سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:قراءات في “صدمة نواف سلام” والميثاقية..وموقف الثنائي

 

الحوارنيوز – صحف

قرأت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في المفاجأة – الصدمة التي حملت نواف سلام إلى رئاسة الحكومة ،وفي آفاق المرحلة المقبلة في ظل موقف الثنائي الشيعي مما حصل والذي رأى فيه البعض نوعا من الخديعة،وشكل تخوفا من الغد.

 

 

  • النهار عنونت: المفاجأة المدوية الثانية: نواف سلام بغالبية جارفة

“الثنائي” المصدوم بـ”دومينو” التغيير يلوّح بعواقب!

 وكتبت صحيفة “النهار”: لم يكن الانذهال بالفصل الثاني بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عبر تكليف رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام تأليف أولى حكومات العهد الجديد ونيل سلام أكثرية كاسحة بلغت 84 نائباً، مستغرباً اطلاقا. ذلك أن يوم 13 كانون الثاني 2025 شكل الوجه الآخر المكمل ليوم 9 كانون الثاني بما جعل اللبنانيين والمراقبين يتوقفون طويلاً أمام المد أو الموج التغييري الضخم الذي يلفح لبنان بجرعات متعاقبة سريعة ولا أحد يمكنه الوقوف في وجهه. يحل نواف سلام ظهر اليوم في قصر بعبدا راجعاً من أعلى مرجع قضائي دولي كان على رأسه وهو اللبناني الأول الذي تبوّأ هذا المنصب القضائي الأعلى دولياً، لكي يتولى رئاسة الحكومة الأولى في عهد جوزف عون بكل ما يشكله هذا الحدث الثاني بعد انتخاب عون من دلالات كبيرة وقياسية. فالقاضي الدولي والسفير السابق في الأمم المتحدة جرت تزكيته الصاعقة أمس بما يشبه اعصاراً سياسياً قلب كل المعطيات التي كانت قائمة قبل 24 ساعة فقط بما أثبت أن عصف التغيير مضى بقوة لا رجوع عنها. ونواف سلام جاء بمعيار أساسي طالما جعله مرشح التغيير منذ سنوات، أي أنه يشكل الرافعة الإصلاحية في المقام الأول في العهد الجديد بشراكة كاملة مع سيّد العهد والقوى التي ستلاقي المنحى التغييري. ولم يعد ثمة شك في أن النواة الصلبة التي رشّحت نواف سلام وضمت قوى المعارضة السابقة والتغييريين ثم التحق بهم الآخرون إنما التقطت موجات الدعم الدولي العربي إياه الذي وقف وراء انتخاب عون وتكليف سلام.

كما حملت نتائج التسمية دلالات سياسية بالغة مع تكليف سلام بما يرمز إلى تعديل موازين القوى الداخلية، والإتيان بشخصية مرموقة على المستويين المحلي والدولي، معروفة بنزاهتها وخبراتها القانونية والأكاديمية والديبلوماسية الى السرايا الحكومية. وهي الشخصية التي تحمل نفحات تغييرية وإصلاحية، وتحمل شعبية في أوساط الشباب والنخب. وقد علمت “النهار” أن الرئيس المكلف تلقى أول اتصال من زعيم دولي هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيما كان سلام في طريقه ليل أمس من أمستردام إلى بيروت.

“الثنائي” والميثاقية!

بذلك اتخذ الموقف المتوجس والنقزة السلبية الواضحة للثنائي الشيعي مع التلميحات التي أطلقها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إيحاءات إلى شروط يعتزم هذا الفريق الزج بها في عملية تشكيل الحكومة، إذ أنه تعامل مع صدمة تكليف سلام بغالبية كاسحة بلغت 84 صوتاً كأنه انقلاب خارجي – داخلي، ولذا ذهب في ردة فعله إلى مقاطعة التسمية ولم يسمِ الرئيس نجيب ميقاتي.

وفي انتظار عودة سلام اليوم إلى بيروت من لاهاي أعلن المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير في نهاية يوم الاستشارات أن رئيس الجمهورية أجرى الاستشارات النيابية الملزمة وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميًا استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه علمًا أنه موجود خارج البلاد ومن المقرر أن يعود اليوم. وسوف تتم عملية التكليف رسمياً في الساعة الثانية عشرة ظهراً في بعبدا بعدما نال سلام 84 صوتًا مقابل 9 لميقاتي و35 لا تسمية. وفاجأ الرئيس عون المراسلين في بعبدا بعد الاستشارات وخاطبهم شاكراً تعبهم وقال: “انتهت الخطوة الأولى وأتمنى أن يكون التاليف سلساً بأسرع وقت وبصراحة لدينا فرص كبيرة.

لم تسمِ كتلتا “الوفاء للمقاومة ” و”التنمية والتحرير” أي مرشح لرئاسة الحكومة وصرّح النائب رعد قائلاً: “لقاؤنا مع الرئيس جوزف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية”. وأضاف: “خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل بأن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت بأنها ممدودة، والآن نقول بكل بساطة من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية وسنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصًا على المصلحة الوطنية”.

اما النائب أيوب حميّد، فقال باسم كتلة التنمية والتحرير: “الكتلة لم تُسمِّ أحدًا انطلاقًا من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي”.

وقد حُسم السباق لصالح نواف سلام، في الجولة الثانية حيث سماه “اللقاء الديموقراطي” و”تكتل لبنان القوي” و”الاعتدال الوطني” بعدما سمته كتل المعارضة لا سيما منها “الجمهورية القوية” و”الكتائب” و”تجدد”، ثم كرت السبحة في تكتلات مستقلة.

وطلبت كتلة “الوفاء للمقاومة” من رئيس الجمهورية إرجاء موعدها إلى اليوم غير أن المسؤول الإعلامي لرئاسة الجمهورية قال إن الرئيس لم يُوافق على تأجيل الاستشارات.

وكان النائب فؤاد مخزومي انسحب من السباق لصالح سلام بعد اتفاق اطياف المعارضة على تأييده.

ميقاتي … والحريري

وعقب إعلان التكليف أصدر الرئيس نجيب ميقاتي بياناً أعلن فيه أنه أجرى اتصالاً برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، “وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها فخامة الرئيس في خطاب القسم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الاراضي اللبنانية”. وتقدم بالشكر من “النواب الذين سمونّي أو كانوا ابدوا رغبة بتسميتي، مقدّراً ثقتهم،كما أشكر النوّاب الذين امتنعوا عن تسميتي لكونهم عبّروا عن نهج ديموقراطي نتمسك به مهما كانت الظروف”. كما توجه بالشكر “إلى جميع اللبنانيين الذين واكبوا العمل الذي قامت به حكومتنا منذ انطلاقتها وخصوصاً في مرحلة تصريف الاعمال التي كانت حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية وأهمها العدوان الإسرائيلي على لبنان وتداعياته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وقد عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة، كما وضعت الأسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات هذا العدوان. وأصبح للدولة إمكانية مالية فقدتها منذ زمن طويل. أما بالنسبة للمشاريع الإصلاحية، فلقد تم انجاز الكثير من مشاريع القوانين تمهيداً لإقرارها في مجلس النواب”. وكتب في وقت لاحق شاكراً الوزراء وداعياً إياهم إلى الاستمرار في تصريف الاعمال اليومية.

وأثار تكليف سلام موجة ترحيب واسعة، وكان للرئيس سعد الحريري تعليق فوري لافت إذ قال: “مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة. إنها فرصة اضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزف عون رئيساً. وأملنا كبير في أن تنضوي كل القوى تحت سقف الشرعية المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية”.

 

 

  • الأخبار عنونت: النوّاب السنّة: ليلة الضياع بانتظار الـ«ألو» السعوديّة

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: لم ينقلب النوّاب السنّة على الرئيس نجيب ميقاتي، بل يُمكن القول إنّهم «لحّقوا أنفسهم» بالالتحاق بالانقلاب قبل فوات الأوان، أما الذين حدّدت رئاسة الجمهوريّة مواعيد مشاركتهم في الاستشارات صباحاً، فقد كان حظّهم عاثراً لأنّ «التّعليمة» لم تكن قد وصلت بعد.

كان أول أمس ثقيلاً على النواب الذين حاولوا تلمّس الموقف السعودي بشتّى الوسائل، من دون أن يتوصّلوا إلى إجابةٍ واضحة، بعدما غاب السفير وليد البخاري عن السّمع لوجوده خارج البلاد. هكذا، اختلط الحابل بالنابل، فتمّ تفعيل الاتصالات بين النواب السنّة للوصول إلى موقفٍ موحّد، ولا سيّما بين نواب كتلتي «الاعتدال الوطني» و«التوافق الوطني»، الذين راهنوا أيضاً على إمكانية انضمام النواب نبيل بدر وعماد الحوت وبلال الحشيمي إليهم.

ولأن الموقف السعودي كان غير واضح، ظنّ النوّاب أنّ «طويل العمر» لا يُمانع في أن تكون القرارات داخليّةً بحتاً. واستناداً إلى إجابة «فضفاضة» للبخاري رداً على سؤالهم إياه سابقاً عن تسمية ميقاتي، استنتجوا بأن لا «فيتو» على اسم الأخير، إضافةً إلى أنّ الـ«ديل» مع «الثنائي الشيعي»، والذي وُضعوا في بعض تفاصيله، يتضمّن اسم ميقاتي كأول رئيس حكومة في العهد الجديد.

مع ذلك، تريّث معظمهم بعدما لاحظوا أنّ المواصفات التي عدّدها رئيس اللجنة المختصة بلبنان في وزارة الخارجية السعودية، يزيد بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، لا تنطبق على الرئيس الطرابلسي.

ضاع النوّاب، وفضّل بعضهم الانتظار حتى صباح الاستشارات، فيما تسرّعت كتلة «التوافق الوطني» في إعلان دعمها لميقاتي ليل أول أمس، وفهم البعض ذلك بأنّه إشارة سعوديّة وصلت إلى النائب فيصل كرامي. وحتى صباح أمس بدا أن لا فيتو سعودياً على ميقاتي، ما دفع عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطية إلى الإعلان عبر قناة «أو تي في» أن الكتلة ستصوّت لرئيس الحكومة السابق.

الغياب السعودي عن السّاحة أفضى إلى اتفاقٍ ضمني بين النوّاب السنّة على السيْر بميقاتي. ولكن ما إن بزغ الفجر حتّى تبدّلت معالم المشهد بانسحاب فؤاد مخزومي صباحاً من المعركة بعدما سبقه إبراهيم منيمنة ليلاً. توحّد المُعارضة حول اسم سلام بعد انضمام «القوات» إليها (رغم عدم اقتناعها بسلام)، رأى فيه النوّاب السنّة مؤشراً إلى اتصال تلقّته «معراب» يدل على إرادةٍ سعوديّة بسحب البساط من تحت ميقاتي.

وإذا كان بعض النوّاب بدأوا صباحاً يروّجون بضرورة التّراجع عن تسمية ميقاتي، فإنّ البعض الآخر لم يفهم الرسالة بشكلٍ واضح، واستمر بدعمه لرئيس الحكومة السابق، ومن بينهم بلال الحشيمي.

أمّا عما حصل بعد ذلك، فتختلف الروايات، بين من يؤكّد أنّ الاتصالات بين النوّاب السنّة الـ14 وتحليلهم لموقف «القوات» والكتائب» و«اللقاء الديمقراطي»، كل ذلك أفضى إلى استنتاجٍ بالرغبة السعوديّة، وبين آخرين يؤكّدون أنّ البخاري تكفّل ابتداء من ظهر أمس بتعميم «التعليمة» هاتفياً على رؤساء الكتل ليلبّوا سريعاً «نداء المملكة».

هذه البلبلة أدّت إلى انزعاج النوّاب من تأخّر الإيعاز السعودي وتركهم هائمين على وجوههم حتّى الظهر، وأنّه كان بإمكان الرياض إبعادهم عن هذا الإحراج بعدما كان بعضهم قد سمّى فعلاً ميقاتي أو آخرين أصدروا مواقف داعمة له قبل أن يتراجعوا عنها في أقلّ من 12 ساعة.

ومع ذلك، لا يبدو على هؤلاء أنّهم مقتنعون بتسمية سلام لما فيه من انقلابٍ على «الثنائي الشيعي»؛ بعضهم يبرّر الأمر باستيائهم أصلاً من التفاهمات التي حصلت بين «الثنائي الشيعي» والخارج من دون التنسيق معهم ليشيروا إلى أنّ «هذه هي نهاية التفاهمات الجانبيّة لفريق محدّد»، فيما البعض الآخر يقول: «نحن فعلياً مشينا مع الموْجة بعد أن صارت الأكثريّة في جيْب سلام بغضّ النّظر عن قناعاتنا، وهل تنتظرون منّا أن نتمحور في اصطفاف، فيما بيئتنا السنيّة في مكانٍ آخر؟».

 

  • الجمهورية عنونت: نواف سلام رئيساً مكلّفاً و”الثنائي” لم يسمّياه.. جوزاف عون يستعجل التأليف: أمامنا فرص كثيرة

 وكتبت صحيفة “الجمهورية”: بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كخطوة أولى في مسار إعادة انتظام الحياة السياسيّة والدستوريّة، بوشرت أمس عملية إتمام الخطوة الثانية المتمثّلة بتأسيس البنيان الحكومي، حيث تجلّت المرحلة الأولى من هذا المسار بتكليف القاضي نوّاف سلام تشكيل حكومة العهد الأولى، حيث حاز على 84 صوتاً.

مشهديّة مختلفة

القصر الجمهوري، كان بالأمس أمام مشهديّة استشارات نيابيّة ملزمة مغايرة لمثيلاتها في السابق التي كان اسم الرئيس المكلّف معلوماً، بحيث يستبق الإعلام حسمه قبل أن يتمّ تكليفه بصورة رسميّة. فمنذ بدء الإستشارات قبل ظهر أمس، اتّسمت بضبابيّة ملحوظة، لكنّها ما لبثت أن بدأت بالإنقشاع في فترة بعد الظهر لمصلحة القاضي سلام، حيث ظهّر مسار الاستشارات بصورة واضحة تقاطعاً واضحاً بين الكتل والإتجاهات النيابيّة بما فيها من تحالفات وتناقضات، على تسميته لرئاسة الحكومة.

معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» اكّدت أنّ حركة اتصالات مكثفة جرت على مدى الساعات الاربع والعشرين السابقة لموعد الاستشارات، وتواصلت خلال نهار أمس، لتوجيه دفّة التسمية لمصلحة القاضي سلام، وشاركت فيها أطراف عربيّة ودوليّة كان لها الدّور الأساس في إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وكان لها التأثير الواضح على مواقف بعض الكتل والنواب المستقلين، ولاسيما الكتل والنوّاب غير المصنّفين سياديّين او تغييريّين، حيث نجحت في تعديل وجهة مواقفها من تسمية الرئيس ميقاتي التي كانت محسومة بشكل قاطع لمصلحته قبل ثمانٍ وأربعين ساعة، إلى تسمية القاضي سلام.

هل ثمة انقلاب؟

وقد اعتبرت مصادر «أنّ أطرافاً مصنّفة سياديّة وتغييريّة معارضة قد سارعت إلى التعامل مع نتائج الإستشارات المُلزمة كلعبة ربح وخسارة، نتج منها ما اعتبره انقلاباً على الواقع السياسي الحالي، منحت فيه لنفسها انتصاراً فولكلورياً يلاقي مصالحها وحساباتها، وأسقطت هزيمة سياسيّة على أطراف أخرى، وعلى وجه الخصوص «حزب الله»، إلّا أنّ هذا الإستعجال قرأت فيه مستويات سياسيّة استفزازاً متعّمداً لفئة من اللبنانيين، ومبالغة وتسرّعاً في تقدير الأمور، وخصوصاً أنّ الأمور، وإنْ كانت قد حسمت تكليف القاضي سلام تشكيل الحكومة، الّا انّها ما زالت في بدايتها، حيث أنّ أمامها في الساعات المقبلة مرحلة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس المكلّف، لينطلق بعدها مسار تشكيل الحكومة».

مسار واحتمالات

وإذا كانت مختلف الأوساط السياسية قد استبشرت خيراً بانتخاب الرئيس جوزاف عون، وتقاطعت في تقديراتها على الرغبة في انطلاقة ميسّرة للعهد الرئاسي الجديد، الّا أنّ الجو السياسي الذي رافق الاستشارات الملزمة، والنتائج التي انتهت إليها، بالإضافة إلى ما قيل عن رياح هبّت من مصادر مختلفة وجّهت التسمية في اتجاه معيّن، عكست توتراً تكثفت المساعي لاحتوائه. والعبرة كما يقول مسؤول سياسي كبير لـ»الجمهورية»، «ليست في تسمية الرئيس المكلّف، بل في كيفية تجاوزه المطبّات الماثلة في الطريق، سواء أكانت مطبات سياسية او ميثاقية، وعبوره بالتالي الى برّ التأليف».

المطبّ الشيعي

وعلى ما تلاحظ الأوساط السياسية، فإنّ في أفق المسار الحكومي بدأ يلوح مطبّ شيعي، عبّر عن نفسه بإحجام الصوت الشيعي بكليته، المتمثل بكتلة «التنمية والتحرير» وكتلة «الوفاء للمقاومة» ومعهما النائب جميل السيد، عن تسمية القاضي سلام.

وبمعزل عن الأجواء الاحتفالية لدى المعارضات السيادية والتغييرية، فإنّ المتفق عليه في الأوساط السياسية انّ الواقع السياسي الداخلي قد دخل اعتباراً من يوم أمس في مرحلة جديدة، يقف فيها في نقطة الوسط بين الأزمة ولا أزمة. وهو وضع لم يكن متوقعاً رئاسيّاً، حيث يُخشى من تأثيرات تترتب عليه في الوقت الذي يحرص رئيس الجمهورية على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تبدأ ورشة إعادة إنهاض لبنان ووضعه على سكة الانفراج».

الميثاقية!

وإذا كان من الصعب التكهّن أو تحديد مجريات مرحلة ما بعد التكليف وأي وجهة ستسلكها الأمور في مرحلة التأليف، او ترجيح ما إذا كانت الحلبة السياسية تتقدّم نحو الدخول في اشتباك سياسي، فإنّ مصادر وسطية بارزة رفضت ان يُعتبر تكليف القاضي سلام انتصاراً لجهة سياسية بعينها، كما رفضت ما سمّته «المنطق الإستعلائي الذي ساقه البعض». وقالت لـ«الجمهورية»: «هذا خطأ كبير ومكلف جداً، يرتكبه من يقول بوجود رابح وخاسر، ويعتبر انّ في الإمكان الإخلال بالتوازنات الداخلية السياسية وعزل طرف اساسي أو تجاوزه، خصوصاً في تشكيل الحكومة».

وفيما بدا أنّ ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» قد لوحّا بالميثاقية، ليس في استشارات التكليف التي لم يمنحا فيها اصواتهما للقاضي سلام، فحسب، بل في التأليف، مع إبقاء الباب مفتوحاً على كلّ الاحتمالات بما فيها رفضهما المشاركة في الحكومة، برزت في موازاة ذلك بعض الأصوات من جانب المعارضة تقول بإمكان توفّر الميثاقية لحكومة سلام من خلال إشراك شخصيّات شيعيّة في الحكومة من خارج الثنائي.

على أنّ هذا الأمر، إنْ تمّ، كما تقول مصادر سياسية، معناه الدخول في اشتباك لا أحد يعرف حجمه او مداه. وهذا التوجّه لا يتلاقى معه رئيس الجمهورية ويرفضه، والأمر نفسه ينسحب على الرئيس المكلّف»، فيما تجنّبت مصادر «الثنائي» مقاربة هذا الاحتمال، ورفضت التوصيفات التي قالت بوجود مطبّ شيعي أمام الحكومة، واكتفت بالقول رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «لا يوجد أي موقف شخصي من الرئيس المكلّف. فقد جرت الاستشارات النيابية الملزمة وانتهت إلى ما انتهت اليه، وبتنا أمام مسار مفتاحه بيد الرئيس المكلّف، يعني بصريح العبارة، الكرة في ملعبه، وفي ضوء ما يبدر عنه يُبنى على الشيء مقتضاه».

وقالت مصادر مطلعة على أجواء الثنائي لـ«الجمهورية»، «إنّ ما سُمّي مطبّاً شيعياً، يتحدّد ما إذا كان سيترسخ أكثر أو يُزاح من الطريق، في الحوارات والنقاشات التي يفترض أن تحصل بينهما وبين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، سواء في الإستشارات غير الملزمة أو بعدها».

الاستشارات

وكان رئيس الجمهورية قد أجرى الاستشارات النيابية الملزمة في فترتي قبل الظهر وبعده أمس، واعلن المدير العام للقصر الجمهوري في ختامها «انّ رئيس الجمهورية جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابية، وبعد ان تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تمّ استدعاء القاضي نواف سلام رسمياً لتشكيل الحكومة الجديدة».

يُشار إلى أنّ سلام موجود خارج لبنان، على أن يعود اليوم إلى بيروت، ليتمّ تكليفه تشكيل الحكومة، بعدما نال 84 صوتاً من النواب، فيما نال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي 9 اصوات، فيما امتنع عن التسمية 35 نائباً. وقال الرئيس جوزاف عون في ختام الاستشارات: «أتمنى ان يكون التأليف سلساً وفي أسرع وقت، لأن فرصاً كبيرة تنتظرنا».

الثنائي

ولفت في المواقف ما قاله رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» بعد لقاء الكتلة مع رئيس الجمهورية: «لقاؤنا مع فخامة الرئيس كان من اجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد ان يخدش إطلالة العهد التوافقية».

اضاف: «مرّة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والالغاء والاقصاء عنوة وكيدية وتربصاً. نحن خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية، وكنا نأمل ان نلاقي اليد التي طالما تغنّت بأنّها ممدودة فإذا بها تقطع. والآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء اعصاب، انّ من حقهم ان يعيشوا تجربتهم، ومن حقنا ان نطالب بحكومة منيثاقية، لأنّ أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الاطلاق. وبكل الاحوال نحن سنواكب الخطوات ونترقّب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصاً على المصلحة الوطنية. وسنرى أفعالهم من اجل إخراج المحتل من ارضنا من كل حبة تراب من أرضنا، وسنرى جهودهم لاستعادة الاسرى وسنرى جهودهم لإعادة الاعمار وسنرى كل الجهود من اجل التنفيذ الصحيح للقرار 1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية والتوافق الوطني وبما لا يهدّد العيش المشترك في هذا البلد».

واما «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس بري، فقال النائب ايوب حميد بعد لقائها الرئيس عون: «تمّت تهنئة الرئيس جوزاف عون بثقة المجلس النيابي. آملين ان يكون عند ثقة اللبنانيين جميعاً، وان تكون هناك إيجابية، وانّ الكتلة لم تسمّ اياً من الأسماء المطروحة، لأنّه لا يجوز ان يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك».

ميقاتي يشكر

إلى ذلك، قال الرئيس ميقاتي في بيان «مع صدور نتائج الاستشارات النيابية أجريت اتصالاً برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمّته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حدّدها فخامة الرئيس في خطاب القَسَم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين الى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الاراضي اللبنانية».

وقال: «قناعتي أنّ هذا البلد لا يُحكم الّا بالاعتدال والتوافق، بعيداً عن الإقصاء والتشفي. وقد اثبتت كل التجارب الماضية أن لا بديل عن التوافق، وان نهج التحدّي ادّى الى اضاعة الكثير من الفرص الإنقاذية. وكلي أمل ان تكون المرحلة الجديدة إنقاذية بكل معنى الكلمة، وان تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال. صحيح أنّ التحدّيات التي تواجهنا كبيرة، لكن إرادة شعبنا أقوى، ووحدتنا وقدرتنا على الصمود هما خلاصنا. كما تجاوزنا الحروب والأزمات معًا، سننهض معًا من جديد».

حضور عربي وأميركي

سياسياً، برز في الساعات الأخيرة ما بدا انّه استكمال لمسار تفعيل وتزخيم الحضور العربي في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وكانت لافتة في هذا السياق ما أُعلن عن توجّه لدى دولة الامارات العربية المتحدة نحو إعادة فتح سفارتها في بيروت.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات «أنّ وفدًا إماراتيًا رفيع المستوى موجود في لبنان حاليًا لإجراء ترتيبات لإعادة فتح سفارة الإمارات في بيروت، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إغلاقها.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية «إعادة فتح السفارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية اللبنانية الشقيقة، وحرص دولة الإمارات على دعم جهود الاستقرار والتنمية في البلاد، والتزام دولة الإمارات العميق بمساعدة الشعب اللبناني وتقديم كافة أشكال الدعم له في مختلف المجالات».

وضمن هذا السياق، وصل وفد أميركي عسكري للقاء الرئيس جوزاف عون برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال كوريلا مع قائد القوات الدولية ورئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار والسفيرة الاميركية في بيروت.

وأفيد بأنّ البحث تناول الوضع في الجنوب والاجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش و»اليونيفيل» ولجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وخلال اللقاء الوفد الاميركي أكّد لرئيس الجمهورية استمرار دعم واشنطن للجيش اللبناني.

كما تندرج في هذا السياق، الزيارة العاجلة التي قام بها الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط الى بيروت، حيث التقى الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي.

وعلى صعيد عربي آخر، تلقّى الرئيس بري اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، هنأه فيه لمناسبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، واعرب عن أمله بأن يشهد لبنان استقرارًا وازدهارًا بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون. وأكّد موقف العراق الداعم لأمن لبنان الشقيق واستقراره، ولكل الخطوات التي تعزز الاستقرار لتجاوز آثار الحرب الأخيرة وتداعياتها.

بدوره، توجّه الرئيس بري «بالشكر للعراق بشخص رئيس الحكومة والمرجعية الرشيدة والشعب العراقي على وقوفهم الدائم الى جانب لبنان في مختلف الحقبات، ولاسيما في المرحلة الراهنة باحتضان العراقيين لأشقائهم النازحين اللبنانيين خلال الحرب العدوانية الاسرائيلية الاخيرة على لبنان».

 

  • اللواء عنونت: «الإثنين الكبير»: نواف سلام رئيساً لحكومة الوفاق والتغيير

 

مشاركة الثنائي تحسم اليوم في اللقاء الثلاثي.. وعتب شيعي على الحلفاء والخصوم

  وكتبت صحيفة “اللواء”: في خطوة تحوُّل ذات دلالات كثيرة من شأنها أن تنقل الوضع من حال الى حال، بالاتجاه الايجابي، بما يضع لبنان على طريق التعافي، واعادة وضع البلد على السكة العربية والاقليمية والدولية، كما كان دوماً عضواً فاعلاً ونشطاً في الأندية العالمية.

تلاقت عوامل عدة، وجاءت استكمالاً لخطوة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، وأتى القاضي نواف سلام من رئاسة محكمة العدل الدولية الى رئاسة الحكومة في لبنان، وهو كان ضمن صيغة إنهاء الشغور الرئاسي في ايامه الاولى: «فرنجية – سلام»، التي لم يكتب لها النجاح حينها.

ويمكن اعتبار الاثنين الكبير تحولاً في مجرى السياسة في لبنان من اجل التغيير نحو الافضل، والسعي الى الوفاق واستعادة سيادة القانون.

لم ينفصل مشهد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري عن الواقع السياسي الجديد والذي تطلب من غالبية الكتل النيابية التماهي معه، وكان شريط الإستشارات لاسيما في فترة بعد الظهر ترجمة لذلك، وفي الوقت نفسه أخرجت هذه الاستشارات مفاجآت في ترجيح كفة السفير نواف سلام في تكليفه رئاسة الحكومة سريعا مع العلم أن كتل المعارضة كان سبق لها أن أكدت تسميتها لسلام. وهذه الإستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تظهَّرت فيها إشكالية الميثاقية بعد تمنع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة، الأمر الذي قلب الأمور حتى وإن اعتبر البعض أنه كان متوقعا، وافسح هذا التمنع من المكون الشيعي، في المجال أمام طرح أسئلة بشأن التأليف وتسهيله والمعوقات والمشاركة. اولى إشارات الاعتراض على ما سُرِّب حول مشهد صب الأصوات لمصلحة سلام كانت طلب كتلة الوفاء للمقاومة تأجيل الموعد الذي كان محددا عند الثالثة إلا الدقيقة العاشرة، سرعان ما عولج لاسيما أن ما من موعد آخر للإستشارات. ووجَّه النائب محمد رعد رسالة من القصر الجمهوري بقوله : كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تتغنى أنها ممدودة واليوم تقطع. اما بعض المفاجآت التي سجلت فترجم في حسم خيارات كتل نيابية لاسيما تكتل لبنان القوي وفي تأكيده رسالة دعم العهد وكأنه يقلب صفحة جديدة معه وقد برزت تسميته لسلام في هذا السياق.

وفي المحصلة، حصدت تسمية السفير سلام على ٨٤ صوتا نيابيا كما عكست خيارات النواب بغض النظر عن رقم عدم التسمية، اما الرئيس نجيب ميقاتي فحصل على تسعة أصوات.

وبعيدا عن تلميح بعض الكتل النيابية حول المرحلة الجديدة وكلام النائب جورج عدوان بشأن ضرورة الاعتياد على الوطن الجديد وعدم التأخير غامزا من قناة المكون الشيعي قائلا أن القطار ماشي. ما خرجت بها نتيجة الاستشارات تنتظر ترقبا في الأيام المقبلة وتعاطي الرئيس المكلف معها الذي يلتقي اليوم رئيس الجمهورية بعد عودته من الخارج ويدلي بتصريح يتاح من خلاله الإجابة عن عدة استفسارات ورسم ملامح التعاون مع رئيس الجمهورية.

في هذه الإستشارات أيضا، تكررت الإشادة بخطاب القسم وبضرورة تضمينه في البيان الوزاري، وبقي عدم تسمية الياس بو صعب مدار نقاش حتى أدرج في إطار الإمتناع.

وبحسب المعطيات فإن رئيس الجمهورية نجح في إنجاز التكليف السريع ويأمل في تأليف سلس مكررا القول اننا أمام فرصة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التكليف الذي حصل عليه السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة هو تكليف دستوري جاء نتيجة خيارات النواب وتوجهاتهم.

ورأت المصادر أن أي حديث عن انقلاب على اتفاق ما ليس صحيحا لأن ما من اتفاق مسبق إنما مجموعة عوامل صبت في سياق دعم ترشيح السفير نواف سلام بما يتلاءم والمرحلة الجديدة، مشيرة إلى أن الاختبار المقبل هو في تأليف الحكومة بعجلة ولذلك يتمنى الرئيس عون ان يكون سلسا والانطلاق بالفرصة المطلوبة.

ولفتت إلى ان التأليف وفق الدستور أمر مناط برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، اما شكل الحكومة فمتروك لمشاورات سلام ولا نية له إلا في أن تكون حكومة تعكس رغبة بناء الدولة وليس هناك من «شغل» في السياسة بل في البناء وليس هناك نية لكسر فريق أو غير ذلك.

وظهر اليوم، يعقد اجتماع في بعبدا، يضم الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سلام، للتداول في اطلاق المشاورات النيابية في المجلس النيابي، بدءاً من يوم غد الاربعاء.

وتوقع مصدر نيابي حصول معالجة لمشكلة صدمة إبعاد ميقاتي.

ونقل عن الرئيس بري قوله ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع.

وإن كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» في صدمة كبيرة، من جراء عدم تمكنهما من الابقاء على الرئيس ميقاتي.

ونقلت عن بري انه كان مستاءً جداً في اجتماعه مع الرئيس عون.

وفي دردشة مع الصحافيين اعتبر عون ان «التكليف هو قرار النواب، وانه يحترم هذا القرار، والخطوة التالية التأليف، وإن شاء الله سيكون سلساً وفي اسرع وقت، لاننا نملك فرصاً كبيرة جداً من خلال مساعدة الخارج لنا، وانهيت للتو محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي، ويجب ان تشكل الحكومة».

واجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بالرئيس سلام، تمنى له التوفيق في مهمته الجديدة.

واعرب النائب جبران باسيل عن اتجاه تياره للمشاركة بتأليف الحكومة.. معتبراً انها «تختلف مع خيارات سياسية للثنائي الشيعي»، لكن لا نية لتهميش الشيعة ولا غالب ولا مغلوب.

وتمنى رئيس حزب القوات اللبنانية مشاركة حزب الله وحركة امل في الحكومة الجديدة.

ماكرون الجمعة في لبنان

دولياً، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة في 17 الجاري، وفي اليوم التالي، يصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة.

وفي اطار عودة الوضع الى طبيعته، تفتح السفارة الاماراتية في بيروت ابوابها قريباً.

وهنأ الرئيس الفرنسي ماكرون سلام بتكليفه تشكيل الحكومة متمنياً له «كل النجاح في تشكيل حكومة تخدم جميع اللبنانيين».

وقال البيت الابيض ان الرئيس عون قادر على ادارة فصل جديد من لبنان، واعتبر ان لبنان امام فرصة كبيرة لبدء فصل جديد لا يعتمد على الارهاب، وان لبنان امام مرحلة فارقة، ويمكن ان يكون على اعتاب توافق سياسي داخلي، اذا ما تم استغلال الفرصة الحالية.

وسط هذه الاجواء، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع إستكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل، مشيرا الى أننا «كلنا أمل بعهد الرئيس عون». واستهل أبو الغيط لقاءاته من السراي الحكومي، وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم الرئيس عون مساءً.

نواف سلام: رئيساً للحكومة

وكانت الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها امس، رئيس الجمهورية جوزيف عون انتهت الى تسمية القاضي في محكمة العدل الدولية الدكتورنواف سلام رئيساً للحكومة ب 84 صوتا مقابل 9 اصوات حصل عليها الرئيس نجيب ميقاتي. و35 نائباً لم يسموا احدا (المجموع 128 نائبا) بينهم كتلتا امل وحزب الله. بعد حصول تنافس بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومرشح المعارضة القاضي الدكتور نواف سلام، بعدما اعلن عضو كتلة تجدد النائب فؤاد مخزومي صباحاًسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة بعد اجتماع لنواب المعارضة ليل امس الاول قرروا فيه ترشيح الدكتورنواف سلام.

ويعقد عند الساعة 12 من ظهر اليوم الثلاثاء، اجتماع يضم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف نواف سلام الذي وصل الى بيروت ليل امس، للإتفاق على المرحلة المقبلة لا سيما الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة.

وأطل الرئيس عون على الصحافيين في قصر بعبدا بشكل مفاجئ بعد يومهم الطويل لمواكبة الاستشارات النيابية، وقال: الخطوة الأولى انتهت واتمنى ان يكون التأليف سلسا بأسرع وقت، لانه تنتظرنا فرص كبيرة.

لكن جاءت نتيجة الاستشارات من دون رضا نواب الطائفة المسلمة الشيعية التي اعتبرت انه تم خرق التفاهمات التي حصلت لإنتخاب رئيس الجمهورية، وظهر ذلك في موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ومغادرة الرئيس نبيه بري القصر بدون الادلاء بأي تصريح. ما يعني احتمال حصول مشكلات سياسية جديدة تحت عنوان تجاوز الميثاقية كما قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، ما لم يتم تداركها في طريقة تشكيل الحكومة ومنح الثنائي تطمينات، لا سيما وأن بعض نواب المعارضة تعاطى مع النتيجة كأن الطائفة الشيعية باتت منكسرة او مهزومة، مقابل كلام معظم النواب الاخرين الداعي الى احتضان كل المكونات وفتح صفحة جديدة.

نتائج الاستشارات

وكان من المتوقع ان تبدأ استشارات الجولة الاولى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي فضّل الحضور مع كتلة «التنمية والتحرير» في الموعد الاخير للإستشارات بعد الظهر. وكان أوّل الواصلين إلى القصر الجمهوري في بعبدا، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، للقاء الرئيس العماد جوزيف عون.

وفي ختام الجولة الاولى التي انتهت في الثانية عشرة ظهرا حصل نواف سلام على 12 صوتًا مقابل 7 لميقاتي و1 لا تسمي.( بوصعب).

النواب الذين سموا نجيب ميقاتي قبل الظهر هم: بلال الحشيمي، جان طالوزيان، عبد الرحمن البزري، جهاد صمد، غسان سكاف، حيدر ناصر، عبد الكريم كبارة.

والنواب الذين سموا القاضي نواف سلام هم النواب: سينتيا زرازير، ابراهيم منيمنة، بولا يعقوبيان، ميشال ضاهر، أسامة سعد، اديب عبد المسيح، شربل مسعد. نجاة عون. حليمة قعقور. الياس جرادي. فراس حمدان.وملحم خلف.

أما النائب الياس بو صعب لم يسمِّ أحدًا لرئاسة الحكومة.

وأعلن النائب جميل السيد، ان اذا تساوت الأصوات بين الرئيس نجيب ميقاتي والمرشح نواف سلام فصوتي للرئيس نجيب ميقاتي.

وجاءت نتائج استشارات الجولة الثانية بعد ظهر كالاتي:

نواف سلام : ياسين ياسين، كتلة القوات 19نائباً. كتلة الكتائب4 نواب. اللقاء التشاوري المستقل 4 نواب. تكتل التوافق الوطني 5 نواب. كتلة «اللقاء الديمقراطي 8 نواب. كتلة الاعتدال الوطني 6 نواب. تكتل لبنان القوي 13 نائباً..كميل شمعون. كتلة تحالف التغيير 3 نواب. كتلة الارمن نائبان.كتلة تجدد 3 نواب. كتلة مشروع وطن الانسان 3 نواب. الجماعة الاسلامية عماد الحوت.

لم يسمِ احداً: التكتل الوطني المستقل وكتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير. «إنطلاقًا من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي».

نجيب ميقاتي النائبان: جورج بوشكيان. وميشال المر.

رعد التوافق

وطلبت كتلة «الوفاء للمقاومة» طلبت من رئيس الجمهورية تأجيل موعدها في الاستشارات النيابية الى اليوم لمزيد من التشاور قبل تقرير الموقف. لكن لم يوافق رئيس الجمهورية على تأجيل الموعد كتلة “الوفاء للمقاومة وتضم 15نائباً.لكن ما حصل ان الكتلة انضمت الى كتلة التنمية والتحرير في اجتماع مع الرئيس عون. ولكنها لم تسمِ اي مرشح.

بعد الاجتماع خرجت الكتلة وتحدث بإسمها النائب محمد رعد فقال: لقاؤنا مع الرئيس جوزاف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية .

واضاف: خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت بأنها ممدودة واليوم تُقطع. مرّة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والشرذمة والإقصاء والترصد. مستشهداً بمقدمة الدستور:اي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها.

وتابع: والآن نقول بكل بساطة وبرودة اعصاب، من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية ونحن سنراقب الخطوات وسنواكب الخطوات ونترقب ونترقّب بكل حكمة وسنرى أفعالهم لإخراج إسرائيل وإعادة الأسرى ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصًا على المصلحة الوطنية.

وفد عسكري أميركي في بعبدا

وقبل ايام قليلة من انتهاء موعد الشهرين لإتمام الانسحاب الاسرائيلي زار وفد عسكري اميركي لبنان،والتقى الرئيس عون بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين. خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعد لهذه الغاية.

ثم انضم الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.

العدو يصعِّد في الجنوب

في الجنوب، شهد ليل الأحد الاثنين أعنف الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان وبقاعه منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي منتصف ليل الاحد – الاثنين، غارة على أحد المعابر لجهة القصر- الهرمل.

وزعم المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: أن من بين الأهداف التي تم استهدافها، موقع لإطلاق القذائف الصاروخية، وموقع عسكري ومحاور تهريب على الحدود السورية – اللبنانية تُستخدَم لنقل وسائل قتالية لحزب الله».

واستهدفت مسيرة معادية، مساء أمس، دراجة نارية في بلدة عيترون بصاروخ موجه.

هذا ونجت عائلة من قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلهم في رشاف.

وقام جيش الاحتلال بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة في الخيام.وعملية تمشيط كثيفة بالاسلحة الرشاشة لمنطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل.

وتقدمت قوة اسرائيلية معادية مع جرافة عسكرية من D9 و دبابتي ميركافا و الية هامفي انطلاقا من بلدة عيتا الشعب مرورا بأطراف دبل – ورميش وصولا مفرق بلدة حانين حيث تمركزت في المنطقة.

كما قام الجيش الإسرائيلي باحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع اكثر من ١٥ تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة منذ صباح،أمس وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر الإسرائيلي وتحركات لآليات ودبابات وجنود الإسرائيليين. كما سجلت تحركات لآلياتها داخل البلدة، بعد أن كان سمع قرابة الأولى من بعد منتصف الليل، دوي قوي ناجم عن تفجير في البلدة.

واستمرالعدو مساء بتفجير منازل وبنى تحتية في عيتا الشعب

كما تقدمت دبابة ميركافا معادية من المالكية بإتجاه منطقة الكيلو 9 في أطراف بلدة عيترون واقدمت على اطلاق قذيفتين مباشرتين بإتجاه احد احياء البلدة

وفي اطار ممارساته التعسفية بحق المواطنين، خطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مزارعاً من وادي خنسا، في سهل الماري.

يذكر انه تم إرجاء دخول الجيش اللبناني الى بلدة ميس الجبل، الذي كان مقرراً أمس الاثنين، الى موعد لاحق. كما تم إرجاء دخول وحدات من الجيش الى بلدة عيترون التي كانت مقررة اليوم إلى موعد يحدد لاحقا. نتيجة التفجيرات والانتهاكات التي يقوم بها الإحتلال.

والى ذلك، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان،أنه تمكنت الفرق من انتشال أشلاء عشرة شهداء من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى أشلاء شهيد من بلدة شمع، وذلك ضمن العمليات الجارية للبحث عن المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.تم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، بما فيها فحوصات الحمض النووي (DNA)، لتحديد هويات الشهداء.

‏وزراء وموظفون ينجزون معاملات حتى فجر اليوم!

“اللواء” – خاص:

‏تشهد بعض الوزارات تواجد وزراء وموظفين فيها حتى ساعة متقدمة من فجر اليوم (الثلاثاء)، لإنجاز معاملات متراكمة، واجراء بعض التشكيلات والتعيينات الداخلية قبل مغادرة الوزارة!

يأتي ذلك، في ضوء نتائج الاستشارات النيابية التي أدت إلى تسمية القاضي الدكتور نواف سلام لتشكيل الحكومة، بعدما كانوا ينتظرون أنه سيتم إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيلها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى