سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف:”حبس أنفاس” بانتظار الدخان من قصر بعيدا
الحوار نيوز – خاص
تعيش البلاد حالة من “حبس الأنفاس”بانتظار الدخان من قصر بعبدا وطبيعة لونه بعد التشكيلة الحكومية التي رفعها الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية أمس ،وأمهله 24 ساعة للرد،وسط تسريبات متعددة عن التركيبة الجديدة للحكومة.
-
صحيفة “النهار” كتبت تقول: ان ينتظر او يتوقع اللبنانيون مفاجأة سارة في الساعات المقبلة من شأنها ان تحمل نهاية سعيدة لمسار تعطيلي بالغ التعقيد حال منذ تسعة اشهر دون ولادة حكومة انقاذية انتظرها العالم بأسره للجم تدحرج لبنان نحو أسوأ مصير عرفه في تاريخه ، فهذا بدا ويبدو اقرب الى المعجزة . اذ ان عناوين المحاولة المستجدة والأخيرة التي شرع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بها عصر امس عقب عودته فورا من زيارته للقاهرة لم تحمل ما يبعث على توقعات باختراق إيجابي خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة الا اذا برزت معطيات “سرية ” من صنع دولي في اللحظات الحاسمة وأدت الى تطويل امد المهلة النهائية لمسار تكليف الحريري ودفعته الى فرملة اعلان اعتذاره مساء اليوم ، الامر الذي يبدو مستبعدا .
والحال انه بدءا من الساعة الرابعة بعد ظهر امس بدأ حبس الانفاس حيال المحاولة الأخيرة لاعادة احياء مسار تأليف الحكومة بعدما بلغت الضغوط الداخلية المتأتية من كوارث الازمات المتهاطلة على رؤوس اللبنانيين والضغوط الخارجية الكثيفة والمتعاظمة التي تذكر بحقبات استقطاب المحن والأزمات اللبنانية لتدخلات الدول ذروة غير مسبوقة . هذا العد العكسي شابته إشارة سلبية اولى حين لم تتبدل صورة الشكليات التي طبعت اللقاءات السلبية السابقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اذ لم يدم اللقاء الا نصف ساعة . ثم ان الوضع الطارئ اكتسب بعدا مختلفا عن السابق حين قرن الحريري اعلان تقديمه تشكيلة ال24 وزيرا استنادا الى معايير المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري باعلانه طلب تبلغ موقف رئيس الجمهورية اليوم “ليبنى على الشيء مقتضاه” ، بما عكس مدى الجدية الحاسمة في توجه الحريري نحو حسم خياراته في الساعات المقبلة بعد تبلغه موقف عون . اما في المقلب الاخر فبدا واضحا ان بعبدا امتعضت من اعلان الحريري تحديد مهلة لرئيس الجمهورية لتبلغ موقفه ربما عبر عن ذلك عون حين أجاب الصحافيين عن سؤالهم عن المهلة مبتسما “بيؤمر”. وعلى رغم تجاهل بعبدا التعليق رسميا على المهلة الا انها سارعت الى كشف موقفها السلبي الأولي من تشكيلة الحريري الجديدة معتبرة ان تشكيلة الحكومة تتضمن أسماء جديدة وتوزيعا جديدا للحقائب “مختلفا عما كان تم الاتفاق عليه سابقا” وانها ستكون “موضع دراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه “.
في أي حال وعلى رغم المؤشرات السلبية المذكورة لم تستسلم أوساط مواكبة لهذه المحاولة امام استبعاد نشوء أي عامل يمكن ان يحول دون انهيارها نهائيا اليوم خصوصا ان الحريري قدم تشكيلة يتعين النظر الى كونها قد تكون مادة جيدة للحوار اقله في حال ابدى عون مرونة ملحوظة واستعدادا لتبديل موقفه السابق من كل ما عرضه عليه الحريري منذ تسعة اشهر . يضاف الى ذلك ، وفق هذه الأوساط ، انه يصعب تجاهل الضغط التصاعدي الدولي على لبنان لتشكيل حكومة وهو ضغط تختصره بقوة فرنسا ومصر في المقام الأول كما روسيا الدافعة بقوة مماثلة الامر الذي جعل هذه الدول بمثابة حاضنات للواقع اللبناني نيابة عن المجتمع الدولي . فكيف سيكون عليه الوضع اذا اطيح بكل ذلك اليوم او في الساعات المقبلة وصارت البلاد امام ازمة حكم هذه المرة وليست ازمة حكومية فقط؟
وكان الرئيس الحريري اكتفى بعد زيارته قصر بعبدا عصر امس ولقائه الرئيس عون بالقول ” قدمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضم 24 وزيرا من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري. وبالنسبة الي فان هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جديا لوقف الانهيار وتمنيت جوابا من فخامة الرئيس غدا لكي يبنى على الشيء مقتضاه. لقد مرت تسعة اشهر على محاولات تشكيل الحكومة والان جاء وقت الحقيقة وباذن الله غدا سنعرف “.
ولاحقا اصدر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية بيانا جاء فيه ان “الرئيس عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن اسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً. وطلب الرئيس الحريري من الرئيس عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس”.
وأضافت ” الرئيس عون أبلغ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري انّ التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه “.
بين “المستقبل” وبعبدا
وقالت مصادر تيار “المستقبل” ل”النهار” ان التشكيلة التي قدمها الحريري لا يمكن رفضها لانها تراعي التوازنات وتتوافق مع المبادرة الفرنسية واعتبرت انه لا جدوى من الانتظار اكثر من 24 ساعة فنحن في حاجة الى حكومة مهمة الان .
ولكن مصادر مطلعة على موقف بعبدا، قالت ان الرئيس الحريري جاء بتشكيلة مكتملة من 24 وزيراً ادخل فيها تعديلات في الاسماء وفي التوزيع الطائفي كما ادخل عليها اسماء جديدة، وهو سمى لوزارة الداخلية وزيراً سنياً بعدما كان متفقاً ان تكون لمسيحي ، وكانت الخارجية للدروز واعطاها في التشكيلة الجديدة لماروني ووزارة الدفاع كانت لماروني واعطاها لارثوذكسي. وهذه التعديلات في المواقع المسيحية وبعض المواقع الاسلامية لم تكن من ضمن التوزيعة المتفق عليها سابقاً.
وأضافت ان رئيس الجمهورية سأل عن الاسماء الجديدة في التشكيلة لاسيما وانه لا يعرف أحداً منها. واشارت ان الرئيس الحريري لم يتشاور مع رئيس الجمهورية لا في الاسماء ولا في توزيع الوزارات رغم ان الدستور ينص على ان يتم التأليف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، فضلا عن انه يفرض عليه خلافا للدستور والمنطق مهلة 18 ساعة في سابقة خطيرة وغير مقبولة.
وتستنتج المصادر ان الحريري بطريقة طرحه التشكيلة دون التشاور مع احد وكانه يقول لرئيس الجمهورية هذه تشكيلتي take it or I leave itوتقول المصادر ان الحريري لم يبد مرونة في التسهيل والتعاون في عملية التأليف وكأنه يفرض تشكيلته بهذه الطريقة على رئيس الجمهورية .
وتشير المصادر الى ان الحريري في تشكيلته يسمي شخصيات كان رفضها رئيس الجمهورية في الصيغة الاولى وكأن في ذلك نية بعدم التسهيل وبعدم التعاون ليضع رئيس الجمهورية امام أمر واقع بالقبول او الرفض وتالياً تحميله مسؤولية عدم ولادة الحكومة . وطلب منه جواباً على التشكيلة ظهر الخميس وكان جواب رئيس الجمهورية انه قد يحتاج مزيدا من الوقت للتشاور وللتعرف الى الاسماء الجديدة .
وطلب من الحريري ترك التشكيلة لديه ليتشاور بشأنها دون ان يعد باعطاء الجواب اليوم.
وليلا جرى تسريب الكثير من الأسماء قيل انها ضمن التشكيلة ومنها خالد حمود للداخلية وأنطوان شديد وفاديا كيوان للخارجية للدفاع ومارك غريب للعدل وكارول عياط للطاقة ويوسف خليل للمال ومارون حلو للأشغال ولميا مبيض للاقتصاد ووسيم وهبة للزراعة وأخرين .
بين فرنسا ومصر
وفي غضون ذلك بدا التحركان الفرنسي والمصري حيال لبنان في ذروتهما اذ تواصلت الحركة الفرنسية الديبلوماسية في بيروت، في موازاة زيارة قام بها الحريري الى مصر حيث تبلّغ دعم القاهرة له ولجهوده في التأليف.
واستكمل الموفدَ الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل جولته امس فشملت رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وزعماء الأحزاب والكتل الذين شاركوا في لقاء قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى زيارتيه للبنان في الصيف الماضي ودعا دوريل الى “الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. وقال “مؤتمر الدعم بداية الشهر المقبل يدخل في إطار حرصنا على الاستمرار في مساعدة لبنان”.
في المقابل سمع الحريري من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي “دعمه الكامل لمساره الذي يهدف لإعادة الاستقرار إلى لبنان”. وشدد الرئيس المصري على أهمية تكاتف مساعي الأفرقاء في لبنان لتسوية أية خلافات لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً. وعبّر السيسي عن دعم الحريري في جهود تشكيل الحكومة اللبنانية. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري للرئيس المكلف: على الأطراف اللبنانية تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الضيّقة.
وأفادت معلومات أن القاهرة طالبت الحريري بعدم الاعتذار عن تشكيل الحكومة. واشارت الى ان مصر “ستعمل على وضع خارطة طريق لحل أزمة لبنان وستدعو دولاً عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان”. ولفتت المعلومات إلى ان القاهرة ستسعى الى إنشاء مجموعة اقتصادية دولية لدعم لبنان، كاشفة ان وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور بيروت قريباً لدعم تشكيل الحكومة. وأبلغت مصر الحريري، وفق هذه المعطيات أنها ستقود حواراً عربياً لدعم لبنان ومنع تصاعد الأمور. كما وأنها ستدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بشكل كاملً، واتفقت مع الحريري على جدول زمني يتم التشاور فيه لتشكيل الحكومة”.
-
وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول: أودع الرئيس سعد الحريري اقتراح تشكيلته الحكومية لدى رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، مانحاً الأخير “مهلة” ساعات للقبول بها كما هي، او رفضها. بسلبية تامة، عبّر الحريري عن ممانعته أي نقاش في أي اسم اقترحه لأي حقيبة، رغم انه يطلب الثقة لحكومته المفترضة من قوى عيّن لها وزراءها من دون التشاور معها. أسقط الحريري جزءاً مما جرى التوافق عليه سابقاً. لكن، رغم ذلك، يبقى احتمال قبول تشكيلته قائماً، بدفع خارجيّ عبّرت عنه القاهرة التي “نصحت” الرئيس المكلّف بتأجيل اعتذاره
كل المؤشّرات أمس كانت تدل على أن الرئيس المكلّف سعد الحريري سيزور بعبدا حاملاً تشكيلة “الإحراج” فـ”الإخراج”، وخصوصاً انه استبقها بالترويج لمقابلة تلفزيونية على قناة “الجديد” اليوم بعنوان “من دون تكليف”. الزيارة نفسها لم تخلُ من هذه المؤشرات: مدتها القصيرة نسبياً، ردّ الحريري الحازم على كلام رئيس الجمهورية عن ضرورة التعاون لإنقاذ البلد، بما مفاده أن “هذه هي التشكيلة ولك أن تقبلها كما هي أو ترفضها”، من دون ان يبدي مرونة من نوع الاستعداد لمناقشة اسم معين مثلاً، ناهيك عن وضعه “مهلة” ساعات (سلّم التشكيلة عصر أمس وطلب الجواب قبل ظهر اليوم) لعون من أجل الردّ ايجاباً أو سلباً. وحتى عندما أشار رئيس الجمهورية الى ان التشكيلة تضمّنت تراجعاً عن توزيع الحقائب تم الاتفاق عليها سابقاً من ضمن مبادرة الرئيس نبيه بري، وتضمّ أسماء جديدة “بدنا نشوفها ونتشاور”، كان جواب الحريري مجدداً: “لأ… بكرا”، وهو ما دفع عون لاحقاً إلى التعليق أمام الصحافيين بالقول: “بيأمر”.
مصادر بعبدا أوضحت أن “تشكيلة الحريري تضمنت تغييرات كثيرة في ما يتعلق بالأسماء وتوزيع الحقائب، وهي مختلفة إلى حد كبير عن الصيغة التي أعطاها للخليلين وجرى نقاشها مع الوزير جبران باسيل”. وعلمت “الأخبار” أن التغييرات طالت حقائب سيادية من بينها وزارة الخارجية التي كان مقرراً أن تكون من حصة الدروز (وليد جنبلاط)، فعادت إلى حصة المسيحيين، والداخلية التي كانت مقررة للأرثوذوكس فعادت إلى السنّة. وفيما لم تطرأ تعديلات على الحقائب الشيعية الخمس (المالية، التنمية الإدارية، السياحة (أو الثقافة) العمل، الأشغال)، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الأسماء الشيعية التي تضمّنتها (مايا كنعان، يوسف خليل، جهاد مرتضى، عبد الله ناصر الدين وإبراهيم شحرور) لم يُتفق عليها مع حزب الله. ومن بين الأسماء التي تضمنتها اللائحة: سعادة الشامي (الاقتصاد)، انطون شديد (الدفاع)، فراس أبيض (الصحة)، فراس أبي ناصيف (الاتصالات)، فاديا كيوان (الخارجية)، كارول عياط (الطاقة) ووليد العاكوم (الداخلية).
مصادر بعبدا لفتت إلى أن “الرئيس عون تساءل أمام الحريري عمّا إذا كانَت القوى الأخرى ستقبل بهذه التوزيعة وبهذه الأسماء”، مشيرة إلى أن “بعض الأسماء جديدة، وبعضها الآخر كانَ مطروحاً، ورفضه الرئيس عون سابقاً”، مرجحة أن “التشكيلة لن تمُر”. واعتبرت تحديد مهلة للرئيس للرد “إشارة سلبية وغير مألوفة”، متسائلة كيف يُمكن أن “تُدرسَ لائحة حكومية في أقل من 24 ساعة”؟
هكذا، بدا الحريري أمس كأنه ينفّذ سيناريو الاعتذار كما رُوّج له منذ أيام بحذافيره: يزور القاهرة ويتبلّغ من المصريين موقفاً مؤيداً لقراره بالاعتذار، ويعود ليرفع تشكيلة يعرف أن عون سيرفضها، فيعتذر ويُعلِن عن الأسباب في مقابلته التلفزيونية. لكن ماذا سيفعل الحريري إذا لم يتبلّغ من رئيس الجمهورية اليوم جواباً نهائياً، علماً بأن لا مهل محددة تجبر الأخير على ذلك، فهل يعتذر قبلَ الجواب؟”. مقرّبون من رئيس الجمهورية رجحوا بأن عون “لن يعطي للحريري ما يريده. الأكيد أنه لن يقبَل بالتشكيلة كما هي، لكنه لن يرفضها، بل سيفتح باباً لمناقشتها، انطلاقاً من أنها قابلة للأخذ والرد”. أكثر من ذلك، فإن مصادر معنية بالتأليف، رداً على سؤال لـ”الأخبار” عن احتمال القبول بالتشكيلة لاحراج الحريري الذي قال في تصريحه إنها “قادرة على وقف الانهيار”، لم تستبعد ذلك تماماً، مشيرة إلى أن هذا “احتمال قائم”!
أضف إلى ذلك أن الأجواء التي جاءت من القاهرة التي استقبلت الحريري أمس للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ألقت شكوكاً على خطوة الاعتذار، وأوحت بإمكان تعديل مجريات المسار الحكومي، ولا سيما أن الحريري “لا يستطيع تجاهل موقف القاهرة التي نبّهته من الاعتذار، لأن مصر هي آخر حاضنة عربية له”، وفي الوقت ذاته “لا يمكنه أن يخسَر سنده الوحيد في الداخِل، الرئيس نبيه برّي الذي يُعارض فكرة الاعتذار، وحاول مراراً إقناعه بالتراجع عنها”.
في سياق آخر، كان موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السفير باتريك دوريل يستكمل جولته على عدد من القادة اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية الذي اعتبر “أن الجهود لا تزال قائمة لتأليف حكومة جديدة تعطي أهمية أولى لتحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد والمضي في التدقيق المالي الجنائي”. من جهته، أبدى دوريل خلال اللقاء الذي شاركت فيه السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، “حرص فرنسا على الاستمرار في دعم لبنان ومساعدته”، لافتاً إلى أن “مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر المقبل يدخل في هذا الإطار، مركزاً على أهمية الإسراع في تأليف حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. وشملت جولة دوريل الرئيس بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع، كما سجّل لقاء بينه وبين رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد. وقد علمت “الأخبار” أن “جو اللقاء كانَ ودياً جداً”، وتناول “الى جانب رغبة فرنسا في مساعدة لبنان، العلاقات بين باريس وحزب الله”، وقد طلب دوريل رسمياً أن “يواصل حزب الله مساعيه للإسراع في تشكيل الحكومة”.
-
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول: “ليبنى على الشيء مقتضاه” هكذا أنهت رئاسة الجمهورية بيانها، بعد تسلم الرئيس ميشال عون تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة، وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف.
وحتى يُبنى على الشيء مقتضاه، تمنى الرئيس المكلف سعد الحريري، بعدما سلم التشكيلة ان يكون جواب “فخامة الرئيس اليوم”..
ما المقتضى الذي سيبنى على الشيء، قبول رئيس الجمهورية بالتشكيلة، مع إدخال تعديلات عليها، أمر ممكن يبقي الباب مفتوحاً على تأليف وزارة تشكّل السبيل الوحيد للخروج من المأزق، فالسفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتري يرى انه من دون “وجود حكومة، لا يمكن التوصّل إلى حلول حقيقية لما يعانيه الوطن”، وبالتالي فلا بدّ من حل سياسي بأسرع وقت.
وموفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، المستشار لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط السفير باتريك دوريل، أبلغ الرئيس عون في بعبدا أمس ان فرنسا حريصة على دعم لبنان ومساعدته، وان الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات مهمة للبنان، وان مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر يدخل في هذا الإطار.
وتبعاً لممثل لبنان والمجموعة العربية في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي محمّد محيي الدين، فإن الصندوق سيعمد إلى تخصيص لبنان بما يوازي 860 مليون دولار أميركي من ضمن برنامج متكل بوحدات حقوق السحب الخاصة تبلغ قيمته 650 مليار دولار توزع على 190 دولة، وذلك خلال الشهرين المقبلين.
التأليف خيار قوي، إذ لا أحد بإمكانه ان يمضي بامتلاك “ترف الوقت” واللعب وإضاعة الفرص، تحت أوهام وشعارات لا قيمة لها.
وفي محاولة للابتعاد عن التبعات، نفى التيار الوطني الحر ما تردّد على أحد المواقع من “معطيات مزعومة عن المسودة الحكومية المنسوبة إلى التيار الوطني الحر”.
رفض الرئيس للتشكيلة، وهذا مستبعد، له مسار مختلف، ترجيح خيار الاعتذار، وما يترتب عليه من إطالة حرمان البلد من حكومة جديدة، ومساعدات تنتظر الحكومة فقط، فضلاً عن الاضطرابات المرتقبة، والخيارات السيئة في ما خص ارتفاع الدولار، وجرّ البلد إلى الفوضى.
والخيار الثالث: التريث الرئاسي وهذا دونه صعوبات، لجهة ان المهلة التي منحت لرئيس الجمهورية ليست 24 ساعة، بل أكثر من 240 يوماً، منذ التشكيلة الأولى، التي وضعت بين يدي رئيس الجمهورية بعد أسبوع فقط على صدور مرسوم التكليف.
وضمن هذه الخيارات، وبعد أن غادر الرئيس الحريري بعبدا بقليل عقد اجتماع تقويمي للقاء نصف الساعة، وما تضمنته التشكيلة، حضره النائب جبران باسيل والنائب الياس أبو صعب(المكلف بالتواصل مع الوزير السابق غطاس خوري من فريق الحريري) والوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام في القصر الجمهوري انطوان شقير.
اذاً، في الشكل، تشكيلة جديدة بإضافة 6 وزراء، أسماء جديدة، وتوزيع جديد للحقائب وعلى الطوائف.
وفي الشكل أيضاً ان جواب رئيس الجمهورية طلبه الرئيس المكلف في مهلة تنتهي ظهر اليوم، وهو ما اعترض عليه رئيس الجمهورية وقال للرئيس المكلف ان التشكيلة تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب، فهي تستحق الدرس والتشاور مع مختلف الأفرقاء قبل إعطاء الرأي فيها.
ووصفت مصادر سياسية خطوة الرئيس المكلف بتقديم تشكيلة وزارية متوازنة ومدروسة الى رئيس الجمهورية، بانها تصب في الاتجاه الصحيح، لحسم مسألة التشكيل نهائيا، بعد مسار طويل ومعقد، استهلك وقتا طويلا بلا نتيجة، وزاد من المشاكل والازمات الاقتصادية والمعيشية التي تضغط بقوةعلى اللبنانيين.
وقالت المصادر ان الحريري الذي استند في تشكيلته الوزارية الى المبادرة الفرنسية واقتراحات الرئيس نبيه بري، وبتوزيع الحقائب الوزارية بدقة، واختيار شخصيات موثوقة، حصّن التشكيلة واسقط معظم الاعتراضات واسباب الرفض التي تذرع بها فريق رئيس الجمهورية من قبل، وفتح الباب واسعا امام فرص قبولها وتسهيل خطى تشكيل الحكومة الجديدة. واشارت المصادر إلى ان الحريري بخطوته هذه، وضع حدا لكل الاقاويل الكاذبة والافتراءات وتحمل مسؤوليته ووضع كرة التشكيل بالكامل في ملعب رئيس الجمهورية، الذي لم يعد بامكانه التأخر او المماطلة تحت اي ذريعة كانت، لاعطاء رده، سلبا او ايجابا على التشكيلة التي تسلمها علانية امام الرأي العام.
واعتبرت المصادر ان مراعاة الحريري لكل الأسس المقبولة، لتشكيل حكومة ضمن المواصفات الانفة الذكر، وضع رئيس الجمهورية بموقع صعب، وبات خيار رفض التشكيلة الوزارية صعبا اوحتى مستحيلا امام الرأي العام بالداخل، وحتى خارجيا، لا يمكن تبريره في هذا الظرف الذي لم يعد يحتمل المماطلة او التأخر بتشكيل الحكومة العتيدة.
وذكرت المصادر ان جملة عوامل مستجدة، ابرزها التدهور المتسارع اقتصاديا ومعيشيا وتحسس الاطراف السياسيين بخطورة ما يحصل وصعوبة استيعابه، ومناشدات الدول الصديقة والمؤثرة، وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومصر والفاتيكان وغيرها، ساهمت في تسريع خطى البت بالازمة الوزارية.
وتوقعت المصادر ان يحاول رئيس الجمهورية وفريقه السياسي أرجاء اعطاء رده على مشروع التشكيلة الوزارية التي قدمها اليه الرئيس المكلف بحجة اجراء بعض التشاور حولها، الا ان ذلك لن يطول كثيرا، لان مجال المناورة والمماطلة أصبح محدودا جدا.
وكشفت المصادر ان اتصالات عديدة بعيدا عن وسائل الإعلام، جرت خلال الايام الماضية بين الفريق الرئاسي، وحزب الله للتشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة، لا سيما بعد تزايد الكلام عن إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري في حال بقيت العراقيل والعوائق المفتعلة لمنع تشكيل الحكومة على حالها.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف إلى رئيس الجمهورية والمؤلفة من ?? وزيرا تضمنت توزيعا جديدا الحقائب وكذلك للحقائب على الطوائف وأشارت إلى أن هناك أسماء إضافية وردت فيها. اما حقيبتا الخارجية والدفاع فوزعتا على الحصة المسيحية وكانت حصة الداخلية للتمثيل السني.
وكشفت المصادر إن الصيغة الحكومية التي قدمها الحريري لعون لم يناقشه فيها حتى انه لم يسأله رأيه بها أو اقترح عليه إجراء تعديل مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية لا علم له بالأسماء المسيحية أو المسلمة التي اقترحها الحريري مع العلم أنها ضمت بعض الأسماء التي لا تلقى رفضا من قبله لكن في الإجمال قالت المصادر إن الرئيس المكلف سمى معظم الأسماء.
وأفادت أن الحريري أجرى تعديلات في الصيغة القديمة مع احتفاظه بأسماء تحفظ عليها رئيس الجمهورية.وفهم أن لا علم لرئيس الجمهورية حتى بالأسماء الدرزية وممثل الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يمثله النائب طلال أرسلان.
ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية طلب من الحريري دراسة التشكيلة والتشاور مع الأطراف وبالتالي استمهاله الوقت لكن الحريري اصر على أن يحصل على الجواب ظهر الغد.
وهنا رأت المصادر إنها سابقة تحصل للمرة الأولى إذ أن الدستور لم يحدد مهلة لرئيس الجمهورية لتقديم جوابه عن تشكيلة وبالتالي حصرت المهلة بال 18 ساعة.
الى ذلك أعربت أوساط مراقبة عن اعتقادها أن التشكيلة التي قدمت مفخخة وإن الرئيس الحريري أراد رمي المسؤولية على رئيس الجمهورية على أن يقدم بعد ذلك على الاعتذار ملاحظة أن أي تشاور بشأنها لم يحصل فكيف إذا تشكل الحكومة. ورأت أن رئيس الحكومة المكلف يبحث عن مخرج لأعلان اعتذاره.
وقالت إن مروحة من الاتصالات والمشاورات قامت بعد لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
وفي المعلومات المتوافرة أنه في تشكيلة ال 24 وزيرا اضيف اسم للحصة الشيعية لتصبح 5 وزراء للشيعة و5 للسنة و2 للدروز في حين 12 وزيرا وزعوا على الحصة المسيحية. وعلم أن وزارة الدفاع اسندت إلى ارثوذكسي والخارجية إلى ماروني.
رئيس الجمهورية الذي خرج لإلقاء تحية على الصحافيين سئل عن المهلة التي حددها وقال ممازحا: بيأمر وعن التشكيلة قال: إن شالله خيرا، وعن اعطائه مهلة 24 ساعة من قبل الحريري رد ممازحاً: بيؤمر.
وكما كان متوقعاً، التقى الرئيس الحريري فور عودته من القاهرة حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقدم له تشكيلة حكومية من 24 وزيراً من دون ان تصدر عنه اي اشارة سلبية، بل اعطاء الرئيس عون فرصة اقل من 24 ساعة لدرس التشكيلة وابداء ملاحظاته عليها لينى على الشيء مقتضاه اليوم، فإمّا إنهاء مخاض التشكيل وإما الاعتذارالمرجح في حال الفشل وعدم التوافق.
بعد الاجتماع مع عون اكتفى الرئيس الحريري بالقول: “قدمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضم 24 وزيرا من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري. وبالنسبة لي فان هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جديا لوقف الانهيار وتمنيت جوابا من فخامة الرئيس غدا لكي يبنى على الشيء مقتضاه. لقد مرت تسعة اشهر على محاولات تشكيل الحكومة، والان جاء وقت الحقيقة وباذن الله غدا سنعرف”.
ولاحقاً، صدرعن صدر عن قصر بعبدا بيان جاء فيه: تسلّم الرئيس ميشال عون من الرئيس سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عما كان الاتفاق عليها سابقاً وطلب الحريري من عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس. (اليوم)
وأضاف البيان: الرئيس عون أبلغ الرئيس المكلف ان التشكيلة المقترحة بالاسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه.
وكشفت مصادر المعلومات إن تشكيلة الحريري المقترحة تضم أكثر من 6 وزراء جدد وتوزيعة جديدة للحقائب على الطوائف واسماء جديدة مختلفة الى حد ما عن التشكيلة السابقة واسماء سبق ورفضها الرئيس عون لاسيما المسيحية منها. وقالت المصادر: إن الحريري عاد بالتشكيلة الى بعض الاساسيات التي بنى عليها تشكيلته الاولى ومنها وضع اسماء كل الوزراء المسيحيين وابدى عون وقتها ملاحظات عليها، وان عون يجري تقييما جديا للتشكيلة بكل تفاصيلها وقدرتها على مقاربة ملفات الاصلاح، كما تجري دراسة انعكاسات عدم التوافق عليها واحتمال اعتذار الحريري.
لكن بعض المعلومات ذكرت ان عون قد يأخذ وقتاً اطول مما طلبه الحريري “لأنه لا يجوز تقييد رئيس الجمهورية بمهلة 18 ساعة وهوبحاجة الى إجراء اتصالات مع الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة وهل توافق على الاسماء ام لا خاصة ان بعض الوزراء غير المسيحيين لم تتم الموافقة عليهم من قبل بعض الاطراف ومنهم حزب الله”.
وذكرت مصادر مطلعة لقناة “أو تي في” الناطقة بأسم التيار الوطني الحر، ان الحريري سمى الوزيرين المسيحيين في تشكيلته الجديدة واعطى الخارجية لماروني والدفاع لأرثوذكسي والداخلية لسني بعدما كان سبق واعطاها للأرثوذكس.
وبناء على ذلك باشرت دوائر القصر اتصالات بالمعنيين بالتشكيل ومنهم طبعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وذكرت المصادران الحريري تلقى وعوداً بأن القاهرة ستوفد مسؤولين رسميين وأمنيين، لمساعدة لبنان في كل النواحي التي يمكن تقديم العون فيها وربما يصل اليوم موفد رئاسي مصري قد يكون وزير الخارجية سامح شكري، وانه عدّل تشكيلته الحكومية بعد زيارته الى مصر لتكون أكثر قابلية للنقاش وأكثر مرونة. وقالت مصادر اخرى: أن الرئيس بري طلب من الحريري في حال قبِل عون بالتشكيلة ان يناقش بالأسماء حتى النهاية ويسعى الى الاتفاق مع عون.