادر مطّلعة إن النائب ميشال معوض أجرى اتصالات بمسؤولين في الولايات المتحدة لهذا الغرض، مشيرة إلى أن السفيرة الأميركية السابقة في بيروت دوروثي شيا «كانت تعتبر أنْ لا داعي للقاءات معهم». وفي المعلومات أن النائب فؤاد مخزومي عبّر عن الاحتجاج لعدم دعوته إلى الاجتماع، رافضاً حجة أنه كان ممثّلاً من خلال حلفاء له.
وكشفت المصادر أن «هوكشتين كان صريحاً في القول لمن التقاهم بأنهم لا يملكون قراراً في ما يحصل في الجنوب»، لكنّه أكّد لهم أنه «يجب أن تواصلوا إطلاق تصريحات ترفض الحرب». وفي المعلومات «رفض هوكشتين الدخول في نقاش حول الانتخابات الرئاسية، لكنه أكّد على ضرورة انتخاب رئيس لأن الاستقرار السياسي ضروري لضمان أي اتفاق مقبل مع إسرائيل، والولايات المتحدة معنيّة بالوصول إلى تسوية»، كما عبّر عن استغرابه لرفضهم دعوة رئيس مجلس النواب إلى الحوار. واعتبرت المصادر أن زيارة هوكشتين حملت رسالة واضحة للفرنسيين بأنهم «خارج الملف اللبناني وأن الولايات المتحدة هي المعنيّة بكل الجوانب».
وفي اللقاء الذي جمع هوكشتين مع النائب السابق وليد جنبلاط، بناءً على طلب الأخير، استمع الموفد الأميركي إلى سيل من الأسئلة من جنبلاط الذي عبّر عن «القلق»، واستفسر حول مفاوضات القاهرة والسيناريوهات المفترضة في ما يتعلق بلبنان ورؤية الولايات المتحدة للمرحلة الراهنة.
- صحيفة الديار عنونت: حزب الله استغرب كلام هوكستين ومصدر بارز يوضح: التفسير فُهم خطأ
لا سلة ولا ورقة مكتوبة بل بحث في آلية تنفيذ الافكار
الموفد الاميركي يسأل المعارضين : لماذا رفض الحوار؟
وكتبت تقول: على وقع حماوة المشهد على الجبهة الجنوبية، وبعد تصعيد شهدت عليه الايام الماضية، حط المبعوث الرئاسي الأميركي اموس هوكستين الاثنين في زيارة اتت بالشكل مختلفة عن سابقاتها.
فلقاءات هوكستين هذه المرة لم تقتصر على رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الاعمال ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي كان لافتا لقاؤه به في ختام جولة محادثاته بحيث وضعه بمحصلة هذه اللقاءات، انما شملت فرقاء اخرين أبرزهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط كما وفد من المعارضة ضم نوابا من الكتائب والقوات وكتلة تجدد.
وسّع هوكستين دائرة اجتماعاته لكنه أبقى المضمون بلا دائرة موسعة، اذ تفيد معلومات الديار من مصادر موثوق بها بان الرجل الذي عرف بدبلوماسيته وحنكته التفاوضية، لم يحمل معه اي اوراق مكتوبة، فأميركا لا تعمل بهذه الطريقة تقول اوساط بارزة مطلعة على جو هوكستين للديار. وتكمل الاوساط بان الاميركي لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه الفرنسي عندما سلم وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه ورقة مكتوبة للمعنيين حول وجوب تطبيق القرار 1701 وتراجع حزب الله 10 كيلومترات الى الشمال وتعزيز عدد عناصر الجيش بنحو 15 الف جندي. وتشير الاوساط الى ان هذه الورقة التي يبدو انها ستبقى بلا رد لبناني رسمي، خلقت نوعا من التململ والانزعاج من التصرف الفرنسي فيما الطرف الاميركي لا يقدم اوراقا مكتوبة الا عندما تنضج المفاوضات وتصبح الامور قابلة للتطبيق، اي عند حلول موعد ساعة الصفر.
ولكن ما الذي أتى بهوكستين الى بيروت في هذا التوقيت بالذات؟ وماذا عن مضمون محادثاته بعدما قيل انه تحدث عن سلة متكاملة؟
على هذا السؤال يرد مصدر موثوق به بارز للديار بالقول: ما دفع الولايات المتحدة الى التحرك سريعا، هو الخوف من تدحرج الامور على جبهة الجنوب بعد التصعيد الاخير الذي شهدته الجبهة في الفترة الاخيرة، سواء ما شهدته بعلبك او صفد وطبريا وغيرها وبالتالي يتابع المصدر، تحرك هوكستين في محاولة جديدة للبحث عن حل دبلوماسي يجنّب لبنان التصعيد وتوسع الحرب.
لكن المصدر نفسه يجزم للديار بأن لا جديد طرحه هوكستين، انما تحدث بشكل عام عن وجوب حصول وقف دائم لإطلاق النار، وبعد ذلك يتم البحث في حل النقاط العالقة عند الخط الازرق وامكان تراجع حزب الله كيلومترات الى الشمال. وفي السياق نفسه، يوضح المصدر ان محادثات هوكستين تركزت حول كيف يمكن البدء بوضع اليات تنفيذية للافكار التي كان تحدث عنها سابقا في زيارته السابقة الى بيروت حول الاستقرار جنوبا لحظة حصول وقف إطلاق النار في غزة.
ويشير المصدر الى ان هوكستين كان على ما يبدو متفائلا بامكان التوصل الى هدنة في غزة، وهو تحرك باتجاه بيروت لاستكمال البحث في ما يعمل عليه لكي يكون جاهزا لحظة توقف العدوان على غزة. وعليه، فهو لا يزال يعمل على كيفية تنفيذ الافكار المطروحة عندما يحين موعد التسوية، وهي تشمل كما بات معلوما ترتيبات أمنية على الحدود وفقاً لمندرجات القرار 1701، لجهة تأمين انتشار أوسع للجيش اللبناني واتفاق على إنهاء أي ظهور عسكري لحزب الله في المنطقة، كما انسحاب «اسرائيل» من نقاط برية محل تنازع، اضافة الى العمل على اعداد برنامج دعم اقتصادي للمناطق الجنوبية.
صحيح ان هوكستين اكتفى بقراءة بيان مكتوب، لكن اللافت كان في ما قاله، والذي اتى ردا على سؤال، واثار علامات استفهام عديدة عندما اعلن ان «أي هدنة في غزة ليس بالضرورة ان تمتد تلقائيا الى لبنان ولا يوجد شيء اسمه حرب محدودة». هذا الموقف استغربته حتى اوساط مطلعة على جو حزب الله وامل اذ قالت عبر الديار : استغربنا فعلا هذا الموقف لان ما سمعه هوكستين عبر الرئيس بري وعبر الياس بوصعب المعني بالملف واضح لجهة ان موقف حزب الله واضح، وكان قد اعلنه امين عام الحزب السيد نصر الله بان الهدنة في غزة ستنسحب حكما على جبهة الجنوب، بما معناه ان حزب الله سيكون من جانبه ملتزما على جبهة الجنوب التي هي اصلا جبهة مساندة لغزة.
واستيضاحا لموقف هوكستين هذا، سألنا مصدرا معنيا بالتفاوض الحاصل وكان التقى هوكستين، فأوضح عبر الديار ان كلام هوكستين قد يكون فهم خطأ، فما قاله اتى بسياق انه حكما توقف المعركة في لبنان لا يكون تلقائيا، فالعمل الدبلوماسي هو الذي يساعد، وهذا العمل هو الذي يجب ان يواكب ما يحصل، لذا فانا موجود هنا»، وبالتالي يلفت المصدر الى ان المقصود بكلامه ان وجوده ببيروت هو لتفعيل الحل الدبلوماسي توصلا الى وقف التصعيد والمعارك على جبهة الجنوب.
واذ يجزم المصدر ان لا ضمانات لبنانية حصل عليها هوكستين للنقاط التي تحدث حولها، اشار في الوقت نفسه الى ان لا ضمانات ايضا من «اسرائيل» حملها معه الى بيروت، علما ان المعلومات تفيد بان الموفد الاميركي توجه الى «اسرائيل» بعد زيارته لبنان.
وفيما نفى المصدر الموثوق به ان يكون هوكستين تحدث، كما روّج البعض، عن سلة متكاملة تشمل انتخاب الرئيس في لبنان، كشف ان هذا الموضوع تحدث عنه الموفد الاميركي بشكل عمومي فقط مشددا امام من التقاهم على وجوب انتخاب رئيس سريعا. وفي هذا الإطار اشارت اوساط نيابية كانت التقت هوكستين الى انه خلال اجتماعه مع نواب من الكتائب والقوات وتجدد في المجلس النيابي، توجه هوكستين للنواب بالسؤال: ما المانع من المشاركة بحوار يفعّل انتخاب رئيس للبلاد؟ وفهم من هذا الموقف ان واشنطن تدعم الدعوات للحوار التي تسبق انتخاب الرئيس، كالدعوة التي كان توجه بها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
في المقابل تكشف الاوساط ان رد نواب المعارضة كان بأنهم يرفضون رئيسا للجمهورية يفرضه عليهم حزب الله. والمقصود هنا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، علما ان كل الاجواء توحي بان لا بحث في الرئاسة في الوقت الراهن، وكل ما يحصل من مبادرات في هذا الإطار هو لتمرير الوقت الى ان تدق ساعة التسوية الكبرى، يختم مصدر متابع للديار.