قالت الصحف:حركة الموفدين تبدأ اليوم مع لاريجاني وتبلور آفاق المرحلة المقبلة مع نهاية الشهر

الحوارنيوز – صحف
حركة الموفدين إلى لبنان تبدأ اليوم مع وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ،فيما ينتظر وصول الموفد الأميركي توم باراك الإثنين ،بحيث يتوقع أن تتبلور آفاق المرحلة المقبلة مع نهاية الشهر الجاري مع الإستحقاق الذي ينتظر الجيش اللبناني حول خطة نزع السلاح.
التفاصيل في صحف اليوم:
- النهار عنونت: حركة الموفدين تمهّد للاستحقاقات “التنفيذية” ازدياد المؤشرات السلبية حيال التمديد لليونيفيل
وكتبت صحيفة “النهار”: تكتسب حركة الموفدين إلى بيروت في الفترة الطالعة، دلالات استثنائية نظراً إلى ما ستحمله الأسابيع الثلاثة الفاصلة عن نهاية آب الحالي من استحقاقات داخلية وخارجية، من شأنها رسم الخط البياني لتنفيذ قرار مجلس الوزراء المتخذ في 5 آب بخصوص حصرية السلاح في يد الدولة. ومع أن الفوارق كبيرة وجوهرية بل ومتضاربة بين الزيارة شبه “الاكراهية” التي سيقوم بها اليوم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبيروت، والزيارات اللاحقة للموفد الأميركي توم برّاك والموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، فإنها تعكس صورة التشابك القوي بين الأوضاع الداخلية المعقدة والحساسة بل والخطيرة في بعض جوانبها، والاهتمامات الدولية والإقليمية بهذه الاستحقاقات اللبنانية ذات الصلة بالأمن الإقليمي برمته. ولم يقلّل هذا البعد من تركيز الأنظار على ما سيتبلّغه الزائر الإيراني اليوم من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، إذ سادت توقعات أنهما سيعبّران عن مواقف سيادية ترفض ضمناً التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون اللبنانية وإقحام مواقف طهران في ملف حصرية السلاح كتحريض علني سافر لـ”حز.ب الله” على التمرد على قرار الشرعية اللبنانية. ولعل المصادفة التي ستواكب زيارة لاريجاني الذي سيلتقي الرؤساء الثلاثة عون وسلام ونبيه بري وقيادة “حز.ب الله”، تتمثل في انعقاد جلسة ماراتونية لمجلس الوزراء اليوم لدرس وإقرار جدول أعمال مثقل بعشرات البنود الخدماتية والإدارية قبل أن تُعلّق جلسات مجلس الوزراء لأسبوعين، وهذه الجلسة لن تشهد أي اهتزاز بل سيحضرها جميع الوزراء بمن فيهم وزراء الثنائي الشيعي في دلالة اضافية على أنهم ليسوا في وارد الاستقالات حتى الآن، بل إن “حز.ب الله” يمضي قدماً في شعار تصعيدي “منفرد” ينادي فيه بإسقاط الحكومة فيما يوعز لوزيريه بحضور الجلسات. ومع أن اعتماد هذا الإجراء عزي إلى عدم مجاراة الرئيس نبيه بري لـ”حز.ب الله” في الأسبوع الماضي بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء في الخطوة الأولى رداً على قراري حصرية السلاح وتبنّي أهداف ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، ثمة معلومات أخرى تحدثت عن أن الحز.ب نفسه لم يغامر في إسقاط الشرعية عنه تماماً لانه لو رفض قرار مجلس الوزراء وأوعز لوزيريه بالاستقالة لكان أصبح في وضع انكشاف تام في مقابل غالبية حكومية وسياسية واسعة مؤيدة للشرعية بقوة، بالإضافة إلى مظلة دعم دولية بالغة التاثير.
وكان الرئيس بري التقى عشية جلسة جلسة مجلس الوزراء اليوم وزير العمل محمد حيدر، الذي أوضح أنه “تم البحث في الأوضاع السياسية الراهنة، وإستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة وناقشنا الأمور بعمق، وتم الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الامر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون (اليوم) في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال”. كما أن بري تابع أيضاً المستجدات الأمنية والميدانية والأوضاع العامة لا سيما أوضاع المؤسسة العسكرية خلال لقائه قائد الجيش العماد رودولف هيكل.
في غضون ذلك، بدأت تتكثف المؤشرات السلبية حيال استحقاق التمديد لليونيفيل الذي اقترب موعده في نهاية الشهر الجاري. فبعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أول من أمس عن اتجاه أميركي- إسرائيلي إلى إعادة تقويم دور وحجم اليونيفيل بما يحتمل معه تبديل تفويض ولايتها أو ربما أبعد من ذلك، برزت معلومات جديدة في هذا الاتجاه أفادت أن فرنسا أبلغت مسؤولين لبنانيين وجود صعوبة في التمديد لليونيفيل وأن الصيغة الاكثر قابلية للمرور في مجلس الأمن هي التجديد لسنة واحدة ولمرة أخيرة فقط، بما عكس استمرار الموقف الأميركي على سلبيته من اليونيفيل.
وكان وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي التقى أمس القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا، الذي أكد “دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة”. وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات “اليونيفيل” والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد.
وفي غضون ذلك، كرّر رئيس الحكومة نواف سلام التمسك بالقرار الحكومي المتعلق بحصرية السلاح، وقال خلال استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة السيدة روز الشويري “إننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به. نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب. لقد طُرح دور الاغتراب طويلاً بشكل ضيق، وكأن مساهمتكم تقتصر على إرسال الأموال لدعم عائلاتكم. نعم، دعمكم المالي كان أساسياً، لكنكم أكثر من ذلك بكثير. نريدكم مشاركين فاعلين في حياة لبنان، في سياسته، وفي اقتصاده، وفي ثقافته، وفي صوته على الساحة الدولية. قصة لبنان ليست مكتملة بدونكم. فهذا ليس وطن آبائكم وأجدادكم فحسب، بل وطنكم أنتم أيضاً. وكأي قصة حيّة، تحتاج إلى فصول جديدة يكتبها جيل جديد”.
كما أن رئيس الجمهورية جوزف عون شدّد على “أن التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجه إلا بوحدتنا، شئنا ذلك أم أبينا، والاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل أمر غير مقبول وهو اضرّ بالوطن، وعلينا أن نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره”. وأكد أن الإصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت “والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بترو وحوار لإيجاد الحلول المناسبة”. وقال: “على اللبنانيين أن يضعوا مصلحة لبنان سقفاً يتحركون تحته، إذ أن لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا عدم إضاعة الفرص المتوافرة راهناً والاستفادة من الثقة العربية والدولية بلبنان، والتي تجددت خلال الأشهر الماضية ونلمسها خصوصا في زياراتنا إلى الخارج ولقاءاتنا مع قادة الدول التي زرناها”. وختم الرئيس عون: “لقد اتخذنا قرارنا وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار”. وأضاف: “في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، لقد سقطت كل المحرمات في هذا السياق، والقرار اتخذ”.
أما أبرز المواقف السياسية أمس من ملف حصرية السلاح، فجاء في إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أن “أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يُعدّ غير شرعي، سواء كان في يد تنظيمات لبنانية أو غير لبنانية، باستثناء حالتي الدفاع عن النفس وتحرير الأرض، وبشرط أن يكون ذلك بإذن من الدولة وفقًا لدستورها وقوانينها”. وإذ أكد أن “التيار الوطني الحر” يتبنى موقفًا واضحًا يؤكد حتميّة حصر السلاح ومرجعيته بالدولة دون سواها، حيث لا مكان للشراكة أو الإشراك في هذا المجال” رأى أن “وظيفة سلاح حز.ب الله الردعية قد سقطت نتيجة المشاركة الأحادية في حرب الإسناد”، معتبراً أن “سحب هذا السلاح يجب أن يكون مقابل أثمان سياسية تُدفع للدولة اللبنانية، من أبرزها: الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة حديثًا،استعادة الأسرى، وقف الاعتداءات على لبنان ، تحرير ما تبقى من الأرض، اعادة إعمار ما دمّرته الحرب، العودة الفورية للنازحين السوريين، حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، ضمان حق لبنان الكامل في استثمار ثرواته الطبيعية”.
وفي المواقف من الزيارة الإيرانية، لفت ما كتبه عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب أكرم شهيّب: “إن زيارات المسؤولين الإيرانيين مؤخراً وقرارات التدخل مجدداً في لبنان، بعد كل الذي جرى، قرارات سطحيّة وغير واقعية وأحلام واهمة. وختم: “يللي استحوا ماتوا”.
- الأخبار عنونت: هيكل يرفض الصدام مع مكوّن أساسي ويدعو إلى حوار وتفاهم: تحريض خارجي لتوريط الجيش
وكتبت صحيفة “الأخبار”: يبدو أنّ الضغوط الأميركية والسعودية على لبنان بما خصّ سلاح حز.ب الله بدأت تنتقل إلى المؤسسات العسكرية والأمنية.
ونقل زوّار مرجع عسكري عنه مخاوف من أن تؤدّي الضغوط إلى انقسام داخل المؤسسة العسكرية، وفي قوى الأمن الداخلي، وحتى داخل أجهزة أمنية معروفة بانضباطها الشديد، مشيراً إلى أنّ الوضع العام في البلاد يترك أثره على أداء جميع المؤسسات.
ووفق ما نقله زوّار المرجع، فإنّ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بات يتلقّى طلبات متزايدة من جهات أمنية خارجية تدعوه إلى اتّخاذ خطوات «لمواجهة حاملي الأسلحة غير الشرعية». وأشار الزوّار إلى أنّ داخل الفرع، الذي تجنّب على مدى العقدين الماضيين أي صدام مباشر مع المقاومة، مَن لا يمانع اليوم القيام بتحركات قد تفضي إلى تداعيات خطيرة.
وأضاف هؤلاء أنّ الفرع بات يتابع أيضاً ملفات مرتبطة بعمليات نقل الأموال إلى لبنان من قبل رعايا لبنانيين في أفريقيا والعراق ودول الخليج، وسبق أن أصدر تعميماً يطلب فيه جمع كل البيانات المتعلّقة بالأشخاص العاملين في مجال تحويل الأموال داخل البلاد وفي الخارج.
وبحسب المرجع العسكري، فقد أبلغت الجهات العسكرية والأمنية مسؤولين بارزين أنه لا يمكن التعامل مع ملف سلاح حز.ب الله كأنه مجرد عملية أمنية ضد مجموعة من الخارجين عن القانون، محذّرة من المبالغة في تحميل القوى العسكرية مسؤولية التنفيذ.
وأكّدت أنّ الجميع يدرك أنّ حز.ب الله لن يسلّم سلاحه طوعاً، وأنّ أي محاولة لإجبار الجيش على ذلك بالقوة لن تعني سوى أمر واحد: اندلاع حرب أهلية واسعة.
علماً أنّ وزير الدفاع ميشال منسى كان قد أعرب عن هذه المخاوف في الجلسة الأولى للحكومة التي ناقشت ملف السلاح، داعياً إلى عدم تحميل المؤسسة ما يفوق طاقتها.
وعلمت «الأخبار» أنّ اجتماعات تُعقد على مستويات عليا لبحث سبل منع الحكومة من توريط المؤسسة العسكرية في مواجهة داخلية. وكشفت مصادر بارزة لـ«الأخبار» أنّ اللقاء الذي عُقد في عين التينة أمس بين الرئيس نبيه بري وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، «كان إيجابياً، وأكّد قائد الجيش أثناء اللقاء رفضه الصدام مع مكوّن أساسي في البلد»، مشيراً إلى أنّ «الجيش سيطبّق ما تتّفق عليه السلطة السياسية»، وإلى أنّ «المشكلة ليست مع المؤسسة العسكرية بل مع السلطة، والأمر يحتاج إلى حوار وتفاهم». وقالت المصادر إنّ قائد الجيش أبلغ الرسالة نفسها إلى حز.ب الله، مؤكّداً أنّ «أي خطّة لا يمكن أن تُطبّق بالقوة».
ونقل زوّار المرجع قوله إنّ «المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان ملتزمة قرار الحكومة، وهي جهات منضبطة لناحية تنفيذ القرار السياسي»، وإنّ الجيش يدرس وضع خطّة أمنية وعسكرية لتنفيذ قرار الحكومة، لكنه قد يحتاج إلى وقت لاستكمالها، فيما تكمن المشكلة في مكان آخر.
وتشير المعلومات إلى أنّ «الجيش بدأ الإعداد لخطّة من أربع مراحل، لم يُكشف عن تفاصيلها سوى أنها تستهدف السلاح الصاروخي الثقيل». وأوضحت أوساط سياسية أنّ هذه الخطّة تتقاطع مع ما كان الأميركيون قد طرحوه سابقاً عن خطّة من 4 مراحل، تبدأ أولاً من المنطقة الواقعة بين الليطاني والأولي، بما فيها إقليم التفاح، ثم تمتدّ إلى البقاع، فالضاحية الجنوبية لاحقاً، وتُختتم في بيروت الكبرى.
من جهة أخرى، طلب قائد الجيش فتح تحقيق في أداء قوة الهندسة التي كانت تنفّذ مهمة في وادي زبقين، وأدّت إلى سقوط ستة شهداء من المؤسسة العسكرية.
وقد عبّر القائد عن استيائه من قلّة المسؤولية التي شابت عمل بعض ضباط القوة وأفرادها في معالجة هذه المهمة، مشيراً إلى أنّ الجيش سبق أن فكّك منشآت أكبر من دون أن تقع حوادث مماثلة. وطلب من العسكريين عدم توجيه اللوم إلى الآخرين قبل اكتمال التحقيقات الجارية داخل المؤسسة.
سياسياً، يسود الترقّب بانتظار ما ستحمله زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت اليوم، قبل أيام من زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى لبنان. وسيلتقي لاريجاني رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب وشخصيات روحية وسياسية ونيابية وحز.بية لبنانية وفلسطينية في مقرّ السفارة الإيرانية، على أن يختتم زيارته بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام في السراي.
في سياق آخر، وصل إلى بيروت في العاشر من الجاري وزير الإدارة المحلّية والبيئة السوري محمد عنجراني حيث أمضى ليلة في أحد فنادق العاصمة في منطقة الحمرا. ورافق الوزير السوري أحد المسؤولين السوريين، بمواكبة عناصر من قوى الأمن الداخلي.
وفيما قالت مصادر أمنيّة إنّ عنجراني مرّ في بيروت «ترانزيت» في طريقه إلى الخارج، أفادت معلومات أنه عقد لقاءً ليلياً مع رئيس الحكومة وعاد في اليوم التالي إلى دمشق. والوزير السوري معروف بقربه من الرئيس السوري أحمد الشرع وهو من كوادر «هيئة تحرير الشام» ومعروف عنه تشدّده الديني. وعلمت «الأخبار» أنّ مهمّته تتعلّق بملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، إضافة الى نقل رسالة دعم لسلام في موقفه الداعي إلى نزع سلاح حز.ب الله.
- الديار عنونت: من اليرزة إلى عين التينة… الاستقرار والسلم الأهلي في صدارة المباحثات
عطلة صيفية للحكومة… «الفيول الكويتي» يحتّم تسديد الدين العراقي
وكتبت صحيفة “الديار”: بعد مضي أسبوعين على القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، والقاضي بحصر السلاح بيد الدولة، تدخل البلاد مرحلة جديدة من الترقب السياسي والأمني، في ظل انقسام داخلي حاد حيال خلفيات القرار وتداعياته المستقبلية. فقد جاء القرار في وقت بالغ الحساسية، متزامنا مع تغيّرات إقليمية كبرى، وتوازنات دقيقة تحكم الواقع اللبناني، الذي لطالما قام على تسويات بين مكوّناته الطائفية والسياسية.
ومع تفاعل المواقف، تبدو البلاد أمام مفترق طرق استراتيجي قد يفتح الباب أمام صراع داخلي على هوية الدولة ودورها الإقليمي، خصوصا ان فريقي المواجهة يعدون ويحشدون استعدادا لمحطة 31 آب الحافلة، بخطة الجيش، من جهة، وقرار التمديد للقوات الدولية، من جهة ثانية، حيث بات واضحا استنادا الى المعطيات المتقاطعة من العاصمة الاميركية ان قرارات الحكومة اللبنانية لم تغير في القناعة الاميركية التي تميل لتبني النظرية الاسرائيلية في هذا الخصوص، ما سيضع الدولة اللبنانية امام تحد جديد جنوباً.
براك
في كل الاحوال، يبدو ان الانزالات الدبلوماسية المتوقعة، قد بدأت بشائرها، حيث يسعى الاطراف في الداخل، الى التجييش وتسيير الراي العام، كل وفقا لسياسته، عشية وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى بيروت قادما من بغداد، قبيل انزال المبعوث الاميركي توم براك، برفقة مورغان اورتاغوس، لمناقشة ملفّ التمديد لقوات الطوارئ الدولية والتباحث في الشروط الجديدة التي تريدها واشنطن مطلع الاسبوع القادم، وبعد لقاء القمة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الاسكا الجمعة، حيث تؤكد مصادر دبلوماسية ان لبنان، وتحديدا ملف الحدود الجنوبية، سيكون حاضرا على طاولة المحادثات، بناء لطلب اميركي، وهو ما يقلق باريس ولندن تحديدا، من ان ياتي اي اتفاق بين الرجلين، على حساب مصالحهما في لبنان، وعلى الحدود الجنوبية تحديدا.
الرياض
واذا كانت الرياض مصرة على السير في مساعيها لاحداث ثغرة في جدار العلاقة اللبنانية – السورية، فان المعطيات الغربية تؤكد ان الامور ليست بالسهولة التي يتوقعها البعض، في ظل غياب الثقة المتبادلة بين بيروت ودمشق، من جهة، وصعوبة الملفات المطروحة على الطاولة، وبالتالي آليات التنفيذ، فيما خص ملفي، ترسيم الحدود البرية والبحرية، والمحكومين والموقوفين الاسلاميين في السجون اللبنانية، بمن فيهم المنتمون للجماعات الاسلامية، والتي وسع الجانب السوري من مروحة مطالبه، في هذا الشان، لتصل الى الموقوفين من جنسيات عربية.
جلسة للحكومة
في ظل هذا المشهد يعقد مجلس الوزراء عند الحادية عشرة ظهر اليوم، جلسة ماراتونية له في السراي الحكومي، يتوقع ان تمتد لساعات ما بعد الظهر، تتخللها استراحة غذاء ظهرا، مخصصة لبحث جدول اعمال عادي من 61 بندا، مواضيع اجتماعية واقتصادية عالقة، بمشاركة وزراء الثنائي الشيعي، من باب الحرص على تسيير أمور الناس كما تؤكد اوساطهم، عشية دخول مجلس الوزراء في «عطلة قصرية». ووفقا للمعلومات، حيث سيأخذ مجلس الوزراء «استراحة قصرية» لمدة أسبوعين بحجة «العطلة الصيفية» لكل من مدير رئاسة الجمهورية انطوان شقير وامين عام مجلس الوزراء محمود مكية ، في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الحكومات والعهود، على ان تعود الجلسات للانعقاد في أواخر الشهر لمناقشة الخطة التي ستقدمها قيادة الجيش.
فكيف يمكن لمجلس الوزراء أخذ استراحة طويلة وكأن البلد بألف خير، في حين أن الحكومة «عمرها قصير» ويجب أن تعمل ليلاً نهاراً لمعالجة الأزمات، وليس آخرها أزمة الكهرباء والمياه؟
زيارة لاريجاني
توازيا، يسود جو من الترقب بانتظار ما ستحمله معها جولة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، علي لاريجاني، الذي ستقتصر لقاءاته الرسمية على كل من الرؤساء الثلاثة، وسط مقاطعة لوزارة الخارجية، حيث علم ايضا انه ستكون له سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الشخصيات السياسية والدينية والحز.بية، من لبنانية وفلسطينية، المؤيدة للمحور في مقر السفارة الايرانية، وكذلك مع قيادات من حز.ب الله.
واشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة الذي كان من اول «المرحبين» بالزيارة، سيبلغ ضيفه الايراني استياء لبنان من المواقف الاخيرة التي صدرت عن مسؤولين في الجمهورية الاسلامية والتي تتعارض مع ما سبق وتم الاتفاق عليه سابقا من فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
هذا وعلم ان نقطة جسر الكوكودي – طريق المطار ستشهد تجمعا شعبيا لاستقبال لاريجاني «بما يليق بمكانته»، وفقا لما جاء في الدعوة التي وجهت لجمهور المقاومة للمشاركة.
مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت قرات في الزيارة الايرانية، هجوما ايرانيا مضادا، بداته من العراق وامتد الى لبنان، عشية استئناف الاتصالات والجهود لاطلاق جولة مفاوضات نووية جديدة مع واشنطن، بالتزامن مع مواقف طهران العالية السقف تجاه ملفات بيروت وبغداد، في إشارة إيرانية واضحة لتاكيد نفوذها وحضورها في هذين البلدين دعم حلفائها، حيث لها دورها ورايها غير القابلين للتجاهل.
وفي معرض قراءتها لخلفيات الموقف الإيراني، تعتبر المصادر، أن دخول طهران على خطّ ملف «حصرية السلاح»، هو في إطار دعم حلفائها وتثبيت وجودها الجيوسياسي، ما يحمل دلالةً واضحة لواشنطن على أن إيران لم تتراجع عن دعم حلفائها في المحور، والاهم انها لم تسلم بما يراه البعض هزيمة لهذا المحور.
هيكل في عين التينة
وبعيد عودته من جولته البريطانية والاميركية، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، وبحث معه الوضع الامني جنوبا وفي الداخل، كما ناقش الخطوط العريضة للخطة التي تعدها قيادة الجيش فيما خص تنفيذ قرارات الحكومة، اذ كشفت المعلومات تاكيد قائد الجيش على ان مسالة السلاح تحل بالتوافق بعيدا عن التشنج والشارع، وان الجيش ليس في وارد الصدام مع احد او تعريض السلم الاهلي للاهتزاز، وتابعت المصادر بان التنسيق جار مع حز.ب الله، وان الاتصالات لم تنقطع بين حارة حريك واليرزة، مؤكدة ان الامور ايجابية، والوضع الامني مضبوط.
مصادر وزارية مواكبة، اكدت ان رئيس الجمهورية يتابع تفاصيل الخطة التطبيقية التي تعمل قيادة الجيش على وضعها، مشيرة الى انه تم التطرق الى هذا الملف خلال زيارة عون الى وزارة الدفاع للتعزية بشهداء الجيش، ولقائه كل من وزير الدفاع وقائد الجيش، الذي اكد ان العمل جار لمحاولة انجاز المهمة قبل نهاية الشهر الحالي، مؤكدا أن «الجميع في لبنان لا يريد الصدام».
السلاح الفلسطيني
وفي هذا الاطار علم ان الاهتمام ينصب حاليا على منطقة جنوب الليطاني، لذلك، فان ملف سحب السلاح الفلسطيني سيبدأ من المخيمات الستة المتواجدة في تلك المنطقة، وهو ما ستنص عليه خطة اليرزة، حيث بوشرت الاتصالات مع الجانب الفلسطيني، الذي اوفد «مجموعة امنية» الى بيروت للتنسيق في هذا الخصوص، تحت اشراف السفير الفلسطيني الجديد، محمد الاسعد، الذي يصل بيروت مطلع الاسبوع القادم.
علما ان لقاء جمع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير رامز دمشقية، في السراي، جرى خلاله البحث في أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان واليات تنفيذ ما ورد في البيان المشترك الصادر عن الرئيسين الفلسطيني واللبناني.
وكشفت المصادر، ان قيادة الجيش ستشترط لتنفيذ خطتها وجود غطاء سياسي جامع قبل أن تخطو أي خطوة، مشيرة الى انه قد لا يكون بمقدورها وضع الخطة المطلوبة لملف بهذا الحجم في غضون فترة زمنية قصيرة كتلك التي حددتها الحكومة، كما أن التنفيذ لا يمكن أن يقتصر على مهلة قصيرة كتلك التي ألزمت الحكومة نفسها بها، وسط المعلومات عن ان الموفد الاميركي توم براك سيحمل معه رفض اسرائيل، تنفيذ البنود المتعلقة بها في الورقة، أي الانسحاب ووقف العدوان، فهل سيفرض على لبنان الالتزام بمفرده؟
خطة امنية
في غضون ذلك وعلى خط آخر، تستمر الجهود الامنية لضبط مسار المسيرات الاعتراضية الليلية، والمستمرة، بالتعاون مع الجهات الامنية في حز.ب الله، تلافيا لحدوث أي اشكالات او احتكاكات، او تعكير موسم السياحة، وسط المخاوف من دخول طرف ثالث على الخط لاحداث مشاكل، بهدف جر البلاد الى الفوضى وخلق فتنة لاهداف معروفة.
وفي هذا الاطار علم انه تم وضع خطة امنية لمعالجة أي خروقات قد تحصل، كما تم تعزيز الاجراءات الامنية في كافة مناطق بيروت، وعزل المناطق الساخنة، كما تم تامين السراي الذي انتقل اليه رئيس الحكومة وعائلته، فضلا عن تنفيذ خطة امنية خاصة في محيط القصر الجمهوري، حيث يعمد لواء الحرس الجمهوري بالتعاون مع فرع المكافحة في مديرية المخابرات الى اقفال كافة الطرقات الفرعية المحيطة بالقصر الجمهوري بالعوائق الحديدية ليلا، خوفا من أي خرق.
تشكيلات الجيش
وفي شان متصل، اثارت التشكيلات التي صدرت امس عن قيادة الجيش، بلبلة اعلامية، بعدما ورد فيها تشكيل العميد ماهر رعد رئيس مكتب امن الضاحية، في مديرية المخابرات، الى المفتشية العامة في وزارة الدفاع.
مصدر مطلع اكد ان التشكيلات التي حصلت روتينية ولا علاقة لها باي تطورات سياسية، كما يحاول البعض الايحاء، واضعة ما حصل في اطار المداورة على المراكز، خصوصا ان العميد رعد قضى اكثر من سبع سنوات في موقعه، وان ثمة اتجاها في مديرية المخابرات الى خفض رتب رؤساء المكاتب، في اطار «ترشيق المديرية».
احتكار حمل السلاح
وامس كرر رئيس الحكومة نواف سلام خلال استقباله وفدا من المؤسسة المارونية للانتشار تمسك لبنان بتنفيذ قرارات الحكومة، اذ قال ان «لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به».
الرئيس للوحدة
بدوره، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون «ان التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجه الا بوحدتنا شئنا ذلك ام ابينا والاستنجاد بالخارج ضد الاخر في الداخل امر غير مقبول وهو اضرّ بالوطن وعلينا ان نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره. وشدد الرئيس عون على ان الإصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت» والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بترو وحوار لايجاد الحلول المناسبة».
باسيل
وفي موقف لافت، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أن أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يُعدّ غير شرعي، سواء كان في يد تنظيمات لبنانية أو غير لبنانية، باستثناء حالتي الدفاع عن النفس وتحرير الأرض، وبشرط أن يكون ذلك بإذن من الدولة وفقًا لدستورها وقوانينها. وذكّر بأن هذا الإطار القانوني كان قائمًا منذ عام 1990 وحتى عام 2025.
وفي كلمة له، شدد باسيل على أن الحكومة الحالية نالت ثقة المجلس النيابي على أساس بيانها الوزاري الذي نصّ بوضوح على حصرية السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن الإجراءات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف هي من مسؤولية الحكومة وقد بدأت باتخاذها. وأوضح أنه رغم موقف «التيار» الرافض لمنح الثقة للحكومة، فإنها لا تزال تتمتّع بثقة مجلس النواب طالما لم يُسحب منها رسميًا.
اليونيفيل
وليس بعيدا من الوضع الجنوبي، وعشية استحقاق التمديد لليونيفيل نهاية الشهر الجاري، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا الذي أكد «دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة». وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات «اليونيفيل» والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد هذا العام.
هذا وأفيد أنه عقد امس في رأس الناقورة اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
الكويت
في الهموم الحياتية، ومع انفجار ملف الكهرباء من جديد، تشير مصادر قانونية الى ان ازمة دبلوماسية تلوح في الافق، في حال قرر لبنان قبول العرض الكويتي القاضي بتامين الفيول اويل لصالح كهرباء لبنان، بسعر منافس، يبلغ نصف السعر في السوق، ما قد يدفع بالعراق الى المطالبة بتسديد لبنان الديون المترتبة عليه، اولا،عن السنوات الخمس الماضية، مقابل اتفاق الفيول الموقع مع بغداد، والذي تبلغ قيمة هذه الدفعات حوالي الملياري دولار.
وكانت اوساط حكومية سربت معلومات عن وجود نية لدى الصندوق الكويتي لإصلاح المشاريع التي تضررت بسبب الحرب، لا سيما مشروع الليطاني، ومشروع معالجة الصرف الصحي في مرجعيون»، مضيفة إنّ هناك «إمكانية لتقديم منحة من الصندوق لإعداد دراسة لإنشاء إهراءات جديدة». ولفت النظر إلى «أهمية أن يحتفظ لبنان باحتياط استراتيجي من القمح».
وفد لبناني إلى دمشق
في غضون ذلك، غادر المدير العام للنقل البري والبحري الدكتور أحمد تامر، على رأس وفد من المديرية، إلى العاصمة السورية دمشق للمشاركة في اجتماع اللجنة الفنية اللبنانية – السورية المشتركة لشؤون النقل البري.
وضم الوفد رئيس مصلحة النقل البري طوني عساف، ورئيس دائرة النقل البري علي المصري، للبحث في سبل تعزيز الروابط اللوجستية بين البلدين، ولا سيما ما يتعلق بتسهيل حركة الشاحنات وسلاسل الإمداد، وتنظيم إجراءات العبور الكفيلة بتحقيق مصالح القطاعات المعنية في كلا البلدين.
- اللواء عنونت: لبنان يُبلِّغ لاريجاني اليوم نظرته للخروج من جبهة المحاور
جدول أعمال حافل في جلستي الحكومة.. وهيكل يؤكد جهوزية الجيش لدرء المخاطر وحماية السلم الأهلي
وكتبت صحيفة “اللواء”: لا يمكن اعتبار جلستي مجلس الوزراء، اختباراً لوضعية العلاقة التي خضعت لاهتزاز، ولكن غير خطير بين رئاسة الحكومة و«الثنائي الشيعي»، بل تأكيد على ان مكوّنات التسوية الكبرى التي جاءت برئيسي الجمهورية والحكومة عبر المجلس النيابي ما تزال متمسكة بالتسوية التي وفرت استقراراً في البلاد، ووضعت المعالجات على سكة مغايرة عن الماضي.
وفي السياق، اعلن وزير العمل محمد حيدر، من عين التينة، بعد اطلاع الرئيس نبيه بري على نتائج زيارته الى العراق، ان «كل الوزراء سيشاركون اليوم في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال».
في التحركات، أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المسؤولين اللبنانيين سيستمعون الى ما يقوله لاريجاني في خلال هذه الزيارة وبالتالي لن يصدر اي موقف قبل الإستماع اليه.
واشارت المصادر الى انه بالنسبة الى زيارة الموفد الأميركي فإنه بات مؤكدا انه سيصل الى بيروت الاسبوع المقبل على ان يحمل معه الجواب الاسرائيلي.
الى ذلك، قالت هذه المصادر انه عندما تجهز خطة الجيش بشأن حصرية السلاح فستُعرض على الحكومة في جلسة تُعقد برئاسة رئيس الجمهورية الذي شدد على أهمية على عدم الرجوع عن قرار الذهاب الى الدولة.
ووسط سجال سياسي داخلي حول زيارته، يستهل امين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني اليوم، جولة لعدد من الموفدين الاخرين الى بيروت، ويلتقي الرؤساء الثلاثة وقيادة حز.ب الله، في جو سياسي لخصوم ايران غير مرحب بالزيارة، واستغراب حز.ب الله للحملة على زيارته عبر عنها النائب ابراهيم الموسوي الذي اشار الى سكوت السياديين على الهيمنة الخارجية لا سيما الاميركية – الاسرائيلية على لبنان. فيما استمر ايضا ترقب زيارة الموفد الاميركي توم براك الى بيروت والرد الذي يحمله على الرد اللبناني، وترقب جلسة الحكومة لمناقشة خطة الجيش لجمع السلاح المرتقب طرحها نهاية هذا الشهر، وحيث اعلن وزير العمل الدكتور محمد حيدر (ممثل حز.ب الله بالحكومة) في حديث تلفزيوني مساء امس «اننا سنحضر هذه الجلسة ونناقش خطة الجيش بطريقة قانونية».
وفي اول تعليق غير رسمي على المطلوب من سوريا تجاه لبنان في ورقة براك، علقت وزارة الخارجية السورية على البنود الواردة في الورقة، وقال مصدر في الوزارة: ترسيم الحدود مع لبنان والتنسيق الأمني بيننا من أهم الملفات، لأنها تقود الى تعاون اقتصادي كبير بين البلدين، لذلك نحن منفتحون على التعاون.
وكرر الرئيس نواف سلام الموقف الحكومي من مسألة السلاح، وقال خلال استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار: ان «لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به. نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب.
عون: نحو الدولة وحدها
وفي السياق المحلي، نُقل عن الرئيس جوزف عون «اننا نحتاج الى الحوار والتلاقي لا الى التصادم، وبوحدتنا سنتمكن من مواجهة التحديات، واكد ان الاصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت. والمسائل المهمة سلكت طريقها، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بتروٍّ وحوار لايجاد الحلول المناسبة.
واكد عون: اتخذنا قرارنا، وهو الذهاب نحو الدولة وحدها.
جلستان اليوم للحكومة
يعقد مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء جلستين صباحية ومسائية عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وبعد الظهرفي السراي الكبير وعلى جدول أعمالها 61 بنداً اغلبها إدارية إجرائية، ثم تتوقف الجلسات أسبوعين بسبب الاجازات الصيفية لكبار الموظفين حتى نهاية الشهر، وتكون قيادة الجيش قد انهت حسب المفترض وضع خطة لتطبيق حصرية السلاح خلال هذين الاسبوعين.
وأعلن وزيرالعمل محمد حيدر بعد لقاء الرئيس نبيه الرئيس بري ، انه جرى البحث بالاوضاع السياسية الراهنة وإستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة وناقشنا الامور بعمق، وتم الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الامر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون غدا في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال.
وابرز بنود جدول اعمال الجلستين حسب معلومات «اللواء»:
- عرض وزارة البيئة للواقع الحالي لقطاع النفايات وللخطوات التي تقترحها الوزارة.
- عرض وزارة الطاقة والمياه للواقع الحالي لقطاع الصرف الصحي والحلول المقترحة.
- إقتراح قانون يرمي إلى حماية اليد العاملة اللبنانية وتشديد العقوبات على مخالفات تنظیم عمل الأجانب.
- مشروع قانون معجل يرمي إلى اعتماد مبدأ المداورة في رئاسة الهيئات الناظمة.
- إقتراح قانون يرمي إلى منح عفو عام إستثنائي لأسباب إنسانية بعد وفاة سَجِينَين بسبب انعدام الرعاية الصحية، إضافة إلى الإكتظاظ وانعدام الغذاء واعتكاف القضاء.
- اقتراح قانون يرمي إلى تسوية معاشات التقاعد وتعويضات نهاية الخدمة للعاملين في القطاع العام.
- مشروع قانون يرمي إلى إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي في لبنان.
- طلب وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الإصطناعي الموافقة على إسناد مهام الوزارة إلى بعض العاملين في وزارة المهجرين.
- طلب وزارة المالية الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعيين عضوين في اللجنة العليا لليانصيب الوطني.
- طلب وزارة الزراعة الموافقة على ملء المراكز الشاغرة في مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية.
- طلب وزارة الزراعة الموافقة على ما يأتي:
تجديد وتعديل عقود التدريس بالساعة في المدارس الزراعية الفنية الرسمية للعام الدراسي ٢٠٢٤ – .٢٠٢٥.
ب – التعاقد مع مدرسين ومدربين جدد.
ج- نقل اعتماد بقيمة / /١٥ مليار ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الزراعة لتغطية بدلات الحوافز والإنتاجية للأساتذة والمدربين في المدارس الزراعية عن العام ٢٠٢٤ – .٢٠٢٥
د – نقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة بقيمة / / مليار ليرة لبنانية لدعم صناديق المدارس الزراعية الفنية العاملة الثمانية وتأمين تنفيذ برنامج الدروس والتطبيقات في المدارس الزراعية.
- طلب وزارة الشؤون الاجتماعية الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل المرسوم رقم ١١٩٦٩ تاريخ 3/3 ٢٠٠٤ المتعلق بإعطاء المساعدات الإجتماعيات والعمال الإجتماعيين في الوزارة تعويض نقل وانتقال شهري مقطوع.
- عرض وزارة التربية والتعليم العالي موضوع تمكين أفراد الهيئة التعليمية في ملاك الوزارة والموظفين الإداريين في مختلف الوحدات لديها الذين لا زالوا منقطعين عن وظائفهم جراء الأوضاع التي نشأت عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، من إستئناف مهامهم الوظيفية ضمن مهلة محددة تحدد لهذه الغاية.
- استكمال البحث في عرض وزارة الإتصالات للمساعي لتوفير خدمات إنترنت عبر الأقمار الإصطناعية والعروض التي تلقتها من شركات عالمية عاملة في هذا المجال (مؤجل من الجلسة الماضية).
- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على وضع قيود على إستيراد آلات برمجة مفاتيح الآليات للمساهمة في مكافحة جرائم سرقة السيارات.
- اضافة الى بنود ادارية وتنظيمية لبعض الوزارات وتوقيع اتفاقيات ونقل اعتمادات.
برنامج لاريجاني
وسط ذلك، يصل لاريجاني الى بيروت وتم توزيع برنامج الزيارة على النحو التالي:
الساعة ٧،٤٥ صباح اليوم : الوصول الى صالة الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
الساعة ١١ صباحا : زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا.
الساعة ١٢ ظهرا : زيارة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في عين التينة.
الساعة ٣ ظهرا : لقاء مع شخصيات ونخب روحية وسياسية لبنانية في مقر السفارة الايرانية.
الساعة ٤:٣٠ بعد الظهر : لقاء مع شخصيات نيابية وسياسية وحز.بية لبنانية وفلسطينية في مقر السفارة الايرانية.
الساعة ٦ عصرا : زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السراي الكبير.
ولم يتم تحديد موعد اللقاءمع الامين العام لحز.ب الله الشيخ نعيم قاسم لأسباب امنية.
وحسب مصادرحكومية لـ «اللواء» فإن المسؤولين سيستمعون الى ما يحمله لاريجاني، وهو سيسمع موقف لبنان الرسمي من القضايا المطروحة لا سيما حول قراري الحكومة المتعقلين بحصرية السلاح بيد الدولة، لكن بأسلوب هاديء ودبلوماسي وليس بأسلوب حاد كما ذكرت بعض التسريبات.
وكان لاريجاني قد قال في مؤتمر صحفي في بغداد قبل انتقاله الى بيروت: نحن نفكر بأمن المنطقة كافة، وحز.ب الله لديه نضوج سياسي، وليس بحاجة إلى الوصاية. وإيران تتشاور مع لبنان والعراق لكنها لا تعطي أوامر لأحد.
وحسب ما جرى ترداده فإن لاريجاني سيؤكد تمسك بلاده بالمقاومة، وان المقاومة جزء لا يتجزأ من شعوب المنطقة، وتسعى لتحقيق مصالحها وتعتبر كل مجموعة من هذه المجموعات ثروة وطنية في بلدها.
وفي السياق، قال السفير الإيراني في لبنان مجتبی اماني عبر منصة «اكس»: بعد ساعات قليلة، يصل إلى بيروت أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني، في زيارة تأتي في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان، حيث سيزور كبار المسؤولين اللبنانيين ويلتقي بنخبة من الشخصيات السياسية و الفكرية، في لقاءات صريحة يعبّر فيها عن وجهة نظر إيران ورؤيتها.
وتابع أماني: أنا على يقين بأن نتائج هذه المحادثات ستصب في مصلحة البلدين وأمنهما واستقرارهما.
هيكل في عين التينة
في هذه الظروف، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل عين التينة، وعرض مع الرئيس بري الاوضاع، لا سيما الوضع غير المستقر في الجنوب، وتضحيات الجيش، وكان العماد هيكل يتفقد فوج الهندسة في الوروار والتقى الضباط والعسكريين، وقدم لهم التعازي برفاقهم الشهداء الذين سقطوا نتيجة انفجار أثناء الكشف على مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين – صور.
وأكد العماد هيكل أن التضحيات الغالية للشهداء، بما تمثله من إخلاص وتفانٍ في سبيل الواجب، تساهم في درء المخاطر المحدقة بلبنان وصون وحدته وأمنه وسلمه الأهلي، وتثبت التزام الجيش بحماية الوطن، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ستواصل أداء مهماتها مهما بلغت الصعوبات.
صعوبات التجديد لليونيفيل
ليس بعيداً من الوضع الجنوبي، وعشية استحقاق التمديد لليونيفيل نهاية الشهر الجاري، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا الذي أكد حسب المعلومات لارسمية، «دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة. وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات اليونيفيل والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد هذا العام».
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية للجديد انه سيتم التجديد لقوات اليونيفل وفق نفس المهام ولكن مع تقليص عدد الكتائب او الجنود.
واشارت إلى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت في ايلول المقبل، لمناقشة تفاصيل عقد مؤتمر دعم لبنان الذي سيعقد في باريس في الخريف.
وفي المعطيات، ان الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل قد تقبلان بالتمديد لليونيفيل لعام واحد فقط، مع مهام محددة، تشمل التفكيك المنظم لمواقعها والانسحاب المنسق مع الجيش اللبناني، ونقل المسؤولية الامنية الكاملة للحكومة اللبنانية.
لجنة الإشراف تحت الغارات
أفيد أنه «عقد امس الاول، في رأس الناقورة اجتماع للجنة الإشراف الخماسية على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار» بعد غياب طويل لم يُعرف ماذا تقرر فيه او صدرعنه، ولكن الاحتلال الاسرائيلي اعقب الاجتماع بغارة امس محيط ميناء الصيادين في بلدة الناقورة أدت في حصيلة أولية إلى إصابة ٣ اشخاص بجروح إصابة أحدهما حرجة حسبما اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة. وعلى الفور تحركت سيارات جمعية كشافة الرسالة الإسلامية الى المكان.
واستهدفت غارة من مسيّرة معادية بلدة النميرية في أرض مفتوحة ولكن الصاروخ لم ينفجر.
وألقت مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية على جرافة في حي كروم المراح عند أطراف ميس الجبل، كذلك القت درون إسرائيلية قنبلة صوتية قرب مواطنين في حي عين الاشواق في بلدة كفركلا.
كما حلق الطيران المـسيّر الاسرائيلي على علو منخفض في أجواء جبل علي الطاهر، المحمودية، الجرمق والجوار. وسجل تحليق مكثف للطيران المسيّر الاسرائيلي على مستوى منخفض في أجواء القطاع الغربي لا سيما فوق مدينة صور ومحيطها، وأيضًا فوق العاقبية والبيسارية والزهراني والجوار.وفوق مناطق بعلبك والهرمل بالبقاع.



