سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:بانتظار الرد اللبناني على المقترح الأميركي لوقف الحرب

الحوارنيوز – خاص

عكست الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها الأجواء المحيطة بالاتصالات الجارية لإنجاز الاتفاق على وقف الحرب ،في ظل الصيغة التي تسلمها لبنان ،وأبرزت تصريحات الرئيس نبيه بري الإيجابية بانتظار رد حزب الله على المقترحات.

 

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: الرد اللبناني وشيك والاقتراح يستلهم الورقة الفرنسية… إطلالة لافتة للحريري ودلالات سلبية واجهت لاريجاني

 وكتبت “النهار” تقول:

قد يكون التصعيد العسكري والميداني المحموم الذي شهدته مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت في الساعات الماضية الدليل الأقوى إلى بلوغ المفاوضات الجارية بوساطة الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى تسوية توقف النار في لبنان مرحلة متقدمة وحرجة في آن واحد. وغداة تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري مشروع وقف النار من السفيرة الأميركية ليزا جونسون وبالتزامن مع الزيارة المثيرة للغط لكبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني لبيروت التي لم يعرف ما اذا كانت تهدف إلى “قبض” ثمن التسوية بدفع “حزب الله” إلى القبول بها او عرقلتها، بدا صعباً الجزم بما إذا كانت الديبلوماسية الأميركية ستنجح حيث أخفقت في السابق بدليل أنّ لا بري أعطى جواباً قاطعاً واضحاً بعد على المشروع الأميركي الذي تسلمه ويدرسه مع “حزب الله” ولا إسرائيل أبدت أي استعداد لتخفيف هجماتها البالغة العنف التي توالت بمنحى تدميري مخيف كما بالمضي قدما في محاولات توسيع التوغل في المنطقة الحدودية.

وفيما ينتظر أن يرد الجانب المفاوض مع الأميركيين على الورقة التي تبلغها بري الخميس من السفيرة جونسون توافرت معلومات لـ”النهار” مفادها أن صلب الورقة أو المقترح الذي قدمه الأميركيون استند هذه المرة إلى الورقة الفرنسية التي قدمها وزير الخارجية الفرنسي لدى زيارته لبيروت وتل أبيب والتي أبرز ما تتضمنه إحياء آلية لمراقبة التزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بالقرار 1701 تضم ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب الآلية الثلاثية الأمم المتحدة (عبر اليونيفيل) ولبنان وإسرائيل. واستقت فرنسا هذا الاقتراح من تفاهم نيسان 1996 الذي تم التوصل اليه عقب عملية عناقيد الغضب الإسرائيلية آنذاك .

 

وفيما مضت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تسريبات عن مضمون المقترح تتحدث عن إعطاء إسرائيل حق التدخل نفى الرئيس بري في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط ” بعد ظهر أمس أن يكون المقترح الذي تسلمه من السفيرة ليزا جونسون يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، معتبراً أنّ الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وكشف أن المقترح يتضمن نصاً “غير مقبول لبنانياً” وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيله” في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وحرص على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن “الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم” وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكستاين إلى لبنان “رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.

في الغضون، أفادت مصادر مطلعة بأن “حزب الله تسلّم نسخة من مسودة مقترح لوقف إطلاق النار، التي نقلتها السفيرة الأميركية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري”. وأوضحت أن “الحزب” سيقوم بدراسة النقاط المدرجة في المسودة، على أن يرفع قريبًا ملاحظاته إلى بري.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أنّ “مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر”.

وتابعت: “وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل”، مضيفة أن “أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة”.وقالت: “وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام”. ونقلت محطة سي ان ان الأميركية عن مصادر ان “حزب الله” يدرس مقترحا اميركيا إسرائيليا لوقف النار وقال مسؤول لبناني مطلع على المناقشات ان السلطات اللبنانية “متفائلة”بان “حزب الله” سيوافق على شروط الاتفاق وتتوقع تقديم رد رسمي على الاقتراح الأخير يوم الاثنين المقبل . وأوضح المصدر ان الجهود الديبلوماسية تجري على قدم وساق الان .

 

لاريجاني والمؤشرات السلبية

في غضون ذلك واكبت زيارة علي لاريجاني إلى لبنان مؤشرات ودلالات سلبية أول من ترجمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي بادر الى مخاطبة المسؤول الإيراني بقوله خلال استقباله إياه “إن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701،ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الآخر”.

أمّا لاريجاني فأكّد “أنّ ايران تدعم أيّ قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون”. وتابع: “الهدف الاساس والرئيس لزيارتنا هذه بأن نقول بملء فمنا نحن سنقف الى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعبا وفي كافة الظروف”.

وردّاً على اتهامات توجه لإيران قال: “نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف الى جانب لبنان والذي ينسف الأوضاع هو نتنياهو وانصاره واعوانه ، فعليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم”.

وتمثّل المؤشر السلبي الثاني في زيارة لاريجاني بمقاطعة كتلة “اللقاء الديموقراطي” النيابية لقاء للاريجاني مع عدد من ممثلي الكتل في السفارة الإيرانية بعدما اعتذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط عن مشاركة الكتلة في اللقاء.

كما شكل مؤشراً بارزاً إصرار رئيس جهاز أمن المطار على اخضاع فريق الحماية الأمني الذي أرسلته السفارة الإيرانية لمرافقة لاريجاني للتفتيش رغم اعتراض الفريق.

 

الحريري ولافروف

وفي حمأة هذا المناخ بدا من المثير للاهتمام والدلالات المهمة واللافتة خبر لقاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في أبو ظبي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحضور مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير الروسي لدى دولة الامارات تيمور زابيروف ، وشارك في اللقاء مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وجرى خلال الاجتماع استعراض الاوضاع في المنطقة في ضوء العدوان الاسرائيلي على لبنان وغزة.

 

وأكد الحريري وفق بيان صدر عن مكتبه “ضرورة وضع حد للعدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات الانسانية والصحية، وشدد الرئيس الحريري خلال اللقاء على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والتطبيق الكامل  للقرار الدولي ١٧٠١ بكل مندرجاته من قبل الطرفين”.

ورفض الحريري أي تدخل خارجي بشؤون لبنان الداخلية واستخدامه كصندوق بريد.

كما تم تبادل وحهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين. 

 

 

  • الأخبار عنونت: تفاعل مع المسوّدة وردّ على شكل أسئلة: لبنان يُفشل المناورة الإسرائيلية

 وكتبت  “الأخبار” تقول:

الخلاصة الأولى لما أحاط بإعداد الولايات المتحدة مسوّدة اقتراح لوقف الحرب على لبنان، أن المساعي السياسية دخلت مرحلة أكثر جدّية من سابقاتها. وهو ما كان واضحاً ارتباطه بالتطورات السياسية التي تمثّلت أولاً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ثم الميدانية حيث فشل العدو في الوصول إلى نتائج حاسمة على الأرض. لكنّ ذلك لم يمنع الأميركيين والإسرائيليين من القيام بمناورة تهدف إلى جعل لبنان مسؤولاً عن عدم التوصل إلى اتفاق في حال رفضه المسوّدة.

«الكمين» الذي نصبه الأميركيون (وإسرائيل) بدا واضحاً عن بعد للمسؤولين اللبنانيين المعنيين. وقد ساعد في ذلك أن العواصم العربية والغربية الداعمة لموقف لبنان، لمّحت إلى المسؤولين اللبنانيين بوجود نية بتحميل لبنان المسؤولية عن استمرار الحرب. وهو كلام قاله المسؤولون في مصر وفرنسا، كما كان لقطر دورها، لجهة لفت انتباه المفاوض اللبناني إلى آليات التلاعب التي يستخدمها العدو انطلاقاً من تجربتها في ملف غزة.

وعليه، اتفق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي على اعتماد استراتيجية الغموض، ونجحا حتى اللحظة في عدم تسريب نص المسوّدة، كما تولّيا إشاعة أجواء تفاؤلية، لكن مع عدم الانجرار إلى الموجة التي كانت تضغط عليهما للسير في المسوّدة دون انتظار موقف حزب الله. وقد ساعد في هذه الاستراتيجية الموقف الإيراني الذي عكسه كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني الذي تزامنت زيارته لبيروت مع تسليم السفارة الأميركية مسوّدة الاتفاق للرئيس بري، إذ تعمّد لاريجاني الحديث صراحة عن دعم إيران ما يقرره اللبنانيون، مع الإشارة إلى الرئيسين بري وميقاتي والمقاومة.

وفيما يُنتظر أن يُجيب لبنان على الورقة الأميركية بورقة تساؤلات لا بورقة مواقف حاسمة، فقد تولّى الرئيس برّي التمهيد لذلك من خلال حديث أجراه مع جريدة «الشرق الأوسط» أمس، متعمّداً عدم الحسم سلباً أو إيجاباً. لكنه تقصّد عدم إعطاء أي جو تشاؤمي لقطع الطريق على أي نية إسرائيلية بتحميل لبنان مسؤولية إفشال المفاوضات، إذ نفى أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن «الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مسّ بسيادتنا». كما نفى بري أن يكون المقترح متضمّناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان. وكشف أن المقترح يتضمّن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة إلى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006. وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدّمها». ورداً على استهداف مسقط رأسه تبنين قال: «يعتقد نتنياهو بأنه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه، لكنّ هذه الأمور ما بتمشيش معنا».

وتعليقاً على هذا الجو، قالت مصادر مطّلعة إن «النقاش جارٍ، لكنّ التوقعات في لبنان ليست متفائلة، استناداً إلى التجربة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، فالأخير وضع شروطاً يعرف أن لبنان لا يُمكن أن يقبل بها، وهو يتقصّد من ذلك تحميل لبنان مسؤولية فشل المفاوضات لأنه يريد مواصلة الحرب حتى كانون الثاني ومن دون سقوف». فيما كشفت مصادر دبلوماسية أن «الجو الخارجي لا يقلّ تشاؤماً عن التقديرات الداخلية، إذ إن الفرنسيين عبّروا بصراحة عن قناعتهم بأنهم لا يرون وقفاً لإطلاق النار قبل نهاية العام الجاري».

وفي ظل الحراك الدبلوماسي، أتت زيارة لاريجاني الذي أكّد أنّ «إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية ولا سيما القرار 1701». لاريجاني القادم من سوريا، التقى بري وميقاتي، معتبراً أنّ الهدف من مجيئه تأكيد وقوف بلاده إلى جانب لبنان «حكومة وشعباً في كل الظروف». ومن عين التينة، ردّ لاريجاني على سؤال للصحافيين، فيما إذا كانت الزيارة هي لنسف الوثيقة أو المبادرة الأميركية بالقول: «نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نريد حل المشكلة وفي كل الظروف نحن نقف إلى جانب لبنان. ومن ينسف الأوضاع هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأنصاره وأعوانه»، وقال: «عليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم».

 

وبعد لقائه بري، تحدّث لاريجاني عن الهدف من الزيارة: «في ظل الظروف الحالية التي يعيش خلالها الشعبان الفلسطيني واللبناني حياة صعبة بسبب ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات وجرائم ضدهما». وقال: «كانت لدينا خلال هذه الزيارة مشاورات وتبادل لوجهات النظر في مختلف المواضيع وأتمنى حلحلة كل هذه المشاكل والمصاعب التي يعيشها لبنان وحكومة لبنان في أسرع وقت ممكن».

وفي مقابلة مع قناة «الميادين» قال لاريجاني إنه اطّلع على المسوّدة التي تسلّمها لبنان، وقال إن فيها بنوداً إيجابية، ولكنّ القرار في النهاية يعود إلى الفرقاء اللبنانيين. كما أشار إلى أن إيران ستظل إلى جانب المقاومة، وهو موقف أكّد عليه في الاجتماع الذي عقده مع قيادات سياسية في مقر السفارة الإيرانية.

وكان لافتاً تعمّد لاريجاني ختم مقابلته مع «الميادين» بالتجول في باحة السفارة الإيرانية في منطقة الجناح، ومراقبة الأجواء حيث كانت المُسيّرات الإسرائيلية تجوب سماء العاصمة، في خطوة عُدّت تحدياً للعدو الذي كان يسرّب أخباراً عن نيته استهداف السفارة الإيرانية في بيروت.

وفي تل أبيب، تجنّبت الأوساط القريبة من نتنياهو الحديث عن تفاصيل المسوّدة، لكن ما لفت الانتباه، هو الاجتماع الذي ترأّسه الأخير بحضور موفده إلى واشنطن رون دريمر والوزراء إيتمار بن غفير ويسرائيل كاتس وبتلئيل سموتريتش، وتولّى الإعلام المقرّب من رئيس الحكومة تسريب أخبار «عن التوجهات الإيجابية نحو عقد اتفاق مع لبنان».

وترافق ذلك مع نشر «القناة 12» نتائج استطلاع للرأي قال إن 67% من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى وقف الحرب على لبنان وغزة، مقابل 20% طالبوا باستمرار العمليات العسكرية. وتولّت هيئة البث الإسرائيلية الحديث عن أن المسوّدة «تتضمن إقرار الطرفين بأهمية القرار 1701، كما تعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر». وقالت الهيئة إن الاتفاق يقضي بانسحاب قوات الاحتلال خلال أسبوع، وإنه سيصار خلال 60 يوماً إلى إنجاز انتشار واسع للجيش والقوات الدولية والقيام بعملية تفكيك البنى العسكرية وضمان انسحاب عناصر المقاومة من المنطقة إلى جنوب الليطاني. وفي المقابل، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «التقدير في إسرائيل هو أن حزب الله قادر على مواصلة الحرب ولن يتعجل في قبول مقترح التسوية»، مشيرة إلى أن «تقديرات إسرائيل أن حزب الله والحكومة اللبنانية لن يقبلا حرية عمل إسرائيل في حال حدوث انتهاكات».

 

 

 

  • اللواء عنونت: مفاوضات نارية بين الميدان والضاحية.. وجواب حزب الله الإثنين

 

 

3 مؤشرات سلبية ترافق زيارة لاريجاني.. وبرّي يرفض ابتزاز نتنياهو

 

وكتبت “اللواء” تقول:

أبلغ لبنان الوسيط الأميركي بشخص آموس هوكشتاين والفريق المعاون له، بما في ذلك السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون أن الضغط بالنار لحمل لبنان على صيغة وقف النار التي كتبت بواشنطن من قِبل اسرائيل وموظفين كبار في الخارجية الاميركية والبنتاغون والـC.A.I (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)، وهي مؤلفة من 5 صفحات و13 بنداً، واطلع عليها الرئيس نجيب ميقاتي من جونسون، قبل استلامه النسخة الرسمية.

وطلب لبنان حسب معلومات «اللواء» إبلاغ الجانب الاسرائيلي بحيثيات هذا الموقف، مع استمراره بدراسة الملاحظات على المقترح من زاوية حرص لبنان على وقف النار، بمرجعية القرار 1701.

أوضحت مصادر سياسية  مطلعة لـ «اللواء» ان موضوع الرد اللبناني على المقترح الأميركي للحل لوقف إطلاق النار لن يتأخر طالما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد الموقف مسبقا لجهة رفض المس بالسيادة اللبنانية. ورأت أن الجانب اللبناني ذكر في وقت سابق أن هناك نقاطا لا يمكن القبول بها، والمسألة هنا تتطلب تشاورا، وتفويض حزب لله لرئيس مجلس النواب منحه حق النقاش بأسم الحزب.

وقالت المصادر أن التسوية لم تقترب إلى خواتيمها وإن ما يتم تداوله لا يشي بالحل ومن هنا فإن البلد أمام مرحلة جديدة من التصعيد قبل الانطلاق باتصالات جديدة بشأن الحل المنشود..

وأكد الرئيس بري تسلمه المقترح الأميركي لوقف الحربي، نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا.كما نفى بري، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.

وكشف بري أن المقترح يتضمن نصاً غير مقبول لبنانياً، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية.

وقال بري: هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.

وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، مشيراً إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها.

واكد ان الشغل ماشي والحق ايجابي والعبرة في الخواتيم.

رداً على سؤال عن استهداف العدو مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس المجلس: «يبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه… لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور «ما بتمشيش معنا».

يذكران تبنين بلدة الرئيس بري تعرضت امس لعدوان همجي صهيوني وهو الاكبر على البلدة منذ بدء العدوان عبر 8 غارات نتج عنها تدمير عدد من المنازل بينها منزل لآل برّي.

وفي اطار التهديد والضغوط  ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية : «ان نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل حزب لله وقف اطلاق النار».

وفي سياق المساعي ، افيد ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن «ناقش مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر الحاجة إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم».

وكان الرئيس بري تسلم مقترح وقف اطلاق النار رسمياً. وعكف على درسه مع الجهات المعنية (الحكومة والمقاومة) قبل ان يسلم ملاحظاته للسفيرة الأميركية المكلفة بنقل الرسائل.

وفهم ان حزب لله، سيقدم اجابته عن المقترح الخاص بوقف النار بعد غد الاثنين.

واشارت مصادر معنية ان لا صحة ان مفاوضات وقف النار، وصلت الى طريق مسدود، بحسب اعتراض لبنان على شروط يراها تمس بسيادته.

وقالت ان اللجنة التي ستراقب تنفيذ الاتفاق ستكون مؤلفة من طرف لبناني واسرائيلي ومن الامم المتحدة، مع احتمال انضمام ممثل لكل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودولة عربية.

وذكر مصدر مطلع ان بري طلب 3 ايام للرد على المقترح.

وفي السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن «مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر». وتابعت: «وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل»، مضيفة أن «أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة».وقالت: «وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام».

وفي الاطار، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى أنّ إسرائيل تسعى بمساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب لله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب لله من العودة جنوبا.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين اسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع إسرائيل عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.

 

لاريجاني: دعم قرار المقاومة والحكومة

ومنعاً، لأي التباس، أعلن كبير مستشاري المرشد الايراني السيد علي خامنئي علي لاريجاني من بيروت، بعد لقاء كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي أن ايران تدعم أي «قرار تتخذه المقاومة  اللبنانية، وأي قرار  نتخذه الحكومة اللبنانية عن توافق عليه وندعمه».

وكان لاريجاني استهل زيارت من السراي، حيث التقى الرئيس ميقاتي، الذي اكد ان «المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية، ودعم الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ مواقف تولد الحساسيات لدى أي فريق»، معتبرا ان الحكومة تعطي الأولوية لوقف النار.

ثم انتقل الى عين التينة، حيث سلم الرئيس بري رسالة، وشدد على وقف بلاده مع لبنان، داعيا الى التمييز بين «الاصدقاء والاعداء».

واعتذر النائب السابق وليد جنبلاط عن لقاء لاريجاني، بسبب مواقفه من رفض ايران تحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وكان جرى احتواء اشكال بين الفريق الامني الذي اتى الى المطار لاصطحاب لاريجاني، لكن قائد جهاز امن المطار العميد فادي كفوري اصر على اخضاع الفريق التابع للسفارة للتفتيش، وجرى تفتيش الحقائب وانتهى الاشكال بعد اقفال  صالون الشرف.

 

ماغرو في الخارجية

دبلوماسياً، إستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدلله بوحبيب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرضٌ للجهود القائمة، من بينها تلك التي تقوم بها فرنسا، وللأفكار المطروحة، من أجل التوصل الى وقفٍ لاطلاق النار ووضع حد للعدوان الاسرائيلي، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 .وشدد بوحبيب على أن أي إقتراح لحلّ النزاع يجب أن يستند الى احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه وحدوده المعترف بها دوليا، والى القرار 1701 الذي أكدت الحكومة اللبنانية تمسكها بتنفيذه بكامل مندرجاته وبشكل متواز.

 

استمرار الدعم السعودي

وغداة انتهاء القمة العربية – الاسلامية، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونقل اليه استمرار دعم المملكة من اجل امن لبنان واستقراره ووقف العدوان الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني.

وأكد أن «المساعدات العينية التي تقدمها السعودية إلى اللبنانيين وخصوصا النازحين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساهمة لبلسمة جراح اللبنانيين الذين يعانون ويلات الحرب”.من جهته، ثمن المفتي دريان “المواقف المسؤولة والمشرفة التي أطلقها ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد سلمان في القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض أخيرا والتي أشار فيها إلى الوضعين اللبناني والفلسطيني ودور المملكة الأساسي في دعوتها إلى التحالف الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضها».

كهربائيا، كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان البنك الدولي وافق على مشروع الطاقة الشمسية في عدد من المناطق بكلفة 250 مليون دولار، كما انه يعمل على مشروع المياه من نهر الأولي، الذي يستفيد منه مليوني شخص من سكان بيروت.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، ولليوم الرابع على التوالي، كثف العدو الاسرائيلي غاراته التدمير الانتقامية على احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، ونالت الغبيري حصة كبيرة من التدمير، فضلا عن استهداف دويرة الطيونة التي تربط الضاحية ببيروت بالمناط الشرقية، امتدادا الى البقاع.

ودارت اشتباكات عنيفة، في القطاع المغربي، عندما حاول الجيش الاسرائيلي التقدم نحو طيرحرفا وشمع، ودخلت قوة الى محيط مقام النبي شمعون في شمع، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجنود الاحتلال.

واعلن حزب لله عن قصف تجمع لقوات العدو الاسرائيلي عند الاطراف الشرقية لبلدة طلوسة للمرة السابعة.

وفي القطاع الشرقي، وصلت قوات الاحتلال الى طلوسة وهناك دارت اشتباكات عنيفة، وشوهدت المروحيات تنقل الجنود المصابين الى مستشفى رمبام.

كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن 9عسكريين إسرائيليين أصيبوا في قطاع غزة وجنوب لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية. ووفقاً للموقع الرسمي للجيش، فقد ارتفع عدد العسكريين المصابين في غزة ولبنان والضفة الغربية منذ بداية الحرب ضد الفلسطينيين إلى 5360.

ومن بين المصابين، 2432 جندياً أصيبوا في المعارك البرية في قطاع غزة، بزيادة اصابتين عن 2430 أمس الاول. ومن بين الإصابات الجديدة، أصيب 2 في غزة و7 في الجبهة الشمالية (جنوب لبنان). كما تشير الإحصائيات إلى أن 794 عسكرياً إسرائيلياً قد قُتلوا منذ 7 تشرين الأول 2023، منهم 373 في المعارك البرية في غزة التي بدأت في 27 تشرين الأول من العام نفسه.

 

 

  • الجمهورية عنونت: لاريجاني: “حزب الله” يعرف كيف يتصرّف.. بري: الجوّ إيجابي.. وإسرائيل تبتزّ بالنار

 وكتبت “الجمهورية” تقول:

المناخ بصورة عامة تلفحه إيجابيات نظرية حول مشروع التسوية الذي طرحته واشنطن على الجانب اللبناني، واما على صعيد الترجمة على الأرض، فلا تبدو هذه الإيجابيات ملموسة حتى الآن. ما يعني أنّ للبحث حوله صلة. والأيام القليلة المقبلة، وكما يُجمع كل المعنيين بحراكات التسوية، حاسمة لجهة تحديد وجهة التسوية، أكان في مسار تفاؤلي يقترن بترجمة ميدانية سريعة لها، او في مسار تشاؤمي يدفع الامور إلى مزيد من التعقيد والتصعيد، وخصوصاً أنّ المرحلة الراهنة حبلى بالاحتمالات المجهولة، ولاسيما في الميدان العسكري الذي تتفاقم وقائعه ومجرياته بوتيرة متسارعة يوماً بعد يوم.

 

بري: الجوّ إيجابي

وفي انتظار ما سيؤول إليه هذا المشروع، غلّب رئيس مجلس النواب نبيه بري الإيجابية على السلبية والتشاؤم، بإعطاء نفحة تفاؤل، حيث قارب المقترح الذي تسلّمه من السفيرة الأميركية ليز جونسون بإيجابية وأكد لـ”الجمهورية” أنّ “الجو إيجابي والشغل ماشي. وإن شاء الله تصل الأمور إلى خواتيم طيبة”. من دون أن يخوض في تفاصيل أخرى، تاركاً ذلك للنقاشات داخل الغرف المغلقة.

إلّا أنّ بري، لم يُخرج من حسبانه وجوب التزام الحيطة والحذر بتأكيده “أنّ العبرة تبقى في الخواتيم”، وخصوصاً أنّ “التجربة مع الإسرائيلي لم تخلُ يوماً من ألغام إسرائيلية ومماطلات متتالية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تنسف كل جهد يُبذل، على غرار ما جرى في غزة على مدى أكثر من سنة، ومن هنا يبقى الحذر واجباً”.

وأكّد بري رداً على سؤال: “أنّ مقترح التسوية إيجابي بشكل عام، وفيه ما يُبنى عليه، لكن في كل الأحوال تبقى العبرة في الخواتيم”.

وإذ أشار بري إلى أنّ مقترح التسوية لا ينصّ من قريب أو بعيد على منح إسرائيل حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، لفت إلى أنّ “هذا الأمر مرفوض من قِبلنا جملةً وتفصيلاً، وغير قابل للنقاش معنا حوله، وكل الناس تعرف والأميركيّون وغير الأميركيّين يعرفون أنّ هذا الأمر بالنسبة لنا يستحيل أن نقبل به. فما من شأنه أن يمسّ بسيادتنا حتى مجرّد النقاش فيه مرفوض”.

ولفت بري إلى أنّ المقترح لم يلحظ نشر قوات أطلسية أو غيرها، وأكّد أنّه في موازاة الإيجابيات التي يتضمّنها المقترح، ثمة بند غير مقبول من قِبلنا يتعلق تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. مشيراً في هذا السياق إلى نقاش يجري الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة منذ العام 2006 حيث لا مانع من تفعيلها.

 

وعمّا إذا كان هوكشتاين سيزور بيروت قال: هذه الزيارة رهن بتطور المفاوضات وتقدّمها. وردا على سؤال عمّا إذا كانت ثمة مهلة زمنية للبنان لتقديم رده على مقترح التسوية، قال بري: “لا أحد يلزمني بمهل أو مواعيد”.

والأكيد في رأي بري أنّ التصعيد الإسرائيلي الذي تفاقم في الفترة الأخيرة، محاولة من قِبل إسرائيل لفرض تسوية لمصلحتها، وهو ما يحول الميدان العسكري واستبسال المقاومين في مواجهتها من دون تمكينها من ذلك.

وفي هذا السياق قال رداً على سؤال عن استهداف بلدته تبنيّن بالإضافة إلى الغبيري والشياح وبرج البراجنة وقرى وبلدات تُعدّ مؤيّدة له: “يبدو أنّ نتنياهو لا يعرف مع من يتعامل، هذه الأمور ما بتمشي معنا”.

 

الموقف اللبناني ثابت

إلى ذلك، اكّدت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية»، أنّ موقف الرئيس بري حازم لناحية التمسك بالتطبيق الكلي للقرار 1701، وعدم القبول من قريب أو بعيد بأيّ مشاريع او مقترحات تسويات خارج ما تمّ الاتفاق عليه مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وتتعارض مع مصلحة لبنان وسيادته».

ولفتت المصادر، الى أنّ «هذا الموقف ثابت، ولا تراجع عنه تحت أي ظرف، وعلى أساس هذا الموقف يتواصل الرئيس بري مع الموفدين لبلوغ تسوية. والسفيرة الاميركية ليز جونسون سمعت منه بالأمس، ما يجب أن يُقال في هذا المجال، والكرة في ملعبهم».

وعُلم في هذا السياق أنّ المقاربة اللبنانية لمقترح التسوية تتمّ بتمهّلٍ وتأنٍ وجدّيةٍ، وعلى قاعدة التعاطي المسؤول والإيجابي مع كل ما من شأنه أنّ يسرّع في وقف العدوان.

 

فجوة إسرائيلية عميقة

إلى ذلك، وطالما أنّ التسوية لم تتبلور بصورتها النهائية بعد، فإنّ مصادر معنية بالاتصالات الجارية حول المقترح المعروض على لبنان تُبقي هذا المقترح في مسار صعب، حتى يثبت العكس، وخصوصاً انّ التجارب دلّت إلى أنّه لا يُؤمن لحظة لإسرائيل، التي لا يوجد حتى الآن ما يؤكّد التزامها بأي تسوية وإزاحة ما هو قائم في طريقها من تعقيدات جوهرية تعزّز الإنسداد القائم في أفقها.

 

وعلى ما تؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «حسم الامور يتطلّب نقاشاً عميقاً وربما طويلًا وجولات من الأخذ والردّ، ونأمل أن تكون الايام المقبلة كفيلة بتظهير امر ما. الّا إذا عمد الإسرائيليون، وهذا ليس مستبعداً، إلى حفر فجوة عميقة جداً في مقترح التسوية تمنع بلوغها».

 

بداية تفاوض

على أنّ مصدراً مسؤولاً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله، انّ «الأمور ليست مقفلة، وهي تبدو انّها انتقلت من مرحلة إعداد ما ُسمّي مشروع تسوية بين الأميركيين والإسرائيليين إلى مرحلة التفاوض مع لبنان. ومقترح التسوية بالشكل الذي عرضه فيه الاميركيون يشكّل بداية تفاوض غير محدّد بسقف زمني، له بالتأكيد تتمة لاحقة وفق صياغات جديدة لهذا المقترح بناءً على مواقف الاطراف منها».

 

ورداً على سؤال قال المصدر عينه: «نحن مدركون أنّ اسرائيل ستحاول فرض مشيئتها والإبقاء على السقف العالي لشروطها، وابتزاز لبنان بالنار ورفع مستوى التصعيد التدميري لتحقيقها وإلزام لبنان بها وإخضاعه لها. ومدركون أيضاً أن لا تسوية من دون كسر هذا السقف، وهذا يتحقق بثبات الموقف اللبناني الرسمي على حل سياسي على قاعدة القرار 1701 دون زيادة او نقصان، وكذلك بصمود المقاومين في الميدان العسكري ومنع اسرائيل من تحقيق أهدافها».

 

مسؤولية الأميركيين

وأبلغت مصادر رسمية إلى «الجمهورية» قولها، إنّ «لبنان في موازاة الشروط الاسرائيلية المعلنة لم يتأخّر في ردّ الكرة إلى الجانب الاسرائيلي، بإعلان رفضه القاطع لأيّ تجاوز للقرار 1701 او تعديل مندرجاته، عبر تعهّدات أو ملحقات سريّة او علنيّة تنسف هذا القرار، وتمنح اسرائيل حقّ استباحة لبنان وانتهاك سيادته براً وبحراً وجواً».

ومن هنا، تضيف المصادر «فإنّه يمكن القول بأنّ الأمور تقتضي إخراجها من حلقة التعقيد الإسرائيلي ذاتها. والاميركيون أكّدوا لنا جازمين عزمهم القوي على إنضاج تسوية عاجلة. ومن هنا فإنّ المسؤولية الأساس في هذا السياق تقع على الوساطة الأميركية في إثبات صدقية توجّه ادارة الرئيس جو بايدن، وما قيل عن مباركة للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى وقف الحرب، في إخراج تسوية يقبل بها لبنان خارج إطار الشروط التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها بالضغط التدميري في الضاحية الجنوبية وسائر المناطق اللبنانية، وتريد من خلالها أن تحقق في السياسة ما لم تتمكن من تحقيقه في عدوانها البري وغاراتها التدميرية للمناطق اللبنانية».

وكشفت المصادر، انّ لبنان أكّد للوسطاء أنّ سقف التسوية التي يريدها، هي تحت سقف القرار 1701 من دون إضافات او تعديلات، وتحت سقف التزامه بتطبيق مندرجاته كاملة.

ورداً على سؤال، فضّلت المصادر عينها عدم الدخول في تفاصيل بنود المقترح المعروض على لبنان، الّا انّها أوجزت الموقف اللبناني كما يلي: «وقف فوري لإطلاق النار، انسحاب اسرائيل الى خلف الحدود الدولية، عودة النازحين الى بلداتهم، التطبيق الكلي للقرار 1701، عدم ممانعة وجود آلية دولية للإشراف على التنفيذ على غرار اللجنة التي تشكّلت غداة صدور القرار في العام 2006، والتزام لبنان بنشر الجيش اللبناني في منطقة عمل قوات «اليونيفيل» كحافظ للأمن والاستقرار في تلك المنطقة بالتعاون والتنسيق الكاملين مع قوات حفظ السلام». وقالت: «هذا هو موقفنا وأبلغناه للأميركيين، واكّدنا انّ لبنان لا يمكن له أن يقبل بتسوية مجحفة له، أو تتعارض مع سيادته».

 

«حزب الله»: الميدان

في موازاة ذلك، وفيما يتجنّب «حزب الله» المقاربة العلنية لمشروع التسوية وما يُطرح حول القرار 1701، لخّصت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» موقف الحزب كما يلي:

– الأولوية قبل أي شيء آخر، هي لوقف العدوان. هذا ما يجب ان يحصل، وسيحصل مهما طال الزمن.

– لا يمكن للإسرائيلي أن يأخذ في السياسة ما عجز عن أخذه في الميدان.

– عدم ثقة بالولايات المتحدة الاميركية بوصفها الشريكة في العدوان الاسرائيلي والراعية له.

– يجب الّا نستعجل ونتسرّع إزاء اي طرح لوقف اطلاق النار كيفما كان.

– الميدان حول حلبة الفصل والحسم، والمقاومة ثابتة، ومع كل يوم صمود وثبات للمقاومة في هذا الميدان، سيخفّض الإسرائيلي سقف مطالبه، وواقع الميدان كما هو عليه منذ بداية العدوان هو لمصلحة المقاومة ولبنان، وسيصل الإسرائيلي في نهاية المطاف إلى أن يستجدي هو وقف اطلاق النار.

 

خطة التسوية

إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، ويعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر».

وتابعت: «وفق مشروع الاتفاق فإنّ الجيش اللبناني هو القوة المسلّحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل»، مضيفة أنّ «أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة». كما انّه وفق مشروع الاتفاق سيتعيّن على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام».

 

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، انّ الخطوط العريضة لمقترح التسوية في لبنان تنصّ على نقل «حزب الله» قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني، وأنّ الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» ستعمل وفقاً للخطة على منع عودة «حزب الله» لجنوب لبنان ومنع تجديد مخزون أسلحته». مشيرة إلى أنّ النقطة الرئيسية العالقة هي ضمان قدرة إسرائيل على فرض اتفاق وقف إطلاق النار في حال فشلت الأمم المتحدة والجيش اللبناني في القيام بذلك.

 

تبادل أدوار: جزرة وعصا!

اللافت في موازاة حراك التسوية جو معاكس للإيجابية. حيث لفت مسؤول وسطي عبر «الجمهورية»، إلى القراءة التشاؤمية التي أبداها الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وقوله «إنّ الحرب طويلة، وتسريبات التسوية مجرد شائعات»، معرباً عن تخوّفه مما سمّاها محاولات لإيقاع لبنان في فخ.

وقال المسؤول عينه: «قبل أن نتحمّس لمقترح التسوية ونغرق في إيجابيات خادعة، هل هذا المقترح عادل للبنان ولمصلحة لبنان؟. أنا أشك بذلك، فالمشهد كما نراه واضح لا لبس فيه، حيث انّ هذا المقترح معدّ بصياغة اميركية- اسرائيلية تفتح الباب امام نتنياهو للقول للإسرائيليين انّه حقق إنجازاً في لبنان».

 

وتبعاً لذلك، يضيف المسؤول الوسطي، فإنّ «ما نراه هو تبادل أدوار، وفق معادلة يظهر فيها الأميركيون في موقع أنّهم يدفعون بالمسار السياسي وكأنّهم يحملون الجزرة، فيما اسرائيل تحمل العصا بتصعيد العمليات العسكرية في البرّ، والإضرار بالداخل اللبناني وتدمير بناه السكنيّة والمدنيّة. وكما هو واضح فإنّ القصف التدميري للضاحية وغيرها من المناطق يندرج في سياق دفع اسرائيل بهذا المسار إلى تسوية وفق شروطها».

من هنا، يخلص المسؤول عينه إلى القول، «إنّ من الغباء الرهان على ان تطرح واشنطن تسوية لمصلحة لبنان تتجاوز فيها مصلحة إسرائيل. وتبعاً لذلك، فإنّ بلوغ تسوية في المدى المنظور أمر مستبعد، والأقرب الى الواقع هو استمرار العدوان ربما بوتيرة أكثر قساوة وعنفاً».

 

دعم إيراني

في هذه الأجواء، قام كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية علي لاريجاني بزيارة إلى بيروت، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي تصريحات له، أكّد دعم ايران للبنان حكومة وشعباً في كافة الظروف، ودعم اي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية وأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية، في اشارة الى القرار 1701.

ورداً على سؤال قال: «حزب الله» هو تيار صلب ورشيد، والشعب اللبناني هو شعب عظيم، وحزب الله بأنفسهم يعرفون كيف يتصرفون».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى