قالت الصحف:بين المبادرة المصرية والترسيم البحري مع قبرص

الحوارنيوز- صحف
ركزت الصحف الصادرة اليوم على المبادرة المصرية في ضوء زيارة وزير الخارجية المصرية للبنان ،فضلا عن ترسيم الحدود البحرية مع قبرص.
النهار عنونت: لبنان يتقلّب على صفيحين عشية زيارة البابا… المبادرة المصرية تجدّد التحذير من حرب
وكتبت صحيفة “النهار”: سقطت كل المخاوف أو التقديرات الاستباقية التي ترددت طويلاً حيال احتمال إلغاء أو إرجاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان ما بين الأحد والثلاثاء المقبلين، بسبب الأوضاع الشديدة الالتباس والتهديدات بعملية إسرائيلية واسعة في لبنان، وذلك حين أعلن البابا بنفسه أنه متوجه اليوم إلى تركيا ولبنان. إذ كتب على حسابه عبر منصة إكس: “سأتوجه غدًا (اليوم) إلى تركيا ثم إلى لبنان في زيارة لشعوب هذين البلدين العزيزين الغنيين بالتاريخ والروحانية. ستكون أيضًا فرصة لإحياء ذكرى مرور 1700 عام على مجمع نيقية ولقاء الجماعة الكاثوليكية والإخوة المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى. أسألكم أن ترافقوني بالصلاة”.
والحال أن العد العكسي لوصول البابا إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي بعد ظهر الاحد المقبل، انطلق وسط مشهد من الازدواجية القياسية التي تطبع وضع لبنان. فالزيارة تفتح باب الآمال العريضة بأن تشكل حافزاً ورافعة عملاقة لدفع مناخات دعم استقرار لبنان والحؤول دون تعريضه تكراراً لتجارب حربية مدمرة. وفي الوجه الآخر المعاكس تسابق الجهود والوساطات الديبلوماسية، كالوساطتين المصرية والفرنسية ما يخشى أن يكون قراراً إسرائيلياً نهائياً لا ينقصه سوى التوقيت في إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد “حزب الله” في لبنان.
وتجسّدَ هذا السباق المحموم، في تزامن استئناف التحرك المصري في اتجاه لبنان أمس، مع حلول سنة على اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. واكتسب كلام رئيس الجمهورية جوزف عون خلال استقباله السفير الأميركي ميشال عيسى دلالات بارزة، إذ حمّل عون السفير “شكره للتهنئة التي وجهها اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة ذكرى الاستقلال، ولما صدر عنه في مؤتمره الصحافي الأخير عن رغبته في توجيه دعوة للرئيس اللبناني لزيارة الولايات المتحدة الأميركية. وعبّر عن امتنانه للدعوة وجهوزيته لتلبيتها”.
ولقي عون دعماً قوياً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن في حديث خاص لـ”النهار”، “أن بكركي ترى أن الحل لملف سلاح “حزب الله” هو عبر الديبلوماسية وليس بالمواجهة المسلحة، وهو ما يعتمده رئيس الجمهورية جوزف عون وهو عين الصواب”، متخوفاً من “أن يؤدي استخدام القوة إلى وقوع حرب أهلية ومواجهة مع الجيش”. ورفض الراعي “الربط بين انسحاب إسرائيل من الجنوب وتسليم السلاح، والمقايضة بين الأمرين، وبالتالي على “حزب الله” أن يسلّم سلاحه وهذا قرار نهائي”، كما قال. وسأل: “ما هي قيمة هذا السلاح بعد؟ كي يقاوم من”؟. وقال “نعتبر أن دعم الرئيس ودعم عمله السياسي والاقتصادي واجب وطني، وواجبنا دعمه لتسيير شؤون الدولة”. (الحديث ص 4).
وبدوره رأى رئيس الحكومة نواف سلام أنه “ليست هناك اليوم أولويات محددة في الواقع اللبناني، لأن كل الأمور السياسية والحياتية والاقتصادية والمالية هي من الأولويات “. واعتبر “أن الانسحاب الإسرائيلي أولوية، وكذلك حصر السلاح والكهرباء والودائع وغيرها من الأمور العالقة”.
وعن موضوع المفاوضات مع إسرائيل قال: “ليس عندنا عقدة في هذا الموضوع، والرئيس نبيه بري على حق عندما قال أن هناك لجنة الميكانيزم والتفاوض يتم من خلالها، لكن لم يتم التقدم في هذا المجال”.
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية، برزت اشارة لافتة في حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن مهلة أميركية لـ”حزب الله” حتى نهاية السنة. إذ قال كاتس أنّه “لا يعتقد أن حزب الله سيتخلى عن سلاحه طوعا”، مشيرًا إلى أن “الأميركيين ألزموا حزب الله بالتخلي عن سلاحه حتى نهاية العام ولا أرى أن هذا سيحدث”. وقال: “إن لم يسلم حزب الله سلاحه فلا مفر من العمل مجدداً بقوة في لبنان”. وأشار إلى أن “اتفاق الحدود البحرية مع لبنان به نقاط ضعف وقضايا إشكالية وسنعيد النظر في شأنه مع لبنان”. وكرّر أن “لبنان لن ينعم بالهدوء من دون ضمان أمن إسرائيل”.
وفي المقابل، كانت طهران تصعّد منسوب تدخلها السافر في لبنان عبر دفاعها عن”حزب الله” وسلاحه، إذ أعلن مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي اكبر ولايتي أن “وجود حزب الله بات بالنسبة للبنان أهمّ من الخبز اليومي”. وقال: “حزب الله كان منقذاً للشعب اللبناني، وإيران ستواصل دعمه، واعتداءات إسرائيل تظهر النتائج الكارثية لنزع سلاحه بالنسبة للبنان”.
وسارع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى الرد فقال: “سيد خامنئي ومسشاره العزيز، لو أنكما تهتمان بشؤون الإيرانيين وسجونهم لكان ذلك أفضل لنا جميعاً. فلبنان دولة مستقلة لها دستورها، وتحكمها سلطة لبنانية منتخبة شعبيا وديموقراطياً، ولا يحق لكم التدخل في شؤونها. ويا ليت الشعب الإيراني ينعم بما ينعم به الشعب اللبناني، عندما لا تتدخلون في شؤونه”.
وسط هذه الأجواء، وفي محاولة لتجنيب لبنان حرباً جديدة، جال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على المسؤولين اللبنانيين، وأشارت معلومات إلى أنه حذّر خلال عشاء ليل أول من أمس، من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية.
وقد أعرب عبد العاطي عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكداً “أننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر”. وقال إنه نقل إلى الرئيس عون “توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة، وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل، وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب”. واشار إلى أن “بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني”.
إلى ذلك، شهد قصر بعبدا أمس توقيع الاتفاق اللبناني القبرصي لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، في حضور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس. وأكد الرئيس عون أن الاحتفال بإنجاز ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين لبنان وقبرص، “سيسمح للبلدين ببدء استكشاف ثرواتهما البحرية، كما بالتعاون المشترك في هذا المجال”. ولفت إلى أنه “يمكن الآن العمل جدياً على تطوير اتفاقات ثنائية، لتسهيل وتطوير عمل الشركات المستكشفة بين البلدين في مختلف المجالات”.
من جهته، شدد الرئيس القبرصي على أن “الاتفاقية التي تم توقيعها أمس في بيروت، تاريخية”، معتبراً أنها ” إنجاز استراتيجي يكرّس، بأوضح طريقة ممكنة، مستوى علاقاتنا”.
وشدّد على أن الاتفاقية تعزز بشكل كبير آفاق التعاون في قطاعات حاسمة، مثل الطاقة والبنية التحتية، وفي الوقت نفسه تعزز آفاق التعاون في مجال الطاقة في شرق المتوسط، ومع إمكانية أن تعمل منطقتنا كممر بديل للطاقة نحو أوروبا، كما تشكّل أساساً استراتيجياً للاستقرار والأمن الإقليميين في منطقتنا الخاصة والمعقدة للغاية”. ورحّب “بالحوار الذي بدأناه بالفعل بشأن الربط الكهربائي بين قبرص ولبنان. وفي هذا الاتجاه، سنتوجه معاً في الفترة المقبلة مباشرة إلى البنك الدولي لإعداد دراسة جدوى ذات صلة”.
الأخبار عنونت: القاهرة: نتحدّث مع إيران بشأن لبنان
كتبت صحيفة “الأخبار”: قالت مصادر مصرية مطّلعة لـ«الأخبار» إن زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبيروت «تكتسب زخماً مختلفاً، مع وجود ملامح لإطار عام يجري البناء عليه خلال الفترة المقبلة». وأشارت إلى أن الاتصالات «لن تقتصر على المسؤولين اللبنانيين فقط، بل ستشمل المسؤولين الإيرانيين، بهدف تخفيف اللهجة التصعيدية التي تُعتبر تدخّلاً إيرانياً في الشأن اللبناني، والتي تستغلّها تل أبيب كذريعة لتنفيذ هجمات على لبنان».
وأكّدت المصادر أن «ما يسعى إليه عبد العاطي عبر لقاءاته المختلفة هو التوصّل إلى اتفاق على غرار اتفاق غزة، يفترض أن يوقف نظرياً الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية ويمنع تجدّد الحرب، مع ضمانات من القاهرة ووسطاء آخرين بعدم استهداف تل أبيب أو أيّ مدن إسرائيلية من قبل حزب الله الذي يُفترض أن يسلّم سلاحه للدولة في إطار جدول زمني يتزامن تنفيذه مع تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة التي تمكّنه من القيام بعمله».
وتشير المصادر إلى «وجود فجوة في النقاشات الأولية بين الأطراف اللبنانية ومسؤولين في المخابرات المصرية» قبل وصول عبد العاطي إلى بيروت. وأضافت أن «لدى القاهرة رؤية واضحة تعمل على صياغتها، تهدف إلى تجنيب لبنان تجدّد الحرب الإسرائيلية ومنع أي صدام بين الأطراف السياسية في البلاد، شرط إدراك الجهات اللبنانية ضرورة التزام الجميع بما يجري التوافق عليه، كما تريد مصر التأكيد على أهمية الالتزام بالاستحقاق الانتخابي في موعده».
يقول مسؤولون مصريون،
إن الأمر مُعقّد، لكن لن يكون هناك صدام بين حزب الله والجيش كما ترغب إسرائيل
وأوضحت أن «جهود القاهرة تتم ضمن تفاهمات أولية مع واشنطن وباريس للوصول إلى اتفاق تتوفّر له الضمانات، خصوصاً لجهة وقف العمليات الإسرائيلية بشكل كامل، كونها تهدّد الوضع الداخلي وتعطّل أي نشاط اقتصادي قادر على إخراج البلاد من أزمتها الحادّة». وأكّدت المصادر أن القاهرة معنيّة بتوضيح «أن الوضع بصورته الحالية لا يمكن أن يستمر».
وبحسب المصادر نفسها، فإن «ما ينقله المسؤولون المصريون في الاجتماعات مع واشنطن والمسؤولين الأوروبيين يتضمّن تأكيداً على أن نزع سلاح حزب الله أمر ضروري وحتمي في إطار بناء الدولة، لكن في المقابل لا يمكن تفكيك ما اكتُسب على مدار عقود بين ليلة وضحاها، مع تحذيرات من أن تؤدّي التصرفات الإسرائيلية إلى مزيد من التعقيد لا الحل».
ولفتت إلى أن القاهرة «أجرت نقاشات مطوّلة مع المسؤولين الإيرانيين في الفترة الأخيرة، ولديها تصوّرات عدة لمناقشة الوضع في لبنان مع طهران، بما يسمح بالوصول إلى رؤية توافقية تحقّق الحد الأدنى من المصالح المشتركة»، لافتة إلى أن مصر «تتفهّم مواقف الرئيس اللبناني باعتبارها جزءاً من نهج سياسي يحاول تطبيقه».
وأضافت المصادر أن مصر «ليست قلقة من حصول أي مواجهة بين حزب الله والجيش اللبناني، بخلاف ما تسعى إليه إسرائيل»، مشيرة إلى أن استمرار الحوار والصيغ التوافقية، التي يمكن الوصول إليها عبر جداول زمنية ومن خلال سلة اتفاقات تشارك فيها دول خليجية وغربية كجهات دولية ضامنة، يمكن أن يحافظ على الاستقرار. ووصف دبلوماسي الوضع بأنه «مُعقّد»، لكنه قابل «للحلحلة بشكل جزئي وعبر مراحل وخطوات».
اللواء عنونت: محاولة مصرية لنزع الذرائع.. وتجاذب أميركي – إيراني يعرقل مساعي التبريد
توقيع الإتفاقية البحرية مع قبرص.. وسلام يردُّ على كاتس والوزير الإسرائيلي لإعادة النظر بالاتفاق البحري
وكتبت صحيفة “اللواء”: المشهد العام في لبنان، في السنة الأولى لإتفاق وقف النار والاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل، اكثر من رمادي، بل هو يميل الى ان يكون قاتماً، امام صورة من الضغط الخطير، يتولى الجانب الاسرائيلي، الذي لم يلتزم بوقف النار، واستمر باحتلال النقاط الخمس في الجنوب وملاحقة اللبنانيين حتى في منازلهم، وعلى الطرقات وفي سياراتهم وعلى دراجاتهم النارية، فضلاً عن الانتهاكات اليومية وعمليات الترويع والقصف والتجريف ومنع عملية اعادة الاعمار، يتولى الجانب الاسرائيلي الدور الابرز، عبر جنرالات الحرب ووزير الدفاع، وصولاً الى رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، ويلاقيه في التوجُّه نفسه السفير الاميركي في تركيا توماس براك، الذي اعتبر ان الاسابيع الثلاثة المقبلة صعبة، مع الاشارة الى ان السفيرة مورغان اورتاغوس ستزور بيروت في اليوم التالي بعد انتهاء زيارة البابا.
وسط تقاطع الضغط الاسرائيلي والاميركي على لبنان، دفعت ايران الى الواجهة بموقف لا يخدم لبنان، وربما حزب الله ايضاً، في وقت جاء فيه الى بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي باسم اللجنة الخماسية الراعية للحل في لبنان، ومنها المملكة العربية السعودية وقطر وبالتنسيق مع فرنسا والولايات المتحدة، في محاولة منه لإبلاغ اسرائيل ان لبنان ليس متروكاً لقدره، وان مصر تبذل جهوداً لتفادي التصعيد.
وقال عبد العاطي: العمل الاساسي ليس التحذير، ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان، لننقل رؤيتنا، وما يصل الى مسامعنا، وكي نعمل بطبيعة الحال على سدّ اي ذرائع او منع تصعيد محتمل.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان الحراك الديبلوماسي الذي تشهده بيروت وبدا مع الوزير عبد العاطي وصفه بالعاجل في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي ودعم لبنان والوقوف الى جانبه، واعتبرت ان اي حراك لن يأتي بثماره ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية للجم هذا التصعيد، واعتبرت ان المبادرة المصرية لا تزال قائمة انما الأولوية تبقى العمل على منع تفاقم الأمور، مؤكدة ان الوزير المصري استفسر عن بعض النقاط ولا سيما ماهية العراقيل التي تحول دون تطبيق حصرية السلاح، مع العلم انه وجَّه تحية الى دور رئيس الجمهورية والجيش في الإجراءات المتخذة.
اما السفير الأميركي الجديد فبدوره سأل عن بعض الأمور وعرض لبعض الملفات.
الى ذلك، وصفت التحضيرات الرسمية التي ترافق زيارة البابا لاون الرابع عشر بالممتازة، وهي تتناول إجراءات لوجستية وأمنية وتقنية وإعلامبة بهدف إنجاحها وكلها تسير وفق ما هو مرسوم لها.
وابلغ الرئيس جوزف عون السفير الاميركي ميشال عيسى، في اول لقاء بينهما بعد تقديم اوراق اعتماده امتنانه للدعوة التي تلقاها من الرئيس الاميركي دونالد ترامب لزيارة الولايات المتحدة، واستعداده لتلبيتها.
وأكد الرئيس نواف سلام ان لا بديل عن حصر السلاح اذا اردنا ان ننهض بالبلد، ولا بد من الامن والاستقرار، مؤيداً ما قاله الرئيس نبيه بري عندما قال ان هناك لجنة الميكانيزم، والتفاوض يتم من خلالها ولكن لم يتم التقدم في هذا المجال.
وردّ الرئيس سلام، كما نقلت عنه «نيويورك تايمز» ان المعضلةَ الأساسيّة هي ان «الإسرائيليّين يقولون إنّهم لا يستطيعون الانسحاب ما لم يتمّ نزعُ سلاحِ حزبِ الله، ويقول حزب الله : كيف يمكننا نزعُ سلاحِنا ما دام الإسرائيليّون لا ينسحبون؟
وأضاف سلام، يَعرِف حزبُ الله أنّ الأمور تغيَّرت في المنطقة، لكنّه لا يزال يحاول المقاومة، أنّ وقف الأعمال العدائيّة المزعوم يشكّل مصدرَ إحباطٍ عميق للحكومة اللبنانية.
وقال:لدينا لاعب مطلق العنان يتصرف كقوة مهيمنة بقيادة نتنياهو وقوته تزداد يومًا بعد يوم، وفي الوقت نفسه، هناك جيلٌ جديد في العالم لم يَعُد يحتمل السلوك الإسرائيلي.
ولفت سلام الانتباه، الى ان إسرائيل كانت قد تعهّدت في هدنة العام الماضي بالانسحاب من لبنان خلال 60 يومًا، لكنّها «بقيت في خمس نقاط على التلال، وقد أثار هذا الموضوع مرارًا مع اللواء جاسبر جيفرز الضابط الأميركي الذي قاد لعدّة أشهر آليّة المراقبة الخاصة بوقف إطلاق النار، من دون نتيجة.
وافاد سلام، بحسب تقرير «نيويورك تايمز»، أنّه قال للجنرال الأميركي بانفعال: لسنا في عام 1914 أو 1915، لمراقبة ما يجري حولك، لستَ بحاجةٍ إلى أن تكون على قمّة تلٍّ يرتفع 700 متر ومعك مناظير أو تلسكوب غاليليو، لدى إسرائيل صور أقمارٍ صناعيّة وطائراتٌ مُسيَّرة وبالوناتٌ مزوّدة بأكثر الكاميرات تطوّرًا على وجه الأرض.
كما نقلت الصحيفة عن الموفد الاميركي توم برّاك قوله: إذا شعرت إسرائيل بالتهديد فسترد في أي وقت وأي مكان!
كاتس يتوعد بعدم الاستقرار في لبنان
وكشف وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس: كنا مستعدين قبل عدة ايام لعملية التصفية التي حصلت في الضاحية الجنوبية، متوعداً لبنان بالقول: لن يكون هناك هدوء في بيروت، ولا نظام ولا استقرار في لبنان حتى يتم ضمان امن دولة اسرائيل، مشيراً الى ان الاميركيين ألزموا حزب الله التخلي عن سلاحه حتى نهاية العام، ولا ارى ان هذا سيحدث، واذا لم يسلم سلاحه فلا مفرَّ من العمل مجدداً بقوة في لبنان، مشيراً الى ان اتفاق الحدود البحرية مع لبنان فيه نقاط ضغط وقضايا اشكالية وسنعيد النظر فيه.
ولايتي: الحزب أهم من الخبز والماء
وفي موقف ايراني متجدّد لجهة دعم حزب الله، قال مستشار المرشد علي اكبر ولايتي ان اعتداءات اسرائيل تُظهر النتائج الكارثية لنزع سلاحه بالنسبة الى لبنان، مشدداً على ان ايران ستواصل دعمه، معتبراً ان الحزب بات بالنسبة الى لبنان اهم من الخبز والماء، وأن الحزب كان منقذاً للشعب اللبناني.
مساهمة مصرية لخفض التصعيد وترسيم بحري مع قبرص
كان يوم امس مصرياً وقبرصياً بإمتيار، من خلال جولة وزير الخارجية المصرية عبدالعاطي أمس على القيادات اللبنانية، وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص بحضور الرئيس جوزيف عون والرئيس القبرصي. ويبقى الاستحقاق الاساسي زيارة بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر الى بيروت نهاية هذا الاسبوع والنشاط السياسي والروحي المكثف الذي يتخلل الزيارة، لكن يبقى الخوف من اليوم التالي للزيارة في ضوء تهديدات اسرائيل باللجوء الى القوة العسكرية لنزع سلاح حزب الله! وأظهر بيانات شركة «Acled» المتخصصة برصد النزاعات، أن إسرائيل استهدفت مواقع داخل لبنان أكثر من ألف وخمسمئة مرة منذ بدء وقف إطلاق النار قبل سنة.
وفيما أعلن الوزير المصري عن جهود تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد. اشارت معلومات غير رسمية الى ان عبدالعاطي «نبّه خلال عشاء ليل أمس الاول، من تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية. كما نبّه في لقاءاته امس من ان الوضع دقيق وهناك صعوبة في تفادي التصعيد.لكنه سيعمل على تطبيق مبادرة الرئيس عون للتفاوض». واشار بعض المعلومات الى ان التواصل المصري قائم مع حزب الله.
استهل الدبلوماسي المصري زياراته من قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. عبد العاطي أعرب عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكدا اننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر.
وقال:«نقلت للرئيس عون توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل. ونؤكد أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين،وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب».
أضاف: أكّدت دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبناها الرئيس جوزاف عون لدعم هذا الهدف. وأن بسط سلطة الدولة أمرٌ مهمٌّ جداً، وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون. وشدد على ان المطلوب البناء على رؤية الرئيس عون لتجنيب لبنان التصعيد. وقال: نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكل الأطراف للعمل على الدفع لصالح الحل الدبلوماسي، مضيفا:«نحن معنيون بشكل كامل باستقرار لبنان وبتطبيق القرار الأممي 1701 بكل بنوده وجوانبه».
بعدها التقى عبد العاطي رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأعلن أنّ بري أكد خلال لقائه معه دعمه الكامل للمبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال، مشدداً على أهمية التعاون والجهود المشتركة لدعم الاستقرار في لبنان.
وردا على سؤال عن إحتمال لقائه مع «حزب الله» لتبيان موقفه من المبادرة المصرية؟ اجاب عبد العاطي: مصر لديها اتصالات بكافة الاطراف الاقليمية من دون إستثناء، ومصر توظف هذه الاتصالات لمصلحة لبنان ومصلحة الاستقرار فيه، وكما ذكرت قبل ذلك اننا في مصر نحترم خصوصية المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه وبالتالي لا يمكن على الاطلاق ان نستثني او نستبعد اي فصيل او طائفة، ونحن نوظف كل اتصالاتنا سواءٌ بالأطياف اللبنانية او مع الاطراف الاقليمية والدولية بما فيها الولايات المتحدة الاميركية لخدمة هدف واحد هو الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية وخفض التصعيد وتجنيب لبنان اي مخاطر محتملة للتصعيد.
وعمّا اذا نقل تحذيرا للبنان عن احتمال شن اسرائيل لعدوان قريب؟ اجاب الوزير عبد العاطي: نحن هنا في اطار الزيارات الدورية التي اقوم بها بتكليف من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصاً منا على لبنان وعلى سيادته واستقراره، والعمل الاساسي ليس التحذير ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان، وننقل رؤيتنا وما يصل الى مسامعنا ونعمل بطبيعة الحال على سد اي ذرائع او تصعيد محتمل،الهدف الاساسي هو مصلحة لبنان والشعب اللبناني».
وزار عبد العاطي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث استعرضا التعاون بين لبنان مصر في القضايا الاسلامية التوجيهية.
وانهى لقاءاته الرسمية مع رئيس الحكومة نواف سلام، وتم خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين الجانبين في اجتماع اللجنة العليا اللبنانية–المصرية، وسبُل الإسراع في تفعيلها.كما جرى استعراض التطوّرات في لبنان والمنطقة والوضع في غزة. وأكد وزير الخارجية المصري مواصلة بلاده بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان، وشدّد على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه، مجدِّدًا تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة.
وأكدالرئيس سلام أنّ الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب. ولفت الرئيس سلام إلى أنّه يثمّن جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد.
وتلقَّى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بعد الظهر اتصالا هاتفيا من الوزيرعبد العاطي، الذي نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والبابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مشيداً بدور البطريرك الراعي كـ«رمز للتسامح والحكمة والاعتدال»، متمنيا ان «تكون زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان مثمرة، وأن تحمل معها كل ما هو ضروري لبسط السلام في لبنان والمنطقة».
اتفاقية الترسيم مع قبرص
وشهد القصر الجمهوري، توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، بحضور الرئيس عون والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.الذي وقع الاتفاقية،فيما وقعها عن لبنان وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني.
وأكد الرئيس عون، خلال لقائه خريستودوليدس، أن الاحتفال يأتي تتويجاً لإنجاز ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، ما يفتح المجال أمام لبنان وقبرص لبدء استكشاف ثرواتهما البحرية وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال. واكد أن الالتزام بأصول القانون الدولي يعزّز الصداقات بين الدول، وأن جغرافيا المتوسط، كما التاريخ والمستقبل، تجمع بين لبنان وقبرص.
من جهته، شدّد الرئيس القبرصي على أهمية هذا التطوّر، واصفاً إياه بأنّه إنجاز استراتيجي يعكس مستوى العلاقات بين البلدين. واعتبر أنّ الاتفاقية تاريخية وتشكل رسالة سياسية واضحة بأن قبرص ولبنان مستمران في الاستثمار بتعزيز الثقة والاحترام المتبادل، لافتاً إلى أنها تفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي. وأضاف أن بلاده تتطلع إلى ما ستتيحه هذه الاتفاقية من فرص جديدة لكلا البلدين، خصوصاً في مجال استكشاف الثروات البحرية وتطوير الشراكات الاقتصادية في شرق المتوسط.
في المقابل، كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عبر «أكس»: لا يجوز لوزير في الحكومة أن يبرم معاهدة ترسيم حدود بحرية مع قبرص لعدم صلاحيته. الخطأ نفسه يتكرّر مرّة أخرى، ومبدأ فصل السلطات، وهو ركيزة النظام الديمقراطي، يتعرّض للطعن المتكرّر من قبل المسؤولين. بحسب المادة 52 من الدستور أي اتفاق او بروتوكول تبرمه الدولة اللبنانية مع دولة أخرى وينطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة، لا يكون نافذاً الا بعد موافقة مجلس النواب…
وافادت معلومات ان معاون الرئيس بري السياسي عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل بصدد توجيه سؤال الى الحكومة عن سبب عدم عرض الاتفاقية على مجلس النواب كما تنص المادة 52 من الدستور؟
سلام: مستمرون بالتحضير للانتخابات ومصيرها بيد المجلس
وحول الانتخابات النيابية، قال الرئيس سلام امام نقابة المحررين: نحن مستمرون في التحضير لإجراء الانتخابات في موعدها كما عملنا في الانتخابات البلدية، لكن مصير هذه الانتخابات يبقى في يد المجلس النيابي وليس في يدنا.
وعن انتخابات المغتربين وعقباتها أكد الرئيس سلام أن الحكومة قامت بما عليها، وأرسلت مشروع القانون إلى مجلس النواب، وقد أخذ إرساله بعض الوقت بسبب كثرة التواقيع عليه(برمة العروس)، وهو الآن في عهدة المجلس، مضيفاً: أنا من الأساس لست مقتنعا بأن الشيعة غير قادرين على التصويت في الخارج، وما زلت على هذا الرأي، وقد سجل الكثيرون منهم أسماءهم للتصويت.
وسئل أخيرا عن مسألة العداء للإسرائيل فقال :نحن مرتبطون باتفاقية الهدنة وبمبادرة السلام العربية، وما زلنا في حالة عداء مع إسرائيل.
وقال الرئيس سلام: صحيح ان الناس لا ترى شيئاً حتى الآن، لكننا زرعنا والمطلوب بعض الوقت لينبت الزرع.
لقاء الروابط مع جابر لم يكن إيجابياً
وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية اليوم في السراي الكبير برئاسة الرئيس سلام، اعلن اتحاد روابط القطاع العام الذي ينفذ اضراباً اليوم ان اللقاء مع وزير المال ياسين جابر لم يكن ايجابياً، بالنسبة لاعادة النظر بالرواتب للعاملين والمتقاعدين في القطاع العام.
وغداً يتحدث الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لمناسبة تكريم رئيس اركان الحزب الذي اغتيل في الضاحية الجنوبية مع اربعة من مساعديه.
أمن الجنوب: توتير
وفي أمن الجنوب امس مزيد من توتير الاجواء، حيث أطلقت دبابة ميركافا معادية متمركزة في الموقع المستحدث في جبل بلاط قذيفتين بإتجاه منطقة «الحلوانة» قرب الجدار في بلدة راميا. كما ألقت «درون» اسرائيلية معادية، قنبلة صوتية في حي الدباكة لجهة كركزان، قرب الطريق العام، شمال شرق بلدة ميس الجبل، من دون وقوع اصابات. وألقت مسيَّرة معادية اخرى قنبلة صوتية على بلدة مارون الراس.
وافيد نهار أمس عن سقوط مسيَّرة إسرائيلية في بلدة كفركلا.. وقام جيش العدو بأعمال تجريف داخل الأراضي اللبنانية في محيط موقع الدواوير المعادي المستحدث عند أطراف بلدة حولا.


