قالت الصحف: أفق سياسي مسدود
الحوارنيوز – خاص
لا مؤشرات لنجاح المساعي الدولية في وقف حرب الإبادة، والعدو ماض في تنفيذ أهدافه في غزة ويهدد بتوسيع رقع الحرب في لبنان..
داخليا، يعيش لبنان حالة ضياع وإنقسام تساعد في تشجيع العدو على ارتكاب المزيد من الحماقات، فيما قوة الردع الوحيدة المتمثلة بالمقاومة ما زالت على جهوزيتها وسط عجز دولي واوروبي متمثل في اللجنة الخماسية حيال الملف الرئاسي الذي بدا وكأنه جرى اختطافه من قبل اللجنة، وها هي تبقيه عالقا بإنتظار الحسم في حرب المنطقة!
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الديار عنونت: التسوية تترنّح… والمعادلة في غزة «يا قاتل يا مقتول»… و6 أسابيع سوداء
هوكشتاين مُتمسّك بانضمام بلاده الى لجنة الناقورة الثلاثيّة ولا زيارة له قريباً للبنان
«الفريش دولار» لموظفي رئاسة الجمهوريّة والسراي والماليّة والمحظيين يُفجّر الوزارات
وكتب رضوان ديب في المانشيت يقول: الا يكفي في دولة «كل مين ايدو الو»، دولة امراء الطوائف والمحسوبيات والسمسرات والخوات والتشبيح والحرتقات، واصدار القرارات «الانكشارية» التي تسيء الى كرامات الموظفين المقهورين المطوقين مع اولادهم بأزمات اقتصادية، جراء فساد هذه المجموعة الحاكمة منذ الطائف حتى الآن، حتى يفاجأ الموظفون امس بقرار «عجيب غريب» ليس له «اب ولا ام «، ولا يعرف كيف صدر ونفذ. وبحسب وزير العمل مصطفى بيرم يقضي القرار بإعطاء حوافز مالية بـ «الفريش دولار» لموظفي رئاسة الجمهورية والسراي والمالية، والهيئات الرقابية وبعض الادارات «المحظية»، ودخل القرار حيز التنفيذ يوم امس. ووصلت قيمة الاموال المدفوعة ٣٤ مليون دولار عبر قرض من البنك الدولي وافق عليه مجلس الوزراء، فيما اعلن وزير العمل ان الاموال التي دفعت ليست عبر قرض، بل عبر سلفة مالية طلبها وزير المال حسب ما تم ابلاغه، ولم يؤخذ فيها قرار في مجلس الوزراء، ولا علم له مسبقا في صرف هذه الاموال، وهو مع العدالة لكل الموظفين، مشيرا الى ان هناك اعتراضات على ما جرى من عدد من الوزراء، وسيتم مناقشة الامر في جلسة الحكومة غدا.
وفور تعميم القرار اجتاحت وزارات الدولة موجات غضب عارمة بين الموظفين، وتداعو الى عقد جمعيات عمومية واعلان التوقف عن العمل في وزارات العمل والاقتصاد والاعلام، وشمل الاضراب «الوكالة الوطنية»، والاذاعة الرسمية، والدراسات، كما تداعى المدراء العامون الى اجتماع في وزارة المهجرين للتصدي للقرار وتصحيحه.
نازحو الجنوب
وما زاد في غضب الموظفين، الذين كانوا ينتظرون مجلس الوزراء لاقرار الزيادات بعد تأجيلها، الطريقة التي تمت فيها «التهريبة»، ودفعتهم لاعلان التوقف عن العمل. علما ان حكومة تصريف الاعمال بدأت بتنفيذ الضرائب الجديدة، التي لا يتصورها العقل البشري، قبل اقرار الزيادات على الرواتب، مما يهدد بانفجار اجتماعي سيطيح بالدولة ومؤسساتها إذا بقيت المعالجات المتبعة على هذا المنوال. كما ان هذه الحكومة لم تقدم حتى الآن على اي اجراء لمساعدة النازحين من الجنوب اللبناني جراء الغارات الاسرائيلية، و قد تجاوزت اعدادهم الـ ١٠٠ الف مهجر، كما لم تسأل ما هي اوضاعهم، وكيف يواجهون الظروف الصعبة؟
وفي هذا المجال، اعلن وزير الداخلية بسام المولوي من صيدا، ان عدد المنازل المدمرة كليا في الجنوب تجاوز الـ ١٠٠٠، وعدد المنازل المتضررة ٨٠٠٠، وتجاوز عدد الشهداء الـ ٢٠٠، مؤكدا على انتصار لبنان في هذه الحرب .
وكان طيران العدو الاسرائيلي قصف منزلا في مجدل زون، مما ادى الى استشهاد الطفلة امل حسين الدر ٦ سنوات وخديجة محمود سلمان وسقوط عدد من الجرحى، فيما دك مجاهدو المقاومة المواقع «الاسرائيلية» في المستعمرات بمختلف انواع الصواريخ من البركان الى الكاتيوشا الى الصواريخ المباشرة.
الاوضاع في غزة «يا قاتل يا مقتول»
عنوان المعركة للحرب الروسية الاوكرانية كما حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يا قاتل يا مقتول»، هذه المعادلة تسري ايضا على غزة في ظل القرار الاميركي – «الاسرائيلي»- العربي – الاوروبي بالقضاء على حماس وقتل قياداتها «ومحوها عن بكرة ابيها»، يقابله صمود اسطوري من المقاومة وقرار بالمواجهة حتى الطلقة الاخيرة، وكل التسريبات والمماحكات الاخرى بلا معنى ولا قيمة لها، والكلمة للميدان حتى اشعار آخر.
ان قرار الاعدام بحق المقاومين صدر اميركيا واوروبيا وعربيا لبناء الشرق الاوسط الجديد بكل مندرجاته الخليجية «وزارات السعادة والترفيه»، على انقاض الشرق العربي، مهما كان حجم الدماء والدموع والمجازر واستخدام كل الاساليب المشروعة وغير المشروعة، فواشنطن «وتل ابيب» والعرب والاوروبيون مصممون على خوض حربهم الاخيرة في غزة حتى النهاية، ولن يوقفوا الحرب حتى ترفع حماس ومَن معها وكل الدائرين في فلكها الرايات البيضاء، وهذا لن يحدث مهما كان حجم الضغوط.
الكلام ليس تحليليا، بل نقل الى بيروت من قيادات فلسطينية كانت في عداد الوفود التي شاركت في محادثات القاهرة وقطر وباريس، ووصلت الى قناعة ثابتة ان «اسرائيل» غير جاهزة للتسوية مطلقا، و«الهروب الى الامام» هو خيارها الوحيد التي ينقذها من التفكك، بعد النتائج العسكرية لعملية طوفان الاقصى، وما خلفته من ضرب للهيبة «الاسرائيلية» واسطورة «الجيش الذي لايقهر».
وحسب القيادات الفلسطينية، فان «اسرائيل» رفضت ورقة حماس كليا، واستطاعت انتزاع تفويض جديد من واشنطن بمواصلة الحرب لمدة ٦ اسابيع جديدة واطلاق الاسرى بالقوة، والمهلة تبدأ من اول آذار، بعد ان اقتنعت واشنطن بآراء بعض القادة العسكريين «الاسرائيليين» عن تراجع المستوى القتالي لحماس خلال الاسبوعين الماضيين، وهذا يفرض مواصلة القتال، مع الاعتراف بوجود ٦ كتائب للمقاومة ما زالوا يقاتلون بشكل جيد، ولا بد من القضاء عليهم، وهذا يفرض استمرار حرب الابادة.
اميركا مقتنعة باستحالة وقف جبهة الجنوب
اما بالنسبة للجبهة الجنوبية اللبنانية، هناك قرار اميركي رافض حتى الآن بتوسيع جبهة الجنوب، والوسيط الاميركي هاموس هوكشتاين عندما حضر الى لبنان بعد طوفان الاقصى، التقى الرئيس نبيه بري وطرح عدم توسيع جبهة الجنوب، فرد رئيس المجلس «نحن جبهة اسناد لغزة، وعندما يتوقف إطلاق النار في غزة تتوقف الحرب في لبنان». هذه المعادلة ما زالت سارية التنفيذ وتحكم الصراع في الجنوب، حتى هوكشتاين وادارته مقتنعان باستحالة وقف جبهة الجنوب دون وقف النار في غزة.
وفي المعلومات، ان اقصى ما تريده واشنطن في الجنوب بعد الوصول الى وقف النار، عودة الامور الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول، وعودة النازحين الى المستعمرات وقرى الجنوب، فيما ترتيب الاوضاع على الحدود وموضوع الـ ١٧٠١ والنقاط الـ ١٣، سيناقشها هوكشتاين عبر اللجنة الثلاثية المؤلفة من لبنان والعدو الاسرائيلي و»اليونيفيل»، على ان تنضم بلاده الى هذه اللجنة وتصبح رباعية. وبالتالي فان هوكشتاين لن يعود الى لبنان، الا بعد ايام من وقف إطلاق النار في غزة.
اما بالنسبة للورقة الفرنسية فقد تبين استحالة تطبيقها، واعدت بشكل سريع وغير مترجمة للعربية اصلا ومنحازة للعدو الاسرائيلي، وتقترح البدء بوقف النار «خطوة خطوة»، «قرية وراء قرية»، «سياسة كيسنجر»، على ان يتبعها ابعاد مقاتلي حزب الله الى مسافة ١٠ كيلومترات، بحيث لا يمكن عندها لبعض الاسلحة الفاعلة من الوصول الى المستعمرات.
معادلة عدم توسيع رقعة الحرب جنوبا
وفي المعلومات المتعلقة بمسار الاتصالات، فقد تبين ان واشنطن ترفض إعطاء اي ادوار لفرنسا ولندن والسعودية وغيرهم في لبنان، مع تفهمها للدور القطري، ولا تريد اي مواجهة واسعة بين «اسرائيل» وحزب الله، كي لا تتحول الى مواجهة اميركية – «اسرائيلية» مع إيران ودول المحور. ومن هنا، فان خطوط هوكشتاين مفتوحة مع بري عبر نائب رئيس مجلس النواب الياس ابي صعب، ومن خلاله مع حزب الله لعدم توسع جبهة الجنوب.
وفي المعلومات، ان الاميركيين حرصوا على ابقاء خطوط التواصل مفتوحة في الجنوب بين جميع القوى عبر قوات «اليونيفيل» التي تتولى نقل الرسائل غير المباشرة بين «اسرائيل» والجيش اللبناني، ومن خلاله مع حزب الله لمنع تدهور الأمور على نطاق واسع، وبالتالي فان معادلة عدم توسيع رقعة الحرب ما زالت تتحكم بمسار التطورات في الجنوب، وان كانت طبيعة العمليات العسكرية تفرض في بعض الأحيان توسيع دوائر القصف إلى ابعد من ٤٠ كيلومترا، مما جعل القلق ينتاب معظم اللبنانيين والقيادات السياسية من تدهور الأمور إلى حرب شاملة، وهذا ما حذر منه وليد جنبلاط، فيما قيادات سياسية اخرى تجزم بان توسع دائرة المواجهة امر حتمي، جراء معلومات حصلوا عليها من اوساط ديبلوماسية خارجية وتحديدا فرنسية، عن قيام «اسرائيل» بتوسعة الحرب، والتأكيد بان القرار متخذ، وتبين ان هذه التسريبات مبالغ فيها، والامور في الجنوب ما زالت تحت السقف، ومعالجة ملف الحدود ينتظر وقف النار، وما اذا كان هناك ملحقا لـ١٧٠١ بموافقة كل الاطراف .
6 اسابيع حاسمة وسوداء
وحسب القيادات الفلسطينية التي زارت بيروت، فان «لن توقف الحرب بمعادلة «لاغالب ولا مغلوب»، فيما السعودية لا تريد ادوارا فلسطينية او المشاركة بالمفاوضات لا من قريب او من بعيد، فيما الحذر «الاسرائيلي» من الدور القطري عبر قناة «الجزيرة» كبير جدا، وبالتالي هناك ٦ اسابيع حاسمة وسوداء في ظل مشاريع جهنمية كبرى باتجاه رفح، مع معلومات غير مؤكدة عن قبول مصري بانتقال مليون ونصف مليون فلسطيني الى صحراء سيناء، مقابل مليارات الدولارات كي تستطيع مصر الصمود في وجه الحصار الاقتصادي الخانق، مع التعهد بعودتهم مع بدء الاعمار في غزة عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية برئاسة سلام فياض، وخارج اطار السلطة الفلسطينية .
الملف الرئاسي
الملف الرئاسي «كلام بكلام»، فلا رئيس للجمهورية قبل اعلان وقف النار في غزة، والحسم لواشنطن فقط دون غيرها. ويذكر هنا، انه عندما عاد السفير السعودي وليد البخاري من اجازة اعياد رأس السنة، حاول تحريك الملف الرئاسي عبر سلسلة نشاطات، وتسريبات عن لقاءات لسفراء «الخماسية» في بيروت ولوزراء الخارجية في الرياض او باريس، لكنه اصطدم بموقف واضح وصريح من السفيرة الاميركية الجديدة، التي خاطبت البخاري بوضوح قائلة: «القرار لنا رئاسيا، ونحن دون سوانا من يحرك الملف ويأخذ المواعيد»، حينها تم تأجيل الموعد الاول لسفراء «الخماسية» عند بري، لان البخاري هو من تولى الاتصالات، وتمت الزيارة بعدها باسبوع، بعد ان حددت السفيرة الاميركية الموعد، عندها عقد الاجتماع عند بري دون اية نتائج او قرارات.
هذا المسار السلبي طغى على الاجتماع الاخير منذ ايام لسفراء «الخماسية»، وسط تباينات وخلافات، خصوصا ان كل دولة بات لها مرشحها. فكان الاجتماع للصورة فقط، والاتفاق على القيام بزيارات للفاعليات السياسية دون تحديد اي موعد لوزراء «الخماسية» او لقادة الاجهزة الامنية، وبالتالي كل الجهود «طبخة بحص»، وتبقى فرنسا تقود الاتصالات عبر لودريان في الوقت الضائع، من خلال زيارات على دول «الخماسية».
وقال مصدر مطلع «عندما تأتي مساعدة وزير الخارجية الاميركي الى لبنان باربرا ليف، عندها يمكن القول ان الملف الرئاسي قد تحرك، كونها قادرة على التواصل مع وزيري خارجية ايران والسعودية والباقي تفاصيل».
وحسب المطلعين على الملف الرئاسي، هناك خلافات اميركية – فرنسية واضحة، وواشنطن تدرك ان اي رئيس للبنان دون موافقة ايران وحزب الله «مكانك راوح» لست سنوات اضافية، والرئيس المقبل لا يستطيع التحرك دون حزب الله، حتى المفاوضات لمنع تدحرج الامور الى حرب شاملة في الجنوب، حصلت بشكل غير مباشر مع حزب الله عبر بري والياس بوصعب.
وبحسب المطلعين هناك اعجاب اميركي بأداء حزب الله لجهة ممارسته ضبط النفس وعدم توسيع دائرة الحرب. فما المانع ان يتمدد هذا السيناريو الى الانتخابات الرئاسية؟ فالثنائي الشيعي طرح سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، الذي له أفضل العلاقات مع واشنطن ومسؤوليها والدول العربية والاوروبية، ومع الصيغة اللبنانية الفريدة، وادوار البيوتات السياسية وتقوية الجيش، وهو المدافع الاول عن المارونية السياسية، ولولا مواقف جده وحافظ الاسد في لوزان وجنيف لطارت الرئاسة من الموارنة.
- صحيفة الأخبار عنونت: انزعاج أميركي وأوروبي أرجأ المؤتمر الفرنسي لدعم الجيش: إحباط مساعي باريس للاستثمار
وكتبت تقول: بالتزامن مع بدء وفد من لجنتَي الخارجية والأمن في الكونغرس الأميركي زيارة لبيروت أمس، للبحث في أفكار ومقترحات لدعم الجيش اللبناني ربطاً بمستقبل التطورات في الجنوب، أُعلن عن تأجيل مؤتمر لدعم الجيش كانت باريس تُعدّ لاستضافته في 27 من الشهر الجاري إلى موعد لم يُحدد. وبحسب المعلومات أُرجئ المؤتمر بسبب «خلافات بين باريس وعواصم أوروبية، إضافة إلى واشنطن، في ظل استمرار الحرب وعدم اتضاح مسار الحل السياسي وكيفية تطبيق القرار 1701»، وفقَ مصادر دبلوماسية قالت لـ«الأخبار» إن «الفرنسيين حاولوا قطف الملف، فقرّروا عقد المؤتمر من دون التشاور مع أحد». وأوضحت أن «باريس تسرّعت في الكشف عن المؤتمر والدعوة إليه، ما أربك بقية الأطراف الأوروبية والغربية، خصوصاً أنّ من المبكر تحديد الدور الذي سيقوم به الجيش وما قد يحتاج إليه، وفي ظل عدم اتضاح معالم اليوم التالي في لبنان لأن الأمر كله مرتبط بتطورات الوضع في قطاع غزة». لذلك «جرت اتصالات مع الفرنسيين لتأجيل المؤتمر حتى اتضاح الوضع في الأسبوعين المقبلين ربطاً بتطورات غزة».وبدأ وفد الكونغرس الأميركي الذي يضم السناتورين كريس كونز وريتشارد بلومنتال جولته، برفقة السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، من عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقالت مصادر مطّلعة إن «الوفد ناقش مع بري وميقاتي تطبيق القرار 1701، والشق المتعلق بانتشار الجيش في الجنوب ودوره هناك»، و«أكّد الرئيسان أن الجيش يعمل بحرية في الجنوب وموجود هناك، ولا اعتراض لدى أيّ من الأطراف على أن يكون له دور في ضبط الوضع. لكنه يحتاج إلى الدعم ليتمكّن من القيام بمهماته»، فيما أكد بو حبيب للوفد أن «استمرار تمويل الأونروا هو في مصلحة لبنان والدول المضيفة والعالم، لأن ذلك يفتح الباب للاجئين الفلسطينيين للأمل بمستقبل أفضل».
ونقلت وكالة «رويترز» عن كونز أن «الأسابيع القليلة المقبلة نقطة تحوّل حقيقية، لغزة وإسرائيل ولبنان والبحر الأحمر والعراق»، وأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد تكون له «تبعات إيجابية» للبنان. وأضاف أن ذلك «قد يتيح فرصة لمدة 45 يوماً، ويُرجح بشدة أن تكون خلال رمضان، ليتسنّى اتخاذ الخطوات التالية لبدء بناء الثقة التي من شأنها أن تفضي إلى تنفيذ القرار 1701». وقال إن «على الطرفين أن يغتنما هذه الفرصة للتهدئة والانسحاب».
باريس تتصرف في «الخماسية» وفق أجندة مستقلّة وتأخذ هامشاً غير مرغوب به من واشنطن
وأمس، أوضحت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة، رداً على التهديدات التي أطلقها مندوب إسرائيل في المنظمة الدولية حول نية إسرائيل تنفيذ القرار 1701 بالقوة في الأسابيع المقبلة، بأنّ «إسرائيل هي من يخرق القرار 1701، وخروقاتها البرية والبحرية والجوية التي تجاوزت الـ 30 ألفاً موثّقة لدى مجلس الأمن منذ عام 2006»، محذّرة من أن «التهديدات الإسرائيلية على لسان كبار المسؤولين والتبشير بالقتل والخراب والدمار تظهر نيات إسرائيل المبيّتة بتوسيع رقعة الحرب، ومحاولة للبحث عن ذريعة لشن عدوان على لبنان». وطالبت «الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة بإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وخروقاتها لسيادة لبنان، والبدء بمفاوضات من خلال الأمم المتحدة للالتزام بالقرار 1701 كاملاً، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، بحثاً عن الحل السياسي المنشود وحفاظاً على السلم والأمن الإقليمييْن».
سياسياً، وصفت مصادر مطّلعة لقاء سفراء «الخماسية» في قصر الصنوبر، أول من أمس، بأنه «محاولة جديدة لتوحيد الرؤية حول الملف اللبناني»، مشيرة إلى أن «النقاش بين السفراء الخمسة، بحسب معطيات وصلت إلى جهات سياسية، تؤكد أن عمل اللجنة في الوقت الحالي محكوم بالفشل»، وأن «اللقاءات المتتالية هي لمجرد تقديم صورة بأن هناك تنسيقاً دائماً بشأن لبنان». وأشارت المصادر إلى أن «النقاش أظهر خلافاً واضحاً وانقساماً بين الأميركي والقطري من جهة والسعودي والفرنسي من جهة أخرى، فيما بدا المصري كمراقب أكثر منه فاعلاً». وأكدت أن السفراء لم يتحمّسوا لفكرة باريس بزيارة المبعوث الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان لبيروت، قبل شهر رمضان، وهو التوقيت المفترض للدخول في فترة هدنة في غزة، وأن لودريان لا يمكنه التحدث باسم «الخماسية»، لعدم وجود برنامج مشترك متفق عليه بين العواصم الخمس، ولأن باريس، بحسب ما تقول المصادر، «تتصرف وفقَ أجندة مستقلة في كثير من الأحيان، وتتخذ هامشاً غير مرغوب به من واشنطن».
- صحيفة الأنباء عنونت: الحرب الشاملة تقرع أبواب لبنان… و”الخماسية” تمهّد لجولات رئاسية إضافية
وكتبت تقول: الوتيرة التصاعدية للعدوان الإسرائيلي على لبنان وغياب الضغط الدولي على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة وعلى جنوب لبنان يتوافق مع كلام الرئيس وليد جنبلاط بأننا “دخلنا في الحرب الموسّعة”، وهو ما تشير اليه الوقائع الميدانية لهمجية القصف الاسرائيلي على القرى الجنوبية واستهداف المدنيين.
وفيما يرفض حزب الله عملية استدراجه لهذه الحرب مكتفياً بالرد على مصادر إطلاق النار من دون اللجوء الى استخدام الصواريخ البعيدة المدى، لفتت مصادر أمنية عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن “كل شيء متوقعٌ بعد دخول الحرب على غزة مرحلة التسويات، وذلك بغياب الضغط الأميركي والدولي المؤثّر والانتخابات الأميركية المقررة في تشرين المقبل، وإصرار الرئيس جو بايدن على ترشيح نفسه لولاية ثانية”.
المصادر رأت أن “رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يحاول استدراج كل من بايدن وترامب لتمرير مخططه العدواني وإدخال المنطقة في حرب إقليمية، لاعتقاده بإمكانية التخلّص من حماس وضماناً لمستقبله السياسي”.
داخلياً، كان لافتاً تأجيل الاجتماع الذي دعت اليه فرنسا لدعم الجيش اللبناني الذي كان مقرراً في 27 الجاري لأجل غير مسمى. وفي هذا السياق، كشفت مصادر لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن أسباب التأجيل مردّها لحسابات سياسية كثيرة ومخاوف معينة. فالخلاف برأي المصادر يتركز على نوعية الدعم الذي سيُقدَّم، وهذا كان سبباً رئيسياً لتأجيل الاجتماع الذي كان سيُعقد قبل آخر هذا الشهر، وذلك لمزيد من التشاور قبل اتخاذ القرار خصوصاً وأن مهلة دعم الجيش التي أعلنت عنها قطر تنتهي أواخر شهر آذار. المصادر أكدت أن تسليح الجيش أمر ضروري بالنسبة للغرب، لافتة الى ما نشره معهد واشنطن للدراسات في الشرق الأوسط عن التشكيك ببعض الوحدات العسكرية.
على خط آخر، كان لافتاً اجتماع سفراء اللجنة الخماسية الذي عُقد في قصر الصنوبر أمس الأول، وإن كانت المصادر السياسية تحدثت عن استمرار التباينات بين أعضاء اللجنة الخماسية. حيث لفتت المصادر عبر “الأنباء” الالكترونية الى أن سفراء اللجنة سيكون لهم حراكاً واتصالات سياسية تمهيداً للزيارة التي سيقوم بها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان. إلا أن المصادر لا تعوّل كثيراً على حراك الخماسية، معتبرة أن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد، وهناك فقط جولات إضافية.
عودة هذه الجولات قد لا تعني في هذه اللحظة بالذات الاتفاق على انتخاب رئيس في ظل الحرب في غزة والجنوب، إلا أن اللقاءات تبقى أفضل من الجمود، وقد تكسر بعض الجليد والجفاء بين القوى السياسية.