سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:رد موحّد غير موحّد على ورقة برّاك..وألأساس في الضمانات

 

الحوارنيوز – صحف

تباينت مواقف الصحف الصادرة اليوم حول الرد اللبناني على ورقة الموفد الأميركي توم برّاك الذي يبدأ اليوم محادثاته في بيروت مع كبار المسؤولين..لكن الأساس في تأمين الضمانات للإلتزام بالتنفيذ

 

  • النهار: تباين الدولة و”الحزب” في جولة برّاك الثالثة… بري “ينفرد” بردّه إلى جانب الردّ الرئاسي!

 

وكتبت صحيفة “النهار”: إذا كان الوصول المبكر للموفد الأميركي توم برّاك ظهر أمس إلى بيروت أوحى لكثيرين أن تمضيته لنصف إجازة الأحد في أرض مسقطه الأصلي، ستساهم في تسهيل مهمته وتساعد لبنان تالياً على تجاوز مطبات دقيقة وخطيرة في التفاوض معه، فإن ذلك لم يحجب الدقة المتناهية للزيارة الثالثة التي يقوم بها برّاك للبنان ضمن مهمته المكوكية التي تتمثل أبرز أهدافها ببرمجة زمنية واضحة لنزع سلاح “حزب الله”. وصل برّاك ظهر الأحد إلى مطار رفيق الحريري الدولي ولم تكن على أجندته أي مواعيد لأي لقاءات رسمية أمس، على أن يجري لقاءاته اليوم مع الرؤساء الثلاثة، بدءاً برئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي سيسافر غداً إلى البحرين في إطار زياراته الرسمية على الدول العربية والخليجية، ثم يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعده رئيس الحكومة نواف سلام.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”النهار” فإن فريق المستشارين للرؤساء الثلاثة أعدّ الصيغة النهائية للردّ الرئاسي الثلاثي الموحد على الردّ الذي كان أرسله برّاك إلى الرؤساء عبر السفارة الأميركية الأسبوع الماضي، وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها لجنة المستشارين، كما الاجتماعات الثنائية التي جمعت الرؤساء، وسيتسلم برّاك اليوم الردّ اللبناني على الردّ الأميركي من الرئيس جوزف عون، مع ترجيح أن يكون تلقى نواة حصيلتها قبل وصوله إلى بيروت على غرار الزيارة السابقة. وتؤكد معطيات لجنة الصياغة أنه تم التوصل إلى أجوبة على كل ما أوردته ورقة برّاك وهي لا شك تحمل اسئلة صعبة، لا سيما بعد كلام الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي اختصر موقف الحزب بعدم استعداده لتسليم السلاح مع تكراره ثوابت الانسحاب من الجنوب ومنع الخروقات الإسرائيلية ووقف الاغتيالات. وقد اعتبر كلام قاسم الأخير بمثابة استباق خطير للردّ اللبناني بل تفخيخ لهذا الرد بما يوفر لإسرائيل والإدارة الأميركية ذرائع إضافية كبيرة للضغط ومحاصرة لبنان عشية وصول برّاك، وبما زاد التعقيدات التي تشوب المفاوضات التي سيجريها الرؤساء الثلاثة اليوم مع الموفد الأميركي.

وإذ لم يعرف بعد ما إذا كان الرؤساء الثلاثة قرروا إظهار التمايز والتباين النافر بين موقف لبنان الرسمي وموقف “حزب الله” من برمجة نزع السلاح، قالت المصادر القريبة من الجانب الرسمي أن الردّ اللبناني جاء بموافقة الرؤساء الثلاثة وأن لا تباينات في ما بينهم مع التشديد على انسحاب إسرائيل من كل النقاط والمساحات المحتلة، والتأكيد أيضاً على جملة من الضمانات تركز على إعمار الجنوب مع الاستعداد لترسيم الحدود مع سوريا من دون حسم ملكية مزارع شبعا المحتلة. ولن يغيب الردّ اللبناني في معرض ترتيب العلاقة مع سوريا بالعمل على وضع برنامج لعودة نازحيها إلى ديارهم. وفي موازاة الجواب الرسمي على برّاك، بدا لافتاً أن الرئيس بري كشف أنه سيكون له ردّ خاص على الموفد الأميركي من دون أن يكشف عما سيبلغه إياه. ولا تهدف هذه الخطوة إلى القفز فوق ما سيسمعه من الرئيسين عون ونواف سلام. ويتضمن الرد أيضاً استعداد الحكومة لتطبيق سلسلة من الإصلاحات المالية والاقتصادية.

وثمة مخاوف من رفع السقف الأميركي تجاه لبنان، إذ أن من المحتمل أن يعلن برّاك مواقف تحرج لبنان أمام التحديات التي يواجهها، إذ تتوقع مصادر ديبلوماسية أن تحمل مواقف برّاك هذه المرة، اشتراطات أميركية جديدة، قد تضع لبنان على مفترق طرق أمام ما تخطط له إسرائيل المدعومة أميركياً، وأيضاً أمام ما تطمح له السلطات السورية حول مسألة الحدود، وما يتعلق أيضاً بسلاح “حزب الله”. وتشير المعطيات إلى أن عقدة ضمانات متبادلة ستبرز أكثر فأكثر وتتمثل في أن لبنان يطلب ضمانات أميركية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس ووقف الانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار، فيما تشكّل الشروط الأميركية مطلباً حاسماً بضمانات من الدولة اللبنانية لنزع سلاح “حزب الله” ضمن مهلة محددة لا تراجع عنها هي نهاية السنة ولو على مراحل.

وفي انتظار ما ستتكشف عنه لقاءات برّاك في الساعات المقبلة، بدا من غير المستبعد أن تثار التطورات الأخيرة في سوريا ضمن هذه اللقاءات، نظراً إلى تاثيرها على الواقع اللبناني، علماً أن برّاك مكلّف بالملفين وسبق أن تحدث عن ترابطهما. واستمر الحدث السوري شاغلاً لجانب كبير من المشهد الداخلي أمس، حيث برز موقف لافت لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان خلال تلقيه اتصالاً من قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وقد ثمّن دريان أداء الجيش في القيام بواجبه الوطني ومعالجة أي طارئ أمني في شتى أنحاء الوطن، وشدّد على أن “وحدة اللبنانيين ستبقى عصية في أي أزمة تستجد ومحصّنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأساس لتفشيل وإسقاط كل من يحاول نشر الفتنة بشتى الطرق في لبنان”. وأعلن أن “دار الفتوى لن تسمح بجر لبنان إلى أتون الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة والمحرّمة شرعاً، وتحرص دائماً على الوحدة الوطنية اللبنانية والعمل على درء الفتنة بالتعاون والتضامن مع البطريركية المارونية والأرثوذكسية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل وبقية المراجع الدينية والسياسية لمنع حدوث أي خلل ليس في الحسبان”.

كما أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط شدّد على “التمسك بالبيان الذي صدر خلال الاجتماع الاستثنائي في دار طائفة الموحدين الدروز، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في السويداء للشروع بالمراحل التالية”.

وفي سياق سياسي آخر، برزت أمس إثارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمطلب الغاء المادة 112 من قانون الانتخاب بما يسمح بانتخاب المغتربين لجميع النواب، وذلك في القداس الاحتفالي بعيد القديس شربل في دير مار مارون- عنايا في حضور رئيس الجمهورية جوزف عون . وقال الراعي: “إن استحداث ست دوائر انتخابية للبنانيين غير المقيمين مخالف لمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المقيمين والمنتشرين، وهو مبدأ يضمنه الدستور والنظام الديموقراطي عندنا. إن حصر المنتشرين في ستة مقاعد نيابية يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأرضهم وأهلهم ومشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانيّة. ما نشهده في المادة 112 هو عملية إقصاء يلغي حقّ المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كلّ الدوائر الإنتخابية المئة وثماني وعشرين على مساحة الوطن. إن اللبنانيين في الانتشار يتطلعون إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بكلّ حريّة في دوائرهم الانتخابية حيث مكان قيدهم في لبنان. فلا بدّ من أجل حماية الوحدة الداخليّة من إلغاء المادّة 112 من قانون الانتخاب الحاليّ”.

 

  • الأخبار عنونت: لبنان يصرّ على الضمانات: رأينا نموذج الشرع!

وكتبت صحيفة “الأخبار”: على وهج النار السورية، وصل إلى بيروت، أمس، الموفد الأميركي إلى لبنان وسوريا توماس برّاك، في زيارة هي الثالثة له منذ تكليفه بالمهمة خلفاً لمورغان أورتاغوس.

وجاء توقيت زيارته قبل ثلاثة أيام من موعد كان مقرّراً، وقد تبلّغت رئاسة الجمهورية أمس بأنّ برّاك قرّب موعد زيارته، وأنه سيبدأ لقاءاته اليوم مع الرؤساء الثلاثة ليستمع إلى الردّ اللبناني على الملاحظات الأميركية حول الردّ اللبناني الأول على ورقته.

وكما جرت العادة، استبقت وسائل الإعلام الزيارة بالترويج لها باعتبارها مفصلية وأنّ ما بعدها ربما لن يكون كما قبلها على صعيد مسار سلاح حزب الله ومصير لبنان، خصوصاً بعد كلام برّاك أكثر من مرة عن مطالبة الولايات المتحدة بإطار تنفيذي مع جدول زمني لسحب السلاح وتهديده تارة بالحرب الأهلية وأخرى بضم لبنان إلى سوريا، فضلاً عن التصعيد الإسرائيلي المتواصل.

توقيت الزيارة هذه المرة أحاطت به معطيات مختلفة، بعد أن وجد اللبنانيون، بمن فيهم المعادون لحزب الله، أنفسهم في عين عاصفة السويداء، ما خلق شعوراً غير مسبوق بالخوف من المشهد الذي حصل. وفي رأي أوساط مطّلعة أنّ أحداث السويداء شكّلت عاملاً جديداً للمسؤولين اللبنانيين للتمسّك بـ «الضمانات» التي كان لبنان يطالب بها، على الصعيد الرسمي.

أمّا شعبياً، فإنّ برّاك، وفقَ ما يقول المطّلعون، سيلمس تغييراً في المزاج العام تجاه سلاح حزب الله، خصوصاً أنّ طوائف أخرى باتت تعتبر أنّ السلاح ضمانة لها، سواء كان في يد الحزب أو في يدها.

وقالت مصادر مطّلعة إنّ «رئيس الجمهورية جوزاف عون، حين تبلّغ بموعد زيارة برّاك، بدا أكثر ارتياحاً بعد التطورات في سوريا لجهة دعم الموقف اللبناني»، مشيرة إلى أنّ «عون سيصرّ هذه المرة على حق لبنان في الحصول على ضمانات دولية»، خصوصاً أنّ إسرائيل لم تلتزم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ولم تنجح الضمانات الخارجية في دفعها إلى الالتزام به.

كذلك يتسلح عون بمشهد العدوان الإسرائيلي على سوريا. وهذه نقطة ستثار مع برّاك الذي دعا اللبنانيين سابقاً، هو وغيره من المسؤولين الأميركيين، إلى الاقتداء بنموذج الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع الذي لم تحمِه كل تصريحاته المطمئنّة لإسرائيل، ولا مفاوضاته المباشرة معها، من العدوان الإسرائيلي، ولا من برنامج العدو المنخرط في المعركة الدائرة لتكريس احتلاله للجنوب السوري، الأمر الذي سيشكّل في ذاته عامل ضغط أكبر على لبنان.

وفيما لم يتّضح بعد سبب تقديم برّاك موعد زيارته للبنان، باستثناء ارتباط رئيس الجمهورية بزيارة إلى دولة البحرين غداً، إلا أنّ الثابت لدى الأوساط السياسية أنها «مرتبطة بالجواب الذي يريد أن تسمعه الولايات المتحدة من الدولة اللبنانية، لا سيّما في ما يتعلّق بمهمة الحكومة اتخاذ قرار بالإجماع حول حصرية السلاح وتقديم التزامات بمهل زمنية تريدها واشنطن»، بينما «سيصرّ لبنان على أنّ تسليم السلاح لا يمكن أن يتحقّق إلا بعد تنفيذ إسرائيل انسحابها من النقاط التي احتلّتها، ووقف الاعتداءات وتسليم الأسرى، ثم يبدأ الحوار الداخلي حول إستراتيجية دفاعية تحمي لبنان، مع تأكيده على الالتزام بالقرار 1701».

وبحسب المعلومات، فإنّ جدول أعمال برّاك سيكون مطوّلاً هذه المرة، وهو سيلتقي عدداً من الوزراء في عشاء تقيمه السفارة الأميركية مساء اليوم، على أن يلتقي شخصيات سياسية في عشاء يقيمه النائب فؤاد مخزومي غداً، على أن يلتقي شخصيات سياسية أخرى.

إلى ذلك، تواصلت المساعي لمنع تأثّر لبنان مباشرة بأحداث السويداء التي اتخذت طابعاً مذهبياً خطيراً ، وعُقِد اجتماع أمني في قصر بعبدا تناول تداعيات هذه الأحداث واحتمالات تسلّل الفوضى، إلى جانب ملف الموقوفين السوريين الذين تطالب دمشق بتسليمهم.

فيما شهدت الساحة السياسية مجموعة مبادرات بينها زيارة رؤساء الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي لرئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بالتوازي مع اتصالات تلقّاها شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، أبرزها من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس نبيه بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لتخفيف الاحتقان.

كما عُقد اجتماع بين وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ترأّسه النائب تيمور جنبلاط ومشايخ راشيا مع وفد من العشائر العربية في لبنان، في دار إفتاء البقاع، تحدّث فيه النائب وائل أبو فاعور الذي قال إنه «لا يمكن القبول بنشر الفتنة الداخلية بين العشائر العربية وبني معروف، وموقفنا يمكن أن يؤثّر إيجاباً على الوضع في سوريا، وكمال جنبلاط كان أول من طالب بإنصاف العشائر العربية، وهذا عهدنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا».

 

 

  • الديار: برّاك يتسلم اليوم ردًّا لبنانيًا موحدًا منسّقًا مع حزب الله

 

لبنان ينجح في منع تسلل سيناريو السويداء اليه «لكن الوضع مقلق»
السويداء: الهجري يوافق على دخول المساعدات لا الوفد الحكومي

وكتبت صحيفة “الديار”: قدَّم المبعوث الاميركي توم برّاك موعد زيارته الى بيروت لضمان اجتماعه برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي يزور مملكة البحرين يومي الاثنين والثلاثاء. فبعدما كان من المرتقب ان يصل الى لبنان مطلع الاسبوع الحالي وصل يوم أمس الأحد على ان يلتقي المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم عون اليوم ويتسلم منه رد لبنان الرسمي على الملاحظات التي كان قد وضعها برّاك على الرد اللبناني على الورقة الاميركية، وهي ملاحظات تناولت بشكل اساسي طلب وضع مهل زمنية وتواريخ محددة لانجاز عملية تسليم سلاح حزب الله شمالي الليطاني.

ماذا تضمن الرد اللبناني؟

وبحسب معلومات «الديار»، فان الرد اللبناني الجديد سيشدد على الربط بين انطلاق عملية التسليم وبين تنفيذ اسرائيل تعهداتها في اتفاق وقف النار الذي تم اقراره في تشرين الثاني الماضي، اي الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وقف الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية وتسليم الأسرى اللبنانيين والسماح بعودة السكان إلى بلداتهم الحدودية وبدء عملية اعادة الاعمار. ولم يلحظ الرد اللبناني تواريخ محددة، الا انه يبدو منفتحا على وضع واشنطن مطلع العام المقبل خطا فاصلا لحشر ودفع كل الاطراف لتنفيذ التزاماتها.

ويصر لبنان الرسمي على التأكيد ان الورقة الاميركية ليست اتفاقا جديدا بين لبنان واسرائيل، انما عبارة عن آلية تنفيذية لاتفاق وقف النار الذي لم تنفذه اسرائيل.

وتؤكد مصادر معنية بالمفاوضات الحاصلة انه «وبعكس ما يروّج، فان حزب الله لا يغرد وحده، انما هو على تنسيق دائم ولحظة بلحظة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يزال موكلًا من قبله بالتفاوض باسمه»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «رفع امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم السقف في اطلالته الاخيرة، واعتباره من قبل كثيرين تصعيدا بموقفه، هدفه تقوية موقف الدولة اللبنانية في المفاوضات لا الاطاحة بها». وتضيف المصادر:»لا يزال الحزب مصرا على التفاوض من موقع قوة لا ضعف، وبالتالي يجد مصلحة للبنان الرسمي ان يخرج الشيخ قاسم ليذكر واشنطن وتل أبيب بأن التفاوض يحصل من موقع قوة لا ضعف».

اسرائيل لن تلتزم

ولا يبدو الحزب مقتنعا بأن واشنطن قادرة على إلزام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ التزاماته، سواء سلّم الحزب كامل سلاحه ام لم يفعل. وتعتقد المصادر ان «نتنياهو ليس بصدد الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة واسقاط خطته للمنطقة العازلة التي يقيمها راهنا بقوة النار، ايا كان المقابل، لذلك فان عملية التفاوض الحاصلة دقيقة جدا ويفترض ان تؤدي الى كشف النيات الاسرائيلية الحقيقية قبل الاذعان الى شروط او مطالب تُفقد لبنان آخر اوراق قوته».

ويوم أمس أعلنت قيادة الجيش اللبناني ان آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة للعدو الإسرائيلي، اجتازت السياج التقني وعزمت على تنفيذ أعمال تجريف في خراج بلدة رميش – بنت جبيل، في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.

وأعلنت القيادة أنه، على أثر ذلك، عزز الجيش انتشاره في المنطقة في مواجهة العدو، وحضرت دورية من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل لتوثيق الخروقات، ما أجبر القوات المعادية على العودة إلى الداخل المحتل.

الوضع الامني

وينشغل الجيش اللبناني راهنًا بمواكبة التطورات في سورية، وبخاصة في السويداء، بعد تسجيل بعض حالات انتقال شبان لبنانيين للقتال مع العشائر كما مع الدروز هناك. الا ان مصادر مطلعة تؤكد لـ»الديار» ان اعداد هؤلاء لا تزال محدودة. وتشير المصادر الى انه «صحيح ان لبنان نجح في تجنب تمدد القتال الطائفي المقيت اليه، لكن في حال استمر الوضع هناك على حاله وقتا طويلا ولم يتم تثبيت اتفاق وقف النار، فان الخشية من تسلل سيناريو السويداء الينا ستكبُر حينئذ». وتضيف:»الزعامات السياسية والدينية في لبنان قاربت هذه الازمة بكثير من التعقل والوعي، سواء من خلال المواقف العلنية التي اتخذتها او بقراراتها على الارض، كما ان التدابير المشددة التي اتخذتها الأجهزة الامنية اللبنانية فعلت فعلها وادت الى ضبط الوضع تماما… لكن ذلك لا يعني ان الوضع ليس مقلقا وانه يفترض وضع أيدينا في مياه باردة».

تطورات السويداء

في هذا الوقت، تشهد محافظة السويداء هدوءا حذرا جدا، بحيث انه صحيح ان وقف النار والقتال بين الدروز والعشائر شبه متوقف منذ 24 ساعة، لكن الخشية من شرارة تعيد اشعال الوضع لا تزال قائمة، بحيث ان كل المعالجات هشة ولا تعتمد على اسس واضحة. اضف ان الدخول الاسرائيلي المباشر على الخط لتغذية النزعة الانفصالية لدى قسم من الدروز هناك، يجعل التفاؤل بطي هذه الصفحة الدموية قريبا امرًا مبالغًا فيه.

ويوم أمس وبالرغم من أن اتفاق وقف النار، أفيد بأن طائرة إسرائيلية استهدفت موقعا لتجمع لمقاتلين من فصائل العشائر قرب قرية عريقة في ريف محافظة السويداء، في وقت كانت قوات العشائر البدوية قد بدأت باقتحام القرية لتحرير الأسرى البدو من يد المجموعات المسلحة الدرزية.

ورفضت الرئاسة الروحية في السويداء، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري يوم امس دخول وفد حكومي يضم وزير الصحة ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الكوارث والطوارئ ومحافظ السويداء، ومنظمة الهلال الأحمر السوري، الى المحافظة. واتهم وزير الصحة السوري، الشيخ حكمت الهجري، بمنع دخول المساعدات، وبعد مفاوضات وجهود حثيثة تم إدخال القافلة برفقة منظمة الهلال الأحمر فقط.

وأصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز أمس بيانا طالبت فيه بالوقف الفوري لكافة الهجمات العـسكرية وسحب جميع القوات التابعة لحكومة دمشق، من جيش وأجهزة أمنية وميليشيات، من محيط الجبل وكافة بلداته وقراه وتوفير خدمات الإنترنت والاتصالات بشكل عاجل، لضمان تواصل الأهالي للتمهيد للتبادل والإفراج الفوري عن الموقوفين وضمان نجاح العملية بضمانه الدول الراعيه للاتفاق.

ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول أميركي قوله، إن القصف الإسرائيلي الأخير على سورية كان «عملًا جنونيًا»، بتوجيهات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأضاف المسؤول، الذي لم يسمه الموقع الإخباري، أن القصف الإسرائيلي قد يقوض ما يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب فعله بشأن الوضع بالشرق الأوسط.

وكشف المسؤول الأميركي أن هناك «شعورا متزايدا داخل إدارة ترمب بأن نتنياهو يتصرف أحيانا كطفل لا يحسن التصرف».

كما نسب «أكسيوس» إلى 6 مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض «أصبح أكثر قلقا بشأن نتنياهو وسياساته الإقليمية».

 

 

  • اللواء عنونت: برّاك في بيروت بعد دمشق: اعتراض على عدم تحديد مهل الخطوات المتلازمة

 

سلام يؤيِّد مطلب الراعي إلغاء الدوائر الـ6.. وتوسُّع الاتصالات مع جنبلاط وأبوالمنى لمنع تسرُّب الفتنة

وكتبت صحيفة “اللواء”: سرّعت الأحداث الدامية، في الجنوب السوري، لا سيّما في السويداء بين فصائل درزية مسلحة وأخرى من البدو المسلحين أيضاً، عودة سفير الولايات المتحدة الاميركية في أنقرة طوم براك والمكلف بإجراء ترتيبات للوضع في سوريا ولبنان.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان المبعوث الأميركي يتسلم اليوم الملاحظات اللبنانية على الرد الأميركي بشأن ما قدمه لبنان في المرة السابقة رداً على الورقة الأميركية، وأكدت ان هذه الزيارة تؤشر الى الإهتمام الأميركي المباشر بالملف اللبناني اذ إنها تأتي بعد اسبوعين على زيارته الأخيرة لبنان.

وقالت المصادر ان هذه الملاحظات ستدرس مع العلم انها منبثقة عن تأكيدات سابقة بشأن حصر السلاح بيد الدولة وهي ثوابت تمت الأشارة اليها منذ البداية مع تأكيد أهمية الانسحاب الأسرائيلي من النقاط التي لا يزال يحتلها، وعلم ان تشاورا لبنانيا رسميا قام بشأنها، في حين انها خالية من موقف حزب الله.

ويزور براك الرئيس جوزف عون في بعبدا عند الساعة التاسعة من صباح اليوم قبل سفر رئيس الجمهورية إلى مملكة البحرين، ثم يزور براك السراي الكبير عند الساعة العاشرة والنصف من قبل الظهر، حيث سيستقبله الرئيس سلام مع الوفد المرافق له، على أن يلتقي الرئيس بري غداً الثلاثاء ، كما يعقد برّاك لقاءات مع قيادات سياسية وروحية ومع عدد من النواب إلى عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي.

ويسعى برّاك لتسلم الردّ اللبناني على ردّه على ورقة المقترحات، ذات الصلة بتنفيذ القرار 1701، بدءاً من وقف العمليات العدائية التي تحدث عنها قرار وقف اطلاق النار في 27ت2 2024، والذي التزم لبنان به التزاماً كاملاً، باعتراف الدولتين الضامنتين وهما واشنطن وباريس، وقوات الامم المتحدة (اليونيفيل) العاملة في الجنوب.

وعشية الجولة المتوقعة اليوم للدبلوماسي الاميركي اجتمعت اللجنة الرئاسية الثلاثية في بعبدا مساء أمس لإجراء قراءة أخيرة لمسودة الملاحظات اللبنانية، قبل مهرها رسمياً وتسليمها خطياً للموفد الاميركي.

وعلمت «اللواء» أن ورقة الرد الرئاسية اللبنانية باتت جاهزة وقد بحث الرئيسان عون وبري في لقاء بينهما مؤخراً بعض الملاحظات التي وضعتها اللجنة الرئاسية على الرد الاميركي، ووضعت اللمسات الاخيرة عليها بين الرؤساء بري وعون ونواف سلام، خلال اليومين الماضيين وبما يراعي مطالب وهواجس الدولة اللبنانية وملاحظات حزب الله لتسليمها الى برّاك اليوم.

وحسب المعلومات طلب برّاك ايضاحات واجوبة طرحها حول الرد اللبناني، بعدما قدم اجوبة ردودا وايضاحات على اسئلة طرحها الجانب اللبناني في رده. وان الرد اللبناني لم يتضمن تحديد المهل التي يقتضيها تنفيذ كل مرحلة من مراحل تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة، لكن لم يتضمن مواعيد محددة لبدء وانتهاء هذه المراحل.

وذكرت المصادر أن الرد اللبناني ليس اتفاقاً جديداً بين لبنان وكيان الاحتلال بل آلية تنفيذية لإتفاق وقف اطلاق النار بحيث يتزامن سحب السلاح مع تنفيذ الاحتلال المطلوب منه ايضاً وفق المراحل المقترحة، ويؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل من مناطق الجنوب، ويشدد على مسألة تحرير الأسرى وإعادة إعمار الجنوب، كما يؤكد على الاستعداد لتنظيم العلاقات مع سوريا وترسيم الحدود كما على وضع برنامج لعودة النازحين السوريين.

واشارت المصادر الى ان «الرد لا يعترض على البحث في مسألة سلاح حزب الله ويشترط ضمانات أميركية بعدم استمرار خروقات إسرائيل». واكدت ان لبنان تعهد في رده على الوثيقة الأميركية بإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية.

ودعت مصادر أمنية إلى عدم تحميل مجيء بّراك أي تفسيرات خارج السياق.

فالدبلوماسي الاميركي الذي كان يشرف شخصيًا على ترتيبات إنهاء القتال في السويداء، وبعد التأكد من ضمان اتفاق وقف اطلاق النار، انتقل الى لبنان بعدما كان قد حذر سوريا أنها تقف عند منعطف حاسم ويجب أن يسود السلام والحوار، مشيرة الى أنه من السابق لاوانه الحديث عن أجواء تفاؤلية أو تشاؤمية قبل بدء لقاءاته.

وكشفت المصادر الى أن الرد الاميركي ليس اتفاقًا جديدًا بين لبنان واسرائيل، بل هو عبارة عن آلية تنفيذية للاتفاق الذي وقّع في تشرين الاول وهو يتضمن مراحل متتالية ومتزامنة لتسليم السلاح، بالتزامن مع الانسحاب الاسرائيلي.

وأشارت المصادر تعليقًا على رفض حزب الله إعطاء أي رد على الورقة الاميركية بأنه ليس المطلوب أن يعلن حزب الله موافقته فهو أصلا كان قد وافق على البيان الوزاري للحكومة الذي ينص على بند حصرية السلاح، وللمفارقة أن نواب الحزب جددوا الثقة بهذه الحكومة في الجلسة النيابية الاخيرة، وأضافت أن مخاوف حزب الله يتم أخذها بعين الاعتبار إلا أن الاكيد أن أي اتفاق سيضمن انسحابًا اسرائيليًا تامًا من كل الاراضي اللبنانية.

يذكر أن برّاك طلب إيضاحات على الرد اللبناني وأجوبة على أسئلة طرحها،وتوقفت المصادر عند الرد اللبناني الذي تضمن تحديد المهل التي تقتضيها كل مرحلة من مراحل إنهاء ملف السلاح إلا أن الرد اللبناني لم يتضمن مواعيد بدء أو نهاية هذه المراحل، وهو ما طلب توضيحًا من وزارة الخارجية الاميركية التي هي من قامت بدرس الرد وليس برّاك وحده.

وتتحدث مصادر قريبة من «الثنائي» أن لبنان مصر على موقفه لناحية أن هناك اتفاقاً لوقف اطلاق النار، واسرائيل لم تلتزم به، ولا يمكن البدء إلاّ من هذه النقطة، كالانسحاب من النقاط الخمس واطلاق الاسرى لديه، ووقف الاعتداءات، وعدم التعرض للمواطنين الذين يسعون لاعادة إعمار منازلهم.

الراعي يعارض 6 نواب للمغتربين

انتخابياً، طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لمناسبة عيد مار شربل، على مسمع الرئيس عون بإلغاء المادة 112 من قانون الانتخابات، معتبراً أن استحداث 6 دوائر للمغتربين مخالف للمساواة التي هي مبدأ يكفله الدستور، وما نشهده هو عملية إقصاء للمغتربين، الذين يتطلعون إلى المشاركة في الانتخابات بكل حرية.

ومن الديمان، بعد لقاء مع البطريك الراعي دعا الرئيس سلام إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي من أجل حماية الوحدة الداخلية، معتبراً أن هذه المادة هي أشبه بعملية إقصاء يلغي حق المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كل الدوائر الانتخابية المئة وثماني وعشرين على مساحة الوطن. مشيراً إلى أنها كانت موضع خلاف وانقسام بين السياسيين. وعلقت هذه المادة بانتخابات 2018 و 2022 لعدم صحتها.

ونوَّه الرئيس سلام بأهمية الدور الذي تضطلع به بكركي في ترسيخ الثوابت الوطنية وتعزيز الشراكة بين اللبنانيين.

توسع الاتصالات لدرء الفتنة

والى ذلك، استمر انشغال لبنان بتطورات الوضع السوري ومنع انعكاسه الخطير على لبنان برغم وقف اطلاق النار في السويداء، وتلقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان امس، اتصالا من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن البحث تناول الشؤون اللبنانية والدور الذي يقوم به الجيش في حفظ أمن وسلامة لبنان واللبنانيين، وثمن دريان أداء الجيش في القيام بواجبه الوطني ومعالجة أي طارئ امني في شتى أنحاء الوطن.

وشدد مفتي الجمهورية على أن «وحدة اللبنانيين ستبقى عصية في أي أزمة تستجد ومحصنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأساس لتفشيل وإسقاط كل من يحاول نشر الفتنة بشتى الطرق في لبنان»، ودعا إلى «المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النوايا الخبيثة في إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية».

وقال: لا بديل عن الدولة وهيبتها وفرض سيطرتها وأحكامها على كامل أراضيها، فهي مظلة الجميع والضامن الوحيد للنظام وسلطة القانون والحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والعدالة بين جميع المواطنين.

أضاف: ندعو لإبعاد لبنان عما يحدث في سوريا الشقيقة، فلديهم دولة قادرة على معالجة الوضع الأمني فيها وقيادة حكيمة ورشيدة ، ونؤكد وحدة سوريا أرضاً وشعبا ومؤسسات، ولا ينبغي أن نتدخل في شؤون غيرنا ولا أن يتدخل أحد في شؤوننا اللبنانية.

وختم: ان دار الفتوى لن تسمح بجر لبنان إلى أتون الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة والمحرمة شرعا، وتحرص دائما على الوحدة الوطنية اللبنانية والعمل على درء الفتنة بالتعاون والتضامن مع البطريركية المارونية والأرثوذكسية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل وبقية المراجع الدينية والسياسية لمنع حدوث أي خلل ليس بالحسبان.

وتابع دريان الأوضاع العامة في لبنان مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام والوزير والنائب السابق وليد جنبلاط ورؤساء الطوائف اللبنانية.

وكان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قد استقبل عصر السبت في كليمنصو رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، في حضور رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط واعضاء الكتلة النواب مروان حمادة، هادي أبو الحسن وائل أبو فاعور اكرم شهيب والدكتور بلال عبد الله وفيصل الصايغ.

بعد اللقاء، قال جنبلاط «حتى الآن نتمسك بالبيان الذي صدر أمس ونُصرّ عليه بوقف إطلاق النار في السويداء، وبعد ذلك ننطلق إلى المراحل التالية».

من جهته، قال الرئيس فؤاد السنيورة: جئنا هنا لنعبر عن تضامننا الكامل ودعمنا للمواقف الوطنية التي يتخذها الأستاذ وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي. وبالتالي، ندعو إلى رص الصفوف للوقوف في وجه الفتنة، سواء في سوريا أو لمنع امتدادها إلى لبنان. ونحن على ثقة كاملة بأن الشعب اللبناني قادر على مواجهة هذه الفتنة، ومن يحاول استيرادها إلى لبنان، كما أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية ستكون لها بالمرصاد.

كما قال الرئيس تمام سلام: أتينا إلى هذا البيت الكريم، الذي تعوّدنا دائماً أن يتصدى لكل ما يمسّ مصلحتنا الوطنية ولبناننا العريق. بوركت مواقف وليد بك، وهذا البيت العريق.

وتوسعت حركة الاتصالات مع القيادات الدرزية لدرء الفتنة، واتصل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى بكل من النائبين السابقين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، متبادلاً واياهم التعازي بالشهداء الذين قتلوا في السويداء، كما تلقى إتصالاً هاتفياً من الرئيس بري مؤكداً «تضامنه مع أبناء الطائفة حول ما جرى من أحداث في مدينة السويداء، وتنويهه بمواقف سماحته ومواقف الاستاذ وليد جنبلاط لدرء الفتنة في لبنان». كذلك تلقى الشيخ ابي المنى إتصالاً تضامنيا ومنوّها بمواقفه من الرئيس العماد ميشال سليمان، وكذلك اتصالاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، واتصالا ايضا من رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور، الذي أعرب له عن «تضامنه الكامل مع أبناء الطائفة في لبنان وسوريا»، وأمله في «إنتهاء المحنة العصيبة التي يمر بها أبناء الوطن السوري، وبأن يسود الاستقرار والأمان في ربوعه».

وتواصلت قيادة الجيش اللبناني مع كل من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابو المنى، للتأكيد على متابعة الموقف الرافض لتسرب الفتنة عبر الحدود.

وفد العشائر عند أبو المنى

وفي إطار السعي لاحتواء أي محاولت للاتيان بالفتنة إلى لبنان ومنعها، التقى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى وفدا من عشائر «الزريقات» العربية في الشويفات وخلدة والسعديات وعين دارة وبحمدون برئاسة شيخ العشيرة «ابو ديب» كامل الضاهر.

ورحب شيخ العقل خلال اللقاء بالوفد، داعيا الى «وأد الفتنة وحقن الدماء، وقال: «نشد على يد العقلاء لوقف هذه المأساة في جبل العرب جبل سلطان باشا الاطرش، والتاريخ ناصع. لكن ثمة أشياء غريبة تحصل، غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، فلماذا ندق النفير العام ضد السويداء؟ لماذا لا يكون من اجل غزة؟ نحن نحاول تهدأة شبابنا والفزعات، كي لا تنزلق الأمور إلى مواجهة عبثية في لبنان لا سمح الله، وتسبب بضرب العيش المشترك».

وباسم وفد العشائر تحدث الشيخ الضاهر فقال : «معا كنا منذ الف عام وسنبقى، ونشكر رئيس الجمهورية والقوى الامنية والحزب التقدمي الاشتراكي ، واننا كعشائر عربية التاريخ يكتب العلاقة بيننا وسنكمل بنفس النهج مسار الطريق، نعم ثمة فجوات كما يحصل في جبل العرب جبل الكرامة والشهامة لكن علينا ان نكون واعين وقدوة بعباءة الله ووليد بك جنبلاط، الذي يغلّب لغة العقل، وكي «لا يفلت الملق». نحن كعرب عشيرة الزريقات نفس واحدة، وعلينا استخدام ذلك لوأد الفتنة بوجه من يرمي الكلام والمال لتأجيجها، واننا نقوى ببعضنا البعض كي نرد الفتنة. وعلى الدولة السورية برئاسة الشرع توقيف نزيف الدم ومعالجة الأمر وإقامة مصالحة كما هي عاداتنا».

وأعلنت بلدية عاليه وجمعية تجار المدينة عن الإقفال التام غداً الثلاثاء حداداً على ضحايا أهالي السويداء.

أمن الجنوب شهداء وتفجيرات

في اطار اعتدءاته المتواصلة يومياعلى قرى الجنوب واهله، شن الطيران المسير الاسرائيلي يوم السبت غارة على منطقة مطل الجبل في مدينة الخيام تسببت بإرتقاء شهيد. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، «أن الجيش أغار في وقت سابق اليوم السبت، وقضى على أحد عناصر قوة الرضوان في حزب الله والذي كان ضالعًا في محاولة إعادة اعمار بنى تحتية في منطقة الخيام جنوب لبنان».

كما افيد بعد ظهر السبت بسقوط بإرتقاء شهيد في غارة معادية استهدفت دراجة نارية في حي الشرابيك في بلدة يحمر الشقيف في قضاء النبطية.وتوجهت فرق الإسعاف إلى مكان الغارة.

كما ألقت درون اسرائيلية قنبلة على الحي الشرقي لبلدة الضهيرة الحدودية في قضاء صور من دون وقوع اصابات.

وبعد الظهر توغلت دبابة «ميركافا» معادية من الموقع المستحدث في جل الدير خراج بلدتي عيترون – مارون الراس لحوالي كيلومتر متر داخل الاراضي اللبنانية قبل ان تعود باتجاه نقطة تمركزها.

وامس الاحد، شن العدو الصهيوني غارة من مسيّرة استهدفت منطقة المحافر في أطراف عيترون في قضاء بنت جبيل.

والقت محلقة معادية فجر الأحد، قنابل تفجيرية على معمل للحجارة بين بلدتي يارون ومارون الراس

كما ألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مناشير ورقية تحريضية فوق بلدة يارون الجنوبية، تتضمن «تحذيرات لسكان البلدة من التعاون مع حزب الله أو السماح باستخدام ممتلكاتهم ومنازلهم لأغراض عسكرية»، على حد تعبير المنشور.

وحملت المناشير التي ألقيت تهديدًا واضحًا، حيث كُتب عليها: «هذا المكان يعمل لصالح ومصلحة حزب الله. المنطقة ستبقى هدفاً للتدمير»، كما دعت السكان إلى متابعة إذاعة معينة (106 FM) لمزيد من التفاصيل.

وسجل تحيلق مُسيّرات معادية على علو متوسط فوق قرى بنت جبيل وقرى منطقة النبطية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى