الحوار نيوز – صحف
حركت عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان المياه الراكدة في ما خص الاستحقاق الرئاسي ،ولاحظت الصحف الصادرة اليوم أن العمل على التسوية يسير نحو حل قريب لهذه القضية،وتوقفت أمام قرار المجلس الدستوري تعليق العمل بقانون التمديد للبلديات.
النهار عنونت: حركة تصاعدية داخلية لحل قبل تموز؟
وكتبت صحيفة “النهار”: مع ان قرار تعليق مفعول قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية يكتسب طابعا موقتا لا تتجاوز مدته نهاية الشهر الحالي، احدث هذا القرار الذي اتخذه المجلس الدستوري صدمة إيجابية لجهتين: الأولى انه شكل علامة تمرد استقلالي قضائي في مواجهة الارادات السلطوية او السياسية المتحكمة بالاستحقاقات الدستورية الديموقراطية في البلاد، والثانية انه شكل في البعد غير المباشر له ادانة قاطعة من قلب البيت القضائي الدستوري اللبناني لأسوأ انتهاك للدستور يتعرض له لبنان منذ بداية الشغور الرئاسي الذي دخل شهره السابع. ولذا بدا قرار المجلس الدستوري بمثابة الاختراق المعنوي للانسداد الاخذ بالاشتداد على المسار السياسي الرئاسي، واطلق تاليا الإنذار الاحمر امام الحكومة ووزارة الداخلية وسائر القوى التي مشت في ركاب التمديد للبلديات فيما وفر مكسبا سياسيا ومعنويا كبيرا للقوى المعارضة التي تقدمت بالطعنين امام المجلس الدستوري.
وكان المجلس الدستوري اصدر قراره ليل اول من امس بتعليق مفعول قانون التمديد للبلديات ريثما يدرس الطعون المقدمة أمامه ويصدر قراره النهائي في الأسابيع المقبلة علماً أن ولاية البلديات تنتهي نهاية هذا الشهر. ورحبت القوى السياسية التي طعنت بالقانون، بقرار الدستوري .
الحركة الداخلية
اما على مقلب المشهد الرئاسي فبدا ان ثمة بعض رياح تفاؤلية او مريحة نسبيا الى الحركة الداخلية الناشطة علها تؤدي الى “حل من داخل” ، وهي أجواء تعكس دفعا واضحا لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد قبل تموز المقبل موعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان.
وانشغلت الأوساط السياسية بالتحرك الذي باشره امس السفير السعودي وليد بخاري غداة عودته الى بيروت من الرياض، علما ان المعطيات، والقليل من التصريحات التي ادلى بها، لم تخرج عن الاطار المبدئي الثابت لموقف المملكة العربية السعودية الذي يشدد على استعجال انتخاب رئيس الجمهورية، وبدا الفارق الإضافي في تصريحاته امس انه لفت الى عدم ارتضاء استمرار الفراغ الرئاسي وتنبيهه الى تاثير الازمة على الاستقرار. وعقب زيارة بخاري لعين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، نقل عنه قوله: “لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته” مضيفا “الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق”.
كما زار بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ووفق تغريدة لبخاري، كان “اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك”. وعصرا زار بخاري رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب في حضور النائب بيار أبو عاصي. وبعد انتهاء اللقاء، صرح بخاري: “ندعو الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون ابطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي”.وافاد بيان من معراب ان “المجتمعين تباحثوا في التطورات السياسية في البلاد وخصوصا موضوع الاستحقاق الرئاسي حيث كان موقف المملكة واضحا لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأنا سياديا لبنانيا ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف اللبنانيين في خياراتهم”.
باريس
وفي ما يتصل بالموقف الفرنسي الذي بات يثير الكثير من التفسيرات المتناقضة، تبلغت أوساط ديبلوماسية ان فرنسا لا تعتبر انها تتولى وساطة كما انها ليست “متزوجة” الطرح الداعم لترشيح سليمان فرنجية، ولكن لم يبرز بعد في المقابل ترشيح اخر. و نقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مسؤول فرنسي رفيع قوله عبر “النهار”: ان فرنسا كما أعلنت رسميا الخارجية الفرنسية لا تختار رئيسا للبنان وليس هناك تناقض بين هذا الموقف الرسمي الفرنسي وما تقوم به من مسعى الرئاسة الفرنسية عبر تحرك ولقاءات المستشار الرئاسي لشوؤن الشرق الأوسط باتريك دوريل كما لا تناقض مع الموقف الاميركي الذي أعلنته الخارجية الاميركية ان على اللبنانيين ان يختاروا رئيسهم وليس للاسرة الدولية ان تختاره وهو موقف متطابق مع الموقف الفرنسي”. وبررالمسؤول الفرنسي الطرح الذي جرى التحدث عنه ان باريس اختارت سليمان فرنجية للرئاسة اللبنانية ونواف سلام لرئاسة الحكومة بقوله ان “فرنسا ترى خطورة الوضع في لبنان وترى انه من الملح والضروري جدا الإسراع في انتخاب رئيس لان الوضع لا يحتمل الانتظار . وان الخيار لترشيح فرنجية مع رئيس حكومة يقوم بإصلاحات هو الوحيد المطروح حاليا، لذا تعمل باريس عليه، في حين ان دوريل التقى جميع المرشحين للرئاسة وزعماء الأحزاب المسيحية ولم يكن هناك أي اتفاق لطرح مرشح آخر. وفرنسا حاولت بهذا الخيار الموجود على الطاولة فتح المسار الانتخابي اللبناني من اجل الإسراع لانتخاب الرئيس لان قضية الإصلاح والخروج من الازمة تزداد الحاحا كلما تأخر ملء الفراغ واجراء الإصلاح”. وشدد على ان “فرنسا لم تتراجع عن موقفها ان هناك طرحا موجودا على الطاولة ولكنها تقول أيضا فليقرر المعارضون للطرح الموجود ترشيح احد وحتى الآن هم عجزوا”.
“خيار موت لبنان”
وفي ما يتصل بتحرك نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب على القيادات السياسية، فهو التقى امس رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مشددا أن “علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها”. وقال “لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل”، لافتًا إلى أن “علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدًّا ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك”.
وإذ رحب الجميّل بأي “خطوة تأخذنا إلى الأمام”، اعلن ” اننا منفتحون والموضوع اليوم يتخطى رئاسة الجمهورية ويتعلّق بمستقبلنا في هذا البلد ولا يمكن التمديد 6 سنوات أخرى”. وقال “أي حلّ ينقلنا من مرحلة إلى أخرى جديدة مبنيّة على سيادة الدولة وحرية قرار البلد وبناء اقتصاد قويّ نحن مستعدّون له وأي حلّ يترك البلد في الوضع القائم سنُعارضه والمشكلة عند الطرف الذي يفرض دائمًا قراره على اللبنانيّين والذي يمنع أي إمكانية للنهوض”. ولفت إلى أن “خيار انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة هو تمديد للسنوات الـ6 الماضية بسبب تموضعه السياسي وهو خيار موت للبنان ومشروع تهجير لشبابه وسنُواجهه بمختلف الوسائل المتاحة”.
وحضرت قضايا الساعة في اجتماع المطارنة الموارنة الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ودعا المجتمعون “النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة. كما دعوهم إلى تحاشي كلّ ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي”. كما استغربوا “الخطاب السياسي المُؤيِّد لإعادة لبنان إلى مسار توريطه في نزاعاتٍ إقليمية مسلحة لم يحصُدْ سابقًا من جرائها سوى الموت والدمار. وحذروا من “تعاظم أخطار الإحتكاكات بين اللبنانيين و النازحين السوريين “ودعوا الى “توحيد موقف كل الفرقاء في الدولة والمجتمع البناني في مواجهة سوء السياسة الدولية التي شاءت تدفيع لبنان أثمانَ حربٍ لا دور له فيها.”
الأخبار عنونت: وقائع اتصالات فرنسية مع بري والقوات تعمل لتعطيل النصاب | البخاري يؤكد: لا فيتو على أيّ مرشح
وكتبت صحيفة “الأخبار”: بعدَ غياب لنحو شهر، وصمت تجاه التسريبات المتناقضة حيال موقف المملكة العربية السعودية من الاستحقاق الرئاسي، وتحديداً طرح «المُساكنة» الذي تسوّق له باريس، بدأ السفير السعودي في بيروت وليد البخاري فور عودته من الرياض تحرّكاً استهلّه من دار الفتوى بلقاء مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، واختتم الجولة الأولى من حراكه في معراب بلقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور النائب بيار بوعاصي. التطور الوحيد البارز في حركة البخاري كان في قوله، للمرة الأولى، إنه ليس لدى السعودية فيتو على أي مرشح. وهو أبلغ من التقاهم تخوّف الرياض من إطالة أمد الفراغ الرئاسي، ودعوتها الجميع الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، بما يسمح للبنان بمواكبة التطورات الكبيرة في المنطقة.
وفيما تنوعت المعطيات حول نتائج لقاءات البخاري، نقل زوّار عين التينة عن رئيس المجلس أن الزيارة كانت «جيدة، ولكن ليس هناك جديد نوعي».
مصادر القوات اللبنانية، من جهتها، قالت إن رئيسها جدد التزام الموقف الرافض لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وعرض لمساعي القوات مع قوى معارضة لمنع اكتمال نصاب أي جلسة لانتخاب فرنجية، حتى ولو لم يحصل توافق على اسم مرشح آخر. ولفتت المصادر، في هذا السياق، الى تباعد جدي بين القوات وبعض القوى المعارضة من جهة، وبين التيار الوطني الحر الذي لا يريد رئيساً لا يحظى بموافقة حزب الله.
وسبق جولة البخاري تداول المعنيين بأجواء الاتصالات التي تجريها فرنسا مع الأطراف اللبنانية لإطلاعهم على نتائج اتصالات المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل مع الرياض، والتي تركّز أولاً على إسقاط أيّ تحفّظ على فرنجية نفسه، وفتح المجال أمام قوى لبنانية تتأثر بالموقف السعودي للتقدم خطوة في اتجاه التوافق مع ثنائي أمل وحزب الله على السير في التسوية المقترحة، والقائمة على فكرة انتخاب فرنجية رئيساً واختيار نواف سلام رئيساً للحكومة.
«الإيجابية الحذرة»، كما وصفتها المصادر، تأتي انطلاقاً مما كشفه من تسنّى لهم الاطلاع على تفاصيل اتصالات حصلت في الأيام الأخيرة يُمكن التوقف عندَها، منها تلقّي بري اتصالاً من دوريل، أخيراً، طالب فيه ببدء ورشة التحضير لدعوة البرلمان إلى جلسات لانتخاب رئيس. إلا أن رئيس المجلس «فضّل التريث لأنه يريد أن يسمع الجواب مباشرة من الجانب السعودي»، علماً أنه كان قد نُقل عن الفرنسيين أن «المملكة أبلغت باريس رسمياً أنها لا تمانع وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة، ونعمل على ترتيب لقاء بين الأخير والسفير السعودي في لبنان». إلا أن بري ظلّ مُصرّاً على أن «يتبلّغ هو شخصياً الجواب من السفير السعودي»، على أن يراقب أيضاً انعكاسات هذا الموقف لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنواب السنّة.
ولفتت المصادر إلى أن الجانب السعودي لم يمانع في حمل الإجابة حول «عدم وجود ممانعة سعودية لإيصال فرنجية إلى من ينتظر الجواب»، لكنه «لن يدخل في نقاش هدفه إقناع أو تليين موقف أحد من المعارضين»، بل سيترك للقوى أن تقرر موقفها بعد إبلاعها أن «المملكة لا تعارض أو تمانع وصول فرنجية». وكشفت المصادر أن «القوات اللبنانية تبلغّت هذا الجو، لكنها تُصرّ على خوض معركة تطيير النصاب، بينما تعهّدت فرنسا بتولّي الاتصالات لترتيب النصاب الدستوري».
وفي السياق، يستكمل الموفد الخاص لأمير قطر الذي وصل الى لبنان قبلَ أيام لقاءاته مع القوى السياسية. وقد اجتمع بحزب الله وقائد الجيش العماد جوزف عون والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، وقد يلتقي جنبلاط. وفيما نقلت مصادر سياسية «استياء لدى القطريين من عدم إشراك الفرنسيين والسعوديين لهم في كل التفاصيل الخاصة بالملف اللبناني»، لفتت إلى أن «الموفد القطري لم يطرح أي مبادرة جديدة، بل تحدث في العموميات مستطلعاً آراء من اجتمع بهم، ومحاذراً حتى الآن عرض أي فكرة مستقلة عن موقف الرياض».
اللواء عنزنت: رسالة القيادة السعودية للبنانيين: انتخاب الرئيس أولوية لاستعادة مؤسسات الدولة
بكركي لالتقاط المؤشرات الإيجابية.. وتعليق العمل بقانون التمديد للبلديات
وكتبت صحيفة “اللواء”: استأثرت حركة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، فور عودته الى بيروت باهتمام دبلوماسي ونيابي وسياسي، لجهة ما يحمله من قيادة المملكة العربية السعودية، لجهة احتضان لبنان، ومساعدته قدر الإمكان على إنهاء واحدة من اخطر ازماته، والمقصود بذلك الشغور الرئاسي، من زاوية حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الاسلامي – المسيحي، على حد ما كشف السفير بخاري بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وشملت لقاءات السفير السعودي في اليوم الاول لعودته، اضافة الى المفتي دريان الرئيس نبيه بري.
ثم زار معراب، حيث التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في الاطار عينه.
والمهم ما اعلنه بخاري من عين التينة: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المستمر الذي يهدّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته.
وفي اطار التحركات التقى بري موفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط النائب وائل ابو فاعور.
ونقل عن رئيس المجلس امام وفد نادي النجمة الرياضي: نحن بأمسّ الحاجة ان نتصرف في ادائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من اجل انجاز استحقاقاتنا الوطنية، بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصنه من المخاطر الوجودية. وبالوحدة لا قوة تستطيع النيل من لبنان، اما في الانقسام والشرذمة نشرع الابواب «على مخاطر شتى».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أن الحركة السياسية التي سجلت مؤخرا تعطي الانطباع أن الملف الرئاسي دخل مرحلة جديدة من التشاور المحلي تمهيدا للأنتقال إلى مرحلة متقدمة فيه، ملاحظة أن هذا التحرك لا يعني أن تطورا ما قد يحصل.
واشارت الى أن الحركة الداخلية تتفاعل بموازة جولة للسفير السعودي تؤكد أهمية المساعي الداخلية مشيرة الى ان المهم هو النتائج والنية لإنهاء الشغور الرئاسي قريبا.
وتساءلت مصادر سياسية عن المنحى الذي يسلكه مسار الانتخابات الرئاسية بعد الحراك الديبلوماسي المتواصل الذي شمل اربع دول معنية بالوضع اللبناني، وازمة إنهاء الفراغ الرئاسي، بدأها وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان بزيارة لبنان، في حين تولت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية شاي في جولة شملت عددمن المسؤولين والسياسيين شرح موقف بلادها، وكانت قد سبقتها سفيرة فرنسا في لبنان بذات المهمة، بينما تولى سفير المملكة العربية السعودية، حث القوى السياسية اللبنانية، للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الادلاء باي مواقف لوسائل الاعلام بعد هذه الزيارات تؤشر الى تبدل ما في مواقف بلاده من ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.
واشارت المصادر نقلا عن بعض الذين التقاهم السفير بخاري، بانه لم يحمل جديدا بمواقف وتوجهات المملكة من الملف الرئاسي، كما اوحى البعض، وإنما على عكس ذلك، اعاد تأكيد موقف بلاده، بأن الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي لبناني، والمملكة لاتدخل فيه، وعلى اللبنانيين ان يختاروا بأنفسهم من يمثلهم في رئاسة الجمهورية، والمملكة تتعاطي مع الرئيس المنتخب، ايا يكن استنادا إلى نهجه وسياساته وتصرفاته داخليا وخارجيا، والتي تحفظ مصلحة اللبنانيين، وتحافظ على علاقاته مع اشقائه العرب، وليس إلى شخصه.
وقالت المصادر أن السفير كرر المواصفات التي تراها المملكة بالرئيس المقبل، وتجنب الدخول في التسميات، لا من قريب أو بعيد.
ولاحظت المصادر تقاطعا ما بالموقف السعودي، مع الموقف الذي صدر عن الخارجية الاميركية مؤخرا بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، وبجانب ما، مع ما اعلنه وزير الخارجية الايراني امام وسائل الإعلام على الاقل، بأن بلاده لاتتدخل بموضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان.
واعتبرت المصادر ان اعادة تظهير الموقف الاميركي على النحو الذي اعلن من الخارجية الاميركية، والذي تعزز بزيارات السفيرة الاميركية للمسؤولين السياسيين، وبعدها بلقائها صحافيين بمناسبة يوم حرية الصحافة، يؤشر الى استبعاد خيار فرنسا بتسويق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، واعادة طرح خيار الاسم البديل، الذي يجمع كل الاطراف السياسيين اومعظمهم عليه، لافته الى ان حراك النائب غسان سكاف ينطلق من هذه الوقائع، لجمع المعارضة على تسمية مرشح رئاسي بديل للنائب ميشال معوض ليكون المرشح الذي يحظى بتأييد الآخرين.
وأفادت المصادر أن الرئيس برّي أبلغ السفيرة الأميركية خلال زيارتها عين التينة أنه سيدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس قريباً.
تحرك بخاري
ويأتي تحرك بخاري بعد حراك السفيرة الاميركية دوروثي شيا الايام الماضية، وتسريب معلومات عن عن تبدُّل في مقاربة واشنطن للاستحقاق الرئاسي، قد تمهد لتوافق ما على انتخاب الرئيس، وهو بدأ بجولة على القيادات والمرجعيات لمناقشة الاستحقاق الرئاسي حصراً، داعياً اياها الى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. وستستمر جولة البخاري لتشمل كل المرجعيات السياسية لايجاد آلية توافقية تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية.
فقد باشر سفير خادم الحرمين الشريفين نشاطه بعد عودته الى بيروت،بزيارة المفتي دريان، ووفق تغريدة للسفير بخاري، كان «اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك».
وبحسب دار الفتوى، قدم بخاري للمفتي التهاني بعيد الفطر السعيد، وشدد على «التواصل الدائم مع دار الفتوى المرجعية الدينية والوطنية الضامنة لوحدة لبنان وشعبه، وأكد حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الإسلامي المسيحي، آملاً أن يشهد لبنان استقراراً ومستقبلاً واعداً».
وأكد مفتي الجمهورية أن «دور المملكة العربية السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية، ورأى ان انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنمائه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية، ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يدعمون ويقدمون المساعدة، عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول الى حلول لمصلحة الوطن والمواطن».
ثم زار السفير بخاري الرئيس برّي. وناقش معه المستجدات على الساحة اللبنانية، واستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية. وقال بخاري بعد اللقاء: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته.
أضاف بخاري: الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق.
وقالت مصادر عين التينة لـ «اللواء»: ان تصريح السفير بخاري يعكس جو الحديث، كما ان صورة بري مع بخاري (وهما يمشيان مبتسمين) تعكس الجو المريح والايجابي الذي ساد اللقاء، حيث كان توافق على ضرورة استعجال انتخاب رئيس للجمهورية.
وعصرا، التقى بخاري جعجع في المقر العام للحزب في معراب، في حضور عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي .وتردد ان جعجع اكد رفضه ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، فيما لم يطرح بخاري اي اسماء لكنه ركز على المواصفات والاسراع في انتخاب الرئيس.
وحسب معلومات المكتب الاعلامي لجعجع عن اللقاء: تباحث المجتمعون في التطورات السياسية في البلاد ولا سيما الاستحقاق الرئاسي ، حيث كان موقف المملكة واضحا لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأنا سيادياً لبنانياً ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل، وتقف المملكة خلف الشعب اللبناني في خياراته.
وقال بخاري بعد اللقاء: ندعو الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها التاريخية، والتّلاقي من دون ابطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي
وستكون للسفير السعودي لقاءات اخرى مع القيادات السياسية، تشمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عند عودته من السفر، وبكركي اليوم الخميس.
جولة بو صعب
في هذه الاثناء، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على القيادات السياسية. فزار امس، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.
واوضح بو صعب بعد اللقاء: أنه علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء، وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها.
اضاف: لا اريد الدخول بالاسماء لانني لا ابني زيارتي على هذا الاساس وعامل الوقت مهم وغير صحيح انه يمكننا الانتظار الى ما لا نهاية لايجاد حل ومن هذا المنطلق يأتي تحركنا.
وتابع: اتفقنا على الاستمرار في النقاش وتوافقنا على الطريق التي نريد السير بها لأن بدون اي جهد سنبقى مكاننا، نحن لا ننتظر اي حلّ من الخارج وهذه المبادرة التي بدأتُ بها هدفها مدّ جسور للتحاور وليس لاقتراح رئيس معيّن، وأحد لم يطلب مني القيام بها.
وقال بو صعب: لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري. وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل. علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدّاً ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك.
وقال: إن خيار انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة هو تمديد للسنوات الست الماضية بسبب تموضعه السياسي وهو خيار موت للبنان ومشروع تهجير لشبابه وسنُواجهه بمختلف الوسائل المتاحة. المشكلة هي مع خط فرنجية السياسي ونحن نكنّ له كل الإحترام لكننا نختلف معه بالسياسة. والإنتخابات الرئاسية مسألة سياسية وليست شخصية.
المطارنة الموارنة
في ابرز المواقف السياسية، دعا المطارنة الموارنة بعد إجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي، «النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة. كما يدعونهم إلى تحاشي كلّ ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي».
تعليق التمديد للبلديات
وفي تطور آخر، اكدت مصادر المجلس الدستوري لـ «اللواء» ان المجلس قرر امس تعليق العمل بقانون التمديد للمجلس البلدية والاختيارية، لحين البت بالطعون المقدمة اليه من نواب المعارضة. وقالت: لقد تم قبول الطعن بالشكل، ولكن في الاساس يجب درس الطعون بدقة بسبب كثرة الاسباب حول تقديمها، ولذلك تم تعيين مقرر «آدمي وفهمان» لدرس الطعون خلال عشرة ايام وتقديم تقريره الى المجلس خلال خمسة ايام، ومن ثم يستغرق اعضاء المجلس 15 يوماً على الاكثر لإصدار القرار النهائي.
اضافت المصادر: ستحصل مناقشات طويلة لتقرير المقرر وحيثيات الطعون، نظراً لتشعب اسباب صدور قانون التمديد وتقديم الطعون النيابية به، ووجود وجهات نظرمختلفة ومتعددة حول الموضوع. وقد باشرنا العمل حتى يصدر القرار قبل نهاية ولاية المجلس البلدية والاختيارية في نهاية ايار الحالي.
الجمهورية عنونت: التسوية تقترب .. بري لفريق وطني .. البخاري: مسؤولية تاريخية أمام السياسيين
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: بعدما قرّرت التناقضات السياسية الإقامة خلف الحيطان المسدودة، ونسف لغة الحوار الداخلي المفيد حول الملف الرئاسي، واستبدالها بمنطق التصعيد والتراشق العبثي بذات المواقف والمفردات التعطيلية، بات هذا الملف مجيّراً بالكامل للخارج، وبدل ان تكون هذه المكوّنات في موقع اللاعب الأساسي في هذا الملف، وتمارس شيئاً من الرشد والنضج والمسؤولية الوطنية في مقاربة هذا الملف، وحسمه بالتوافق على رئيس للجمهورية بعيداً من النكد والأنانيات والشعبويات الرخيصة، أفقدت نفسها هذا الدور، وباتت عملياً خارج هذا الملعب، وفي موقع المتلقّي لا أكثر، لما سيقرّره «الكبار»، إن عاجلاً او آجلاً، لانتخابات رئاسة الجمهورية.
الداخل كما هو واضح، مشغول بنفسه، وفي الدوران العبثي في حلقة التعطيل، ولا صوت يعلو على صوت التحدّي الفارغ المتبادل، سوى صوت القلق الذي يؤرق مكونات تصنّف نفسها سياديّة او استقلاليّة او تغييريّة، من تسوية تحاك في غرف القرار، تجرف كل ما بنته تلك المكوّنات من أحلام ورديّة على انتخابات رئاسية، اعتبرتها فرصة لإحداث انقلاب جذري في الواقع اللبناني، يسيّدها على الحياة السياسية ويمنحها سلطة التحكّم والقرار أقلّه في الولاية الرئاسية الجديدة.
على انّ هذه الاحلام، كما ثبت بالملموس، لا تغيّر في حقيقة انّها أشبه بأحلام يقظة لا ترجمة لها على أرض الواقع اللبناني، او بمعنى أصحّ لا قدرة على تحقيقها مهما علا صراخ الحالمين، وهو ما يبدو جلياً في الحراكات الخارجية التي بدأت تشهد في الآونة الأخيرة تزخيماً لإنضاج الملف الرئاسي ضمن فترة لا تتعدّى بضعة اسابيع، وفق ما يؤكّد لـ»الجمهورية» مطلعون على مجريات هذه الحراكات والتفاصيل المرتبطة بها.
تطورات مريحة
ويجزم هؤلاء المطلعون، بأنّ التطورات المرتبطة بالملف الرئاسي «اكثر من مريحة» خلافاً لكلّ الجو الانفعالي، الذي يبدر عن المكونات السياسية الغاضبة من الجهود الخارجية والمنحى الذي تسلكه، ويُترجم ذلك بالقصف غير المسبوق على الدور الفرنسي الذي قدّم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بوصفه المرشح الأوفر حظاً وانتخابه يحقق مصلحة للبنان، وخلافاً أيضاً، للجو التشويشي الذي تفتعله منصّات اعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة محسوبة على تلك المكونات، لقلب الحقائق وتشويهها، باختلاق سيناريوهات تلبس بعض السفراء، سواء السفيرة الفرنسية آن غريو، او السفيرة الاميركية دوروثي شيا او السفير السعودي وليد البخاري، مواقف لا علم لهم بها، وتروّج لوقائع مناقضة تماماً لما يجري بحثه داخل الغرف المغلقة.
فليفهم اللبيب!
وضمن هذا السياق المريح، كما تؤكّد مصادر مسؤولة لـ»الجمهورية»، تندرج زيارة السفيرة الاميركية إلى عين التينة ولقاؤها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكذلك جولة المشاورات التي بدأها السفير السعودي وليد البخاري مع القادة السياسيين، ولاسيما مع الرئيس بري امس، حيث اندرجت زيارته في السياق المريح ذاته، ولعلّ نتائج المحادثات بين الرئيس والسفير، تُقرأ في ما قاله السفير بأنّ «المملكة لا ترتضي الفراغ الذي يهدّد استمراره استقرار الشعب اللبناني ووحدته»، وكذلك في دعوته الكتل النيابية والقوى السياسية إلى «تحمّل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون إبطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي». وتُقرأ ايضاً، في تلك الصورة التي جمعت بري والبخاري بعد اللقاء، وتظهّر بالتأكيد وبشكل جلي وواضح، ما خلف قسمات الوجوه الباسمة. حيث يمكن التأكيد هنا لكل الباحثين عن إجابات حول الموقف السعودي من تطورات الملف الرئاسي، بأنّ الصورة خير أنباء من الكتب، وانّ اللبيب من الإشارة يفهم».
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ «الجو مريح في عين التينة، والرئيس بري يأمل في ان يبلغ المسار الرئاسي خواتيمه الايجابية ويكون للبنان رئيس للجمهورية في المدى القريب، وفي ذلك مصلحة كبرى للبنان واللبنانيين، تنقل بلدنا من حال الدمار والانهيار والموت السريري الاقتصادي والمالي وكذلك السياسي، إلى حال الانتعاش، وهذا يتطلب بالتأكيد وقفة مسؤولة، يدرك خلالها جميع الاطراف انّ فرصة إنقاذ لبنان قائمة، وانّ استمرار التناقضات والمهاترات والمزايدات البلا أي طائل، سيضيع ولن تقوم له قائمة».
تحرّك البخاري
وكان السفير السعودي وليد البخاري، قد زار بعد عودته من السعودية، عين التينة، والتقى الرئيس بري، حيث جرى البحث في الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
ونُقل عن البخاري قوله: «لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته». مضيفاً: «الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق».
وسبقت ذلك، زيارة قام بها البخاري إلى دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقال البخاري في تغريدة بعد اللقاء مع الشيخ دريان: «انّ اللقاء كان مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بخاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك».
اما الشيخ دريان فقال بعد اللقاء: «إنّ دور السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية»، معتبراً انّ «انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنماءه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يدعمون ويقدّمون المساعدة عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول إلى حلول لمصلحة الوطن والمواطن».
وحث المفتي دريان المسؤولين المعنيين في عملية انتخاب رئيس للجمهورية على التعالي عن مصالحهم الذاتية لمصلحة لبنان السيّد الحرّ المستقل العربي الهوية والانتماء، واعتبر أنّ أي تسوية في هذا الاطار إن كانت محلية أو خارجية يجب العمل فيها على إعادة الاعتبار للدولة ولمؤسساتها وسيادتها في كل المجالات، لافتاً الى انّ دار الفتوى ترحّب بأي مسعى داخلي أو خارجي لإنهاء المأساة اللبنانية التي يدفع المواطن فيها أثماناً غالية اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وأمنياً، فاقت طاقة اللبنانيين.
وأعرب المفتي دريان عن حرص لبنان وشعبه على التعاون الأخوي مع السعودية وقيادتها التي تعمل دائماً للحفاظ على لبنان ودوره العربي والحضاري في هذه المنطقة، كما أنّها تجهد لحمل قضايا العرب والمسلمين في كل مكان من العالم».
عند جعجع
والتقى السفير البخاري مساء امس، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، حيث قال بعد اللقاء: «ندعو الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمّل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون إبطاء على إنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع، انّ المجتمعين بحثوا في «التطورات السياسية في البلاد، ولا سيما الاستحقاق الرئاسي، حيث كان موقف المملكة واضحاً لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأناً سيادياً لبنانياً، ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف الشعب اللبناني في خياراته».
فرنجية: فرصة جديّة
إلى ذلك، أبلغ مرجع مسؤول إلى «الجمهورية» قوله، انّ «منسوب التفاؤل بدأ يرتفع على الخط الرئاسي، الّا انّ الحسم النهائي ما زال يتطلب بعض الجهد، وهو ما يفترض ان نشهده في الآتي من الايام، عبر حراك ديبلوماسي مرتقب». من دون ان يحدّد المرجع هوية هذا الحراك أكان غربياً او عربياً وخليجياً على وجه التحديد.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان تبنّي انتخاب الوزير سليمان فرنجية قد بات محسوماً على مستوى الحراكات الخارجية، قال المرجع: «كتاب الرئاسة مفتوح، والداخل والخارج باتا امام حقيقة ثابتة بأنّ الوزير فرنجية في موقعه الطبيعي كمرشّح جدّي، يحظى بفرصة اكثر من جديّة لانتخابه. هذه هي الحقيقة، ومن لا يريد ان يراها في الداخل، او يتجاهلها فهذا شأنه، ولكن في النهاية لن يكون هناك مفرّ من النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية».
ورداً على سؤال آخر، لفت المرجع عينه الى أنّ «ما نسمعه من السفراء يبعث على الارتياح»، مفضلاً عدم الدخول في اي تفصيل، الّا انّه اكتفى بالقول: «المكتوب يُقرأ من عنوانه، جميعهم مستعجلون على إتمام الانتخابات الرئاسية على وجه السرعة، وهذا ما تمّ التأكيد عليه منذ الاجتماع الخماسي في باريس في مطلع شباط الماضي، وما تلاه من حراكات فرنسية وسعودية على وجه الخصوص، تصبّ كلها في هذا الاتجاه».
وعن تلويح بعض الاطراف وخصوصاً «القوات اللبنانية» والنواب المعارضين، بتعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، قال المرجع: «اذا ما نظرنا إلى تركيبة مجلس النواب نرى بوضوح انّ كل الاطراف تستطيع ان تعطّل، ولكن هل نستطيع ان نستمر على هذا المنوال، بالتأكيد لا، لأنّه في النهاية ستحين لحظة الحقيقة، وينزل الجميع الى ارض الواقع، وما يجب ان ندركه هو انّه في لبنان لا شيء ثابتاً على الاطلاق، حيث انّ الظروف في النهاية، وكما شهدنا في محطات سابقة، هي التي تتحكّم بالمواقف وتسيّر الامور في اتجاه التسوية، ولو على مضض».
ايار شهر الاختيار
وفي السياق، كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية»، انّ الحراكات الديبلوماسية تعكس انّ الملف الرئاسي في لبنان تقدّم في الفترة الاخيرة إلى صدارة اهتمامات الدول الصديقة للبنان، والسفراء يعكسون رغبة دولهم في الحسم السريع لهذا الملف في اسرع وقت ممكن، وقد تحدّث بعض السفراء صراحة عن انّ انتخاب رئيس الجمهورية ضرورة ملحّة للبنان، ينبغي ان تتحقق ضمن مهلة لا تتجاوز شهر حزيران المقبل».
وضمن هذا التوجّه تضيف المصادر، تقارب دول الاجتماع الخماسي الملف الرئاسي اللبناني، وهذه المقاربة تتجلّى في الحراك الفرنسي الذي سيكون اكثر حضوراً في هذه الفترة، وقالت: «ما تبقّى من شهر ايار الجاري، هو فترة مفصلية، مسخّرة لمحاولة الإنضاج النهائي لتسوية رئاسية لبنانية، تعبر باللبنانيين الى خارج الأزمة التي يعانونها، ودونها يعني تفاعل هذه الأزمة وتعمقّها اكثر، وتضع مصير لبنان على كف عفاريت».
وتلفت المصادر، نقلاً عن مسؤول اوروبي كبير، إلى «انّ اصدقاء لبنان واشقاءه لن يكونوا ملكيين اكثر من الملك. ومن هنا فإنّ الجهد القائم في هذه الفترة عنوانه الأساس والجوهري هو تجاوب اللبنانيين والخروج من نزاعاتهم وحساباتهم الضيّقة. وتبعاً لذلك، فإنّ ما تبقّى من ايار هو للاختيار بين ان يبقى لبنان على طريق الانهيار، وبين ان يوضع على سكة الخروج من الأزمة والازدهار، وهنا على اللبنانيين ان يختاروا بين الانهيار والازدهار..».
الوقت لصالح لبنان
وليس بعيداً من هذه الاجواء، أعرب مصدر ديبلوماسي عربي عن تفاؤله ببروز تطورات ايجابية مرتبطة بالملف الرئاسي في لبنان، وذلك كنتيجة طبيعية للمساعي التي يبذلها اصدقاء لبنان واشقاؤه في هذا السبيل.
وقال المصدر: «انّ الوقت يلعب للمرة الاولى منذ زمن طويل لمصلحة لبنان، ويتيح امامهم فرصة جدّية للخروج من أزمتهم، وذلك ربطاً بالتطورات الايجابية التي تشهدها المنطقة، وما نتمناه من الاخوة في لبنان أن يقرأوا هذه التطورات جيداً، ويلاقوها بالترجمة السريعة لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة».
بري.. لفريق وطني
وكان الرئيس بري قد استقبل وفداً من نادي النجمة الرياضي، وتمنّى في كلمة له امام الوفد لو «أنّ كافة القوى السياسية في لبنان تقارب القضايا والعناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها الدستورية والعلاقات في ما بينها بروح رياضية»، مؤكّداً «انّ هذه الروح إذا لم تُعمّم في كل أركان المجتمع لا يمكن أن ننجح في أي مجال من المجالات، سواء في السياسة وغير السياسة، فغيابها سوف يؤدي إلى الفشل حتى في الرياضة».
أضاف الرئيس بري: «نحن في أمسّ الحاجة الى أن نتصرف في أدائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من اجل إنجاز إستحقاقاتنا الوطنية. بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصّنه من المخاطر الوجودية».
وختم بري: «بالوحدة لا قوة في الدنيا تستطيع النيل من لبنان، أما في الانقسام والشرذمة فنشرّع أبواب الوطن على مخاطر شتى».