قالت الصحف:الاوضاع بين الانقسام السياسي والانتظار
الحوار نيوز – صحف
ما تزال الاوضاع الداخلية تتأرجح بين الانقسام السياسي والانتظار لما ستحمله المبادرات الخارجية ،لا سيما الفرنسية منها التي يبدو انها تترنح من دون اي تقدم.
الصحف الصادرة اليوم تناولت هذه الاوضاع ومواقف الرئيس الفرنسي والسيد نصر الله.
النهار عنونت :ماكرون يصوب وساطته بابراز التدخل الايراني
وكتبت صحيفة “النهار”: فيما يسود ترقب حذر لنتيجة المواجهة التي يخوضها لبنان الرسمي حيال الصيغة التي سيصدر بموجبها قرار التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل الخميس المقبل ، والتي تشكل فرنسا محور الاتصالات والمشاورات الجارية بين الوفد اللبناني والدول الأساسية المعنية ، اعاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاعتبار المباشر للدور الذي تمارسه بلاده في الازمة الرئاسية اللبنانية بما عكس إصراره علي معاندة العوامل التي تسببت بتعثر واخفاق الوساطة السابقة التي قامت بها فرنسا وإبراز تصميمه على الدفع بمهمة موفده الشخصي الى لبنان جان ايف لودريان . ولعل الأهم من تخصيص الرئيس الفرنسي لبنان بفقرة خاصة من خطابه امس امام السفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم برز عبر “تخصيصه” ايران تحديدا بتوجيه سهام الاتهام الضمني والعلني اليها باعاقة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد في لبنان من خلال “تدخلها” فيه بما يشكل تطورا بارزا للغاية ولو ان هذا الاتهام جاء مكملا لتشكيك ماكرون في جدية التسوية بين ايران والمملكة العربية السعودية . وفي أي حال فان ابراز ماكرون التدخل الإيراني في لبنان وسط استعدادات موفده لودريان للعودة في زيارته الثالثة الى بيروت بعد تعيينه موفدا شخصيا لماكرون اكتسب دلالات جديدة من شأنها ان تشق مسارا مختلفا ولو غامضا اذ يتعين رصد رد الفعل الإيراني على موقف ماكرون اقله من خلال ما سيعلنه “حزب الله” او ما قد يتخذه من اتجاهات جديدة قبيل او خلال وجود لودريان مجددا في بيروت . اذ لم يخف في اعتقاد المواكبين عن كثب لتطورات الدور الفرنسي تأثير “انضواء” فرنسا ضمن المسار الذي رسمه اجتماع المجموعة الخماسية في الدوحة والذي شكل تطورا معاكسا الى حدود واسعة للمنحى المتفرد الذي كان يطبع الوساطة الفرنسية حيال الازمة الرئاسية من خلال تبنيها ترشيح سليمان فرنجية . ولعل استباق ماكرون امس لعودة موفده الى بيروت باشارته اللافتة الى التدخل الإيراني كانت العلامة الفارقة التي تعكس تبدلا ولو نسبيا في المقاربة الفرنسية .
وكان الرئيس ماكرون في خطابه صباح امس بمناسبة افتتاح مؤتمر السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم أعرب عن شكره للوزير السابق جان ايف لودريان للمهمة التي يقودها بطلب منه ورئيسة الوزراء منذ اشهر املا “ان يتوصل الى مسار سياسي على المدى القصير”. واضاف انه “يعتقد ان احد العناصر الاساسية لهذا الحل السياسي في لبنان سيمر من خلال توضيح موضوع التدخل الايراني في لبنان بالتاكيد.”
وفي هذا السياق كشف مصدر فرنسي رفيع ل”النهار” ان لودريان سيصل الى بيروت في 11 أيلول المقبل . وقال المصدر ان الاسئلة التي وجهها لودريان في رسالته الى النواب هي تثبيت رسمي لمواقف النواب حول معلومات سبق ان حصل عليها لودريان . واعرب مسؤول فرنسي رفيع آخر عن قناعته بان “فرنسا ستنجح في مسارها في لبنان وانه سيتم انتخاب رئيس” . الى ذلك سألت “النهار” المسؤول عن تمني الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه امام السفراء الفرنسيين في العالم توقف ايران عن زعزعة استقرار الامن في المنطقة واذا كان يعتقد ان ايران قد تتوقف عن ذلك في لبنان فقال المسؤول بصراحة انه “لا يعتقد انها ستتوقف عن ذلك في لبنان” .
الى ذلك أفادت معلومات ان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يصل الى بيروت غدا الأربعاء في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. وأشارت المعلومات الى ان زيارته محصورة بموضوع الحدود البرية وهو قد يزور الجنوب حيث يطلع على عمل منصة الحفر في البلوك رقم 9″.
نصرالله
وفي غضون ذلك تحدث الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الذكرى السادسة لتعزيز الجرود الشرقية فاعتبر ان : “التحرير الأول وانتصار تموز والتحرير الثاني والتحرير الثالث الذي بدأ قبل أيام في موضوع التنقيب في البلوك رقم (9) كل ذلك نتيجة معادلة جيش شعب مقاومة”، مشدداً على أن “المعادلة الاستراتيجية الوطنية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة حققت انتصارات عظيمة”. وحول التهديدات الإسرائيلية الأخيرة حذر من أن “اي إغتيال على الأراضي اللبنانية سيكون له رد فعل قوي ولن نسمح ان تفتح هذه الساحة من جديد”،
وفي الملف اللبناني، لفت نصرالله، الى أنهم “يريدون من قوات “اليونيفيل” أن تعمل عند الاسرائيلي وجواسيس عندهم، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس ان تصل المطلوب ان تقوم بذلك كاميرات اليونيفيل، ومشكورة الحكومة اللبنانية لسعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك بدون تنسيق واذن”. وأضاف “الناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية” . وفي الملف الرئاسي، قال نصرالله: “جاهزون للحوار في الملف الرئاسي بعكس بعض الأطراف الأخرى التي ترفضُ ذلك” مشيرًا إلى أن “هناك أطرافا لبنانية تستقوي على الفرنسيين بموضوع الحوار ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟” .وتابع: “لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا ولا نخاف من الحوار وجاهزون له طبعاً لا نتسوّل الحوار من أحد . يقولون إنهم يريدون رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله لا دولة لحل مشاكل الناس وأقول لهم “إذا كان فيكم ما تقصروا” وأضاف: “الحوار الوحيد المفتوح في البلد ويمكن ان يعوّل عليه هو حوار حزب الله والتيار الوطني الحر ونحن في حوار مع التيار بالنيابة عن حزب الله وليس عن بقية حلفائنا والأصدقاء”. وأردف:”لا أمارس حرباً نفسية على اللبنانيين ولا أهول عليهم وإنما أقول لهم الحقائق التي يعمل عليها البعض ونعم هناك جهات تدفع البلد إلى حرب أهلية والشواهد على ذلك كثيرة “.
سلامة مجددا
في جانب آخر بارز من المشهد الداخلي تتجه الأنظار اليوم الى قصر العدل في بيروت حيث يفترض ان يمثل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة امام التحقيق مجددا . ولوحظ عشية موعد مثوله تعليق ورقة على مدخل دائرة الهيئة الاتهامية في بيروت ممهورة بخاتم رسمي لوزارة العدل هي اشعار بتبليغ سلامة لصقا قررته هذه الهيئة يوم الجمعة الماضي بعد تعذر تبليغ سلامة شخصيا
لقرارها . وهو الانذار الاخير بوجوب حضور المدعى عليه امام الهيئة الاتهامية المقرر اليوم الثلثاء الساعة 11 قبل الظهر إيذانا بإتخاذ اجراءات بحق الحاكم السابق في حال حضوره اوعدم حضوره . وساد اعتقاد بان سلامة لن يحضر الى الموعد المضروب إنطلاقا من اعتبار انه لو اراد الحضور لكانت اوراق تبليغه عادت ممهورة بتوقيعه بعد اعلامه شخصيا بوجوب مثوله ، الامر الذي لم يحصل وهو ما يستتبع حكما صدور مذكرة غيابية بتوقيفه . ولكن معلومات إعلامية رجحت مساء ان سلامة سيحضر اليوم الى جلسة التحقيق معه .
توصيات المال
وفي سياق متصل عقدت لجنة المال والموازنة امس جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان خصصت لمناقشة التقرير الأولي للتدقيق الجنائي لشركة الفاريز ومارسال وانتهت الى اصدار مجموعة توصيات ابرزها :
– استكمال التدقيق الجنائي على الجوانب التي ذكرها التقرير ولكن لم يصل فيها الى خلاصات واضحة، الفجوة المالية والحوكمة لتمكين المجلس النيابي من السير بموضوع القوانين المطروحة المتصلة بالودائع.
– مواكبة عمل القضاء وتوفير الامكانات التقنية والمادية له وان لا تشكل مبرّرا لعدم الوصول الى تحديد المسؤوليات والمحاسبة مما حصل حتى الآن بالتدقيق البرلماني الذي أجرته اللجنة منذ 2010 واحيل بنتيجته تقرير بـ27 مليار دولار الى ديوان المحاسبة.
– التدقيق في حسابات المصارف والدولة بكل قطاعاتها وذلك لاستكمال مسار اقرار قانون اعادة التوازن المالي واعادة هيكلة المصارف.
– الدعوة لاجتماع الاسبوع المقبل بحضور الحاكم بالإنابة بموضوع القانونين المذكورين علماً أنّ إعادة الهيكلة سحبته الحكومة لتناقشه مع صندوق النقد ولها ملاحظات عليه.
الأخبار عنونت: نصرالله: أيّ عمل إسرائيلي في لبنان سنردّ عليه بقوة
وكتبت صحيفة “الأخبار”: قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن هناك من يريد من قوات اليونيفل “أن تعمل عند الإسرائيلي وجواسيس له، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسّس أن تصل، المطلوب أن تقوم بذلك كاميرات اليونيفل”. وأضاف أن الحكومة اللبنانية “مشكورة في سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفل للتحرك بدون تنسيق وإذن، ونشدّ على أيديها ونأمل أن تُوفق لإجراء هذا التعديل”. ورأى، في خطاب أمس لمناسبة ذكرى التحرير الثاني، أن “إجراء هذا التعديل له علاقة بالكرامة، وإلا فإنه سيبقى حبراً على ورق”، مشدّداً على أن “الناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية”.
وحول الملف الرئاسي اللبناني، أشار السيد نصرالله إلى إعلان جهة أساسية رفض الحوار، متسائلاً: “هل نأتي بهم إلى الحوار بالقوة؟”، مؤكداً “أننا لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا ولا نخاف من الحوار وجاهزون له، لكن طبعاً لا نتسوّل الحوار من أحد”. وأضاف: “الآن يستقوون على الفرنسيين. ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرّأون على ذلك؟”. وأضاف: “يقولون نريد رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله، ولا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع (…) أنتم تخدمون هدف إسرائيل المعلن التي لا تريد استقلالاً لهذا البلد والأميركي والإسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله، فأقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان إلى حرب أهلية”.
وعن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، اعتبر السيد نصرالله أنه “بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، إذ إننا نعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سوياً”. وأكّد “أننا أمام نقاش جدّي وعميق مع التيار الوطني الحر ويحتاج إلى بعض الوقت، وقد عُرض علينا موضوع اللامركزية الإدارية والمالية، وإذا اتفقنا على مسوّدة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء”.
من جهة أخرى، أكّد الأمين العام لحزب الله أن “أي اغتيال إسرائيلي على الأرض اللبنانية يطاول لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سورياً أو إلى أي تابعية، سيكون له رد فعل قوي، ولا يمكن السكوت عنه ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات”. ودعا العدو الإسرائيلي إلى الاعتراف بأنه “في مأزق وجودي، ولن يجد حلولاً مهما اجتمعت قيادته، ولو استشاروا كل خبراء العالم لن يستطيعوا الخروج من مأزقهم. والحل الوحيد أمام كيان العدو هو ترك فلسطين لشعبها وأهلها وأصحابها، وإلا فالقتال سيتواصل جيلاً بعد جيل”.
وعن الوضع في الضفة الغربية قال السيد نصرالله إن العدو الإسرائيلي أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية هرب إلى اتهام إيران وتصوير أن ما يحصل هناك هو خطة إيرانية وأن الفلسطينيين هم أدوات، وأكّد أن المقاومة في الضفة الغربية هي “إرادة فلسطينية بحتٌ، والشعب الفلسطيني يقاتلهم منذ 75 عاماً، أي قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران. والصهاينة يريدون أن يتنكّروا لحقيقة أن هناك شعباً فلسطينياً له الحق في الوجود والحياة العزيزة والكريمة وحق استعادة أرضه ومقدّساته”.
وحول ما يجري في سوريا، اعتبر نصرالله أن “هناك مشروعاً أميركياً استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الإقليمية التي ساندتها، بينما القائد الفعلي منذ اليوم الأول للحرب على سوريا كان الأميركي باعتراف السفير الأميركي في دمشق. وكان التكفيريون المسلحون مجرد أدوات غبية في المشروع الأميركي، وبحجة داعش عادت القوات الأميركية إلى العراق، وبحجّتها دخلت لتحتل شرق الفرات”. ودعا الشعب السوري إلى أن يتذكر البديل الذي كان يتحضّر له، ولفت إلى أنهم عندما وجدوا أن المشروع العسكري فشل وأن سوريا بدأت بالتعافي كان قانون قيصر والعقوبات التي فرضت حصاراً قاسياً.
وإذ أوضح أن أهم حقول النفط والغاز السورية موجودة شرقَ الفرات، والأميركيون ينهبونها كل يوم ويمنعون عودتها إلى الحكومة السورية، شدّد على أن “سوريا وحلفاءها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات لكنها منطقة محتلة من قبل القوات الأميركية، فالمعركة في شرق الفرات ليست مع قسد والقتال هناك قد يتحول إلى صراع إقليمي ودولي، فإذا أراد الأميركيون أن يقاتلوا بأنفسهم، أهلاً وسهلاً، وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغيّر كل المعادلات”، لافتاً إلى أن ما يُشاع عن أن الأميركيين يريدون إغلاق الحدود السورية العراقية هو “أوهام ولن يُسمح بذلك”.
الجمهورية عنونت: الحوار الرئاسي ضبابي.. الحزب والتيار: التوافق مستبعد.. برّي: الأولوية للرئاسة
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: على باب الشهر الحادي عشر من الفراغ في رئاسة الجمهورية، يتوسّل اللبنانيون جواباً عن سؤال يؤرقهم: ماذا يخبّىء شهر أيلول؟ وهل يمكن ان يحمل معه الترياق لهذا البلد المسموم في كلّ مفاصله، والدواء الشافي من هذا الاكتئاب الضارب جموع اللبنانيين؟
الحدث المنتظر في أيلول، هو الحوار الرئاسي الذي يسعى الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى اطلاقه بين المكونات السياسية، بتكليف من اللجنة الخماسية، كفرصة اخيرة للبنانيين لترتيب بيتهم الداخلي، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية. واللبنانيون يريدون ان يأتيهم جواب صادق وصريح لطالما انتظروه، يزفّ اليهم البشرى بأنّ لحظة الفرج قد دنت. لكن الحلم والتمني شيء والواقع شيء آخر فكل المؤشرات السابقة لهذا الحوار لا تَشي بأي بشرى سارة.
تجربة صعبة
على طريق الفرصة الاخيرة، سيصل الموفد الفرنسي قريباً الى بيروت في زيارة ثالثة خلال ثلاثة اشهر، لعل الثالثة تكون ثابتة، ولكنّه سيحطّ على ارض يابسة سياسيا، يعرفها جيدا، وعلى ما تقول مصادر فرنسية مواكبة له لـ”الجمهورية” فإنه “يدرك سلفا انه في هذه التجربة يخوض الصّعب، مع حقل واسع من التناقضات والانقسامات التي ساهمت في تعطيل الحياة السياسية في لبنان، ومنع انتخاب رئيس الجمهورية منذ ما يقارب السنة”.
هل يصلح العطار؟
واذا كانت المصادر الفرنسية المواكبة لمهمة لودريان تحاذر ان تقدم ايّ خلاصات مسبقة حول ما يمكن ان يفضي اليه “حوار ايلول” من شأنها أن تعكّر أجواء العملية الحواريّة قبل انطلاقها، الا انّ المقاربات السياسية في الداخل، لهذا الحوار، تتوزع بين ضفة اعتراضية لا ترى في هذا الحوار سوى تضييع للوقت، وبين ضفّة حذرة تقارب حوار أيلول كمحطة ضبابيّة، لا يجازف اي من اطراف هذه الضفة في افتراض ايجابيات تجافي الواقع. وضمن هذا السياق سألت “الجمهورية” مرجعا سياسيا عمّا يأمله من حوار لودريان، فقال ما حرفيته: “ما نأمله هو ان ينجح ويحقق توافقاً يخرق جدار التعطيل الرئاسي، ولكن هل يمكن للعطار ان يصلح في شهر ما افسده الدهر في بلد ملوّث سياسياً بعقليات تخطف انفاسه وبإرادات تسرّع خطاه نحو الهلاك، وتفاخر بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، واحباط كل محاولات اخراجه من أزمته”؟
بري: الأولوية للرئاسة
في موازاة هذا المشهد المربك سياسياً، والمفجوع اقتصاديا وماليا ومعيشيا وحياتيا، والمهدد امنيا وبكل عوامل الفوضى والفلتان، يبرز تحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من “أن الوقت يضيق امامنا اكثر فأكثر، وبالتالي لا بد من الخروج من دوامة التعطيل، والذهاب مباشرة الى التوافق على رئيس للجمهورية”.
وابلغ بري الى “الجمهورية” قوله “الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر. فلا اولوية تعلو او تتقدم على اولوية انتخاب الرئيس، وكل ما عدا ذلك من ملفات وقضايا، مؤجّل الى ما بعد اتمام هذا الاستحقاق”.
ولفت بري الى ان الحوار هو السبيل الوحيد لبناء المساحات المشتركة وفكفكة كل العقد، وقال: الخطأ الكبير الذي ارتكب بحق البلد هو رفض التلاقي والحوار. وانا على يقين اننا لو أجرَينا هذا الحوار في بدايات الفراغ الرئاسي، وجلسنا على الطاولة لأسبوع او عشرة ايام، لكنّا انتهينا من هذه المعمعة، ولم نصل الى ما وصلنا اليه، وكنا وفّرنا على البلد كل الذي حصل فيه من تداعيات وسلبيات”.
وردا على سؤال عن الطروحات الأخيرة، لا سيما ما يتصل باللامركزية الموسعة، اكتفى بري بالقول: انا اوافق على كل ما ينص عليه الدستور والطائف.
وردا على سؤال آخر، كرر بري تأكيد التمسك بالطائف وتطبيقه بحذافيره، مع انفتاحه على تطويره، وهذا التطوير لا يتم من طرف واحد، بل بالنقاش والحوار والتوافق والتفاهم، يعني ان الحوار هو الاساس اولاً وأخيراً.
واذا كان بري مطئمنا للامن الداخلي بشكل عام، حيث ان الاجهزة الامنية والعسكرية تقوم بواجباتها على اكمل وجه، الا انه ما زال قلقا من تطورات الوضع في مخيم عين الحلوة، حيث ان تداعيات الاحداث الاخيرة في هذا المخيم لم يتم احتواؤها حتى الآن كما يجب.
نظرة تشكيك
واذا كانت النظرة الى حوار دوريان متوسعة بين معارضة وبين حذرة، فإنها مَشوبة بالتشكيك حيال الحوار الجاري بين “حزب الله” والتيار الوطني الحر، حيث ترى فيه الاطراف التي تسمّي نفسها معارضة سيادية وتغييرية تمهيداً لصفقة على حساب مصلحة لبنان، فيما وَصّفته مصادر نيابية وسطية لـ”الجمهورية” بحلبة مناورة لا اكثر ولا اقل، لا يمكن ان تصل الى تفاهمات”. الا ان الامر يختلف لدى “حزب الله” الذي تؤكد اوساطه لـ”الجمهورية”: نحن مع كل فرصة يمكن ان تبنى من خلالها توافقات، والحوار بيننا وبين التيار جار بمسؤولية، وما نأمله هو الوصول الى خواتيم ايجابية مشتركة”.
نصرالله
وفي الملف الرئاسي، قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير الثاني: “نحن جاهزون للحوار في الملف الرئاسي بعكس بعض الأطراف الأخرى التي ترفضُ ذلك”, مشيرًا إلى أن “هناك أطرافا لبنانية تستقوي على الفرنسيين بموضوع الحوار ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟”.
وأضاف: “الحوار الوحيد المفتوح في البلد، ويمكن ان يعوّل عليه هو حوار حزب الله والتيار الوطني الحر، ونحن في حوار مع التيار بالنيابة عن حزب الله وليس عن بقية حلفائنا والأصدقاء”.
عون: مساران حواريان
وفي هذا الاطار قال عضو تكتل لبنان القوي النائب الان عون لـ”الجمهورية” ان “الحوار بين التيار و”حزب الله” يجري، مع وعي مشترك لدى الطرفين بأنّ اي طرف لم يعد يملك ترف الوقت، ويفترض ان تَتسارع وتيرته، وتتوسع النقاشات للبحث المعمق في التفاصيل، وذلك حتى نتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.
واذ اكد عون من جهة ثانية، مشاركة التيار الوطني الحر في حوار لودريان في ايلول المقبل، قال: هناك مساران حواريان، الاول خارجي يقود بصورة غير مباشرة نحو مرشح معين، والثاني داخلي ويتجلى في الحوار الدائر بين التيار والحزب قد يوصل بدوره الى مرشح آخر، وحتى الآن ليس معلوماً اي مسار من هذين المسارين سيصل اولاً”.
حمادة: الأفق مقفل
بدوره ابلغ عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة الى “الجمهورية” قوله انه لا يرى في الافق ايجابيات، حيث ان الامور ما زالت في النقطة الضبابية، وحتى لو تقدمت المحادثات الجارية بين “حزب الله” والتيار الوطني الحر، فلن يوصل ذلك الى اي مكان، لأنّ فرض رئيس للجمهورية في ظل هذا الوضع الاقليمي والدولي، امر مستحيل حصوله.
وحول حوار لودريان لفت حمادة الى انه قبل الحديث عن مهمة الموفد الفرنسي وما يمكن ان يحمله معه في ايلول المقبل، ينبغي التوقف مليا والقراءة المعمقة لخطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (امس) في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، والذي كان الملف اللبناني غائباً فيه.
“القوات”: أعراف جديدة
وفي السياق ذاته، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ”الجمهورية” ان “الانتخابات الرئاسية تحصل في البرلمان وصندوقة الاقتراع وليس عن طريق طاولات حوار وتكريس لأعراف جديدة مخالفة للدستور”.
ولفتت الى “انها انها أبلغت الموفد الرئاسي الفرنسي ان تخيير اللبنانيين بين الشغور او انتخاب مرشح الممانعة لن يمر، وان لبنان بحاجة لرئيس غير خاضع لأجندة إقليمية وان تكون أولويته لبنانية فقط ويسهر على تطبيق الدستور وليس تغطية الانقلاب على الدستور، كما أكدت رفضها اي حوار في معرض الانتخابات الرئاسية، فيما التداول يكون بإطار ثنائي، وهذا فضلاً عن نتيجة الحوار منذ العام 2006 إلى اليوم تتحدث عن نفسها، اي صفر نتيجة.
وشددت المصادر على انّ المطلوب الكَف عن التعطيل، والكف عن الرهان انه عن طريق التعطيل بإمكان الفريق المعطل ان يحقق أهدافه، فهذا الزمن ولى إلى غير رجعة، والانتخابات لا يمكن ان تتم سوى من خلال دورات متتالية.
ورأت انه لا يمكن توقّع اي شيء في ظل التعطيل المتمادي ومحاولة فرض رئيس للجمهورية بقوة التعطيل، وأكدت ان المعارضة مصممة على انتخاب الرئيس القادر على الإنقاذ وستواجه سياسيا بكل قوتها رفضاً لتكريس الواقع الانهياري والمأزوم.
..وتزور عويدات
إلى ذلك، يزور وفد نيابي من تكتل “الجمهورية القوية” مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بهدف تسليمه الإخبار الذي أعدّه التكتل حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وذلك اليوم الثلثاء 29 الجاري الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.
هوكشتاين
من جهة أخرى، علم أنّ “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يصل الى بيروت غداً الأربعاء، في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون.