قالت الصحف:الترسيم البحري على نار حامية لأخراجه من عنق الزجاجة
الحوار نيوز – خاص
موضوع واحد تناولته افتتاحيات بعض الصحف الصادرة اليوم ،وهو الترسيم البحري في ضوء الاقتراح الخطي الذي قدمه الوسيط الأميركي هوكشتاين لكل من لبنان وإسرائيل ،وسط موجة من التفاؤل بموافقة الطرفين على هذا الاقتراح وإخراجه من عنق الزجاجة.
- النهار عنونت: أخيراً اتفاق الترسيم… بتأكيدات شيا وبرّي ونصرالله!
وكتبت النهار تقول: لم يعد ثمّة شكّ في أنّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ماضٍ إلى نهايته الإيجابية في الأيام المقبلة وعلى الأرجح قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون علماً أنّ ثمة معطيات ترجّح “إبرام” الاتفاق في الناقورة في منتصف تشرين الأول الحالي. وليس ثمّة شكوك في أنّ الوساطة الحيوية التي اضطلع بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل حقّقت اختراقاً ديبلوماسيّاً كبيراً واستثنائيّاً في جدار ملف بهذا التعقيد فنجح هوكشتاين بعد أكثر من عشرة أعوام من الجولات المكوكية التي تناوب عليها موفدون أميركيّون، بدءاً من فريدريك هوف في إنجاز مشروع الاتفاق وتصوره التفصيلي الكامل الذي أرسله أمس بنسخ ثلاث إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي كان حلقة الوصل الأساسية مع الموفدين الأميركيين من هوف إلى هوكشتاين توصّلاً إلى وضع الاتفاق الإطاري للمفاوضات، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
أمّا التطور الأشد تعبيراً الذي رافق تسلّم الرؤساء الثلاثة مسودة الاتفاق النهائي، فبرز في أنّ الإعلان عن مؤشّرات التوصّل إلى نهاية إيجابية جاء تباعاً على السنة كل السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي زفّت البشرى من عين التينة تحديداً، والرئيس برّي ومن ثم على لسان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله نفسه وذلك استباقاً لموقف رئيس الجمهورية، علماً أنّ ثمة اتجاهاً لعقد اجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا الأسبوع الطالع لإعلان الموقف الرسمي الجامع من مسودة الاتفاق.
وكان الرؤساء عون وميقاتي وبرّي تسلّموا تباعاً أمس من سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي جالت عليهم، رسالة خطية من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.واثر تسلمها، اتصل الرئيس عون برئيس المجلس ورئيس حكومة تصريف الأعمال وتشاور معهما في عرض هوكشتاين وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن.
وفي حين لم تصرّح شيا بعد زيارتيها للرئيسين عون وميقاتي، أعلنت أثناء مغادرتها عين التينة أنّ “الأمور تبدو ايجابية جداً”.
وبدوره، أكد برّي لاحقاً بعد استقباله شيا أنّ “مسودة الاتفاق النهائي حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل إيجابية”، معتبراً أنّ “المسودة تلبّي مبدئياً المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير اللاتفاق البحري على الحدود البرية”. وعمّا إذا كان المضمون “قمحة أو شعيرة” كما يقول المثل اللبناني، قال برّي ضاحكاً في حديث عبر “الشرق الأوسط” “مبدئيّاً قمحة”. وقال إنّ الاتفاق مؤلف من 10 صفحات وباللغة الإنكليزية ويستلزم درساً قبل إعطاء الرد النهائي عليه، مشيراً إلى أنه ورئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يدرسون مع مساعديهم وتحديد الملاحظات عليه – إن وُجِدت – على أن يتم بعدها التشاور بينهم قبل تقديم الرد. وجزم برّي بأنّ الاتفاق سوف يتم توقيعه عند حصوله في الناقورة عند نقطة الحدود وفقاً لاتفاق الإطار الذي كان توصّل إليه مع الأميركيين العام الماضي.
وعصراً، تطرّق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى هذا التطوّر، في كلمة ألقاها في احتفال تكريمي للعلامة الراحل السيد محمد علي الأمين في بلدة شقرا في الجنوب، فقال: “في موضوع الحدود البحرية وحقوق النفط والغاز، بعد أشهر من الجهد والنضال السياسي والميداني والإعلامي، شاهدنا اليوم أنّ الرؤساء تسلّموا النص المكتوب من الجهة الوسيطة”. وتابع: “كنت أردّد دائماً أنّ الدولة هي التي تأخذ القرار المناسب الذي تراه لمصلحة لبنان ونحن امام ايام حاسمة في هذا الملف”.
وأضاف: “سيتضح خلال الايام المقبلة ما هو موقف الدولة اللبنانية ونحن نأمل ان تكون خواتيم الامور جيدة وطيبة للبنان واللبنانيين جميعاً”، موضحاً أنّه “إذا كانت النتيجة طيبة، فإنّ ذلك سيفتح آفاقاً جديدة وطيبة للبنانيين ان شاء الله وهذا سيكون نتاج التعاون والتضامن الوطني”.
وفي موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، قال نصرالله إنّ “الجلسة كانت مهمة وأظهرت أنّ الأغلبية النيابية ليست لدى فريق سياسي واحد وأكدت أنّ من يريد رئيس جديد للجمهورية أن يبتعد عن التحدي ورؤساء تحدي”، مضيفاً أنّ “نتيجة الجلسة تؤكد ضرورة التشاور بين القوى السياسية ليكون لدينا رئيس بأقرب وقت”. وتابع قائلاً: “في الملف الحكومي، الوقت يضيق ونأمل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة سواء تم انتخاب رئيس جديد أو لا ضمن المهلة الدستورية”.
وأفادت معلومات أنّ مقترح هوكشتاين، الذي يقع في عشر صفحات، يتضمّن أرقاماً وإحداثيات تقنية تحتاج إلى فريق تقني ومهندسين لشرح مضمونها قبل تقديم الرد الرسمي اللبناني عليها، وقد أحيلت نسخة منه إلى قيادة الجيش لدراسته. وأفيد أنّ المقترح يتضمّن فصلاً تامّاً بين الترسيم البحري والبري وإقراراً بعدم انسحاب أيّ نقطة بحرية يُتّفق عليها على أيّ نقطة برية قد تؤثر على ترسيم الحدود البرية لاحقاً.
وأفادت معلومات قناة “المنار” أنّ “المقترح الأميركي يراعي التعديلات التي طلبها لبنان، إضافة إلى تلبية مطلب لبنان بخطّ 23 وحقل قانا كاملاً، والتزام فرنسي من شركة “توتال” ببدء التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية فور توقيع اتفاق الترسيم”.
وأكدت المعلومات المتابعة للملفّ أنّ “تصوّر هوكشتاين مُخصّص للترسيم البحري حصراً لا البرّي”، بانتظار الجواب من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على أن يتمّ توقيع الاتفاق في الناقورة، برعاية أميركية وأممية، فـ”لبنان لا يعترف بإسرائيل ولن يكون أمام اتفاق مباشر”.
من جهتها، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر رسمية لبنانية أنّ “العرض الأميركي لم يلحظ وجود منطقة أمنية بحرية عازلة”.
وأضافت المصادر اللبنانية أنّ “العرض الأميركي يخضع حاليّاً لدراسة بنوده القانونية وإحداثياته التقنية، ويجري التأكد من عدم وجود ثغرات قانونية وتقنية تؤثر سلباً على حقوق لبنان”.
وفي تطورات ملف الرئاسيات، أعلنت امس وزارة الخارجية الفرنسية أنّه من المهم أن ينتخب لبنان رئيساً جديداً للبلاد قبل 31 تشرين الأوّل، وهو موعد انتهاء فترة حكم الرئيس الحالي ميشال عون. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: “يتعيّن أن يكون القادة اللبنانيون على مستوى الحدث، الأمر الذي يتطلب الاتحاد واتخاذ الإجراءات الضرورية لإنهاء الأزمة”.
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال جولة برفقة المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، على مزارعي التفاح في معرض أُقيم في منطقة الديمان في الشمال: “يجب انتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 تشرين يعيد الثقة للبنانيين وللمجتمع الدولي والعربي”.وتابع: “أرفض فرضية الفراغ وسيكون هناك أحسن رئيس”. وفي موقف آخر اطلقه خلال وضعه ووزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، الحجر الأساس لمشروع “وادي الاحاسيس” في قرية بدر حسون البيئية (خان الصابون) في منطقة ضهر العين الكورة، تمنى الراعي “انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وأن يستعيد لبنان جماليته وصيته الحسن في العالم، وكلنا يقين بأننا سنجتاز المحنة والغيوم السوداء. ثروتنا في عقولنا وفكرنا وابداعنا وهذه شهادة سمعناها من القارات الخمس. خلال لقاءاتنا الكل يثبت بأن الشعب اللبناني، مسلمين ومسيحيين خلاق “.
وقبيل اطلالة نصرالله عصراً، كان نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قد أكد أنّه “لا مجال، لان يصل إلى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي من صنع السفارات، فهناك نواب صادقون الى جانب نواب آخرين في المرصاد لمن يؤدي إلى هذا العبث”.ودعا إلى “التوافق إذا أمكن، من أجل أن نأتي برئيس على مستوى المرحلة، حيث لا تنفع التحديات والعراضات بتحدي الشعب، فهؤلاء الذين صمدوا لم يخضعوا لأحد في العالم، لذلك لن يخضعوا لسفاراتكم أو إلى الأوامر التي تعطيكم إياها هذه السفارات”.
- الديار عنونت: لبنان تسلّم مشروع اتفاق الترسيم بالحبر الاميركي ولقاء رئاسي للحسم الاسبوع المقبل
الاتفاق على الحكومة يتأخر اسبوعاً آخر… وحديث عون عن المناورة يُغضب ميقاتي
وكتبت الديار تقول: وصل ملف ترسيم الحدود البحرية الى نقطة الحسم بعد ان جالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا امس على الرؤساء عون وبري وميقاتي وسلمتهم نسخات عن الرسالة الخطية او مسودة الاتفاق التي اعدها الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين بعد جولته الاخيرة وملاحظــات العدو الاسرائيلي.
وفيما حرصت مصادر الرؤساء الثلاثة التريث في اعطاء انطباع او موقف حاسم وفوري من هذا التقرير او المشروع الذي تضمن عشر صفحات بانتظار درسه، وصفت السفيرة الاميركية بعد زيارتها الرئيس بري الجو المتعلق برسالة هوكشتاين بانه ايجابي جدا.
وبدت اجواء الرؤساء الثلاثة تميل الى التفاؤل رغم حرصهم على درس تفاصيل الاوراق العشر. ونقل عن الرئيس بري قوله ان ما ارسله هوكشتاين ايجابي مبدئيا واصفا النص بشكل عام بالقمحة مبدئيا، لكنه حرص على القول بان الرد المقفل النهائي يحتاج الى درس دقيق للنص الذي ورد باللغة الانكليزية.
وبغض النظر عن المقياس الاميــركي فان مصدرا لبــنانـيا مطلعا قال للديار بعد جولة السفيرة شيا ان تقــرير هوكشتاين طويل ومفصل وفيه احداثيات ونقاط عديدة ويحتاج الى دراسة على المســتوى التقني واللوجســتي وهذا سيكون موضع درس دقيق من الفريق اللبناني المختص ومن الضباط المكلفين من قيادة الجيش لدرس هذا الملف، هذا الى جانب درسه في الاطار السياسي والشكل العام.
وتوقع المصدر ان يعقد الاسبوع المقبل في قصر بعبدا لقاء بين الرؤساء عون وبري وميقاتي لبحث هذا الموضوع واتخاذ الموقف الرسمي اللبناني المناسب.
وفي حال اخذت الامور المنحى الايجابي فان الخطوة التــالية الحاسمة والنهائية ستكون بعد الانتقال الى الناقورة بلورة اتفاق الترسيم وتاكيده بمشاركة ورعاية الامم المتحدة.
وذكرت معلومات اخرى ان الاتفاق النهائي ربما يبلغ لبنان الامم المتحدة الموافقة عليه بشكل رسمي، وكذلك يفعل الكيان الاسرائيلي.
ووفقا للمعلومات التي توافرت ايضا فان نسخة الاتفاق المقترح تفصل بين الحدود البــحرية والحدود البرية وتتجــنب الغوص في النقاط البرية التي اثيرت مؤخرا او فــي ما يتعلق بالشواطىء. وركز التقرير الخطي على الحــدود البحرية ونطاق المنطقة الخالصة البحرية للبنان ولفلسطين المحتلة وعلى ابار النفط والغاز والحقول النفطية.
نصرالله: ايام حاسمة للملف
وفي كلمة له في حفل تكريم العلامة السيد محمد علي الامين وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تسلم الرؤساء النص الخطي لاقــتراح هوكشــتاين لمعــالجة ملف ترسيم الحدود البحرية بانها «خطوة مهمة جدا».
وقال « بعد هذه الاشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والاعلامي شاهدنا اليوم تسلم الرؤساء الثلاثة النص المكتوب المقترح لمعالجة ملف الترسيم… هذه خطوة مهمة جدا واهمية ما جاء انها نص مكتوب مقدم من الجهة الوسيطة…
وكنت اقول منذ بدء فتح الملف واردد ان هذه وظيفة ومسؤولية الدولة والمسؤولين والرؤساء، وهم يأخذون القرارات التي يرونها مناسبة. اننا امام ايام حاسمة في هذا الملف، هذا الاسبوع لدرس النص المقترح، وسيتضح في الايام القليلة ما هو الموقف الذي سيتخذونه، ونأمل ان تكون خواتيم الامور جيدة وطيبة للبنان واللبنانيين، وهذا سيفتح آفاقا كبيرة واعدة جدا انشاء الله، وكما قلت ان هذا الخيار هو الخيار المتاح. لماذا انتظار المساعدات والقروض من هن وهناك على قارعة الطريق وكنزنا في جوارنا في البحر وقادرون على استخراجه».
واضاف « اذا وصل الملف الى النتيجة المطلوبة فهذا نتاج الوحدة والتعاون والتضامن الوطني، مع العلم ان هناك من لا يريد ان « يظبط» الموضوع لانهم بينظرون اليه من منظار حزبي».
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي اعتبر نصرالله ان عقد جلسة انتخاب الرئيس «كان امرا مهما، واكدت الجلسة ما قلناه بعد الانتخابات النيابية والمجريات بعدها من انتخاب رئيس المجلس ونائب الرئيس وايضا الاقتراع الخميس انه لا يوجد تحالف سياسي يملك الاغلبية في المجلس، وهناك قوى يمكن ان تشكل اغلبية على الحبة او الموضوع… كما اكدت الجلسة ان من يريد حقيقة انتخاب رئيس جمهورية يجب ان يبتعد عن منطق التحدي ورؤساء التحدي. ففي ظل التطورات العالمية الكبرى كيف ناتي برئيس يتحدى جزءا كبيرا من الشعب اللبناني يؤيد المقاومة وخيارها؟ وكيف نبني بلدا برئيس تحدي؟ عندما نتكلم عن رئيس تحدي يعني اننا نحكي بتخريب البلد».
وبالنسبة للملف الحكومي نبه نصرالله الى ان الوقت بدأ يضيق، وقال نامل في الايام القليلة المقبلة ان تشكل حكومة جديدة.
الملف الحكومي
وفي الملف الحكومي، نقل مصدر مطلع لـ «الديار» عن مرجع بارز قوله ان هذا الملف ما زال يتأرجح بين الهبة الباردة والهبة الساخنة ، لكنه اضاف ان هناك جهودا تجري بوتيرة عالية للدفع باتجاه تاليف الحكومة في غضون الاسبوع المقبل.
ولفت المصدر الى ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ساهمت في فتح الباب مجددا لتحريك الملف الحكومي، لكن حصل في اليومين الاخيرين بعض التلبد في الاجواء وانزعاج وغضب الرئيس ميقاتي من تصريح الرئيس عون الاخير وحديثه عن ان البعض ما زال يناور.
وعلمت الديار امس ان حزب الله سيبذل المزيد من الجهد بالتعاون مع الرئيس بري لتقريب وجهات النظر بين عون وميقاتي والاتفاق على التعديلات التي ستطاول اسماء بعض الوزراء من الحكومة الحالية ومنهم وزير المهجرين الدرزي ووزير الاقتصاد السني بالاضافة ربما الى وزير الشؤون الاجتماعية ونائب رئيس الحكومة.
وتوقعت ان يســاهم اللقاء الثلاثي الرئاسي المرتقــب فــي بعـبدا في تقريب تاليف الحكــومة الجديدة وولادتهــا.
الاستحقاق الرئاسي
على صعيد الاستحقاق الرئاسي توقعت مصادر نيابية مطلعة لـ «الديار» ان يعقد مجلس النواب جلستين في غضون هذا الشهر قبل نهاية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، واحدة قبل الايام العشرة الاخيرة التي يصبح فيها المجلس بحــالة انعــقاد وثانية خلال هذه الفترة.
واضافت ان جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس الماضي شكلت محطة مهمة لتحريك الاستحقاق بوتيرة ناشطة، لكن من الصعب جدا معرفة ما اذا كان انتخاب الرئيس الجديد سيحصل في المهلة الدستورية ام لا.
وامس اعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي رفضه التام للفراغ الرئاسي، موكدا ان هناك رئيسا جديدا للجمهورية قبل ٣١ تشرين الاول الجاري.
وقال انه يجب انتخاب رئيس جديد للجــمهورية قبل هــذا الموعد يعيد الثقة للبنانيين وللمجتمع الدولي والــعربي.
وفي احتفال تربوي قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم « ان لا مجال لان يصل الى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي من صنع السفارات، فهناك نواب صادقون الى جانب آخرين يقفون بالمرصاد لمن يؤدي الى هذا العبث. لذلك ندعو الى التوافق اذا امكن من اجل ان ناتي برئيس على مستوى المرحلة حيث لا تنفع التحديات والعراضات بتحدي الشعب».
ولفت في مجال آخر الى انه « لولا المقاومة لما حصلنا على مياهنا الاقليمية وثرواتنا النفطية وغازنا، وكل ما يتحقق اليوم هو ببركة المقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وتضحيات الناس والمجاهدين، ولولا ذلك لاصبح لبنان مزرعة للسفارات وجماعة السفارات».
موقف فرنسي
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي دعت باريس الى انتخاب رئيس جديد في لبنان قبل ٣١ تشرين الاول، وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية انه « من المهم ان ينتخب لبنان رئيسا جديدا للبلاد قبل ٣١ تشرين الاول «. واشار الى انه « يتعين ان يكون القادة اللبنانيون على مستوى الحدث، الامر الذي يتطلب الاتحاد واتخاذ الاجراءات الضرورية لانهاء الازمة».
وسألت الديار مصدرا مطلعا ما اذا كان سياتي وفد رســمي فرنسي للمساعدة في الاستحقاق الرئاسي فاجاب « لم تتبلغ الجهات الرسمية اللبنانية بمثل هذه الزيارة. هناك حركة ناشطة لوفود فرنسية برلمانية واقتصــادية لمتــابعة الوضع اللبناني، لكن لا يوجد حتى الان معلومات عن زيارة على مستوى وفد حكومي او رئاسي فرنسي للبنان تتعلق بالاستحقاق الرئاسي.وعلى كل حال فان السفيرة الفرنسية تتابع هذا الموضوع بشكل دائم وهي مكلفة الى جانب مهامها الدبلوماسية بهذه المهمة في الوقت الحــاضر».
- الأنباء عنونت: اتفاق الترسيم يسابق المواعيد… ومحاذير من القطب المخفية
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: أخيراً وبعد طول انتظار، سلّمت السفيرة الأميركية دوروثي شيا مسودة ترسيم الحدود البحرية إلى رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، التي أعدّها الوسيط الأميركي في المفاوضات آموس هوكشتاين، ومن دون أن تتضح الأسباب التي جعلته يعدل عن زيارة لبنان وتكليف السفيرة بهذه المهمة. وعلى الأثر اتصل الرئيس عون بالرئيسين بري وميقاتي وتم الاتفاق على لقاء موسّع يُعقد في بعبدا الأسبوع المقبل لدراسة الرد اللبناني على الاتفاق.
مصادر متابعة لملف الترسيم أوضحت أن هناك آراءً متعددة حيال الرسالة، فثمة رأي يقول أنه يجب اعتماد طريقة المثل اللبناني “خذ وطالب”، ورأي آخر يدعو الى رفض الاتفاق رفضاً كلياً حتى ولو اقتضى الأمر التلويح بالانسحاب من المفاوضات لأنها تحرم لبنان الكثير من ثروته في النفط والغاز. وأصحاب هذا الرأي يعتبرون ان الخط الأحمر الموجود على الخارطة لا يلحظ بتاتاً الخط ٢٣ وهو الحد الفاصل في موضوع الترسيم المائي بين لبنان واسرائيل. فيما هناك رأي ثالث يقول إن توقيت كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن الترسيم بهذه الطريقة الهادئة وتخليه عن لغة التهديد والوعيد يعني ان هذا الملف مرتبط برفع الحظر عن بيع النفط الايراني.
في المقابل، توقعت المصادر أن يوقّع الرؤساء الثلاثة على المقترح الأميركي من دون تسجيل اعتراضات، لأن خطورة الوضع الاقتصادي تفرض عليهم المضي بموضوع الترسيم لاعتقادهم أنه يساعد بحل الأزمة.
إزاء هذه الآراء ومدى صوابيتها في ملامسة التشعبات التي يتشكل منها هذا الملف، وبعيداً عن الاصطفاف السياسي والاستنتاجات الخاطئة، فإن للحزب التقدمي الاشتراكي موقفاً واضحاً بهذا الخصوص وللقرار الذي يجب اتخاذه. وقد اعتبرت عضو مجلس القيادة في “التقدمي” والمتخصصة بقوانين النفط والغاز لما حريز في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “ما يهمّ لبنان من هذا الموضوع هو ألا يكون هناك قطب مخفية في الورقة المرسلة إلينا، وأن نتوصل جدياً الى ترسيم الحدود وأن تعود شركة توتال لمباشرة عملها في البلوك رقم ٩ وما يليه بالبلوك رقم ٨، وأن نستطيع أن نستثمر ثروتنا بأسرع وقت”، مشددة على ان “الترسيم ليس عملية حسابية إنما هناك اتفاقيات ومصالح بين الدول، ومصلحتنا كلبنانيين أن نتوصل الى الاتفاق ونبدأ بعملية التحضير التي قد تستغرق أشهراً عدة للبدء بعملية التنقيب، فليس لدى الطرفين أي لبنان واسرائيل إلا القبول بالترسيم لأن خيار الحرب مكلف”.
حريز توقعت ذهاب لبنان الى الترسيم، “شرط ألا يكون هناك قطب مخفية”، متحدثة عن ثلاث نقاط لإنجاح العملية وهي، أن “تعيد توتال مباشرة أعمال الاستكشاف، البدء بالتحضير لكيفية تسويق النفط والغاز وأخذ المبادرة من منتدى الغاز الشرق أوسطي الذي يضم مصر وإسرائيل وفلسطين وقبرص وفرنسا وأميركا”.
ورداً على سؤال أوضحت حريز أن الترسيم يبدأ من المياه من النقطة B1 وهي آخر نقطة على البر بين لبنان بين فلسطين المحتلة ولذلك فصلوا الترسيم البحري عن البري وبدأوا من المياه.
لن يكون أمام لبنان الكثير من الوقت ليردّ على المقترح الأميركي، ولا يبدو أن الرئاسات الثلاثة ستكون أقلّ استعجالاً، مع الإشارة الى ان اسرائيل ستبدأ استخراج الغاز في 15 تشرين الأول ويبدو أن هذا الموعد سيكون حاسماً وربما يسبقه التوقيع على الاتفاق اذا ما سارت الامور بالايجابية نفسها التي تحدثت عنها السفيرة الأميركية من عين التينة أمس.