قالت الصحف:بين مواقف عبد اللهيان وميقاتي
الحوار نيوز – صحف
ركزت إفتتاحيات ما صدر من صحف اليوم على زيارة وزير الخارجية الإيرانية والمواقف التي أطلقها من بيروت ،وكذلك على موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء والتي تركت ردود فعل واسعة.
النهار عنونت: إسرائيل تتوغّل وعبداللهيان يتوعّد… وميقاتي يُثير حملة
وكتبت صحيفة النهار تقول: لولا التطوّر الخطير في دلالاته الحربية المتمثّل، أمس، في تجاوز إسرائيل للجنوب اللبناني إلى ساحل الشوف الجنوبي في عمليات الاغتيال والاستهداف التي تُنفّذها، لكانت معالم الاشتباك السياسي على خلفيات دستورية وطائفية، الذي أثاره رد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي، تصدّرت المشهد الداخلي وشكّلت عنوان عاصفة سياسية.
ولكنّ التطوّر الميداني الجديد اكتسب دلالات تصعيديّة إضافية على وقع التهديدات الإسرائيلية التي لا تنقطع وتيرتها بالاستعداد لحرب واسعة على لبنان. إذ إنّه بعد يومين فقط من تنفيذ أول محاولة اغتيال بمسيّرة إسرائيلية في قلب مدينة النبطية منذ حرب تموز 2006، سُجّلت أول عملية اغتيال واستهداف إسرائيلية مماثلة في بلدة جدرا التي تقع في إقليم الخروب، أي عند ساحل الشوف الجنوبي. بذلك تكون الرسائل الحربية الإسرائيلية توغّلت أوسع ممّا يتّصل بنطاق المواجهات الميدانية، علماً أنّ اليومَين الأخيرَين شهدا تطوّرات تثير القلق التصاعدي لجهة اتّساع نطاق تبادل العمليات. فـ”حزب الله” أعلن الجمعة، للمرة الأولى، إطلاق صليات صاروخية كثيفة نحو المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتل، فيما ضربت إسرائيل تباعا في النبطية وجدرا.
هذا الواقع المحتدم رسم الكثير من علامات الشكوك المتعاظمة عن المفارقة التي جعلت وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يُكرّر من بيروت الحديث عن ترجيحه حلّاً سياسيّاً في غزة، وأن “ينطق” باسم طهران وبيروت برغبتهما بعدم اتساع الحرب، في حين تتسع نذر خطر المواجهة الكبيرة، وهل كلامه ينطوي على رسائل للدول المعنية وأوّلها إسرائيل والولايات المتحدة، أم أنّه مجرّد مناورات دعائية تتّبعها طهران لنفض تبعات التصعيد عن عاتقها؟
وفي الوقائع، فإنّ مسيّرة إسرائيلية نفّذت غارة استهدفت سيارة أثناء عبورها طريق عام بلدة جدرا الساحلية – برجا، وتحدّثت معلومات عن استهداف مسؤول فلسطيني في السيارة. وفي السياق، أكدت مصادر فلسطينية لـ”النهار” أنّ أحد المستهدفين الفلسطينيين وضعه مستقر. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ “هدف محاولة الاغتيال في لبنان هو باسل صالح، المسؤول عن تجنيد وتشغيل الناشطين في الضفة الغربية، وصالح كان يعمل مع القيادي في حماس عزام الأقرع الذي اغتيل مع صالح العاروري”. وفي الرواية المتداولة، أنّ غارة المسيرة استهدفت سيارة بصاروخ داخل بلدة جدرا وكان فيها شخصان أحدهما فلسطيني يقيم في المنطقة. ولكن “حزب الله” نعى عصراً خليل محمد علي فارس (حمزة) من بلدة عيترون وسكان جدرا. كما قُتِل في الغارة مواطن سوري وجرح الشخصان اللذان كانا في السيارة، وأصيب جندي لبناني بجروح طفيفة.
وعلى وَقع الغارات الاسرائيلية في العمق اللبناني، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان محادثات في بيروت مع كبار المسؤولين، شملت الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله وممثّلين عن فصائل فلسطينية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وشدّد على أنّ “إيران ولبنان يؤكدان أنّ الحرب ليست الحل ونحن لم نكن نتطلع إلى توسيع نطاقها”. وقال إنّ “التطورات في غزة اليوم تتجه نحو حل سياسي، لكنّ نتنياهو لا يزال يرى الحل في الحرب لإنقاذ نفسه”. وشدّد على أنّه يتعيّن على الجميع “محاولة إيجاد حلّ سياسي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن”. وإذ اعتبر أنّ “نتنياهو يسعى إلى أخذ البيت الأبيض رهينة له وعلى البيت الأبيض أن يختار إما أن يبقى رهينة لنتنياهو أو أن يذهب إلى الحل السياسي”، هدّد بأنّ “أي خطوة تتّخذها إسرائيل نحو هجوم واسع النطاق على لبنان سيكون اليوم الأخير لنتنياهو”.
ردّ ميقاتي… والردود عليه
في غضون ذلك، عُقِدت جلسة لمجلس الوزراء في السرايا برئاسة ميقاتي، أقرّت خلالها الحكومة رفع بدل النقل للقطاع الخاص إلى 450 ألف ليرة لبنانية.
وبادر ميقاتي في مستهل الجلسة إلى الرد على الكلام الأخير للبطريرك الراعي في مناسبة عيد مار مارون. وممّا قاله ميقاتي: “هناك موضوع يثير لدي الحساسية المفرطة، ويتعلّق بالحديث الذي يتم تداوله عن الاستئثار بادارة البلد والدويكا وما إلى ذلك من كلام لا يمت الى الحقيقة بصلة. وفي هذا المجال أكرّر القول أنّني غير راغب في أخد دور أحد أو الحلول مكان أحد، وعندما يكون هناك فراغ فالعتب واللوم يجب أن يوجّه إلى من يتسبّب بهذا الفراغ لا على من يسعى لادارة البلد لمنع التأثير السلبي للفراغ. نحن نكرّر الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وإذا كُنّا نتولّى اليوم صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره كحكم بين جميع اللبنانيين، فحينما يشعر أحد أن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما، فلنلفت النظر الى ذلك على طاولة مجلس الوزراء، بعيداً عن المنطق الطائفي البغيض، لان الاساس ان نتحدث مع بعضنا البعض ونتوصل الى الحلول الموجوة لما فيه خير جميع اللبنانيين لا طائفة وحدها، او فريقاً بمفرده”.
واثار رد ميقاتي ردوداً فورية، إذ ردّ عليه بعنف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد زيارته لعين التينة وقال: “أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جداً من قبل رئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، والأخطر منه الصلاحيات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول بعض الوزراء لأنه أكيد لا يتصرف بنفس الطريقة مع كل الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير زعيتر هو وزير الدفاع كنت تصرفت معه بهذه الطريقة؟ وأنا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا لهذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة بأنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا اليوم ونحن صدقنا، ولكنه يرسل رسائل باتجاه المرجعيات الدينية ليقول لهم أنا أقف على خاطركم ببعض الأمور، ولكنه يقف على خاطرهم في بعض الأمور الثانوية، أما الأمور السياسية الأساسية مثل التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء طبعاً يمعن في موضوع التعدي على هكذا صلاحيات”. وتابع: “من هنا أود أن أقول أن الذي يقوم به هو نسف لدستور الطائف، وهو سيتحمل مسؤوليته وهذه سابقة خطيرة ما سبق لأحد أن تصرف مثلما يتصرف رئيس الحكومة، وهذا استفزاز لشارع طويل عريض” .
وقال: “سجلت اعتراضاً عند الرئيس بري، ولماذا قبل ووزراؤه أن يكونوا في هذه الحكومة وأن تؤخذ هكذا قرارات، وذكرته على أساس أنها حكومة تصريف أعمال وتهتم فقط بالشؤون الضيقة من تصريف الأعمال، ولكن أصبحنا أمام جدول أعمال فضفاض، وهذه الحكومة كانت تقول وسمعنا من المرجعيات السياسية أنها لا تعين وفجأة صارت الحكومة “بدها تعين”، فكان عندي أسئلة وعتب وقلت للرئيس بري نتمنى عليك أن تكون الضامن في المستقبل، لأنه في غياب رئيس الجمهورية و”السلبطة” التي تحصل على الصلاحيات، نريد منك العمل لإيقافها وليس وزراءك أن يكونوا ويصوتوا ويسمحوا لهذا الشيء أن يحصل”.
كما ردّ النائب السابق أمل أبو زيد على مداخلة ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء، فقال: “غريب أمر رئيس الحكومة المبتورة والفاقدة الميثاقية كيف يستمر بإنكار استئثاره بالسلطة وبممارسة حكم الدويكا خصوصاً أن غبطة البطريرك الراعي كان حاسماً وواضحاً بحديثه عن إقصاء مبرمج للموارنة… فاتّعظ يا حضرة رئيس الحكومة وإعلم ان كلام البطريرك يبقى بطريرك الكلام”.
بدوره، أشار رئيس جمعية “نورج” فؤاد أبو ناضر الى أن “رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي هو الوحيد في لبنان الذي يجهل تعدّياته على صلاحيات رئيس الجمهورية، فيصوّر نفسه الحمل الوديع الذي يعمل لخير جميع اللبنانيين . وإذا اعتبر ميقاتي كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، فإننا نسأل أين حدود صلاحيات حكومة تصريف الأعمال والمستقيلة. وعلى أيّ أساس يعقد جلسات بجداول أعمال فضفاضة، بينما يحدّد النص تصريف الأعمال بحدوده الدنيا وإطاره الضيّق . من المعيب والمرفوض أن يلمّح ميقاتي الى كلام البطريرك الراعي في عيد مار مارون على أنه كلام طائفي بغيض. فيما يجمع اللبنانيون على مرجعية بكركي وتاريخ الكنيسة المارونية المرتبط بتاريخ لبنان. كما يُجمع الكلّ على مواقف البطريرك الوطنية والحاضنة لجميع الطوائف. فلذلك، نطلب من ميقاتي تقديم الاعتذار من البطريرك الماروني، وكفى مواقف غير مسؤولة وفيها تحدٍ غير مقبول، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتضامن ورصّ الصفوف”.
الديار عنونت: عبداللهيان في رسالة من بيروت: ايران ولبنان لا يرغبان بالحرب
ترحيل ازمة رواتب القطاع العام للأسبوع المقبل لمعالجة حقوق العسكريين والمتقاعدين
تحريك الملف الرئاسي ينتظر انضاج مقترحات جديدة للجنة الخماسية
وكتبت صحيفة الديار تقول: من حرب غزة الى جبهة لبنان الملتهبة، يبدو ان المشهد يتأرجح بين المساعي الجارية لوقف النار في القطاع والانفجار الواسع في المنطقة، لا سيما في ظل إصرار رئيس حكومة العدو نتنياهو على الذهاب في عدوانه الى اقصى مدى باعلانه توجيه الجيش الاسرائيلي لمهاجمة رفح رغم التحذيرات الاميركية والدولية من تداعيات هذا العمل ومن الكارثة التي يمكن ان تنجم عن مثل هذا التهور، عدا محاذير ارتفاع وتيرة التوتر مع مصر التي ارسلت عشرات الدبابات والاليات الى الحدود مع رفح لمواجهة مخاطر ترحيل اكثر من مليون ونصف المليون باتجاه سيناء .
وعلى جبهة لبنان ارتفعت وتيرة المواجهات في الثماني والاربعين ساعة الماضية، ونفذت مسيرة اسرائيلية هجوما بصاروخين على سيارة في بلدة جدرا في اقليم الخروب على بعد حوالى 06 كيلومترا من الحدود الجنوبية، مستهدفة احد مسؤولي حركة حماس في لبنان، لكنها لم تحقق هذا الهدف، وادت الغارة الى مقتل لبناني مقيم في البلدة وهو بائع على بسطة، واخر سوري كان يمر على الطريق بواسطة دراجة نارية .
ولم يعرف مصير سائق السيارة الذي قيل انه نقل الى المستشفى .
وكان حزب الله امطر اول من امس بعشرات الصواريخ ثكنة كيلع في الجولان ومستوطنة كريات شمونة .
عبداللهيان: الهجوم الواسع على لبنان يعني نهاية نتنياهو
وفي غمرة هذا التصعيد كان وزير الخارجية الايراني حسين عبداللهيان يزور بيروت ويوجه رسالة قوية الى العدو الاسرائيلي مفادها انه اذا نفذ هجوما واسعا على لبنان ستكون نهاية نتنياهو. لكنه بدا ميالا الى ترجيح كفة الحل ووقف العدوان الاسرائيلي على غزة، مستندا الى فشله منذ العدوان وحتى اليوم في تحقيق اي انجاز .
واعلن ان لبنان وايران يريان» ان الحرب ليست الحل، ولم نكن نتطلع الى توسيع نطاقها».
وفي ختام زيارته قال عبداللهيان انه «رغم رغبة نتنياهو في استمرار الحرب، فان المنطقة تسير نحو الاستقرار والامن والحل السياسي».
واضاف «من الواضح ان نهاية الحرب هي نهاية لنتنياهو ولحكومته المتطرفة، وان انطباعنا ان نتنياهو يسعى لاخذ البيت الابيض رهينة له لكي يبقى مدة اطول على رأس السلطة في الكيان الاسرائيلي، وعلى البيت الابيض ان يختار في ان يبقى رهينة لدى نتنياهو او يتطلع الى الحل السياسي».
واذ اشار الى عدم تمكن الكيان الاسرائيلي من تحقيق اهدافه، قال «ان حلفاء هذا الكيان يعتقدون اليوم انه يجب التركيز على الحل السياسي «.
وحول مخاطر شن العدو حربا على لبنان قال «ان الكيان الصهيوني لا يستطيع ان يخوض حربا على جبهتين، وان قوة المقاومة وحزب الله في لبنان لا يمكن ان يتصورها هذا الكيان، ونحن على علم بقدرات المقاومة في لبنان».
وحذر اسرائيل قائلا «ان اي خطوة يقدم عليها الكيان الاسرائيلي بشن هجوم واسع النطاق على لبنان تحدد اليوم النهائي لنتنياهو والوضع في المنطقة «.
نصرالله: الجيش الاسرائيلي يعيش ازمة استراتيجية
وكان عبد اللهيان بدأ زيارته للبنان بلقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اكد «ان الجيش الاسرائيلي يعيش في ازمة استراتيجية، ولم يحقق ايا من اهدافه في الميدان».
وقال «ان المقاومة باتت تشكل عنصرا مهما في المعادلة الاقليمية، ولا شك ان انتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة امر حتمي».
لقاء بري وميقاتي وبوحبيب
والتقى عبداللهيان صباحًا الرئيس ميقاتي، واكد على تضافر الجهود للتوصل الى وقف العدوان الاسرائيلي على غزة .
وعقد مع الرئيس نبيه بري في عين التينة بعد الظهر اجتماعا مطولا استمر قرابة الساعتين، تناولا خلاله عددا من المواضيع المتصلة بحرب غزة والموجهات على جبهة لبنان والوضع اللبناني .
ثم عقد مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لقاء في الوزارة .
واكد بوحبيب ان موقف لبنان يرتكز على سلة متكاملة تضمن تطبيق القرار 1071 وتوقف الخروقات الاسرائيلية وتؤمن انسحاب «اسرائيل» من كل الاراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتعزيز الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمسؤولياته وفقا للقرار 1071 .
الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني، استطاع حزب الله الاستيلاء على مسيرة اسرائيلية، ونفذ سلسلة هجمات بالصواريخ على عدد من المواقع الاسرائيلية.
واغار الطيران الاسرائيلي على اطرف الخيام فاوقع 3 جرحى من النازحين السوريين، واغار على منزل غير مأهول في مركبا .
الملف الرئاسي ينتظر مقترحات اللجنة الخماسية
من جهة اخرى لم يطرأ اي جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي لا في الداخل ولا في الخارج، لا سيما في ظل طغيان الحدث الكبير المتعلق بتطورات حرب غزة والمواجهات المتصاعدة على جبهة لبنان مع العدو الاسرائيلي.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الشيء الذي يسجل مؤخرا في شأن ملف رئاسة الجمهورية هو ما انتهى اليه اجتماع الرئيس بري مع سفراء اللجنة الخماسية لا سيما لجهة الاتفاق على اهمية التشاور والحوار والتفاهم بين الاطراف اللبنانية في التمهيد لعقد جلسة مثمرة لانتخاب رئيس للجمهورية تختلف عن الجلسات ال13 التي عقدها مجلس النواب سابقا .
واشارت الى التوافق في وجهات النظر بهذا الخصوص بين رئيس المجلس والسفراء، وان بعضهم ابدى خلال الاجتماع استعداده للمساعدة في هذا الاتجاه .
وكشفت المصادر ان السفراء اتفقوا على اجراء كل منهم للقاءات ومشاورات مع الاطراف السياسية لتعزيز مثل هذا التوجه. ولفتت الى ان زيارة السفير المصري لمعراب ولقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يندرج في هذا الاطار، بالاضافة الى اطلاعه ان اجواء اللقاء مع الرئيس بري كانت جيدة وايجابية على عكس اي استنتاج اخر .
واوضحت المصادر ان السفراء يجرون لقاءات معلنة وغير معلنة مع اطراف وسياسيين ونوابا للبحث في موضع الاستحقاق الرئاسي، لكن ليس هناك برنامج رسمي ومحدد للقاءاتهم في هذا الاطار .
ووصفت تحرك السفراء بانه تحرك تمهيدي لاجتماع اللجنة الخماسية المركزي الذي لم يحدد بعد. ورأت انه يجري في الوقت الضائع، لا سيما ان ما يجري في الخارج على مستوى اللجنة او تحرك الموفد الفرنسي لودريان لم تنضج ظروف نجاحه وتوصله الى نتائج ملموسة يمكن ان تساهم مساهمة فعالة في مساعدة اللبنانيين لانتخاب الرئيس الجديد .
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ»الديار»، فان اعضاء اللجنة الخماسية لم ينتقلوا الى مرحلة طرح افكار او مقترحات جديدة محددة من شأنها ان تساعد على اخراج الملف الرئاسي من حالة المراوحة، وان الاشارة الجدية لتحقيق هذا الهدف هي في تراجع بعض الاطراف عن رفض الحوار بغض النظر عن شكله واليته .
من جهة ثانية عكس موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي في عيد مار مارون اجواء تصاعد التوتر الناجم عن ازمة عياب رئيس الجمهورية. واستدعى كلامه ردا غير مباشر من الرئيس نجيب ميقاتي في مستهل ترؤسه امس جلسة مجلس الوزراء حيث قال «هناك موضوع يثير لدي الحساسية ويتعلق بالحديث الذي يتم تداوله عن الاستئثار بادارة البلد والدويكا وما الى ذلك من كلام لا يمت الى الحقيقة بصلة. واكرر القول انني غير راغب في اخذ دور احد او الحل مكان احد، وعندما يكون هناك فراغ فالعتب واللوم يجب ان يوجه الى من تسبب بهذا الفراغ لا من يسعى لادارة البلد لمنع التأثير السلبي للفراغ».
وشن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب هجوما عنيفا على ميقاتي متهما اياه بالاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات بعض الوزراء. وقال «انه يرسل رسائل باتجاه المرجعيات الدينية ليقول لهم انا اقف على خاطركم ببعض الامور، لكنه يقف على خاطرهم ببعض الامور الثانوية، اما الامور السياسية الاساسية مثل التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء فانه يمعن في الاعتداء عليها».
الحكومة لتعديل مشروعها لزيادة الرواتب في القطاع العام
على صعيد اخر، ارجأت الحكومة بعد جلستها امس البت بموضوع زيادة رواتب الموظفين في القطاع العام المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، لاجراء اجتماعات مكثفة من اجل الوصول الى حل منصف قدر الامكان في هذه الظروف للجميع، كما ابلغ مصدر وزاري لـ «الديار» امس .
وقال المصدر ان التأجيل جاء بعد ان تبين لمجلس الوزراء امس ان هناك هوة واسعة بين ما هو مطلوب وما كانت تنوي الحكومة القيام به، وكذلك وجود تفاوت بين العاملين في القطاع العام والعسكريين، عدا وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين .
وكشف المصدر عن وجود 3 نظريات طرحت في هذا الموضوع، وان الحكومة رأت انه من الضروري اعادة النظر في ما كان مطروحا، وكان هناك تاكيد من الرئيس ميقاتي والوزراء على وجوب انصاف كل العاملين في القطاع العام عسكريين ومدنيين والمتقاعدين ايضا بطريقة عادلة .
واشار الى تأكيد الرئيس ميقاتي على اهمية اعادة تنشيط كل الادارات والمؤسسات في الدولة، وان الحكومة تعول كثيرا على هذا الموضوع، وقال «بدنا نمشّي ادارات الدولة، وما فينا نقبل يضل الوضع على ما هو اليوم».
وردا على سؤال قال المصدر الوزاري ان اجتماعات متتالية ومكثفة سيجريها الرئيس ميقاتي والوزراء المعنيون مع المسؤولين في وزارة المال والمعنيين في القطاع العام من ممثلين عن الجيش والقوى الامنية والموظفين والمتقاعدين في الايام المقبلة للوصول الى حل منصف يراعي في الوقت نفسه مالية الدولة ولا يحدث نتائج سلبية في سعر الصرف .
ولفت الى ان هناك مشاورات جرت مع مصرف لبنان لهذه الغاية وستتابع، خصوصا ان المبلغ النسبي المرصود للزيادة او التعويضات والحوافز والنقل يتراوح بين 8 و 01 الاف مليار شهريا.
وقال ردا على سؤال اخر ان الرئيس ميقاتي لم يتحدث عن فترة محددة لهذه الاجتماعات قبل بت الموضوع في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، لكن يتوقع ان تستغرق هذه العملية بين اسبوع وعشرة ايام .
وعلم ايضا ان الحكومة بصدد تعديل مشروعها الذي كان مطروحا، خصوصا في ما يتعلق بالمتقاعدين وبالعسكريين .
وعلمت « الديار» ايضا من مصادر مطلعة ان الرئيس ميقاتي عاد بعد جلسة الخميس الماضي والاحتجاجات التي رافقتها من قبل المتقاعدين الى اتخاذ قرار التريث باقرار ما كانت اعدته الحكومة بعد ان تبين له في اجتماعات اولية ان مشروعها افتقد الدقة والارقام الدقيقة، وان بعض المستشارين الاقتصاديين والماليين لم يتعاملوا مع هذا الموضوع وفق الارقام الصحيحة او حسابات اوضاع كل فئات القطاع العام .
اما السبب الثاني لتريثه فيعود الى شعوره بانه يتعرض لحملة ممنهجة من قبل بعض الجهات السياسية، وانه لا يريد ان يستغل هذا الموضوع في اطار هذه الحملة .
وكان تجمع العسكريين المتقاعدين قد اعلن تاجيل تحركه امس بعد ان علم مسبقا بقرار مجلس الوزراء تاجيل البت بموضوع الزيادة، وقال في بيان له «ان الخطوة الايجابية من قبله يجب ان تقابل بخطوة ايجابية من قبل الحكومة لبحث الاجور والرواتب بما يؤمن العدالة بين مختلف فئات القطاع العام وفقا للدراسة القانونية الصادرة عن المنبر القانوني للعسكريين المتقاعدين».
والمعلوم ان المتقاعدين العسكريين والمدنيين رفضوا الزيادة التي كانت الحكومة تتجه لاقرارها للمتقاعدين، وهي عبارة عن ثلاثة رواتب اضافية .
واقر مجلس الوزراء من جهة ثانية امس رفع بدل النقل في القطاع الخاص من 250 الى 450 الف ليرة .
الأنباء عنونت: رسائل إيرانية من بيروت والعدوان الإسرائيلي مستمر.. جنبلاط: فلسطين الأساس ولن تزول
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: في الوقت الذي لا تزال فيه التطورات الجارية في المنطقة تغلي على نيران الميدان العسكري بفعل كل إرتكابات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة، وفي حين لا يزال الواقع اللبناني مثقلاً بالأعباء والتحديات ومكبّلاً بالخلافات السياسية، كان الرئيس وليد جنبلاط يجدد التأكيد من موسكو التي عاد منها ليل أمس على العناوين الأساسية في المنطقة ولبنان، مشيرًا إلى أن تطبيق القرار 1701 لا يكون إلا بالإتفاق بين حزب الله والقوى اللبنانية الأخرى ومن خلال الدولة وتعزيز الجيش اللبناني، وبشرط تطبيق الأمور نفسها على إسرائيل، مذكّرًا باتفاق الهدنة الذي يحدد على لبنان وإسرائيل مسافة محايدة.
جنبلاط الذي أكد أيضا أولوية وأحقية قضية فلسطين التي هي الأساس ولن تزول، اعتبر أن لا إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلّة على 20 في المئة من الأرض العربية الفلسطينية، خصوصاً وأن الحرب مستمرة والتهجير القسري مستمر، والهدف الاسرائيلي هو التهويد الكامل.
في غضون ذلك بدا من اتساع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان وبلوغها ظهر أمس ساحل الشوف أنها تنذر بارتفاع احتمالات اندلاع حرب على نطاق أوسع، إذ يبدو أن قواعد الاشتباك المعمول بها بعد ٧ تشرين الأول تتغير بسرعة مع الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في النبطية واقليم التفاح وصور والزهراني وجدرا على ساحل الشوف.
وتزامنت هذه التطورات مع زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان إلى بيروت ولقاءاته التي شملت كلا من رئيسي مجلسي النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
مصادر سياسية رأت أن عبد اللهيان اختار بيروت لتوجيه رسالة الى الأميركيين فحواها أن “بلاده لا تريد الحرب في المنطقة، وهي على استعداد لضمان عدم التعرض للسفن الاميركية والاوروبية في البحر الأحمر”، واعتبرت أن “كلام عبد اللهيان عن الهدنة يعني بأن إيران هي في أجواء المفاوضات الجارية لتحقيقها، وأن زيارته الى لبنان تأتي ايضا لطمأنة حلفائها وأنها لن تتخلى عنهم”.
وفي المواقف المحلية فقد أشار النائب أحمد رستم في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى “تقدم الحديث عن مساعي التهدئة، وأن الرد على الطرح الذي حمله الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين جرى إبلاغه به من قبل الرئيسين بري وميقاتي وهو مرتبط بالوضع في غزة، وأنه عندما يتم تطبيق الهدنة في غزة تطبق في جنوب لبنان”.
وأكد رستم ضرورة “دعم أي مساعي تساعد على الحل، وخاصة في الملف الرئاسي، وضرورة انتخاب رئيس جمهورية لأن وضع البلد لم يعد يحتمل الشغور الرئاسي”، وأضاف: “لقد شبعنا من سياسة الإلغاء وذهنية تكسير الرؤوس”، متمنيا الوصول الى قواسم مشتركة لأن لبنان لم يعد يحتمل انقسامات، “فنحن بحالة حرب حقيقية، وانتخاب الرئيس يعيد انتظام عمل المؤسسات ويكون بداية حل للأزمة”، متوقفا عند اتهام البعض بمصادرة حقوق المسيحيين “لأن الحقيقة هي عكس ما يقال”.
ومع بقاء الوضع المعقّد داخلياً على ما هو عليه، كانت دعوة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط الى أن تنسحب الأجواء التي أدت الى تعيين رئيس للأركان على المجلس العسكري، لتحصين كامل لمؤسسة الجيش، وعلى انتخاب رئيس جمهورية الذي يجب أن يبقى على رأس الأولويات المحلية.