قالت الصحف:عرقلة داخلية وتحذيرات أميركية تعطل تشكيل الحكومة
الحوارنيوز – صحف
أوحت الصحف الصادرة اليوم بالمزيد من العراقيل في درب تشكيل الحكومة الجديدة ،وتحدثت عن تحذيرات أميركية من إشراك حزب الله في هذه الحكومة .
النهار عنونت: تكثيف المشاورات الحكومية لا توقفه التحذيرات الأميركية
وكتبت صحيفة “النهار” تقول:
على رغم أن التوقعات الإعلامية التي سادت مساء أمس عن زيارة للرئيس المكلف نواف سلام لقصر بعبدا لم تكن دقيقة اذ لم تحصل الزيارة، إلا أن ذلك لم يحجب تصاعد وتيرة المشاورات والتحركات واللقاءات المتصلة بملف تأليف الحكومة بما يوحي أن الأمور تجري بخلاف المناخات الإعلامية الطاغية والتي يغلب عليها طابع التركيز على استبعاد البت الوشيك للولادة الحكومية.
فمع أن الساعات الأخيرة كانت شهدت تصاعد المناخ المتصل بما وصف بانه تحذير أميركي من إيلاء وزارة المال خصوصاً واي تمثيل وزاري لـ”حزب الله” عموماً فإن الرئيس المكلف مضى في تكثيف مشاوراته الآيلة الى تسريع إنجاز التشكيلة الحكومية والتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون. وهو لهذه الغاية عقد اجتماعاً في دارته بعد ظهر أمس مع الخليلين ممثلي الثنائي الشيعي النائب علي حسن خليل وحسين الخليل فهم أنه جرى خلاله إعادة البحث في توزيع الحقائب على الحصة الشيعية في مشروع التشكيلة الحكومية. وإذ لم تتسرب معلومات عن نتيجة هذا الاجتماع اوحت المعطيات المتوافرة بأن ليس هناك أفقاً مسدوداً أمام احتمالات التوصل الى اختراقات قريبة في عملية التأليف ومن غير المستبعد أن يعقد اجتماع بين الرئيسين عون وسلام في الساعات المقبلة بحيث قد تتضح معالم المسار الجاري لاستعجال إنجاز التركيبة الحكومية.
تزامن كل ذلك مع ما نشرته وكالة “رويترز” نقلاً عن خمسة مصادر مطلعة من أن واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع “حزب الله” أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم للبلاد، في محاولة للحد من نفوذ الجماعة المدعومة من إيران على الدولة. وقالت إن المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية هذا النفوذ يتضاءل مع تشكيل رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام حكومة جديدة. وقالت المصادر إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزف عون، مفادها أن حزب الله لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة. وأفادت ثلاثة مصادر على اطلاع مباشر على الأمر “رويترز” إن السماح لحزب الله أو حركة أمل بترشيح وزير المالية من شأنه أن يضر بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب العام الماضي، والتي أدت الغارات الجوية الإسرائيلية خلالها إلى تدمير مساحات شاسعة من البلاد”.
أما داخلياً، فعكس كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد استقباله وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في معراب أجواء لا تزال حذرة بعض الشيء إذ قال “منطق عدم وجود أحزاب في الحكومة لا نقبل به ونحن كحزب نريد أن نشترك فيها” مضيفاً: “العمل السياسي يقوم على الأحزاب ولا يجوز معاملة حزب أساء الى لبنان كما تُعامَل القوات”، وقال: “من مصلحة الرئيسين عون وسلام أن يكون لهما أكبر حضور قواتي في مجلس الوزراء لأن القوات هي أكثر حزب يتشارك معهما بما طرحه عون في خطاب القسم وسلام في كلمته بعد تكليفه بتشكيلة الحكومة ناهيك عن عمل القوات في الوزارات السابقة التي توليناها”. وعن الرئيس المكلف نواف سلام قال جعجع أنه “بمواصفات جديدة ونتمنى معه الخروج بحكومة جديدة”. ورداً على سؤال حول حقيبة المال قال: “نحن مع أن تعطى وزارة المالية هذه المرة الى شيعي ولكن ليس لأحد له علاقة بـ”حزب الله” وحركة “أمل” أوليس في الطائفة الشيعية غير ياسين جابر؟”.
في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الإعمار، فضلاً عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب. وجاء موقف الرئيس المصري في رسالة خطية نقلها الى الرئيس عون وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي خلال استقباله قبل الظهر في قصر بعبدا على رأس وفد في في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب. وقال عبد العاطي: “أكدت استعداد مصر والحكومة المصرية والشركات المصرية لخدمة لبنان وتنفيذ كل مشروعات التعافي واعادة الاعمار في إطار الجهد الدولي الذي سيبذل في هذا الشأن. كما تحدثنا عن الأهمية البالغة لتنفيذ القرار 1701 بكل بنوده ونصوصه وروحه من دون انتقاص. وأكدت لفخامته أن مصر حريصة كل الحرص على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان دون الانتقاص من أي شبر من السيادة والأراضي اللبنانية. كما تناولنا ترحيب مصر الكامل بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وحرص مصر على تقديم كل الدعم الكامل الى المؤسسة العسكرية والى الجيش اللبناني الوطني العظيم. كذلك تحدثنا عن أهمية، وهو ما تؤكده مصر دائماً، عودة جميع النازحين الى الجنوب اللبناني، وهذا موقف واضح. ونعيد التأكيد مرة أخرى على العودة الى المنازل في الجنوب والبقاع وإدانتنا الكاملة للاستهداف غير المبرر وغير المشروع للمدنيين اللبنانيين أثناء عودتهم الى منازلهم”. وختم: “نتطلع الى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة الللبنانية بقيادة دولة الرئيس نواف سلام حتى يستكمل لبنان مؤسساته واستحقاقاته ويتم التفرغ لإعادة الإعمار وليعود لبنان مركزاً للاشعاع الحضاري والثقافي والفني والاقتصادي والمالي في المنطقة العربية”.
وزار الوزير المصري ايضاً الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام ثم الرئيس نبيه بري، وقال من دارة سلام: متفائلون خيراً بوجود شخصيتين الأولى قيادية وحكيمة متمثلة بالرئيس جوزف عون والثانية هي صاحب الخبرات الدولية الرئيس المكلف نواف سلام ونأمل تلبية كل طموحات الشعب اللبناني”. وتابع: “تشكيل الحكومة ملكية وطنية لبنانية ونحن على ثقة في حكمة الرئيس المكلف ونتمنى ان يتم التوافق على حكومة تلبي طموحات اللبنانيين. نأمل بتشكيل الحكومة قريباً كي تستطيع بالتعاون مع الرئيس جوزاف عون التفرّغ لإعادة الإعمار وفرض الأمن والاستقرار”.
كما زار بيروت أمس نائب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون القنصلية والبرلمان الإيرانيين وحيد جلال زاده الذي زار الوزير بوحبيب، متمنياً “على الحكومة اللبنانية الشقيقة ان تبدي الاحتضان والرعاية للأخوة السوريين الذين نزحوا نتيجة المستجدات إلى لبنان من سوريا علما ان عددا منهم هم من أصول إيرانية ايضا… وطلبنا منهم ان يكون هناك تعاونا وثيق وبناء في تقديم أفضل العناية اللازمة التي يحتاجون اليها”. وزار الموفد الايراني رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي السياق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين إيرانيين وغيرهم قاموا بتسليم عشرات الملايين من الدولارات نقداً إلى “حزب الله” وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل أبلغت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بأن أموالًا إيرانية نُقلت إلى الحزب عبر مسؤولين أتراك جواً، وهو ما نفاه مسؤولون أتراك بشدة. كما أشار التقرير إلى أن مبعوثين إيرانيين يسافرون من طهران إلى مطار بيروت حاملين حقائب مليئة بملايين الدولارات، فيما أكدت أن تركيا لم تُساءل رسمياً من أي طرف حول الاتهامات الإسرائيلية.
أما على الصعيد الجنوبي، فأعلن من قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية استقبل قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، واطلع منه على التقارير المتعلقة بالوضع في الجنوب وطلب منه تفقده والاطلاع على الوضع ميدانياً فيه لاسيما بعد انتشار وحدات الجيش.
أما في الميدان الجنوبي، فتواصلت الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار، وقام الجيش الإسرائيلي بحرق ما تبقى من منازل في بلدة كفركلا. وللمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، شنّت الطائرات الإسرائيلية، فجر أمس، غارات على مواقع بين منطقتي جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية-السورية، جهة القصر. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن غارة الجيش الإسرائيلي على جنتا – البقاع، أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط ضحيتين هما: عباس الموسوي من بلدة النبي شيت، ووسام البرجي من بلدة علي النهري، وإصابة 10 أشخاص بجروح. ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، “أن طائراتٍ حربية تابعة لسلاح الجو، وبناءً على توجيهات استخباراتية من هيئة الاستخبارات، شنت خلال الليلة الماضية غاراتٍ على أهدافٍ عدة تابعة لحزب الله في منطقة البقاع، والتي شكلت تهديدًا للأراضي الإسرائيلية وللقوات التابعة لجيش الدفاع”. وقال عبر “إكس”: “من بين الأهداف التي تم استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية-اللبنانية، تستخدمها منظمة حزب الله الإرهابية لمحاولة تهريب الأسلحة إليها. وأضاف: “يعتبر إطلاق مسيرة الاستطلاع التابعة لحزب الله، التي كانت في طريقها إلى المجال الجوي الإسرائيلي (الخميس) وتم اعتراضها من قبل سلاح الجو انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
الأخبار عنونت :سلام يواصل المناورات واعتراضات لسنّة الشمال: حملة لبنانية – أميركية لإقصاء حزب الله والتيار
هل تورّط الرئيس المكلّف نواف سلام في مشروع إبعاد حزب الله عن الحكومة؟
مردّ السؤال، ليس إلى التسريبات التي نقلتها وكالة «رويترز» عن مصادر أميركية تطالب بأن تتشكّل الحكومة من دون الحزب، بل إلى التحريض الداخلي، الذي يترافق مع المزيد من مناورات الرئيس المكلّف. والتي أطلّت أمس بعنوان جديد أبلغه سلام إلى الثنائي أمل وحزب الله بأنه لا يحق لهما تسمية الوزراء الشيعة الخمسة، وأنه يريد تسمية أحدهم بما يتناسب والتعددية في البلاد، مرفقاً طلبه بالموافقة على اسم ياسين جابر لوزارة المالية، لكنه أصر على أن يُترك له اختيار من يراه مناسباً من مرشحي الثنائي للحقائب الأخرى.
الإقصاء لا يبدو أنه يستهدف الحزب فقط، بل تعمل الماكينة نفسها ضد التيار الوطني الحر. وبرغم «اللياقة الود» من قبل سلام تجاه النائب جبران باسيل، إلا أنه رفض كل لائحة المرشحين من قبل التيار، علماً أن باسيل، يعرف جيداً، أن هناك في لبنان وخارجه من يعمل على إبعاده، وهو يريد إفشال هذه المهمة، وأبدى مرونة من خلال التنازل عن الشروط التقليدية الخاصة بالحقائب والمواقع، لكنه يجد نفسه أمام واقع صعب، عندما يصبح مطلوباً منه القبول بأسماء قد لا تربطها بالتيار سوى علاقات التحية فقط.
ولجأ القائمون على الحملة ضد الحزب والتيار، إلى التلويح بمخاطر الخضوع من قبل سلام. وصارت القوى السياسية ومعها القنوات الإعلامية والمجموعات الدولية، تتحدث عن «ضرورة تلبية شروط المجتمع الدولي بالإصلاحات وإلا وقع لبنان تحت الحصار من جديد».
وفي خضمّ هذا الجو، جاء خبر وكالة «رويترز» أمس عن أن «هناك رسائل أميركية نقلها موفدون أميركيون من بينهم، مسعد بولس، إلى رئيسَي الجمهورية والحكومة، بضرورة عدم مشاركة حزب الله في الحكومة». ونسبت الوكالة، إلى مصادر في الحزب، بأن «ضغوطاً مورست على الرئيسين لقصّ أجنحة الحزب وحلفائه». وسرعان ما بدا أن هناك تعليمة كرّرها صحافيون وناشطون، مدّعين بأنهم تلقّوا معلومات من مرجعيات عربية ودولية تؤكّد ذلك، في وقت واصل «نواب السفارات» ومجموعة «كلنا إرادة» العمل مع «لوبي صديق موجود في الولايات المتحدة» والذي يكثّف اتصالاته مع مسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة للغاية نفسها، مستندين إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي أكّد أن بلاده «تأمل أن تصبح الحكومة اللبنانية أكثر قوة من حزب الله».
مشهد الأهالي جنوباً فاقمَ سخط الفريق الذي ظنّ نفسه منتصراً
ويبدو أن مشهد الأهالي جنوباً فاقمَ سخط هذا الفريق الذي ظنّ نفسه منتصراً، وأن الفرصة متاحة لتكريس استضعاف حزب الله داخلياً، إذ استشعر بأن ما فعلته بيئة المقاومة يُعيد دوزنة المشهد، فلجأت إلى الألعاب القذرة، عبر الادّعاء بوجود قرار دولي بمعاقبة لبنان في حال امتثل عون وسلام لمطالب الثنائي. ولما كانَ من المفترض أن يقوم الموفد السعودي يزيد بن فرحان بزيارة إلى لبنان، نقلت مصادر مطّلعة أن «الزيارة تأجّلت من دون معرفة الأسباب»، فاستغلّت بعض الأطراف هذا التأجيل للقول إن «هناك عدمَ رضى سعودياً عن مشاركة الثنائي»، وبدأت تروّج لذلك، كما فعلَ نائب «القوات اللبنانية» غياث يزبك الذي قال إن «الموفد السعودي سيوجه كلاماً إلى سلام يُشبه تحذير مسعد بولس»، علماً أن أوساطاً سياسية، على تواصل مع الرياض، قالت إن «السعوديين ليسوا على هذه الموجة».
على أن مفاوضات تشكيل الحكومة، كشفت عن المزيد من الفجوات بينَ سلام والقوى السياسية، وأبرزها مع الكتل السنية التي يتعزز لديها شعور التهميش والإقصاء إثر رفض سلام القبول بإعطائها حصة وزارية، وتعمّده تسمية الوزراء السنّة من دون التشاور مع هذه الكتل. وقالت مصادر مطّلعة إنه بينما امتنع تكتل «التوافق الوطني» عن تقديم أسماء، تفادياً لإحراج نفسه، تفاجأ باختيار سلام ريما كرامي لوزارة التربية من دون علم الأخير، ثم جاء الإعلان عن ترشيح طارق متري لمنصب نائب رئيس الحكومة، واعتباره ممثلاً لقضاء عكار، ليزيد كل ذلك من توتر «كتلة الاعتدال» التي سبق أن أرسلت سيراً ذاتية إلى سلام لكنه تجاهلها، قبل أن يتولى النائب مارك ضو وساطة لجمع سلام مع النائب وليد البعريني.
أما بالنسبة إلى الحزب «الاشتراكي» فقد كشفت مصادره أننا «لسنا على وفاق مع الرئيس المكلف، وهو قد لمّح إلى سحب وزارة الأشغال منا لكننا رفضنا، وهو اليوم يسعى لأن يكون الوزير الدرزي الثاني من حصته ويسميه بالتشاور مع رئيس الجمهورية»
ومع أن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع تولى شخصياً قمع الأصوات المعترضة على أداء سلام داخل كتلته، فهو طالب المسؤولين عنده بعدم الإدلاء بتصريحات لأن المطلوب حصر المشكلة مع الثنائي أمل وحزب الله، علماً أن جعجع نفسه كان قد قال لنوابه إنه غير مرتاح لطريقة عمل الرئيس المكلّف، خاصة في ما يتعلق بالأسماء، فهم كلما أعطوا سلام لائحة عادَ وطالبَ بغيرها، بحجّة أنه يريد متخصصين وغير حزبيين. وقد أكّد ذلك جعجع أمس بقوله إن «سلام يولي الأهمية في تشكيل الحكومة إلى عدم وجود حزبيّين فيها، فيما يقوم العمل السياسي في الدول والمجتمعات كلها في العالم على الأحزاب».
اللواء عنونت: دخول عربي على خط نزع ألغام التأليف.. وأجواء إيجابية مع الثنائي
عبد العاطي يكشف عن اتصالات لسحب الاحتلال ضمن المهلة.. ومطالبة إيرانية تسهيل إقامة نازحين «سوريين – إيرانيين»!
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول:
تتاقطع حركة اتصالات دبلوماسية واسعة، عند منحدرات التفاهمات اللبنانية والدولية، سواءٌ على جبهة ما يجري في الجنوب، لجهة بدء العد العسكي لانتهاء مهلة الـ18 شباط (اسبوعان ويومان)، ومعرفة مآل الإلتزام الاسرائيلي هذه المرة بهذا الموعد، أو لجهة الجهود المبذولة سواءٌ على المستوى الرئاسي، لا سيما الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي يحرص على صلاحياته الدستورية في اختيار الوزراء، بما يتناسب مع المعايير الأربعة التي حددها، لجهة عدم الانتماء الحزبي او الترشح للانتخابات النيابية او التسوية المباشرة من جهات حزبية.
واعلن وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو ان الخبر السار في الشرق الاوسط هو انه لدينا في لبنان حكومة نأمل ان تصبح اكثر قوة من حزب الله، وهناك وقف لاطلاق النار تم تمديده هناك.
وتتضح الصورة مع زيارة يزمع الرئيس المكلّف القيام بها الى بعبدا لوضع رئيس الجمهورية في آخر مجريات تذليل العقبات، وبالاضافة الى توقع ان يزور الموفد السعودي يزيد بن فرحان بعبدا، في اطار الدور السعودي الداعم للاسراع في عملية التأليف.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تواصلاً سجل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف تناول مشاورات التأليف على أن يزور سلام بعبدا بعد مناخ ايجابي ساد في الأجواء الحكومية ، لكن المصادر نفسها قالت أن هذا الجو يترجم عند تقديم التشكيلة الحكومية.
واعتبرت أن سكة الحكومة أضحت أكثر أمانا وهذا الأمر أصبح أكثر إلحاحا موضحة أن التعقيدات الأساسية عولجت وباقي البعض منها ، مشيرة إلى أن عبارة لا تقول فول ليصير بالمكيول ما تزال الأكثر اعتمادا في الواقع اللبناني.
وفي وقت أكدت فيه المعلومات التي نشرتها «اللواء» امس عن فيتو أميركي على توزير حزب الله.. والضغط الاميركي بهذا الاتجاه، عقد اجتماع بين الرئيس سلام، وممثلي الثنائي الشيعي، النائب علي حسن خليل (حركة امل) والحاج حسين خليل (حزب الله) ووصف الاجتماع «بالايجابي» وأن تفاهما حصل حول وزارة المالية، والوزارات الاخرى من الحصة الشيعية.
وذكرت بعض المصادر انه تم الاتفاق بين سلام والخليلين على ان يُسمى الوزير الشيعي الخامس بالاتفاق مع رئيسي الجمهورية والرئيس المكلّف.
ويواصل الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام مشاوراته لإنهاء عملية التأليف، وافادت مصادر اكثر من كتلة نيابية انه رفض بشكل مطلق اختيار اي جهة لأسماء الوزراء ولو ان القوى السياسية قدمت اسماء شخصيات غير نيابية أو حزبية لكنها تتمتع بإختصاصات علمية مهمة، وحسب ما تسرّب لـ«اللواء» من اجواء الكتل النيابية، شكت بعضها من ان سلام خرج عن تعهده بمنح كتلة الاعتدال الوطني حقيبة وزارية، ولم يبلغها اي قرار بالحقيبة ولا بالإسم، كما اختلف مع كتلة التوافق الوطني ورفض تلقي اي اسم منها مؤكداً انه سيسمي الوزراء لا سيما السنة جميعهم «وما بتكونوا إلّا مبسوطين»، بل انه اقترح اسم سيدة طرابلسية تعمل استاذة في الجامعة الاميركية ومن آل كرامي لكنها من جماعة المجتمع المدني. كذلك لم يتعهد لحزب الكتائب بأي امر، مع ان الحزب قدّم له في بداية التشاور اسماء شخصيات حزبية للتوزير فرفضها ثم قدم الحزب لائحة بأسماء غير حزبيين.
وفي هذا السياق قال عضو المكتب السياسي الكتائبي الوزير الاسبق الدكتورآلان حكيم لـ «اللواء»: نحن ندعم العهد الجديد وما يقرره رئيس الجمهورية برغم تحفظنا على طريقة مقاربة الرئيس سلام لتشكيل الحكومة، ونريد إنجاح العهد لتنفيذ ما ورد في خطاب القسم.لذلك لا طلبات محددة لدينا لكننا اقترحنا اسماء معينة غير حزبية من مذاهب مسيحية متعددة لا ندري اذا كان الرئيس سلام سيأخذ بها. ونحن نعتبر ان الضمانة الوحيدة «للكتائب» هي في شخص رئيس الجمهورية.
كذلك علمت «اللواء» ان سلام التقى مرتين اعضاء التكتل النيابي الاربعة الخارجين من التيار الوطني الحر، ولكنهم لم يأخذوا منه «لاحق ولا باطل»، وقالت مصادرهم انه يعاملنا كما يتعامل مع الكتل الاخرى.
وفي خلاصة أجواء معظم الكتل ان الرئيس سلام يميل الى توزير شخصيات من المجتمع المدني وهم من خصوم القوى السياسية، وانه سيختار الاسماء ويوزّع الحقائب، وذهبت مصادر احدى الكتل الى القول: ان سلام قد يتجه الى تشكيل حكومة امر واقع ويعرضها على رئيس الجمهورية ولو انها اثارت اعتراضات الكتل النيابية وحجبت الثقة عن الحكومة، فهو يعتقد انه بذلك يُحرج هذه الكتل امام الجمهور التوَّاق الى الخلاص وانطلاقة العهد بحكومة جديدة ووجوه جديدة غير تقليدية تنفذ برنامجه الحكومي. لكن تبقى المشكلة ان الحكومة ستكون على خلاف حاد مع المجلس النيابي الذي قد لا يتعاون معها بالشكل الكافي.
ويبدو حسب رأي مصادر بعض الكتل ان الرئيس سلام يراعي المزاج الدولي لا سيما الاميركي في تشكيل الحكومة، وهو المزاج الرافض تشكيل حكومة من القوى السياسية التقليدية او تمثلها لا سيما بعد المواقف الاميركية الصريحة بهذا الموضوع.
تأكيد لموقف أميركا: لا للحزب
وفي السياق وتأكيداً لما ورد في عدد «اللواء» امس، كشفت خمسة مصادر مطلعة أن واشنطن «تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع حزب الله أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم للبلاد، في محاولة للحد من نفوذ الجماعة المدعومة من إيران على الدولة».
وقالت المصادر الخمسة: إن المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية هذا النفوذ يتضاءل مع تشكيل الرئيس المكلّف نواف سلام حكومة جديدة. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى الصحافة.
اضافت: إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس اللبناني جوزاف عون، الذي حظي بدعم الولايات المتحدة عندما كان قائداً للجيش وجرى انتخابه رئيساً في أوائل كانون الثاني، مفادها أن حزب الله لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة.!
الى ذلك، غادر السفير السعودي في بيروت وليد بخاري الى الرياض، وعلم انه سيعود برفقة موفد المملكة يزيد بن فرحان، المسؤول عن الملف اللبناني في الديوان الأميري.
دعم مصري تجدّد لبنان
وعلى صعيد التحرك العربي باتجاه لبنان، تركزت زيارة وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي على نقل رسالة دعم لبنان من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومساندته في تخطي تبعات الحرب الاسرائيلية الأخيرة والمشاركة في عملية اعادة الاعمار.
والتقىالوزير المصري الرؤساء جوزاف عون، ونبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس المكلّف نواف سلام ووزير الخارجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
واكد الرئيس عون للوزير المصري ان لبنان متمسك بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة الممدة الى حين 18 شباط، مشيرا الى ان لبنان يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة، ومطالبا باعادة الاسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم اسرائيل خلال هذه الحرب المدمرة على لبنان.
وكشف وزير الخارجية المصري العاطي ان بلاده تُجري اتصالات على اعلى المستويات، بهدف تنفيذ القرار 1701 وتثبيت وقف اطلاق النار.
واكد ان مصر تتطلع الى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة اللبنانية بقيادة دولة الرئيس نواف سلام حتى يستكمل لبنان مؤسساته واستحقاقاته ويتم التفرغ لاعادة الاعمار وليعود لبنان مركزا للاشعاع الحضاري والثقافي والفني والاقتصادي والمالي في المنطقة العربية».
وقال الوزير المصري بعد لقاء الرئيس سلام: متفائلون خيرا بوجود شخصيتين الأولى قيادية وحكيمة متمثلة بالرئيس جوزاف عون والثانية هي صاحب الخبرات الدولية الرئيس المكلّف نواف سلام ونأمل تلبية كل طموحات الشعب اللبناني».
وتابع: «تشكيل الحكومة ملكية وطنية لبنانية ونحن على ثقة في حكمة الرئيس المكلف ونتمنى ان يتم التوافق على حكومة تلبي طموحات اللبنانيين. نأمل بتشكيل الحكومة قريباً كي تستطيع بالتعاون مع الرئيس جوزاف عون التفرّغ لإعادة الإعمار وفرض الأمن والاستقرار».
ومن عين التينة قال عبد العاطي: أكدنا على الأهمية البالغة لسرعة تكليف الحكومة وتشكيلها حتى تتولى مواجهة التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني خاصة ونحن نعيش في هذا الوضع الإقليمي المضطرب للغاية، وبالتالي لا بد أن تكون هناك حكومة لبنانية بتوافق لبناني، حكومة توافقية تعكس التوافق تعكس التوافق بين كل الشعب اللبناني الشقيق بكل طوائفه ومناحله وتوجهاته.
وقال جعجع، بعد اجتماعه مع الوزير المصري، برفقة السفير علاء موسى انه حزبه سيشارك في الحكومة، من خلال اختيار شخصيات حزبية او اكاديمية او اختصاصيين، مؤكدا على تأليف الحكومة بأقرب وقت، ولكن من دون تسرع، لا سيما ان الشعب اللبناني يستحق حكومة على قدر تطلعاته. مميزاً بين احزاب لا غبار عليها كالقوات وحزبي الكتائب والكتلة الوطنية، ولم يرَ مانعاً من اعطاء المالية للثنائي، نظرا للظروف المحيطة واستثنائيا هذه المرة، ولكن ليس لأي اسم يرتبط بالثنائي.
ونُقل عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اعلان رفضه للاستغناء عن الوزراء المنتمين الى احزاب.
الجمهورية عنونت: «فيتو» أميركي على مشاركة «الحزب».. والحكومة من «الحقائب» إلى الأسماء
وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:
يجد الرئيس المكلّف نواف سلام أنّه مطوق بين مطالب القوى السياسية وشروطها التقليدية، وبين الضغط الأميركي والعربي، في مساعيه المضنية لتأليف حكومة تواكب زخم الاهتمام الخارجي بلبنان لإعادة بناء الدولة وإنجاز الإصلاحات، ومسار التحول الاستراتيجي في المنطقة. وكلما حلّ عقدة رُفعت في وجهه عِقد، وكلما شارف على إنجاز مسودة وصلته بطاقة صفراء، واضطر الى إعادة الحسابات وخلط الأوراق.
ولكن هذه المعطيات المتشائمة بددتها أجواء متفائلة بحذر بقرب ولادة الحكومة شاعت مساء امس، حيث تتّجه الأنظار إلى زيارة سيقوم بها سلام إلى قصر بعبدا خلال الساعات الـ24 المقبلة حاملاً مسودة تشكيلة حكومية شبه مكتملة، للتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.
في وقت ذكرت قناة «الجديد» ان سلام زار عون مساء امس بعيدا عن الاضواء وعقدا لقاء تشاوريا حول التشكيلة الوزارية. لكن المصادر الرسمية المعنية لم تؤكد لـ«الجمهورية» حصول هذا اللقاء او تنفيه.
وقالت مصادر «الثنائي الشيعي» إنّ العقدة الأساس أي وزارة المال، قد حُلّت بالتوافق على شخص ياسين جابر تحديداً. وكان لافتاً أنّ القوى التي سمّت سلام، والتي تعترض على تمثيل «الثنائي» في الحكومة قد أطلقت مواقف مرنة في ما خصّ جابر. كما أنّ بعض الذين التقوا سلام أكّدوا أنّ اقتناعه بتسليم جابر وزارة المال بات راسخاً.
وتوقّع بعض المصادر أن يزور سلام قصر بعبدا مجددا في الساعات الـ24 المقبلة لعرض ما لديه على عون، مع تأكيد التزامه مبادئ التأليف التي أعلنها قبل أيام، من دون أي تجاوز، لتسهيل انطلاق العهد بحكومة قوية ومنسجمة.
لا «فيتو» على جابر
وعلمت «الجمهورية» من مصادر الثنائي ان الاجتماع الثالث الذي عقد امس بين سلام و«الخليلين» كان ايجابياً مثل سابقاته وقد احرز تقدما كبيرا على صعيد جوجلة الأسماء للحقائب الأربعة الأخرى كون المالية تجاوزت النقاش تمثيلا واسما. واكدت المصادر «ان الثنائي لم يسمع من سلام اي كلام عن «فيتو» على النائب السابق ياسين جابر بعكس كل مايتم تناقله في وسائل الإعلام، وقالت ان الرئيس المكلف لم يتراجع عن الاتفاق السابق او يغير فيه بعكس كل ما قيل، علما انه كان منذ البداية يميل إلى مواصفات ومعايير معينة في المرشحين، بعيدا عن الصبغة الحزبية.
وعلمت «الجمهورية» ان سلام يفاوض كل فريق بكتمان من دون ان يطلعه على باقي التشكيلة او يفصح له عن عقبات مع فريق آخر.
غير انّ مصادر مواكبة لعملية التأليف قالت إنّ الرئيس المكلّف متمسك بالمبادئ الأربعة التي أعلنها، ولا سيما عدم وجود تمثيل حزبي في الحكومة العتيدة. ويقول إنّه معروف في كل مسار حياته بأنّه لا يخرج عن المبادئ ولا يتراجع عن الالتزامات التي يتعهد بها أمام الجميع. ولذلك، هو لن يسمّي وزيراً للمال محسوباً على «ثنائي» أمل و»حزب الله»، لكنه يبحث عن المخارج الواقعية التي تسمح في النهاية بإزالة اعتراضاتهما، من دون أن تثير غضب خصومهما السياسيين.
وفي هذا الشأن، تقول المصادر إنّ فكرة تسمية النائب السابق ياسين جابر للوزارة أو الدكتور وسيم منصوري قابلة للبحث بالنسبة إليه. فهما يمتازان بالمواصفات المطلوبة في حكومته، وغير مصنّفين في الإطار الحزبي الضيّق، كما انّهما يحظيان بدعم قوى عربية وغربية، ومنها الولايات المتحدة التي يحمل جابر جنسيتها. ويتردّد أنّ من الأفكار المتداولة تسمية جابر او منصوري في المالية، مقابل شخصية محسوبة على القوى المقابلة بالأصالة في حاكمية مصرف لبنان، من أجل ضمان التوازن.
ضغط أميركي
وفي السياق، كشفت وكالة «رويترز» امس أنّ واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع تسمية وزير مالية من «حزب الله» أو حلفائه، في محاولة للحدّ من نفوذ الحزب.
وقالت إنّ المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزاف عون مفادها أنّ «حزب الله» لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة.
وقالت إنّ مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس كان أحد الأشخاص الذين نقلوا هذه الرسالة إلى لبنان. ونقلت عن مسؤول أميركي أنّ السماح لـ«حزب الله» أو حركة «أمل» بترشيح وزير المال من شأنه أن يضرّ بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب العام الماضي.
وأوضح أنّ الولايات المتحدة ليس لديها اعتراضات على تولّي شيعي المنصب لكنها لا تريد أن ترى «أمل» أو «حزب الله» يختاران الوزير مباشرة.
الموقف الفرنسي
غير أنّ مسؤولين فرنسيين اعتبروا أنّه «على الرغم من إضعاف «حزب الله»، فلا يجب تجاهل مطالب الطائفة الشيعية في لبنان، وإن لـ«حزب الله» دوراً في المشهد السياسي».
دعم مصري
إلى ذلك، اكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في رسالة إلى الرئيس جوزاف عون، دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطّي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الاعمار، فضلاً عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب.
نقل الرسالة، وفيها أيضاً دعوة رسمية للرئيس عون لزيارة القاهرة، وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي الذي أكّد «الأهمية البالغة لتنفيذ القرار 1701 بكل بنوده ونصوصه وروحه من دون انتقاص».
وأكّد الرئيس عون للوزير المصري أنّ «لبنان متمسك بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة المحددة في 18 شباط المقبل»، معتبراً أنّ لبنان «يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة كانت»، مشدّداً على «إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال حربها على لبنان».
ولفت إلى أنّ «المنطقة العربية تشكّل جسماً واحداً متكاملاً والتحدّيات تحيط بالجسم ككل»، مشدّداً على «أهمية التعاون المشترك للتمكن من اجتياز المرحلة الراهنة في المنطقة والمخاطر التي تحيط بها».
جولة على المسؤولين
وزار الوزير المصري ايضاً الرئيسين نجيب ميقاتي ونواف سلام، وقال: «نأمل بتشكيل الحكومة قريباً كي تستطيع بالتعاون مع الرئيس جوزاف عون والتفرّغ لإعادة الإعمار وفرض الأمن والاستقرار».
ومن عين التينة، حيث اجتمع مع الرئيس نبيه بري قال عبد العاطي: «أكّدنا على الأهمية البالغة لسرعة تكليف الحكومة وتشكيلها حتى تتولّى مواجهة التحدّيات التي يواجهها الشعب اللبناني، بخاصة ونحن نعيش في هذا الوضع الإقليمي المضطرب للغاية، وبالتالي لا بدّ أن تكون هناك حكومة لبنانية بتوافق لبناني، حكومة توافقية تعكس التوافق بين كل الشعب اللبناني الشقيق بكل طوائفه ومناحله وتوجّهاته».
ثم زار الوزير المصري البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وأثنى على «الدور القيم الذي قام به البطريرك الراعي لناحية إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان وخطابه الداعي دائماً إلى وجوب احترام لغة الحوار والتعايش بين مختلف مكونات النسيج اللبناني»، لافتاً إلى التحيّات التي حمّله إياها كل من البابا تاوضرس والشيخ احمد الطيب إلى البطريرك الماروني وتقديره للقيادة الروحية في لبنان ولدورها الفعّال في نبذ العنف والإقتتال».
جعجع
وزار عبد العاطي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أكّد أنّ «حزب «القوات» و«تكتل الجمهورية القوية» سيشاركان في الحكومة، من خلال اختيارهما شخصيات حزبية أو أكاديمية أو اختصاصيين». وشدد على «وجوب أن تعيد هذه الحكومة العتيدة القرار الوطني إلى داخلها، لا سيما الاستراتيجي والعسكري والأمني، وأن تكون فاعلة لا مجرد ملخص عن مجلس النواب كي تتمكن من القيام بدورها التنفيذي، وهذه مطالب طبيعية بديهية».
وعن حقيبة وزارة المال، قال جعجع: «من غير المقبول على الإطلاق تخصيص أي حقيبة لطائفة معينة». ورأى أنّ «هذه المرحلة الجديدة لا تحتمل وضع أي عقبة أو عرقلة أمام الحكومة»، وقال: «شئنا أم أبينا، سنتعاطى مع دول كثيرة، ويجب ألّا نختار أسماء قد تسبب أي إشكالية».
باسيل
وزار عبد العاطي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي أكّد «ثوابت «التيار» في التعاطي مع المرحلة الجديدة في لبنان، وضرورة المضي قدماً بإعادة بناء الدولة وفق التطلعات الإصلاحية المطلوبة».
حضور إيراني
من جهته، حضر إلى بيروت ايضاً نائب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحيد جلال زاده، الذي زار وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، متمنياً «على الحكومة اللبنانية الشقيقة أن تبدي الاحتضان والرعاية للأخوة السوريين الذين نزحوا نتيجة المستجدات إلى لبنان من سوريا. علماً انّ عدداً منهم هم من أصول إيرانية ايضاً… وطلبنا منهم ان يكون هناك تعاون وثيق وبنّاء في تقديم أفضل العناية اللازمة التي يحتاجون اليها». وزار الموفد الإيراني رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور سفير إيران مجتبى اماني.
الجنوب
ميدانياً، اطّلع الرئيس عون من قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، على التقارير المتعلقة بالوضع في الجنوب، وطلب منه تفقّده والإطلاع على الوضع ميدانياً فيه، لاسيما بعد انتشار وحدات الجيش. كما بحث رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي الوضع في الجنوب.
اما ميدانياً، فتواصلت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، وحرق جيش العدو ما تبقّى من منازل في بلدة كفركلا. وللمرّة الأولى منذ اتفاق وقف النار، شنّت طائرات إسرائيلية، فجر امس، غارات على مواقع بين منطقتي جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية-السورية، أدّت إلى سقوط ضحيتين هما: عباس الموسوي من بلدة النبي شيت، ووسام البرجي من بلدة علي النهري، وإصابة 10 أشخاص بجروح. ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الغارات استهدفت عدة أهدافٍ تابعة لـ«حزب الله» في منطقة البقاع، تضمّ بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية-اللبنانية، تستخدمها منظمة «حزب الله» لمحاولة تهريب الأسلحة إليها». وأضاف: «يُعتبر إطلاق مسيّرة الاستطلاع التابعة لـ«حزب الله»، التي كانت في طريقها إلى المجال الجوي الإسرائيلي أمس (الخميس) وتمّ اعتراضها من قبل سلاح الجو انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
وتابع: «جيش الدفاع يظل ملتزمًا بالتفاهمات التي تمّ التوصل إليها بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، ولن يسمح بتنفيذ مخططات إرهابية من هذا النوع».