قالت الصحف:حالة ترقب لمفاوضات وقف الحرب
الحوار نيوز – خاص
رصدت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها الأنباء المتعلقة بالمفوضات حول الحرب في غزة ،وأجمعت على حالة من الترقب التي تتراوح بين التفاؤل والتشاؤم بوقف الحرب.
النهار عنونت: الأنباء “الإيجابية” تعكرت و”حزب الله” “يتموضع” مع حماس
وكتبت صحيفة “النهار” تقول:
رغم أن المعلومات والتقارير الصحافية الإسرائيلية التي بدأت ترد في ساعات المساء مع عودة الوفد الاستخباراتي الإسرائيلي الذي أوفده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الى مفاوضات الدوحة بدأت تنذر بتخفيض التوقعات المتفائلة في امكان التوصل الى تسوية لاطلاق الاسرى ووقف النار في غزة، بدا لافتاً التطور الذي تمثل باستعداد “حزب الله” لإمكان وقف المواجهات في الجنوب في اللحظة نفسها التي تعلن فيها التسوية المنتظرة.
ويمكن القول إنه غداة اليوم المتفجر الذي صب فيه الحزب جام انتقامه على شمال إسرائيل والجولان لاغتيال القيادي البارز فيه محمد ناصر، بدأ مناخ التفاؤل الحذر الذي ساد بقوة حيال التوصل الى تسوية بين إسرائيل و”حماس” بوساطة أميركية قطرية مصرية يلفح استعدادات “حزب الله” في لبنان وبتنسيق علني ومباشر بينه وبين “حماس” التي سارعت الى إرسال وفد قيادي منها الى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لكي تبلغه تفاصيل مجريات المفاوضات والتنسيق حيال المرتقب من التطورات. وبدا واضحاً أن “حماس” كانت تتوقع اختراقاً إيجابياً في المفاوضات بعدما قدمت تصوراً حاز تشجيع الدول الوسيطة ولا سيما منها الولايات المتحدة وقطر وتضمن ما حمل على التفاؤل لأكثر مرة بإمكان تحقيق اختراق إيجابي. وإذ انتظرت الجهات المعنية الجواب الحاسم لإسرائيل على طرح “حماس” شرعت الأخيرة في التهيؤ لاحتمال حصول التسوية فكان اللقاء الأبرز بين وفدها والسيد نصرالله دليلاً علنياً على بداية إعادة تموضع “حزب الله” والتهيؤ لمرحلة توقف المواجهات في الجنوب حال إعلان التسوية.
واستتبع ذلك توقعات بأن تتحرك المفاوضات المكوكية التي يتولاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل لخفض التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولاً ومن ثم إطلاق المفاوضات مجدداً في شأن التوصل الى اتفاق حول الحدود البرية. ولكن مجمل هذه المعطيات والاستعدادات بدت مرهونة بالجواب الإسرائيلي الحاسم على طرح “حماس” والمفاوضين الوسطاء والذي سيتبلور بوضوح في الساعات المقبلة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين أمس أنّ “حماس” أبلغت “حزب الله” بأنها وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضافا أن الأمين العام السيّد حسن نصر الله رحب بهذه الخطوة. وأوضح المصدران أن وفداً من حماس بقيادة خليل الحية نائب رئيس الحركة أطلع نصر الله على أحدث التطورات خلال اجتماع في بيروت.
وقال “حزب الله” في بيان إن نصر الله ناقش مع الحية أحدث مستجدات المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وكشف أحد المصدرين، وهو قيادي في “حزب الله”، لرويترز إن الحزب سيوقف إطلاق النار بمجرد سريان أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مكرراً تصريحات سابقة للحزب. وأضاف “إذا صار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فحتماً سيكون في لبنان وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها”.
وجاء في بيان حزب الله أن نصر الله استقبل وفداً من حماس بقيادة الحية و”جرى استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً”.
وأضاف البيان “كما جرى التباحث حول آخر مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ولكن المعلومات المسائية أفادت ان فريق التفاوض الإسرائيلي عاد إلى تل أبيب بعد إنتهاء جولة التفاوض بشأن صفقة التبادل في قطر وان رئيس الموساد أكد في الدوحة أن إسرائيل لا تقبل طلب حماس تقديم التزام مكتوب من الوسطاء بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الإتفاق ستستمر بدون حد زمني.
وكان الرجل الثاني في الحزب الشيخ نعيم قاسم أعلن أنّ ” احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن “حزب الله” مستعد لأسوأ الاحتمالات”. ووجّه “رسالة إلى الداخل اللبناني”، فقال: “الحالمون في الداخل اللبناني بحرب لإزعاج أو إضعاف “حزب الله”، أعتقد أنهم سيرون أحلاما مزعجة لأن الواقع لا يتأثر بتصوراتهم وليس لديهم أيّ فعالية على أرض الواقع، هناك “مقاومة” قويّة تواجه العدو الاسرائيلي وستنتصر وسينزعجون أكثر”.
وفي الملف الرئاسي أكّد نائب الأمين العام لـ “حزب الله”، أنّ “فريقه أعلن عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الذي يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية”، معتبرًا أنّ “الخلاف على رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الافرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع اي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الافرقاء، ونحن نقدم بالدليل”.
وفي السياق كان للوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل حديث حول لبنان اعتبر فيه “أن الضابط الرئيسي لما يحصل على الجبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران”. وأضاف هيل أن “إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع حزب الله في موقع خطر”. وتابع: “يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون نفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم”. وأشار إلى أن “مستوى التعقيد فيما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر” وشدّد على أنه “ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة”.
الأخبار عنونت: هاجس أميركا وفرنسا وبريطانيا على جبهة لبنان: كيف ننتزع مكاسبَ لإسرائيل في حال وقف الحرب؟
وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
تبسيط المعادلة جنوباً ممكن بصورة كبيرة. نفّذت حركة “حماس” هجوماً نوعياً وغير مسبوق ضد قوات الاحتلال. وشنّت إسرائيل على إثره حرباً تدميرية غير مسبوقة أيضاً، ما أوجب على قوى محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، وضع خطة للتعامل مع التطور النوعي. وكان القرار بأن تقوم كل جهة بالدور الذي يتناسب مع واقعها العسكري والميداني والاقتصادي والشعبي والسياسي. وهو ما تُرجم أشكالاً مختلفة من أنواع الإسناد التي انطلقت في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى وما زالت مستمرة. خلال الأشهر التسعة الماضية، حصلت تطورات ميدانية كثيرة، فرضت نفسها على جبهات الإسناد. في العراق، اضطرت فصائل المقاومة إلى وقف العمليات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا نتيجة عدم نضوج الوضع السياسي داخل العراق. لكنها واصلت قصف الداخل المحتل. وفي سوريا، اتُّفق منذ اليوم الأول، على أنها “ساحة إسناد” وليست “جبهة إسناد”، والمقصود، أن قوى المحور لا ترى حاجة إلى مشاركة القوات السورية مباشرة في العمل الإسنادي، لكن دمشق، أبقت على ساحتها مكاناً يتيح لقوى المقاومة، ومن جنسيات مختلفة، التحرك بما يتناسب مع ظروف المعركة. ولم تعترض القيادة السورية على ضرب قواعد الاحتلال الأميركي الموجودة على أراضيها.
في اليمن، حصل اختبار جديد لكل العالم، وليس لمحور المقاومة فقط. كان تنظيم أنصار الله، يعيش فترة هدوء بعد تسوية وقف إطلاق النار مع السعودية ومرتزقتها في اليمن، لكنّ التنظيم الفتيّ، تفرّغ لتعزيز قوته العسكرية. وأدار برامج عمل مكثّفة أنتجت خلال أقل من عامين الكثير من النتائج المبهرة بحسب المتعاونين معهم من قيادات بقية محور المقاومة. وكان قرار أنصار الله حاسماً، بالعمل فوراً على دعم غزة بكل الإمكانات الممكنة. والذي لا يعرفه العالم عن هذه المجموعة، نتيجة جهله من جهة، واستعلائه من جهة أخرى، أن قرار “أنصار الله” يتجاوز كل أنواع الحسابات التي ربما يتم العثور عليها عند آخرين من قوى محور المقاومة. ولذلك، رفع “أنصار الله” شعاراً واضحاً وطموحاً، وهو القيام بكل الأعمال العسكرية الهادفة إلى وقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وأطلق برنامج عمل، أذهل العالم، وجعل الولايات المتحدة الأميركية تقف عاجزة أمام من قرّر كسر سيطرتها على عالم البحار.
حزب الله لن يقرر خطواته قبل الوقف التام للحرب على غزة، ولا يجد ما يفرض إدخال أي تغييرات عمّا كانت عليه الأمور قبل 7 أكتوبر
في لبنان، التحدي له شكله المختلف. هناك كمية كبيرة جداً من الحسابات التي يجب على قيادة المقاومة الأخذ بها. تبدأ بالفعل الميداني المناسب لخدمة المقاومة والناس في غزة، وتشمل آليات وبرامج وأنواع العمليات العسكرية، وتصل إلى سقف ومساحة المعركة المفترض الدخول فيها. وكل ذلك، يتم وفق حسابات تراعي قدرات وحاجات المقاومة من جهة، وواقع لبنان السياسي والاقتصادي من جهة ثانية. وهو ما أنتج برنامج عمل، بدأ تنفيذه على عجل، وحصل بعض الارتباك الناجم عن كون معركة الاستنزاف لم تكن واردة في حسابات المقاومة.
مرت الأشهر التسعة في لبنان، واختلفت فيها الأوضاع الميدانية. وحصلت تطورات فرضت إدخال أسلحة وتكتيكات جديدة، والكشف عن أسلحة نوعية والتلويح بضربات أكثر نوعية وصولاً إلى تهديد العدو، بأنه في حال قرّر المغامرة بحرب واسعة ضد لبنان، فإن المقاومة تعدّ له العدة التي تعمل وفق قاعدة جديدة، ليس فيها من ضوابط وسقوف. وهو ما مثّل التحدي الأكثر قساوة للعدو وحلفائه، خصوصاً أن المقاومة أعطت إشارة إلى المدى الذي يمكن أن تذهب إليه في حالة الحرب الواسعة، عندما وجّهت تحذيراً مباشرةً إلى حكومة قبرص من مغبة إتاحة أراضيها للاستخدام من قبل العدو. وهو تحذير وُجّه مباشرة إلى قبرص، لكن صداه وصل إلى عدد غير قليل من الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي تتعاون تقليدياً مع الأميركيين والإسرائيليين.
الجديد اليوم، هو المتصل بكون الحرب الإسرائيلية على غزة فشلت في تحقيق هدفيها المركزييْن، إن لناحية سحق المقاومة واستعادة الأسرى، أو لجهة فرض حكم بديل قائم على ترتيبات أمنية خاصة مع العدو. وكل المكابرة التي نراها في سلوك قادة العدو العسكريين والأمنيين والسياسيين، سرعان ما تظهر على شكل انقسامات عند مقاربة أي مشروع اتّفق أن يعرضه الأميركيون لوقف الحرب. ويعرف أهل الكيان، أن أميركا نفسها، التي لم توفر دعماً إلا وقدّمته إلى العدو، باتت مقتنعة بأن إسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها، وباتت أميركا تخشى ليس فقط على خسارة استراتيجية لإسرائيل، بل على أن تخسر أميركا نفسها نفوذاً استراتيجياً أتاح لها التحكم بكل المنطقة أو غالبية دولها وثرواتها. وهو ما أوجب تدخلاً مختلفاً في الآونة الأخيرة، حيث تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على خطة تتيح وقفاً للحرب بما يتناسب مع طلبات إسرائيل “الواقعية” وبما يخدم برنامج بايدن الانتخابي أيضاً، دون إهمال هواجس حلفاء أميركا من العرب الذين يريدون التخلص من “حماس” ومن كل المقاومة في المنطقة.
صحيح أنه يجري التداول اليوم في صيغة أميركية جديدة لمشروع تسوية توقف إطلاق النار في غزة. وواضح من التسريبات التي وردت من الأطراف المعنية، أن واشنطن التي تراعي دوماً هواجس الاحتلال، أدركت أن المقاومة في غزة ليست بوارد أي تنازلات بعد، ما أوجب على مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إعداد صياغة جديدة، من شأنها مساعدة قطر ومصر وتركيا على إقناع حماس بالقبول بالمقترح المعدّل. وهو ما يمثّل اليوم جوهر الاتصالات الجارية منذ أربعة أيام دون توقف، وحيث بزر عامل جديد، تمثّل في بدء جيش الاحتلال والمؤسسات الأمنية التصريح علناً، بحاجتهم إلى اتفاق الآن، خشية أن تؤدي إطالة الحرب إلى خسائر أكبر لإسرائيل دون القدرة على تحصيل اتفاق أفضل لاحقاً. وهذا هو بالضبط ما يفسر “التفاؤل” الإضافي بإمكانية التوصل إلى حل، ولو أن الجميع، من داخل الكيان إلى الإدارة الأميركية إلى مصر وتركيا وقطر وحتى المقاومة، ينتظرون المناورة الأخيرة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي يظهر الوحيد غير الراغب بوقف الحرب.
اللواء عنونت: انتظار ثقيل لصمت الميدان: هدنة الجنوب متلازمة مع هدنة غزة
المفتي دريان: الرئيس أو الدمار .. بكركي: سوء التفاهم إنتهى مع المجلس الشيعي
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول:
بينما تؤدي الانتخابات التي تجري أو جرت أو ستجري في بلدان أوروبية واقليمية الى إحداث تبدُّل في الشخصيات أو الأحزاب التي تتناوب على الحكم، ببرامج متفقة أو متغيرة، وتغيب الانتخابات الرئاسية عن لبنان، على الرغم من كل المحاولات التي بذلت، سواء على مستوى الدول الخمس التي تابع سفراؤها النشاطات لتحضير أرضية التوافق، يشهد الوضع الميداني من غزة الى جبهات المساندة، لا سيما منها الجبهة الجنوبية حالة كبرى من الترقب والانتظار على وقع الصواريخ والمسيَّرات والكمائن والقذائف، لرؤية ما اذا كانت الفرصة الجديدة الماثلة الآن، يمكن أن تؤدي الى صفقة توقف النار لستة اسابيع في المرحلة الأولى، والباقي يأتي عبر استمرار التفاوض.
وحضر هذا الملف خلال الاجتماع ما قبل الليلة الماضية بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ووفد قيادي رفيع من حركة حماس برئاسة القيادي في الحركة خليل الحيّة..
وفي حين أيَّد السيد نصر الله ما تراه «حماس» والمقاومة الفلسطينية في المصلحة الفلسطينية العليا، اعتبرت مصادر قيادية في المقاومة، أنه حالما تدخل هدنة غزة، حيِّز التنفيذ، فإن ساعة الصفر للهدنة على الجبهة الجنوبية تصبح سارية المفعول.
وحسب ما توافر من معلومات لـ «اللواء» فإن الموفد الالماني راؤول ديل سيكون السبَّاق في العودة لبحث المقترح الالماني في ما خصَّ التسوية المتعلقة بالابتعاد عن الحدود، وتهدئة الجبهة، ريثما تنتهي المفاوضات الدبلوماسية.
وقبيل الاجتماع الذي عقد في باريس الاربعاء الماضي بين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين والموفد الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون، حول الجنوب والرئاسة، انطلاقاً من صيغة بحث مطروحة، طلب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو من حزب الله، عبر لقاء سبق اجتماعات باريس مع وفد قيادي من الحزب رداً عليه.
ولاحظ نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان احتمالات توسعة الحرب غير متوافرة في المدى القريب، لكن «حزب الله» مستعد لأسوأ الاحتمالات.
قلق أممي
وأعربت الامم المتحدة امس عن قلقها العميق من تزايد حدة تبادل اطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل، متخوفة من خطر اندلاع حرب شاملة، وكشفت عن ان المنسقة للامم المتحدة الخاصة بلبنان جنيني هينيس- بلاسخارت طلبت من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي السعي لخفض التصعيد الميداني.
لا موعد للحراك الرئاسي
رئاسياً، أعلنت أوساط سياسية مراقبة لـ «اللواء» أنه عندما تقرر المعارضة التحرك باتجاه اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي فسيكون ذلك معلنا. ورأت أن لا موعد محددا لذلك وإن التزامها بجلسات الانتخاب مطلقة وما من داعٍ للحديث عن حوار بمن حضر وفي كل الأحوال فإن المشهد برمته قد يتأجل خصوصا في ظل اتصالات ومفاوضات تتصل بجبهة الجنوب.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن الرئيس بري لن يدعو إلى جلسة انتخاب قريبا ولا إلى حوار بمن حضر، ولذلك فإن الحراك الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط يقوم على حل وسطي مع تأكيد أهمية التوافق.
المفتي دريان يحذر: رئيس أو دمار
سياسياً، في رسالة حلول عام هجري جديد، اكد المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان «ما لم ينجز المعنيون الاستحقاق الرئاسي، عبر التحاور والتشاور وتقديم التنازلات لمصلحة وطنهم والنهوض بالدولة ومؤسساتها، فإن الدمار والخراب سيقضي على ما تبقَّى من هيكل الدولة.
وقال: إن صمود الشعب اللبناني حتى هذه اللحظة، في وجه العدوان اليومي الذي يمارسه العدو الصهيوني، منتهكا القرار الدولي 1701 الذي خرق من قبل هذا العدو منذ صدوره، هذا الانتهاك، أعطى البرهان على خطأ الحسابات التي راهن عليها الكيان الصهيوني، بانهيار التماسك الوطني، وشكل أيضا مزيدا من الوحدة والتضامن بين اللبنانيين، لمواجهة هذا الاعتداء السافر على لبنان وشعبه. كما إننا ننبه من أبعاد هذا العدوان، الذي يستهدف هذه الوحدة، لاستدراج لبنان والمنطقة العربية كلها، إلى فتنة لا تُبقي ولا تذر. فالوحدة الوطنية، كانت وستبقى القاعدة الأساس في مقاومة الاحتلال والعدوان الصهيوني.
بكركي: سوء التفاهم مع المجلس الشيعي انتهى
ومن الديمان، المقر الصيفي للبطريركية المارونية، نقل زوار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان سوء التفاهم مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى انتهى واصبح وراءنا.
وقال النائب اديب عبد المسيح، بعد لقاء الراعي: خيار الدولة، ولن نقبل بأن يقرر أحد مصيرنا او يجرنا الى حروب لا علاقة لنا بها، ونحن متضامنون مع بكركي، ومع البطريرك والمؤسسة الكنسية.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الثلثاء المقبل، على جدول اعمالها 30 بنداً، من البنود العادية، ابرزها بت طلب وزارة العمل تحديد القيمة الشهرية للتقديمات العائلية وطريقة توزيعها، واعتبار شهداء الصحافة ضمن لائحة الشهداء الذين سوف يحصل ورثتهم على تعويضات من خلال مجلس الجنوب.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله عن تنفيذ عمليتين جديدتين ضد مواقع للجيش الاسرائيلي، فقصف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شلومي، كما استهدف ايضا مقر قيادة اللواء في ثكنة كريات شمونة بصواريخ الكاتيوشا.
واندلع حريق في مستودع بمستوطنة كريات شمونة بسبب الصاروخ الذي سقط هناك.
من جهة الاحتلال، قصف القوات الاسرائيلية أطراف الهبارية وراشيا الفخار في قضاء حاصبيا واطراف بلدة راميا بقصف مدفعي اسرائيلي من الاعيرة الثقيلة. وقرابة الثانية الا عشر دقائق من بعد الظهر، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا مرتفعات كسارة العروش في منطقة اقليم التفاح. وشن غارة أيضاً على الجبل الرفيع في جبل الريحان في منطقة جزين. وفي وقت سابق، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة مركبا قُرب مركز لإسعاف «كشافة الرسالة الإسلامية». وأفادت المعلومات عن إصابة أحد المسعفين جرّاء الغارة.وكان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار قرابة الأولى والنصف من بعد منتصف الليل، على أطراف بلدة طيرحرفا، ما ادى الى وقوع اضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية.
كما تعرضت اطراف بلدة يحمر الى القصف وكذلك النبطية الفوقا.
ونجت بلدة بلاط الجنوبية من مجزرة كاد يسببها قصف اسرائيلي، تعرضت له، فقد سقطت قذيفة اسرائيلية على بعد حوالي 100 متر بالقرب من ملعب كرة القدم في البلدة حيث كان يلعب 25 طفلاً.
الجمهورية عنونت: لبنان يترقّب الصفقة.. والحل السياسي للجنوب مبهم .. وواشنطن تحذّر من الحرب
وكتبت صحيفة “الجمهورية تقول:
رياح الهدنة التي بدأت تلفح سماء المنطقة، والايام القليلة المقبلة ستحدّد مسار الميدان الحربي، إما في اتجاه استمرار حرب الابادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، وابقاء جبهة جنوب لبنان على خط النار، خاضعة لاحتمالات تفجّرها على نطاق واسع، او في اتجاه عقد صفقة تبادل للاسرى بين اسرائيل وحركة «حماس» ارتكازا على اتفاق لوقف إطلاق النار او وقف للعمليات الحربية في غزة، يتمدّد تلقائياً الى جبهة لبنان.
مطبات واحتمالات
وإذا كانت الترويجات المتتالية، وخصوصا من الجانب الاسرائيلي، التي سبقت بدء المفاوضات التي بدأت برعاية اميركية، ووصفت بأنها الاكثر ليونة وجدّية هذه المرة، قد رجّحت بلوغ صفقة تبادل للأسرى في غضون أسبوعين على الأكثر، إلّا أن الطريق الى هذه الصفقة ما زالت تعتريه مطبات اسرائيلية، واحتمالات مجهولة.
وتجلّت تلك المطبات في ما يبدو انّه تخبّط داخل اسرائيل وتشكيك عكسه الاعلام الاسرائيلي في الساعات الاخيرة، بجدّية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد هذه الصفقة. حيث اشار الى ان ردّ «حماس» أثار خلافاً شديداً بين نتنياهو وقادة جهاز الأمن، الذين يرصدون وجود فرصة للتقدّم في المفاوضات، بينما نتنياهو لا يتفق معهم، ويعتزم إحباط الصفقة كي يحافظ على بقائه السياسي لأنّه يخشى تفكيك تحالفه مع اليمين المتطرّف، الذي يفرض عليه اجراء انتخابات مبكرة.
يشار هنا الى ان ابرز علامات التخبط تجلّت في منع نتنياهو لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من عقد لقاء بشأن صفقة الأسرى مع رئيسي الموساد والمخابرات، وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية التي نقلت عن غالانت قوله إنّ «عدم لقائه رئيسي الشاباك والموساد يصعّب على الجهاز الأمني التحضير لاجتماعات حول الصفقة». فيما ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية أن وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير هدّد نتنياهو بإسقاط الحكومة إن اتخذ القرارات بمفرده في قضية صفقة التبادل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤولين أمنيين وعسكريين اسرائيليين «ان نتيجة احباط الصفقة قد تكون فرصةً ضائعةً ستكلّف حياة أسرى إضافيين، واستمرار القتال في قطاع غزة، وربما المزيد من التصعيد مع «حزب الله»، فيما انّ الطريقة الوحيدة لإقناع نصرالله بوقف اطلاق النار هي من خلال وقف اطلاق النار في غزة وابرام صفقة تبادل للاسرى».
ترقب لبناني
ما استجدّ على خط مفاوضات الصفقة، ادخل لبنان في حال من الترقّب لما ستؤول اليه، ويعوّل على ابرامها في القريب العاجل، وارتداداتها الفورية على خاصرته الجنوبية حيث تتقاطع تقديرات الاميركيين، و«حزب الله»، ومستويات لبنانية مختلفة، وسياسيين وامنيين ومعلقين ومحللين اسرائيليين، على أن بلوغ هذه الصفقة ووقف الحرب في غزة، يُخرجان جبهة لبنان من دائرة التصعيد والاحتمالات الحربية بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي.
وتؤكّد مصادر رسمية مسؤولة لـ«الجمهورية» انّ «من السابق لأوانه الحديث عن حلّ سياسي للمنطقة الجنوبية طالما أنّ اسرائيل لم توقف عدوانها على قطاع غزة، فضلا عن ان معالم الصفقة التي يُعمَل عليها لم تتوضح بعد، اولاً لناحية حجمها، وثانياً وهنا الاساس لناحية مرتكزها أكان على هدنة موقتة او وقف للعمليات الحربية او وقف نهائي لاطلاق النار. وكما هو واضح حتى الآن لا يبدو ان نتنياهو في وارد الالتزام بوقف نهائي لاطلاق النار، ناهيك عن امور اخرى، مثل الالتزام بانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة».
وتلفت المصادر عينها الى «أن كل تلك الحالات، سواء الهدنة الموقتة او وقف العمليات الحربية او وقف نهائي لاطلاق النار، ستنعكس كل بحجمها ومفاعيلها تلقائياً على لبنان، الّا انّ الحل السياسي النهائي لجبهة الجنوب، مرتبط بإنهاء الحرب، وهو ما بات يؤكّد عليه الاميركيون، حيث صدر كلام مباشر بهذا المعنى من البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية وصولاً الى الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين. وتبعاً لذلك، فإنّ الصفقة التي يُعمل عليها إن كانت ضمن سياق يؤدي الى انهاء الحرب، فإنّها بالتأكيد تعزز فرص بلوغ الحل السياسي في جنوب لبنان.
وفي هذا السياق، قال مرجع مسؤول لـ«الجمهورية»، ان الاتفاق على هدنة او على وقف لاطلاق النار في غزة سينعكس فوراً على لبنان، والمحادثات التي لم تنقطع مع هوكشتاين، عكست جهوزيته للسفر الى المنطقة في اللحظة التي يتمّ فيها التوصل الى اتفاق بين اسرائيل وحركة «حماس»، وبمعنى أدق، لنفرض أنه تمّ التوصل الى الاتفاق اليوم، فغداً يكون هوكشتاين في المنطقة، ولكن إنْ لم يتمّ التوصل الى الإتفاق، فحتى ولو حضر هوكشتاين مرّات ومرّات الى لبنان واسرائيل فلن يتمكن من أن يحقق شيئاً وهو يعلم ذلك.
ايّ حلّ سياسي؟
على أنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال: ما هو مستقبل الجبهة الجنوبية، وعلى اي اساس سيبنى الحل السياسي إن كان ثمة اجماع على هذا الحل؟
مصادر مطلعة على طروحات الحل المقترح سواء التي حملتها الورقتان الفرنسيتان، او التي حملها آموس هوكشتاين، تؤكّد لـ«الجمهورية» أنّ مسار هذا الحلّ ستعتريه صعوبات كبرى، ومدى التفاوض حوله لن يكون قصيراً بل طويلاً جدًا ومن دون افق، إن تمّ التمسك بتلك الطروحات التي تصبّ في معظمها في مصلحة اسرائيل ولا تلزمها بأي إجراءات او خطوات من جانبها، ما يعني انّ الحل السياسي ليجد طريقه الى التفاهم عليه، ينبغي أن يقوم على افكار جديدة متوازنة تحاكي الواقع غير تلك الافكار التي تحاكي مصلحة اسرائيل فقط، والتي رفضها لبنان بشكل قاطع.
ولفتت المصادر الى انّ المطلب الاسرائيلي بانسحاب «حزب الله» الى ما بعد نهر الليطاني او بضعة كيلومترات عن الحدود يستحيل القبول به من الجانب اللبناني. كونه من جهة يمكّن اسرائيل بالسياسة من تحقيق انتصار على «حزب الله» لم تتمكن من تحقيقه في الميدان العسكري. ومن جهة اخرى لأنّ افراد «حزب الله» هم ابناء تلك المنطقة، فكيف يمكن الركون لطلب سحب لبنانيين من قراهم وبلداتهم. ومعلوم أن «حزب الله» ابلغ كل الوسطاء برفضه اي بحث في اي ترتيبات متصلة بجبهة الجنوب قبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. واما بالنسبة الى الطلب الاسرائيلي بانسحاب «حزب الله»، فهو طلب غير قابل للبحث في اي زمان ومكان».
وتؤكّد ذلك قراءة لمسؤول كبير اممي غير مدني، حيث ابلغ الى مجموعة من النواب اللبنانيين زاروا مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة في الساعات الاخيرة، انّ الوضع بالغ الدقة والحساسية واحتمالات تصاعده الى مخاطر اكبر قائمة، رغم اننا حتى الآن نلحظ محاذرة الجانبين (اسرائيل و«حزب الله») من الدخول في حرب واسعة، وتجنّب استهداف المدنيين وعدم توسيع نطاق المواجهات. مشيراً الى انّ قيادة «اليونيفيل» تقوم بواجبها في التواصل مع جميع الاطراف لخفض التصعيد ومنع تفاقمه. ومؤكّدا انّ اساس الحل هو احترام القرار 1701.
وبحسب ما نقل هؤلاء النواب فإنّ المسؤول الاممي غير المدني وصل في ختام قراءته الى تأكيد ضرورة بلوغ حل سياسي يحسم نقاط الخلاف، ولاسيما النقاط الـ13 المختلف عليها، الّا انّه اشار في هذا الصدد الى أنّ مطلب سحب «حزب الله» من المنطقة الى ما بعد الليطاني او الى اي مكان آخر، هو مطلب صعب جداً وغير منطقي».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد ذكرت انّ «المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يقترح نزع سلاح «حزب الله» في جنوب لبنان ودفع قوات «الرضوان» إلى الخلف مسافة 10 كلم عن الحدود».
ولفتت الصحيفة إلى أنّ «هوكشتاين يعتبر أنّ رفض «حزب الله» لمقترحه سيضفي الشرعية على الهجوم الإسرائيلي لإعادة الأمن إلى الشمال». ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم انّ «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيرفض مقترح المبعوث الأميركي».
وكان نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قد اعلن في حديث اذاعي أمس «انّ احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن «حزب الله» مستعد لأسوأ الاحتمالات».
الامم المتحدة
الى ذلك، اعربت الأمم المتحدة في بيان امس، عن قلقها العميق إزاء تزايد حدّة تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، معتبرة أن هذا الأمر يزيد من خطر اندلاع حرب شاملة.
ودعت إلى «تجنب التصعيد»، مؤكدة أنَّ «خطر سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب مفاجئة وأوسع نطاقاً هو خطر حقيقي»، مشددة على أنَّ «الحل السياسي والدبلوماسي هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدماً».
وأشار البيان إلى أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني زارت قوات «اليونيفيل» للتعبير عن دعمها للأخيرة وللقرار 1701، وأضاف: «كذلك، التقى منسقة الأمم المتحدة الخاص بلبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالأمس أيضاً بمسؤولين لبنانيين، بما في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقد شدّدت أمامهم على ضرورة خفض التصعيد عبر الخط الأزرق». وختم البيان: «نحنُ نردّد نداءات مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان وقوات اليونيفيل التي تحث الطرفين على العودة فوراً إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701.
الحل ليس مستحيلاً!
الّا انّ الصعوبة الماثلة في طريق الحل السياسي، لا تعني في رأي المشاركين بالمحادثات على خط الوساطات، استحالة الوصول اليه، حيث يؤكّد هؤلاء لـ»الجمهورية» انّه كما انّ لبنان في حاجة الى الحل السياسي فإنّ اسرائيل وكما أسرّ لنا الموفدون، بذات الحاجة وربما اكثر لهذا الحل، جراء الضغوطات التي تتعرّض لها من قبل المستوطنين الذي تهجّروا من مستوطنات الشمال. ومن هنا فإنّ السقف العالي للمطالب التي طُرحت في بدايات المواجهات في جبهة الجنوب، لن يبقى بالتأكيد على ارتفاعه.
وبحسب هؤلاء، فإنّ الحل السياسي ربما يكون اسهل مما يُعتقد، وثمة ثلاث صور لهذا الحل:
الاولى: وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وهذا سيصاحبه فوراً وقف نهائي لعمليات «حزب الله» ضدّ مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. وقد ابلغ «حزب الله» ذلك الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، واكّد على ما مفاده يتوقف العدوان على غزة، تتوقف العمليات هنا، وقد لا تكون هناك حاجة للتفاوض لكي تتوقف.
الثانية، التزام كل الاطراف قولاً وفعلاً بمندرجات القرار 1701 ومنع الخروقات البرية والبحرية والجوية. ولبنان اعلن عبر كل مستوياته التزامه الكلي بهذا القرار، والمطلوب الزام اسرائيل به.
الثالثة، وربما تكون الأكثر ترجيحاً، هي العودة بالوضع الى ما كان عليه قبل الثامن من تشرين الأول من العام الماضي أي عودة السكان اللبنانيين الى قراهم، وكذلك عودة المستوطنين الى مستوطناتهم، وبالتالي استئناف التعايش مع الوضع الذي كان سائداً دون اي استفزازات تُذكر على امتداد الحدود في تلك المنطقة، منذ العام 2006. اي منذ انتهاء عدوان تموز والوصول الى القرار 1701 قبل 18 عاماً.
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق والبلدات الجنوبية، حيث نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة مركبا، وافيد عن سقوط جريح، وغارة على كسارة العروش في اقليم التفاح ومرتفعات جبل الريحان في منطقة جزين.
ترافق ذلك مع قصف مدفعي اسرائيلي طال مدينة الخيام، واطراف بلدة بلاط في قضاء مرجعيون، والهبارية، واطراف راشيا الفخار، وبلدة يحمر الشقيف ودير سريان ومحمية ارنون وكفر تبنيت بالقذائف الفوسفورية، وحي الدير في النبطية الفوقا، واطراف جبل بلاط، وراميا وبلدة الطيبة ودير سريان، وعين الزرقا ومحيط بلدة علما الشعب والناقورة.
في المقابل اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع راميا بقذائف المدفعية، وموقع الرمثا في تلال كفر شوبا، وموقع السماقة في تلال كفر شوبا بالاسلحة الصاروخية، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شلومي. كما افيد عن استهداف مستعمرة كريات شمونة وبيت هلل في اصبع الجليل بصواريخ فلق. واعلن الاعلام الاسرائيلي عن سقوط عدد من الصواريخ في كريات شمونة.
لا مصلحة بالحرب
الى ذلك، أكّد وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل «أنّ الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران». وقال في حديث لـ «سكاي نيوز عربية»: «إن إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع حزب الله في موقع خطر».
وتابع: «يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون أنفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم». واشار الى «أنّ مستوى التعقيد في ما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر، وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر». وخلص الى القول: «ليس من مصلحة أحد أن تكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة».
في اسرائيل
في الداخل الاسرائيلي، اعترف الاعلام العبري بأنّ «حزب الله» حقق منذ بداية الحرب انجازاً استراتيجياً مهمّاً في تحويل منطقة الشمال الى حزام امني مهجور، مؤكّدًا انّ هذا الإنجاز في حدّ ذاته يضرّ بصورة قوة إسرائيل».
وسألت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن «جدوى عمليات الاغتيال في جنوب لبنان، فقد شهدنا أنّ «حزب الله» لم يتأثر بغياب (الشهيد القائد) أبو نعمة، ويمكن استبداله بقائد آخر».
وقال رئيس مجلس مستوطنة «مرغليوت» إيتان دافيدي: «إنّ قوة الردع الإسرائيلية سُحقت تماماً خلال الأشهر التسعة الأخيرة أمام «حزب الله». واعتبر أنّ ما يحصل في الشمال هو «حرب لا قتال»، مشيراً إلى أنّ «الـ80 ألف مستوطن الذين تمّ إجلاؤهم من المنطقة يشعرون بذلك». (الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أكثر من 250 ألف مستوطن تمّ إجلاؤهم من الشمال).
ولفت دافيدي أنّ «بقية إسرائيل لا تعير أهمية لما يحدث في الشمال»، واشار إلى أنّ الموقف الذي أعلنه «حزب الله» مراراً بشأن وقف إطلاق النار في جبهة جنوبي لبنان، ومفاده أنّ «الهدوء في الجنوب (قطاع غزة) سيؤدي إلى هدوء في الشمال».
وبرز في هذا السياق، تحذير مجلة «ايكونوميست» البريطانية من حرب واسعة، فيما اوردت شبكة «MSNBC» الأميركية تقريراً عن سيناريو كارثي ينتظر اسرائيل التي «سوف تواجه خصماً لا يعدّ أقوى جهة غير حكومية في الشرق الأوسط فقط، بل يعدّ خصماً يُقاتل بصورة أكثر فعاليةً من معظم الجيوش النظامية في المنطقة».