سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: أجواء سلبية تهدد مبادرة بري
الحوارنيوز- خاص
حتى ساعات الفجر الأولى لم تكن قد تبدلت الأجواء السلبية التي طغت على مسار مبادرة الرئيس بري لتشكيل الحكومة.
بين قائل بأن ما حصل بين تياري المستقبل والوطني الحر،هو كلام ما قبل التسليم بمبادرة بري ،وقائل بأن عناد التيارين لا رجوع عنه، يستمر لبنان معلقاً على مشنقة الحسابات الطائفية والفئوية.
كيف عكست صحف اليوم مناخات اليوم السياسي الطويل أمس؟
-
صحيفة “النهار” عنونت:” خيارات تصعيدية وبري ينتظر جواب باسيل” وكتبت تقول:” لم تحمل الساعات الأربع والعشرون الأخيرة التي أعقبت انطلاق الحركة السياسية الكثيفة على خلفية تفعيل مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتذليل عقبات تشكيل الحكومة ما يبدل الانطباعات المتشائمة، حيال فرصة ”نجاة” هذه المبادرة ومعها فرصة استيلاد الحكومة. بل ان معالم الشكوك في ان يمرّ الأسبوع الحالي الذي يتردد انه يشكل مهلة حاسمة لبت مصير المبادرة قبل ان يسحبها صاحبها في حال اصطدمت بالإخفاق، زادت بقوة في ظل المراوحة المكشوفة التي طبعت مجمل التحركات وخصوصا لجهة “تزخيم” آليات رمي بالونات الاختبار حول البدائل الوشيكة بعد ان يثبت اخفاق الجهود المتجددة وذهابها ادراج الرياح. ذلك انه بدا واضحا ان “الأفكار البديلة” التي كثر الحديث عنها امس من مثل اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري او استقالة نواب “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” أيضا ومن ثم تلويح رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالمطالبة بطاولة حوار في بعبدا من باب “التهويل” بالخيارات الاستثنائية. كل هذا لا يترك ادنى شك في ترنّح الجهود الجديدة التي تولاها الرئيس نبيه بري وتجاوب معها الرئيس الحريري، وعادت الأمور الى معادلة التعطيل إياها التي يقف وراءها العهد وتياره السياسي بما يكشف عدم وجود قرار حقيقي بالافراج عن الحكومة.
وبرز مؤشر مهم وبارز حيال ما بلغته مبادرة الرئيس بري حين أجاب رئيس المجلس ليلا “النهار” على سؤالها اين وصلت المبادرة بقوله انه ينتظر الاجوبة على مبادرته والمخرج المساعد الذي وضعه لتسهيل الحكومة، وكان قد بحث كل هذه التفاصيل مع الرئيس المكلف في اجتماعهما الأخير في عين التينة. ورداً على سؤال “النهار” عن موقف الرئيس الحريري أجاب الرئيس بري: “الحريري موافق على مبادرتي وانتظر جواب جبران باسيل”.
وكانت بعض المعطيات اشارت الى ان تم التوافق على حكومة 24 وزيرا من ناحية الحصص والحقائب، لكن الخلاف لا يزال على تسمية العهد لوزيرين مسيحيين فوق ثمانية وزراء حصته وحصة تياره. ونقل عن مصادر عين التينة حرصها على التأكيد ان الاتصالات ستستكمل على رغم علم المطلعين على مفاوضات التشكيل ان العقبات لا تزال تحول دون التوصل الى اتفاق لاسيما لناحية تسمية الوزيرين المسيحيين.
-
صحيفة “الاخبار” وتحت عنوان:” لا حكومة” كتبت تقول:” أزمة تأليف الحكومة انتهت إلى أسوأ مما كانت عليه قبل المسعى الأخير لحل المشكلة القائمة بين الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل من جهة، المكلف سعد الحريري، من الجهة الأخرى. ليس أدلّ على أن الأزمة تزدادحدة سوى العبارات التي وردت في بيان تيار المستقبل أمس. ففي نظر الحريري، رئيس الجمهورية “يدير مستنقعاً سياسياً”، وقصر بعبدا “مؤسسة حزبية”، وعهد عون هو “عهد جهنّم” و”أسوأ العهود في تاريخ لبنان”، وباسيل ”يستخدم الرئيس عون”…
من قرر نشر هذا البيان هو الشخص الذي يفرض عليه الدستور تأليف الحكومة بالشراكة مع رئيس الجمهورية. وكلامه لا يدل على عمق الأزمة بينه وبين عون وباسيل وحسب، بل يوحي، قبل ذلك، بأنه لا يريد تأليف الحكومة، ما دام عون في قصر بعبدا. وما يؤكد هذا الاستنتاج أن البيان العالي اللهجة الذي أصدره “المستقبل”، أتى بذريعة الرد على باسيل الذي قال (في مؤتمر صحافي مخصص للإعلان عن اقتراح قانون للبطاقة التمويلية): ”لن نترك أي مجال إلا ونقوم به لأننا نريد اليوم حكومة برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري. أما إذا حصلت مماطلة بالموضوع بعد مهلة الأسبوع التي حددها الرئيس نبيه بري، فسنطلب مجدداً من رئيس الجمهورية الدعوة الى طاولة حوار، لأن المكاشفة ووضع المشاكل على الطاولة ستؤدي حتماً الى تسهيل وتسريع تشكيل الحكومة، وهذا الحوار لا يمس أبداً بالأصول الدستورية بين رئيسَي الجمهورية والحكومة والتشاور مع الكتل النيابية كي تنال الحكومة الثقة، أما إذا تم الامتناع عن المشاركة في الحوار الجماعي فسنفكر بمبادرة جديدة واللجوء الى خطوات ضاغطة وملزمة لعملية التأليف”. كلام باسيل، بما يتضمّن من سحب لصلاحية تأليف الحكومة من الرئيسين إلى طاولة للحوار، يعني أيضاً أن رئيس التيار الوطني الحر لا يريد حكومة يرأسها سعد الحريري.
خلاصة التراشق بين الخصمين اللدودين، واللذين يفترض بهما أن يكونا شريكين في الحكومة المقبلة، أنْ لا حكومة قريباً. هذا “النقاش” سبقته اجتماعات أول من أمس في عين التينة (بين بري والحريري) والبياضة (باسيل وعلي حسن خليل وحسين الخليل)، كانت نتيجتها أن المفاوضات التي أجراها بري، مدعوماً من حزب الله، توقفت. الحريري قدم تشكيلة من 24 وزيراً “كانت مقبولة بنسبة كبيرة”، بحسب مصادر الوسطاء. وباسيل رد بأنه سيتشاور مع رئيس الجمهورية، لكنه عاد وأصرّ على رفضه أن يسمّي الحريري أي وزير مسيحي، وبالتالي أن تقتصر حصة رئيس الحكومة وحليفه وليد جنبلاط على 6 وزراء، في مقابل 8 وزراء لعون والتيار، علماً بأن الاتفاق الأولي كان يقضي بتأليف حكومة من ثلاثة أجزاء متساوية العدد (8 – 8 – 8). وقد ردّ الحريري على رفض باسيل، بالإصرار على أن تكون حصته 8 وزراء.
كان من المفترض عقد اجتماع آخر بين باسيل والخليلين، لكن رئيس تكتل “لبنان القوي” فاجأ الوسطاء بمؤتمره أمس الذي دعا فيه إلى طاولة حوار. وتساءلت مصادر الثنائي عما إذا كانت هذه الدعوة هي رفض غير مباشر للتشكيلة، مستغربة أصل الدعوة “طالما أن الطرفين الأساسيين يرفضان الاجتماع”. وقد اعتبر الحريري الدعوة إلى عقد طاولة للحوار في بعبدا محاولة لمصادرة صلاحيات الرئيس المكلّف تأليف الحكومة، فيما أكدت مصادره أنه لن يعتذر، وسيتمسك بورقة التكليف. أما رئيس التيار الوطني الحر، فلا يزال يدرس إمكانية الاستقالة من مجلس النواب.
بين الحريري وبري، كان ثمة نقاش وصل الى تفاصيل الحقائب والأسماء. وقبل يوم أمس، كان رئيس المجلس قد وصل إلى اقتناع مفاده أن رئيس “المستقبل” لا يريد تأليف الحكومة. لكن رفض باسيل للتشكيلة الأخيرة، أعاد إليه صفة “المعطّل” في نظر برّي.
ماذا بعد فشل ما يمكن اعتباره آخر مساعي التأليف؟ أسهم “حكومة الانتخابات” ترتفع؟
-
صحيفة “اللواء” عنونت:” حرب باسيل- الحريري تطيح وساطة بري .. وعتمة غجر تطبق على اللبنانيين” وكتبت تقول:” وعد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، وصدق بوعده.. ها هي الكهرباء، تقترب من الانطفاء، فمنذ فجر أمس، والتقنين يتقدّم على ما عداه، بدل 6 ساعات كهرباء، ومثلها انقطاع، انخفضت النسبة إلى 3 ساعات كهرباء، وأكثر من مثلها عتمة، ضمن جدولة تقضي بالمضي قدماً بإقفال معامل توليد الطاقة من الذوق إلى الجية وسائر المعامل الجديدة والقديمة، بانتظار أيام قليلة ويصبح الأمر مقضياً.
فمخزون الفيول في طريقه إلى النفاد، وفيول العراق على طاولة المفاوضات والاتفاق لسدة الثغرة، وسط كلام ان مصرف لبنان وافق على فتح اعتماد لباخرة فيول اويل لمعمل الذوق القديم، لكن موافقة المصرف المعتمد لدى مؤسسة كهرباء لبنان تؤخّر عملية إفراغ الحمولة من الفيول ليستمر المعمل بالعمل.
وعلى جبهة الدواء وفقدانه من الصيدليات، الوضع ليس أفضل حالاً والمشكلة في السجال الحاصل بين وزارة الصحة ومصرف لبنان حول تغطية الدعم لأدوية الأمراض المستعصية.
وللأسبوع الثاني على التوالي، تستمر محطات الوقود في اذلال المواطنين عبر الصفوف الطويلة، والذليلة للحصول على بعض من بنزين أو مازوت لتيسير الأمور..
وفي المشهد المضطرب، تستمر رابطة موظفي الإدارة العامة بالإضراب ويرفض الموظفون الدائمون والمتعاقدون والمياومون العودة إلى العمل بدوام كامل، في ظل أزمة المحروقات، وقبل تصحيح الرواتب، ليتمكنوا من الذهاب والاياب إلى مراكز أعمالهم، لا سيما الموظفون الذين يسكنون في منازل بعيدة أو خارج العاصمة.
وعند حافة الهاوية، يلعب المعنيون بتأليف الحكومة، في وضع لم يسبق ان شهد لبنان له مثيلاً في تاريخه الحديث..
وكما بات واضحاً للمراقبين والقوى السياسية فرئيس تكتل لبنان القوي، النائب جبران باسيل ما يزال يفتعل التأزمات السياسية، مع كل إطلالة بمناسبة أو بدون مناسبة.
وكشفت مصادر سياسية ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اجهض مبادرة الرئيس نبيه بري منذ بدايتها من خلال رده السلبي على الافكار والمخارج الوسطية التي حملها اليه النائب علي حسن خليل وممثلا حزب الله حسين خليل ووفيق صفا امس الاول، واعاد خلال اللقاء تشبثه بالمطالب والشروط التعجيزية نفسها التي تلطى بها منذ تكليف الحريري لتعطيل تشكيل الحكومة، بل اكثر من ذلك عندما فاجأ الحضور بضرورة اعتماد آلية مستحدثة من قبله لتشكيل الحكومة. وعندما قوبل طرحه بالرفض باعتباره مخالف للنصوص الدستورية التي تنظم آلية التشكيل، أصر عليها بالقول ان هذا ما يجب ان تكون عليه لتحقيق التوازن بين صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وكشفت المصادر ان تشبث باسيل بهذه الشروط وخصوصا ما يتعلق منها بحصة رئيس الجمهورية الوزارية، أكان التيار ممثلا بالحكومة ام لا وهي ثمانية وزراء واصراره على حصر تسمية الوزراء المسيحيين بالرئيس عون ورفضه المطلق بأن يسمي الحريري ايا منهم، اضافة الى عقدتي وزارتي الداخلية والعدلية ومن يسميهما او يوافق عليهما، اعادت الامور الى ما دون الصفر بعملية التشكيل، واعطت انطباعا واضحا باستمرار اسلوب رئيس الجمهورية وفريقه السياسي برفض استمرار الحريري بعملية التشكيل رغم التوصية النيابية الاخيرة، مهما كانت تداعياتها السلبية واضرارها المتراكمة على البلد كله. ووصفت المصادر ادعاءات باسيل بانه لن يتوقف عن تذليل الصعوبات أيا كانت حتى تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة الحريري بانها تمثل ذروة التكاذب التي يجسدها رئيس التيار الوطني الحر، لخداع الرأي العام والظهور بمظهر المساعد لعملية التشكيل، بينما هو في الواقع، اول من سعى لا عاقتها وتعطيلها، وهو يحاول اليوم تسويق هذا الاسلوب بطريقة مختلفة ولكنها توصل الى نفس النتيجة وهي اعاقة وتعطيل التشكيل وقطع الطريق على الرئيس المكلف سعد الحريري بالكامل.
وغداة هذا الانهيار السياسي، جرى تواصل بين الرئيسين برّي والحريري، وتقييم لما حصل، وكانت وفقاً لمصادر واسعة الاطلاع، النتيجة سلبية، الأمر الذي يطرح إمكان توقف مبادرة الرئيس نبيه برّي أو تأجيل الإعلان لبضعة أيام.