قالت الصحف:بين تداعيات الرد الإيراني وملف النازحين وآفاق المرحلة المقبلة
الحوار نيوز – خاص
بين تداعيات الرد الإيراني على إسرائيل وملف النازحين السوريين ،إنشغلت الصحف الصادرة اليوم ،فيما مجلس الوزراء يناقش اليوم توجهات الحكومة لمواجهة المرحلة المقبلة.
النهار عنونت: ملف النازحين يتقدم … “الخطط مضيعة للوقت” ؟
وكتبت صحيفة “النهار”: ما بعد الهجوم الايراني على اسرائيل، لن يكون كما قبله، بالنسبة لمعادلات الردع وتوازن القوى في المنطقة، لكنه قد يكون اشد سوءاً على غزة ولبنان وسوريا، بعدما تأكد ان لا ردّ ايرانياً على اسرائيل الا اذا اعتدت الاخيرة عليها مباشرة، وبالتالي فان اسرائيل التي اصيبت معنوياً، قد تردّ بالانتقام من اذرع ايران في المنطقة، وبالتالي اطالة أمد الحرب القائمة منذ تشرين الاول الماضي.
التطورات، الداخلية منها والخارجية المؤثرة، لم تبدل تبديلا في مواقف الاطراف، رغم الخطر المحدق بلبنان، والذي امكن تجاوزه ليل السبت الاحد، بعدم توسع الحرب الى اقليمية، ولكن من دون ان يؤثر الهجوم الايراني على اسرائيل، على مسار الحرب الاسرائيلية على لبنان، اذ وسعت تل ابيب اعتداءاتها، فضربت امس مواقع جديدة في عمق البقاع.
واذ حاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الافادة من التطورات، للم شمل الوزراء، الموالين والمعترضين- المقاطعين، حول طاولة مجلس الوزراء مجددا، “للبحث في التطورات الراهنة على الصعيدين الاقليمي والداخلي”، اضطر بفعل تأكيد وزراء استمرار مقاطعتهم، الى تحويل الجلسة للمناقشة فقط، من دون الحاجة الى نصاب قانوني.
واصدرت الامانة العامة لمجلس الوزراء بيانا جاء فيه: “شعوراً منه بالمسؤولية الوطنية وضرورة استمزاج آراء معظم السادة الوزراء والاستماع اليهم لاسيما في هذا الظرف الدقيق التي تمرّ به البلاد، قرر السيد رئيس مجلس الوزراء استبدال جلسة مجلس الوزراء التي كانت مُقررة صباح الاثنين بجلسة تشاورية تُعقد في نفس التاريخ والمكان والزمان المُقرر.
النزوح السوري
وينتظر ان تخصص جلسة مقبلة لمجلس الوزراء لمناقشة جدية لملف النزوح السوري، الذي سلط الضوء عليه مقتل منسق قضاء جبيل في “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، اذ شكل النزوح موضوع الخطب والتعليقات في الايام الماضية، خصوصا انه تزامن مع ذكرى الحرب اللبنانية (13 نيسان 1975)، وقد اعلن الرئيس ميقاتي من بكركي “اننا نقوم بوضع حل لأزمة النازحين السوريين من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا الى لبنان تحت عنوان “لاجئين”. يجب ان نميز بين السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية والذين يعملون ويساهمون في الاقتصاد وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الافادة من هذا الموضوع. عندما تصبح هناك مناطق أمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون اي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون فنحن نحترمه مثلما نحترم اي مواطن عربي اخر”.
وقد عاجله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فرد على ميقاتي قائلا: “بكل احترام، دولة الرئيس، هذه الخطط كلها مضيعة للوقت”.
الميدان
ميدانيا، استهدف قصف جوي إسرائيلي الأحد موقعا تابعا لـ”حزب الله”، في منطقة بين النبي شيت وسرعين قرب بعلبك ومبنى مؤلفا من طبقتين تابعا للحزب.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن “غارة جوية معادية استهدفت أحد المباني في بلدة النبي شيت ودمرته”.
وأفاد مصور في وكالة فرانس برس أن المبنى تحوّل إلى مجرد هيكل معدني.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس “أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو على موقع مهم لصناعة الوسائل القتالية تابع لمنظمة حزب الله الإرهابية في منطقة النبي شيت في العمق اللبناني”.
وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الحزب تنفيذ قصف بعشرات الصواريخ وعلى مرحلتين، استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، رداً على الغارات الإسرائيلية الليلية التي استهدفت “عدداً من القرى والبلدات الآمنة”.
الى ذلك، نعى “حزب الله” في بيان احد مقاتليه من بلدة الخيام.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مواقع تابعة لحزب الله في بلدتي الخيام وكفركلا.
وتم قصف اطراف بلدة حولا حي “بئر المصلبيات” قبالة موقع العباد الاسرائيلي. كذلك استمر تحليق متواصل للمسيرات الاسرائيلية جنوب وشمال منطقة نهر الليطاني.
ومنذ 8 تشرين الاول الماضي، سقط في لبنان 364 شخصا على الأقلّ بينهم 240 عنصرا في “حزب الله” و70 مدنيا، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
الأخبار عنونت: مشاورات رسمية وسياسية وميقاتي يدعو لعقد الحكومة: الغربيون يبحثون موقف لبنان في ظل التـصعيد
وكتبت صحيفة “الأخبار”: بين ردّ إيران على استهداف قنصليتها في دمشق وتوقّع رد العدو على الرد، وما قد ينتج عنه من تداعيات، تركّزت الاهتمامات في بيروت على كيفية احتواء ما قد يحصل، في ظل شلل مؤسساتي وازدياد الانقسام الداخلي والاحتقان الطائفي بعد مقتل منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان في عملية سطو ومحاولة معراب الاستثمار في الجريمة.وأشارت مصادر متابعة إلى أن «الاهتمام الدولي بالملف اللبناني سجّل تراجعاً في الأسابيع الماضية لقناعة الدول المعنية بعدم القدرة على إحداث أي خرق سياسي أو عسكري»، ولفتت إلى أن التطور الإقليمي المتمثل بالرد الإيراني «قد يبدّل الوضع إذا ما صدقت مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة قد تضغط على إسرائيل للقبول بهدنة مقابل الحماية التي أمّنتها لها»، وهو ما «سينسحب على لبنان أيضاً الذي يتوقع أن يشهد نشاطاً دبلوماسياً خاصاً بالملف الرئاسي بعدما انتهت عطلة الأعياد». وفي هذا السياق، أشارت المصادر إلى أن «السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون أوحت في الأيام الماضية بوجود قرار لدى إدارتها بالدخول جدياً في هذا الملف والبدء بضغط حقيقي بعدما تركت هامش الحركة للآخرين طويلاً».
وعلمت «الأخبار» أن عدداً من الدبلوماسيين الغربيين طلبوا مواعيد عاجلة مع مرجعيات رسمية وسياسية لأجل مناقشة تداعيات الرد الإيراني من جهة، وإمكانية تفعيل المساعي لإجراء انتخابات رئاسية في وقت قريب. وقالت المصادر إن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في لبنان، وخصوصاً الأوروبية، أجرت اتصالات موسّعة للوقوف على تطوّر الأوضاع الأمنية، وشدّدت على «تحييد» لبنان عن أي تصعيد إقليمي قد يحصل عقب الردّ الإيراني. وبحسب المصادر فإن الدبلوماسيين الأجانب «أوحوا بأنهم كانوا يترقّبون الردّ الإيراني، ويرونه وشيكاً جداً، لكنهم لم يتصرّفوا على أساس أن المنطقة مقبلة على حرب شاملة، فهم تابعوا ترتيب مواعيد لهم مع مسؤولين في لبنان، خلال الأسبوع المقبل، بشكل طبيعي، من دون تأخير أو انتظار تطوّرات ما». كما لم تُظهر السفارات الغربية في بيروت أي سلوك يشي بتوقّعها حصول تطوّرات تتطلّب إجراءات استثنائية.
من جهته، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة طارئة للحكومة اليوم لمواكبة التطورات قبل أن يضطر لاستبدالها بلقاء وزاري تشاوري لوجود حوالي 4 وزراء خارج البلاد. وكرّرت مصادر وزارية استغرابها «إصرار وزراء التيار الوطني الحر على المقاطعة، خصوصاً أن ميقاتي ذكر أنه يدعو لهذه الجلسة انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية وهو كان يوجه دعوة إلى جميع الوزراء من دون استثناء»، وسألت «عن الظرف الذي يعتبره التيار الوطني حساساً وضرورياً للاجتماع». وقالت مصادر قريبة من ميقاتي إن «الأخير راهن على حكمة التيار بالسماح للوزراء بالحضور بما أن لا جدول أعمال للجلسة، باستثناء الخطر المحدق والتطورات في المنطقة والوضع الأمني في لبنان وبالتالي الأمر لا يحتمل الكيدية. لكن لم يُسجّل أي تفاعل من وزراء التيار الوطني».
وكان ميقاتي قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري معايداً، وناقشا الأوضاع الأمنية على خلفية الحرب المستمرّة في غزة والعدوان على جنوب لبنان، وتداعيات الردّ الإيراني (قبل أن يقع) على مجمل المشهد الأمني في المنطقة، ولبنان خصوصاً. وسُجّلت خشية من تطوّر الأوضاع الأمنية، خصوصاً في ظلّ التهديد الإسرائيلي بالردّ على الهجوم الإيراني، رغم أن عدم مشاركة حزب الله في الردّ الإيراني مباشرة «كان مطمئناً إلى حدٍّ بعيد».
الجمهورية عنونت: مجلس وزراء تشاوري اليوم.. ولبنان يترقب قراراً أوروبياً حول النازحين
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: يستمر لبنان والمنطقة في التنقّل من حبس أنفاس الى آخر، ويتوقع أن يبقيا على هذه الحال الى حين رسوّ الاوضاع اللبنانية والاقليمية على بر معيّن. فبعد حبس الانفاس الذي سبق الرد العسكري الايراني على اسرائيل ورافقه وتلاه، بدأت مرحلة أخرى من حبس الانفاس في ضوء قرار مجلس الحرب الاسرائيلي بالرد العسكري على الرد الايراني، والذي سيستدعي رداً جديداً لوّحت به طهران في وجه إسرائيل.
لامسَ لبنان الرد الايراني على الاستهداف الاسرائيلي الاخير للقنصلية الايرانية في دمشق من خلال ما شهدته الجبهة الجنوبية من مواجهات وهجمات قُبَيل الرد فجر امس وخلاله وبعده من القطاع الغربي صعوداً حتى القطاع الشرقي والجولان، وما رافقه من استنفار عام وتحسّب لكل الاحتمالات فرض إغلاق الاجواء اللبنانية امام الملاحة الجوية منذ منتصف ليل امس الاول وحتى صباح امس.
وقد جاء الرد الايراني والتوعد الاسرائيلي بالرد عليه ليصرف الاهتمام عن الاستحقاقات الداخلية التي يتوقع ان تتحرك الاتصالات والمشاورات في شأنها لبنانياً وعلى مستوى المجموعة الخماسية العربية والدولية التي سيُعاود سفراؤها لقاءاتهم مع المسؤولين والكتل السياسية والنيابية بعد يومين، حيث من المقرر أن يلتقي سفراء فرنسا ومصر وقطر خلال الايام القليلة المقبلة كلّاً من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وتكتل «الاعتدال الوطني» وكتل نيابية أخرى، وذلك في اطار التحضير لتشاور نيابي يمهّد لعقد جلسات انتخابية مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد.
وفي ضوء التطورات الداخلية والاقليمية المُتأتية عن الرد الايراني على اسرائيل وما يمكن ان يكون له من تداعيات على لبنان والمنطقة في ضوء الرد الاسرائيلي المتوقّع عليه حسبما َرشح من اجتماع حكومة الحرب الاسرائيلية مساء امس، استبدلَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء دعا اليها أمس بجلسة تشاورية تُعقد عند التاسعة والنصف صباح اليوم في السرايا الحكومية، وذلك «شعوراً منه بالمسؤولية الوطنية وضرورة استمزاج آراء معظم السادة الوزراء والاستماع اليهم لا سيما في هذا الظرف الدقيق التي تمرّ به البلاد»، وذلك بحسب بيان وزّعه مساء أمس الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.
مرجع حكومي
وقال مرجع حكومي لـ«الجمهورية» انه سيتم خلال الجلسة التشاورية البحث في ملف النازحين عشيّة القمة الاوروبية المقررة بعد غد في بروكسل، كما سيتم البحث في الأوضاع السائدة في المنطقة واعلان موقف في هذا الصدد. كذلك سيستمع المجتمعون من المدير العام لوزارة الاقتصاد الى عرض حول الواقع التمويني في البلاد واسعار المواد الغذائية والتموينية وتحديد ما يمكن اتخاذه من اجراءات لتخفيف الاعباء عن المواطنين. واشار الى ان البحث سيتناول الوضع السائد في الجنوب في ضوء الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية والعمل على مساعدة الجنوبيين في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وكان ميقاتي قد أهابَ، لدى دعوته الى جلسة مجلس الوزراء التي استبدلت بالجلسة التشاورية، بجميع الوزراء المشاركة في الجلسة ولا سيما المقاطعين منهم، معتبرا ان حضورها «ضروري في هذا الظرف الدقيق ولا سيما على المستوى الوطني». واعتبر أن الدعوة الى جلسة تأتي من «باب واجباته الدستورية وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية»، واضعاً الدعوة «بتصرف الجميع تلبية لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه».
تحريك عودة النازحين
وقد تلاحقت مواقف ميقاتي، خلال الأيام القليلة الماضية، حول سبل معالجة قضية إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم. فالخميس الماضي، أعلن خلال تقديم التعازي لعائلة المغدور باسكال سليمان، أنه يتم العمل على حل وَصَفه بـ»المهم جداً جداً» في ملف النزوح السوري، وأنه سيتم الكشف عن هذا الحل في نهاية شهر نيسان الجاري، مشيراً إلى أنه سبق وطُرحت حلول وخطط في ملف النازحين، «وكلها لم توضع موضع التنفيذ، أمّا اليوم فإن الحلول هي للتطبيق».
ومن بكركي، قال ميقاتي بعد زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: انّ الحل (للنازحين) يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة، لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا إلى لبنان تحت عنوان لاجئين. وعندما يصبح هناك اعتراف دولي بوجود مناطق آمنة في سوريا، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون أي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني».
وفي خلفيات «اطمئنان» ميقاتي ورهانه على «الحل المهم»، علمت «الجمهورية» من مصادر وزارية لبنانية، أنه خلافاً لأجواء بعض الوزراء السلبية حول الموقف الأوروبي من خطة الحكومة لإعادة النازحين السوريين والضغط لعدم تنفيذها، فإنّ ميقاتي يراهن على اتصالات سيجريها الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس الذي زار لبنان أخيراً، مع دول الاتحاد الأوروبي، لتغيير سياساتها حيال إعادة النازحين السوريين ودعم عودة الراغبين منهم بالعودة مهما كان عددهم.
وينتظر أن يجري الرئيس القبرصي هذه الاتصالات خلال المؤتمر الدولي الذي ينظّمه الاتحاد الاوروبي في بروكسل نهاية أيار المقبل، والخاص بالوضع في سوريا والنازحين السوريين والمهاجرين. وسيطرح الرئيس القبرصي ملف النازحين في هذا المؤتمر، ويتحدث عن خطر النزوح على لبنان وقبرص أيضاً، وضرورة ان يوجِد المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي حلاً لهذا الملف.
وأفادت أوساط حكومية معنية أن لبنان ينتظر قراراً مهماً يصدر بعد غد الأربعاء عن الإتحاد الأوروبي، ويعتبر أن سوريا بجزءٍ كبيرٍ منها أصبحت آمنة لعودة النازحين. وأشارت هذه الاوساط إلى أن كُلاً من فرنسا وألمانيا تعارضان هذا القرار، في حين أن هذا الموقف سيحضر في مؤتمر بروكسل الخاص بموضوع سوريا والنازحين المقرر الشهر المقبل، الذي دُعي رئيس الحكومة الى المشاركة فيه باعتبار لبنان دولة مستضيفة للنازحين، كذلك سيشارك فيه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الجمهورية» تَفهم الغرب للموقف اللبناني من مسألة النازحين، لأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل الاعباء، معتبرة أن هناك عملا جاريا لإيجاد حل بما يصبّ في مصلحة لبنان ويُطمئِن النازحين.
عين على بروكسل
ولذلك تتجه الأنظار الى ما يمكن أن تأتي به القمة الاوروبية المقررة بعد غد في بروكسل على مستوى الرؤساء، حيث ستناقش المبادرة التي تنوي قبرص طرحها ومعها اليونان سعياً الى تسويق خطة الاتحاد لتسهيل عودة النازحين السوريين من تلك الدول الى أراضيهم الأصلية في سوريا وما تقتضيه المرحلة.
وقبل أيام على هذه القمة لفتت مصادر ديبلوماسية غربية عبر «الجمهورية» الى صعوبة اتخاذ أي قرار في المرحلة الحالية تُجمِع عليه الدول الأوروبية الـ27، إن وصلت المناقشات الى أي اقتراح يتعلق باعتبار انّ هناك مناطق واسعة في سوريا آمنة ويمكن أن تستعيد نازحيها سواء من لبنان او من الدول الأوروبية.
طرح «القوات»
الى ذلك، وغداة مراسم دفن منسق «القوات اللبنانية» في مدينة جبيل باسكال سليمان، كشفت مصادر في «القوات اللبنانية» انّ وفداً من كتلتها النيابية سيزور وزير الداخلية بسام مولوي اليوم تتقدّمه النائب ستريدا جعجع لعرض اقتراحات عدة تتناول ملف النزوح السوري، وستقدم مجموعة من الأفكار العملية التي يمكن ترجمتها بسلسلة من التعاميم تُكمل ما بدأته الوزارة قبل فترة. وكما في السابق يمكن تعميمها على البلديات ورؤساء اتحاداتها كما على مستوى الاقضية والمحافظات.
تصعيد عسكري
وعلى الجبهة العسكرية، اعتدت اسرائيل مجدداً امس على منطقة البقاع، حيث أغار طيرانها الحربي على السهل بين بلدات النبي شيت وسرعين الفوقا والخضر في منطقة البقاع الشرقي، استهدف منزلاً خالياً ولم تقع اصابات. وافادت مصادر ميدانية أن الغارة التي حصلت كانت عنيفة جداً، حيث سُمع دويّها في أرجاء المنطقة، وهي حصلت قرب عدد من المنازل. وزعم الجيش الإسرائيلي انه قصف «موقعاً مهمّاً تابعاً لـ»حزب الله» لصناعة الوسائل القتالية بمنطقة النبي شيت في العمق اللبناني».
وواصل العدو الاسرائيلي طوال ليل امس الاول وحتى فجر امس، عدوانه على قرى الجنوب، فنفّذ سلسلة من الغارات الجوية العنيفة وقصفا مدفعيا ثقيلا وصواريخ أرض ـ أرض استهدفت منطقة الخريبة بين الخيام وراشيا الفخار ومنطقة برغز والدلافة في حاصبيا. وتَبعَ ذلك قصف مدفعي عنيف من عيارَي 155 و 175 ملم وإطلاق صواريخ أرض ـ أرض في اتجاه منطقة برغز والخريبة في أطراف الخيام، وعلى منطقة الخردلي والمناطق الحرجية في أطراف بلدة كفرشوبا، وعلى محيط بلدة حولا ووادي السلوقي. وبين الرابعة فجراً والخامسة والنصف صباحاً، اغار الطيران الحربي على كفركلا والعديسة والخيام، واستهدف بالصواريخ مرتفعات إقليم التفاح.
وتمّ تسجيل عدد من الاصابات وشهيد من جرّاء الغارة على الخيام. كذلك، سجّل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات الجيش في بلدة جديدة مرجعيون، وقالت الوكالة «الوطنية للإعلام» إن العناصر العسكرية نَجت بأعجوبة، حيث تسبب الصاروخ بأضرار مادية جسيمة في المكان والمنازل المجاورة. وقبَيل العاشرة صباحاً، أغار الطيران الاسرائيلي على محيط منطقة المتنزهات في جبل صافي بأقليم التفاح. كذلك أغار مجددا على بلدة كفركلا وعلى بلدتي مارون الراس وعيترون.
وردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى والبلدات الآمنة، أعلنت «المقاومة الإسلامية» انّ مجاهديها استهدفوا فجر أمس مقر الدفاع الجوي والصاروخي في «ثكنة كيلع» في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وردوا على الغارات الإسرائيلية الليلية التي استهدفت عددًا من القرى والبلدات الآمنة وآخرها الخيام وكفركلا باستهداف المواقع الإسرائيلية «نفح ويردن وكيلع» في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
فيما أعلنت قناة 12 العبرية: انه تمّ ليل السبت – الاحد إطلاق أكثر من 100 صاروخ من لبنان في اتجاه المناطق الشمالية.
واعلنت المقاومة الإسلامية استشهاد احد المقاومين، وهو جهاد علي أبو مهدي، من بلدة الخيام في جنوب لبنان، «والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
عينٌ على واشنطن
وفي هذه الاجواء المحمومة عسكريا والمعقدة سياسيا وماليا ونقديا، قالت مصادر وزارية ومالية لـ«الجمهورية» انّ الأنظار ستتجه في الساعات المقبلة الى اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن المقررة بدءاً من بعد غد الاربعاء، والتي سيشارك فيها لبنان بوفد وزاري ومالي على أعلى المستويات يضمّ نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ووزير الاقتصاد أمين سلام وحاكم مصرف لبنان المركزي بالانابة الدكتور وسيم منصوري وعدد من المساعدين الكبار، وقد سبقهم الى العاصمة الاميركية مستشار رئيس الحكومة سليم الضاهر قبل أيام قليلة من أجل القيام باتصالات مسبقة.
وعلى جدول أعمال الاجتماعات الدورية السنوية، وخصوصا بالنسبة الى صندوق النقد الدولي، مصير التفاهم الأولي على مستوى الموظفين الكبار الذي تم التوصّل إليه مع لبنان في مطلع نيسان قبل عامين ومستجدات الوضع النقدي والمالي اللبناني في ضوء التطورات الجارية في المنطقة وعجز اللبنانيين عن القيام بأي خطوة إصلاحية سبق لهم أن تعهّدوا بها منذ ذلك الاتفاق، وما يمكن ان يؤدي اليه تعثّرها.
وعلى جدول أعمال اجتماعات البنك الدولي أيضا عدد من البنود الخاصة بعلاقاته مع لبنان، وخصوصاً ما يتعلق ببعض القروض المعقودة مع لبنان، والتي خصّص بعضها لدعم المجتمعات الضعيفة والفقراء عبر وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الاقتصاد التي استثمرت في دعم القمح على مدى الفترة السابقة وسط محاولات لتجديد طرح بعض طلبات القروض الاضافية التي يحتاجها لبنان في المجالات عينها.
لبنان والهجوم
من جهة ثانية، وعلى وَقع الرد الايراني على اسرائيل شهدت محطات المحروقات في جنوب لبنان ومناطق بيروت ليل السبت – الاحد زحمة شديدة، مع اصطفاف طوابير السيارات لتعبئة البنزين، وذلك خوفاً من انقطاعه اذا حصل أي تصعيد أمني داخل المناطق اللبنانية، بعد الهجوم الايراني على الكيان الاسرائيلي الذي أدى إلى توتر الوضع الأمني في الشرق الاوسط كله.
وقال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا صباح امس ان المحروقات مؤمنة والكميات الموجودة تكفي لأيام، ومادتي البنزين والمازوت متوافرتان ولا داعي للقلق عند المواطنين.
وقد علّق مطار بيروت الدولي رحلاته منذ الثانية فجر امس حتى السابعة صباحاً، ثم اعلنت شركة «طيران الشرق الأوسط» في بيان، انه «نظراً للتطورات المستجدة في المنطقة تعلن شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية عن تأجيل جميع رحلاتها التي ستنطلق صباح الأحد (أمس) الى مواعيد تُحدد لاحقاً باستثناء الرحلات التالية التي ستُقلع من مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت عند الساعة التاسعة صباحاً».
وأعادت المديرية العامة للطيران المدني فتح مطار رفيق الحريري الدولي عند السابعة صباح أمس، وذلك بعد أن تم إغلاق المجال الجوي اللبناني احترازيًا منذ الاولى فجر امس بسبب التوترات التي شهدتها المنطقة عقب الرّد الإيراني على القصف الإسرائيلي لقنصلية إيران في دمشق.
اللواء عنونت: ارتداد حذر للضربات الإيرانية: تشاور وزاري وعودة الملاحة إلى المطار
وكتبت صحيفة “اللواء”: يترقب لبنان مضي ساعات إضافية، بدءاً من اليوم، ليبني مسؤولون وسياسيون على الشيء مقتضاه، مع أول يوم عمل بعد عطلة عيد الفطر السعيد المديدة، التي كادت أن تقترب من أسبوع، في ضوء وما يترتب على الردّ الإيراني بضربات صاروخية ومسيّراتية قبيل منتصف ليل السبت – الاحد (13-14 نيسان) على مراكز محددة باسرائيل، رداً على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، وما أدت إليه من خسائر بشرية ومعنوية ودبلوماسية.
ولاحظت مصادر سياسية أن لبنان الرسمي كان الغائب الوحيد عن التطورات المستجدة والمتسارعة التي حصلت في الايام الماضية،ان كان في الاتصالات والمشاورات التي سبقت الرد الإيراني لطمانته واستبعاد اية ارتدادات سلبية عليه، او من الدول الفاعلة والصديقة التي تولت مواجهة الرد الإيراني واستيعاب فاعليته وتاثيره، وكأنه غير معني بما يحدث اومستبعد بسبب وجود حزب الله الذي يتولى التواصل مع الجانب الايراني.
واشارت المصادر إلى اقنية اتصال ثانوية اميركية ،تولت إبلاغ الجانب اللبناني صباح امس بانتهاء الرد الإيراني على إسرائيل عند هذا الحد،واستبعدت حدوث رد إسرائيلي على ايران،لرفض الولايات المتحدة الأمريكية لهذا التصرف.
وكشفت المصادر إلى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا لعقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي اليوم، بداية مخصص للتشاور بمستجدات الاوضاع المتدهورة اقليميا، واستبدله بجلسة تشاور وزارية بعدما فوجيء بغياب ثلاثة وزراء خارج البلاد،ما يؤدي إلى فقدان نصاب الجلسة.
من جهة ثانية،يترقب لبنان نتائج الاجتماع المقرر لرؤساء الدول الاوروبيه الخميس المقبل في بروكسل، والذي يبحث في موضوع اللجوء السوري في لبنان وسبل معالجتها.وعلم ان الرئيس القبرصي الذي زار لبنان الاسبوع الماضي، سيقدم خطة متكاملة لمعالجة موضوع النازحين السوريين الذي يهدد لبنان وقبرص وسائر الدول الاوروبيه، ويقترح حلولا لهذه المشكلة.
ولئن بدت الضربة الايرانية محسوبة بعناية بين انفاذ التهديد بالردّ، وإقامة الحسابات الكفيلة بعدم الذهاب بالمنطقة الى خط اللاعودة، وكانت على اتصالات مباشرة مع الأطراف الدائرة في فلكها، واخطرت الولايات المتحدة بالوسائل الدبلوماسية ان الضربة تهدف الى الردّ وليس الى إحداث خسائر كبيرة حتى في «دولة الاحتلال»، فإن المشهد اللبناني تماهى مع هذه الوضعية، وتحركت مسيّرات الحزب وصواريخه نحو أهداف مرسومة، في حين تولت مدفعية الاحتلال وسلاح الجو لديه بضربات متفرقة من الجنوب الحدودي الى اقليم التفاح، وصولاً الى البقاع، مع غارة صباحية على سرعين في البقاع، والقريبة من قرية النبي شيت.
واحتلت وضعية الطيران المدني والرحلات، سواء الى بيروت، او منها الى دول الاغتراب وأوروبا نقطة الاهتمام، سواء في مطار رفيق الحريري الدولي، او سائر مطارات المنطقة القريبة، بما في ذلك بيانات شركات الطيران العالمية.
وبعد توقف اضطراري أسوة بالتوقف والاقفال في المطارات المتأثرة بالضربات الجوية، اعيد افتتاح المطار امام الملاحة الدولية، واعلنت شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل ايست) ان رحلاتها المجدولة لليوم الاثنين ستبقى في مواعيدها، مع رحلات معدلة، وفقا لجدول معلن.
في حين أجلت بعض شركات الطيران (Air France) رحلاتها الى اليوم، اشار وزير الاشغال العامة والنقل علي حميدة الى ان «المديرية العامة للطيران المدني تتواصل مع كل شركات الطيران لجدولة رحلاتهم»، مؤكدا ان «أجواء مطار بيروت مفتوحة لكل الطائرات والشركات هي المعنية بجدولة رحلاتها عبر طائراتها، والمديرية العامة للطيران المدني تقوم بكل ما هو مطلوب منها لتسهيل العمل على أكمل وجه».
جلسة تشاور
حكومياً، استبدلت جلسة مجلس الوزراء التي كانت متوقعة اليوم، بجلسة تشاورية، في ضوء ما استجد من تطورات.
وصدر عن الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية ان الرئيس نجيب ميقاتي قرر استبدال جلسة مجلس الوزراء، التي كانت مقررة صباح اليوم بجلسة تشاورية تعقد في نفس التاريخ والمكان والزمان عند التاسعة والنصف من صباح اليوم، وذلك لاستمزاج آراء الوزراء والاستماع اليهم، لا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد.
وقالت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ «اللواء» أن انعقاد لقاء تشاوري اليوم عوضاً عن جلسة حكومية يهدف إلى تجنب إصدار أي قرار يشكل محور انتقاد من بعض القوى السياسية بشأن تعاطي الحكومة مع التطورات الأخيرة. وقالت هذه المصادر أن ذلك لا يعني عدم توقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء عند ما سجل مؤخرا من احداث، الأمر الذي يتطلب المزيد من الوعي ، وقد يصدر موقف في هذا السياق لاسيما أن الوضع في المنطقة يشهد وضعاً غير مستقر.
أما بالنسبة الى ملف النازحين فإنه ليس مدرجا للبحث الموسع في اللقاء، إلا أنه قد يحضر من باب التأكيد على أنه أساسي وهناك متابعة له.
وكان الرئيس ميقاتي، الذي عزّا بمنسق «القوات اللبنانية» في جبيل بسكال سليمان، زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وصرح بعد اللقاء بأنه استمع الى هواجس البطريرك الامنية والسياسية والاجتماعية للاقتصاية، معتبرا ان بداية الحل تكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الراعي: عدم انتخاب الرئيس يفكك العائلة
في المواقف شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ان الوحدة الوطنية وثقافتها تقتضي أمرين: اجراء التطورات في مؤسسات الدولة وهيكليتها، وحمل رسالة السلام والتفاهم وبين شعوب المنطقة العربية والعالم، واحترام حقوق الانسان في مجتمعنا المشرقي، داعيا القوى السياسي إلى الكف عن النعرات المتبادلة، والعمل على شد اواصر العائلة اللبنانية، معتبرا ان الامعان عمداً بعدم انتخاب رئيس الجمهورية يزعزع الميثاق وثقافة الوحدة في التنوع، ويؤدي غيابه الى تفكك العائلة اللبنانية كما هو حصل.
وفي المواقف من الضربة الايرانية لاسرائيل اعتبر الرئيس نبيه بري ان الرد الايراني أرسى قواعد اشتباك جديدة على مستوى المنطقة برمتها.
ووصف حزب الله ما حصل بأن ايران مارست حقها الطبيعي والقانوني بالرد على العدوان الصهيوني، ووصف الرد بالقرار الشجاع والحكيم بالرد الحازم على العدوان الصهيوني على القنصلية الايرانية في دمشق، وأن العملية حققت اهدافها العسكرية بدقة.
واليوم تزور النائب ستريدا جعجع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لنقل شكر «القوات» على الجهود التي بذلت لكشف تفاصيل حاسمة في جريمة اغتيال الناشط سليمان، فضلا عن التباحث بموضوع الانتخابات البلدية والاختيارية وعدم الامكانية على اجرائها في مواعيدها في كل المحافظات اللبنانية.
الوضع الميداني
وسجل يوم امس، سلسلة غارات اسرائيلية على بلدات الظهيرة وكفركلا والعديسة والخيام، ونعت المقاومة الاسلامية شهيداً من بلدة الخيام.
ووسط التوتر، حلق الطيران الحربي المعادي بشكل كثيف فوق الأراضي اللبنانية، فيما انفجرت صواريخ اعتراضية في الأجواء. كذلك، سجل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون. وقد نجت العناصر العسكرية بأعجوبة، حيث تسبب الصاروخ بأضرار مادية جسيمة في المكان والمنازل المجاورة.