قالت الصحف:الحرب الإسرائيلية على غزة واحتمالات انسحابها على لبنان
الحوار نيوز – صحف
ما تزال الحرب الإسرائيلية على غزة واحتمال انسحابها على لبنان الموضوع البارز في الصحف الصادرة اليوم.
النهار عنونت: أي موقف للحكومة من إسقاط القرار 1701؟
وكتبت صحيفة “النهار” تقول:
أي موقف ستتخذه الحكومة اللبنانية، حكومة تصريف الاعمال، اليوم في الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء، هذا اذا عقدت الجلسة واستجاب الوزراء المقاطعون عادة لنداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالحضور نظرا لجسامة الاخطار والتحديات التي يواجهها لبنان امام اهوال الحرب الدائرة بين #إسرائيل والفصائل ال#فلسطينية في #غزة والتي بدأت تتطور بتمددها الى الجنوب اللبناني واضعة لبنان برمته عند مهب اخطر ما قد يواجهه في قابل الأيام والاسابيع؟ فهل ستكون الحكومة قادرة على “استخراج” موقف موحد من الاخطار الماثلة مع بداية توريط لبنان في الحرب ومعالم ترنح بل انهيار القرار 1701 الدولي الذي يرعى الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ عام 2006 وما يستتبعه ذلك من تداعيات ؟ ام ستفشل في ذلك وتنتهي الى لاقرار او الى تطيير الجلسة وتاليا ينكشف لبنان عن واقع اكثر اثارة للقلق من أي وقت مضى فيما تزدادا معالم “التحاق” الجنوب ميدانيا بغزة ؟
هذه التساؤلات اكتسبت الطابع الملح مساء امس حين بدا واضحا ان الخوف من تهاوي القرار 1701 وتسارع التطورات المؤدية الى تورط لبنان في الحرب صار امرا واقعا مع الوتيرة المتدرجة للاحداث اليومية ومن ثم تسليط الأضواء على الجبهة الجنوبية. وكانت المعلومات عن شن “هجمات جوية بالمسيرات التي تحمل مقاتلين من جنوب لبنان وتنفيذ عمليات انزال في الجليل” نموذجا حيا للمخاوف من انفجار غير محسوب في أي لحظة في حين قفز الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الى أولويات المواقف التي عبرت عنها دول وفي مقدمها الولايات المتحدة ، بما يرسم صورة شديدة القلق حيال لبنان .
ومع ان المعطيات المدققة في الوقائع التي حصلت مساء امس شابها الكثير من التخبط وعدم الدقة بفعل التخبط في التقارير التي تبثها وسائل الاعلام الإسرائيلية وتنقلها عنها وسائل الاعلام العربية وسواها، غير ان الانباء عن “انزال لكوماندوس” في منطقة الجليل في شمال إسرائيل انطلق من لبنان على اكثر من 15 مسيرة وقيل لاحقا ان هدفه الأساسي، رفع مستوى “الأولوية” المتصلة بالمواجهة عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية بحيث صار الوضع عند الحدود الجنوبية يطغى على انباء القصف الوحشي الإسرائيلي لغزة وما يخلفه من خسائر بشرية ودمار وبلوغ القصف الصاروخي لـ”حماس” مدينة حيفا. ولاحقا نفى الجيش الإسرائيلي حصول أي تسلل من لبنان او أي اختراق لمسيرات للحدود.
وافيد ليلا ان “#حزب الله” اطلق نيران المضادات الارضية باتجاه طائرات مسيّرة اسرائيلية كانت تحلق في أجواء اقليم التفاح ومنطقة جبل الريحان.
قصف موقع إسرائيلي
سبق ذلك نهارا اعلان “المقاومة الإسلامية” تنفيذ “ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين” باستهداف موقع الجرداح قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة “مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح”. على الاثر، نفذ الجيش الاسرائيلي قصفا على مناطق مفتوحة في بلدة الظهيرة جنوب لبنان. واعلنت قيادة الجيش انه “بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه”. من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي، رداً على بعض الإشاعات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ان ” اليونيفيل تواصل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحض على ضبط النفس”.
البيت الأبيض
وفي المواقف الخارجية البارزة قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه. وقال “نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان الى شمال إسرائيل نتابع هذا بقلق بالغ بالتأكيد لا نرغب في تفاقم هذا الصراع او اتساع نطاقه” وأوضح انه لا يعتقد ان من مصلحة إسرائيل ان تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها .
وجرى مساء تداول شائعات عن أن السلطات الأميركية بدأت بعمليات إخلاء السفارة الأميركية في لبنان، كما طلبت من مواطنيها مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. وردًا على ذلك، أوضحت السفارة الأميركية أنه “لم يتم إخلاء السفارة الأميركية في بيروت وهي تعمل بشكل طبيعي، كما أن كل التقارير التي تقول خلاف ذلك كاذبة.”
وفي المواقف السياسية البارزة علّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مواقف للرئيس الأميركي جو بادين الداعمة لإسرائيل فقال : “لكن سيد بايدن، أنت ترى جانبًا واحدًا فقط من الصورة لأن نتنياهو اتصل بك بالأمس، ماذا عن الشعب الفلسطيني، وماذا عن غزة، أكبر معسكر اعتقال في العالم، هل ستتركهم ليحرقوا بالقنابل الإسرائيلية؟”. وفي مجال اخر شدّد جنبلاط ” على انه “في ما يتعلق بلبنان، نسير في مرحلة خطيرة جدا، ونصحت رسميا وغير رسميا “حزب الله” بألا يُستدرج، وكان ثمة تبادل لإطلاق النار بين الحزب والإسرائيليين، وأصدر الحزب بيانا واضحاً بأنه رد على الاعتداء نتيجة إطلاق صواريخ من جهة ما، ومجّدداً اليوم أطلقت الصواريخ أو القذائف، أجدد كلامي بألا يُستدرجوا، فسهل جداً أن يبدأ المرء بالحرب وصعب أن يعرف كيف تنتهي، وحتى هذه اللحظة فإن #حركة “حماس” تُسيطر على مجريات الأمور بالرغم من كل ما يُقال”. وأكد جنبلاط “الوقوف إلى جانب الشعب الجنوبي وكل من يتعرض للاعتداء من قبل إسرائيل، وعلينا ان نعي في لبنان كأفرقاء سياسيين، أن ما من أحد يستطيع أن يقدّم او يؤخر، نستطيع ان نعمل شيئا في الداخل وهو أن نرمم تلك الحكومة، كون قضية رئاسة الجمهورية في الوقت الحاضر أُجّلت، وهو أن ندعم الحكومة كي تستطيع عند الاسوأ ان تقوم بواجباتها صحيا واجتماعيا وعبر الهيئة العليا للاغاثة وسواها”. ووجه جنبلاط رسالة إلى السيد حسن نصرالله، قائلاً: “أعلم أن حساباته ليست فقط لبنانية، بل اقليمية، اذ إنه لاعب أساسي في الإقليم، وقد يكون هو الذي يقرر أو لا، ولكن أكرر التمني بألا يُستدرج”.
في المقابل حذر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من أن “منظومة “حزب الله” تعرّض لبنان للخطر”، منبها من “جرّ لبنان إلى هذا الصراع وبلدنا غير قادر على دفع الثمن” . وقال “الجميع يعلم أن حزب الله وحماس وإيران حلفاء في محور واحد يدعو الى وحدة الساحات والشعب اللبناني بأكمله معرّض للضرر اليوم ونحذر من أي خطوة يقوم بها حزب الله”، داعيا الدولة اللبنانية إلى نشر الجيش بشكل واسع في الجنوب بالتنسيق مع اليونيفيل والالتزام بالقرار 1701. وقال: “لسنا على استعداد لجرّ بلدنا الى الحرب والشعب اللبناني دفع بما فيه الكفاية ثمن الصراع العربي الاسرائيلي، الجميع يتحدث بإسم لبنان للأسف إلا اللبنانيين فلبنان رهينة ولا يتحمّل المزيد من الأثقال التي تُلقى على عاتقه”.
اما “حزب الله” فهاجم بعنف الولايات المتحدة واعلن “إننا نعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا في العدوان الصهيوني ونحملها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ”. وقال : “إننا نطالب جماهير أمتنا العربية والإسلامية التي تعرف الحقيقة البشعة لأميركا وعدوانها على شعوب أمتنا في العراق وسوريا وأفغانستان أن تدين التدخل الأميركي وشركائه الدوليين والإقليميين وفضح هذا التدخل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية”.
الأخبار عنونت: حماس تتحفظ على طلب اطلاق الأسرى الاميركيين والمدنيين: واشنطن قلقة على جيش العدو
وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
وسط تقدم الحضور الاميركي في ادارة القرار الاسرائيلي السياسي والعسكري في الهجوم البربري على الفلسطينيين، استجاب قادة العدو لطلب واشنطن تشكيل حكومة طوارئ لضم من تريد الولايات المتحدة ان يكونوا شركاء في القرارات. وصار واضحاً ان بني غانتس هو رجل البيت الابيض في حكومة الحرب الجديدة، كما تبين ان جنرالات أميركيين صاروا في قلب فريق العمل للاشراف على الخطط في غزة، وفي مواجهة ساحات اخرى، مع رسم خطوط لمنع العدو من القيام بأعمال من شأنها جرّ المنطقة الى مواجهة شاملة.
وعلمت «الاخبار» من متابعين في عاصمة غربية معنية ان التحشيد الاميركي غير المسبوق، سياسياً وعسكرياً، الى جانب اسرائيل، سببه التيقن من صحة ما كان لديهم من تقديرات عملانية حول عدم جهوزية الجيش الاسرائيلي لمواجهة تحديات كبيرة، وهي تقديرات اعدّها قادة شاركوا في مناورات مشتركة مع الجيش الاسرائيلي. وأوضح هؤلاء ان لدى واشنطن «خشية جدية من امرين، الاول عدم قدرة جيش اسرائيل على تحقيق اي انجاز فعلي غير الايغال في ضرب المدنيين، والثاني، إقدام العدو على ما قد يورّط الولايات المتحدة ودول الناتو في مواجهة واسعة تستهدف ليس قوى المقاومة في فلسطين ولبنان فحسب، بل ايران ايضاً». ولفتوا الى جهود كبيرة لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالتعاون مع حلفاء في الغرب، لتحميل ايران وحزب الله المسؤولية عن عملية «طوفان الاقصى»، فيما يعمل المجمع الاستخباراتي في واشنطن وعواصم غربية، في المقابل، على تسريبات بعدم وجود أي مؤشر على ذلك.
عملياً، ما بات واضحاً في الساحة الفلسطينية أن عجز قوات الاحتلال عن منع صواريخ المقاومة من استهداف المدن الفلسطينية المحتلة، يشكل اشارة على عجزها عن تحقيق انجازات ميدانية. أضف إلى ذلك عدم صحة مزاعم العدو عن اعادة الامساك بالامور في منطقة غلاف غزة، إذ أن مجموعات المقاومة لا تزال تنتقل الى هذه المنطقة التي تشهد مواجهات في اكثر من نقطة. كذلك، لمس الاميركيون حالة الارتباك لدى القيادتين السياسية والعسكرية، والفوضى التي تعمّ المسؤولين عن الجبهة الداخلية، مع توالي الفضائح، خصوصاً لناحية ترويع المستوطنين جراء الانذارات الخاطئة التي تعكس ارباكا وعجزاً امنياً.
كل ذلك، دفع الجانب الاميركي إلى وضع خطة عمل على عدة جبهات، أمكن للجهات المعنية في فلسطين والمنطقة الاطلاع على بعض جوانبها:
اولاً، لا تزال واشنطن تعتبر ان الفرصة مفتوحة امام جيش الاحتلال للانتقام من سكان غزة والوصول الى نتائج على صعيد تدمير قدرات المقاومة. ومع فشل محاولات تأليب الرأي العام الغزاوي ضد المقاومين، واستمرار قدرة المقاومة على التحكم ببرنامج قصف صاروخي فعال وبعيد المدى وبأعداد كبيرة، وفي ارسال مزيد من المقاتلين الى المستوطنات، يشعر الاميركيون بالحاجة الى خطوات اكثر فعالية.
ثانياً، الضغوط الناجمة عن الجرائم الكبيرة في غزة دفعت الاميركيين الى استغلال هذه الجرائم لفتح ثغرة في ملف الاسرى لدى المقاومة. وقد ناقشت واشنطن مع المصريين والقطريين خطة عمل، تقضي بفتح معابر تتيح نقل نحو ربع مليون فلسطيني بحاجة الى الايواء بعدما دمرت منازلهم، وتأمين انتقال نحو خمسة الاف مصاب من ابناء القطاع للاستشفاء خارجه، والسماح بوصول مساعدات غذائية وطبية عاجلة.
ثالثاً، طرحت الولايات المتحدة فكرة عملية عاجلة لاطلاق الاسرى الاميركيين او الكشف عن مصير المفقودين منهم، ضمن صفقة تأخذ طابعاً انسانياً. وفرض اصرار الولايات المتحدة على العملية بدء اتصالات قطرية ومصرية مع «حماس» وبقية الفصائل. وجاء الرد الاولي من حماس بإطلاق إمرأة اسرائيلية مع طفليها للتأكيد على ان البعد العملاني لعملية الاسر لا يستهدف حجز حرية مدنيين كما يفعل العدو. إلا أن حماس ترفض فكرة اطلاق المعتقلين كبادرة حسن نية، وقد أبلغت الوسطاء بأنه سيكون هناك مقابل فوري لمثل هذه العملية.
رابعاً، حصل جس نبض من وسطاء عرب لمعرفة السقف الذي سترفعه حماس في ملف الاسرى. وعلمت «الاخبار» ان الجانب الفلسطيني لن يقبل بأقل من وقف العدوان، والحصول على ضمانات اميركية عملانية وعلنية بوقف الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع، أو ضمانات بوقف التعرض للمدنيين مقابل وقف قصف المستعمرات، مع استمرار المعركة العسكرية بينها وبين العدو.
الجبهة مع لبنان
في غضون ذلك، واصل الاميركيون استخدام كل قنواتهم الاوروبية والعربية لمنع توسع الجبهة لتشمل الحدود الشمالية لكيان الاحتلال. وبعد العمليات المحدودة على الحدود، كرر الاميركيون نقل رسائل الى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، ومن خلالهما الى حزب الله، بأن واشنطن ستكون الى جانب اسرائيل، لكنها ليست طرفاً في الحرب، وانها لن تمنع اسرائيل من تنفيذ اي ضربات قاسية ضد لبنان، بما في ذلك بيروت، في حال لجأ حزب الله الى اجتياح المستوطنات الاسرائيلية في الشمال، مع طلبات مباشرة من الجيش والحكومة بمنع اي تحرك لعناصر فلسطينية على الحدود.
من جهته، قرر حزب الله عدم استقبال اي رسالة او موفد يحمل تهديداً، وهو ابلغ من يعنيهم الامر بأن التهويل لا ينفع لا معه ولا مع المقاومة في فلسطين، وان الوسيط المرحّب به هو فقط من يحمل طلباً في سياق مشروع وقف العدوان الاسرائيلي، وانه لا يمكن سؤال المقاومة – فضلاً عن مطالبتها – بأي خطوة تتعلق بعمل مقاومين فلسطينيين عبر الحدود اللبنانية.
والى جانب العملية التي نُفّذت أمس لإفهام العدو بأن لا تغيير لقواعد الاشتباك، واصلت المقاومة في لبنان الاستنفار والتعبئة في صفوفها، والتنسيق مع بقية قوى المقاومة. وتتواصل الاتصالات التنسيقية بين حزب الله والحرس الثوري الايراني وحماس والجهاد الاسلامي لدرس الخيارات التي تساعد المقاومة في فلسطين على الصمود وافشال خطة العدو.
وقالت مصادر معنية لـ «الاخبار» ان على قوى المقاومة خارج فلسطين القيام بكل «العمليات الذكية» التي تربك جيش الاحتلال وتمنعه من حشد كل طاقاته في وجه القطاع، وإفهام العدو بأن غزة ليست متروكة لقدرها، اضافة الى درس الخطوات في حال تورط الجيش الاميركي في الحرب مباشرة الى جانب العدو.
واشارت المصادر الى ادلة كثيرة ظهرت في الساعات الـ 48 الماضية تشير إلى ان قيادة العدو العسكرية والامنية لا تقل تخبطاً عن قيادته السياسية، رغم حملة التهويل في الاعلام العالمي، مع تفاصيل كثيرة ترد لحظة بلحظة عن حجم الفوضى التي تعاني منها الجبهة الداخلية في اسرائيل.
إرباك وتوتّر يسيطران على الاحتلال جنوباً
شهدت جبهة الجنوب أمس أحداثاً «مثيرة» بالنسبة إلى الإسرائيليين، ثبت أن غالبيتها ناتجة عن إنذارات خاطئة وأخطاء في تشخيص الخطر، وعبّرت عن الإرباك الذي يتخبّط فيه العدو وسط توتّر شديد حيال أيّ مفاجآت من لبنان.
وتوالت الأنباء العاجلة على شاشات التلفزة العبرية عن عمليات اشتباكات مع مجموعات مسلّحة قدمت من لبنان، وتسلّل عشرات الطائرات الشراعية والمُسيّرات عبر «الحدود الشمالية»، وتحدّث الإعلام العبري عن دخول أكثر من مليون إسرائيلي في الشمال والوسط إلى الملاجئ، استجابة لتحذيرات قيادة الجبهة الداخلية، بعدما دوّت صفّارات الإنذار إثر الاشتباه بتسلّل مُسيّرات من لبنان. ترافق ذلك مع إطلاق قوات الاحتلال القنابل المضيئة فوق المناطق الحدودية في جنوب لبنان. وتحدّثت القناة 12 الإسرائيلية عن «الاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم»، فيما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن «حدث أمني في منطقة ديمونا». وبقي التوتر مسيطراً على الأداء الأمني والإعلامي الإسرائيلي لأكثر من ساعتين قبل أن يعلن جيش الاحتلال أن الإنذار المتعلق بالمُسيّرات ناجم عن «خطأ تقني».
إرباك المشهد الإسرائيلي شمالاً كان له ما أسّس له عملانياً، إذ استهدف حزب الله، لليوم الثاني على التوالي، موقعاً لقوات الاحتلال على الحدود مع فلسطين. وأعلن الحزب في بيان أنه استهدف موقع الجرداح الصهيوني مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكّدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح، في ردٍّ على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة من عناصره الاثنين الماضي. وأكّد الحزب أنه «سيكون حاسماً في ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا، خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء» ووزّع الإعلام الحربي التابع للمقاومة شريطاً للعملية، فيما نقل الإعلام العبري عن «مسؤول أمني كبير» أن «الحدث في الشمال يغيّر قواعد اللعبة».
الجمهورية عنونت: قصف على الحدود وإسرائيل تستقدم تعزيزات.. ورسائل غربية لمنع فتح جبهة الجنوب
وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:
عيداً عن الحماسيات، والغرق في المبالغات، والانسياق مع التحليلات التي تقارب الحرب الدائرة في الميدان الفلسطيني وفق الأهواء، ينبغي الإعتراف بأنّ كل ذلك لم يلامس خفاياها، الكامنة امام أكمة هذه الحرب وخلفها، التي ليس معلوماً كيف ومتى ستضع أوزارها، وأيّ واقع سينتج عنها.
المشهد كارثي، ودخان النار وغبار الدمار في قطاع غزة لم يحجبا علامات الاستفهام العابقة في اجواء هذه الحرب، والكَمّ الهائل من الاسئلة التي تتلاحق من كلّ حدب وصوب، باحثة عن اجابات واضحة تُميط اللثام حول ما يعتريها من الغاز، بدءاً بعملية «طوفان الاقصى» التي نفذتها حركة «حماس» ضد المستعمرات الاسرائيلية يوم السبت الماضي، لناحية توقيتها ونوعها وكمّها وسهولة اجتياحها لتلك المستعمرات، واسقاطها هذا الكمّ الكبير من القتلى والجرحى والاسرى في صفوف المستوطنين والجنود الاسرائيليين، وصولاً الى الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة. لناحية ما اذا كانت فعلاً كرد انتقامي على عملية «حماس»، او انها حرب مُحضّرة بسيناريوهات أبعد من غزة، خصوصاً انّ الولايات المتحدة الاميركية حضرت بأسطولها وحاملات طائراتها إلى المنطقة، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال صراحة وعلناً إن ما بعد غزة سوف يكون شرق أوسط جديداً؟
توتّر متصاعد
في موازاة هذا المشهد المروّع الذي ينحى في اتجاه اكثر دموية ودماراً، تصعيد متصاعد على حدود لبنان الجنوبية، يعزّز المخاوف من انفلات الامور في اي لحظة، حيث ان الوقائع الامنية تتلاحق بوتيرة متسارعة، مُرخية حالاً من التوتر الشديد على امتداد الحدود، ومولّدة حالاً من النزوح، الذي بَدت معه منطقة جنوبي الليطاني شبه خالية من سكانها.
على انه بالرغم من اجواء التوتر القائمة، فإنّ العمليات العسكرية والقصف المتبادل على جانبي الحدود تبدو وكأنها ما زالت محصورة في نطاق محدود، ومضبوطة حتى الآن بقواعد الاشتباك المتبعة بين «حزب الله» والعدو الاسرائيلي منذ العام 2006.
القواعد تحكم الحدود
وقالت مصادر امنية لـ«الجمهورية»: حتى الآن يمكن القول انّ قواعد الاشتباك التي تحكم الجبهة الجنوبية ما زالت مستقرة ولا تخرج عن الفعل ورد الفعل المتوقع. بدليل ان العمليات التي تحصل في هذه الجبهة، والتراشق الذي يواكبها، تحصل في اطار محدّد ومحدود في آن معاً على جانبي الحدود، تسود بعده حال من الهدوء، وهو ما شهدناه في الايام الاخيرة، ما يعني ثبات قواعد الاشتباك من دون أي تغيير فيها. لكن هذا لا يمنع إمكانية تطوّر الأمر أكثر تِبعاً لتطورات الميدان، وتبعاً لحصول ما سمّاه المتحدث باسم قوات اليونيفيل «سوء فهم» قد يتطوّر إلى تسخين الجبهة الجنوبية.
وإذ لفتت المصادر الى انّ «حزب الله» باركَ عملية «حماس» وتفاعل معها بتأكيده على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو، الا انّ الثابت لدينا انه لم يكن في جوّ هذه العملية، ومن هنا استبعدت المصادر «أن يُقبل الحزب على فتح جبهة قتال واسعة مع اسرائيل، والامر نفسه بالنسبة الى اسرائيل، التي اكدت الوقائع المتلاحقة منذ عملية «حماس» انّ اولويتها استهداف غزة، وتتجنّب بالتالي إرباكها بفتح جبهة جديدة في الشمال، وهو ما عكسَه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بتحذيره مَن سمّاهم «أطرافاً أخرى» من انتهاز الفرصة لفتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية»، وهو ما عكسته ايضاً التحذيرات المتتالية التي اطلقتها واشنطن على لسان الرئيس الاميركي جو بايدن ووزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من فتح جبهات اخرى. وضمن هذا السياق، ابلغت رسائل اميركية واوروبية مباشرة الى الجانب اللبناني تؤكد العمل للحفاظ على هدوء الجبهة الجنوبية».
وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» في هذا السياق، فإنّ الجانب اللبناني رد على هذه الرسائل بتأكيد الالتزام بمندرجات القرار 1701، وانّ مصدر الخطر على المنطقة الجنوبية ليس من لبنان بل هو من جانب اسرائيل، وهو ما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري بشكل مباشر الى السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا خلال زيارتها الى عين التينة ظهر امس الاول».
وقال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش امس: من الضروري تجنّب امتداد الصراع إلى الجوار، وقلقون من تقارير الهجمات من جنوب لبنان.
الحرب الواسعة مستبعدة
وقال خبير عسكري لـ«الجمهورية»: ان العمليات العسكرية بالشكل الذي تجري فيه من استهداف لبعض المواقع والنقاط العسكرية ضمن الاراضي اللبنانية المحتلة، وما يليها من تراشق مدفعي وصاروخي ضمن ما تسمّى «المناطق المفتوحة» على جانبي الحدود الجنوبية لا يَصِل الى القوى والبلدات اللبنانية او المستوطنات الاسرائيلية، تؤكد بما لا يقبل ادنى شك ان لا اسرائيل ولا «حزب الله» معنيان بإشعال هذه الجبهة والدخول في حرب على نطاق واسع. وتبعاً لذلك فإنّ اتساع الحرب الراهنة لتشمل جبهة لبنان هو أمر غير وارد الحدوث».
ولفت الخبير عينه الى انّ كل الدلائل تؤكد ان اداء «حزب الله» ومنذ عملية «طوفان الاقصى» لا يخرج عن ضوابط قواعد الاشتباك بينه وبين اسرائيل، وينم عن ادراك كامل بأنّ الصدمة التي تلقّتها اسرائيل اكبر من ان تستوعبها، وأسّست لتغيير المعادلة القائمة في الداخل الفلسطيني، وفرض معادلات جديدة.
وردا على سؤال، قال الخبير: لست واثقاً بأن تكون لـ«حزب الله» صلة او شراكة بعملية «حماس»، بل اكاد أجزم بأنه ربما فوجىء بها. وهنا ينبغي التوقف عند ما اعلنه المرشد الايراني علي خامنئي قبل يومين، حينما سارعَ الى نفي علاقة ايران بالعملية، والاشاعات التي اطلقها أنصار اسرائيل وبعض افراد الحكومة الاسرائيلية بأنّ ايران تقف وراءها. وقال ما حرفيّته: «هم مخطئون، بالطبع نحن ندافع عن فلسطين وعن النضال. لكن من يقول إن عمل الفلسطينيين سببه غير الفلسطينيين… يخطئ في حساباته. فالهجوم هو «من عمل الفلسطينيين».
على أن الخطر الاكبر، كما يقول الخبير العسكري، كامِن في غزة، حيث انّ المستويات السياسية الامنية والعسكرية والسياسية في اسرائيل قررت ان تحوّلها ارضاً محروقة وتدمّرها بالكامل بما يمهّد لاجتياح برّي للقطاع. وما ورد على لسان بعض القادة الاسرائيليين بدعوة فلسطينيي غزة الى الرحيل الى شبه جزيرة سيناء، يكشف بوضوح عن مشروع إسرائيلي مُعد مسبقاً، يبدو انه مدعوم بأكبر حشد دولي تتصدره الولايات المتحدة الاميركية، لفرض واقع فلسطيني جديد وربما تغيير في خريطة المنطقة. وهذا المشروع يشكل بالتأكيد الشرارة لاشتعال واسع النطاق، وضمن هذا الاطار أنظر بقلق بالغ الى اتفاق نتنياهو والمعارضة الاسرائيلية على تشكيل حكومة حرب موسعة».
الوضع الميداني
ميدانياً، عاشت المنطقة الحدودية حالاً من التوتر الشديد في فترة ما قبل ظهر امس، ترافقَ مع قصف اسرائيلي لخراج بعض البلدات في القطاع الغربي، شمل محيط بلدتي الضهيرة ومروحين، حيث شاركت بالقصف مسيرات اسرائيلية. وأفيد عن اصابة ثلاثة اشخاص بجروح، كما ألحَقَ القصف أضراراً كبيرة في المزروعات واصاب بعض المنازل. كما أصاب الخزان الرئيسي الذي يغذّي بلدة يارين بالمياه، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الاسرائيلي.
وفي هذه الاثناء، تفقدت دورية للجيش اللبناني المنازل التي طالها القصف الاسرائيلي، وطلبت من المواطنين اخلاء المكان خوفاً من تجدد القصف حفاظاً على سلامتهم.
واعلنت قيادة الجيش، في بيان، انه «بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس الاول، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه».
الحزب يرد
وكانت «المقاومة الاسلامية» قد اصدرت بياناً أعلنت فيه انه: «في ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق في 09/10/2023، والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين وهم الشهداء: حسام ابراهيم، علي فتوني، علي حدرج. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح اليوم الأربعاء 11/10/2023 باستهداف موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. إنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء».
ونشر الحزب شريط فيديو يُظهر استهداف المقاومة لمجموعة من الجنود الاسرائيليين في تلة الجرداح.
واثناء القصف، دوّت صافرات الإنذار في مراكز «اليونيفيل» في البلدات التي يطالها القصف الاسرائيلي. واعلن الجيش الاسرائيلي انه تمّ «استهداف أحد مواقعنا في الجبهة الشمالية بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان»، وأضاف أن هناك امكانية «الاشتباه في عملية تسلل في منطقة رأس الناقورة الحدودية مع لبنان». وافادت وسائل إعلام إسرائيلية انه «طُلب من السكان في رأس الناقورة الدخول إلى الأماكن المحصنة».
وقال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي، في بيان: «تواصل اليونيفيل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتَحضّ على ضبط النفس».
وأفيد في فترة المساء انّ اجواء التوتر عادت لِتخيّم على المنطقة الحدودية، حيث اعلنت اسرائيل انّ صفارات الانذار دَوت في كل مستوطنات الجليل الاعلى والغربي بسبب خرق جوي من جهة لبنان. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان صاروخا سقط في مستوطنة المطلة.
واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن شبهات تسلل من لبنان في المجال الجوي الاسرائيلي، فيما انطلقت صفارات الانذار في المدن والبلدات في المنطقة الحدودية الشمالية وطلبَ الجيش من سكان بلدات بيت شان وصفد وطبريا الاختباء حتى إشعار آخر تخوّفاً من هجوم واسع النطاق.
إستنفار وتعزيزات
وعلى رغم اجواء الهدوء الحذِر التي سادت في فترة ما بعد الظهر، فإنّ جو الاستنفار هو الحاكم على جانبي الحدود الجنوبية، ولوحِظ في هذا السياق استقدام العدو الاسرائيلي لتعزيزات الى الجانب الآخر من الحدود بالتزامن مع تعزيزات مماثلة في اتجاه منطقة الجولان. في وقت أُعلن فيه انّ «الجبهة الداخلية الإسرائيلية وجّهت دعوات الى سكان المناطق الحدودية الشمالية لالتزام الملاجىء والاماكن المحصنة». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: انّ «السوريين و»حزب الله» يشاهدون ما تفعله إسرائيل في غزة».
الحزب والتدخل الاميركي
الى ذلك، اعلن «حزب الله» في بيان للدائرة الاعلامية فيه انه «يعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا في العدوان الصهيوني ونحمّلها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزّل من الأطفال والنساء والشيوخ».
وطالبَ «جماهير أمتنا العربية والإسلامية، التي تعرف الحقيقة البشعة لأميركا وعدوانها على شعوب أمتنا في العراق وسوريا وأفغانستان»، بـ«أن تدين التدخل الأميركي وشركاءه الدوليين والإقليميين وتفضح هذا التدخل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية».
واعتبر الحزب انّ «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المُحبطين يكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر. وبالتالي، حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمد هذا الكيان الغاصب المؤقت بأسباب الحياة. ولذلك نؤكد أنّ هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».
النزوح… تابع
من جهة ثانية، يبدو ان موجات النزوح السوري غير الشرعي، ما زالت في تدفّق مستمر من دون توقف في اتجاه لبنان. وفي هذا الاطار اعلن الجيش احباط محاولة تسلل نحو ١٥٠٠ سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية خلال الاسبوع الحالي. وحذّرت قيادة الجيش المواطنين من مَغبّة المشاركة في أعمال التهريب كونها تعرّضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدّد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة.
وقد حضر ملف النازحين في اجتماع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري العربي في دورته غير العادية في القاهرة. واتفقا على تحديد موعد زيارة بوحبيب على رأس وفد الى دمشق في ٢٣ تشرين الاول الجاري لبحث القضايا المشتركة، لا سيما النزوح السوري.