سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف:محاولة جديدة لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة
الحوار نيوز-خاص
مع مطلع الأسبوع ما تزال الأزمة الحكومية تدور في حلقة مفرغة على الرغم من التسريبات المتداولة عن تفاهم على نقطتين أساسيتين:رفع عدد أعضاء الحكومة الى 24 وزيرا على ألا يمتلك أي طرف ثلثا معطلا.وينتظر أن تتكثف الاتصالات في محاولة جديدة لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج.
-
صحيفة “النهار” كتبت تقول:اذا كان من المفترض ان يستأنف غدا النشاط السياسي بزخم بعد عطلة عيد الفصح على خلفية المضي في الجهود المرتكزة الى وساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري القائمة على تشكيلة حكومية من 24 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين ولا ثلث معطل فيها لاي فريق فان أي معطيات جادة ودقيقة لا تجزم بان مسار الانفراج الموعود او الاختراق المنتظر سيبصر النور فعلا اقله في وقت وشيك . حتى ان جهات سياسية واسعة الاطلاع ومعنية بالمسار الحكومي بدت في الساعات الأخيرة
جازمة بان دفعا جديا لم يحصل بعد وان ليس هناك ما يبعث على التفاؤل اقله حتى البارحة في ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد خرقا حقيقيا . ولذا ستكون الأيام القليلة المقبلة بمثابة اختبار عملي لكل ما اثير عن الوساطة وعن المواقف الأولية او المبدئية او العملية منها بما يفترض في رأي هذه الجهات أن يكشف جدية تعامل الافرقاء السياسيين معها بدءا بالفريقين الأساسيين المعنيين بتأليف #الحكومة أي رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري . ومع ان لا مؤشرات تبعث على التفاؤل بان تحمل الأيام الطالعة معالم إيجابيات في ظل ما انتهت اليه المواقف التي اطلقت في الأسبوع الماضي فان الجهات نفسها تعتبر ان الهامش لن يكون واسعا قبل اتضاح حجم المناورات من الجدية في مواقف الحكم خصوصا من الوساطة وان حزب الله أيضا سيكون في واجهة الرصد والتتبع والمراقبة لان عودة مسار التعطيل لن يحسب في أي شكل على العهد وحده خصوصا مع التطور الإقليمي الدولي البارز الذي سيحصل في اجتماع فيينا غدا حول ملف النووي الإيراني وتاليا فان أي تفصيل او تطور في الملف الحكومي لن يعزل عن ارتباط الحزب بالأجندة الإيرانية حيال المفاوضات غير المباشرة العائدة مع اميركا .
وأفادت معلومات مساء امس أن الرئيس المكلف سعد الحريري يعود خلال ساعات إلى لبنان من الامارات، فيما يتوجه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى فرنسا خلال ساعات للقاء شخصيات رسمية، قد يكون بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكن لم يحدد موعد له بعد معه ، وقد يلتقي وزير الخارجية جان إيف لو دريان، وذلك بعد مسعى من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم .
وسط هذه المناخات بدا طبيعيا ان يكتسب الموقف الذي اعلنه وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان من الملف اللبناني أهمية بارزة نظرا الى ابعاده السلبية الواضحة حيال تصرفات وسياسات الطبقة السياسية ان إصلاحياً وان في مواجهة تسلط “حزب الله”. وجاء هذا الموقف ليوحي بحجم الاشتراطات السعودية الذي لا يستهان به لاستعادة الثقة بالطبقة السياسية . فقد انتقد الوزير بن فرحان الطبقة السياسية في لبنان واشترط إجراء إصلاحات جوهرية في هذا البلد لمواصلة المملكة دعمها له. وقال في حوار مع شبكة “CNN” الأميركية، إن “مستقبل لبنان بيد اللبنانيين”، معرباً عن أمل الرياض في أن يلقي اللبنانيون والقيادة اللبنانية والهيئة السياسية اللبنانية “نظرة جادة حقيقية” على الوضع الذي يمر به بلدهم، وأن “يتوحدوا في سبيل تبني إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية من شأنها أن تتصدى للتحديات التي يواجهها لبنان، وأن تقدم حلولا مستدامة للمستقبل”. وأبدى الوزير السعودي خشيته من أن يتجه لبنان نحو ظروف أكثر خطورة من أي وقت مضى، ما لم تكن قيادته السياسية مستعدة للمضي قدما في هذا السبيل.
وتابع: “لم يعد الوضع القائم في لبنان قابلاً للتطبيق، ولا تشعر المملكة بأنه من المناسب الاستمرار في دعم الوضع الحالي الذي قدم لاعبا غير حكومي، أي “حزب الله”، يتمتع بحكم الأمر الواقع وحق الفيتو على كل ما يجري في البلد ويسيطر على بنيته التحتية الرئيسة، فيما لا تفعل الطبقة السياسية سوى القليل للتعامل مع التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني، سواء كان فساداً أو سوء الإدارة أو مشاكل أخرى”.
وأكد أن السعودية تأمل في أن يتمكن السياسيون اللبنانيون من الاجتماع بغية تبني أجندة إصلاحية حقيقية، مضيفا: “إذا فعلوا ذلك فإننا سوف نقف هناك لدعمهم”.
وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية مستعدة لدعم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، شدد بن فرحان على أن المملكة مستعدة لدعم أي شخص في لبنان سيتمكن من تبني أجندة إصلاحية. وقال: “لا نقف خلف أفراد في لبنان، وسنكون مستعدين للوقوف خلف لبنان ما دامت الطبقة السياسية هناك تتخذ خطوات حقيقية لمعالجة المشاكل التي يواجهها البلد”.
في غضون ذلك لم تخل عظات عيد الفصح الغربي من مواقف بارزة من الوضع القائم واعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان “ليس لدينا أدنى شك حيال عودة لبنان إلى الحياة، لكن ما يؤلمنا أن لبنان ما كان بحاجة، لو حظي بحوكمة رشيدة، إلى المرور بالجلجلة والصلب ليبلغ القيامة والحياة، إذ كان هو مثال القيامة والحياة في هذا الشرق” . وتساءل : “أيعقل أن يبدد اللبنانيون كل تضحياتهم وشهدائهم من أجل نزوات داخلية ومشاريع خارجية؟ لذا ندعو جميع اللبنانيين إلى وقفة ضمير وتجديد الاعتراف بلبنان وطنا نهائيا، وإلى ترجمة هذا الاعتراف بالولاء المطلق للوطن اللبناني ولدولة مستقلة وشرعية وحرة”.
اما ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فاعتبر في عظة الاحد ان : “هُـــوّةٌ ســحـيـقةٌ تــفــصـــلُ فــيــمـــا بــيـــن الــمــســـؤولـيــن، وتــفــصــلــهُـــم عـــن شعبِهم، وحــتـــى الآن لـــم نــلــمـــسْ نــيّـــةً جـــديـــةً لإمــكـــانــيـــة الــتـــلاقـــي فــيــمـــا بــيــنــهـــم، والــبــنـــاءِ عــلـــى مـــا يـجــمــعُــهـــم، والــعــمـــلِ عــلـــى مــعـــالــجـــةِ مـــا يــفـــرّقُــهـــم”، مشيراً إلى أن “الــتــحـــذيـــرات الـــدولــيـــةُ والإتهامات الــمــتــكرِّرةُ تــتـــوالـــى لــكـــنَ الآذانَ صــمّـــاء، كــمـــا صُـــمَّـــتْ عـــن أنــيـــنِ الــشــعـــب. إذا صَــفَـــتْ الــنــيّـــاتُ واجــتــمــعـــوا، إذا وضــعـــوا مــصــلــحـــةَ لــبــنـــان فـــوقَ كـــلِّ الــمــصــالـــح، وأبــعـــدوه عـــن كـــلِّ الــمــشـــاكـــلِ الــخـــارجــيـــةِ والــمــصـــالـــحِ الــخـــاصـــة، ســـوف يــتــوصّــلـــون إلـــى حـــلٍّ يـــرضــي ضــمـــائـــرَهـــم وشــعــبَــهـــم، وســـوف يــكـــونُ لــهـــم أجـــرٌ عــنـــد الله لأنــهـــم ســاهــمـــوا فـــي إنــقـــاذ وطـــنٍ يــتــهـــاوى”. وأمل أن “يــعـــودَ الــمــســـؤولـــون إلـــى ذواتِــهـــم ويــتــأمّــلـــوا فـــي مـــا وصـــلَ إلــيــه الـــوضـــعُ، وفـــي مـــا فــعـــلَ كـــلُّ واحـــدٍ مــنــهـــم لإذكـــاء الــصـــراعِ وتــعــقــيـــدِ الأزمـــاتِ عوضَ مــنـــعِ الإنــهــيـــار. ولــيــكـــنْ ذلـــك حـــافـــزاً لــهـــم عــلـــى الــعــمـــلِ الـــدؤوبِ مـــن أجـــل الــتـــلاقـــي وتـــألــيـــفِ حــكـــومـــةٍ تَــضْــطَــلِــعُ بـــدورٍ إنــقـــاذيٍ أصــبـــح أكــثـــرَ مـــن ضـــروري، قــبـــلَ فـــواتِ الأوان”.
-
وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:لا يزال رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، يلعب على وتر مواقف المملكة العربية السعودية، لتوظيفها ضد الرئيس المكلف سعد الحريري. يحاول باسيل، ومن خلفه رئيس الجمهورية ميشال عون، إظهار نفسيهما أنهما على توافق مع السعودية بخلاف وضع الحريري. وهي صورة مصطنعة، يسعى الرجلان إلى اختلاقها منذ ما قبل اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والذي كان فاشلاً.
الاصطياد بالكلام السعودي
من دعوة السفير السعودي لزيارة بعبدا، إلى تلفيق أخبار كثيرة حولها، نَبَذَها السفير وليد البخاري ورفض السياق الذي وضعت فيه. وصولاً إلى تعليق باسيل على موقف لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، معتبراً أن المملكة: “لا تدعم أشخاصاً في لبنان بل تدعم البلد ككل، بشرط تنفيذ إصلاحات تلتزم بالشروط الدولية”.
وقال الوزير السعودي: “لا تشعر الرياض أنه من المناسب الاستمرار في دعم الوضع الحالي الذي قدم لاعباً غير حكومي، أي “حزب الله”، الذي يتمتع بحكم الأمر الواقع وحق الفيتو على كل ما يجري في البلد، ويسيطر على بنيته التحتية الرئيسة”. ورداً على سؤال عما إذا كانت السعودية مستعدة لدعم رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، شدد بن فرحان على أن “الرياض مستعدة لدعم أي شخص في لبنان يتمكن من تبني أجندة إصلاحية”.
سارع باسيل للإصطياد بهذا الموقف، محاولاً توظيفه في مواجهة الحريري، فغرّد قائلاً: “موقف متقدم لوزير الخارجية السعودية يؤكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان، لا إلى جانب طرف فيه، ورغبتها، كما فرنسا، بدعم برنامج إصلاحي يلتزم به المسؤولون اللبنانيون”. وسأل باسيل: “هل يلتزم رئيس الحكومة المكلف والحكومة بالتدقيق الجنائي وبقانون الكابيتال كونترول، وبوقف سياسة الدعم الهادرة للأموال؟” وأضاف: “وهل يلتزم بتصفير العجز في الكهرباء وفي الموازنة ووقف الهدر وبسياسة نقدية جديدة تخفض الفوائد، وبكامل الإصلاحات البنيوية التي يناضل الإصلاحيون من أجلها منذ سنوات؟ هذا هو الالتزام المنتظر منا ومن اللبنانيين ومن المجتمع الدولي، فهل من يلبّي؟”
لائحة كاملة
لم يأخذ باسيل من الموقف السعودي إلا ما يعنيه في استهداف الحريري، فيما تجاهل كل ما وُجه إليه سعودياً وعربياً ودولياً، منذ أن كان وزيراً للخارجية، وحتى قبلها، بكثرة خلافاته مع مسؤولين في دول متعددة أيام كان فيها وزيراً للطاقة، ورفض الكثير من المشاريع التنموية العربية لبناء معامل الكهرباء. وحينها وقف متباهياً أمام مسؤولين في صناديق عربية، وتحديداً الصندوق الكويتي للتنمية، معلناً أنه ليس بحاجة لأي دعم. علماً أن الصندوق الكويتي في تلك الفترة، أي في العام 2011، أبدى الاستعداد لتمويل بناء معامل كهرباء تكفي كل حاجة لبنان بفائدة 1 بالمئة. لكن باسيل رفض.
كذلك تجاهل رئيس التيار الوطني الحرّ موقف الوزير السعودي إزاء كل الطبقة السياسية، إذ لم يحصر كلامه بالحريري، إنما كان رداً على سؤال محدد. كما تجاهل باسيل موقف الوزير السعودي من حزب الله الذي يتحكم بالأمر الواقع ويسيطر على البنى التحتية. وهذا الأمر سعودياً حصل بفعل تنازلات الحلفاء، وأيضاً بفعل تواطؤ الخصوم وتآمرهم، وعلى رأسهم باسيل. وهناك من يعدّ لائحة كاملة لمواقفه منذ رفض إدانة الاعتداء على القنصلية السعودية في إيران، وصولاً إلى رفض إدانة الاعتداء على آرامكو، مقابل الإسراع بإدانة اغتيال قاسم سليماني، وما بينهما من مواقف يضعها العرب كلهم في خانة تسليم لبنان لحزب الله من قبل باسيل، لتحقيق أهداف سياسية.
العرقلة والطريق إلى باريس
بكل الأحوال، كان موقف باسيل واضح المعالم والمرامي، في محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على الحريري. إنها سياسة على طريقة الأطفال الذين يحاولون إغاظة بعضهم البعض. لا يمكن فصل موقف رئيس التيار الوطني الحرّ عن موقف رئيس الجمهورية، الذي انتقد أسفار الحريري، سواء في الفيديو المسرّب أو حتى في زيارته لتهنئة البطريرك بشارة الراعي بعيد الفصح. إذ غمز من قناة سفر الحريري، عندما سئل عن موعد الخروج من النفق قال: “عندما يعود الرئيس المكلف”. انطوى الكلام على استهزاء بمغادرة الحريري إلى الخارج، وأرفق عون كلمته بأن العُقد لا تزال تتوالد، في إشارة إلى خفوت كل الأجواء الإيجابية التي سرت في الأيام الماضية.
هكذا، لا يوحي كلام باسيل ولا كلام رئيس الجمهورية بالاستعداد للتسهيل حتى الآن. وحتى لو عملا على التسهيل بفعل الظروف الضاغطة، فإن ذلك لن يكون عن قناعة. وهذا سياق واضح منذ أن حاول عون البحث عن رئيس آخر يرضى عنه الخارج، وخصوصاً العرب، غير الحريري.
أُحرج باسيل في مبادرة الـ24 وزيراً. تعاطى معها بارتياب. وحسب ما تؤكد المصادر، فإنه عندما فوتح بالأمر من قبل حزب الله، طرح أسئلة كثيرة وتفصيلية حولها، وحول كيفية اختيار الوزراء. لم يعط جواباً نهائياً. وعون لا يزال مصراً على عقد لقاء بين باسيل والحريري للاتفاق. ما يعني أن هناك الكثير من التفاصيل لا تزال بحاجة إلى البحث. بينما لا يزال رئيس التيار الوطني الحرّ يحاول عرقلة مسار الحريري، وما يسعى إلى افتعاله مع السعودية، سعى دوماً ولا يزال لافتعاله مع فرنسا.
فهو يحاول منذ أكثر من شهرين ترتيب مواعيد له مع المسؤولين الفرنسيين. وتعززت مساعيه بعد زيارة الحريري إلى باريس ولقائه مع الرئيس إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية جان إيف لودريان. بعد اللقاء حمّل الفرنسيون بشكل مباشر رئيس الجمهورية وباسيل مسؤولية التعطيل. وحينها زارت السفيرة الفرنسية باسيل في منزله، وكانت واضحة معه. مع ذلك، استمر باسيل في مساعيه لترتيب مواعيد في باريس. سرت معلومات عن أنه يستعد لإجراء الزيارة. ولكن لا تأكيد حتى الآن حول موعد حصولها. وهي حتماً تنطوي على احتمالين: إما أن تكون هادفة لحفظ ماء الرجل بحال سارت التطورات الدولية والإقليمية في سبيل ولادة حكومة من دون شروطه، فيسهل ولادتها، ويكون قد سلّف الفرنسيين موقفاً، لا سيما بعد التهديد بفرض عقوبات أوروبية. وإما الاحتمال الثاني، أنه يستمر في محاولات شرح وجهة نظره وتحميل الحريري مسؤولية التعطيل، كما حاول أن يفعل باستغلاله الموقف السعودي. وهي ذهنية حتماً لن تؤدي إلى ولادة الحكومة.
-
وكتبت “الديار”:في ظل القطيعة الحاصلة والتوتر المتواصل بين المعنيين بالتشكيلة، وخصوصاً بين بعبدا وبيت الوسط و«اللطشات» المتبادلة، وآخرها ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون يوم السبت في بكركي، «بأنّ خروج التشكيلة الى العلن تنتظر عودة الرئيس المكلف من الخارج»، مردّداً العبارة المذكورة مرتين، وهذا يعني انه من الصعب تخطيّ كل هذا، إلا من خلال بروتوكول التهنئة بعيد الفصح، علّ هذه التهنئة تكسر الجليد المتراكم جرّاء التناحر والشروط المتبادلة.
لكن ثمة تفاؤل حذر يدور في الافق الحكومي، وفق ما يشير مصدر سياسي مطلّع على ما يجري في هذا الاطار، ويقول لـ«الديار»: «مَن تابع كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير الهادئ، يستوحي هذا التفاؤل خصوصاً مع عبارته «علينا وضع الخلافات جانباً لتشكيل الحكومة»، مما يشير الى سير الاتجاه نحو تشكيل حكومة من 24 وزيراً، من دون ثلث معطّل لأي فريق، أي انّ مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، تلوح في الافق، معتبراً أنّ فك العقد اليوم يعود الى التهديد بالعقوبات الاوروبية، الذي اطلقه المسؤولون الفرنسيون ضد معرقلي التشكيلة، إضافة الى العقوبات الاميركية المرتقبة، ما دفع بالمعنيّين الى الموافقة على تسوية الـ 24 وزيراً. انطلاقاً من هنا، بدأت المرونة تظهر فجأة في مواقف المتناحرين، على امل ان يخرج الدخان الابيض قريباً جداً، ويبشر بولادة الحكومة المنتظرة منذ سبعة اشهر، لكن المصدر المذكور يعوّل ايضاً وبقوة على نتائج الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي الى السعودية، والتي سبقها اتصال ماكرون بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث لم يغب ملف لبنان عن محادثات الطرفين، فضلاً عن تهدئة ديبلوماسية يقوم بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي بدأ نوعاً ما بفتح أسوار الرياض المغلقة في وجه لبنان، على أثر التوتر في العلاقات الذي كان قائماً بقوة، لكن اللقاءات التي اجراها البخاري مع عدد من المرجعيات السياسية في لبنان، كسرت الجليد بعض الشيء، فيما تبقى الانظار شاخصة بقوة الى نتائج الزيارة الفرنسية الى المملكة، التي تؤكد دائماً عدم تدخلها في الداخل اللبناني، لكنها بالتأكيد تحرص على استقراره .
الى ذلك يترّقب الجميع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري في الساعات المقبلة الى بيروت، وفي هذا الاطار يلفت المصدر المذكور الى إمكانية ارتفاع حظوظ التأليف، في انتظار تكثيف الاتصالات والوساطات، لإزالة التشّنجات السائدة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لإعادة تحريك الملف الحكومي، لكن هذه المرة بزخم اقوى، مشيراً الى انّ ترطيب الاجواء مطلوب قبل حصول اللقاء الثنائي في بعبدا، وإلا سيبقى التوتر سيّد الموقف ولن نصل الى نتيجة. ونقل عن مصادر الصرح البطريركي أنّ التوافق شبه تام على عدد الوزراء أي 24، وهذا ما جرى التداول به خلال لقاء الرئيس ميشال عون بالبطريرك الماروني بشارة الراعي يوم السبت، حيث طالب الاخير بالتسريع بالتشكيلة لان الوضع لم يعد يحتمل ابداً.
وعلى خط آخر، كرّرت مصادر تيار المستقبل لـ«الديار»، أنّ الحريري لا يزال يشدّد على المعايير التي حدّدها سابقاً، في ما يخص عملية التأليف، أي وزراء اختصاصيين مستقلين وغير حزبيين، قادرين على تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة، بغياب الثلث المعطل لأي فريق، مع التأكيد النهائي وللمرة الاخيرة، أن لا اعتذار مهما كانت الاسباب او محاولات البعض استفزاز الرئيس المكلف، فهو باق باق باق.
-
وكتبت صحيفة “الشرق الأوسط السعودية”: يبدو أن ضغوط البطريرك الماروني بشارة الراعي لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة بدأت تثمر، إذ نقل عنه أمس (الأحد) أن هناك «شبه توافق» على عدد الوزراء في حكومة لا يكون فيها لأي طرف ثلث معطل.
وكان الراعي استقبل أول من أمس رئيس الجمهورية ميشال عون، وكان الملف الحكومي حاضراً في لقائهما.
وأمس قال النائب فريد الخازن في بيان بعد لقائه البطريرك، إن «الراعي يضغط في اتجاه تسريع تأليف الحكومة والحديث مع رئيس الجمهورية ميشال عون صبَّ في هذه الخانة». وأشار إلى «حصول شبه توافق حول عدد الوزراء في الحكومة من دون ثلث معطل لأي فريق»، لافتاً إلى أن «العُقد الباقية ما زالت عالقة، وعلينا أن نبقى متفائلين». ولا يزال الخلاف قائماً حول تسمية وزيري الداخلية والعدل، حيث يطالب الحريري بأن يسميهما، فيما يطالب عون بتسمية وزير الداخلية.
وفي عظة الفصح، سأل الراعي: «أيُعقل أن يبدد اللبنانيون كل تضحياتهم وشهدائهم من أجل نزوات داخلية ومشاريع خارجية؟». ودعا جميع اللبنانيين إلى «وقفة ضمير وتجديد الاعتراف بلبنان وطناً نهائياً، وإلى ترجمة هذا الاعتراف بالولاء المطلق للوطن اللبناني ولدولة مستقلة وشرعية وحرة».