قالت الصحف:التنقيب يبدأ غدا في ظل انسداد الأفق السياسي
الحوار نيوز – صحافة
سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على عملية التنقيب على الغاز والنفط في البلوك رقم 9 والذي يبدأ غدا الخميس ،في ظل انسداد الأفق السياسي.
النهارعنونت: غداً انطلاق التنقيب “التاريخي” بكل حذر… النيابة التمييزية تُحوّل “التدقيق” على القضاء
وكتبت صحيفة “النهار”: ينظر لبنان الرسمي الى يوم غد، الخميس 24 آب الحالي، على انه “يوم تاريخي” ستنطلق فيه اعمال الحفر والتنقيب البحريين استكشافا لثروة لبنان من الغاز والنفط المحتملة المخزونة في البحر. الانطلاقة العملية للتنقيب التي ستبدأ غدا في البلوك الرقم 9 على بعد نحو 120 كيلومترا من بيروت ستشكل “اختراقا” يتيما للمشهد المتعدد الازمات والمقفل على افق الحل السياسي ولكن بخلفية امال محفوفة بحذر شديد حيال محاذير تضخيم الامال في ملف بالغ الحيوية والاهمية لا يحتمل توظيفا سياسيا وطائفيا لا تكبيرا ولا تقليلا من طبيعته خصوصا على ايدي سلطة وطبقة سياسية محكومة “بإعدام الثقة” داخليا وخارجيا. ولذا، وفي انتظار الجولة الحاسمة الأولى من التنقيب بعد 67 يوما من انطلاقته لتبين حقيقة حجم كميات الغاز في البلوك المخزون سيكون كل ما يطلق توظيفا لهذا الحدث الذي طال انتظاره، وعلى غير السنة الخبراء الحقيقيين والمعنيين، بمثابة الهاء سياسي عابر لا يعتد بجديته او صدقيته.
مع ذلك كان ثمة ما يبرر الحفاوة الرسمية بالحدث الغازي من خلال ما بدا انه احتفال رمزي شكلي تتويجا للاستعدادات الجارية لانطلاق عمليات الحفر غدا عبر جولة “ميدانية” لرئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي على منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك الرقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية لمواكبة انطلاق العمل اللوجستي. وشارك في الجولة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، رئيس “هيئة ادارة قطاع البترول” وسام الذهبي ووفد من شركة “توتال” الفرنسية بعدما انتقل الوفد من مطار رفيق الحريري الدولي الى منصة الحفر في المياه اللبنانية الجنوبية على متن طوافة تابعة لشركة “توتال”.
وبنبرة “وجدانية” تمنى الرئيس بري “في هذه العتمة ان يأتي يوم فرح عملت له سنوات طوال الى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة بتاريخ الأول من تشرين الأول عام 2020 .” وتوجه “الى الباري عز وجل ألا تنقضي بضعة أشهر إلا ويمن على لبنان بدفق من كرمه، مما يشكل بداية لإزاحة الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان وشعبه وكذلك بتوافق اللبنانيين على انتخاب رئيس يقوم بدوره كبداية لحل سياسي نتخبط به”. كما ان الرئيس ميقاتي “تطلع بأمل الى أن تحمل الأيام المقبلة بوادر خير تساعد لبنان على معالجة الأزمات الكثيرة التي يعانيها. إن ما تحقق حتى الآن إنجاز يسجل للوطن والشعب اللبناني الصابر على محنه، ونأمل أن يتعاون الجميع في المرحلة المقبلة للنهوض ببلدنا ووقف التدهور الذي نشهده على الصعد كافة”.
وأعلنت شركة “توتال إنيرجيز” وشريكاها “إيني” و”قطر للطاقة” رسميا على الأثر “إطلاق أنشطة الاستكشاف في الرّقعة رقم 9 في لبنان ” وأشارت إلى أن “منصّة الحفر تتمركز منذ 16 آب في الرّقعة رقم 9 على بعد حوالى 120 كم من بيروت. وخلال الزيارة تم عرض الاستعدادات اللازمة لحفر البئر الاستكشافيّة الذي من المقرر أن يبدأ خلال الأيام المقبلة”.
واعلن الوزير فياض في مؤتمر صحافي ان عملية الحفر في البلوك رقم 9 ستبدأ في 24 من الشهر الحالي فيما التقى الرئيس ميقاتي، في حضور وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وفد شركة” توتال” للنفط بعد الظهر في السرايا وجدد التأكيد” ان بدء أعمال الحفر في الرابع والعشرين من الشهر الحالي يشكل محطة مضيئة نأمل ان تكون خواتيمها سعيدة في توفير موارد اضافية من شأنها مساعدة لبنان على النهوض من أزماته”.واعتبر ان على الجميع التعالي عن الحسابات الشخصية والاعتبارات الخاصة والتعاطي مع المشروع بكونه يشكل انجازا لجميع اللبنانيين وركيزة اساسية للنهوض بالاقتصاد الوطني”.
اما ما لا يمكن تجاهله في الضفة المعارضة لمشهد السلطة الحالية الأحادية الجانب التي تتولى هذا الملف الحيوي اسوة بسواه فكان نموذج بارز ما كتبه النائب السابق مصباح الأحدب عبر صفحته امس “مشهد الرؤساء والوزراء يتفقدون منصة النفط مخيف، والله يستر. ان المسؤول عن انهيار البلد وافلاسه لا يؤتمن على اخراج ثرواته النفطية وإنقاذه”.
التجديد لليونيفيل
وعلى رغم عدم الارتباط نظريا بين هذا الحدث وملف التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” في نهاية آب يتزامن انطلاق عمليات الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط مع اقتراب بت المعركة الصعبة التي تتولاها الديبلوماسية اللبنانية استعدادا لصدور قرار التجديد لـ”اليونيفيل” بما يتلاءم وطلبات لبنان بعدم تكرار التجديد كما جاء السنة الماضية متضمنا توسيعا لصلاحيات “اليونيفيل” ميدانيا . وبدا لافتا في هذا السياق ان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أرجأ سفره امس الى نيويورك كما كان متوقعا للمشاركة في الاتصالات الجارية بشأن التمديد للقوات الدولية (اليونيفيل) ودعم موقف لبنان الذي يطالب بتعديلات على مشروع قرار التمديد المطروح على مجلس الامن الدولي قبل اتخاذ القرار النهائي في 31 آب الجاري. وأفادت معلومات ان بوحبيب أرجأ السفر لأسباب إدارية وتقنية، وليس صحيحاً أنه ألغى الزيارة لعدم وجود اعتمادات مالية.
التدقيق الى التحقيق
وسط هذه الأجواء ، وكما كان منتظرا أحال النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات امس تقرير التدقيق الجنائي التمهيدي لشركة “الفاريز اند مارسال” في ملف مصرف لبنان على التحقيقات القضائية الموزعة على كل من النيابة العامة المالية والاستئنافية في بيروت وهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان وطلب اجراء التحقيقات اللازمة كل ضمن اختصاصه وصلاحياته التحقيق انطلاقا مما تضمنه التقرير الجنائي من مخالفات، وتاليا إتخاذ ما يرونه مناسبا . واستجاب قرار النائب العام التمييزي لما اقترحته الشركة المدققة بوجوب إجراء تحقيقات اضافية لجهة الموافقات الداخلية الممنوحة للدخول في معاملات الهندسات المالية في المصرف المركزي مع بعض المؤسسات وتبيان الاساس العقلاني وراء معدلات القسائم واسعار الفائدة والمبلغ والشروط التعاقدية المنوحة . كما طلبت مطالعة النائب العام تحديد المستفيد النهائي من المدفوعات التي تمت من حساب الاستشارات ومبررات العمولات المدفوعة على معاملات الهندسة المالية والمبررات والموافقات على مصروفات المصرف المركزي.
ولفتت مطالعة النائب العام التمييزي استنادا الى التقرير ان شركات التدقيق لم تقم بواجباتها لإعطاء صورة حقيقية عن الوضع المالي وبيان حقيقة الازمة المالية في المصرف المركزي ويقتضي التحقيق مع هذه الشركات توصلا لمعرفة الحقيقة ، وكذلك يقتضي التحقيق مع لجنة الرقابة السابقة على المصارف لأنها لم تواكب العمليات المجراة اللاحقة على سياسة المخاطر في المصارف المحلية ما ساهم في خسارة المودعين لودائعهم.
ملف الكحالة
في سياق قضائي اخر افيد انه غداة زيارة وفد اهالي الكحالة الى قائد الجيش ، مثل الشبان الاربعة من أبناء الكحالة امام مديرية المخابرات في اليرزة برفقة فريق من المحامين للاستماع اليهم بصفة شهود. وأشارت المعلومات الى ان اربعة محامين رافقوا أبناء الكحالة الى التحقيق .
وقال مسؤول قضائي لـ”النهار” انه “بعد نهاية التحقيق الجاري في حادث الكحالة، ستسلّم حمولة الشاحنة من الذخيرة إلى “حزب الله” بموجب البيان الوزاري الذي تضمن معادلة جيش شعب مقاومة ووافق عليه جميع الفرقاء السياسيين، تماماً كما حصل عام 2021 في حاصبيا عندما صادر مواطنون راجمة صواريخ للحزب ثم اعيدت إليه”.
الديار عنونت: الحفر في البلوك 9 يبدأ غداً… والنتيجة بعد 67 يوماً
فياض يعتبر أن عدم تحويل رسوم الكهرباء الى دولار يُهدّد مصير كهرباء لبنان
بكركي مُستاءة من سياسة فرنسا… والمعارضة تتحضّر لمواجهة لودريان
وكتبت صحيفة “الديار”: برزت بارقة أمل كبير في عتمة لبنان الحالكة، بعد وصول منصّة التنقيب عن الغاز Transocean Barents الموجودة حالياً في البلوك رقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية، وكان اول الزائرين والمتفقدين لها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير الأشغال العامّة والنقل علي حميه، إضافة الى ممثلين عن هيئة إدارة قطاع البترول، وقد انتقلوا عبر طوّافة يرافقهم وفدٌ من شركة « توتال إنيرجيز» الفرنسية، على ان يلتحق بها الفريق الفني الذي سيعمل عليها ويُقدّر بحدود 140 شخصاً.
كما قام الوزيران حميه وفياض بزيارة ميدانية الى القاعدة اللوجستية، التي تمّ اعتمادها في مطار رفيق الحريري الدولي، لإقلاع وهبوط طائرة الهليكوبتر، والمخصّصة لتقديم الخدمات مِن والى منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك المذكور، وبعد استكمال واستيراد كل المعدّات اللازمة لتجهيز المنصّة، انطلاقاً من القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت، حيث يتمّ تأمينها بواسطة الطوافات والبواخر، ومدّها بمواد الإسمنت والطين من قبرص. ومن المفترض أن تستغرق الاعمال للوصول الى البئر ما بين 60 و70 يوماً، وهي كافية للتأكّد من وجود الغاز، فيما اعلن فياض بعد ظهر امس أنّ اعمال التنقيب ستبدأ غداً الخميس، والنتيجة ستظهر بعد 67 يوماً، املاً أن تكون بادرة خير للبنانيين.
صراع ميقاتي – فياض مستمر
وعلى خط الخلافات السياسية التي لا تنتهي بين المسؤولين اللبنانيين، برز قبل ايام صراع بين ميقاتي و فياض على تمويل بواخر الفيول، والذي بقي مفتوحاً من دون اي حل، بعد فشل اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بملف الكهرباء، ورفضها طلب وزارة الطاقة للاعتمادات المطلوبة لباخرتي الفيول العالقتين بين التناحرات، الامر الذي جعل ملف الكهرباء كالعادة يقع ضمن الخلافات والتجاذبات السياسية، فيما المواطن يدفع الثمن دائماً، بالتزامن مع إعلان اللجنة أنّ الاجتماع لم يخرج بأي اتفاق، لا على الفوترة بالدولار ولا على صرف ليرات الجباية الى دولار.
اما وزير الطاقة فرأى أنّ الخيارات التي تواجه مؤسسة كهرباء لبنان باتت محدودة، بعدما تبيّن أن المصرف المركزي ليس قادراً على تأمين العملات الأجنبية المطلوبة، فالمسألة ليست مسألة مخزون الفيول أو استقدام باخرة، بل القصّة تتعلق بأنّ الشلل أصاب مصرف لبنان، ويجرّ مؤسسة كهرباء لبنان نحو الإفلاس معه، بعدما تمكّنت في الفترة الماضية من النهوض وباتت قادرة على تجميع مبالغ تغطّي دورة عملها كما هي عليه الآن، أي لإنتاج خمس ساعات كهرباء يومياً». وقال: «بما أن مصرف لبنان ليس قادراً على تحويل الليرات الى دولارات تستخدمها لشراء الفيول، فإن دورة عملها قابلة للانتهاء سريعاً، لذا يجب تأمين استقلالية المؤسسة عن المصرف المركزي، وهذا يتطلب أن تكون قادرة على جباية الفواتير بالدولار، أو أن يُسمح لها بأن تشتري بالليرات التي تجمعها دولارات تستخدمها لسداد ثمن الفيول، مما يعني انّ الخيار المطروح هو أن نغرق مع مصرف لبنان، أو أن نكون قادرين على الاستقلال عنه في هذه المرحلة الصعبة».
جمود رئاسي وامتعاض كنسي من فرنسا
رئاسياً، تراجعت الحركة وبرز الجمود، في انتظار مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في ايلول المقبل الى بيروت، لكن ثمة اسئلة تطرح حول ما سيحمل المسؤول الفرنسي في جَعبته من طروحات؟
وفي السياق، برز امتعاض كنسي ظهر بوضوح خلال العظة التي اطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم الاحد، خلال انتقاده الأسئلة التي وجّهها الموفد الفرنسي الى النواب، والتي اكدت استياءه من طريقة التعامل معهم ، ومن السياسة الفرنسية والتغيرات التي لحقت بها حيال الملف الرئاسي اللبناني.
في غضون، ذلك لم تنف مصادر كنسية لـ «الديار» كل ما قيل عن امتعاض بكركي، واشارت الى انّ فرنسا لطالما وقفت الى جانب لبنان، وكان دورها فعّالاً لكن اليوم الوضع مغاير، وطروحاتها لا تتمشى مع بعض الافرقاء اللبنانيين، والمطلوب ان تؤدي الدور الايجابي الوسطي، مع ضرورة مطالبتها بإجراء جلسات انتخابية رئاسية مفتوحة، الى حين انتخاب الرئيس، وشددت المصادر الكنسية على إبقاء العلاقة جيدة ومتينة مع الفرنسيين، لكن نأمل منهم المساعدة في حل الازمة الرئاسية بطريقة توافقية.
المعارضة واهتزاز الثقة بفرنسا
وعلى الخط الفرنسي ايضاً، تشير المعلومات وفق ما قالت مصادر المعارضة لـ «الديار»: الى أنّ «لا حل في الاطار الرئاسي، ما دام الثنائي الشيعي متمسّكاً بدعم رئيس تيار «المردة « سليمان فرنجية للوصول الى بعبدا، مع الإصرار على تنفيذ مقولة او فرنجية او لا رئيس»، الامر الذي يؤكد فرض المرشح الذي يريدونه وهذا التحدّي لن نقبله، اذ سبق ودعينا الى الاتفاق على رئيس توافقي غير استفزازي لا يتبع اي فريق، فكيف يريدون الحوار ويفرضون مرشحهم على الجميع؟
ولفتت المصادر المعارضة الى انهم يستعدون لمواجهة لودريان سياسياً، «لكن ثقتنا لم تعد كما كانت بالفرنسيين، فقد اهتزت وخفّت، ونأمل ان تعود فرنسا الى سابق عهدها، اي الوقوف الى جانب لبنان».
وعن إمكان ان يحمل لودريان طرحاً جديداً يتوافق مع الاغلبية، نفت حدوث ذلك، مع إشارتها الى انّ صمت لودريان يحمل دلالات عديدة، من ضمنها انها الزيارة الاخيرة له الى لبنان، بالتزامن مع علاقة متوترة بينه والمعارضة، على أثر الرسالة التي بعثها الينا كنواب للرد على اسئلته خطياً، حول الرئيس والمواصفات التي يريدونها والبرنامج الطامحين اليه، فأتاه الجواب برفض المشاركة في اللقاء الحواري الذي دعا اليه في قصر صنوبر للمعنيين بالملف الرئاسي.
مصادرة بضائع «إسرائيلية» من السوق اللبنانية
في المستجدات، برز خبر عن وجود بضائع «اسرائيلية» في الاسواق اللبنانية، بعدما أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة، انه وبعد توافر معلومات لمديرية الاستعلام والمجموعة الخاصة في أمن الدولة، عن وجود بضائع من شركات «إسرائيلية»، تُسوَّق في عددٍ من المراكز التجارية في لبنان، قامت دوريّات من مديرية الاستعلام والمجموعة الخاصة وبالتنسيق مع المديريات الاقليمية لأمن الدولة، بعمليات دهم عديدة لمستودعات ومتاجر في المحافظات اللبنانية، الى جانب عملية دهم للمركز الرئيسي المستورد للبضاعة «الإسرائيلية»، فتمّت مصادرتها، وجرى استدعاء الأشخاص المعنيّين. وتمّ التحقيق معهم لمعرفة مصدر البضائع، وأُودِع الملف القضاء المختص لإجراء المقتضى القانوني.
زحمة مغادرين في المطار… ولا مكيفات!
ومن ضمن المشاهد المتكرّرة منذ مطلع الصيف، شهد مطار بيروت زحمة كبيرة للمسافرين المغادرين يوم امس، مع غياب التنظيم والمكيفات، بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق للحرارة في شهر آب اللهّاب، الامر الذي ادى الى فوضى عارمة والى انتشار صور عن تلك الزحمة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع هجومات على المسؤولين في المطار.
وتعليقاً على ذلك، أصدر وزير السياحة وليد نصار بياناً، ناشد فيه جميع المعنيين بموضوع مطار بيروت، لعقد اجتماع طارىء بهدف إيجاد حلول، سبق واقترحها نصار منذ ثلاثة أشهر، لاتخاذ بعض الخطوات الاستباقية لتأمين الإجراءات التي تسهّل، وتحترم حركة الوافدين كما المغادرين من والى مطار رفيق الحربري الدولي.
الأنباء عنونت: النفط بلا إصلاحات ليس حلاً سحرياً… والصندوق السيادي أكثر من ضرورة
وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: خطوة اقتصادية مهمّة خطاها لبنان أمس، مع إعلان شركة “توتال إنرجيز” وشركائها إطلاق العمليات الاستكشافية في البلوك رقم 9، للتنقيب عن الغاز والتحقّق من الكميات الموجودة في تلك الرقعة، وذلك في ظل توقعات بأن تكون المنطقة غنيّة بالثروات الطبيعية، عكس البلوك رقم 4 حيث غابت الكميات التجارية.
ومن المفترض أن تبدأ عمليات استخراج الغاز بعد انتهاء عمليات التنقيب عنه، في حال تم التأكّد من وجود كميات تجارية كافية، إلّا أن استفادة لبنان الاقتصادية في هذا الشأن بعيدة المدى، ولن تكون قبل سنوات حتى استخراج النقطة الأولى، ومن ثم إيجاد الأسواق التصريفية.
انطلاقاً من هذه النقطة، وعلى قدر أهمية بدء عمليات التنقيب ومن ثم الاستخراج، فإن ثمّة ضرورة على التشديد على فكرة أن الثروة الطبيعية في البحر لن تُشكّل الحل السحري للأزمة الاقتصادية في لبنان، وبالتالي فإن لا حل سوى بالعودة إلى الإصلاحات إلى أن يحين موعد الاستفادة من الغاز.
وبالحديث عن الاستفادة من الغاز، برز قلق اللبنانيين في الأيام الأخيرة لجهة كيفية استثمار عائدات الغاز، وخوفهم من أن ينسحب الفساد والمحسوبيات والسمسرات على الملف فتضيع الثروة الوطنية، ونسبةً لأهمية الموضوع، فإن إقرار الصندوق السيادي يجب أن يحتل المرتبة الأولى لجهة أولويات مجلس النواب.
في هذا الإطار، فإن مشروع قانون الصندوق السيادي جاهز وموجود على جدول أعمال مجلس النواب، وكان ضمن بنود الجلسة التشريعية الأخيرة التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه برّي ولكن تم تطيير نصابها، فلم يُقر القانون، إلّا أن ذلك لا يمنع من إعادة إدراجه كبند ضروري ومستعجل.
عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي والمتخصّصة في قوانين النفط والغاز لما حريز شدّدت على وجوب مواكبة بدء عمليات الاستكشاف في البئر رقم 9 بإقرار قانون الصندوق السيادي بشكل تام.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفتت حريز إلى أن مشروع القانون السيادي يجب أن يكون كاملاً وليس مجتزءاً، وبمعنى آخر، وجب إقرار مراسيمه التطبيقية في مجلس الوزراء، وثم تعيين مجلس الإدارة.
أما عن عمليات التنقيب الحاصلة، فقد كشفت حريز أن “نتيجة عمليات الاستكشاف التي تظهر بعد فترة تمتد بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وعند معرفة حجم الثروة الغازية، إما يُستكمل العمل بالبلوك رقم 9 أو يتوقف”.
إلى ذلك، فإن الجمود السياسي في البلد على حاله، ولا زال المعنيون بالملف الرئاسي في “عطلة صيفية” حتى موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وكأن اللبنانيين يمتلكون ترف الوقت.
وفي حين تشخص الأنظار الى الحوار القائم بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله”، وما إذا كان جبران باسيل سيقتنع بترشيح سليمان فرنجية، علمت جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “الأجواء ليست إيجابية كما يُشاع، و”حزب الله” ليس في وارد القبول بطلبات باسيل، خصوصاً في ما يتعلّق باللامركزية المالية، ثم أن باسيل بعيد عن دعم فرنجية”.
في المحصّلة، من الضروري رفع نسبة الوعي حول ملف الغاز وعدم السماح بتضليل الرأي العام من خلال أوهام عائدات الغاز لغض الأنظار عن وجوب إجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية، وضرورة حماية الثروة الغازية وحقوق اللبنانيين من خلال قانون سيادي ينظّم عائدات الغاز وكيفية استثمارها.