سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:ميلاد وسط الأزمات..والراعي يحمل الصراع الدولي إعاقة انتخاب الرئيس

 

الحوار نيوز – خاص

حلّ الميلاد هذا العام وسط أزمات متعددة في لبنان ليس أقلها الشغور الرئاسي الذي صار في عهدة القوى الدولية ،وهو ما أشار إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي رأى أن  الصراع الدولي يعيق مساعي انتخاب رئيس للجمهورية.

ما صدر من صحف اليوم تناول هذا الواقع:

 

  • النهارعنونت: ميلاد مأزوم في لبنان… ومواقف بكركي أشدّ التهاباً

 وكتبت صحيفة النهار تقول: في ليلة الميلاد “اللّبنانية” بدا بديهيّاً أن تتجمّع آمال اللّبنانيّين وأمنياتهم وأحلامهم حول انبعاث أفق من نور الحلول لمآسيهم وأزماتهم التي تبدو كأنّها عاصية على أيّ انفراج قريب. ووسط الانسداد الآخذ في الاشتداد في الأزمة السياسيّة – الرئاسيّة التي تترك الفراغ حاكماً وحيداً فعليّاً للبلاد لم يكن أدلّ على قتامة المشهد والواقع الداخلي من المواقف الشديد التّعبير عمّا مآلات الأزمة التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد والتي يمكن وصفها بأنّها شكّلت ذروة الذّروات في مواقفه النارية العاكسة لعمق الاعتمال الذي تتفاعل الكنيسة مع اللّبنانيين جميعاً حياله وليس فقط أبناء الكنيسة.

ولكن ما يثير الخشية المتعاظمة من المرحلة الآتية هو أنّ لا صوت يبدو قادراً على كسر معادلة التّعطيل التي تتولّاها قوى معروفة بدليل انّ هذه القوى لا توفّر مناسبة إلّا وتطلق العنان لمواقف تتحدّى كلّ اتّجاهات الإنقاذ على غرار الحملات التي يستهدف عبرها “حزب الله” بكركي بطرق مباشرة أو ملتوية تحت ستار رفض التّدويل أو الدّعوة إلى مؤتمر دولي فيما يمعن الحزب في التسبّب مع شركائه في الفراغ الرّئاسي واستباحة الواقع اللّبناني برمّته للأزمات المفتوحة المتدحرجة.

وبإزاء ما بلغته الأوضاع المتدهورة في البلاد من سقوف مخيفة أطلق البطريرك الرّاعي أمس في الرسالة الميلاديّة مجموعة مواقف بارزة فقال بداية “لئن خيّب السياسيّون آمال الشعب ال#لبنانيّ، فإنّ مخلّص العالم، يسوع المسيح، في ذكرى ميلاده، يثبّتنا ويثبّت شعبنا على صخرة الرّجاء بأنّه قادر على أن يخرجه من مآسيه ساعة يشاء وكيفما يشاء”.

وأضاف “إنّه في البداية يسائل ضمائر المسؤولين السياسييّن عن موقفهم من عذاباتِ الشعب؟ يرتفعُ سعرُ الدّولار ولا أحدَ منهم يتحرّك! تهبطُ اللّيرةُ اللّبنانيّةُ ولا يَرِفُّ جِفنُ مسؤول! يَستخِفّون بأصحابِ الودائع ويَعدُونَهم بإعادةِ أموالِـهم فيما قراراتُ الدّولةِ تُناقض هذه الوعود.

الشعبُ يَتسوّلُ الخبزَ والغذاءَ والدواءَ والكهرباءَ والمياهَ والغازَ والمحروقاتِ وفرصَ العملِ والأجورَ والتعويضات، وهم غير معنيّين …”.

وتابع: “من المؤسف حقّاً أنّ كلّ المعطيات السياسيّة تؤكّد وجودَ مخطّط ضِدَّ لبنان، لإحداثِ شغورٍ رئاسيٍّ معطوفٍ على فراغٍ دستوريٍّ يُعقّدُ أكثرَ فأكثر انتخابَ رئيسٍ للجُمهوريّة. ألم تمنع فئاتٌ سياسيّةٌ تأليف حكومةٍ قبل انتهاءِ ولايةِ الرئيسِ العماد ميشال عون رغمَ علمها أنَّ الحكومةَ القائمةَ مستقيلةٌ حُكمًا وتُصرِّفُ الأعمال، وأنّها ستَخلقُ إشكاليّاتٍ في تحديدِ دورِها؟

ومن ثم صار تعطيل متعمّد لانتخابِ رئيسٍ للجُمهوريّة ليُصبحَ لبنانُ من دون أيِّ سلطةٍ شرعية. نسأل المعنيّين بهذا المخطّط: ماذا تريدون؟ لماذا تنتقمون من لبنان؟ لماذا تهدمون دولة لبنان؟ مهما دارت الظّروف لا أولويّةَ سوى انتخاب رئيس. لا توجد دولةٌ في العالم من دونِ رئيسٍ حتى في غياهبِ الكرة الأرضيّة. إنّ الذين يمنعون إنتخاب رئيس لكلّ لبنان، يمنعون قيامة لبنان. أمّا البطريركيةُ المارونيّةُ فمُصمِّمةٌ على مواصلةِ نضالَها ومساعيها في لبنانَ ولدى المجتمعَين العربيِّ والدُولي من أجل تسريعِ الاستحقاقِ الرئاسي. لكنَّ الصراعَ الإقليميَّ يُعيق هذه المساعي لأنَّ هناك من يريدُ رئيساً له لا للبنان ويريد رئيسًا لمشروعِه لا للمشروع اللبناني التاريخي. وهذا أمرٌ لن ندعَه يحصُلُ فلبنان ليس مُلكَ فريقٍ دونَ آخَر”.

وليس بعيداً كانت لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مواقف جديدة في مناسبة الميلاد إذ اعتبر أنّ “أمنيته الميلاديّة هذه السنة هي أن يتمكّن مجلس النوّاب في أسرع وقت ممكن من انتخاب رئيس للجمهوريّة يكون رئيساً فعليّاً للجمهوريّة لا شخصاً جلّ ما فيه أنه يطلق عليه فقط لقب “رئيس الجمهوريّة”، فنحن كان لدينا رئيس مماثل في السنوات الست المنصرمة ورأينا أين وصلنا”.

ولفت إلى أنّه “للأسف لا أرى في الوقت الرّاهن أنّ هذه الـأمنيّة يمكن أن تتحقّق في وقت قريب إلّا عبر أعجوبة يقوم بها “طفل المغارة” ولكن هذا الأمر لا يعني أبداً أننا يجب التوقف عن السعي اليومي من أجل تحقيقها”. وقال “لماذا لا يتركون الإنتخابات تأخذ مجراها وليصل من يصل إلى سدّة المسؤوليّة؟ نحن قلنا وكرّرنا مراراً وتكراراً أنه حتى لو تمكن مرشّح الفريق الآخر من جمع 65 صوتاً في مجلس النواب فمن الممكن أن نتغيّب عن حضور جلسة أو إثنتين ولكننا لن نعطّل انتخابات رئاسة الجمهوريّة وبالتالي هناك فريق معين يعطل الإستحقاق الرئاسي”.

أما بالنسبة لموضوع الحوار وعما إذا كانت “القوّات اللبنانيّة” قد قطعت الطريق عليه عبر موقفها بأنها لن تشارك بأي حوار كان، قال “ليس صحيحاً هذا الأمر، نحن في حوار دائم مع بقيّة الأفرقاء لمحاولة الوصول إلى رئيس بالحدّ الأدنى مقبول، أما بالنسبة لطاولة الحوار الرسميّة فأنا لا أعرف ما هو “موقعها من الإعراب” في الوقت الراهن، فهل الحوار لا يمكن أن يحصل سوى على طاولة حوار رسميّة؟ هذه الطاولة ضروريّة ما بين الغرباء أو للحوار في مواضيع معيّنة تتطلّب دراسات وتعمّق في البحث ما بين الجميع، أما التوافق على رئيس فهو ليس بحاجة الى طاولة مماثلة “.

في المقابل مضى “حزب الله” في استهداف طرح بكركي عقد مؤتمر دولي، من دون ان يسمّيها . وفي هذا السياق قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش ان “حزب الله دعا منذ البداية للتوافق الداخلي في الملف الرئاسي، لأن التوافق هو الحل الأسرع لانجاز هذا الاستحقاق والخروج من حال الانسداد السياسي”. ورأى ان “السبب في الانسداد السياسي والتدهور الجديد في الاوضاع المعيشية ليس من يدعو الى الحوار والتفاهم بين اللبنانيين بل من يرفض الحوار، ويدعو الى تدويل الاستحقاق الرئاسي ويراهن على التدخل الخارجي ويصر على طروحات وترشيحات وخطابات تصعيدية واستفزازية تزيد من التوتر والانقسام في البلد”. وأكد ان “الطريق الوحيد للحل في ظل التوازنات السياسية القائمة هو الحوار والتفاهم الداخلي، أما التدويل والتدخل الخارجي فلن يحل المشكلة بل سيؤدي الى تعقيد الأمور وزيادة الانقسامات وتعميق الأزمات”.

وغداة اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل عكست المعطيات التي تسرّبت عنه عدم تحقيق نتائج يعتدّ بها علماً أنّ الاشتراكي أكّد أنّه على مقاربته للملفّ الرّئاسي مع انفتاحه على الحوار مع الجميع. وفي هذا السياق، أوضح عضو اللّقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله أنه خلال لقاء باسيل – جنبلاط “لم يحصل نقاش بالاسماء للرئاسة”، مؤكداً أنّ “المقاربة الرئاسية للحزب الاشتراكي لم تتغيّر ولكنها ليست موضوعاً خشبيّاً جامداً وليس هذا اللّقاء هو ما فتح لنا منافذ الحوار فنحن منفتحون منذ البداية وثوابتنا لم تتغير”. وأكّد أنّ “اي لقاء بين قوى سياسية، خاصة القوى المتخاصمة، موضوع ايجابي بكل ما للكلمة من معنى، وخطاب الحزب الاشتراكي هو الحوار والانفتاح ولبننة الاستحقاق الرئاسي”، مضيفاً “لقاء باسيل – جنبلاط لا يجب أن يكون محطة استفسارات واجتهادات وهو لقاء طبيعي”.

 

 

 

  • الأنباء عنونت: الميلادُ أمل اللّبنانيين.. تعويل على الحوار الداخلي وصرخة في بكركي لحماية البلد

  وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: لم يتغيّر واقع اللبنانيين المأساوي بين ميلاد هذا العام والميلاد الماضي، مع فارق كارثي بسعر صرف الدولار الذي كان في مثل هذه المناسبة من السنة الماضية قد وصل الى مشارف الـ ٢٠ ألفاً، واليوم يحتفلون بالميلاد والدولار بلغَ الـ٤٦ ألفاً أمّا الأسعار فتحتسب على دولار ٥٠ ألفاً وما فوق، أي بزيادة تناهز الثلاثين ألفاً. هكذا حال اللبنانيين منذ بداية الأزمة في خريف ٢٠١٩ وبداية الانهيار الاقتصادي، ينامون على شيء ويصحون على مصائب بالجملة. وبالرغم من ذلك لم يقطع اللبنانيون الامل بفرج قريب يأتيهم من تسوية ما تنقذهم من جهنم الذي يعيشون فيه. 

وفيما الأرقام تشير الى أعداد كبيرة للوافدين الى لبنان خلال فترة الأعياد، لخصت مصادر مواكبة للحراك السياحي والتجاري في هذا الموسم عبر “الانباء” الالكترونية لافتة الى أنها لا تساوي 5% من الحركة التجارية في السنوات ٢٠١٥ و٢٠١٦ و٢٠١٧. ورغم اضطراب حبل الأمن بصورة متقطعة، وصفت المصادر “الحركة التجارية والتسويقية بالحركة بلا بركة اذ ان الناس اعتادوا استكشاف حركة الأسواق رغم الارتفاع المفرط في أسعار المحروقات، فالانتقال من المناطق اللبنانية الى المدن القريبة  يتطلب أكثر من مليون ليرة بحده الأدنى ومليونا ليرة وأكثر للمناطق البعيدة، هذا فضلاً عن أسعار الثياب التي تتراوح بين المليون وعشرة ملايين للقطعة الواحدة، ما يعني أن الأسرة المؤلفة من أربعة أشخاص يلزمها ٢٠ مليون ليرة وما فوق كي يتمكنوا من استقبال الميلاد بثياب جديدة، هذا عدا كلفة المواد الغذائية وأسعار اللحوم التي أصبحت غالية ولم تعد في متناول الطبقات الفقيرة”.

وتوازياً مع الحركة التجارية الخفيفة، كان لافتاً موقف البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الميلاد وحديثه عن مخطط يستهدف لبنان من خلال تعطيل انتخاب رئيس جمهورية يفقده أي سلطة شرعية متهماً البعض بالعمل على تهديم دولة لبنان الكبير، ومجدداً المطالبة بانتخاب رئيس جمهورية والدعوة لعقد مؤتمر دولي لاجل لبنان برعاية الامم المتحدة.

المطران بولس صياح لفتَ في حديث الى جريدة “الانباء” الالكترونية ان “موقف الراعي واضح ولا يحتمل التفسير ونحن نؤيده مئة في المئة، والراعي لم يقل هذا الكلام إلّا بعد أن طفح الكيل وهو يتكلم باسم الناس، والشعب لم يعد يقوى على الاحتمال، فالدولار على مشارف الـ٥٠ ألفاً ولم تعد لديه قدرة على مواجهة هذا الارتفاع وانعكاسه على كافة مرافق الحياة، لذا فمن الضروري انتخاب الرئيس وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية”.

بدوره، أيّد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيزار ابي خليل كلام الراعي  وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، كاشفاً في اتصال مع جريدة “الانباء” الالكترونية عن وجود تشرذم لدى القوى السياسية، إذ لا يقدر أيّ مرشح أن يؤمن ٦٥ صوتاً مع تأمين حضور ٨٦ نائباً، مؤكّداً أنّه “اذا كان الرئيس ضدنا فلن نؤمن له النصاب والعكس بالعكس وأن الفريقين لن يؤمنا أكثر من ٤٥ صوتاً، فكيف يمكن أن يطمئن العالم الينا؟”.

وقال أبي خليل: “اذا انتخبنا الرئيس وانتظمت الأمور وبقيت الخلافات على ما هي فلن يتغير شيء. فنحن نريد أن ننتخب رئيس جمهورية وحكومة تلتزم بالقوانين الاصلاحية للخروج من الأزمة، وعلى هذا الاساس نختار الرئيس”، كاشفاً عن اغراءات كثيرة عرضت عليهم تشمل عدد الوزراء ووظائف الفئة الاولى، مضيفاً: “كان لدينا كل ذلك بالاضافة الى وجود الرئيس ميشال عون في بعبدا ولم نتمكن من فعل شيء لكن عندما يصبح لدينا خطوات تنفيذية وخطوات تشريعية ورئيس ضامن يلتزم بها تُسهّل الامور، لذا يجب أولاً ان نتفق على خارطة طريق للسنوات الست القادمة”.

وفي تعليقه على كلام الراعي، قال أبي خليل: “ما يريده البطريرك نريده نحن أيضا ونعمل على تحقيقه شرط الالتزام ببرنامج عمل نستطيع جميعنا كأفرقاء الإلتزام به”، أمّا بموضوع تحييد لبنان عن أزمات المنطقة، فمسأاة الحياد برأيه تتطلب وضعاً قانونياً، بمعنى أنه يتطلب الاعتراف به من قبل الآخرين، خاتماً: “ما باستطاعتنا فعله تحييد أنفسنا عن أزمات المنطقة ونحن تحدثنا في هذا الموضوع منذ أشهر مع البطريرك في بكركي”.

ومع دخول لبنان رسمياً في فترة الأعياد، في ظلّ الفراغ المهيمن على البلد، تبقى الأنظار على ما ستؤول إليه المبادرات الداخلية الداعية للحوار، علّها تُنتجُ رئيساً إنقاذياً في السنةِ المُقبلة، ينتشلُ اللّبنانيين من همومهم لربما يشعرون بفرحة عيد وبهجة سنة جديدة.

 

 

  • الشرق الأوسط: الراعي: هناك مخطط ضد لبنان لإحداث الفراغ
    الصراع الدولي يعيق مساعي انتخاب رئيس للجمهورية

 وكتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: تحدث البطريرك الماروني بشارة الراعي عن مخطط ضد لبنان لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقد أكثر فأكثر انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن الصراع الدولي يعيق المساعي لإنجاز هذا الاستحقاق، وجدد في الوقت عينه دعوته إلى عقد مؤتمر برعاية الأمم المتحدة والدول الصديقة خاص بلبنان، لتحييده عن أي مواجهة عسكرية في هذه المرحلة الإقليمية المجهولة المصير.

وسأل الراعي في رسالته بمناسبة عيد الميلاد عن ضمائر المسؤولين السياسيين وموقفهم من عذابات الشعب؟ وقال: «يرتفع سعر الدولار ولا أحد منهم يتحرك! تهبط الليرة اللبنانية ولا يرف جفن مسؤول! يستخفون بأصحاب الودائع ويعدونهم بإعادة أموالهم فيما قرارات الدولة تناقض هذه الوعود. الشعب يتسول الخبز والغذاء والدواء والكهرباء والمياه والغاز والمحروقات وفرص العمل والأجور والتعويضات، وهم غير معنيين! التحقيق في تفجير مرفأ بيروت ينتظر القضاء، والقضاء ينتظر نهاية المناكدات السياسية والمذهبية! حصلت جريمة سياسية في بلدة العاقبية الجنوبية واغتيل جندي آيرلندي من قوات حفظ السلام، وكأنه حدث عابر! في سجون لبنان مسجونون من كل الطوائف من دون محاكمة، وفي المحاكم دعاوى مكدسة منذ سنين، والقضاء في حالة إضراب، والمسؤولون السياسيون غير معنيين».
ولفت إلى أن «كل المعطيات السياسية تؤكد وجود مخطط ضد لبنان، لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقد أكثر فأكثر انتخاب رئيس للجمهورية»، مضيفاً: «ألم تمنع فئات سياسية تأليف حكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون رغم علمها أن الحكومة القائمة مستقيلة حكماً وتصرف الأعمال، وأنها ستخلق إشكاليات في تحديد دورها؟ ومن ثم صار تعطيل متعمد لانتخاب رئيس للجمهورية ليصبح لبنان من دون أي سلطة شرعية. نسأل المعنيين بهذا المخطط: ماذا تريدون؟ لماذا تنتقمون من لبنان؟ لماذا تهدمون دولة لبنان؟ مهما دارت الظروف لا أولوية سوى انتخاب رئيس. لا توجد دولة في العالم من دون رئيس حتى في غياهب الكرة الأرضية. إن الذين يمنعون انتخاب رئيس لكل لبنان يمنعون قيامة لبنان».
وأكد أن «البطريركية المارونية مصممة على مواصلة نضالها ومساعيها في لبنان ولدى المجتمعين العربي والدولي؛ من أجل تسريع الاستحقاق الرئاسي»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن «الصراع الإقليمي يعيق هذه المساعي؛ لأن هناك من يريد رئيساً له لا للبنان، ويريد رئيساً لمشروعه لا للمشروع اللبناني التاريخي. وهذا أمر لن ندعه يحصل، فلبنان ليس ملك فريق دون آخر».
واعتبر أن «اللبنانيين اليوم يعيشون أزمة تفوق سائر الأزمات والحروب السابقة»، مضيفاً: «إذا كانت الأزمات السابقة وجدت لها حلولاً وتسويات بينما الأزمة الحالية لا تزال عصية على الحلول والتسويات الوطنية، وحتى عصية على الحوارات الداخلية، فيعني أنها أزمة مختلفة بجوهرها وغاياتها عن جميع الأزمات السابقة. هذه أزمة من خارج الكيان والنظام والشرعية. والمشكلة أن الذين يرفضون نظام لبنان وهويته وخصوصيته، لم يقدموا أي مشروع دستوري يكشف عما يريدون. والتسريبات المتناقلة عن مشروعهم لا تناسب أي مكون لبناني سوى أصحاب المصالح الخاصة، وليست بالتأكيد أفضل من لبنان القائم». وقال: «حتى الآن لم يقدم أي طرف لبناني فكرة وطنية أو حضارية أفضل من الفكرة اللبنانية. وإذا كنا دعونا – ونصرّ – إلى مؤتمر برعاية الأمم المتحدة والدول الصديقة خاص بلبنان، فلكي نحيد لبنان عن أي مواجهة عسكرية، ويبقى الوضع مضبوطاً في هذه المرحلة الإقليمية المجهولة المصير. ونقول أيضاً إن الدعوة من جهتنا إلى هذا المؤتمر تأتي لأننا يئسنا من السياسيين».
ورأى «أن السياسيين اللبنانيين لا يقدرون إنجاز قيام دولة لبنان الكبير. جميع أقليات الشرق الأوسط وإثنياته من أرمينيا إلى سوريا حاولت الحصول على دول أو دويلات لها بعد الحرب العالمية الأولى، لكنها أخفقت في مسعاها رغم كفاحها في المؤتمرات الدولية. وحدها البطريركية المارونية مع الجماعات اللبنانية المؤمنة بلبنان نجحت في انتزاع دولة لبنان الكبير التي كان يتصارع عليها الشرق والغرب. ولنعد إلى التاريخ معلم الحياة، لذا، حري بكل لبناني أن يقدر هذا الإنجاز الاستثنائي العظيم، خصوصاً أننا حرصنا على أن يكون لبنان هذا ملتقى مكونات متعددة الأديان والحضارات ليكون رسالة». وأكد أن «لبنان ليس بلد الأقليات أو الأكثريات، بل هو وطن كل جماعة تبحث عن قيم الروح وعن نمط حياة حضاري وثقافي وعصري. لكن لبنان الرسالة يحتاج رسلاً. فأين الرسل اليوم؟ صحيح أن ما من مكون لبناني إلا وضحى من موقعه في سبيل لبنان ودفع دماً ثمن السيادة اللبنانية، ولكن هذه التضحيات لم تجمعنا ولم توحدنا كفاية؛ لأن توظيف بعضها جاء خارج الدولة والولاء لها. فلذلك، قبل أن تتصالح الأطراف اللبنانية المتنازعة فيما بينها، جدير بها أن تتصالح مع الوطن أولاً؛ لأننا في الحقيقة لسنا على خلاف مباشر مع أحد، بل نحن على تباين مع أطراف هي في نزاع مع الوطن. ومتى تصالحت هذه الأطراف مع الوطن يلتقِ الجميع ويتوحد لبنان على الفور. فإنشاء لبنان قام على مفهوم التعايش لا على مفهوم الانتصار والهزيمة بين مكوناته. وإذا كان من انتصار ينتظرنا فهو الانتصار على ذواتنا، فنزيل منها الكراهية والأحقاد ونزعة الهيمنة على بعضنا البعض، فنستعيد رونق لبنان ونحيا في ظل الحرية والأمن والكرامة. ومن يتوهم داخلياً أو خارجياً أنه يستطيع أن يتصرف انطلاقاً من معادلة الانتصار والهزيمة يخطئ التقدير وهو مهزوم سلفاً. فكلما اشتدت التحديات زاد الصمود في وجه المخططات وصولاً إلى إنقاذ لبنان وتثبيت وجوده. ولن نغير عاداتنا؛ من أجل كل لبنان وكل اللبنانيين».

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى