قالت الصحف:حصرية السلاح بين تصعيد براك والحديث عن تحديد مهل..وأجواء حزن على غياب زياد الرحباني

الحوارنيوز – صحف
تناولت الصحف الصادرة اليوم الأجواء المحيطة بموضوع حصرية السلاح وسط لهجة تصعيدية للموفد الأميركي توم براك ،والحديث عن تحديد مهل،في وقت سيطرت على البلاد أجواء الحزن على غياب الفنان زياد الرحباني.
النهار عنونت: حصار الضغوط يشتد حول التزامات السلطة… برّاك يعلي نبرته والحز.ب يسخّف الالتزامات
وكتبت صحيفة “النهار”: في أيام الوداع اللبناني العارم الحزين لزياد الرحباني منذ شيوع خبر وفاته الصادمة حتى جنازته بعد ظهر اليوم، لا مكان لأي حدث يخترق وداع عملاق أسطوري أغنى الفن الرحباني بمدرسته المميزة الخلّاقة ووضع نبوغه إلى جانب والده المبدع عاصي ووالدته أيقونة لبنان السيدة فيروز الثكلى برحيل زياد.
ومع ذلك، وإذ يخطف وداع زياد اليوم اللبنانيين من كل الاستحقاقات والتطورات السياسية والأمنية وما يتصل بالسياسة عموماً، فإن ذلك لا يغيّب تواصل التداعيات التي أفضت إليها مهمة الموفد الأميركي إلى لبنان السفير توم برّاك في الأسبوع الماضي والتي تكشّفت في الأيام الأخيرة عن صورة مشدودة للغاية شابت نتائجها بما ترجم خصوصاً برفع الموفد الأميركي سقف نبرته حيال لبنان من جهة، وتصاعد المخاوف من تبديل أو تعديل في عديد وصلاحيات القوة الدولية في الجنوب “اليونيفيل” في أواخر آب المقبل من جهة أخرى.
والواقع أن الأيام التي أعقبت زيارة برّاك للبنان شهدت اعتمال مجموعة عناصر ومؤشرات دلّلت على اتساع المأزق الذي تجد السلطة اللبنانية نفسها محاصرة فيه ما بين عدم اقتناع الوسيط الأميركي بنهج الخطوة خطوة الذي قدمه الردّ اللبناني على ورقته وتصاعد الاختراقات الميدانية الإسرائيلية منذرة بالاتساع، ومعاندة وتشبّث وتعنت “حز.ب الله” برفض تسهيل المسعى الرسمي للخروج من استحقاق ملف سلاح الحز.ب بما يحفظ مصالح لبنان برمته. لذلك نظرت الأوساط الراصدة إلى إعلان رئيس الجمهورية جوزف عون في مقابلات صحافية عدة من بينها مع “النهار” في الأيام الفائتة، أنه يمضي في حواره مع “حز.ب الله” حول ملف السلاح من منظار إمساك دفة المأزق بكثير من الدقة ومحاذرة التوسع في الأمر تجنباً لتداعيات في غير مكانها. ولكن الأوساط الراصدة نفسها لفتت إلى أن محاذير مضي الحز.ب في رفع سقف الرفض لتسليم سلاحه باتت أشبه بتعمّد خطير لإحراج رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا تقل إحراجاً عن ظهور السلطة اللبنانية أمام الموفد الأميركي والمجتمع الدولي بمظهر العاجز عن الإيفاء بالتزاماتها، وهو ما عبرت عنه بوضوح مواقف أميركية وفرنسية وسعودية بعد عودة برّاك من لبنان بما كشف تراجع الثقة وربما لاحقاً الدعم للسلطة اللبنانية. كما أن من معالم الخشية الماثلة حيال تراجع الرهانات على نجاح الوساطة الأميركية، أن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس لم تبدّد المخاوف من تعديل في مهمة اليونيفيل بضغط أميركي مرجح، ولو أن باريس تضمن التمديد للقوة الدولية.
في أي حال، تواصلت المؤشرات المتعددة الاتجاهات في رسم معالم المأزق الذي يحاصر لبنان الرسمي. ففي تغريدة لافتة له أمس ينتقد فيها اكتفاء الحكومة اللبنانية بالتصريحات، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك عبر حسابه: “إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حز.ب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية”.
وتزامن ذلك في المقابل مع تقارير إعلامية تحدثت عن أن “حز.ب الله” رفع جهوزيته العسكرية وحجز معظم عناصره استعدادًا لأي سيناريو. وأفادت هذه التقارير أن تأجيل “القرض الحسن” دفع مستحقاته يأتي من ضمن سياسة استعداد “حز.ب الله” لأي سيناريو عسكري.
أما في المواقف السياسية، فمضى “حز.ب الله” في تثبيت رفضه لتسليم سلاحه، إذ أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين، أن “موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا”، لافتاً إلى أنه “علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا”، وشدّد على أن “المقاومة باقية ومستمرة”.
وسجل في هذا السياق موقف بارز جديد للرئيس السابق للحز.ب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أعلن فيه “أن على “حز.ب الله” أن يقتنع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان، كما أنني لا أؤمن بإمكانية تجريد السلاح بالقوة، وهنا لا بد من دعم دولي للجيش”.
واعتبر أن تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة. ولفت إلى أن الأمور تدهورت في السويداء عندما حاول البعض الدخول بالمجهول ونادى بحكم محلي. واعتبر “أن بعض فصائل السويداء ارتكبت جرائم بحق أهلنا من العشائر”.
إلى ذلك، ومع بدء اقتراب العد العكسي لموعد احياء الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل، يبدو واضحاً أن هذا الموعد سيتخذ بعداً شديد الوطأة هذه السنة لجهة ترقب اختتام المحقق العدلي في ملف الانفجار طارق بيطار القرار الاتهامي في الملف، ولو تخلّفت عن التحقيقات شخصيات وزارية وقضائية. وأمس أطلّ على هذا الاستحقاق ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد، فقال: “بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا الحبيبة بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفاً أو جبناً أو تواطؤاً أو بسبب المصلحة. كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله. هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم؟
على الصعيد الميداني في الجنوب، سجّل تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق القطاع الشرقي في الجنوب وفوق منطقة النبطية على علو منخفض، وعلى مستويات منخفضة في أجواء عدد من قرى قضاء بنت جبيل، لا سيما بلدات تبنين وبرعشيت وصفد البطيخ وبيت ياحون. كذلك حلّق الطيران المُسيّر الإسرائيلي فوق سهل البقاع ومحيط السلسلة الشرقية على علو متوسط. وفي أجواء بعلبك على علو منخفض. كما اندلع حريق في وادي حامول عند أطراف الناقورة الشمالية جرّاء إلقاء محلّقة إسرائيليّة قنابل حارقة.
واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “طائرة لسلاح الجو هاجمت يوم السبت، في منطقة دبعال في جنوب لبنان وقضت على المدعو محمد حيدر عبود مسؤول العمليات في كتيبة قوة الرضوان، إلى جانب عنصر مدفعية في قوة الرضوان. وكانا يعملان في محاولة لاعادة اعمار بنى تحتية إرهابية لقوة الرضوان ودفعا بمخططات ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
- الديار عنونت: لبنان يدخل شهراً مفصلياً في آب… الضغط يتصاعد
وكتبت صحيفة “الديار”: تواصل واشنطن عبر مبعوثها الى لبنان توم براك ممارسة سياسة العصا والجزرة دون تردد، ويبدو واضحا ان الضغوط الاميركية- «الاسرائيلية» التي تتخذ أشكالا شتى، ستتواصل وتتكثف في شهر آب المقبل، خاصة بعد الجواب اللبناني الرسمي الموحد على الورقة الاميركية الذي لم يرض الطرفين.
تصريح لافت لبراك
وكان لافتا يوم أمس، خروج براك ليؤكد ان «مصداقية الحكومة اللبنانية تستند على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما أكد قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أن «تحتكر الدولة السلاح»، معتبرا انه «ما دام حز.ب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات»، مضيفا:»على الحكومة وحز.ب الله الالتزام التام والتحرك فورا، لتجنب بقاء الشعب اللبناني في حالة من الركود».
ووضعت مصادر سياسية واسعة الاطلاع موقف براك «اللافت بالشكل والتوقيت والمضمون، في اطار الضغوط المتواصلة على حز.ب الله ولبنان الرسمي على حد سواء»، معتبرة في حديث لـ»الديار» ان «الاميركي كما «الاسرائيلي» غير سعيد على الاطلاق من موقف لبنان الموحد، في التعامل مع هذه الضغوط والتهديدات، وبالتالي من غير المستبعد ان نشهد في الفترة القليلة المقبلة تصعيدا اضافيا يتخذ اشكالا شتى، ولا ينحصر بحز.ب الله وبيئته».
واعتبرت المصادر ان «الخطوة الاولى المطلوبة من لبنان الرسمي، عقد اجتماع للحكومة يتبنى بشكل واضح خطة عملية لحصر السلاح، لكن بالمقابل لا يزال الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام يتجنبان هذه الخطوة، التي قد تؤدي برأيهما لشرخ كبير داخل الحكومة، يهدد استمرارية عملها.. اضف ان الرئيس عون ابلغ الاميركيين اكثر من مرة وبأكثر من طريقة انهم لا يساعدونه بموضوع حصر السلاح، طالما لا يقدمون اي ضمانات تسمح له باقناع الحز.ب بالتسليم».
وبحسب المعلومات، فان «تل ابيب» ابلغت مجددا براك، الذي وضعها بجو الجواب اللبناني على الورقة الاميركية، انها غير مستعدة على الاطلاق لتقديم اي ضمانات، ولا القيام بأي خطوة اولى لاقناع حز.ب الله بتسليم سلاحه، لاعتبارها ان موازين القوى الحالية تسمح لها بفرض شروطها، دون اي تنازلات تذكر من قبلها.
حز.ب الله: الآتي أعظم!
في كلمة القاها يوم أمس، تحدث النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن عز الدين عن «ضغوطات أميركية تزداد يوما بعد يوم، من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا»، معتبرا انها «تضغط على لبنان ولم تأت لتساعده، ولم تضغط على «إسرائيل» لإلزامها بما تم التوافق عليه، في حين أن المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهد به. أما العدو «الإسرائيلي» لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، دون أن يحرك الأميركي ساكناً». وشدد على ان «المشروع الأساسي في المنطقة هو بيد أميركا، إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها، وما هو آت ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة».
وشدد عز الدين على أن «موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا، التي تجعلنا دائما نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا»، لافتاً إلى أنه «علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي، أن نعمل جميعا لتقوية وتصليب الموقف اللبناني الموحّد فيما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحد، وأبلغه إلى المبعوث الاميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، وأن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا».
قوانين لشراء الوقت؟
في هذا الوقت، يُرتقب ان يتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اليوم الاثنين إلى الجزائر، في زيارة تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، في وقت تتجه الأنظار إلى مجلس النواب المرتقب أن يعقد جلسة هذا الأسبوع، لاقرار قانونَي هيكلة وتنظيم المصارف، واستقلالية القضاء.
وقالت المصادر لـ»الديار»:»بموازاة الضغط الدولي الذي يمارس على لبنان بموضوع حصرية السلاح، هناك ضغط آخر بموضوع الإصلاح وإقرار القوانين المرتبطة بذلك، وهناك في لبنان من يعتقد أن الإسراع بإقرار هذه القوانين قد يسمح بشراء بعض الوقت في ما يتعلق بحصرية السلاح».
اما عن زيارات الرئيس عون المكثفة إلى الخارج فتقول المصادر:»حتى ولو لم نكن نشهد تدفقا للمساعدات، فإن مجرد إعادة لبنان إلى الخارطة العربية والدولية أمر مهم جدا ، يفترض التوقف عنده بعد مرحلة طويلة من العزلة التي عاشها لبنان الرسمي في العهد السابق»، مضيفة:»هناك قرار عربي موحد مفاده عدم مد يد العون، وبالتحديد المالية للبنان ، قبل تنفيذ لائحة الاصلاحات المطلوبة منه وعلى رأسها حصرية السلاح، وهذا امر لا يمكن القفز فوقه».
تطورات غزة
اما على خط غزة، فقد شهد القطاع في الساعات الماضية تطورات كثيرة مع اعلان الجيش «الإسرائيلي» «تعليق تكتيكي للاعمال العسكرية في مناطق محددة»، لـ»السماح بتحرك آمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لادخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة».
وأفيد عن إرسال أكثر من 100 شاحنة من مصر، و60 شاحنة أخرى من الأردن. وقال الهلال الأحمر المصري في بيان إن شاحنات تحمل أكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، بما في ذلك حوالي 840 طنا من الدقيق، تتجه نحو القطاع عبر معبر كرم أبو سالم. يأتي ذلك في ظل سعي بريطاني لتفعيل خطط لالقاء مساعدات عبر الجو على مناطق في غزة. الا ان كل هذا لم يحل دون استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب المجاعة ونقص الدواء.
وقالت حركة «حماس» إن وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل «حق طبيعي»، وإن الخطة «الإسرائيلية» لعمليات الإنزال الجوي تمثل سياسة «لإدارة التجويع لا انهائه».
ولم تحل الهدنة المحددة بالزمان والمكان دون وقوع عشرات الشهداء، جراء القصف المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع.
اما على خط المفاوضات المتعثرة للوصول لهدنة في غزة، فقد نقلت شبكة «فوكس نيوز» عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قوله إن المفاوضات مع حركة «حماس» التي تعثرت «بدأت تعود إلى مسارها»، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن جميع الأميركيين المحتجزين في غزة تم الإفراج عنهم، معتبرا ان «هناك حلا بسيطا للغاية لما يحدث في غزة، أفرجوا عن جميع المحتجزين، وألقوا السلاح، عندها تنتهي الحرب على حماس، لكن من الواضح أنهم لا يوافقون على ذلك حتى الآن». وتابع: «ستيف ويتكوف يقوم بعمل رائع ليلا ونهارا منذ أسابيع، وقد تم إحراز تقدم كبير في المفاوضات، وهم باتوا قريبين جدا».
واعتبرت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لـ»الديار» ان «الطرفين الاميركي و»الاسرائيلي» يراوغان ويتبادلان الادوار، وهما سيواصلان الابادة التي يقومان بها في القطاع، والتي بلغت مراحل متطورة مع اعتماد سلاح التجويع، والهدف بات واضحا ومعلنا من قبلهما، قتل ما أمكن من اهل غزة وتهجير من تبقى منهم، وقبل تنفيذ هذا المشروع لن يوافقا على اي هدنة».
- الجمهورية عنونت: برّاك يجنح إلى الديبلوماسية الخشنة… وتشييع مهيب لزياد الرحباني اليوم
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما يستعد لبنان الرسمي والفني والشعبي لوداع الفنان الكبير والمبدع زياد الرحباني اليوم إلى مثواه الأخير في مأتم مهيب، تلبّد الجو السياسي بفعل تغريدة خشنة للموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، تلقي المسؤولية على الحكومة اللبنانية في موضوع السلاح، في الوقت الذي ينتظر المسؤولون منه أن يعود إليهم بردود أميركية وإسرائيلية على ما حملوه اخيراً من ردّ على الردّ الأميركي الأخير، الذي يطلب أن يكون الاول من آب موعداً لشروع الحكومة بموضوع حصرية السلاح وتوابعها، من دون تقديم اي ضمانات أميركية بإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والتزام القرار الدولي 1701 والانسحاب من المنطقة الجنوبية المحتلة وإطلاق الأسرى والبدء بورشة إعادة الإعمار.
بينما كان لبنان الرسمي يترقّب الموقف الأميركي حيال الردّ الأخير الذي تلقّاه من بيروت على المقاربة الأميركية لمسألة حصرية السلاح، باغت الموفد الأميركي المعنيين بمنشور عبر منصة “إكس”، انطوى على لهجة متشددة، وفق استنتاج أوساط سياسية.
وتوقف برّاك في منشوره عند تأكيد قادة لبنان مراراً وتكراراً احتكار الدولة وحدَها السلاح، مضيفاً: “طالما احتفظ حز.ب الله بالسلاح فإنّ التصريحات لن تكون كافية”. وطالب الحز.ب والحكومة “باتخاذ خطوات عملية الآن، كي لا يُحكمَ على الشعب اللبناني بالبقاء في حال التعثر والفوضى”.
الديبلوماسية الخشنة
واعتبرت الأوساط السياسية نفسها، انّ منسوب الضغط الأميركي على الدولة آخذ في الارتفاع التدريجي، مشيرة إلى انّ قول برّاك بأنّ التصريحات لن تكون كافية، وانّ المطلوب اتخاذ خطوات عملية، إنما يندرج في إطار توجيه تحذير إلى المسؤولين، بأنّ مهلة السماح تتقلص تباعاً، وانّ الوقت بدأ ينفد.
وقالت الأوساط نفسها لـ”الجمهورية”، انّ الرسائل التصاعدية التي يوجّهها برّاك عبر منصة “إكس” تعكس جنوحاً متدرجاً نحو “الديبلوماسية الخشنة”. واعتبرت الأوساط أن ليس هناك حتى الآن ما يبشر بالخير، مبدية تخوفها من تصعيد إسرائيلي في المرحلة المقبلة.
إلقاء المسؤولية
إلى ذلك، قالت مصادر رسمية لـ”الجمهورية”، انّ برّاك اراد من تغريدته المفاجئة إلقاء المسؤولية على المسؤولين اللبنانيين، فيما هم ينتظرون منه العودة اليهم بجواب أميركي وآخر إسرائيلي على الورقة اللبنانية الأخيرة التي سلّموه ايّاها رداً على المقترح الأميركي الاخير، وذلك لكي يبنوا على الشيء مقتضاه، خصوصاً انّ هذا المقترح يدعو الحكومة اللبنانية إلى إصدار قرار في الاول من آب المقبل بتحديد جدول زمني لنزع سلاح “حز.ب الله” وتحقيق حصرية السلاح بيد الدولة. وقد كان الردّ اللبناني عليه أنّ المطلوب من الولايات المتحدة الأميركية ان تضمن اولاً الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب والتزام اسرائيل وقف اطلاق النار وتنفيذ الموجبات المطلوبة منها في القرار الدولي 1701، لأنّ لبنان متعهد بتنفيذ نزع السلاح وحصريته في خطاب القَسَم الرئاسي وكذلك في البيان الوزاري للحكومة.
وكان برّاك قال في تغريدته المفاجئة عبر منصة “إكس” أمس الآتي: “إنّ صدقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ “حز.ب الله” بالسلاح، فإنّ التصريحات لن تكون كافية”.
وأعاد برّاك نشر كلمة النائب ميشال معوض في مجلس النواب فيديو ونصًا، وعلّق عليها قائلاً: “حجّة واضحة وشفافة من ميشال معوّض، النائب البارز في البرلمان اللبناني، يطرح فيها مسارًا نحو الازدهار للجميع”.
ونقلت قناة “الجديد” عن مصادر ديبلوماسية، أنّ منشور برّاك “جاء كتحذير إضافي للسلطة اللبنانية بأنّ تصريحاتها لا تكفي وعليها الذهاب فوراً إلى إقرار حصر السلاح قبل انتهاء المهلة.
ونقلت القناة عن “المصادر المتابعة لحركة برّاك” تعليقاً على إعادة نشره كلام معوض قولها “إنّه تأكيد إضافي على موقف واشنطن أنّ لبنان أمام مفترق خطير وعليه المبادرة فوراً”.
رسائل دولية
ونسبت القناة إلى مصادر سياسية لبنانية قولها “إنّ رسائل دولية وصلت إلى لبنان تفيد بأنّه مقبلٌ على تصعيد في شهر آب ما لم تتّجه السلطة اللبنانية مجتمعة إلى اتخاذ إجراءات لمواكبة الأجندة الدولية”.
وذكرت القناة “أن تواصلًا سعوديًا – أميركيًا – فرنسيًا حصل بعد زيارة برّاك لبنان، وتمّ التوافق فيه على رفض ما اعتبروه شراء الوقت. وشدّدوا على ضرورة أن يذهب لبنان إلى تطبيق ورقة الموفد الأميركي”. واشارت إلى أنّ رئيس الحكومة نواف سلام أبلغ إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما السبت “الأجواء السلبية التي سمعها في باريس”.
وقد التقى سلام مساء أمس الرئيس السابق للحز.ب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وتمّ البحث في آخر التطورات السياسية ونتائج زيارة رئيس الحكومة الأخيرة لفرنسا.
أعقد المراحل
وكان اللافت في عطلة نهاية الاسبوع، ما قاله النائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب خلال لقاء بلدي في الجنوب، من انّ “هذه المرحلة قد تكون من أعقد المراحل التي مررنا فيها خلال العقود الماضية، حيث انّ الكثير من التحدّيات تفرض نفسها على الواقع السياسي والأمني والعسكري والجيوسياسي على مستوى كل المنطقة، وهناك الكثير من العناوين الكبرى تشكّل واجهة الأحداث لما يمكن ان يحدث على مستوى كل المنطقة وانعكاسه على الواقع الداخلي في لبنان”. وأضاف: “اننا امام مشروع إسرائيلي لتصفية ليس فقط القضية الفلسطينية بل أيضاً تصفية الجغرافيا والشعب الفلسطيني، وكذلك على مستوى سوريا التي أصبحت محمية اسرائيلياً، وهو امر خطير. إذ تريد إسرائيل استكماله في منطقة جنوب لبنان وتنهي قدرة لبنان على الحدّ من طموحاتها في المنطقة، وتريد السيطرة الفعلية بالنار والسياسة وربما توسيع الاحتلال”.
الغموض المتعمّد
وفي المقابل، أبدت مصادر سياسية استياءها من الغموض المتعمّد الذي يحيط بالمفاوضات الجارية مع الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، لجهة تفاصيل المناقشات ونقاط التقدم والتعثر. “فليس منطقياً، في دولة تعهدت بالشفافية، أن يبقى الرأي العام غائباً عمّا يدور في الغرف المقفلة، علماً أنّ النتائج يتحمّلها الجميع”. وسألت هذه المصادر عبر “الجمهورية”: “ما الذي يمنع إطلاع الرأي العام اللبناني على المجريات ليكون أكثر فهماً للموقف الرسمي، بدلاً من إبقائه في حالة الغموض، خصوصاً أنّ الوسيط الأميركي تلقّى رداً من ركني السلطة التنفيذية ثم رداً آخر من رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟ وليس واضحاً أين يلتقي الردّان وأين يتباينان، وهذا ما يبقي اللبنانيين أسرى الغموض والشائعات المغرضة في أحيان كثيرة”. واعتبرت المصادر “أنّ من المثير للسخرية أن تقوم الدولة بإيصال موقفها وتتبادل الآراء مع الأميركيين وإبلاغها إلى الإسرائيليين، فيما ممنوع على اللبنانيين أنفسهم أن يعرفوها”.
“حز.ب الله”
وعلى صعيد موقف “حز.ب الله”، فقد نقلت قناة “الجديد” عن مصادر قريبة منها قولها، انّ رفضه لورقة برّاك هو تعبير عن رفضه لتسليم السلاح وفق الشروط الأميركية ـ الاسرائيلية، بل يدعو إلى حوار حول طريقة المحافظة على قوة لبنان ضمن ما يراها استراتيجية وطنية. واضافت “انّ الحز.ب يدرك المرحلة الحساسة المقبلة على البلد، ويستعد لها من دون أن يسعى للدخول في الحرب، وإن نشبت الحرب فإنّها ستُفرض على لبنان”.
وفي السياق، لاحظ عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين، خلال احتفال نظّمه “الحز.ب” في بلدة الطيري الجنوبية “أنّ الضغوط الأميركية تزداد يومًا بعد يوم، سواء من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة، لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا”. وسأل عمّا قدّمه الأميركيون للبنان، “فهل قدّموا أموالًا للبنان؟ وهل قدّموا سلاحًا للجيش اللبناني الوطني ليدافع عن نفسه وعن أرضه؟ وهل قدّموا دعمًا سياسيًا أو ديبلوماسيًا لموقف لبنان في المحافل الدولية؟”. وقال: “الأميركي يتدخّل في شؤون لبنان الداخلية في الصغيرة والكبيرة، ويملي إرادته على السياسيين وغير السياسيين بنحو فجّ ووقح أيضًا”. وشدّد على أنّ “هذا التدخّل في شؤون لبنان ينطلق من دعم أميركا المطلق للعدو الإسرائيلي وإطلاق يده، فأميركا تضغط على لبنان ولم تأتِ لتساعده، ولم تضغط على إسرائيل لإلزامها بما تمّ التوافق عليه، في حين أنّ المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهد به، أما العدو الإسرائيلي لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيّراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، من دون أن يحرّك الأميركي ساكناً”. واضاف: “أليس الأميركي قادرًا على منعه؟ هو قادر بالتأكيد لكنه لا يريد ذلك، لأنّ المشروع الأساسي في المنطقة هو في يد أميركا، إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها، وما هو آتٍ ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة”. وشدّد على أنّ “موقفنا واضح بعدم التخلّي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا”، لافتاً إلى أنّه “علينا كقوى سياسية في لبنان- بدلاً من الرهان على الأميركي- أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأنّ لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحدّ الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا”.
كاتس يهدّد خامنئي
من جهة ثانية، عاد الوضوع إلى التوتر بين ايران واسرائيل؛ حيث هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أمس، باغتيال المرشد الاعلى الإيراني السيد علي خامنئي، قائلا: “سنصل إليك شخصياً”.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن كاتس قوله، خلال زيارته قاعدة رامون الجوية الإسرائيلية في حضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: “أريد أن أوجّه رسالة واضحة إلى الديكتاتور خامنئي، إذا واصلتم تهديد إسرائيل، فستصل يدنا الطويلة إلى إيران مجدداً، وبقوة أكبر، وهذه المرّة ستطاولكم شخصياً”. وأضاف: “لا تهدّدونا، وإلّا ستتعرضون للأذى”.



