قالت الصحف:الفتنة والسلاح وأحداث السادس من حزيران
الحوار نيوز – خاص
تناولت الصحف الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الأحداث التي شهدها لبنان أمس ،والفتنة التي كادت تطيح بالبلد مساء،لولا تدخل القيادات السياسية والروحية ووعي الجيش والقوى الأمنية في ملاحقة المخلين بالأمن.
• وكتبت صحيفة النهار تقول: لم يعد مهماً رسم صورة تفصيلية لمجريات ما حصل في يوم السادس من حزيران 2020 وهو اليوم الذي كانت قوى انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 تعد لتحويله الى التاريخ الثاني الأبرز لتجدد زخمها وتطويره بعدما افضت هذه المجريات الى تهديد الاستقرار الأمني في لبنان برمته باوخم العواقب وسددت الى الانتفاضة ضربة موجعة وكشفت أوجهاً مشتبهاً فيها لبعض السلطة.
والواقع أنّه بدا كافياً النظر الى حجم القوى العسكرية ونوعيتها التي دفع بها الجيش مساء أمس الى خطوط التقاطع بين عين الرمانة والشياح وما قام به بسرعة خاطفة لاستدراك الأسوأ لمعرفة طبيعة القطوع الذي مرره لبنان امس والذي كاد يعيد عقارب الساعة الى حقبات الفتنة الاهلية وخطوط التماس الانقسامية . واذا كانت "النهار" قد حذرت امس استباقيا من المؤشرات التي تنذر باستخدام شارع في مواجهة شارع والتهويل بتحرك شارع الدفاع عن "المقاومة" في مواجهة رفع جماعات من الناشطين في الانتفاضة مطلب تنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح "حزب الله " فان الوقائع التي واكبت يوم 6 حزيران جاءت لتؤكد هذه المعطيات والمخاوف بل تجاوزتها الى الأسوأ بما اثبت ان التحرك الاحتجاجي الواسع الذي حصل في ساحة الشهداء في وسط بيروت كان قد فعل فعله لجهة اسقاط ممنوعات كبيرة مفروضة بقوة الامر الواقع المسلح والمتسلط على الدولة. ذلك أنّ الانتفاضة وان تكن شهدت ارباكات في تراجع بعض أجنحتها وجماعاتها عن المشاركة في الاعتصام الحاشد أمس في ساحة الشهداء الا انها تمكنت من حشد اعداد كافية لتظهير التحفز الشعبي لاعادة الانطلاق بزخم نحو مرحلة جديدة من فرض برنامج تصحيحي يبدأ ببرمجة المطالب بحكومة مستقلة حقيقية واجراء انتخابات نيابية مبكرة وهما المطلبان اللذان واكبتهما هذه المرة المطالبة بتنفيذ القرار 1559 والذي شكل فتيل اشعال ردود فعل الشارع المضاد الموالي للثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل". وبدا واضحا منذ اللحظات الأولى لبدء اتساع الحضور الشعبي في ساحة الشهداء ان ألاعداد المتقن لإجهاض الانتفاضة المتجددة قد اتخذ مداه فبدأ الامر باستدراجات مشبوهة لافتعال ردود فعل جمهور الانتفاضة مثل اطلاق شائعة عن خطف احد النشطاء وتوجه عدد من المتظاهرين نحو شارع بشارع الخوري فيما كانت مجموعات من انصار الثنائي مستنفرة وجاهزة للزحف بالاتجاه المعاكس أي في اتجاه المعتصمين في ساحة الشهداء.
ومع مسارعة الجيش وقوى الامن الداخلي والأجهزة الأمنية الى توزّع مهمات الفصل السريع بين الجمهورين لم تجد مجموعات انصار الثنائي أي حرج في تنظيم همروجة اطلاق شعارات مذهبية سافرة بما يعني التصميم على اطلاق رسالة واضحة مفادها الاستعداد للذهاب الى مستويات تتجاوز الخطوط الحمر ما دام أي طرف او فئة او جهة في لبنان سيتجرأ على طرح ملف سلاح #حزب_الله. عمليات الكر والفر في وسط بيروت استكانت بعض الوقت ليعود الاحتدام تحت وجه أخر تمثل في توجه اعداد من المتظاهرين نحو مجلس النواب واصطدامهم بشرطة المجلس بعدما تكثفت عمليات رمي الحجارة في فوق الساتر الكبير الذي يعزل المجلس ولكن مجموعات من المتظاهرين عادت الى لعبة التخريب بتحطيم واجهات محلات ومتاجر ومصارف الامر الذي جعل وحدات الجيش وقوى الامن الداخلي تتدخل وتطارد المشاغبين الى ما بعد منطقة الكرنتينا علما ان اعداد القوى العسكرية والأمنية الكبيرة بدت لافتة جداً.
هذه التطورات على دلالاتها البارزة بدت اقل وطأة مما جرى على تقاطع عين الرمانة الشياح حيث تصاعدت لوهلة اخطار اشعال فتنة طائفية وأهلية على نحو جدي وبالغ الخطورة. وكشفت المعلومات المستقاة من شهود عيان ان ما حصل كان مفتعلا بشكل سافر من خلال حضور مجموعات من خارج المنطقة على دراجات نارية الى عين الرمانة وإطلاقها شعارات استفزازية في موضوع السلاح والمقاومة وتجمع على الأثر عدد كبير من الأهالي وانصار "القوات اللبنانية" في مواجهة هؤلاء وحصل اشتباك بالعصي والزجاجات الفارغة وما لبث الامر ان أدى الى اطلاق رصاص في الهواء لم يعرف مطلقه. وانتشرت بسرعة وحدات التدخل العسكرية بإعداد كثيفة كما وحدات من قوى الامن الداخلي وفصلت بجدران بشرية عسكرية بين الفريقين فيما تسارعت المساعي لتطويق التداعيات ومنع تجدد الخلاف والاحتكاكات .
واتخذت محاولات اثارة الفتنة مزيداً من الدلالات الخطرة ليلا لدى اندلاع موجة تبادل بالشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية مذهبية طاولت السيدة عائشة في وقت كانت بعض شوارع العاصمة تشهد توترات واشتباكات بين جماعات متنقلة من المتظاهرين ذات طابع مذهبي من بينها كورنيش المزرعة ومحيط ساقية الجنزير وبرج ابي حيدر وسواها. وأصدرت دار الفتوى ليلا بيانا حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في الفتنة المذهبية والطائفية وقالت ان شتم السيدة عائشة ام المؤمنين لا يصدر الا عن جاهل. وبدوره حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة قائلاً: "الأهم في هذه الظروف ألا نقع في لعبة الأمم على حساب الوحدة الوطنية". كما اصدر "حزب الله" بيانا استنكر فيه ما صدر من إساءات وهتافات مسيئة، مذكرا بحرمة التعرض لزوجات الرسول وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين وحذر من مسببي الفتنة. كما دان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "المحاولات المشبوهة لاثارة الفتن بين اللبنانيين وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية ودان أي إساءة لاي رمز ديني. ووجّه الرئيس سعد الحريري "نداء الى جميع الأهل والآحبة ان يأخذوا بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في الفتنة" وقال "لعن الله الفتنة ومن يوقظها".
• و كتبت صحيفة الديار تقول: نجحت اتصالات الساعات الاخيرة ليل الجمعة في نزع فتيل ازمة سلاح حزب الله والتي كانت لتؤدي الى فتنة بين اللبنانيين. ذلك ان لبنان بحاجة الى ثورة لا الى فتنة والى قضايا توحد اللبنانيين لا الى قضايا تقسمهم خاصة والبلاد تمر في ظـروف مالية اقتصادية معيشية لم يسبق لها مثيل.
وظهر جليا علامات التهدئة لتظاهرة 6 حزيران عبر مواقف لحزب الكتائب وحزب سبعة اللذين شاركا في هذه التظاهرات حيث حيدا مسألة سلاح المقاومة حيث قال سامي الجميل انه في ظرف اخر سنتناول سلاح حزب الله. وايضا، الموقف الذي اعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية ان على المتظاهرين عدم تشتيت المطالب وافشال الحراك مشددا بالتمسك بالمطالب الاجتماعية الاصلاحية التي تعد الاولوية اليوم.
وامام هذه التطورات، ارتكزت العناوين في تظاهرة 6 حزيران الى اجراء انتخابات مبكرة بما ان المجلس النيابي هو سلطة القرار في البلاد ومكافحة الفساد الى تشكيل حكومة حيادية وقضاء مستقل. وهنا يتطابق موقف حزب الكتائب مع مطالب الثوار في عدة ملفات.
الا ان تظاهرة 6 حزيران لم تكلل بالنجاح ذلك ان في قلب هذه التظاهرة حصلت عدة تظاهرات فكان المشهد فوضوياً غير منظم والناس في الساحات ترفع شعارات مختلفة ومتعددة خلافا لثورة 17 تشرين التي حددت هدفها وهو اسقاط الفاسدين والناهبين والتأسيس لدولة مؤسسات.
فكان مشهد امس على النحو التالي: الاف من الناس تظاهروا في ساحة الشهداء مجددين التزامهم بتحقيق اهداف ثورة 17 تشرين مهما كلف الامر . كما ارادت هذه المجموعة ان تؤكد للجميع ان روح الثورة باقية في قلوبها ولن تنطفئ حتى الوصول الى مبتغاها.
في غضون ذلك، حصلت ايضا تظاهرة وقد هتفوا "شيعة شيعة" بعدما شعر جمهور المقاومة باهانة للشهداء والسلاح خصوصا من منطقة زقاق البلاط والخندق الغميق. واعربت قيادة حزب الله وحركة امل عن امتنانها لاداء جمهورها في تظاهرة امس حيث نزل الى ساحة الشهداء ورياض الصلح وجسر الرينغ وتفاوض مع الجيش والقوى الامنية واوصل رسالته ان المقاومة ليست لوحدها وان جمهورها واسع وان خيار المقاومة هو خيار وطني واسع.
الى ذلك، برزت تحركات لمندسين ولمخربين يسعون الى تشويه التظاهرات وتصويرها على انها تظاهرات غوغائية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية والسلم الاهلي.
وفي هذا النطاق، علمت الديار ان جزءاً كبيراً من ثوار 17 تشرين قرروا عدم المشاركة في تظاهرات امس لانهم يعلمون انها سياسية ومرتبطة باجندة خارجية وليس لها افق ولا استمرارية. ذلك ان ثوار 17 تشرين يريدون مواجهة المنظومة الخبيثة وهو الفساد المتغلغل في مؤسسات الدولة والسبب الاول لفقرهم وهجرتهم، وهم يتحلون بنضوج سياسي فلن يقبلوا ان يصبحوا وقوداً في معارك سياسية لا تأتي بأي نفع على المواطن . ذلك ان الشعب اللبناني اليوم اكثر من اي وقت مضى عليه ان يتجنب الفتنة فلا ينساق اليها عبر شعارات خارجة عن متناوله وبمعنى اخر ان لبنان بحاجة الى ثورة لا الى فتنة لان الجوع والفقر ليسا سببهما سلاح المقاومة بل فساد طبقة سياسية بالية اضافة الى ضغوطات اميركية وسعودية تهدف الى ايلام الشعب اللبناني وتدهور الحالة المعيشية الى اقصى الحدود لانضاج معادلة جديدة في لبنان.
وثوار 17 تشرين اعلنوا موقفهم بكل وضوح مشددين على نهجهم البعيد عن الاحزاب وعن التعصب الطائفي وعن الارتهان للخارج فقالوا : "اتركوا احزابكم وطوائفكم بالبيت لنطالب جميعا بقائمة حقوق المواطن اللبناني".
من هنا، تقول اوساط سياسية ان تظاهرة 6 حزيران لا تمت بصلة بثورة 17 تشرين التي رفعت المطالب المعيشية واعلنت انها رأس حربة في مكافحة الفساد وفي اسقاط الفاسدين ومحاسبتهم واسترداد اموال الناس من الناهبين. ثورة 17 تشرين هي اوجاع الناس وانينهم وشجونهم ولا علاقة لها بنزع سلاح حزب الله ولذلك لا تخونوا ثورة 17 تشرين ولا تلوثوا سمعتها فليخرج المندسين الذين يريدون التغلغل في صفوف ثوار 17 تشرين واخذها باتجاه اخر يضر بلبنان وشعبه.
تظاهرة عوكر
وعن تظاهرة عوكر امس والتي درست بعناية تامة من فريق 8 آذار تؤكد اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار ان هدف التظاهرة التصدي للتدخل الاميركي العسكري والامني والسياسي في لبنان وسوريا ولمنع التدخلات الاميركية الفتنوية في الداخل.
وتشير الاوساط الى ان تحالفنا يرغب في تهدئة الشارع وتنفسيه وعدم تأجيجه لان الاميركيين والجمعيات والشخصيات المتعاملة معهم ترغب في "توليع" الشارع وابقائه ملتهبا لأطول فرصة ممكنة.
وتختم الاوساط ان رعاة هذا المشروع المحليين والخارجيين لن ييأسوا قريبا وسيعاودون الهجمة بوجوه وطرق مختلفة ولكنهم سيجدون من يتصدى لهم من دون اراقة قطرة دم واحدة.
ريفي: بهاء الحريري اقرب الى الثورة
اما البارز في تظاهرة 6 حزيران هو ظهور بهاء الحريري بشكل واضح هذه المرة على الساحة السياسية اللبنانية واول مطلب له تجريد المقاومة من سلاحها وتطبيق 1559. وتعقيبا على ذلك، قال وزير الداخلية الاسبق اشرف ريفي ان هناك تواصل مع بهاء الحريري وسعد الحريري مضيفا : "طبعا بهاء الحريري اقرب الى الثورة". وتابع ريفي أن "الثورة تجدد نفسها، وننشد اعادة بناء الدولة من خلال 6 أمور: منها محاربة الفساد واعادة تشكيل السلطة والانتخابات النيابية ونزع السلاح الغير الشرعي".
وهنا اعتبرت اوساط مسيحية انه لا يستطيع ان يدخل بهاء الحريري الى المسرح السياسي اللبناني من "الشباك" وليس من الباب. وبمعنى آخر، رأت هذه الاوساط المسيحية انه على هذه الشخصية اذا ارادت وقررت دخول المعترك السياسي عليها ان تعلن ذلك بشكل واضح وتحدد ما هو مشروعها السياسي وما هي اولوياتها وما هو برنامج عملها وان تدعو الجميع الى التعامل معها على هذا الاساس. عندها تدرك القوى السياسية ان شخصية جديدة قررت الدخول الى الساحة السياسية اللبنانية على هذه المبادئ والعناوين والاسس. اما لغاية اللحظة تبدو الامور من خلال هذا الشخص غير واضحة ومن قال ان بهاء الحريري لن ينسحب غدا من المسرح اللبناني مجددا وبالتالي دخوله اليوم الى المعترك السياسي ضعيف جدا لانه اذا فعلا لديه هذه النية عليه ان ىعلن ذلك. فلا يكفي ان يكون نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليلعب دورا على الساحة اللبنانية لان ارث الشهيد استمر مع الرئيس سعد الحريري. ومن المفترض ان يتعرف اللبنانيون على شخصه على افكاره على مشاريعه اما الدخول عبر تظاهرة من هنا وتظاهرة من هناك لا يوحي الثقة المطلوبة ولا يؤدي الى الغرض المطلوب كما ان هذه الرسائل ما دون المطلوب اذا كان يريد فعلا الانخراط في الشأن العام في لبنان عليه ان يعقد مؤتمرا صحفيا على الملأ ويحدد برنامجه بشكل صريح وواضح.
وباختصار، تظاهرة 6 حزيران مختلفة تماما عن روحية 17 تشرين ذلك ان تظاهرة 6 حزيران كان فيها صوت الناس الفقيرة خافتا في ظل الضجيج السياسي وبالتالي لم تكن التظاهرة انعكاسا لمطالبهم الاساسية وهي الفقر ولقمة العيش والاستشفاء واقساط المدارس وغلاء الاسعار وسعر الصرف المتفلت.
بيد ان تظاهرة 6 حزيران كانت صندوق بريد لتبادل الرسائل السياسية وللضغط على الحكومة الحالية الا ان هذه التحركات لم ولن تتمكن من اسقاط الحكومة او اضعافها لان الحكومة تسقط في حالة واحدة وهي عندما تقرر الاطراف الداخلية فرطها.
الحكومة : ازمات مزمنة نعالجها اليوم
قالت اوساط سياسية للديار بان هذه الحكومة مطلوب منها معالجة ازمات مالية واقتصادية مزمنة وكل ازمات البلد منها الكهرباء المياه الاتصالات، وغيرها من الملفات كلها مزمنة ولذلك الحكم على هذه الحكومة وعلى عملها لا يمكن ان يقاس ببضعة اشهر امام هذا الانهيار المالي الكبير.
اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل الحكومة على المسار الاصلاحي الصحيح؟
ان احدا لا يمكن ان ينكر ان لبنان يعيش اكبر ازمة مالية طالت كل القطاعات والرواتب والحالة المعيشية للمواطنين . ومشكلة لبنان مصدرها واحد : الدين المتراكم، الفجوة المالية في مصرف لبنان، ودائع المواطنين وشح الدولار من الاسواق المالية.
وبعد استعراض مكامن المشكلة، قررت الحكومة وضع خطة اصلاحية بانتظار تحريك العجلة الاقتصادية عند فتح المطار في لبنان ومطارات العالم مما قد يؤدي الى لجم هذا الانهيار. وايضا، رأت الحكومة ان احد ابواب العلاج لازمة لبنان المالية الاقتصادية الغير مسبوقة هو التفاوض مع صندوق النقد الدولي. وهنا اكدت مصادر وزارية ان الاجواء ايجابية في الجولات التي حصلت بين الحكومة وصندوق النقد.
وفي سياق متصل، كشفت اوساط وزارية ان التعيينات المالية سيتم الاتفاق عليها والتوقيع عليها الاسبوع المقبل ويذكر ان التشكيلات القضائية وقّعت من قبل الحكومة . وهذان التطوران في قلب الحكومة يدلان على تصميم رئيس الوزراء حسان دياب والاطراف المشاركة معه في تسريع عمل الحكومة لتكون على مستوى المخاطر المحدقة بها وفي تنفيذ الاصلاحات الضرورية
القوات اللبنانية: التسييس يشتت الحراك ويفشله
القوات اللبنانية ترجمت موقفها من تظاهرة 6 حزيران عبر ترك الخيار لمناصريها بحرية المشاركة او لعدم مشاركة دون دعوة رسمية من الحزب. والقوات منذ اللحظة الاولى ترفض تسييس التظاهرات لان ذلك يخدم قوى الاكثرية التي تريد تشتيت الحراك. وفي هذا السياق، اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بضرورة توحيد المطالب في التظاهرات وحصرها فقط بالمطالب المعيشية والاصلاحية بهدف عدم اضاعة جهود الناس وافشال الحراك .
وقالت المصادر القواتية انه متى دخلت السياسة تنقسم فيها المجموعات وبالتالي تتشتت الاهداف واذا حصل ذلك يكون الشعب اللبناني الفقير والمقهور قد قدم خدمة مجانية وعلى طبق من ذهب للاكثرية الحاكمة التي تريد من اللحظة الاولى تشتيت التظاهرات والثورة خدمة لاهدافها من اجل عدم التنازل لمصلحة الدستور والقانون ومصلحة الناس.
واعربت المصادر القواتية عن حرصها بان تكون التظاهرات سلمية بعيدة عن العنف وعن تكسير الممتلكات والتخريب وفي ظل احترام الاخر. واذا رفعت مجموعة معينة شعارات ذات طابع سياسي فهذا حقها ويندرج ضمن حرية التعبير الا انها تفرز وتقسم الثورة وعلى الثوار التمسك بالمطالب المعيشية التي يتوحد حولها اللبنانيون. واشارت المصادر القواتية الى ان الخط الذي يحكم التظاهرات منذ 17 تشرين الى اليوم هو المطلب الاقتصادي المعيشي وهو المطلب الاساسي ذلك ان ثوار 17 تشرين نزلوا الى الشارع لمواجهة الادارة السيئة التي اوصلت البلد الى الانهيار المالي وهنا ترى المصادر القواتية انه لا يمكن الخروج من هذا الانهيار الا بتغيير هذه الادارة وقيام الدولة الحقيقية.
آلية التعيينات: اول قانون يفصل الادارة عن السياسة
اما عن آلية التعيينات قالت مصادر قواتية انها تنتظر صدور قانون آلية التعيينات الذي اقره المجلس النيابي في الجريدة الرسمية وفور صدوره يصبح اي تعيين في مجلس الوزراء مخالفاً للقانون ويستدعي الابطال اي بمعنى اخر اي تعيين من قبل مجلس الوزراء لا يكون تعييناً قانونياً في ظل وجود قانون اقر في المجلس النيابي وبالتالي لا يمكن للحكومة الا ان تعتمد آلية للتعيينات.
وبمعزل اذا كان الطرف الاخر اخذ قانون آلية التعيينات باتجاه يحاول ابطاله امام المجلس الدستوري، اعتبرت المصادر القواتية ان هذا الفريق لن ينجح بمحاولته لان الملاحظة التي وضعها للطعن بآلية وهي الانتقاص من صلاحية الوزير والحكومة تم اخذها بالاعتبار في القانون الحالي وتم سد الثغرة من اجل احباط اي محاولة لافشال هذا القانون. ولفتت المصادر القواتية انها الخطوة الاولى في فصل الادارة عن السياسة بعد الطائف وهي خطوة اصلاحية ومن الافضل القول ان القانون الاول الذي فصل بين الادارة والسياسة حصل في عهد الرئيس ميشال عون من ان يقال ان القانون الذي يقضي بفصل الادارة عن السياسة تم نسفه في عهد الرئيس عون.
في المقابل، كشفت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان موقف سمير الجسر التابع لتيار المستقبل كان متطابقا مع موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بان هذه آلية تنتقص من صلاحيات الوزير. وتابعت هذه المصادر ان الرئيس السابق سعد الحريري بدل موقفه واصبح بين لحظة واخرى مؤيدا لالية التعيينات.
وفي هذا النطاق اكدت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر بان الاخير يتجه الى الطعن بقانون الية التعيينات امام المجلس الدستوري لانه مخالف للدستور .
الوطني الحر: التظاهر مشروع اذا كان تحت سقف القانون
اعتبرت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان الصرخات المعيشية والاقتصادية هي مطالب محقة خاصة ان معظم اللبنانيين تراجع مدخولهم بشكل كبير مشيرة الى ان الشارع اذا تمكن من احداث تغيير في النهج الاقتصادي والاصلاحي ومكافحة الفساد عندها تكون التظاهرات حققت نتائج ايجابية.
في الوقت نفسه، شددت هذه المصادر على ان تكون هذه التظاهرة ضمن القانون بشكل لا تمس السلم الاهلي. واشارت الى ان التيار الوطني الحر كان دوما من السباقين في التظاهرات ورفع شعار حقوق الناس.
وحول علاقة التيار الوطني الحر وحزب الله والتخبط الحاصل في هذه العلاقة مؤخرا اوضحت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان التحالف مع حزب الله واتفاقية مار مخايل لا تعني ان يذوب الوطني الحر في هذا الحلف فيتخلى عن مطالبه التي ارتكزت معظمها على مكافحة الفساد . واضافت هذه المصادر الى ان التمايز في المواقف بين الوطني الحر والمقاومة امر مشروع ولا يؤثر على التحالف لان علاقة الوطني الحر بحزب الله علاقة متينة.
هل سيؤثر الخلاف حول سلعاتا على مسار مفاوضات صندوق النقد؟
قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان سعر الصرف لا يمكن ان يحدد بتعاميم ولا بمنصات لان تحديده غير تقني بل بالعرض والطلب وهذا هو المعيار الاقتصادي الوحيد .وأشار الى ان كل المحاولات الاخرى هي محاولات اصطناعية او محاولات بالقوة او بتدابير ادارية لن تأتي بنتائج ايجابية بل ستوسع من نشاط السوق السوداء. وللاسف كشف نادر ان خروج الدولارات من السوق اللبنانية اكبر بكثير من تدفق الدولار الى السوق اللبنانية . وهذا يشكل ضغطاً على الدولار فلا سياحة ولا استثمارات ولا صادرات ولا تحويلات للبنانيين من الخارج لا بل هناك تهريب للدولارات.
وترددت معلومات عن امكانية تأثير الخلاف الذي حصل حول سلعاتا سلبا على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، تساءل الخبير الاقتصادي ان هناك معيارين لمقاربة سلعاتا. اول معيار هو اذا كان لبنان بحاجة الى معمل ثالث؟ ومتى ؟ ذلك ان لبنان مأزوم اقتصاديا وامواله تتناقص وفي اقصى الاحوال سيتمكن لبنان من الحصول على اربع او خمسة مليارات دولار ومن الممكن الحصول على سبع مليارات دولار من مؤتمر سيدر في حين ان حاجات الدولة اللبنانية تتعدى 30 مليار دولار .
وهنا تساءل نادر: ما هي اولويات لبنان؟ هل اولوياته ان يبني ثلاثة معامل في الوقت ذاته؟ واذا تم الاتفاق على بناء ثلاثة معامل فأي معمل يبدأ بالعمل اولا؟ واي معمل من بين الثلاثة امواله مؤمنة ؟
وهنا علق نادر بان صندوق النقد سيرى الاولويات التي وضعتها الحكومة ويسأل عن الاموال المتاحة من قبل الدولة وهل هناك اجماع وطني على المشروع؟ وهنا شدد الخبير الاقتصادي سامي نادر على اهمية الحصول على اجماع وطني على معمل او اي مشروع خاصة في بلد مأزوم اقتصاديا وموصوف بالفساد فذلك سيثير الشبهات ويشكل نقاط ضعف وليس نقاط قوة.
وحول التباين بين ارقام الحكومة وارقام مصرف لبنان رأى الخبير الاقتصادي انه سيأتي يوم يدعو صندوق النقد لبنان الى ان يوحد ارقامه ومن ثم تستأنف المفاوضات.
• وكتبت صحيفة الأنباء تقول:بدا واضحاً أن الجهات التي دعت لتحرّك الأمس ليست تلك التي تمثل حقيقة نبض الناس الرازحة تحت عبء الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة، فالتبنّي العلني للتظاهرة من قبل جهات محددة أفقدها الطابع الشعبي المطلبي الذي ميّز معظم التظاهرات عند بدء التحركات في 17 تشرين الماضي. أضف إلى أن الشعارات التي رُفعت لم تحظَ بإجماع شعبي، كما لم تنل إجماع المجموعات الداعية نفسها، ما وضع التحرك سلفاً أمام نكسة متوقعة، وقد حصلت. وانقضى ليل 6 حزيران على شغب وفوضى في وسط بيروت، وكادت نار الفتنة أن تشتعل بأزيز الرصاص بسبب شعارات مسيئة مذهبياً.
وعلى أثر انتشار تسجيلات مذهبية مغرضة، أصدرت دار الفتوى بياناً حذرت فيه "جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية"، معتبرة ان "ما صدر من سب وإهانات من بعض الجهلة الموتورين لأنهم في غفلة من أمرهم ولا يفقهون تعاليم ومفاهيم ومبادئ الاسلام".
بدوره أكد "حزب الله"، في بيان أصدره "على أثر الهتافات المسيئة وما يتم تداوله على بعض منصات التواصل الاجتماعي في هذا الشأن"، أن "ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص، مرفوض ومستنكر، ولا يعبّر إطلاقا عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين".
كما أدان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "أي إساءة لأي رمز ديني، من منطلق رفضنا للشتم والإساءة والتعرض لكرامة الرموز الدينية من كل الطوائف والمذاهب".
من جهته، غرّد الرئيس سعد الحريري عبر "تويتر"، قائلاً: "اتوجه الى كافة المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبهاً الى التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن ان تهدد السلم الاهلي وتفسح في المجال امام الجهلة لاشعال الفتنة بين ابناء الوطن الواحد".
بدوره، كتب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع "تويتر": "أهم شيء في هذه الظروف أن لا نقع في لعبة الأمم على حساب الوحدة الوطنية في لبنان".
وفي ميدانيات ما كان حصل في بيروت أمس، عزت مصادر مواكبة للحراك عبر "الأنباء" ما حصل إلى "وجود مندسين بين المعتصمين، هم الذين دفعوا الى التحرك باتجاه مبنى جريدة النهار والجامع العمري حيث ما زالت الشوارع المؤدية الى مبنى البرلمان في ساحة النجمة مقفلة بالبلوكات الاسمنتية"، وقالت هذه المصادر إن "بعض المندسين قاموا برشق العناصر الأمنية المتمركزة في تلك الأماكن بالحجارة وبالأسهم النارية، كما عمد بعض المشاغبين الى تكسير بعض المحال التجارية وإضرام النيران بمدخل أحد الفنادق ما دفع بالقوى الأمنية الى استخدام القنابل المسيلة للدموع بغزارة لتفريق المتظاهرين وإجبارهم على التراجع الى ما بعد بيت الكتائب في الصيفي، بعدها عمدت الى تفريقهم.
وأسفت المصادر لكون "الأمور لم تقف عند هذا الحد بل انتقلت أجواء التوتر الى جسر الرينغ كما الى منطقة الشياح – عين الرمانة التي تجاوزت قطوعا أمنيا خطيراً".
مصدر حكومي قال عبر "الأنباء" إن "القوى الأمنية تحسّبت سلفا لاحتمال حصول تعديات على الأملاك العامة والخاصة"، مشيرا الى ان "حق التظاهر الذي يكفله الدستور لا يعني التعدي على الأملاك، ولهذا فإن الجيش والقوى الأمنية لم يقفوا موقف المتفرج".
من جهتها، أكدت مصادر عين التينة عبر "الأنباء" على "حق التظاهر والتعبير عن الرأي بالطرق السلمية"، وأنها "تؤيد معظم شعارات الانتفاضة التي تطالب بوضع حد للأزمة وللغلاء والارتفاع في سعر صرف الدولار وسرقة المال العام ومقاضاة الفاسدين والمهربين ووضع حد لكل هذا الفلتان"، وأنها "لا تجادل في هذه المسائل ولا يسعها إلا ان تكون الى جانب الناس في المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية"، لكنها "ضد الشعارات المشبوهة التي تنم عن نوايا خبيثة وهدامة لا تؤدي إلا الى الفتنة كالمطالبة بنزع سلاح المقاومة او غيره من العناوين التي شكلت نقاطا خلافية بين اللبنانيين".
ورأت مصادر عين التينة، أن "بعض المتظاهرين ينفذون أجندات خاصة بالأحزاب التي ينتمون اليها والأدوات التي تحركهم وقد ظهر ذلك بوضوح".
على خط اخر، وفيما كان وسط بيروت ومناطق اخرى تتحول الى ساحة شغب، كانت بلدة الفوارة الشوفية تحتضن لقاء وطنياً تحت مظلة مصالحة الجبل التاريخية التي رعاها في العام 2001 البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وذلك على خلفية الاشكال الذي حصل في البلدة منذ أسابيع.
اللقاء الذي حضره رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ونواب الشوف عن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والمطرانان وليد العمار وايلي حداد وعدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، أكد فيه النائب جنبلاط أن لا بديل عن وحدتنا وعيشنا المشترك، كما شدد المجتمعون على وحدة الصف ووحدة الجبل.
عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ماريو عون الذي كان مشاركا في اللقاء، وصفه في حديث مع "الأنباء" باللقاء الجامع والايجابي. ورأى ان الأمور تعالج بروية، وكل خطوة ايجابية يجب ان تُوظف لصالح العيش المشترك. وأكد انها كانت مناسبة مهمة جدا لتكريس التعايش والتأكيد على الوقوف الى جانب الاهالي.
من جهتها، مصادر القوات اللبنانية أكدت في اتصال مع "الأنباء" على وحدة الجبل وعدم التفريط بها انطلاقا من المصالحة التاريخية، وأن القوات والاشتراكي جنبا الى جنب لصون هذه المصالحة وترسيخ الحوار والعلاقات الاجتماعية بين كل أهل الجبل من دون تفرقة أو تمييز.