سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:بوادر أزمة سياسية على هامش حدث صخرة الروشة

 

 

الحوارنيوز – صحف

 

سلطت الصحف الصادرة اليوم إفتتاحياتها على الحدث الذي شهدته منطقة الروشة وصخرتها مساء أمس ،ولوحت ببروز أزمة سياسية بعد موقف رئيس الحكومة نواف سلام ومطالبته بتوقيف المعنيين واعتكافه عن استقبال الزوار اليوم.

 

 

  • النهار عنونت: “مدّ” حزبي ومدني أغرق الروشة وصخرتها… ارتدادات سلبية على السلطة ولو مرَّ القطوع

 

 وكتبت صحيفة “النهار”: لعل المشهد “الإغراقي” بالمواطنين والعائلات والحشد الكثيف الذي زجّ به “حزب الله” في الروشة التي بدت كأنها أغرقت تماماً براً وبحراً، بالعناصر الحزبية والمواطنين، وبغابات الأعلام الصفراء وصور الأمينين العامين الراحلين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، هو المبرر الأساسي الذي يقف وراء تمرير السلطات السياسية والأمنية الرسمية للتحدي العصياني السافر للدولة الذي اختار الحزب عبره افتتاح فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال زعيمه وأمينه العام السابق حسن نصرالله. تبرير عدم قدرة السلطة السياسية والأمنية أن تحدث مواجهة مع جمهور مدني بهذا الحجم، لا يعني بطبيعة الحال التقليل من الدلالات السلبية لما رسمه المشهد الذي بدأ معه “حزب الله” بمظهر اجتياح صخرة الروشة بحراً وحشد أنصاره وبيئته براً من جهة، وتراجع السلطة أمام فرض ما سبق أن تضمنه تعميم رئيس الحكومة، الأمر الذي ستضيع معه أي مبررات للسلطة، إذ سيقال حتماً إذا كان فرض النظام في مسالة تفصيلية كهذه عجزت عنه السلطة، فكيف سيمكنها تنفيذ خطة حصرية السلاح على الحزب المتمرّد والمستفزّ والمعاند بعدما تحول المشهد أمس إلى مكاسرة قاسية برمزيّته؟ ولعل الحزب أراد أمس في أي حال أن يقدّم عينة حيّة مبكرة عن زجه بالمواطنين وبيئته المدنية في وجه أي محاولات محتملة لنزع سلاحه، خصوصاً وأن التجمع الضخم تحوّل إلى منبرية لإطلاق فوهات التخوين والاتهامات المقذعة في حق رئيس الحكومة، كما لم توفر رئيس الجمهورية.

 وكان مناصرو “حزب الله” بدأوا التوافد بكثافة منذ ساعات بعد الظهر حاملين الأعلام والصور ومكبرات الصوت، وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة. وفي وقت أفادت فيه معلومات أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام عملا على مخرج مِن شأنه تفادي أي استفزازات لهذه الفئة أو تلك، وتفادي تعريض السلم الاهلي لأي خضّات، بدا واضحاً أن الاتفاق لم يصمد أمام تعنّت “حزبَ الله” وإمعانه في الاستفزاز. وعكس هذا الاتجاه علناً وفيق صفا المسؤول الأمني في الحزب، إذ قال من أمام صخرة الروشة: “جايين نضويها… من دون استفزاز أحد”. وتحوّل أوتوستراد الروشة المقابل للصخرة والمباني المطلة على الشاطئ مسرحاً ضخماً لأوسع اعتصام شعبي ملأه أنصار الحزب ورفعت الشاشات الضخمة التي راحت تبث عبرها صور نصرالله وصفي الدين والأناشيد والأقوال، فيما راحت في الوقت نفسه عشرات القوارب التابعة للحزب وأنصاره تجوب مياه المنطقة حول صخرة الروشة التي تسلّقها عدد من الشبان ونصبوا صور نصرالله وأعلام الحزب فوقها تمهيداً لإضاءتها مساء بصور نصرالله وصفي الدين. وقرابة السابعة إلا ربعا بدأ من قوارب بث صورة نصرالله بالليزر على صخرة الروشة ثم صور صفي الدين واستمر عرض الصور لنحو عشر دقائق. ثم أضيئت الصخرة بالعلم اللبناني لبعض الوقت. أما المفارقة الساخرة، فتمثلت في عرض صورة لنصرالله يتوسط الرئيس الراحل رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري بعض الوقت قبل أن يعاد عرض صورة نصرالله وصفي الدين على امتداد الصخرة.

وقد تردد بعد الظهر من دون أي تأكيد لهذه المعلومات، أن برّي كان “مستاءً من انقلاب “حزب الله” على الاتفاق بشأن عدم إضاءة صخرة الروشة” .

في الجانب السياسي من المشهد اللبناني، سُجل ما اعتبر تراجعاً لافتاً في نبرة الموفد الأميركي توم برّاك حيال موقفه من السلطة اللبنانية، وهو الذي كان تحدث مطلع الأسبوع، عن لبنان وحكومته وجيشه، بنبرة لا تشبه تلك التي تحدث فيها وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو في نيويورك، عن لبنان، أكان خلال لقائه رئيس الجمهورية جوزف عون أو في الإعلام، حيث أكد روبيو في لقائه مع الرئيس عون في نيويورك “أننا سندعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية، والحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران”.

وغداة الانتقادات التي وجّهها للحكومة والجيش الاثنين الماضي، كتب برّاك على إكس أمس:  “تواصل الولايات المتحدة الأميركية دعم لبنان في سعيه لإعادة بناء دولته، وتحقيق السلام مع جيرانه، والاستمرار في سعيه لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله.”

على وقع هذه المواقف، التقى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا وفدًا من حزب الشعب الأوروبي ضم نوابا أوروبيين وناشطين سياسيين، وذلك بحضور ممثلين عن حزبي الكتائب و”القوات اللبنانية”. وتناول اللقاء الأوضاع الاقليمية والمستجدات السياسية والاقتصادية في لبنان، بالإضافة إلى خطة عمل الحكومة الإصلاحية وقراراتها في سبيل حصر السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وأعرب أعضاء الوفد عن أملهم في أنهم “يرون أملًا جديدًا في لبنان”، مؤكدين مساندتهم للمسار الإصلاحي والسيادي الذي انتهجته الحكومة، واستعدادهم لدعم لبنان بما يخدم استقراره وتعزيز قدراته. من جهته، شدّد سلام على “ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان والانسحاب من الأراضي التي ما زالت تحتلها، والالتزام الكامل بترتيبات وقف الأعمال العدائية”.

 في غضون ذلك، كان لافتاً أنه وسط اشتداد المأزق المتصل باقتراع المغتربين لـ128 نائباً لا 6، ومع تشدّد فريق حزب الله – حركة أمل والتيار الوطني الحر، إزاء تعديل المادة 112، ومع عدم إدراج هذا البند، على جدول اعمال الجلسة التشريعية الاثنين، أعرب رئيس الجمهورية جوزف عون عن ثقته بأن المنتشرين اللبنانيين لن يتركوا لبنان، وسيقفون إلى جانبه وإلى جانب الدولة في مسيرة النهوض بالبلد وإعادته إلى ما كان عليه من عز وتميّز. وقال إن لبنان غني باللبنانيين في الخارج، ولا ينتظر إحساناً من أحد، ولا مساعدات من أحد، ولا هبات، بل استثمارات. كما دعا اللبنانيين المنتشرين إلى الاقتراع في الاستحقاق النيابي المقبل، لان “صوتكم ليس مجرد ورقة يتم وضعها في صندوق، بل هو الأمل لمستقبل أفصل، وهو صوت التغيير، وعليكم المشاركة بكثافة مهما كانت الظروف، وهذه المسؤولية التي تقع عليكم”. جاء كلام الرئيس عون خلال حفل استقبال أقامته السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية وبعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة. وقال إن الحكومة بدأت العمل منذ شهر شباط الفائت، وقامت بإنجازات عديدة، ووضعنا البلد على السكة الصحيحة. أتفهّم تساؤلات البعض عما قمنا به خلال الفترة الماضية، ولكن علينا أن نكون منطقيين وواقعيين، إذ لا يمكن إحداث التغييرات بين ليلة وضحاها، إلا أنني أؤكد لكم أن القطار وضع على السكة الصحيحة وهو يسير باتجاه الإصلاحات الاقتصادية وإصلاح القطاع المصرفي والمالي. بالأمس، أنجزت الحكومة مشروع موازنة العام 2026، وهي المرة الأولى منذ سنوات يتم فيها القيام بهذا الأمر ضمن الفترة الدستورية، مضيفاً، “الطريق لا يزال طويلاً، ولكنني أطمئنكم إلى أننا مستمرون”.

 

 

 

  • الأخبار عنونت: سلام يعتكف… ويصرُّ على الفتنة: أنوف فوق أنف نوّاف

 وكتبت ميسم رزق في صحيفة الأخبار:

سلام، الذي طلب اعتقال آلاف الناس الذين شاركوا في الفاعلية، لا يبدو مهتمّاً لانعكاس قراراته. وكأنّ تعطيل مشروع الفتنة الداخلية الذي أقرُّ في جلستَي 5 و7 آب الفائت، يوجب عليه البحث عن وسائل أخرى.

لـ«صخرة الروشة رمزية وطنية ولا يجِب تحميلها أبعاداً فئوية». جملة تعمّمت منذ الإعلان عن قرار إضاءة الصخرة بصورة السيّدين الشهيدين حسن نصرلله وهاشم صفي الدين، في الذكرى الأولى لاستشهادهما. كرّرتها مجموعة من «نواب الفراغ»، التي أنتجتها سياسة السعودية في قمع أصوات المدنيّة. وهي مجموعة تعيش على الدعم الأميركي في كل لحظة، وتنشد رضى الخارج المتآمر على الشعب اللبناني، ولا صوت لها، ولو على سبيل حفظ ماء الوجه. وهي تتحدّث عن السيادة، فيما لا يرفّ لها جفن عندما يقول مبعوث أميركا الأبرز إنّ القوى الأمنية اللبنانية تُدعَم لمواجهة المقاومة فقط.

كان يُمكن لهذه الفاعلية أن تمرّ من دون ضوضاء ولا جلبة ولا مشاكل، لولا وجود مرضى تذلّل ومداهنة من أولئك الذين زحفوا أمس، للمباركة بالعيد الوطني السعودي. ولولا، وجود رئيس للحكومة، يهتمّ لكل ما لا علاقة له بأبناء بلده. ورغم أنه رئيس سابق لأعلى محكمة دولية، إلّا أنه لم يهتمّ إلى أنّ القانون اللبناني، لا يسمح له إلغاء الفاعلية.

 

انقلب السحر على الساحر، وبدلاً من أن يتجمّع بضع عشرات من الشبّان للمشاركة في الفاعلية، غصّ الكورنيش البحري وكل الطرقات المؤدّية إلى الروشة بالناس. ووقف على الرصيف من ضحّى بفلذات الأكباد، إضافةً إلى البيوت والأرزاق. وقفَ هؤلاء حاملين صور القادة الشهداء وأعلام المقاومة مردّدين شعارات الوفاء للذين استشهدوا دفاعاً عن فلسطين.

من جهة المنارة وقريطم والرملة البيضاء، وعلى مدى ساعات، لم تتوقّف المسيرات التي أدّت إلى إغلاق المنطقة ومحيطها، فيما تمركزَ الجموع في نقاط عديدة على الأرض وشرفات المنازل المطلّة على صخرة الروشة وفي المقاهي الموجودة في المكان، حاملين أعلام حزب الله وأعلام أحزاب حليفة للمقاومة، من بينها أعلام حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي. كما سُجّل انتشار كبير للقوى الأمنية.
المشهد أمس، لم يكن فرضاً لرأي، بل كسراً للكيدية المستشرية في نفوس المستزلمين للخارج. المشهد أمس، كان وجهاً من أوجه الصراع على هوّية المدينة، العاصمة بيروت، مهد انطلاقة المقاومة الوطنية التي جمعت كل المناضلين الشرفاء كأبناء لها.

بيروت التي عمّمت ظاهرة المقاومة لتحرير كل الوطن، وتريدها السلطة الحالية نموذجاً للعجز والخوف والتصالح مع فكرة النكبة والنكسة والأعلام البيضاء.
في العادة يقوم الجسم السليم بمقاومة أي دخيل على الجسد وينجح في تكبيل عمله. هكذا فعلت بيروت أمس. احتضنت قادة المقاومة وبيئتها، وأسقطت الدّخلاء عليها بدءاً من نواف سلام، مروراً بنواب الصدفة، وكل من يهاب الكرامة. على مدى ساعات، استمرّت الفاعلية التي لم تستفزّ أحداً ولم تزعج أحداً، سوى أصحاب الوجوه الناشفة، التي تتصنّع التبسّم في حضرة ممثّل السعوديّة ومندوب الولايات المتحدة، سمعاً وطاعة لنيل الرضى.

لم يرُقْ لسلام نجاح الفاعلية، فطلب من القوى الأمنية والأجهزة القضائية
اعتقال المشاركين
في إضاءة صخرة الروشة

بكل الأحوال، كل الحملة الاستباقية ضدّ الفاعلية «طلعت على فاشوش». أُضيأت الصخرة كما كان مقرّراً رغمَ أنف نواف سلام، وأنوف من معه من الطارئين على بيروت، إذ لم يكُن بالإمكان التراجع عن هذه الخطوة. بعدما أقرّ المنظّمون أنّ الفاعلية سبقت الاتصالات السياسية، وأصبح مستحيلاً تجاوز الناس وتجاهل مشاعرهم. فهم في كل مرة يؤكّدون أنهم يتقدّمون على القيادة، تماماً كما حصل حين دخلوا الجنوب بعد انتهاء الحرب ومن ثم في تشييع القادة، وأمس، حينما احتشدوا بأعداد لم تكن متوقّعة.

والأهمّ هو المستوى العالي من الانضباط الذي سجّله هذا الجمهور، رغمَ شعوره بالحنق نتيجة الاستفزاز والتحريض الذي لا يتوقّف ضدّه. وكانت نتيجة إنجاز الفاعلية من دون «ضربة كفذ»، أشبه بصفعة على وجه نواف سلام ومن معه، وإنّ ما كان يلوح به، ليس سوى تهويل، لا علاقة له أبداً بالمناخ الحقيقي الموجود على الأرض.

هذا المشهد بكل ما فيه أزعج نواف سلام، وحجّمه وكشف مزيداً من سخفه ودفعه إلى مواصلة جنونه وصبيانيّته. لكنّ الكيدية التي تسيطر عليه، دفعته إلى الاستمرار في الإنكار، فأصدر مساءً، بياناً اعتبر فيه أنّ ما حصل في منطقة الروشة «يشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة المعطاة من قبل محافظ مدينة بيروت لمُنظِّمي التحرّك الذي على أساسه صدر الإذن بالتجمّع». وقال إنّ قرار الموافقة نصّ بوضوح على «عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً، لا من البرّ ولا من البحر أو من الجوّ وعدم بثّ أي صور ضوئية عليها».

ليواصل سلام عنترياته، عبر إعلانه أنه اتصل بوزراء الداخلية والعدل والدفاع، وطلب منهم «اتّخاذ الإجراءات المناسبة، بما فيها توقيف الفاعلين وإحالتهم إلى التحقيق لينالوا جزاءهم، إنفاذاً للقوانين المرعيّة الإجراء». وختم سلام، موقفه باعتباره ما حصل «انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظّمة وداعميها، ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيّتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسّساتها. هذا التصرّف المستنكر، لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسّسات، بل يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني».

لم يكتفِ سلام بذلك، بل دفعته نرجسيّته إلى إلغاء مواعيده في السراي الحكومي، وإبلاغ المعنيّين قراره بالاعتكاف إلى حين محاسبة المسؤولين عمّا جرى. وهو قرار اتّخذه تحت ضغط مستشاريه الذين حاولوا دفعه إلى محاسبة قائد الجيش، وقادة الأجهزة الأمنيّة، الذين سمحوا بإضاءة صخرة الروشة، وإلّا تقديم استقالته!

سلام، الذي طلب اعتقال آلاف الناس الذين شاركوا في الفاعلية، لا يبدو مهتمّاً لانعكاس قراراته. وكأنّ تعطيل مشروع الفتنة الداخلية الذي أقرُّ في جلستَي 5 و7 آب الفائت، يوجب عليه البحث عن وسائل أخرى هدفها الوحيد: حصول صدام بين القوى العسكرية والأمنيّة والناس.
وبدا لافتاً، في هذا السياق، أنّ قناة «أم تي في» شنّت حملة على الجيش، واتّهمته مع القوى الأمنيّة بالتقصير بتنفيذ القانون وقرار رئيس الحكومة، واصفةً عدم تنفيذها قرار سلام، بـ«الصورة السوداء» التي قدّموها للّبنانيين والمجتمعَين العربي والدولي. وسألت: «مَن سيقتنع بعد أنّ جيشاً لا يتجرّأ على منع تركيز صورتين على صخرة، قادر على حصر السّلاح بيد الدولة».

 

 

 

  • الجمهورية عنونت: الحزب أضاء “الروشة” وسلام توعّده بالعقاب… وواشنطن: نزع السلاح خط أحمر

  وكتبت صحيفة “الجمهورية”: مرّت فعالية «حزب الله» بإضاءة صخرة الروشة بصورتي أمينيه العامين الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بلا أي إشكالات أمنية، على رغم من الصخب السياسي الذي سبقها ورافقها، والذي قد يكون له لاحقاً بعض المضاعفات على بعض العلاقات السياسية الداخلية، نتيجة اعتراض رئيس الحكومة نواف سلام، واعتباره ما حصل «انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظّمة وداعميها». وفي خطوة قد تكون اعتكافاً، أُفيد ليلاً انّ سلام ألغى كل مواعيده اليوم في السراي الحكومي بسبب كسر القرار الصادر عنه، وانّه لن يستأنف نشاطه قبل توقيف المسؤولين عن كسر قرار بمنع إنارة صخرة الروشة. كذلك أُفيد انّ النيابة العامة التمييزية طلبت من الأجهزة الأمنية استدعاء المتورطين في إضاءة صخرة الروشة خلافاً لقرار رئيس الحكومة.

ومن جهة ثانية استقبل أمس رئيس ‎مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، النائب ميشال المر، وبحث معه في التطورات السياسية والاوضاع العامة.

إثر انتهاء فعالية «حزب الله» في الروشة أكّد سلام في منشور عبر منصة «إكس»، أنّ «ما جرى اليوم (أمس) في منطقة الروشة يشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة الممنوحة من محافظ بيروت لمنظّمي التحرك، والتي نصّت بوضوح على «عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً، لا من البّر ولا من البحر أو من الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها». وأضاف: «اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك توقيف الفاعلين وإحالتهم إلى التحقيق لينالوا جزاءهم، إنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء». وشدّد على أن ما حصل «يشكّل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظّمة وداعميها، ويُعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها». وختم: «هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، بل يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني».

«كان مفتعلاً»

وفي المقابل، قالت مصادر قريبة من «حزب الله» لـ«الجمهورية»، «إنّ مرور احتفالية إضاءة صخرة الروشة من دون حصول أي إشكالات، اكّد أنّ ما حصل قبل هذه الاحتفالية كان مفتعلاً ولا يعبّر عن بيروت الحقيقية، بيروت المقاومة التي سجّلت بطولات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً خلال الاجتياح عام 1982».

وأكّدت هذه المصادر، أنّ الاحتفالية من حيث الحشد الضخم الذي شهدته، وكان غير متوقع، لم تتعارض مع بيئة بيروت، وقد أُنجزت بكل إنضباط وتنظيم من دون حصول أي إشكالات مع المحيط الذي قال البعض عنه إنّه كان يعارضها.

وأشارت المصادر، إلى «أنّ إضاءة صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع السيد نصرالله فاجأ المنظّمون الحشود بها، وكان المراد منها التأكيد أنّ إسرائيل التي اغتالت السيد نصرالله هي نفسها التي اغتالت الحريري، وأنّ رفيق الحريري شهيد بيروت هو شهيد «حزب الله» تماماً كشهيده السيد نصرالله».

واعتبرت المصادر، أنّه «كان على رئيس الحكومة أن يبادل الجموع ببعض المشاعر التي تليق بالمناسبة، بدل المسارعة إلى إصدار بيان يتوعد فيه بمعاقبة المعنيين بالفعالية». وقالت: «إنّ الذي لم يدركه سلام كمسؤول أدركه الجيش اللبناني الذي احترم مشاعر المحتشدين، وأظهر مسؤولية وأهلية كبيرة في حماية السلم الأهلي». وذكرت «أنّ منظّمي الاحتفالية بذلوا جهوداً كبيرة لمنع إطلاق أي هتافات مستفزة لأي مسؤول أو للبيئة المحيطة، وإنّ الناس كانت تتمنى على رئيس الحكومة أن يبادر إلى ترجمة عشرات الوعود التي أطلقها بدفع تعويضات الإيواء والترميم للمتضررين من الحرب الإسرائيلية على لبنان، بدل أن يبادر إلى إصدار بيان يلوم فيه الذين يحيون ذكرى شهيد سقط دفاعاً عن لبنان وفلسطين».

الفعالية

وكان «حزب الله» أحيا مساء أمس الذكرى الأولى لاستشهاد أمينيه العامين السيدين نصرالله وصفي الدين، بفعالية شعبية حاشدة عند صخرة الروشة، في حضور شخصيات سياسية وحزبية ووفود شعبية ملأت الكورنيش البحري وكل متفرعاته.

وقد انطلقت الفعالية بداية بزوارق بحرية من ميناء الأوزاعي وبعروض موسيقية وإنشادية، تخلّلها عرض ضوئي استثنائي على صخرة الروشة، حيث أُضيئت الصخرة بصور متنوّعة حملت دلالات رمزية وسياسية بارزة، وكان منها صورة تجمع السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري. وصورة للشهيد الرئيس رفيق الحريري ونجله سعد الحريري يتوسطهما السيد حسن نصرالله، وصورة للسيدين نصرالله وصفي الدين، وصورة العلم اللبناني. وصورة للسيد نصرالله، وشعار «إنّا على العهد». وتخلّل المناسبة بث مقتطفات من خطابات السيد نصرالله، مردّدة هتافه الشهير «يا أشرف الناس»، فيما علت هتافات المحتشدين في محلة الروشة ومحيطها تشديداً على الاستمرار بخط المقاومة، ولم يخل بعض الهتافات من انتقادات وُجّهت لرئيس الحكومة.

في نيويورك

من جهة ثانية، توقفت مصادر ديبلوماسية عند المناخات المستجدة التي رافقت مشاركة الوفد اللبناني في أنشطة الأمم المتحدة في نيويورك. فقد كان الاهتمام بالرئيس اللبناني والوفد المرافق محدوداً، سواء في مستوى اللقاءات التي عقدها أو في اتساعها، قياساً إلى الاحتضان الذي حظي به الرئيس السوري أحمد الشرع، خصوصاً من الجانب الأميركي. وهذا مؤشر إلى تبدّل عميق في التعاطي مع سوريا، فيما بقي التعاطي مع لبنان محدوداً.

وسألت المصادر عبر «الجمهورية»، عمّا سيعنيه ذلك في لبنان، خلال المرحلة المقبلة، لجهة مدى دعم الأميركيين للحكومة اللبنانية، خصوصاً في المواجهة التي تخوضها في الجنوب لتنفيذ قرار وقف اطلاق النار، على رغم من الموقف الإيجابي المقتضب الذي عبّر عنه وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو تجاه لبنان، خلال لقائه الرئيس عون. وأعربت المصادر عن خشيتها من أن يكون الموقف العميق للإدارة الأميركية تجاه لبنان مشابهاً للموقف الذي أعلنه موفدها توم برّاك قبل أيام، وأبدى فيه عتباً قاسياً على الحكومة اللبنانية، بسبب تراخيها في التعاطي مع ملف سلاح «حزب الله». وهذا ما يمكن أن يمنح إسرائيل فرصة لإطلاق يدها في ممارسة الاعتداءات على لبنان.

وفي موقف جديد، قال برّاك أمس على حسابه عبر منصة «إكس»، إنّ الولايات المتحدة «تواصل دعم مساعي لبنان لإعادة بناء دولته، وتحقيق السلام مع جيرانه، والتوصل إلى تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقّع في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله».

وقال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية مسعد بولس لقناة «الجزيرة»: «إننا أكّدنا دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني إضافة إلى المساعدات السنوية»، معتبرًا «أنّ نزع السلاح وحصره في يد الدولة اللبنانية خط أحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة المتحدة الأميركية». وشدّد على أنّه «يجب نزع السلاح بكامله ليس فقط من يد «حزب الله» بل من كل المنظمات وفي كل أنحاء لبنان».

 

 

  • اللواء عنونت: بوادر أزمة سياسية بعد انتهاك اتفاق الروشة

 

سلام يُلغي مواعيده في السراي ويطالب بملاحقة المتورِّطين

  وكتبت صحيفة “اللواء”: كأن لبنان لا تكفيه المشكلات الناجمة عن الاعتداءات الاسرائيلية المفتوحة، ولا الضغوطات الجارية على غير صعيد، لا سيما لجهة المساعدات، وما يمكن أن يقدمه صندوق النقد الدولي، والضغوطات المالية والاجتماعية والاقتصادية حتى جاءت احتفالية حزب الله بإضاءة صخرة الروشة بصورتين لأميني عام الحزب الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين لتشكل مشكلة، تطرح ازمة ثقة بين الحكومة، ورئيسها وأحد أطراف الحكومة حزب الله الذي انتهك اتفاقاً يتعلق بمضمون الموافقة التي حصل عليها من محافظ بيروت لإقامة فعالية الاحتفال بذكرى مرور عام على استشهاد السيد نصراالله، وبعده بأسبوعين أو أكثر خلفه السيد صفي الدين.

وطرح هذا الانتهاك للاتفاق اشكالية الثقة، وبالتالي طبيعة التعامل، سواءٌ من قبل الدولة التي أصر الرئيس نواف سلام على اعتبار اعادة بنائها هدفاً وطنياً لا يمكن التخلي عنه.

وفي اجراء له مفاعيله ودلالاته ألغى الرئيس سلام جميع مواعيده في السراي الحكومي.

ووصف الرئيس سلام ما حصل مساء امس في الروشة بأنه مخالفة صريحة لمضمون الموافقة التي اعطاها محافظ مدينة بيروت لمنظمي التحرك..

واوضح رئيس الحكومة انه على أساس المضمون صدر الأذن بالتجمع، والذي نصَّ بوضوح على «عدم إنارة صخرة الروشة مطلقا لا من البر ولا من البحر او من الجو وعدم بث اي صور ضوئية عليها..

وطلب الرئيس سلام من وزراء الدفاع والداخلية والعدل توقيف الأشخاص الذين قاموا بإضاءة الصخرة.

وانشغل لبنان بحدث صخرة الروشة وتداعياته، رغم مروره بسلام وهدوء، فيما اتجهت الانظار الى الملفات الداخلية العالقة.

يترقب الوسط النيابي ما ستؤول اليه الجلسة النيابية يوم الاثنين المقبل التي تجاوزت في جدول اعمالها اقتراح قانون تقدمت به مجموعة نواب قالت انها تمثل 60 نائباً، يتضمن تعديل قانون الانتخاب بما يسمح بتصويت المغتربين لكل اعضاء مجلس النواب الـ 128، بعدما هدد النواب بمقاطعة اعمال اللجنة الفرعية التي تدرس مشاريع واقراحات القوانين الانتخابية.

اجتماعات مع صندوق النقد

وعقد الرئيس سلام، اجتماع عمل مع المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي أرنيستو ريغو المسؤول عن الملف اللبناني في الصندوق، في حضور الممثل المقيم للصندوق فريدريكو ليما ومستشاري الرئيس سلام.

واستعرض الوفد المواضيع الإصلاحية ومسألة القوانين المرتبطة بالوضعين المالي والنقدي، والتقدم الحاصل.

كما ناقشوا التحضيرات لاجتماعات الخريف التي سوف تعقد في واشنطن بدءا من 13 تشرين الأول. وسيشارك لبنان بوفد يضم عددا من الوزراء وحاكم مصرف لبنان وعدداً من المديرين العامين وخبراء مختصين، وستكون فرصة للاجتماع مع مسؤولي صندوق النقد والبنك الدولي الكبار.

وزار ريغو ايضا رئيس ‎مجلس النواب نبيه بري في حضور الممثّل المقيم لصندوق النقد الدولي في لبنان فريدريكو ليما، وتم عرض لبرامج عمل الصندوق في لبنان .

وكرَّس الاجتماع الذي عُقد بين وزير المال ياسين جابر ووفد وزارة المال مع صندوق النقد الدولي ممثلا بالمدير الاقليمي للصندوق ارنيستو ايغو بحضور الممثل المقيم للصندوق فريدريكو ليما، وفريق عمل الصندوق.

وشدد فريق عمل الصندوق على أهمية الشفافية في ادراج النفقات، واعتماد خطة مالية متوسطة الأمد في ما خص موضوع الدين، وهو ما تعمل عليه وزارة المال.

وفي موضوع الإصلاحات الضريبية والجمركية والضغوط الاجتماعية جرى عرض الخطوات المتخذة والتحديات، وقد اطلع وفد الصندوق من فريق عمل الوزارة على الخطة الإصلاحية التي تعمل وزارة المال على تنفيذها في كل من مديرية الجمارك ومديريتيّ الواردات والضريبة على القيمة المضافة TVA ومديرية الشؤون العقارية، ما سيؤدي حتماً إلى رفع الإيرادات وتحقيق فائض في الموازنة.

وحسب المعلومات فإن المجتمعين ناقشوا تقريراً مفصلاً أعده الفريق اللبناني في هذا الشأن تناول الانجازات، وكذلك الحاجات لاستكمال ما تبقى، تمهيدا للتوقيع النهائي مع الصندوق، الأمر الذي يفتح آفاقا لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان وتدفق الاستثمار اليه وتعزيز الاستقرارين المالي والاقتصادي وتحصينهما.

وقد استمع الوفد اللبناني إلى خلاصة ما توصل اليه وفد الصندوق وشرح لوجهات النظر الذي يراها مطلوبة للواقع اللبناني.

واعتبر الوزير جابر ان الخروج من اقتصاد الكاش لا يكون الا من خلال عودة القطاع المصرفي الى العمل، مؤكدا اننا ما زلنا على اللائحة الرمادية.

وقال: «بشكل عام، توافقنا على انه منذ الآن، وحتى زيارتنا المقبلة الى اجتماعات واشنطن الشهر المقبل سيتم العمل على وضع خطة لمعالجة الامور التي ينظر اليها كل منا بشكل مختلف، ونسعى بكل جدية للقيام بالعملية الإصلاحية والوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لأنه يشكل عنصر ثقة بلبنان».

عون والجالية اللبنانية

وحضر الوضع الداخلي في كلام الرئيس عون امام الجالية اللبنانية ــ الاميركية في اميركا التي اجتمعت به في نيويورك، حيث خاطب الحضور بالقول: ان الحكومة بدأت العمل منذ شهر شباط الفائت، وقامت بانجازات عدة، ووضعنا البلد على السكة الصحيحة. اتفهم تساؤلات البعض عما قمنا به خلال الفترة الماضية، ولكن علينا ان نكون منطقيين وواقعيين، اذ لا يمكن احداث التغييرات بين ليلة وضحاها، الا انني اؤكد لكم ان القطار وضع على السكة الصحيحة وهو يسير باتجاه الاصلاحات الاقتصادية واصلاح القطاع المصرفي والمالي.

اضاف: بدأنا بفتح ملفات الفساد، وكل الملفات التي كانت تعتبر من المحرمات مع الاسماء التي تتضمنها، لم تعد من المحرمات، والدليل على ذلك هو وجود وزراء موقوفين، وآخرين تتم ملاحقتهم، واشخاص كانوا يعتبرون غير قابلين للمساس بهم، وقد دخلوا الى السجن، او تتم ملاحقتهم. وهناك ملفات كثيرة بطبيعة الحال، منها على سبيل المثال ملف كازينو لبنان، وملفات اخرى اخذت طريقها نحو البت، واطلب منكم ان تبقوا على ثقتكم وايمانكم بهذا البلد، وانا اكيد انكم على هذا المسار. دوركم مهم في الحياة الاقتصادية اللبنانية، فلبنان ليس مفلساً، بل هو غني بكم، وليس هناك من مشروع مهم في العالم الا ويحمل بصمة لبنانية، في كل المجالات، وانا واثق بانكم لن تتركوا بلدكم الام، وادرك انكم جميعاً تنتظرون اللحظة التي تعودون فيها الى لبنان من خلال الاستثمار فيه او بعد التقاعد من العمل».

وقال عون: ودوركم لا يقتصر على الحياة الاقتصادية، بل يطال ايضاً الحياة السياسية، اعني الانتخابات النيابية التي من المهم ان تحصل في وقتها، وهناك واجب مقدس على كل منكم للادلاء بصوته في هذا الاستحقاق، وفقاً لقناعاته وليس لرغبات الطوائف والمذاهب والاحزاب. ادعوكم الى التصويت الى من ترون انه قادر على تأمين مستقبل لكم ولاولادكم، ومن واجبكم المشاركة في العملية الانتخابية، هذا حقكم وواجب، فصوتكم ليس مجرد ورقة يتم وضعها في صندوق، بل هو الامل لمستقبل افصل، وهو صوت التغيير، وعليكم المشاركة بكثافة مهما كانت الظروف، وهذه المسؤولية تقع عليكم.

براك يتراجع

وفي خطوة تراجعية، كتب الموفد الأميركي توم براك ان الولايات المتحدة تواصل دعم لبنان في سعيه لإعادة بناء دولته، وتحقيق السلام مع جيرانه، والاستمرار في سعيه لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب االله.

بالمقابل، وفي تدخل سافر وضاغط على الوضع اللبناني، قال رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف أن حزب الله أكثر حيوية من أي وقت مضى،مشيراً إلى أن تزويد الحزب بالصواريخ ليس مستحيلاً، وقال لو كنت قائداً لحزب الله لشنيت الحرب على إسرائيل بعمق 100 أو 200 كلم.

اضاءة الصخرة

انشغل لبنان امس بإحياء حزب الله عند السادسة مساء فعاليات إحياء ذكرى الشهيدين نصر الله وصفي الدين، واضاءة صخرة الروشة بصورتهما. بعد اسبوع من السجال والتوتر والترقب حول «شرعية» استعمال صخرة الروشة لمناسبة حزبية، لكن الفعاليات انتهت على خير بعدما تمت اضاءتها بصورتي الشهيدين وبعدما أصرّ الحزب بعد الظهر على اضاءة الصخرة برغم تعميم رئيس الحكومة وما تردد عن اتفاق رعاه الرئيس نبيه بري مع الرئيس نواف سلام لإحياء الذكرى لكن من دون اضاءة الصخرة.

وذكرت معلومات ان العلم والخبر المقدم إلى محافظ بيروت لا يتضمن تفاصيل عن النشاط ولا أي تعهد بعدم إضاءة الصخرة. وقال مصدر مقرب من حزب الله «للجديد» ان النشاط قائم ومستمر بحسب الترخيص الذي تم منحه عند كورنيش الروشة.

وقد بدأ الانتشار الأمني الكثيف في الروشة بعد الظهر لضمان تسهيل إقامة الذكرى ومنع أي إشكالات على الطرقات كما تم قطع جانب من الطريق.

وقد توجه عدد كبير من مناصري «حزب االله» وحركة «أمل» ومن الاحزاب الوطنية باكرا إلى المكان، رافعين صور للسيدين وأعلام ورايات حزبية وكانت مكبرات صوت تبث أناشيد للحزب. كما شاركت زوارق ترفع صور الشهيدين و»جت سكي» في البحر، وفرقة موسيقية انشد اعضاؤها اناشيد الحزب والتكريم والرثاء للسيدين، وفرق الكشاف والهيئة النسائية في الحزب بإحياء الذكرى.

وغص الشارع الرئيسي في الروشة بالمشاركين وامتد الى الشوارع الموازية. وردد المشاركون هتافات «لبيك يا نصر االله»، وتخلل الاحتفال بثت لأقوال للسيد الشهيد ومخاطبته لجمهور المقاومة بـ «يا أشرف الناس».

بدأت الفعالية بقدوم الزوارق البحرية من ميناء الاوزاعي، ثم عزف النشيد الوطني فنشيد «حزب االله» من الفرقة الموسيقية المركزية لكشافة الإمام المهدي ، ثم كانت مرثية السيدين مع المنشد علي الرضا دمشق.

وقرابة السابعة الا ثلثاً اضيئت صخرة الروشة بصورة لايزر متحركة وغير ثابتة للسيد نصر الله وصورة لايزر اخرى في السماء تلتها صورة ثابتة للعلم اللبناني. ثم صورة ثابتة للسيدين نصر الله وصفي الدين على الصخرة. ثم صورة (مركبة) للسيد نصر الله مع الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري.وصورة لنصر الله مع الرئيس بري والرئيس رفيق الحريري. وصورة (مركبة) لنصر الله مع بري وسعد الحريري.وصورة لنصر الله وبري.

وعلمت «اللواء» ان بعض المشاركين اصيبوا بجروح وكسور ورضوض خلال تسلقهم جدران مطعم دبيبو السابق لمشاهدة الاحتفال من علو.

سلام: لتوقيف الفاعلين

ولاحقا كتب الرئيس نواف سلام على منصة «اكس»: ما حصل اليوم في منطقة الروشة يشكل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة المعطاة من قبل محافظ مدينة بيروت لمنظّمي التحرك، الذي على اساسه صدر الإذن بالتجمع والذي نصّ بوضوح على «عدم انارة صخرة الروشة مطلقا لا من البر ولا من البحر او من الجو وعدم بث اي صور ضوئية عليها.وعليه اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة بما فيه توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم إنفاذاً للقوانين المرعيّة الإجراء

اضاف سلام: وغني عن القول ان هذا يشكل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها. هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار اعادة بناء دولة القانون والمؤسسات بل يزيدنا اصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني.

وذكرت معلومات مساء: ان النيابة العامة التمييزية طلبت من الأجهزة الأمنية استدعاء الأشخاص الذين ارتكبوا المخالفات وأضاؤوا صخرة الروشة في بيروت.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى