سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: أزمة تشكيل الحكومة .. إلى الوراء در
الحوارنيوز – خاص
لم يسجل أي مؤشر إيجابي في ملف تشكيل الحكومة، فيما المؤشرات المعيشية والانهيارات سلبية بالكامل وبدأت تداعيات الأزمة المعيشية تتحول إلى فوضى إدارية وأمنية تنذر بالأسوأ،والصحف الصادرة اليوم عكست هذا الواقع.
- صحيفة “النهار” عنونت:” بري ل”النهار”: لا حكومة .. ولا اعتذار . الانهيار لا ينتظر انتخابات وتخوف أمني” وكتبت تقول:” غداة تطورات شديدة السلبية أرخت بظلالها على مجمل الوضع الداخلي والازمة الحكومية خصوصاً عقب المواقف المتفجرة التي اطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل واعتبرت استهدافا “قاتلا” لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، يكتسب استكشاف “النهار” امس لموقف الرئيس بري أهمية مضاعفة لتلمس أفق ما بعد هذا التصعيد الخطير. ذلك ان الرئيس بري يقول ان مبادرته او مساعيه لتأليف الحكومة لا تزال قائمة، ولن يتراجع الا بتوافر مبادرة اخرى مقبولة، وهو متمسك بالرئيس المكلف سعد الحريري لانه يحظى بتأييد جمهور طائفته ودار الفتوى ونادي رؤساء الحكومات السابقين، وهو حظي بتأييد النواب في الاستشارات، “هم لا يريدونه ونحن للاسباب الانفة الذكر نتمسك به”. ويعتبر انه في مقابل لا حكومة، لا اعتذار. ورداً على سؤال “النهار” عن ان الرئيس المكلف قد يُقدم على الاعتذار بناء لإشارة من بري تفيد بموت مبادرته، اجاب رئيس المجلس “الانتظار سيطول”. لكن بري يؤكد ان البلد لا يحتمل التأخير، ولا يحتمل إنتظار انتخابات نيابية ولو مبكرة، لانها لا يمكن ان تحصل قبل ثلاثة او اربعة أشهر، والبلد قد يشهد انهياراً كاملاً خلالها، “اذا اعتذر الحريري سيكون انهيار تام، واخاف من الناحية الامنية”، يقول. ويعتبر ان اسقاط حكومة الحريري ذات يوم فيما كان يهمّ بدخول البيت الابيض كان خطأ “وجل من لا يخطىء“. واذ يؤكد ان الحريري تجاوب مع مبادرته برفع عدد الوزراء الى 24 والقبول بآلية للتسمية، يلفت الى ان اجتماعين او اكثر ما بين القصر الجمهوري والبياضة افضت الى تجاوب النائب باسيل مع بنودها، قبل ان يعلن انه غير مطلع عليها. ويرفض بري الكلام عن المثالثة اذ يرى ان الرئيس ميشال عون الوحيد الذي سيحصل على ثمانية واكثر، فيما ان وزراء الشيعة خمسة فقط، ومقاعد الحلفاء تخص هؤلاء. واكد انه لا يجوز لأي طرف الحصول على ثلث “معطّل“. ورداً على سؤال عن ضمانات الاصلاح لاستعادة الثقة بلبنان التي يتمسك بها ويشدد عليها، فيما “حزب الله” ومن حوله يرفضون اللجوء الى صندوق النقد الدولي، يجيب ان المهم انهم ارتضوا بالمبادرة الفرنسية وهي اصلاحية. ويعتبر ان الثقة تجذب المليارات كما نقل اليه اكثر من موفد دولي. ولا يعلق بري على لجوء النائب باسيل الى السيد حسن نصرالله الا بقوله “بتعقّد” مع ابتسامة من دون ان يضيف كلمة.
- صحيفة “الجمهورية” عنونت:” عون يرفض تهميش الرئاسة.. الحزب لا يتجاوب مع باسيل .. بري لعل الصمت يشفيه” وكتبت تقول:” ليست مبالغة في القول انّ النوايا الخبيثة تقبض على لبنان، فلا يمضي يوم إلّا وتُلقى فيه جمرة جديدة، تدفع الواقع السياسي الى مزيد من الاختناق والتأزّم. حرب بيانات محتدمة، إشتباكات في كل الاتجاهات؛ صار المشهد أشبه بلعبة صبّ للزيت على النار، واللاعبون لا يعبأون ببلد أتى الحريق عليه في كل مفاصله.
يشي هذا المشهد المقيت، بأنّه لم يعد للصلح مطرح، سقطت الوساطات والمبادرات، و”فرطت” العلاقات وتفرّقت الرئاسات، وذهنية العداء الحاكمة للقابضين على الدولة والقرار، مصرّة بوقاحة لم تشهد مثلها أكثر الدول تخلّفا وأسوأها ديكتاتورية، على أن تربط حبالها على جرار التصعيد، والمقامرة الرخيصة بمصير وطن وشعب صار على آخر رمق.
وعلى طاولة القمار هذه، انقلبت الاولويات؛ بدل الاتصالات العقلانية والموضوعية للتوافق على تشكيل حكومة، صارت الأولويّة لعرض العضلات السياسية والحسابات الحزبية والطائفية، والحكومة العتيدة سُدّت كل الطرق المؤدية اليها، وما بين الشريكين في تأليفها؛ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، حرب معايير وصلاحيات وعداء واتهامات واهانات، واعادة مدّ الجسور بينهما صارت تتطلّب معجزة في زمن لا مكان فيه للمعجزات.
هذا الجو، حضّر الأرضية لإرتطام البلد بالارض، وما على اللبنانيين سوى أن يعدّوا انفسهم للأسوأ الآتي. تقديرات كل الخبراء الاقتصاديين والمؤسسات المالية الدولية، تحذّر من انّ هذا الارتطام اصبح وشيكاً، ولبنان مهدّد بكارثة كبرى. البنك الدولي وجّه إشارات تحذيرية مباشرة بهذا المعنى، لم تلق آذاناً صاغية ممن يُفترض انّهم مسؤولون في لبنان، بل هروب من المسؤولية والالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الأزمة ومخاطرها.
وهكذا فعل المنسق الاعلى للشؤون السياسية الخارجية جوزيب بوريل. وبحسب معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، فإنّ بوريل كان على بيّنة تامة من دقائق وتفاصيل الوضع في لبنان، ومدركاً مكمن تعطيل تأليف الحكومة، ويعرف المعطلين بالإسم. وما قاله خلف الابواب المغلقة مع من التقاهم من المسؤولين، أخطر مما جرى التصريح عنه خارجها، قال صراحة انّ لبنان يقترب مما وصفها “كارثة كبرى”، المجتمع الدولي وفي مقدّمه الاتحاد الاوروبي ينتظر منكم مبادرة إنقاذية سريعة له، تبدأ بالتعجيل في تشكيل حكومة الاصلاحات.
ووفق مطلعين على اجواء ما دار في لقاءات بوريل مع المسؤولين، فإنّه لم يكن مرتاحاً من محاولة بعض من التقاهم إعطاء بعد خارجي لتعطيل تأليف الحكومة، ما اعتبره هروباً متعمّداً من الحكومة. واكّد جازماً على مفاده، انّ الخارج، كل الخارج، بريء من هذه التهمة. وتعمّد ان يصرّح بكلام بهذا المعنى على منبر القصر الجمهوري.
وبحسب المطلعين، فإنّ بوريل، قد بدا في كلامه وكأنّه يسدي “النصيحة الاخيرة”، حيث اكّد على ما مفاده: “المشكلة عندكم وحدكم، لقد اقترب ارتطام بلدكم، صار الوقت ضيّقاً جداً، ولكن ما زالت الفرصة متاحة امامكم، عليكم ان تعجّلوا في تأليف الحكومة، والمجتمع الدولي جاهز لمد يد المساعدة“.
ويكشف هؤلاء المطلعون، انّ بوريل في لقاءاته وقف على تناقضات حادة بين هذا المسؤول وذاك، وما لم يقله صراحة، قاله بعض مساعديه: “ما سمعناه لا يحملنا على إبداء التفاؤل”. وعكسوا حقيقة الموقف الاوروبي من تعطيل الحكومة والتأخّر في بدء المعالجات للأزمة الخانقة في لبنان بقولهم: المجتمع الدولي وتحديداً دول الاتحاد الاوروبي متضامنة مع الشعب اللبناني وتتحسّس معاناته، ونحن حزينون، عار على هؤلاء القادة ما يفعلونه ببلدهم“.
لعلّ الصمت يشفيه
واذا كان قصف باسيل قد استدعى سجالاً قاسياً مع “القوات اللبنانية”، الّا أنّ الموقف في المقلب الآخر، جاء إنفاذاً لما سمّته مصادر موثوقة “قراراً بعدم الإنجرار الى سجال، بحسب توقيت وانفعالات المعطلين، فدعوهم يصرخون وحدهم”. فأوساط الرئيس المكلّف لم تجد ما يستأهل الردّ. مع تأكيدها انّ ما قاله باسيل يؤكّد المخاوف التي سبق ان حذّرت منها. فيما عين التينة، وعلى رغم الاستهداف المباشر والقاسي بحق رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اكتفت بمقاربة هجوم باسيل على قاعدة ما قلّ ودلّ، وفق المثل القائل “انّ اللبيب من الاشارة يفهم”، وذلك عبر جملة قصيرة تنطوي على “دلالة كبيرة”، اعلنتها مصادر عين التينة، وفيها “من كان الكلام لا يكفيه، لعلّ الصمت يشفيه“.
- صحيفة “الانباء” الإلكترونية عنونت:” لا المساعي لمحلية ولا النصائح الخارجية تدفع التأليف .. وعودة الى ما دون الصفر” وكتبت تقول:” رغم تشديد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على وتأكيده انها “ليست عيباً”، خصوصاً أمام هول الكارثة التي يتخبط بها لبنان مجددا الدعوة الى ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت، فإنه وللأسف تبدو كل الجهود والمساعي الهادفة لتشكيل الحكومة مفرملة، وقد ضاعت معها كل فرص الإنقاذ الممكنة لإعادة تفعيل القطاعات المتعثرة، والتي أثبتت حكومة تصريف الأعمال، رغم بيانها الدفاعي امس، عجزها عن معالجتها، كأزمة المحروقات والدواء والطحين وغيرها. هذه الأجواء المشحونة جمدت المبادرة التي يقودها الرئيس نبيه بري لتشكيل الحكومة، وقد غادر الرئيس المكلف سعد الحريري الى الامارات، كما غادر المبعوث الأوروبي جوزيف بوريل دون ان يرشح شيئا عن زيارته، سوى التلويح بالعقوبات. مصادر سياسية أكدت لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “عملية تشكيل الحكومة عادت ليس فقط الى المربع الأول بل الى ما دون الصفر، فالأمور ازدادت تعقيداً فيما الأوضاع العامة في البلاد لا تبشّر بالخير وبات من الصعب في ظل هذا الخطاب السياسي التوصل الى تشكيل حكومة“. من جهتها، وفي ظل الصمت التي يلتزم به حزب الله، رأت اوساط مقربة منه عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية انها “كانت تأمل أن يتقدم للمعنيين خطوة الى الأمام ويعملون وفق النصيحة التي تلقوها من المسؤولين الروس ومن قيادة حزب الله، أي المساعدة على تشكيل الحكومة وعدم تعقيد الأمور أكثر، ورمي الطابة في ملعب حزب الله“. الأوساط قالت ان النائب جبران باسيل يعلم أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يؤيد الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتشكيل الحكومة، “وهو لن يوفر جهدا لتوفير كل ما يلزم لإخراج البلد من هذه الأزمة عبر تشكيل حكومة تعمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتكون مقبولة من الجميع. فالوقت اليوم هو للعمل وليس للمحاصصة وتقاسم المغانم“. من جهتها، أعربت مصادر عين التينة عن انزعاجها الشديد من كلام باسيل، معتبرة عبر “الأنباء” الإلكترونية أنه لا يستأهل لا الرد ولا التعليق عليه، وأنها لم تكن تنتظر منه اكثر من ذلك، وأن خطابه لم يتغير منذ بداية الأزمة. المصادر استغربت “عدم مقاربة باسيل للأوضاع السيئة التي يعيشها اللبنانيون وحساباته دائما هي في غير مكان“. وفي سياق الردود على كلام باسيل، اكتفى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة بالقول عبر “الأنباء” الالكترونية: “كلام باسيل وتّر الجو العام أكثر بكثير مما كان عليه، وعقّد تشكيل الحكومة وأحبط اللبنانيين“. بدوره، عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين ذكّر عبر “الأنباء” الالكترونية بالبيان الذي أصدره بيت الوسط بأن “باسيل أصغر من ان يُرد عليه”، لافتا الى انه “ليس هناك أي اجراء او قرار جديد قد يتخذه الحريري قبل أن يعلن بري انتهاء مبادرته او فشلها، وذلك من ضمن الالية التي يشدد عليها الحريري، اي حكومة اختصاصيين من دون ثلث معطل لأحد، وأما حجم الحكومة لم يعد مشكلة لديه ان كانت من 18 أو 24 وزيرا، فالعدد ليس مشكلة والمهم ان لا يكون فيها ثلثا معطلا“. هذا ولا تزال الجبهة على اشتعالها على خط معراب، وقد أشار رئيس دائرة الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور عبر “الأنباء” الإلكترونية الى أن “باسيل اليوم بوضع مأزوم شعبياً وعلى المستوى المسيحي، فهو لا يستطيع أن يهرب من واقع مُعيَّن سوى من خلال إفتعال مواجهات علّه يستطيع أن ينسي الناس همومها التي يعيشونها يومياً، وهو بذلك يعتمد أسلوب شد العصب والمواجهات غير الحقيقية إعتقاداً منه أنه يحرف أنظار الناس عن الفشل الذي تسبب به، وهو يتقصد هذه المؤتمرات الصحافية علّه يعوض ما حل به بسبب العقوبات”، مضيفا “لقد أساء الى موقع رئاسة الجمهورية بأنه الحاكم والحكم، لقد تخلى عن موقعه وأهدافه للسيد حسن نصرالله في ذمية ما بعدها ذمية“. وسأل جبور: “بأي حق يعطي وكالة للسيد حسن على حقوق المسيحيين، فيما نصرالله أساء لجميع اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيين من خلال ضرب الدولة ومنع قيام الدولة”، متهماً باسيل “بالقيام بتوزيع أدوار” و”يغطي سلاح حزب الله مقابل الوصول الى السلطة، فهو يستجديه من جهة أن يؤلف الحكومة وفق مصلحته وعلى حساب بري والحريري، وفيما أعلن نصرالله الوقوف على الحياد، ويريده لمصلحته ولا يبقى في الحياد، فبدلاً من أن يستقوي بموقع رئيس الجمهورية على غرار ما جرى في عهد الرئيس فؤاد شهاب يستقوي بالسلاح”، مضيفا “على الصعيد المسيحي هذا الخطاب هو خروج عن الخط اللبناني والمسيحي بعيداً عن سياسات الأمر الواقع بممارسته ضرب موقع رئاسة الجمهورية وضرب دور المسيحيين بعد أن كانوا المثل والمثال“.