قالت الصحف:مواجهة سياسية قضائية مصرفية في ظل التحضيرات الإنتخابية..وعبد اللهيان في بيروت خارج الهموم المحلية
الحوار نيوز – خاص
بدت المواجهة السياسية القضائية المصرفية على أشدها في ظل التحضير للانتخابات وإعلان اللوائح الانتخابية التي يفترض أن تتبلور نهائيا الأسبوع المقبل ،في وقت كسر وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان الذي وصل الى بيروت جدار الاهتمامات المحلية ناقلا آخر تطورات المفاوضات النووية.
كيف تعاطت صحف اليوم مع هذه المواضيع؟
- النهار عنونت: الادعاء “الموقوت”على جعجع: القضاء “هراوة” انتخابية!
وكتبت النهار تقول: بدا غريباً، بل باعثاً على مزيد من الصدمات بإزاء توظيف وتسخير القضاء هنا وهناك لاهداف فئوية فاقعة، ان تصح التقديرات والتكهنات التي اطلقت غداة احداث الطيونة في 14 تشرين الأول من العام الماضي بان الملف القضائي فيها سيستخدم عصا غليظة اوهراوة انتخابية ضد “القوات اللبنانية” وربما سواها لاحقا، وهذا ما حصل فعلا!
فيما كانت أسعار البنزين والمازوت والغاز تشتعل بسقوف حارقة قياسية جديدة، وبتوقيت انتخابي فاضح، جرى الادعاء فجأة على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع المنخرط بأقصى زخم في إدارة المعركة الانتخابية قبل اقل من شهر وثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات النيابية. ولكي يكتمل نقل تسخير القضاء العسكري بزعرور توظيف القضاء المدني، تزامن الادعاء على جعجع مع المضي في تصعيد ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلال اصدار مذكرة توقيف في حق شقيقه رجا، ومن ثم تحديد موعد جديد لاستجواب الحاكم سلامة نفسه غداة موعد جلسة مجلس الوزراء التي دعي الى حضورها للبحث في الملف المالي. هذا المناخ القضائي الجانح بقوة نحو استهداف خصوم الحلف الثنائي السلطوي العهد و”حزب الله” على نحو مكشوف وحصري، حشر صورة القضاء مجدداً في أسوأ ابعادها ودلالاتها من خلال استعادات قاتمة إبان مرحلة الوصاية السورية والنظام الأمني اللبناني السوري المشترك، وهذه المرة بايدي لبنانية صرفة، بما يفاقم خطورة تسخير بعض القضاء وجعله أداة تصفية حسابات سياسية من داخل السلطة او من خارجها. ولعلّ العامل الأشد اثارة للتداعيات السلبية يكمن في التوقيت الانتخابي المزدوج الذي يتداوله كثيرون خلف الكواليس. اذ ان استهداف الخصوم داخل مؤسسات الدولة يوحي باندفاع العهد الى فتح معركة مبكرة على خلفيات شعبوية نيابية لإفادة تياره منها انتخابيا، كما لمحاولة فرض امر واقع على خلفية استعداداته لاستحقاق نهاية الولاية. اما استهداف الخصم الأساسي للعهد و”حزب الله” المتمثل برئيس حزب “القوات” في هذه الفترة بعدما انكشف رفض الجهة المدعية قضائيا تلقي الشكاوى والمراجعات التي تقدمت بها “القوات”، فلا يترك مجالا لدحض الخلفية المسخرة لمحاولة حشر جعجع ومحاصرته والتضييق عليه في اللحظة الانتخابية الحاسمة. ومن نافل الخلاصات المبكرة التي ترددت على نطاق واسع في الساعات الأخيرة ان ينعكس هذا التسخير للقضاء على صورة الاستعدادات “النزيهة والمتجردة” للسلطة في إدارة العملية الانتخابية، اذا أجريت ولم تقوضها احداث او تطورات معينة لا يمكن اسقاط احتمالاتها. اذ ان عدم الالتفات الى الاصداء الصاخبة التي يثيرها توظيف القضاء سيكون من اخطر الطعون التلقائية الاستباقية في نزاهة الانتخابات. ولعلّه يتعين الإشارة أيضا في هذا السياق الى ما تسبب به تسخير القضاء أيضا في معترك التضييق على الحريات بعد استدعاءات متعاقبة لإعلاميين وصحافيين. وليس في موجة الإدانة الواسعة للقاضية #غادة عون لتحريضها مجلس القضاء الأعلى على الإعلامي الزميل مارسيل غانم والتضامن الواسع معه سوى نموذج خطير من انحراف سلوكيات القضاء وعدم التحرك لمعالجة هذا الانحراف.
اذن، وعلى نحو مفاجئ اشبه ما يكون بـ”تهريبة”، إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ملف احداث عين الرمانة – الطيونة. وأحال اوراق الإدعاء على قاضي التحقيق العسكري الاول بالإنابة فادي صوان. وتبريراً لتوقيت الادعاء، زعمت مصادر ان الادعاء حصل بناء على توفر معطيات جديدة في هذا الملف مشيرة الى ان هذا الإدعاء حصل قبل ثلاثة ايام وأودع المحقق العسكري الأول.
وردت اوساط حزب القوات اللبنانية على هذا الاجراء بالكشف انّه وبتاريخ ١٦/٣/٢٠٢٢ كان وكلاء الدفاع في ملف غزوة عين الرمانة، قد تقدّموا بشكوى أمام التفتيش القضائي بوجه القاضي فادي عقيقي موضوع مخالفات عدة. كما تقدموا بالتاريخ نفسه بطلب رد القاضي عقيقي أمام محكمة الاستئناف المدنية في بيروت نظراً للخصومة التي نشأت بين الفريقين، فعلم بها القاضي عقيقي، ومن تاريخه بدأ يتهرب من التبليغ. وفي صباح ٢٤/٣ بقي القاضي فادي عقيقي في منزله دون الحضور إلى المحكمة متهرباً من تبلّغ طلب الرد عن نيّة مقصودة لعدم رفع يده عن الملف، وقام، ومن منزله، وبشكلٍ غير قانوني، بتقديم ادعاء إضافي مؤرخ بتاريخ ٢٢/٣ ادعى بموجبه على جعجع بجرائم جنائية عدة، وهو لتاريخه لا يزال ممتنعاً عن الحضور إلى المحكمة.
ووصفت اوساط “القوات” هذه الممارسات بانها تشكل “تدميراً ممنهجاً للقضاء والعدالة في لبنان، يقوم به بعض القضاة استجابةً لبعض الأطراف السياسية، وبالأخص حزب الله والتيار الوطني الحر، للاقتصاص من اخصامهم السياسيين”.
ولم تهدأ المواجهة القضائية – المصرفية عموما غداة جلسة مجلس الوزراء التي حملت اتفاقا على تأليف لجنة برئاسة وزير العدل لمعالجة هذه المواجهة. والجديد في هذا السياق تمثل في اصدار قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور مذكرة توقيف وجاهية امس بحق شقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة، كما حدد جلسة للاستماع الى الحاكم رياض سلامة الخميس المقبل.
المصارف وغادة عون
اما في اطار المواجهة القضائية المصرفية المستمرة فوجه محامي جمعية المصارف اكرم عازوري كتابا مفتوحا إلى النائب العام التمييزي ناشدته فيه المصارف بوصفه رأس سلطة الملاحقة والنيابات العامة في لبنان وقف تنفيذ القرار الذي أصدرته النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان بتاريخ والقاضي بالطلب من إدارة الجمارك منع 5 مصارف من شحن الأموال النقدية بناء لطلب مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام” “لأن هذا القرار هو تجاوز حد السلطة لأن القانون لا يمنح النائب العام صلاحية الحد من حرية شحن الأموال النقدية من قبل المصارف والشركات المرخص لها بإجراء هذا النشاط ولا إتخاذ أي تدبير فيه تعدٍ على الأموال وحرية نقلها وتحويلها. إن هذا التدبير يمس بصميم العمل المصرفي وتغير مبدأ حرية تحويل الأموال وحرية التجارة الذي يعتمده لبنان منذ تأسيسه وهو تدبير يدخل حصراً في صلاحية السلطة التشريعية، كما أن هذا التدبير سيساهم في زيادة تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار، ويعزل المصارف اللبنانية عن مراسليها ويقضي على ما تبقى من ثقة في القطاع المصرفي”.
وأصدرت عون لاحقا بيانا أوضحت فيه ان قرارها “يتناول فقط اصول المصارف الـ 5 التي كانت موضوع قرار منع التصرف واموال رؤساء مجالس الادارة واعضائها. وان هذا القرار لا يتعلق بتحويل الأموال من اجل شراء المواد الغذائية او الطبية او ما يتعلق بتحويل الاموال للطلاب وبكل تحويل مبرر بحاجات خاصة”.
عبد اللهيان
وسط هذه الأجواء وفي ظل التطورات الإيجابية الأخيرة التي تشهدها علاقات لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، بدأ امس وزير الخارجية الإيرانية #حسين أمير عبد اللهيان زيارته لبيروت بعد زيارة مماثلة لدمشق. واعتبر أن “زيارتنا إلى لبنان تأتي في سياق علاقتنا الطيبة والبناءة بين البلدين، وهناك الكثير من التطورات السياسية الهامة، ولا بدّ من أن تشكل هذه الزيارة مناسبة لتبادل وجهات النظر”. وأضاف “خلال اللقاء الذي جمعني بالرئيس نجيب ميقاتي على هامش مؤتمر ميونيخ، طرحت عليه استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لبناء معمليْ كهرباء، مع إمكانية التعاون في مجالات أخرى ونحن في بيروت لنقول بصوت مدوٍّ اننا لا نريد الا الخير والهناء للبنان”.
وفي الملف الاقليمي، قال عبداللهيان: “نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وايران ونتمنى على السعوديين ان يتحركوا في الاتجاه الذي يخدم مصحلة هذه المنطقة”. واضاف: “ندين الحرب سواء كانت في اوكرانيا او اليمن او افغانستان او اي مكان آخر”.
وجال الوزير الايراني على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب على ان يلتقي اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون.
- الديار عنونت: المواجهة السياسيّة ــ القضائيّة ــ المصرفيّة «دون كوابح» : الدولار يُحلّق والامن الغذائي في خطر ؟
«إنزال» دبلوماسي ايراني لطمانة الحلفاء.. و«عتب» اقليمي على استراتيجيّة الرياض «المربكة»
مُحاولات متاخرة لمنع سيطرة حزب الله على المقاعد السنيّة «والمستقبل» يُحاصر المتمردين
وكتبت الديار تقول: لا هدنة على جبهة المواجهة السياسية- القضائية – المصرفية، وبات مصير اللجنة المكلفة للوصول الى تسوية برئاسة وزير العدل في «مهب الريح» في ظل المواجهة المفتوحة على «كوارث» اقتصادية دون وجود اي «كوابح» للانهيار النقدي والمالي حيث تستخدم كافة «الاسلحة» المحرمة في هذا الصراع، والنتيجة «حلق» سعر الدولار مجددا ولامس الـ 25 ألفا على وقع ازمة محروقات اعادت طوابير «الذل» الى المحطات في ظل شكوك حول صمود «الحلحلة» التي اتفق عليها وزير الطاقة مع حاكم مصرف لبنان، فيما الامن الغذائي في خطر مع عجز الحكومة حتى الان عن اقناع مصرف لبنان بتمويل استيراد 50 الف طن من القمح الهندي تحسبا لنفاد المخزون بعد بضعة اسابيع. وبدا التصعيد مع اصدار قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور مذكرة توقيف وجاهية بحق رجا سلامة، كما حدد جلسة للاستماع الى الحاكم الخميس المقبل، فيما طلبت مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون من الجمارك منع 6 مصارف من تحويل الاموال الى الخارج. وفي تطور قضائي منفصل اعيد فتح ملف احداث الطيونة من خلال الادعاء على رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «كمدعي عليه» وليس كشاهد بعد معطيات تفيد بالاعداد المسبق «للكمين». انتخابيا، القلق من نجاح المرشحين السنة على لوائح حزب الله حرك «المياه الراكدة» في السعودية بعد سلسلة انتقادات خليجية لاستراتيجيتها في لبنان، في ظل تحرك خليجي-مصري لاعادة احتواء دمشق ومحاولة ابعادها عن طهران، والبحث عن امكانية معدومة للتاثير في العملية الانتخابية في بيروت لصالح «الحلفاء»، بعدما بات «العزوف» السني المفترض عن صناديق الاقتراع «الخاصرة الرخوة» لتعزيز موقع حلفاء طهران التي تحركت دبلوماسيتها لتطمين الحلفاء في بيروت ودمشق.
اهداف «الانزال» الايراني؟
وفي هذا السياق، تلفت اوساط دبلوماسية الى ان زيارة عبداللهيان الى دمشق وبيروت بمثابة «انزال» دبلوماسي وهي تحمل في طياتها اهمية كبيرة لجهة توقيتها الذي يسبق «الامتار الاخيرة» قبل العودة الى الاتفاق النووي الذي يعمل حلفاء واشنطن في المنطقة «بيأس» شديد لعرقلة مساره، ولكن دون جدوى حتى الان بسبب اصرار الادارة الاميركية في واشنطن على المضي قدما في اقفال هذا الملف بما يتناسب مع «الشروط» الايرانية.
لا «تنازلات» على «الطاولة»
ووفقا للمعلومات، يحمل رئيس الدبلوماسية الايرانية «تطمينات» للحلفاء في بيروت حيال الموقف الايراني الراهن على «طاولة» التفاوض في «فيينا» والذي اصبح اقوى عقب الحرب الروسية في اوكرانيا،حيث لا تنازلات في الاقليم ولا «بيع ولا شراء» في اي ملف في المنطقة، واي اتفاق سيوقع سيكون ضمن الخطوط «الحمراء» الايرانية، اي لا بحث في ملف الصواريخ الباليستية، او الدورالاقليمي لطهران.
قلق «حلفاء» واشنطن
وفي هذا الاطار، تلفت تلك الاوساط الى ان هذا «الارتياح» الايراني تقابله حالة من القلق لدى حلفاء واشنطن في المنطقة ازاء دور ايران وموقعها بعد «اعادة» احياء الاتفاق النووي، وهو ما عكسته القمة الثلاثية الامارتية-المصرية- الاسرائيلية في شرم الشيخ قبل ايام قليلة، هذا «الارتباك» يفسر الموقف الخليجي المستجد ازاء الساحة اللبنانية، حيث طرأ على المشهد اعادة تحريك «للمياه الراكدة» في العلاقة الخليجية اللبنانية المقطوعة بقرار سعودي، وقد كشفت تلك المصادر عن خلفية هذا «التحول» الخجول حتى الان، والذي وضع «سلما» للنزول عن «شجرة» التصعيد في الوقت المناسب، حيث طلب الكويتيون من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اصدار بيان من خارج اي سياق «يتغزل» فيه بالعلاقة مع دول الخليج، لترد عليه الخارجية السعودية بكلمات «احسن منها».
استراتيجية «سحب البساط»
ووفقا لتلك المصادر، عادت دول الخليج الى عادتها القديمة في محاولة «سحب البساط» من تحت ايران في سوريا ولبنان، وهي تحاول اليوم ابتكار عودة «ملتبسة» الى الساحة اللبنانية لمحاولة الحد من تداعيات التفوق الايراني المفترض، وهي خطوة تتزامن مع محاولة مكررة لجذب الرئيس السوري بشار الاسد الى هذا «المعسكر» عبر تقديم اغراءات في السياسة والاعمار، وكانت الخطوة الاماراتية» الجريئة» باستقباله علنا مع «حفاوة» زائدة، قد فاجئت الاميركيين واثارت غضبهم، لكن حلفاء واشنطن يبدو انهم اخذوا على عاتقهم تدبير امورهم بانفسهم بعدما لمسوا وجود تخل اميركي فاضح عن حماية مصالحهم الاستراتيجية، وهو ترجم برفض الاماراتيين والسعوديين التعاون في زيادة الانتاج النفطي.
سذاجة» واخطاء «تكتيكية»
وهذا التحرك ياتي مع اجراءات ميدانية ارتدت عكسيا على دول الخليج التي ظنت «بسذاجة»أن الولايات المتحدة ستحميها من «الانتقام الإيراني». ويعتقد أعضاء الإطار الجديد بأن واشنطن تسارع الخط للوصول إلى تسوية في موضوع النووي الإيراني، بل ودفع الثمن وعلى حد فهمهم، فإن الولايات المتحدة ترتكب أخطاء تكتيكية ستتسبب لهم بالمعاناة في المستقبل. فمجرد الاستعداد الأمريكي للنظر في طلب طهران إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب، أشعل كل الأضواء الحمراء فالصواريخ تنهمر على السعودية. والإيرانيون يطلقون النار على الأميركيين في العراق، والولايات المتحدة لا ترد.
«سخرية» اسرائيلية
وللمفارقة، لا تبدو اسرائيل مقتنعة بجدوى هذا الحراك، وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» الاسرائيلية ان بعض دول الخليج التي تحاول لعب دور «الشرطي الطيب» وتعمل على «إحباط مؤامرات إيران»، عبر إخراج الأسد من نفوذ الإيرانيين، لن تنجح، «وسخرت» من هذه المحاولة بالقول» انهم يعلمون أن استعادة الرئيس السوري، لن تؤدي إلى إبعاده عن إيران، وأن الصحيح أن طهران وموسكو يرحبان بشدة بفك العزلة عن الأسد ونظامه، وأن أي خطوة نحو النظام السوري المعزول دوليا، والمعدم اقتصاديا، هو أمر يمكن الاستفادة منه والبناء عليه».
عتب على الرياض؟
ووفقا لتلك الاوساط، ثمة عتب خليجي ومصري واضح على الرياض كونها ساهمت في خطوات اضعفت «الحلفاء» في بيروت، وثمة اقرار خطير بعدم الرهان على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة التي باتت شبه محسومة لصالح حزب الله وحلفائه على الساحتين المسيحية والسنية على حد سواء، ويبدو ان اي اجراءات عملانية من الان وحتى موعد الاستحقاق لن تكون مجدية، الا اذا ارجأت الانتخابات؟!
«خسارة» النواب السنة
وهذا ما ينعكس «تخبطا» في تسويق العودة السعودية «المربكة» التي بدأ يروج لها الرئيس ميقاتي والنائب وائل ابوفاعور العائد من الرياض مع وعد بعودة السفير السعودي الى بيروت قريبا، بعدما نقل ومرشح القوات اللبنانية ملحم رياشي الى المسؤولين السعوديين الواقع الصعب «لخصوم» حزب الله في الانتخابات المقبلة، خصوصا اذا ما ترجم انسحاب تيار المستقبل عزوفا للناخبين السنة عن الاقتراع، وطالبوا تدخلا سعوديا اقله لحث السنة على التوجه لصناديق الاقتراع. ووفقا للمعلومات، بات امام السعوديين معطيات واضحة تفيد بان المجلس الحالي يضم أحد عشر نائباً سنياً مؤيداً بشكل أو بآخر لحزب الله، اما الترجيحات اليوم فتشير الى ان النواب السنة في المجلس المقبل سيكونون في اغلبيتهم تابعين للحزب الذي يعمل على تنسيق التحالفات لايصال هؤلاء الى المجلس.
«تخبط» وارباك سعودي
وفي هذا الاطار، تفيد المعلومات الى ان السعودية لا تملك بعد تصورا واضحا لمايمكن فعله في المدة الفاصلة عن الانتخابات، وهي غير مقتنعة اساسا بالقدرة على استعادة الساحة اللبنانية او التاثير فيها لقلب «الطاولة» على النفوذ الايراني، لكنها تواجه ضغوطا من قبل حلفائها في المنطقة للمساعدة في الحد من تداعيات الملف النووي ومحاولة عدم اعطاء شرعية كاملة لحزب الله في الانتخابات المقبلة، تزامنا مع المحاولات المستمرة لابعاد دمشق عن طهران والتي ستشهد مزيدا من الخطوات النوعية قريبا. في المقابل، تفيد اوساط مطلعة ان دمشق سلمت عبداللهيان «رسالة» سعودية نقلها الامارتيون وفيها استعداد سعودي للتفاوض الجدي حول الحرب في اليمن.
ماذا يحمل عبداللهيان؟
وهذا الملف، هو في صلب زيارة عبداللهيان الى دمشق وبيروت، حيث جاء التحرك الدبلوماسي الايراني «لقطع الطريق» امام اي تاويلات خاطئة في شان موقف القيادة السورية التي اوضحت بما لا يقبل الشك للمسؤول الايراني ان الانفتاح السوري على الدول العربية لن يكون على حساب العلاقة مع طهران وستحاول دمشق ايجاد علاقة «متوازنة» في هذا الشأن، فيما اكد المسؤول الايراني على تفهم بلاده للتحرك السوري الذي يصب في مصلحة رخاء الشعب السوري.
«رسائل» متناقضة
وقد تحدث عبداللهيان من بيروت عن «رسائل» سعودية متناقضة، مرحبا بتطوير العلاقة معها، متمنيا على السعوديين ان يتحركوا في الاتجاه الذي يخدم مصحلة هذه المنطقة، كما جدد العرض الذي قدمه لميقاتي على هامش مؤتمر ميونخ باستعداد الجمهورية الإسلامية لبناء معملي كهرباء مع امكانية التعاون في المجالات الاخرى. وحول التفاهم النوووي اكد الاستعداد لانجاز اتفاق نووي قوي وجيد ومستدام ولكن ليس ان يكون ثمنه اجتياز الخطوط الحمراء لايران.
«الكباش» «والنزف» مستمران
في هذا الوقت، يبدو ان «الكباش» القضائي – المصرفي- السياسي مستمر دون «سقوف» حتى الان في غياب اي تسوية بين اطراف النزاع المتورطين في الكارثة المالية التي تستمر فصولها ارتفاعا مشبوها في سعر صرف الدولار حيث تخطى بالامس الـ 25 ألف ليرة للدولار الواحد، فيما بقي سعره على منصة «صيرفة»، 21850 ليرة للدولار الواحد. وفي مؤشر واضح على الوضع «السوريالي» القائم في البلاد، استدعى القاضي نقولا منصور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى جلسة استماع يوم الخميس المقبل، فيما دعاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لحضور جلسة الحكومة «للتشاور» في الوضع النقدي قبلها بيوم واحد، تزامنا امر قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان، نقولا منصور، ببقاء شقيق حاكم مصرف لبنان، رجا سلامة، قيد الاحتجاز بعد اتهامه الأسبوع الماضي بالتواطؤ في الإثراء غير المشروع.ووفقا لمصدر قضائي فان مذكرة التوقيف صدرت بانتظار توفير الوثائق التي تظهر مصدر الأموال المستخدمة في شراء عقارات قيد التحقيق؟ وجاء ذلك بعد فشل المدعى عليه بتوثيق كيفية دفع الاموال لشقة في باريس وعقارات في بيروت…وقد اكد محامي سلامة ان التهمة الموجّهة إلى موكّله لا أساس لها من الصحة. وكانت قد وُجهت إلى الحاكم رياض سلامة تهمة الإثراء غير المشروع غيابياً في القضية نفسها المتعلقة بشراء وتأجير شقق في باريس، بعضها للمصرف المركزي.
وقف «شحن» الاموال
في هذا الوقت منعت النائب العام الاسئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون بعض المصارف من تحويل الاموال الى الخارج، وارسلت الى المديرية العامة للجمارك قرار بمنعها من «الشحن»، وفيما ناشدت المصارف النائب العام التمييزي بوقف قرار القاضية عون لانه يتجاوز حد السلطة، وهو يدخل حصرا في تخصص مجلس النواب، وتنفيذه يقضي على ما تبقى من ثقة بالقطاع المالي،اوضحت عون في بيان، ان هذا القرار يتناول فقط اصول المصارف الـ 5 التي كانت موضوع قرار منع التصرف واموال رؤساء مجالس الادارة واعضائها، وهذا القرار لا يتعلق بتحويل الأموال من اجل شراء المواد الغذائية او الطبية او ما يتعلق بتحويل الاموال للطلاب وبكل تحويل مبرر بحاجات خاص.
المصارف تصعد وتتحدى؟
في غضون ذلك، تركت جمعية المصارف اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات القضائية في ظل وجود اقتراحات للتصعيد المتدرج على «الطاولة» اذا لم يتم التوصل الى حل منطقي لتسوية الملفات العالقة قضائيا والتي تعتبرها المصارف بداية لتدمير القطاع المصرفي، وفي هذا السياق قد تتجه المصارف الى تبني اقتراح تقليص عدد أيام العمل تدريجياً، ضمن الخطوات التصعيدية المتوَقّعة، إذا لم يحصل تصحيح للخلل الحاصل وكذلك صدور قانون الـ»كابيتال كونترول»، وإقرار خطة التعافي الاقتصادية.
الادعاء على جعجع
وفي ملف قضائي آخر، يعيد احداث الطيونة الى الواجهة من جديد، ادعى القاضي فادي عقيقي على رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ووفقا للمعلومات فان الادعاء جاء على خلفية معطيات جديدة تقاطعت مع معطيات سابقة لدى قاضي التحقيق، ومنها شهادات حزبية قدمها مسؤولون من حزب الاحرار، وبعض المسؤولين المحليين في عين الرمانة تفيد بان القوات نسقت معهم قبل ليلة من «الكمين» لتنسيق المواجهة الميدانية، والخطوة القضائية المقبلة ستكون استدعاء القاضي فادي صوان لجعجع للاستماع اليه كمدعى عليه لا كشاهد في جلسة تحدد لاحقا.من جهتها، شككت القوات اللبنانية بخلفية هذا الادعاء واعتبرته تدميراً ممنهجاً للقضاء والعدالة في لبنان، يقوم به بعض القضاة استجابةً لبعض الأطراف السياسية، وبالأخص حزب الله والتيار الوطني الحر، واشارت الى ان وكلاء الدفاع كانوا قد تقدموا بشكوى أمام التفتيش القضائي لكف يد القاضي فادي عقيقي، لكنه تهرب من التبليغ.!
«المستقبل» يواصل محاصرة «المتمردين»؟
انتخابيا، يتواصل تعثر رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة انتخابيا، وفي ظل التعقيدات التي واجهها في دائرة بيروت الثانية، دائرة جزين-صيدا، اخفق في اقناع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتشكيل لائحة توافقية في طرابلس تضم نائب رئيس تيار المستقبل المستقيل مصطفى علوش. ووفقا لمصادر مطلعة جاء قرار ميقاتي بعد لقاء طويل عقده مع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس جمعية التنمية في بيروت أحمد هاشمية، اللذين تمنيا عليه عدم اتخاذ اي خطوة انتخابية استفزازية في وجه رئيس «التيار» المقاطع سعد الحريري»المستاء» من تحرك السنيورة وقرار علوش الاستقالة والترشح، واعتبرا ان هذا الحراك «طعنة» للتيار الازرق، وتمنيا عليه عدم المشاركة بهذه الخطوة التي ستترك تداعيات سلبية مستقبلا.
هذا التحرك «المستقبلي» لمحاصرة السنيورة وجد آذنا صاغية عند ميقاتي الذي اقفل الباب ايضا امام التعاون مع اللواء اشرف ريفي انتخابيا.
لا شركاء جديين
وإذا كان علوش حتى الان بدون شركاء جديين مسيحيا،ويخشى المخاطرة بالتعاون مع القوات اللبنانية المتهمة في «الشارع السني» «بالطعن» بالحريري، يتلقى دعما سنيا من النائب السابق احمد فتفت ويعملان سويا على ترتيب اسماء اللائحة المفترضة، بينما لم تحسم الجماعة الاسلامية موقفها بعد. في المقابل حسم رئيس الحكومة لائحته وباتت تضم نجل النائب محمد كبّارة كريم، وأليسار حداد، ووهيب الططرعن السنة، ونجل النائب الراحل جان عبيد سليمان عن المقعد الماروني، وعلي درويش عن العلويين، وعن المنية كاظم الخير، على أن يضم إليها عددا من المرشحين الآخرين.
- الجمهورية عنونت: المرّ أعلن لائحة “معًا أقوى” بالتحالف مع “الطاشناق” و”القومي” ومستقلين
وكتبت الجمهورية تقول: أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، مساء اليوم في احتفال اقيم في عمارة شلهوب لائحة تحالف المر – الطاشناق والحزب “السوري القومي الاجتماعي” ومستقلين، “معا اقوى”، لخوض الانتخابات النيابية في دائرة المتن الشمالي في حضور راعي ابرشية جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج صليبا، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات متنية وحشد من المناصرين. وتضم اللائحة: ميشال الياس المرّ، هاغوب بقردونيان، انطوان خليل، رندا عبود، العميد مارون ابو ديوان، ليا ابو شعيا، مارون رزق الله وجويس الجمال.
وقال المرّ: “للمتن عنوان الوطن وعرين المحبة والعيش الواحد. وفي هذه المناسبة تحضرني روح ذاك الرجل الكبير، الذي زرع المتن في قلبه وعاش همومها لحظة بلحظة حتى آخر يوم في حياته. يحضرني ابو الياس، بكل وداعته، وهيبته، وقلبه الممتلىء حبا للمتن التي عشقها، راعيا من عليائه السماوي لهذه المناسبة، سعيدا بهذا الجمع الطيب العامل على رسم وترسيخ ابهى الصور لأعز منطقة. نلتقي بكم لنشارككم قرارا اتخذناه ببعد متني يبدأ وينتهي عند المتن وخدمتها، وببعد وطني خالص اساسه الاعتدال والتعصب لهذا الاعتدال خدمة للبنان واللبنانيين. وطننا ايها الاحباء يعاني. الاقتصاد مدمر والعملة منهارة، وعزلة عربية ودولية، وسطو على مدخرات المواطنين، وحرمان حاقد للشعب اللبناني من عيش كريم. أزمات متلاحقة تراكمت والمؤشرات تقول إننا ذاهبون إلى الأسوأ، واللبنانيون قلقون على مصير لبنان والسلم الأهلي والإستقرار السياسي والإقتصادي”.
وأضاف: “نحن نمتلك جرأة اعلان رفضنا لهذا الامر الواقع المفروض على اللبنانيين، وتوجهنا للعمل مع كل المخلصين لخلاص لبنان. فلبنان مع الاسف محتل، من العدو الطائفي والمذهبي، ومن الانانيات، والكيديات، وعقليات تقدم حساباتها ومصالحها على مصلحة لبناننا العزيز وكل اللبنانيين”.
وتابع: “يطلقون الشعارات، ويتهربون من المسؤوليات. شعاراتهم لم تؤد الا الى انهيار لبنان وتجويع اللبنانيين. وها هم اليوم عشية الانتخابات يكررون شعاراتهم، وفي اليوم التالي للانتخابات يتخلون عنها وعن وعودهم للناس. كلنا مسؤولون عن انقاذ حاضر ابنائنا ومستقبلهم، وهذا هو نهجنا، حيث لا يمكن لنا من موقع وفائنا لهذا الوطن النهائي لنا، الا ان نكون شركاء في هذا الانقاذ الذي بات ضرورة وجودية، لاعادة لبنان واحة أمن وسلام واطمئنان لكل اللبنانيين، وجنة هذا الشرق، وارض حوار ومنبرا للرأي الحر، وصرحا للحرية والسيادة والاستقلال والقرار الحر، وقلعة للديمقراطية ودولة عدالة ومساواة بين كل ابنائه. هكذا نريد لبنان”.
وقال: “عهدنا للمتن ان نستمر، ملتزمين بوفائنا التاريخي لاهلنا، وخدمتهم في كل المجالات المتاحة في زمن المضاربات السياسية وسطوة المذهبية والطائفية، نرى أنه أصبح لزاما على أهل السلطة الحاكمة أن يراجعوا أنفسهم وحساباتهم، كي لا يتحملوا أمام التّاريخ مسؤولية إضاعة الدولة”.
وأكد أن “لبنان اقوى من ان يهزم ويسقط، فالازمة الراهنة على صعوبتها، فهي بلا شك ستعبر وسيعود لبنان اقوى وابهى مما كان. إن قيامة لبنان حتمية، وعلينا جميعا ان نعجل بهذه القيامة، فنحن جميعا، كل من موقعه، نتحمل مسؤولية المساهمة في هذه المعركة”.
وكانت كلمة للامين العام لحزب “الطاشناق” النائب هاغوب بقرادونيان، التي استهلها بالقول: “على درج العمارة إستذكرت دولة الرئيس الصديق الراحل ميشال المر، ووعده الشهير “ما بدنا نعطي الناس وعود الربيع”، ولكننا نعدكم اننا لن نوفر جهدا لتحقيق إلتزاماتنا، “هكذا كنا وهكذا سنبقى”.
واضاف: “الإنتخابات النيابية إستحقاق دستوري يؤكد أن الشعب هو مصدر السلطات. السنوات الأربعة الماضية كانت صعبة جدا علينا جميعا. كل المصائب تكتلت وضربت وطننا العزيز ضربة واحدة، من الأزمة الإقتصادية المالية، إلى وباء كورونا، وصولا إلى انفجار مرفأ بيروت الذي أصابه في قلبه. اعتقد البعض أن تلك الضربة ستكون ضربة قاضية تنهي بلدنا العزيز في شرقٍ ملتهب. لكن لبنان أثبت صلابة جذوره، بفضلكم أنتم”.
وتابع: “نعم، تعبنا جميعا، أنهكنا وأُرهقنا، لكن اليوم وطننا على مفترق طرق: إما الإستسلام فالزوال التام، أو الخيار الصح فالنهوض مجددا. نحن لسنا من أهل الإستسلام، وتاريخنا خير برهان أنّنا لا نستسلم بل نناضل لأجل النهوض والإزدهار والتقدم”.
واشار الى أن “المواطن المتني بكل أطيافه وأحزابه وأطرافه السياسية، من الساحل إلى القمم، أثبت أنه النموذج المقاوم، ضد كل أشكال القهر والظلم والإستبداد الفكري، فأصبحت هذه المنطقة مثال للتعددية والتعايش والديمقراطية والمنافسة الشريفة والإحترام المتبادل ونبذ التفرد وتقبل الغير”.
واكد “أننا في حزب الطاشناق، نؤمن بضرورة نشر هذه القيم والمبادئ على مساحة لبنان كافة، وبخاصة في هذه الظروف القاسية التي ضربت، ولا تزال، كل المقومات الوطنية، سياسية كانت أم إقتصادية واجتماعية، حتى المقومات الأخلاقية التي كانت عزة وفخر كل مواطن لبناني. وانطلاقا من تلك المبادئ، ونظرا إلى مقتضيات المعركة الإنتخابية على أساس قانون إنتخابي أقله غير مثالي، إرتأينا هذه المرة التحالف مع قوى وأحزاب سياسية وشخصيات لبنانية، لتأمين التمثيل الصحيح وللتأكيد على شعارنا منذ عقود “المتن يتسع للجميع”.
وشدد على ان “هذا التحالف الإنتخابي ليس موجها ضد أحد، لا بل هو مسعى جدي لمد الجسور مع الجميع، بهدف واحد: تحقيق التمثيل الصحيح وخدمة الناس والعمل لأجل نهوض لبنان. التهم والشعارات كثرت هذه الأيام. وأما نحن، وبعيدا عن الرد والشعبوية، نقول: همنا الوحيد كان وسيبقى الشعب، وليس الإعلان و التسويق. فضلنا التشريع وليس التنظير، إيصال الصوت وليس الضجة الفارغة، المساعدة وليس الدعاية على حساب وجع الناس في السنين الأربعة الماضية، برغم حقيقة النظام الذي لا يخولنا إنجاز المعجزات، حققنا الكثير وأثبتنا أن كرسي النيابة وسيلة وليس هدفا. وسيلة لإيصال صوت الناس، كلما كبرت كلما ارتفع الصوت وزاد إمكان كسر جدار الصمت، وسيلة للدعم، كلما كبرت كلما أصبح السند أكثر متانة”.
وقال: “نعلن اليوم لائحة “معا أقوى” بتحالفنا الإنتخابي مع ميشال المر والحزب السوري القومي الإجتماعي وشخصيات مستقلة في دائرة جبل لبنان الثانية – المتن. في ظل التجاذبات والصدامات السياسية، دعونا جميعا، كمرشحين، أن نتنافس بطريقة صحية ونبرهن، ولو لمرة واحدة في تاريخنا، أننا أهل للديمقراطية. لبنان لا ينقصه إقتتال وإنقسام بحجة الإنتخابات، بل لجو إنتخابي إيجابي يبشر ببداية مرحلة جديدة لإعادة لبنان على الأسس السليمة”.
وختم: “من هنا، وبإسم حزب الطاشناق، أتوجه إليكم، إخوتي في المواطنة، إلى رص الصفوف وإلى المشاركة الكثيفة في الإنتخابات وعدم التلكؤ في تحمل المسؤولية. لبنان في حاجة إلينا جميعا، وأشدد على كلمة جميعا. ضمير كل مواطن متني، كفيل لإعادة الحياة لوطننا العزيز والنهوض به مجددا. إنتخبوا من أحب لبنان. إنتخبوا من وقف إلى جانبكم ومن عمل لأجلكم ولأجل الوطن. نقول لكم، دوما معا: بالأمس واليوم وغدا فلائحة معا أقوى تمثلكم”.
وكانت كلمة للمرشح انطوان خليل، قال فيها: “الجميع مدعوون اليوم إلى تغييرِ سياسات الماضي، وبينهم بعض حلفائنا السياسيين، لنقل البلاد من حالة النظام الطائفيِ التحاصصيِ إلى الدولة الوطنية. لقد حان الوقت لإنهاء سياسات التبعية الاقتصادية والاستدانة والتفريط بمؤسسات الدولة والملك العام والمالِ العام”.
واختتم الحفل بكلمة للمرشح ميشال المر، الذي قال: “بعض الناس هنا أصدقاء لنا والبعض الآخر هم من الأحباء وسيتعرفون إلي اليوم أكثر. من سوء الحظ هناك من يتهمني بالوراثة السياسية، أنا أفتخر أن إسمي هو ميشال المر، وأقول لهم الوراثة السياسية لا تطبق على الإنتخابات النيابية. بوجود أحباء مثلكم، وأناس تضع ثقتها بنا، نأمل، بإذن الله، أن تبقى في 15 أيار هذه الثقة وهذه المحبة موجودة”.
وأضاف: “في وجودكم، وبثقتكم بنا، ومحبتكم لنا، لن نسمح لأحد أن يلغي هذا الخط، خط الإعتدال. أكرر ما عاهدتكم به، لن أطرح شعارات فارغة، ولكن عهدي لكم أنني أمس واليوم وبعد 15 أيار سأبقى مع الناس والى جانب الناس وللناس”.