قالت الصحف:الخلاف محتدم على مبدأ الحوار ..وحملة قواتية كتائبية على الراعي
الحوار نيوز – صحف
بين دعوة الرئيس نبيه بري إلى الحوار ودعوة الموفد الفرنسي جان إيف لودرين ،يحتدم الخلاف على المبدأ بحد ذاته ،وسط حملة تقودها القوات اللبنانية والكتائب على البطريرك الماروني بشارة الراعي لموقفه الإيجابي من الحوار.
هذا الواقع ترجمته الصحف الصادرة اليوم:
النهار عنونت: تشابك محتدم حول “الحوارين” يسابق لودريان
كتبت صحيفة “النهار”: قبل أسبوع من موعد بدء الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت في 11 أيلول الحالي، بدا المسرح السياسي والديبلوماسي الداخلي عرضة لحركة مشاورات واتصالات كثيفة تواكب مناخا سياسيا محتدما ومقبلا على مزيد من الاحتدام خصوصا في ملف الحوار المطروح في ملف الاستحقاق الرئاسي وازمته المتمادية. ذلك انه غداة الدوي الحاد الذي احدثته مواقف القوِى المعارضة المسيحية بلسان كل من رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في مهرجان معراب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل في حديث تلفزيوني، بدا واضحا ان الفرز السياسي العريض في البلاد بات يقف عند “اشتباك ” غير مسبوق على خلفية تحديد الكتل النيابية والقوى السياسية مواقفها من “ازدواجية” في الحوار المطروح ما بين “حوار محلي” اطلق الدعوة اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حوار فرنسي ” اطلق الدعوة اليه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وليس من الثابت او المؤكد بعد ما اذا كان طرح الحوار الثاني يحظى فعلا وجديا بدعم مجموعة الدول الخماسية التي أصدرت بيان جدة الأخير. ولذا ستتسم الأيام المقبلة التي ستسبق وصول لودريان الى بيروت بحيوية سياسية تصاعدية اذ انطلق كل من الفريقين العريضين المتصارعين في معترك الازمة الرئاسية لتحصين أوراقه ومواقفه الحاسمة من ملف “الحوارين”، وينتظر من الان حتى موعد زيارة لودريان ان ينهي عدد وافر من النواب المستقلين او المحايدين وقوفهم عند ضفة المتفرجين لان الضغط السياسي التصاعدي سيبلغ ذروته مع وصول لودريان تحسبا للاحتمالات التي تنتظر مصير مبادرته ولو ان المؤشرات الحالية تنذر باخفاق دعوته الى الحوار مثلما سيكون عليه مصير دعوة الرئيس بري أيضا ما لم تحصل مفاجآت غير محسوبة اطلاقا. وقد اثارت اهتمام القوى السياسية بداية تحركات لعدد من سفراء الدول المنخرطة في مساعي الحل للازمة الرئاسية اذ ينتظر ان تتكثف زيارات السفراء للمراجع السياسية في الاتي من الأيام بما قد تتكشف معه بعض خيوط الاتجاهات الخارجية في شأن لبنان قبيل استئناف التحرك الفرنسي في اتجاه محاولة انهاء الشغور الرئاسي في الأسابيع المقبلة.
ولعل اللافت في المواقف البارزة التي سجلت غداة اعلان مواقف كل من جعجع والجميل كان في اتساع التمايز بين قوى المعارضة والحزب التقدمي الاشتراكي في ملف الحوار تحديدا. فقد كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط عبر صفحته على احد مواقع التواصل الاجتماعي امس: “طالما أن الأفق السياسي مقفل ولا حلول، وطالما أن أي خيار صدامي سيأخذنا إلى مآس جديدة، وبعدها سنعود إلى الحوار الذي لا بديل عنه، الأفضل إذا وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب إلى حوار جاد للخروج من الأزمة”. وأضاف: “تحية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على موقفه الحكيم، معه نؤكد الحوار والمصالحة”. ويشار في هذا السياق الى ان الاستعدادات جارية لقيام البطريرك الراعي بزيارة لمنطقة الشوف في الثامن من أيلول لتأكيد المصالحة التاريخية.
حركة السفراء
وفي اطار الحركة الديبلوماسية الناشطة التي تسجل داخليا، التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة السفير الفرنسي الجديد إيرفيه ماغرو في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه الدبلوماسية كسفير لبلاده لدى لبنان، الزيارة كانت مناسبة جرى خلالها عرض للاوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا والاستعدادات لعودة لودريان الى بيروت. كما التقى بري السفير القطري الجديد الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني وكان اللقاء مناسبة جرى خلالها عرض للمستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين .
بدوره التقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في الديمان، السفير السعودي وليد بخاري. وكان اللقاء وفق بيان عن السفارة السعودية “مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية ، بخاصة الاستحقاق الرئاسي، وضرورة انجازه في اسرع وقت ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي . كما جرى خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام”. واشار المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض الى ان اللقاء المطول الذي استمر نحو ساعة، “بحث في موضوع الساعة وهو انتخاب رئيس للجمهورية، والمساعي التي تقوم بها المملكة داخلياً ودولياً وبخاصة مع الفرنسيين والدفع لانتخاب رئيس باسرع وقت ممكن”. وقال “ابدى السفير بخاري خلال اللقاء كل التمني والحرص باسم المملكة على الاستقرار في لبنان وحماية الدستور وحماية اتفاق الطائف، وضرورة ان لا يملي احد شروطاً على اللبنانيين، مؤكدا ان المملكة تحترم ارادة اللبنانيين ومتعاونة مع اي قرار يتخذونه”. واكتفى السفير بخاري بعد اللقاء بالقول “الزيارة تأتي في اطار التواصل الدائم مع غبطة البطريرك”.
ملفات الازمات
وسط هذه الأجواء المفعمة بالغموض حيال الازمة الرئاسية والسياسية لا يبدو غريبا تفاقم الازمات ذات الصلة بالأوضاع الاجتماعية بدءا بتنامي اخطار التهريب عند الحدود الشرقية حيث يخوض الجيش جهودا مريرة وقاسية على امتداد حدود مترامية لمكافحة التهريب ومنع تسلل السوريين. ويلاحظ ارتفاع اعداد المتسللين أسبوعا بعد أسبوع اذ اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه امس انه “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 1100 سوري عند الحدود اللبنانية السورية”.
اما في اطار الازمات الخدماتية فعاد هاجس العتمة يظلل تطورات ازمة تمويل الكهرباء اذ أبلغت امس وزارة الطاقة والمياه المعنيين من خلال كتاب رسميّ الغاء عقد الشراء الموقع مع شركة coral energy dmcc المتعلق بشراء شحنة الغاز اويل، “وذلك اثر عدم وجود امكانية فتح الاعتماد المطلوب لتغطية ثمن الشحنة”. ونبهت الوزارة الى “ان وضعية المخزون قد تصل الى مستوى حرج مع شهر تشرين الاول، ما يؤدي الى احتمال انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وشامل علما أن الناقلة البحرية ARDMORE قد غادرت المياه الاقليمية اللبنانية بتاريخ 1 ايلول، دون ان يترتب على الدولة اي غرامات او تكاليف عالية”.
وتزامن ذلك مع مواقف جديدة لحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري اعلنها خلال زيارته للرياض حيث يشارك في اجتماعات المؤتمر المصرفي العربي اذ اعلن أن “قرارنا نهائي بعدم تمويل الدولة لا بالليرة ولا بالدولار”، وقال “على الدولة إيجاد وسائل لتمويل عجز ميزانيتها”.
واعتبر أن “إعادة الأموال للمودعين ليست مستحيلة”، مشيراً إلى أنه “لا ينبغي أن ينتظر المودعون لفترة أكثر”. وقال أن البنك المركزي ينوي توفير منصّة تداول جديدة من خلال “بلومبرغ”.
وأفاد المكتب الإعلامي لمنصوري ان اجتماعه مع محافظ المصرف المركزي السعودي تضمّن طلباً لبنانياً للحصول على مؤازرة سعودية، وتنشيط الاستثمارات المالية المشتركة. “وفيما رفض الجانبان الحديث عن التفاصيل، يُنتظر ان تتضح في الاسابيع المقبلة نتائج زيارة منصوري الى المملكة، خصوصاً ان الايجابية تظهّرت في لقاءاته مع مسؤولي صندوق النقد العربي وحكّام المصارف العربية الذين ابدوا اهتماماً بمسار لبنان المصرفي والمالي”. وأضاف “ان زيارات ستحصل الى لبنان في الاسابيع المقبلة، واتفاقات اولية لعقد مؤتمرات مالية في بيروت في المرحلة المقبلة من شأنها مؤازرة المصرف المركزي اللبناني في خطواته لاستعادة الثقة الداخلية والعربية بالمسار المالي اللبناني الذي اصيب بأزمة حادة منذ سنوات، ويحتاج الى انعاش يبدأ بإقرار قوانين اصلاحية. كما تبين ان منصوري سيبقى في المملكة ليومين اضافيين بعد انتهاء المؤتمر العربي، لعقد لقاءات من بينها مع مستثمرين سعوديين”.
وفي السياق المالي طالب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الحكومة “بارسال التدقيق في حسابات المصارف وموجوداتها لنتأكد مما لديها، ونسأل لماذا لم يحصل ذلك حتى الآن؟ فلا ثقة لدينا لا بحسابات الدولة ولا المصارف بعد الانهيار، ما لم يحصل فيها تدقيق محايد”. وشدد كنعان بعد اجتماع للجنة المال امس على أن اللجنة “لن توقع شيكاً على بياض للحكومة، ولن تحمّل ضميرها بالموافقة على قانون اطار للودائع من دون تدقيق محايد بالأصول والموجودات، فسيضاف الى عشرات القوانين غير المنفّذة بانتظار المراسيم التطبيقية لسنوات لا بل عقود”.
الأخبار عنونت: القوات والكتائب يقودان حملة على الراعي
وكتبت صحيفة “الأخبار”: وقائِع الأيام والأسابيع الأخيرة تفرض أسئلة كثيرة حول ما إذا كان الخلاف هو فعلاً على رئاسة الجمهورية، إذ تبيّن من أداء «أهل المعارضة» أن الأزمة في غير مكان، وإلا لما كان بعضهم يدفع نحو حافة الاقتتال الأهلي. حيث تطوّر خطاب يتجاوز الخلاف على الموقع المسيحي الأول، بل صار الهدف بحدّه الأدنى هو الكيانات الذاتية والانفصال والطلاق مع المكوّنات الأخرى، ما يعني أن الصراع بالنسبة إلى هؤلاء بات على هُوية البلد.
وفي هذا السياق، يمكن تفسير رفض فريق المعارضة أي دعوة للحوار والنقاش، كالتي أعلنها الرئيس نبيه بري، وهو موقف يطابق مع فعله الفريق نفسه مع مبادرة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي طرح فكرة إجراء حوار عام أو حوارات ثنائية بين المكوّنات اللبنانية.
في هذه الأثناء، وصل سفير فرنسا الجديد إيرفيه ماغرو إلى بيروت، بعد مشاركته في مؤتمر سفراء فرنسا في العالم، ودشّن لقاءاته اللبنانية بزيارة الرئيس بري. وتطرّق البحث إلى الزيارة المرتقبة للودريان إلى بيروت المتوقّعة مطلع الأسبوع المقبل.
وقد فسّر مراقبون تصريحات رئيس «القوات» اللبنانية سمير جعجع أول من أمس، بأنها عبارة عن رسائل تصعيد موجّهة إلى الخارج والداخل أيضاً، وتحديداً إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد موقف الأخير الذي قال فيه إن «النواب مدعوون إلى المشاركة في الحوار من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض مواقفهم ومشاريعهم».
وعلمت «الأخبار» أن حزبَي القوات والكتائب أطلقا حملة ضد الراعي معتبريْن أن «كلامه يُضعف الموقف المسيحي ويدعم الفريق الآخر». ويبدو أن التوتر يسود علاقة الحزبين مع بكركي، وسط معطيات عن مساعٍ بين الحزبين وباقي نواب المعارضة لإصدار موقف موحّد يُحرِج الراعي ويُربِك لودريان، ويضع التيار الوطني الحر في موقف صعب أمام الرأي العام المسيحي.
في المقابل، يبدو أن هناك غالبية داعمة لفكرة الحوار التي أطلقها بري. وعُلم في هذا السياق أن رئيس التيار النائب جبران باسيل يتعامل إيجاباً مع الدعوة انطلاقاً من أن «الحوار أفضل من التقاتل وأنه فرصة يُمكن أن تؤدي إلى فتح آفاق جديدة وثغرة في جدار الأزمة الرئاسية، إذ لا سبيل للمكوّنات إلا العودة إلى التحاور».
كذلك عُلم أن اللقاء الذي جمع الراعي مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تناول دعوة بري، وأن السفير السعودي «كانَ داعماً لمواقف الراعي».
وسُجّل أمس موقف لافت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط يؤيّد الحوار، إذ قال في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه «طالما أن الأفق السياسي مقفل ولا حلول، وطالما أن أي خيار صدامي سيأخذنا إلى مآسٍ جديدة وبعدها سنعود للحوار الذي لا بديل منه، الأفضل إذاً وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب إلى حوارٍ جادّ للخروج من الأزمة». ووجّه «تحية إلى البطريرك الماروني على موقفه الحكيم»، قائلاً: «معه نؤكد على الحوار والمصالحة».
واعتبرت مصادر في المعارضة موقف جنبلاط ردّاً على مواقف جعجع والنائب سامي الجميل ضد بكركي، معتبرة أنه «موقف مفاجئ، إذ كنا نراهن على عقلية جديدة لدى تيمور تختلف عن إدارة وليد جنبلاط القائمة على التسويات مع الفريق الآخر، كما كنا نراهن على أن يكون تيمور إلى جانبنا في هذه المعركة بدلاً من الوقوف في موقع الوسط».
اللواء عنونت: سفراء «الخماسية» يملأون الفراغ وسط سباق بين برّي ولودريان
كتلة جنبلاط إلى الحوار.. ومحادثات واعدة لمنصوري في الرياض
وكتبت صحيفة “اللواء”: لن يمرَّ الاسبوع الطالع، إلا وتتوضح اكثر فأكثر وجهة الدعوة الى «حوار الأسبوع» النيابي، بصرف النظر عمّن يشارك او يقاطع، اذا ما توافرت تغطية لكتل من طوائف او مجموعات وازنة، فالدعوة لن تتأخر، وسط اسئلة تفرض نفسها، كمثل تزامن الدعوة مع عودة الوسيط الفرنسي جان إيف لودريان، او قبلها، وهو الامر الذي ربما يكون تطرق اليه الرئيس نبيه بري مع سفير فرنسا الجديد في لبنان هيرفي ماغرو، على الرغم من ان الزيارة بروتوكولية وللتعارف.
وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة للحركة الفرنسية ان لا شيء جديداً لديها حتى الآن بإنتظار ما سيحمله لو دريان، وان جولة السفير الفرنسي الجديد هي للتعارف والاستماع الى ما لدى القوى السياسية وابلاغ ادارته بنتائجها.
وفي السياق، المتصل باستحقاق ايلول الحواري، وربما الرئاسي، تخطت زيارة السفير القطري الجديد الشيخ سعود عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني طابع الزيارة البروتوكولية الى عين التينة، لمناسبة توليه مهامه كسفير لبلاده فوق العادة ومفوضاً في لبنان، المناسبة الى التطرق الى الظروف المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، وصعوبات التواصل بين الاطراف اللبنانية.
وتحدثت بعض المصادر عن وصول موفد قطري قبل مجيء لودريان او بالتزامن مع زيارته.
بخاري عند الراعي: لا إملاءات
وفي الحراك الدبلوماسي ايضا، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن بخاري. وكان اللقاء وفق بيان عن السفارة السعودية «مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بخاصة الاستحقاق الرئاسي، وضرورة انجازه في اسرع وقت ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي. كما جرى خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام».
وكشف المسؤول الاعلامي في الصرح البطريريكي وليد غياض، ان اللقاء المطول الذي استمر نحو ساعة، بحث في موضوع الساعة وهو انتخاب رئيس للجمهورية، والمساعي التي تقوم بها المملكة داخلياً ودولياً وبخاصة مع الفرنسيين، والدفع لانتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت ممكن.
وحسب ما اعلن سفير المملكة فالزيارة تأتي في اطار التواصل مع البطريرك الراعي.
وأدرجت مصادر سياسية حركة السفراء بأنها تزخيم للقاءات الدبلوماسية العربية والفرنسية قبيل ايام من عودة الموفد جان إيف لودريان في جولة جديدة يستطلع خلالها ماتراكم من افكار ومقترحات جديدة لدى القوى السياسية اللبنانية ردا على رسالته الشهيرة التي ضمنّها السؤالين الشهيرين مواصفات الرئيس وبرنامجه وقدرته على التنفيذ. فيما ذكرت مصادر مسؤولة لـ «اللواء» ان اي إجراء حول تثبيت الحدود البرية وفق عرض الموفد الاميركي آموس هوكشتاين بالمساعدة في هذا الملف، لن يتم قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي لا يُتوقع انتظار اي تحرك اميركي جديد في هذا الملف نظراً لضرورة وجود رئيس للبلاد يتولى عقد المعاهدات والاتفاقات وفق الدستور.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأسبوع الراهن قد لا يحسم مصير الحوار الذي يريده رئيس المجلس واعتبرت أن الاشتباك قد يزداد بين معارضي ومؤيدي الحوار نفسه.وقالت أن المعطيات الرئاسية على حالها وقد تبقى على هذا المنوال لفترة من الوقت في حين أن موقف البطريرك الراعي منه هذه المرة يقتضي التوقف عنده دون معرفة ما إذا كان هناك من اتصالات سيقوم بها من أجل تليين ردود الفعل المتصلبة بشأنه.
إلى ذلك رأت أن ما من مناخ سياسي يمهد لهذا الحوار وبالتالي فإن المرحلة مقبلة على سيناريوهات أولها وليس آخرها إطالة الأزمة إلا إذا برز ما قد يدفع إلى التفاؤل بإجراء الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور.
وفي حين، اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ان لا بديل من الحوار الجاد، وعلينا ان نذهب اليه للخروج من الازمة، موجهاً تحية للبطريرك الراعي، كشفت مصادر قريبة من الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر عن تشكيل لجنة مشتركة لدرس اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، في ظل تشكيك من قبل التيار العوني بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري.
منصوري: محادثات واعدة في الرياض
مالياً، كشفت مصادر المعلومات عن محادثات «واعدة» اجراها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، لا سيما مع محافظ المصرف المركزي السعودي.
وعُلم أنّ اجتماع منصوري مع محافظ المصرف المركزي السعودي تضمّن طلباً لبنانياً للحصول على مؤازرة سعودية، وتنشيط الاستثمارات المالية المشتركة. وفيما رفض الجانبان الحديث عن التفاصيل، يُنتظر أن تتّضح في الأسابيع المقبلة نتائج زيارة منصوري إلى المملكة، خصوصاً أنّ الإيجابية تظهّرت في لقاءاته مع مسؤولي صندوق النقد العربي وحكّام المصارف العربية الذين أبدوا اهتماماً بمسار لبنان المصرفي والمالي.
وعُلم أنّ زيارات ستحصل إلى لبنان في الأسابيع المقبلة، واتّفاقات أوليّة لعقد مؤتمرات ماليّة في بيروت في المرحلة المقبلة من شأنها مؤازرة المصرف المركزي اللبناني في خطواته لاستعادة الثقة الداخلية والعربية بالمسار المالي اللبناني الذي أُصيب بأزمة حادّة منذ سنوات، ويحتاج إلى انعاش يبدأ بإقرار قوانين إصلاحية.
واوضح أن «إعادة الأموال للمودعين ليست مستحيلة»، مشيراً إلى أنه «لا ينبغي أن ينتظر المودعون لفترة أكثر».داعيا الى الاسراع في اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف بعد اعادة تقييم اوضاعها، لإستعادة الثقة بالقطاع المصرفي.
وكشف أن «حجم الاقتصاد اللبناني تراجع من حوالي 55 مليار دولار إلى نحو 20 ملياراً»، مشيراً إلى أن «الأزمة لا يمكن حلها إلا بكثير من التكامل بين الجهات الفنية والقانونية والسياسية».
وأعلن منصوري أن البنك المركزي ينوي توفير منصّة تداول جديدة من خلال «بلومبرغ».وسيكون هذا الموضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء المقبل هذا الاسبوع. وهذه المنصة تُسهّل تحويل الليرات الى دولار.
واكد رداً على سؤال ان السعودية تلعب دوماً دوراً إيجابياً في حل الازمة المالية اللبنانية، لكنه اعتبر ان اساس حل الازمة هو من لبنان.ويجب ان ينهي لبنان مشروع الاصلاحات في اقرب فرصة ممكنة.
وقال منصوري لـ «اللواء» في اتصال، انه سيعود الى بيروت يوم الخميس المقبل، وان لقاءاته حتى الآن مع المسؤولين السعوديين عن القطاع المالي جيدة جداً.
الموازنات
على الصعيد المالي أيضاً، انتهت وزارة المالية من اجراء التعديلات كافة التى أقرها مجلس الوزراء على مشروع قانون الموازنة العامة 2023، وأرسلت (الصيغة) الصيغة النهائية لمشروع القانون الى الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء التي ستحيله الى مجلس النواب لمناقشته و إقراره.
وفي حين تأجل انعقاد مجلس الوزراء هذا الاسبوع الى يوم الخميس، للبدء بدرس مشروع موازنة 2024، التأمت جلسة لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، وحضور وزير المال يوسف الخليل، لمتابعة المستجدات حول اقتراح قانون إطار لإعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان، واقتراح القانون الرامي إلى معالجة أوضاع المصارف في لبنان.
وقال كنعان بعد الاجتماع: لن نوقع شيكاً على بياض للحكومة، ولن نحمّل ضميرنا بالموافقة على قانون اطار غير مضمون بمعالجة الفجوة المالية وردّ الودائع للناس.
وأضاف: أرسلوا لنا التدقيق في حسابات المصارف وموجوداتها لنتأكد مما لديها ولماذا لم يحصل ذلك حتى الآن؟ فلا ثقة لدينا لا بحسابات الدولة ولا المصارف بعد الانهيار، ما لم يحصل تدقيق محايد.
اليونيفيل: التنسيق مستمر مع الجيش
على صعيد الوضع الجنوبي، أكد الناطق الرسميّ باسم قوّات اليونيفيل اندريا تننتي أن شيئاً لن يتغيّر في عمل قوّات الطوارىء الدولية على الأرض بعد التمديد لمهمّتهم، فالشراكة مع الجيش اللبناني سوف تبقى والتنسيق الذي بدأ عام 2006 لن يتغير وسوف يبقى.
وفي حديث الى برنامج «المشهد اللبناني على قناة الحرّة»، اشار تننتي الى أن مجلس الأمن مدّد مهمّة اليونيفيل، ولكنهم سيعملون وفق المبادىء نفسها للقرار 1701 قائلاً: لم يتغير شيء، لا زلنا نكمل تعاوننا وتنسيقنا مع الحكومة اللبنانية ومع الجيش اللبناني، ولا أعتقد أن مهمتنا قد تغيرت في الجنوب، اللغة التي استخدمت عام 2006 هي نفسها التي استُخدمت هذا العام في التمديد.
تيننتي اضاف: أن كل جريمة ضد عناصر حفظ السلام هي جريمة ضد الأمم المتحدة، معتباً أن قوات الطوارئ تعمل في منطقة غير آمنة بنسبة 100% ولهذا نحن هنا ونريد أن نكمل ونستمر بعملنا وحرية الحركة يجب أن تضمنها الحكومة اللبنانية، وقال: «سنكمل بالرغم من الجرائم الفظيعة التي تم ارتكابها ضد عناصرنا.