قالت الصحف:الموفد الفرنسي إلى لبنان يخلط الأوراق الرئاسية من جديد
الحوار نيوز – صحافة
سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على التحرك الفرنسي الجديد باتجاه لبنان على خط الاستحقاق الرئاسي ،بعدما قرر الرئيس ماكرون إيفاد جان أيف لودريان إلى لبنان لمتابعة الملف الرئاسي ،وهو ما اعتبر خلطا للأوراق الرئاسية من جديد قبل جلسة الأربعاء المقبل.
النهار عنونت: التعبئة تتصاعد وانتقال الملف اللبناني إلى لودريان
وكتبت صحيفة “النهار”: تتسع التعبئة السياسية والنيابية المزدوجة لداعمي المرشحين الرئاسيين سليمان فرنجية وجهاد ازعور في الطريق الى موعد الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران الحالي. وتتخذ هذه التعبئة دفعا مضاعفا بين اليوم والأربعاء المقبل في ظل محطات مفصلية يفترض ان تساهم في تظهير معظم المشهد والسيناريو الافتراضي لما ستؤول اليه الجلسة الانتخابية التي ستعقد بعد انقطاع للجلسات ناهز الخمسة اشهر. ذلك انه مع عدم استبعاد استمرار “مساحة رمادية” لن يحسم معها عدد وافر من النواب مواقفهم سلبا او إيجابا من المرشحين الحصريين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد ازعور اللذين ستدور بينهما المواجهة الانتخابية، فان “المساحة الواضحة” لداعمي ورافضي المرشحين بدأت تتسع باطراد بحيث يتوقع بلورة الاصطفاف وتوزع النواب الى حدود واسعة بين المرشحين قبيل الدخول الى الجلسة. وتلفت أوساط نيابية مستقلة بارزة الى ان عاملا مهما برز لجهة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الأخيرة الى الكشف ان نواب الفريق الداعم لفرنجية سيعتمدون التصويت الواضح هذه المرة وليس الورقة البيضاء، اذ ان هذا الاتجاه سيساعد بقوة في كشف ميزان القوى قبيل الجلسة وخلال انعقادها، ولو ان معظم المعطيات لا يزال يمنح ازعور امكان حصوله على عدد اكبر من الأصوات ولكن من دون أي ضمان بامكان انتخابه رئيسا. وتشير هذه الأوساط الى ان الاجتماع المرتقب اليوم لكتلة “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط يحظى برصد واهتمام محموم لان أي قرار يتخذه هذا التكتل بالتحالف مع “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” ستكون له ترددات في اتجاه الكتلة المترددة من النواب، كما ان توزع النواب سيحمل الى الجلسة صورة التطور الجذري الذي طرأ في ظل احتدام المواجهة بعد تبني المعارضة و”التيار الوطني الحر” ترشيح ازعور . واذا كانت المعطيات السابقة عن موقف الكتلة الجنبلاطية رجحت ان تتبنى الكتلة في النهاية دعم ازعور، فان المعلومات الدقيقة المستقاة من أعضاء الكتلة عشية اجتماعها اليوم لم تحسم الاتجاه وابقت الاحتمالات رهن النقاش الذي سيحصل اليوم من دون استبعاد عدم اعلان “اللقاء الديموقراطي” قراره النهائي اليوم.
التحرك الفرنسي
وعلى الصعيد الخارجي حيث بدا لافتا غياب أي موقف او تحرك حيال لبنان منذ زيارتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي للفاتيكان وباريس، برز تطور جديد تمثل في اعلان القصر الرئاسي الفرنسي مساء امس تعيين وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان ممثلا شخصيا للرئيس ايمانويل ماكرون لمتابعة الملف اللبناني. علما ان لودريان خبر الملف اللبناني عن قرب خلال الاعوام الخمسة التي امضاها وزيرا للخارجية كما خلال ادارته وزارة الدفاع الفرنسية.
وجاء في البيان الذي نشره قصر الاليزيه “بروح من الصداقة التي تربط بين فرنسا ولبنان ان رئيس الجمهورية يواصل العمل لصالح لبنان ومن اجل حل الازمة المؤسساتية ووضع حيز التنفيذ الاصلاحات اللازمة لاستعادة هذا البلد عافيته.”
واضاف البيان “عين الوزير السابق جان ايف لودريان ممثله الشخصي من اجل التبادل مع جميع الذين يمكنهم في لبنان كما وفي الخارج المساهمة في اخراجه من الازمة.” وتابع “تحقيقا لهذه الغاية سيزور الوزير لودريان لبنان قريبا ثم يقدم تقريرا ومقترحات عملية الى وزيرة الخارجة كاترين كولونا والى رئيس الجمهورية.”
وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان تعيين لودريان من الرئيس الفرنسي جاء كعلامة فارقة لاهمية الملف اللبناني بالنسبة الى باريس التي من خلال تعيينه تريد تسريع التوصل الى حل بالنسبة الى هذا الملف ومتابعته من قبل شخصية اعلى مستوى من المستشار الرئاسي باتريك دوريل. ويمكن للودريان الذي تابع هذا الملف خلال وجوده على راس وزارة الخارجية ان يقدم نظرة جديدة الى الحلول.
وفي هذا السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستشارك غدا في اعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في الرياض الذي تشارك في تنظيمه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. ومن المتوقع ان تجري كولونا محادثات مع عدد من نظرائها ومن بينهم السعودي الأمير فيصل بن فرحان واللبناني عبد الله بوحبيب وآخرين . وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي ان كولونا ستتناول الموضوع اللبناني “اذ ان لبنان على شفير الهاوية والبلد يحتاج الى عودة الاستقرار في المؤسسات مع انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس حكومة بامكانه ان ينفذ الإصلاحات الضرورية للشعب اللبناني”. ولفت الى ان فرنسا تتعاون مع قطر في تقديم مساعدات إنسانية ومساعدات الى الجيش وتريد الاستمرار بها. ومن المقرر ان تنتقل كولونا من الرياض الى الدوحة لتشارك في رئاسة الحوار الاستراتيجي بين البلدين مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وتجري معه لقاء يتناول الأوضاع في المنطقة ومؤتمر بغداد الثالث ولبنان.
جعجع
وفي المواقف البارزة من الازمة الرئاسية لم يستبعد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “ان تكون الجلسة الـ12 “أنزع” من سابقاتها من خلال تعطيل النصاب في الدورة الأولى او عدم حضور الجلسة من الأساس”.
وقال جعجع في حديث الى الزميل علي حماده عبر “هلا لندن تي في” مساء امس: “أنا أحترم من سيصوّت لفرنجيّة فهذا رأيه شرط ألا يهدد الآخرين كما أحترم من سيختار أزعور إلا أنني لا اتفهم من لا يصوّت لأي من الخيارين بعد كل ما مررنا به”. وإعلن انه “يحمل كل نائب في البرلمان مسؤوليّة الموقف الذي سيتخذه من الآن حتى الأربعاء المقبل بمعنى أنه لم يعد يجوز التلطي تارة خلف الورقة البيضاء وتارةً أخرى بشعارات وأسماء غير جديّة” وقال: “لنضع شخص فرنجيّة جانباً لكنه مرشّح الممانعة على الموقع المسيحي الأول الذي في العرف والمناخ السائد في لبنان منذ نحو الـ50 سنة، من الواجب الإستئناس برأي المسيحيين به كما عندما يكون موقع رئاسة الحكومة موضع بحث فمن الطبيعي التوقف بالدرجة الأولى عند رأي المسلمين”
وحذر جعجع “من الذهاب إلى هزّة أمنيّة “شو ما صار يصير” لأنها لن تؤدي إلى حل ولكن عندها يجب أن نعيد النظر بكل ما هو قائم وأعني فيه ما أعنيه وأنا لا اقصد هنا التفكير بصيغة لبنان الموحّد بل بصيغته من ضمن الوحدة وهذا الأمر الطبيعي”.
في المقابل مضى “حزب الله” في ترداد ادبيات الدعوة الى التوافق على وقع اتهام خصومه بتقديم مرشح تحد . وقال عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق امس ان” لبنان يمر بمرحلة استثنائية تستلزم توافقات واسعة وغير مجتزأة لان اي توافقات بخلفية التحدي لا تنتج حلولا وانما تعمق الازمة وتؤججها”. واعتبر “إن حزب الله لم يفرض رئيسا على احد ولا يرضى بأن يفرض عليه احد”. وأضاف “من لا يرى مصلحة لبنان بالتوافق الوطني يقامر بمصير البلد في اصعب مرحلة من تاريخه”. ورأى ان “الحل هو بالحوار غير المشروط”، مشددا على ان “حزب الله لا يبحث عن حصص في الوزارات والادارات وإنما يريد رئيسا يكون عنوانا للتوافق الوطني يقود سفينة الخلاص بمؤازرة الجميع”. وأبدى استغرابه كيف أن شعار “كلن يعني كلن” اصبح اليوم “كلن يعني كلن صاروا مع كلن”.
الأخبار عنونت: ماكرون يخلط الأوراق مجدّداً: موفد فرنسي جديد لتأمين «توافق فعّال»
وكتبت صحيفة “الأخبار”: في انتظار تحديد مواقف مزيد من الكتل النيابية من الاستحقاق الرئاسي، ربطاً بجلسة 14 حزيران الجاري، تطوّر بارز طرأ أمس بإعلان الرئاسة الفرنسية أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سمّى وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان»، وطلب إليه القيام بزيارة سريعة للبنان لـ«المساعدة في إيجاد حل توافقي وفعّال للأزمة اللبنانية التي تفاقمت بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020».
الخطوة التي لم يكن أحد في لبنان على اطّلاع مسبق عليها، أُعطيت أبعاداً كثيرة. وفيما قلّل البعض من أهميتها باعتبار أن الموفد الجديد سيقوم بالمهام التي كان يقوم بها الوزير السابق بيار دوكان، إلا أن البيان الرئاسي أضفى على المهمة بعداً سياسياً واضحاً، ما فتح باب التحليلات، ووجد الفريق المعارض لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية فيها «تعبيراً عن تغيير جوهري في السياسة الفرنسية تجاه الملف الرئاسي».
واعتبر مرجع بارز في هذا الفريق أن الخطوة، «تعكس استجابة الرئيس الفرنسي للمطالب الملحّة من جانب الفاتيكان والبطريرك الماروني بشارة الراعي وقوى لبنانية عدة، بتعديل وضعية الفريق الفرنسي المكلّف ملف الرئاسة في لبنان». ورأى أن القرار «يعني عملياً إنهاء خدمات المستشار الرئاسي باتريك دوريل الذي يُعتبر عرّاب تسوية فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة». وأشار إلى أن الخطوة الفرنسية تعني أنه سيكون لدى باريس «تصور جديد للحوار مع القوى اللبنانية، وسيسقط عنوان المهمة السابقة التي كانت تركّز على إقناع الجميع بالسير في التسوية»، ليخلص إلى أن القرار «خلط الأوراق من جديد، وربما يفتح الباب أمام جولة جديدة من الحوار مع القوى اللبنانية لمنع الذهاب إلى صدام كبير».
ولودريان دبلوماسي عريق سبق أن تولى وزارة للدفاع في عهد الرئيس فرنسوا هولاند، وتربطه علاقة قوية مع دول الخليج، ولا سيما السعودية، وكان له دور بارز في توقيع عقود تسلّح مع هذه الدول بعد عام 2011. وقد يكون اختياره للمهمة نابعاً من نية باريس استثمار علاقته مع السعودية لتسويق مبادرتها بشأن الملف اللبناني من جديد، ومحاولة إقناع الرياض بأن تبدي مرونة أكبر.
وتأتي خطوة الرئيس الفرنسي في لحظة تحوّل كبيرة يشهدها هذا الملف، بعدَ تقاطع قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة بهدف الإطاحة بفرنجية الذي تدعم باريس ترشيحه. ويعكس القرار توجس فرنسا من الإطاحة بمبادرتها، ومن خسارتها دورها في وقت يسود تشنج علاقتها بالقوى المسيحية التي تعتبر أن باريس تخلّت عن حلفائها الطبيعيين في لبنان لمصلحة العلاقة مع حزب الله.
في غضون ذلك، بقيت الجبهات السياسية مشتعلة. ويبدو أن الأسبوع الفاصل عن جلسة 14 الجاري سيشهد تصعيداً كبيراً واستنفاراً سياسياً لدى طرفَي الصراع، خصوصاً أن الكتلة الرمادية التي يُعوّل عليها لحسم الدفة بدأ جزء منها يكشف عن مواقفه.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يفترض أن يعود إلى بيروت خلال ساعات. وفيما أشاعت أوساطه بأن كتلته النيابية تميل للتصويت لمصلحة أزعور، نقل عن قيادي مقرّب منه أن خيار الورقة البيضاء لا يزال قائماً، وأن هذا التوجّه قد يعزّزه القرار الفرنسي.
وكان أعضاء في كتلة جنبلاط تحدّثوا عن إشارات سعودية شجّعتهم على دعم أزعور، منها لقاء أحد نواب التكتل السفير السعودي في بيروت وليد البخاري وسماعه منه أن أزعور «خيار جيد»، ما فُسِّر بأنه دعم للأخير.
أما النواب السنة الذين ستشكل الجلسة المقبلة اختباراً مهماً لمواقفهم، فقد بدأ بعضهم في الإفصاح عن مواقفهم مثل عضو كتلة «الاعتدال الوطني» نائب المنية أحمد الخير الذي نقل عنه موقع «أم تي في» أن «الكتلة ستؤمّن النصاب في كل الجلسات وفي كل الدورات. لا يمكن أن نعطّل نصاب أي جلسة، لا دورة أولى ولا ثانية، بمعزل عن أي أمر. لكن، في الدورة الأولى سيكون موقفنا عدم الاصطفاف، وفي حال كانت هناك دورات متتالية حينها نتحمّل مسؤولياتنا»، مشيراً إلى أن نواب الكتلة «لم يحسموا قرارهم بالتصويت لفرنجية أو لأزعور».
وأكّد نائب صيدا عبد الرحمن البزري أنه «لن يكون جزءاً من تعطيل النصاب»، كاشفاً عن «وجود اسم ثالث نؤيده لرئاسة الجمهورية والبحث لا يزال جارياً في هذا الأمر مع عدد من نواب التغيير». أما بالنسبة إلى الكتلة الاعتراضية داخل تكتل «لبنان القوي»، والتي سبقَ أن عبّر أعضاؤها عن رفضهم الالتزام بترشيح أزعور أو التصويت له، فقد لفتت مصادر مطّلعة إلى أن «هؤلاء تراجعوا عن اعتراضهم تحت التهديد الذي تعرّضوا له من قبل رئيس التيار النائب جبران باسيل وضغط الرئيس السابق العماد ميشال عون عليهم». ومع أن «هؤلاء لم يتراجعوا عن نظرتهم إلى ترشيح أزعور أو موقفهم، إلا أنهم أظهروا أخيراً تردّداً لخيار التصويت بورقة بيضاء».
اللواء عنونت: ماكرون يعيِّن لودريان موفداً إلى لبنان.. وموفدا بكركي في عين التينة اليوم
تعثُّر عوني في لملمة ندوب الجفاء مع حزب الله.. ونواب في التكتل لن يصوتوا لأزعور
وكتبت صحيفة “اللواء”: على بُعد أيام قليلة من موعد جلسة مجلس النواب رقم 12، المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع قصر الاليزيه، مستوى الاهتمام الفرنسي بإنهاء ازمة الشغور الرئاسي، عيّن الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً الى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الازمة السياسية في هذا البلد، حسب الرئاسة الفرنسية.
وحسب مسؤول فرنسي فإن لودريان سيكلف المساعدة في ايجاد حل «توافقي وفعال للازمة اللبنانية التي تفاقمت بعد انفجار مرفأ بيروت».
تصدر خبر تعيين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وزير الخارجية الفرنسية السابق ايف لودريان، موفدا خاصا الى لبنان على وجه السرعة، في مهمة لتسهيل حل توافقي بين جميع الاطراف، لاخراج لبنان من الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها، ما عداه على الساحة الداخلية، بما يرمز اليه في هذا الوقت بالذات، وقبل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من الشهر الجاري، وما تحمله من مؤشرات وتأثير في مجرى عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد التطورات الاخيرة التي تمثلت باتفاق المعارضة مع التيار العوني والتي تضم التكتلات النيابية المسيحية الثلاث بالمجلس النيابي، على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة الاولى في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي وحلفائهما، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وما يحمله مضمون هذا الاتفاق من رفض مطلق لفرض فرنجية رئيسا للجمهورية، وفرض واقع جديد من خلال تجميع أكبر عدد من النواب المؤيدين له، ما يفقد فرنجية اي حظوظ بالفوز.
ولاحظت مصادر سياسية ان اقدام ماكرون على هذه الخطوة في هذا الظرف بالذات، يحمل مؤشرات ثلاثة مهمة، أولها استمرار الاهتمام الفرنسي بالمساعدة في حل الأزمة المتفاقمة في لبنان، بالرغم من التعثر بالجهود والمساعي الفرنسية التي بذلت بهذا الخصوص حتى اليوم، وثانيا اعلان فشل المبادرة الفرنسية التي تم التسويق لها خلال الاشهر الماضية، والتي ارتكزت على تبني ترشيح فرنجية للرئاسة، من خلال الاشارة بوضوح الى ان مهمة وزير الخارجية الفرنسية السعي إلى حل توافقي بين جميع الاطراف السياسيين، وثالثا اقصاء جميع أعضاء فريق الازمة الرئاسية الفرنسية الت كلفت بوضع وتسويق المبادرة الفرنسية وفي مقدمتهم رينيه ايميه ايمانويل بون، لعدم نجاحهم بالمهام الموكلة اليهم.
وسط ذلك، كادت الزيارة التي قام بها الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الى دمشق ولقائه مع الرئيس السوري بشار الاسد تتحول الى وبال على فريق الرابية والتيار الوطني الحر على حدّ سواء، فإعتبر ان الاولوية لتصحيح ما بث وظهر، بمعزل عن دقته او صحته..
وحسب مطلعين على الاجواء التي تلت الزيارة، فإن الموقف الذي انضم اليه التيار الوطني الحر رئاسياً، يتحول الى عبء عليه، لا سيما مع اصرار ثنائي امل – حزب الله بالذهاب بعيداً وراء ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، الذي يتحدث الاحد على الملف الرئاسي، لمناسبة ذكرى مجزرة إهدن التي ذهبت بعائلته، وهذه المرة بالاقتراع بالاسم وليس بالورقة البيضاء، حسب الرئيس نبيه بري، الذي يتمايز عن حزب الله على هذا الصعيد.
وبعيداً عن حركة الاصطفافات الحاصلة عشية الجلسة، بعد وصف موقف بري بالتصويت لصالح فرنجية «بالهجوم الانتخابي المباشر»، طغت على السطح محاولات عونية، لإعادة ترميم او لململة، ما يمكن وصفه «بندوب الجفاء» مع حزب الله، على خلفية الانتقال الى المعسكر المناهض لحزب الله، والحؤول دون وصول المرشح المدعوم منه (فرنجية) الى بعبدا.
وعبّر البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للعماد عون في الرابية عن الانعكاس السلبي للزيارة على التيار، لجهة الكلام عن فشل محاولة لترتيب موعد بين عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي وصفه بيان الرابية بأنه «قمة التضليل والتشويش على العلاقة بين الرجلين».
وفي الوقت الذي ذهب فيه النائب محمد رعد (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة) الى انهم باتجاه التصويت لفرنجية، وان الفريق الآخر قد يؤخر إنهاء الشغور الرئاسي.. بدا الانقسام واضحاً لدى التيار العوني لجهة ان عدداً من النواب ليس بوارد التصويت بعد لأزعور.
ولم يخف النائب سيمون ابي رميا هذا التوجه، وقال: النقاش لهذه اللحظة (ليل امس) لم يحسم بعد..
وقال ابي رميا لـ«L.B.C.I» لست مع التقاطع انما مع التوافق وليس هناك حديث جدي بين الافرقاء، فهناك رفض لفرنجية وانا لست مع التقاطع السلبي.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ« اللواء» أنه إذا كانت المعارضة ستعمد إلى التصويت ببلوك واحد للوزير السابق جهاد ازعور فإن مواقف عدد من نواب تكتل لبنان القوي لا توحي بإعتماد توجه المعارضة نفسها ولذلك فإن سلسلة اجتماعات تعقد قبيل جلسة الإنتخاب وسط كلام عن ترك الخيار للنواب في هذا المجال إنما رئيس التيار النائب جبران باسيل يريد ضمان تأييد العدد الأكبر من النواب لقراره بدعم ازعور.
وقالت هذه المصادر أن الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري في الرابع عشر من حزيران الجاري قائمة في موعدها وانه لم يوجه الدعوة ليقرر عكس ذلك على أن اللقاءات المفتوحة انطلقت من أجل هذه الجلسة التي تعطي إشارة واضحة عن المرحلة المقبلة على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية.
في هذا المناخ المستجد، يوفد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى عين التينة غداً راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر والمطران مارون العمار للقاء الرئيس بري، بعد دور قام به النائب الياس بو صعب، الذي نقل معلومات عن الراعي انه لم يتناول رئيس المجلس بأي موقف، وما نسب اليه لم يصدر عنه.
وفي الاطار، يترقب كثيرون موقف كتلة اللقاء الديموقراطي التي تجتمع اليوم مساءً حسب معلومات «اللواء»، والنواب التغييريين والمستقلين الذين واصلوا الاتصالات واللقاءات في ما بينهم ومع بعض نواب الكتل الاخرى، عدا ما يمكن ان يسفر عنه حراك البطريرك الماروني بشارة الراعي، وسط تجدد الدعوات للحوار والتوافق مع وجود شبه إجماع على استحالة انتخاب رئيس للجمهورية في ظل الانقسام العمودي القائم في البلاد وتعدد الاراء في المجلس النيابي والمواقف عالية السقف التي لا تترك خط الرجعة السياسي مفتوحاً. فيما الثابت ان طرفي الازمة المؤيدين علناً لإنتخاب سليمان فرنجية وجهاد ازعور يؤكدون صبح مساء انهم سيصوتون لكل منهما وان لا مكان للورقة البيضاء عندهم.فيما بقي موقف العديد من النواب المستقلين ضبابياً.
لكن يبدو ان هذا الانقسام المستمر لن يؤدي الى نتيجة حاسمة لإنتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما ألمحت اليه مصادر دبلوماسية عربية حسب معلومات «اللواء» نتيجة اتصالاتها ولقاءاتها مع العديد من الكتل النيابية والقوى السياسية.
اتصالات المستقلين والتغييريين
الى ذلك، استمرت الاتصالات بين بعض النواب التغييريين والمستقلين المعارضين لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للبحث في مقاربة ترشيح أزعور.
وقالت مصادر نواب «التغيير» لـ «اللواء»: ان الاتصالات الجارية بين بعضهم (بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا وياسين ياسين وابراهيم منيمنة) وبين بعض المستقلين كالنائب نبيل بدر قائمة، لكن لا قرار قبل نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل ولو ان التصويت لأزعور قيد البحث مع استبعاد فرنجية. فيما حسم النائب المستقل بلال الحشيمي قراره بالتصويت لأزعور.
وكشف النائب إبراهيم منيمنة في هذا السياق، عن لقاء يجمع 9 من نواب تغيير ومستقلين لتنسيق الموقف من جلسة الأربعاء الانتخابية، مرجحاً ان يرتفع هذا العدد في ضوء الاتصالات الحاصلة.
ورأى أنه كان من الأفضل أن يصدر بيان ترشيح عن ازعور يتضمن نظرته للملفات الخلافية والاقتصادية في البلاد، خاصة وان ازعور جزء من النظام السياسي.