سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:إنتظار وترقب ومحاولات لكبح الإنزلاق إلى الحرب الشاملة

 

الحوار نيوز – خاص

الإنتظار والترقب هو عنوان المرحلة في ظل استمرار “الحرب المحسوبة” بين المقاومة والعدو ،فيما الاستعدادات قائمة لكل الاحتمالات على الجبهتين ،وسط محاولات حثيثة لتجنب الكأس المرة والإنزلاق إلى الحرب الشاملة،وهو ما عكسته الصحف الصادرة اليوم.

 

 

النهار عنونت: حسابات الحرب الشاملة أم مقايضات اللحظة الأخيرة؟

 وكتبت صحيفة “النهار”: يبدأ اليوم الشهر الـ11 من “حرب المشاغلة” بين “حزب الله” وإسرائيل في جنوب لبنان وشمال إسرائيل المتواصلة حتى إشعار آخر جغرافياً وميدانياً وحربياً ما لم تندلع حرب واسعة صارت هاجساً محيراً وغامضاً ومخيفاً في الوقت نفسه منذ بدأ العد العكسي للردّ المحتمل لكل من إيران و”حزب الله” وأذرع “المحور الممانع” على إسرائيل سواء بطريقة منسقة ومتزامنة دفعة واحدة أم “بالتناوب” والتفرّد طرفاً وراء طرف.

وإذ تمر اليوم عشرة أيام على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران والقائد الميداني العسكري الأول في “حزب الله” فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يجد لبنان نفسه أمام تعاظم الغموض حيال كل يوم يمر وسط نفير الاستنفار الحربي والتهديدات المفتوحة بين إسرائيل وكل من إيران وحلفائها في المنطقة بدءاً بـ”حزب الله”، فيما أن طيّ الشهر العاشر من “حرب المشاغلة” في الجنوب التي أطلقها “حزب الله” في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي مرّ بصمت مطبق ولم يثر أي تفاعلات رسمية أو سياسية حيال تراكم الأحلاف الباهظة البشرية والمادية والعمرانية ناهيك عن واقع تهجير أكثر من مئة الف جنوبي من منازلهم المدمرة، الأمر الذي يفاقم إلى درجة عالية جداً المخاوف من الحرب المحتملة وما ستستتبعه من تداعيات خطيرة على الداخل اللبناني في ظل انهيار القدرات الذاتية اللبنانية على مواجهة أخطار حرب واسعة.

وفيما يزداد الغموض والتضارب الحاد في التقديرات والمعطيات المتصلة بردّ ايران و”حزب الله” على إسرائيل، أدرجت مصادر ديبلوماسية بارزة لـ”النهار” ثلاثة أسباب يجري تداولها لـ”لتأخير” المحتمل وما يستتبعه من ردّ إسرائيلي تبعاً لحجم وطبيعة الرد وهي:

أولاً، إن تعقيدات عسكرية كبيرة تواجه رداً منسقاً هذه المرة من أطراف “محور الممانعة” بما يملي عدم الاستعجال لئلا يخفق الرد في إيلام إسرائيل “بقوة” كما توعدت طهران و”حزب الله” ويدفع الدولة حكومة نتنياهو إلى الاندفاع أكثر نحو ضربات وهجمات قاصمة ضد “المحور” .

ثانياً، إن الفترة الماضية منذ اغتيال هنية وشكر تشهد مرحلة استنفار ديبلوماسي غير مسبوق بين المعسكر الغربي كله وإيران سواء عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تطرح معها مقايضات لا تجد معها إيران ضيراً في إطالة هذه الفترة ما دامت تعود عليها بفتح أبواب المقايضات والصفقات المحتملة مع الدول الغربية، حتى لو حققت خطوات جزئية راهناً.

ثالثاً، إن إسرائيل أبلغت إلى الدول المعنية كافة أنها باتت أقرب إلى شنّ حرب استباقية على إيران و”حزب الله” بما يعني انها جاهزة لحرب شمولية على جبهات عدة مفتوحة، وتزامن ذلك مع حركة تعزيزات ضخمة للقطع البحرية الأميركية في المنطقة، بما ضاعف الضغوط الديبلوماسية لاطالة فترة المفاوضات والوساطات علها تنجح في خفض أخطار حرب شاملة.

ووجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس رسالة تهديد جديدة، فتوجه إلى اللبنانيين بالقول: “من يلعب بالنار يبشر بالدمار”. وأضاف: “إذا استمرّ “حزب الله” في عدوانه فسنحاربه بشكل شديد للغاية”.

الإجراءات الاحترازية

وفي الوقت الانتظاري الذي سمح للبنانيين المغتربين بالمغادرة والمقيمين بالتحوّط والتموين خشية اندلاع الحرب، برز مزيد من الاستعدادات الرسمية للسيناريوات المحتملة. وفي هذا السياق، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السرايا، في إطار مراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول أي طارئ.

كما اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية وإطّلع منه على الاجراءات والخطوات التي اتخذتها الوزارة وأجهزتها لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة لا سيما في مطار رفيق الحريري والمرافئ البحرية والبرية.

كما أن محافظ بيروت مروان عبود عقد اجتماعاً في غرفة عمليات خلية متابعة مخاطر الكوارث والأزمات في بيروت المنبثقة عن الهيئة التنظيمية لإدارة مخاطر الكوارث والأزمات الوطنية، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وانضم إلى الاجتماع النائبان ابراهيم منيمنة وملحم خلف. وأفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت بأن “منيمنة وخلف حضرا للإطمئنان إلى حسن سير العمل ووضع خبراتهما وامكاناتهما في تصرف اللجنة”، وأشارت إلى أنه “تم الاطلاع على الاطار العام الذي يتم وضعه لخطة الاستجابة والآلية اللازمة لإدارة الكوارث، في حال حصولها والبقاء على جهوزية عالية لمواجهة أي مخاطر قد تنتج في حال شن العدو الإسرائيلي حرباً على مدن آمنة أو قريبة من العاصمة بيروت.

كما جرى شرح موسّع لخطة الاستجابة، التي سيتم العمل بها من أجل تحديد نقاط التجمع الآمنة للنازحين باتجاه العاصمة وتأمين وتجهيز مراكز الايواء في مدينة بيروت، بالتنسيق مع الجهات المعنية وتأمين كل الحاجات من قبل المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية الفاعلة”.

وفي إطار المساعي الدبلوماسية تلقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفياً من نظيره النروجي إسبن بارث إيدي تمت خلاله مناقشة آخر الجهود والمساعي القائمة لتجنيب المنطقة الدخول في حرب شاملة. وأعتبر بوحبيب “أن التصعيد الاسرائيلي هدفه تعطيل مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار في غزة، والتي تبناها مجلس الأمن”، وندّد “بتعمّد اسرائيل استهداف المدنيين في اعتداءاتها على لبنان، في انتهاك سافر ومدان لمبادئ القوانين الدولية”.

من جهته، شدد وزير خارجية النروج على أن “بلاده تسعى، مع كل الأطراف المعنية، لخفض التصعيد ومنع انفلات الأمور”، واعتبر أن “الحرص على مصلحة الفلسطينيين وعلى التوصل لوقف إطلاق نار في غزة يقتضي تجنب إشعال حرب في المنطقة”. كما أكد أن “النروج، التي تولي اهتماماً كبيراً بلبنان، لا ترغب في أن يكون ضحية لموجة جديدة من التصعيد والحروب في المنطقة”.

في ظل هذه الاجواء، زار وفد من نواب قوى المعارضة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، حيث أكد لها موقف نواب قوى المعارضة “الرافض لادخال لبنان في الحرب الدائرة”، مؤكداً “التمسك بتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته على جانبي الحدود، من خلال الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ومنع استخدام الاراضي اللبنانية في الجنوب عبر تفعيل التنسيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني”. كما أطلعها الوفد على تفاصيل العريضة التي تقدم بها نواب قوى المعارضة الى رئيس مجلس النواب لطلب عقد جلسة نيابية خاصة للطلب من الحكومة اللبنانية القيام بواجباتها حيال الوضع المتدهور لحماية المواطنين وإعلان حالة الطوارئ.

غارات وقصف صاروخي

على الصعيد الميداني تواصل التصعيد بعنف أمس وشنّت مسيّرة إسرائيلية بعد الظهر غارة مستهدفة سيارة على الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة أدت في حصيلة أولية إلى جرح ثلاثة أشخاص. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية.

وبعد ظهر امس شن الطيران الإسرائيلي غارتين على أطراف بلدة الطيري فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 15 صاروخا من لبنان على الجليل الغربي وسقوط بعضها في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات. وأعلن “حزب الله” انه ردا على الاعتداء الإسرائيلي على بلدة الدوير قصف بصليات من صواريخ الكاتيوشا منصات القبة الحديدية ومرابض المدفعية الإسرائيلية وانتشار الآليات في منطقة خربة منوت في الجليل الغربي، كما أعلن قصف ثكنة زرعيت بصواريخ بركان.

وأعلن أيضا أنه رداً على الاعتداء الإسرائيلي على بلدة عيترون قصف ثكنة برانيت بصواريخ بركان مما أدى الى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها. وكان استهدف سابقاً تجمعًا للجنود الإسرائيليين ‏في موقع المرج بمسيّرة انقضاضية واستهدف أيضا التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

 

 

 

الأخبار عنونت: قبرص ترضخ لأميركا: الجزيرة منصّة اعتراض ضد إيران وحزب الله

 

 عتاد عسكري أميركي «غير مسبوق» وجسر جوي بين لارنكا وبافوس وتل أبيب

 

وكتبت صحيفة “الأخبار”: تنشط الولايات المتحدة لتوسيع التحالف العسكري المكلّف بحماية الكيان من ردود محور المقاومة. وتجاوز النشاط حشد القطع العسكرية، إلى خلق وقائع ميدانية تجعل من بعض دول المنطقة، ولا سيما الأردن وقبرص واليونان، «منصات اعتراض لتهديدات إيران وجماعاتها ضد إسرائيل».البارز في الحراك الأردني رغبة الملك عبدالله الثاني في عدم الظهور بصورة المدافع عن إسرائيل، خصوصاً أن الردود المرتقبة ضد العدو ليست عمليات تتعلق بـ«حرب بين أطراف خارجية»، كما عندما ردّت إيران على قصف العدو لقنصليتها في دمشق، إذ برّر أركان النظام موقفهم يومها بأنه لمنع توريط الأردن في صراع بين إيران وإسرائيل. لكنّ عمان، رغم أنها لا تقف كثيراً على خاطر شعبها ولا تهتم لغضب الشارع الفلسطيني، تواجه اليوم بعض الإحراج، إذ إن ما يطلبه الأميركيون منها هو توفير مظلة الحماية نفسها التي وفّرتها في ليلة المُسيّرات في 13 نيسان الماضي، فيما الأمر يتعلق اليوم بردّ على اغتيال قائد فلسطيني بارز هو الشهيد إسماعيل هنية، وعلى عدوان استهدف منشآت مدنية في اليمن، علماً أن الأردن لا يعتبر نفسه معنياً بردّ حزب الله، كونه ليس مضطراً لاستخدام الأجواء الأردنية.

كل ما قامت به حكومة الملك عبدالله هو تكرار معزوفة السيادة الوطنية وعدم السماح لأي خرق لأجوائها، مع إضافة بأنها لن تكون جزءاً من أي تحالف، مصحوبة برسائل مكثّفة إلى محور المقاومة، مفادها أن القواعد الغربية في الأردن تتصرف وفق آليات لا تقف بالضرورة عند موقف الحكومة، وأن عمان لم تكن مرتاحة إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيسان الماضي عن وجود قاعدة عسكرية لسلاح الجو الفرنسي في الأردن، لعبت دوراً في التصدي للمُسيّرات والصواريخ الإيرانية.

لكنّ أحداً لا يصدق كل التبريرات الأردنية، ويُنظَر إلى دور عمان كشريك في العدوان مع إسرائيل والولايات المتحدة، تماماً كما هو دور قبرص في هذه المواجهة. ففيما حاولت حكومة الجزيرة تقديم صورة مختلفة لموقعها من الصراع، في ضوء التحذير الذي وجّهه إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حزيران الماضي، ينشط المسؤولون البارزون في الجزيرة، هذه الأيام لتبرير ما يجري على أراضيها من تحركات واستعدادات. وهنا أيضاً، ما من أحد يصدّق التبريرات التي يقدّمها المسؤولون القبارصة عبر وسائل مختلفة، إذ ثمة قناعة بأن حكومة الجزيرة انتقلت فعلياً إلى موقع الشراكة في العدوان مع الأميركيين والإسرائيليين والبريطانيين في حربهم المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وقوى محور المقاومة.

ووصل إلى قبرص في الأيام القليلة الماضية وفد عسكري أميركي كبير، عقد اجتماعات عاجلة مع المسؤولين في وزارة الدفاع القبرصية وفي جهاز الاستخبارات. ورافقت الوفد قوة لوجستية وعسكرية وأمنية حملت معها كمية كبيرة من المعدات والأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة، إضافة إلى مروحيات تمّ نقلها على عجل. ونُقل عن مسؤولين قبارصة أنه لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذه الكميات والأنواع من الأسلحة. وأقروا بأن الأميركيين أبلغوهم بأن الغرض منها يتعلق بالتوتر القائم في المنطقة، وبأن الجزيرة ستكون إحدى منصات الاعتراض ضد هجمات متوقعة من إيران واليمن وحزب الله. كذلك أقرّ المسؤولون القبارصة بأن البريطانيين عزّزوا قواعدهم في الجزيرة، ونقلوا إليها خبراء ومعدات تتعلق بمنظومات الدفاع الجوي. كما تواصل الجانب الألماني مع السلطات القبرصية لإرسال قوات تعمل في البحر، قالت برلين إنها ستكون معنية بالمساعدة في عمليات الإجلاء في حال نشوب حرب واسعة.

لكن ما زاد في إرباك السلطات القبرصية هو مبادرة الجانب الأميركي إلى طلب المباشرة في إجراء مناورات مشتركة مع القوات الأميركية على أرض الجزيرة وفي بحرها. ومردّ الإرباك أن أي مناورات لا تتم بصورة مفاجئة، بل تحتاج إلى وضع برنامج يُعدّ قبل سنة على الأقل، وليس قبل 48 ساعة.

وحرص مسؤولون قبارصة على التواصل مع جهات لديها علاقات مع قوى ودول محور المقاومة، وخصوصاً مع حزب الله، لإيصال رسالة مفادها أن ما يجري «يتم خلافاً لإرادتهم، وأنهم لا يريدون توريط بلادهم في أي حرب»، وأعربوا عن خشيتهم من أن تصبح الجزيرة مسرحاً لمواجهة مع إيران وحزب الله وحتى مع «أنصار الله».

غير أن هذه الرسائل لا تغيّر شيئاً في ظل زيادة وتيرة التنسيق المباشر بين سلطات الجزيرة وكيان الاحتلال، بعد موافقة قبرص على فتح الأجواء أمام الطيران المدني الإسرائيلي لنقل عشرات الألوف من المسافرين إلى العالم عبر الجزيرة، بذريعة أن شركات طيران عالمية أوقفت رحلاتها إلى تل أبيب، وأن شركة «العال» الإسرائيلية وشركات طيران خاصة، تسيّر رحلات إلى قبرص كمحطة ترانزيت يستخدمها المسافرون في طريقهم إلى وجهاتهم النهائية. وفي هذا السياق، زاد عدد الرحلات بين مطارات كيان الاحتلال ومطاري لارنكا وبافوس إلى نحو عشرين رحلة يومياً، علماً أن بعض القادمين على متن هذه الرحلات لا يغادرون الجزيرة، بل ينتقلون للإقامة في تجمعات سكنية، وبعضهم نقل أعماله إلى الجزيرة، وأسّس شركات فيها، علماً أن الإسرائيليين سبق أن أسّسوا خلال الأشهر العشرة الماضية قاعدة أعمال في الجزيرة، واستأجروا عدداً كبيراً من العقارات للسكن والعمل، قبل أن يعمدوا أخيراً إلى شراء منازل ومكاتب للشركات، وتضاعف عدد الإسرائيليين في الجزيرة عدة مرات.

وإلى الحضور المدني، يؤكد سكان الجزيرة، خصوصاً في بافوس، أنه «صارت هناك تجمعات خاصة لليهود»، حيث لا يخالطون أحداً، وقد عقدوا تفاهمات مع السلطات المحلية لاعتماد مرجعية إسرائيلية لمعالجة أي مشاكل مع السكان المحليين أو الشرطة. ولا ينفي مسؤولون في الجزيرة احتمال وجود أمنيين وعسكريين بين هؤلاء.

وتلقّت السلطات القبرصية أخيراً طلباً رسمياً من وزارة النقل الإسرائيلية برفع مستوى التعاون والتنسيق بين الجانبين، وعرضاً لإقامة منصة مشتركة في مطار لارنكا لإدارة عمليات إخلاء طارئة في حالة الحرب. وفيما لم تقدّم الحكومة القبرصية جواباً رسمياً بعد، قال المتحدث باسم الحكومة كونستنتينوس ليتيمبيوتيس الإثنين الماضي إن تصريحات وزارة النقل الإسرائيلية لا تتعلق بنقل مواطني إسرائيل إلى قبرص، بل بنقلهم إلى بلادهم.

وكانت تل أبيب أعلنت رسمياً في نيسان الماضي، أن سلاح الجو الإسرائيلي «أجرى مناورات جوية في الأجواء القبرصية مع نظيره القبرصي يحاكي هجوماً إسرائيلياً على إيران». وأفادت القناة الـ12 يومها بأن «المناورات جاءت في إطار الاستعدادات للردّ على هجوم إيراني محتمل».

الاستعدادات الحربية الأميركية لا تقتصر على قبرص، إذ يجري الحديث عن تدريبات قام بها سابقاً سلاح الجو الإسرائيلي ويقوم بها حالياً في اليونان. ويبرر العدو الحاجة إلى أراضي اليونان كونها «جبلية وتضم العديد من الجزر، وتُعد تضاريسها مثالية للتدريب على الهجوم على إيران».

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بنشر طائرات مقاتلة إضافية للدفاع عن إسرائيل. وأعلن أن حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» ستحل محل «يو إس إس ثيودور روزفلت» في المنطقة. كما توجّهت 12 مقاتلة من طراز F / A-18 وطائرة استطلاع من طراز E-2D Hawkeye من خليج عُمان إلى قواعد عسكرية في الشرق الأوسط (الأردن وقبرص واليونان). ويجري الحديث عن نشر طائرات تابعة لسلاح البحرية على الأرض، بانتظار وصول طائرات F-22 من محطتها الرئيسية في ألاسكا.

 

 

 


اللواء عنونت: تصاعد الهجمات والضربات.. وانتظار ثقيل في المنطقة

 

لبنان يؤكد للسفراء تمسُّكه بالقرار 1701.. واتصالات لتطويق الحساسيات في الجبل

 

وكتبت صحيفة “اللواء”: بين جبهة النار المتصاعدة، والمكثفة أحياناً في الجنوب وامتداداته الميدانية إلى ما وراء النهر وصولاً الى البقاع، فضلاً عن امتداد الحرب والذعر الى ما وراء مستوطنات الشمال الاسرائيلي البعيدة عن الشريط الحدودي مع لبنان، والحركة الدبلوماسية اللبنانية وسواها الرامية إلى التأثير سلباً لمنع الحرب المتوسعة أو لمتوحشة، لاحظ سياح مغادرون ولبنانيون لم يتمكنوا من تعديل مواعيد سفرهم لجهة تقريبها خوفاً من «الردّ والرد على الرد المتبادلين بين حزب الله واسرائيل»، ان اللبنانيين يعيشون حياة عادية على الرغم من ثقل الانتظار والمخاوف من ردود صاعقة، تأتي على الأخضر واليابس اكثر مما أتت.

وحسب موقع «Euro News» فإنه في بيروت تفتح المحلات التجارية ابوابها وتشهد حركة المرور ازدحاماً شديداً.. ووصف الموقع هذه المشاهد «بالسريالية» في منطقة تتأرجح على حافة حرب شاملة. والشوارع تعج بالحركة امتدادا الى الضاحية الجنوبية لبيروت.

رسمياً، عقد الرئيس نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب اجتماعاً في السراي امس مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سوريا وكوريا الجنوبية.

وخلال الاجتماع، شرح الرئيس ميقاتي والوزير بوحبيب ثوابت الموقف اللبناني في ما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية، وأولوية الالتزام بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1701.

وفي اطار الجهوزية لمواجهة الاوضاع الصعبة في حال تردي الاوضاع الامنية والعسكرية، التقى ميقاتي وفدا من نقابة «مستوردي الغذائية»، اذ شدّد النقيب هاني البحصلي على عدم اغلاق المرفأ، او حصول حظر على الحركة اللوجستية وحالياً لا مشكلة بالنسبة للتموين.

المعارضة ضد الحرب

وفي اطار اظهار المواقف، ابلغ وفد من نواب المعارضة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت انهم يرفضون ادخال لبنان بالحرب الدائرة، مؤكدين التمسك بالقرار 1701 على جانبي الحدود، واستمع الوفد الذي ضم النواب: مارك ضو، غسان حاصباني، اشرف ريفي، جورج عقيص وأديب عبد المسيح الى الجهود الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد.

وفي السياق، اشار النائب فواد مخزومي الى انه: لا يرى ما يراه السيد نصر الله من هذه الحرب، ولا يمكننا ان نخاطر ونأخذ لبنان الى حرب «خسرانة خسرانة».

وفي حوار مع الـ «L.B.C» ليلاً قال مخزومي: نحن ككتلة مستعدون لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن هناك طرف رافض لبناء دولة.

توعد اسرائيلي

وفي التهديدات اليومية المعادية، توعد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت اللبنانيين بحرب مدمرة، اذا ما استمر حزب الله باطلاق الصواريخ.

اتصالات لاحتواء الحساسيات

وفي سياق احتواء ما كشف عبر مواقع التواصل والفيديوات بين نازحين من الجنوب وأشخاص من قرى درزية إلتجأ اليها هؤلاء، جرت اتصالات عاجلة لمعالجة الموقف، واحتواء الحساسات، منعاً لتفاقمها.

وكانت انتشرت على المواقع ان بلدية دير قوبل ألغت عقد ايجار لإمرأة جنوبية وعائلتها وطالبتها بمغادرة البلدة، وكذلك انتشر فيديو عن اخراج امرأة واولادها من بلدة غريفة من قبل شبان.

ولاقت هذه الفيديوات ردود فعل مختلفة لدى المتابعين، وأقرباء السيدتين، وناشطين جنوبيين.

وكان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السباق وئام وهاب دعا الدروز الى الاقتداء بسلطان باشا الاطرش، الذي استضاف أدهم خنجر (الثائر الجنوبي ضد الفرنسيين)، مؤكدا ان بيوت الدروز في الجبل مفتوحة لأهل الجنوب

الوضع الميداني

ميدانياً، عدا عن استهدافات مدفعية العدو بلدتي عيتا الشعب ورميش، وصولاً الى عيترون ويارين والجبين، قصفت المقاومة الاسلامية تجمعا لجنود العدو في موقع المرج بمسيَّرة انقضاضية، أصيب إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

وليلاً، استهدف حزب الله ثكنة راميم بالاسلحة الصاروخية.

واستهدف حزب الله منصات القبة الحديدية ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في خربة منوت في الجليل الاعلى.

 

 

 


الديار عنونت: محور المقاومة يقر اهداف الرد الدقيق بانتظار «ساعة الصفر»؟

 

نصرالله يربح الحرب النفسية والضربة الاستباقية تقسم «اسرائيل»
اخفاق ألماني في «دوزنة الردود» ولندن تخشى الانزلاق الى الحرب

 

وكتبت صحيفة “الديار”: اذا كانت عشرة ايام من الانتظار الثقيل لم تظهر بعد الاتجاهات العامة في المنطقة، حيث يقف الجميع على حافة الهاوية، بانتظار تحريك احد الاطراف البيدق الاول على رقعة الشطرنج، فان ثمة ثابتة وموقفا لا يختلف عليهما اثنان، الثابتة، نجاح محور المقاومة في «لعبة» الاعصاب المشدودة مع كيان الاحتلال الذي اقر بالامس انه خسر هذه الحرب، والموقف ان الضغوط الاقليمية والدولية لم تنجح في لجم ايران وحزب الله، حيث تحدثت مصادر مقربة منهما «للديار» عن انتهاء اطراف محور المقاومة من تحديد الاهداف الاستراتيجية التي سيتم استهدافها، باسلحة دقيقة، بانتظار «ساعة الصفر» التي قد تكون موحدة او كل طرف على حدة، مع العلم ان غرفة العمليات المشتركة تضم انصار الله الذين قدموا ايضا خطتهم للرد على قصف الحديدة. اما في «اسرائيل»، فان منسوب القلق ارتفع امس خصوصا حيال طبيعة رد حزب الله، لانه سوف يحدد برأي المصادر الامنية والعسكرية الاسرائيلية طبيعة «اليوم التالي» بعدما بات من المؤكد ان الحزب لن يختار استهداف مواقع هامشية في ظل غموض كبير حيال نياته الحقيقية. وقد اجتمع المجلس الوزراي الاسرائيلي المصغر مساء امس في «قبو» «الكرياه» تحت الارض في وزارة الحرب، لدراسة المخاطر المحدقة، وكيفية اطلاع الجمهور على قرب حصول الضربات عندما تتضح المؤشرات الميدانية على قرب حصولها.

قلق بريطاني… وتدخل الماني

وقد عبرت مصادر دبلوماسية بريطانية عن خشيتها من «المجهول» الاتي، ونقلت عنها صحيفة «الفاينانشال تايمز» قولها، المفارقة الحالية تكمن في أن «إسرائيل» وحزب الله وإيران لا يريدون حربا واسعة، ولكن كما ظهر من خلال الاحداث الاخيرة، فإن الأوضاع تنزلق ببطء نحو الحرب! وفي سياق متصل، ومع بلوغ التصعيد ذروته، واثر فشل تدخلات حلفاء واشنطن العرب في ثني قوى المقاومة عن الرد القاسي، دخلت برلين مجددا على الخط عبر جهاز استخباراتها في محاولة لضبط الردود العسكرية تحت سقف معقول تستطيع تل ابيب «هضمه»، الا ان نائب مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية أولي ديال، الذي سبق وزار بيروت واجتمع مع  نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، سمع كلاما واضحا لجهة مسؤولية «اسرائيل» عن التصعيد، وفهم من خلال اتصالاته الاخيرة مع حزب الله انه لمنع انزلاق المنطقة الى حرب واسعة يجب ان تتوجه الضغوط باتجاه الحكومة الاسرائيلية الفاشية لوقف الابادة في غزة، والامتناع عن الاعتداء على سيادة الدول، خصوصا ان برلين تعلم عبر «الاندوف» في الجولان المحتل ان مجزرة مجدل شمس مفبركة، وان ما حصل تسبب به صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية. ولهذا فان ما حصل في الضاحية اعتداء ابتدائي لن يمر مرور الكرام.

هجوم غير مسبوق

ووفقا للمعلومات، استنتج الالمان ان ايران غير مردوعة، وان رد حزب الله سيكون غير مسبوق وتحت عنوان استعادة الردع لمنع «اسرائيل» من اعادة الكرة مرة جديدة. وبعد ذلك يمكن العودة الى الحديث عن ترتيبات على الحدود يسبقها وقف المجزرة في غزة. اما اذا ارادت واشنطن ترك نتانياهو يجر المنطقة الى الحرب، فان حزب الله بات على كامل جهوزية لمواجهة الاسوأ، على الرغم من انه لا يرغب بذلك. وهذه الخلاصة التي نقلها الالمان لـ «اسرائيل» وواشنطن كانت كافية بالامس لابقاء حالة الاستنفار على اشدها في كيان الاحتلال، وتاليا ارتفاع منسوب التهديدات.

السباق الاميركي مع الوقت

وامام هذه المعطيات، تلخص مصادر ديبلوماسية الوضع بالاتي «الأميركيون يخشون من تبادل هجمات سيجرهم إلى داخل المناوشات بسبب التزامهم الذي تم التعبير عنه في الفترة الأخير بالدفاع عن إسرائيل. واليوم الإدارة الاميركية تسابق الوقت وتروج ان هناك «مخرج» قبل مسار التصادم مع إيران وحزب الله واسرائيل. وإذا وافق نتناياهو على المضي بصفقة التبادل في الوقت الذي تستخدم فيه الولايات المتحدة جهود الردع، فثمة احتمال لوقف التصعيد الذي قد يجر الطرفين إلى حرب».

ما حدود التدهور؟

ووفقا للاسرائيليين، سيكون الاحتمال الكامن في التدهور مرهونا بأمرين، قوة عملية حزب الله، ونجاحها، وعلى خلفية ذلك طبيعة رد «إسرائيل». ففي الاشتعال السابق مع إيران في منتصف نيسان الماضي، مكن نجاح اعتراض المقذوفات الإيرانية «إسرائيل» من الاكتفاء برد معتدل نسبياً، وتلاشى التوتر خلال فترة قصيرة، اليوم، الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب، لا سيما سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي والاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، تحسباً لأي هجوم لا سيما من قبل حزب الله. وتقدر الاستخبارات الاسرائيلية بأن حزب الله ملزم برد أشد من رد إيران، وقدرت جهات أميركية وإسرائيلية بأن الهجوم سيتركز على المواقع العسكرية، لكنها غير واثقة من حذر حزب الله في مسألة المس بالمدنيين!

خطة التوغل البري «فاشلة»؟

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «اسرائيل هيوم»الإسرائيلية،عن رسالةٍ سريّةٍ موجهة من أعضاء في الكنيست إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، بشأن خطة العمليات التي أعدها الجيش الإسرائيلي بخصوص التوغل البري في لبنان، محذرين من أنّها ستؤدي إلى فشلٍ مأسوي، وأوردت الصحيفة تحذيرًا صادرًا عن النواب عميت هليفي وزئيف الكين واوهاد طال من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، مؤكدين أنّ التوغل البريّ في لبنان حسب خطة الجيش التي اطلعوا عليها، سيؤدي إلى مراوحة في المكان لا حسم.

«الغرق في الوحل»

واكدت «الرسالة» ان قادة جهاز الأمن الإسرائيلي مخطئون بشكلٍ عميقٍ في فهم استراتيجية العدو، والخطة التي أعدها الجيش لإمكان دخول بري إلى لبنان مغلوطة، ولا تستوعب عمليا الأخطاء التي تم ارتكابها في المناورة البرية في غزة، وبموجب الخطة الحالية ستؤدي إلى غرق متواصل وقاس في الوحل اللبناني.

لا يوجد ردع للاعداء

في السياق عينه رأى مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ الاغتيالات التي نفذّتها «إسرائيل» مؤخرًا في غزّة، وبيروت وطهران، لم تُعزز الردع الإسرائيليّ المتآكل، بل على العكس دفعت المحور الإيرانيّ إلى التهديد بردٍّ قاسٍ، الأمر الذي يؤكِّد ان «اسرائيل» أمام أيّامٍ صعبة.

لا توجد خيارات جيدة

وقال المعهد إنّ سلسلة الهجمات الإسرائيلية، وجرأتها، وتعقيدها، تسببت بصدمة كبيرة للمحور المقابل. ومع ذلك، يجب ألّا ننسى أنّ الردع يعني التأثير في قدرة العدوّ على مواصلة الصراع، أو رغبته فيه. أمّا إصرار المحور على الرد، فيشير إلى أنّ الردع المحقق محدود، ويخلص المعهد الى القول «أمّا انتظارنا لردّ المحور، فهو يثير تساؤلات حقيقية بشأن طبيعة هذا الردع الذي نملكه، فالظروف معقدة، ولا تتوافر أمام اسرائيل خيارات جيدة».

نصرالله يربح الحرب النفسية

في هذا الوقت، وبعدما اقرت المؤسسة الأمنية الاسرائيلية بأن الانتظار فعلاً هو جزء من عقاب وحسابات حزب الله، كما جاء على لسان السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، حاول وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت التاثير نفسيا في اللبنانيين، وغرد قائلا «ان مَن يلعب بالنار يُبشّر بالدمار، وأضاف إذا استمر حزب الله في عدوانه فسنحاربه بشكل شديد جدا. من جهتها نقلت مصادر صحفية اسرائيلية عن جيش الاحتلال تقديراته بأن الحزب يبدو ملتزماً بالرد أكثر من إيران، وأنه سيرد أولاً، كما اشارت الى أن المؤسسة الأمنية في «إسرائيل» تتفق مع نصر الله الذي قال ان حالة الانتظار والطوارئ في «إسرائيل» مكسب للحزب قبل أن تبدأ الهجمة الثأرية… ولهذا يحاول الجيش جاهدا الا تؤدي «لعبة» الوقت الى المساس بجاهزية الاستعداد للضربة.

لغز حزب الله

وفي دلالة على التخبط الاسرائيلي، يشير المحلل العسكري في صحيفة «هارتس» عاموس هارئيل، الى ان حزب الله ما يزال لغزاً مجهولاً. وقال» إن واشنطن ترسل رسائل لطهران من خلال سفارة سويسرا فيها، تزامناً مع دفعها مدمرات للمتوسط، لكن الذي يقرر طبيعة التدهور هو رد حزب الله ومدى نجاحه وقوة الرد الإسرائيلي عليه.

استدراج اميركا للحرب

في هذا الوقت، تتصاعد حالة التململ من ظل حالة الانتظار في «اسرائيل»، ويزداد النقاش حول «الضربة الاستباقية». وفي هذا السياق، راى سفير «إسرائيل» الاسبق في واشنطن مايكل أورن في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس، إن الحل يكمن في ضربة استباقية تقوم بها أميركا ضد إيران، معتبراً أن الهجوم افضل من الدفاع. واورن، المقرّب من اليمين الحاكم، يجسد استراتيجية نتنياهو الذي يرغب باستدراج الولايات المتحدة الى حرب مباشرة مع إيران. وقال «ان ضربة أميركية في إيران ستدفعهم الى طاولة المفاوضات».

السجال حول الضربة الاستباقية

في المقابل، راى الجنرال المتقاعد اسحاق بريك ان من يدعون لضربة استباقية لا يفقهون ما يقولون لأن تبعاتها خطرة جداً، فهي تعني حرباً إقليمية من شأنها أن تلحق ضرراً استراتيجياً بـ «إسرائيل». وقال  الجنرال المعروف بـ «نبي الغضب» الإسرائيلي، في حديث للقناة 13 إن الحل يكمن في وقف الحرب فوراً، ونزع فتيل التوتر، ومنع المغامرة، والمخاطرة باندلاع حرب مع إيران ومحور المقاومة، لأن إسرائيل غير مستعدة لحرب معها الآن. منبهاً ومحذراً بأن مثل هذه الحرب ستحطّم إسرائيل. كما حمل على قادة الجيش، واتهم بتسويق معلومات كاذبة للإسرائيليين عن تدمير قوة «حماس».

«الصفقة» هي الحل؟

 بدوره،  أكد الرئيس السابق للقسم الأمني- السياسي في وزارة الأمان الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد أن المطلوب الآن لوقف حالة الانتظار والشلل الاقتصادي والتوتّر الأمني الخطر وتآكل قوة الردع والهيبة وقف الحرب في غزة، والذهاب لصفقة تعيد المخطوفين والنازحين توقف النزيف الديبلوماسي والاقتصادي، والتعاون مع الولايات المتحدة لترتيب موضوع الحدود مع لبنان، وربما التطبيع مع السعودية.

خطر حرب الاستزاف

 من جهته، حذر محلل الشؤون الديبلوماسية في القناة 12 العبرية نداف أيال من التورط في حرب طويلة، وقال «بينما نحن في انتظار حرب… تبقى الخشية في ان نكون أمام خطر حرب استنزاف طويلة، كما يحصل بين روسيا وأوكرانيا».

غياب الاستراتيجية لدى نتانياهو

اما وزير الأمن السابق في حكومة الاحتلال، رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، فقد انتقد حكومة نتنياهو، ودعا لضرورة التخلص من وعي ومفاهيم الماضي من أجل منع كارثة جديدة بعد «طوفان الأقصى». في حديث للإذاعة العبرية الرسمية، قال ليبرمان إن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو هي الأكثر فشلاً في تاريخ حكومات اليهود منذ 2000 عام، لافتاً الى استمرار النزيف بكل الجبهات والمستويات، ومع ذلك فإنها لا تتحمّل مسؤولية عن الكوارث التي وقعت منذ السابع من تشرين. ولفت الى ان المستويين السياسي والعسكري في «إسرائيل» ما زالا عالقين في السادس من تشرين، فيما يتصّرف نتنياهو بتباطؤ، ويحاول كسب الوقت، وإطالة أمد الحرب حتى يصل الى موعد الانتخابات العامة دون أي استراتيجية عامة. واضاف «علينا تغيير طريقة التفكير، ومنع الكارثة الاتية.

تصفية النووي الايراني!

وقال ليبرمان» قوة العدو تتعاظم، ولا أفهم لماذا ينتظر الجميع صواريخ إيرانية تسقط على إسرائيل. ما ثبت صحته في الماضي هو الضربة الاستباقية» لان الإيرانيين نجحوا في توحيد كل الجبهات، ونحن غير قادرين على بناء خطة إستراتيجية منفصلة لكل واحدة من أذرع إيران.. وعلينا تصفية مشروعها النووي، ونحن نملك قوات ملائمة كمّاً وكيفاً، ويحظر علينا السماح لهم مواصلة مراكمة القوة.

المواجهات جنوبا

وفيما دوت سفارات الانذار في يافا،اعلنت المقاومة عن8 عمليات بالامس، ابرزها قصف ‏ منصات للقبة الحديدية ومرابض مدفعية وآليات عسكرية وانتشار آلياته في منطقة خربة منوت بالجليل الغربي ردا على استهداف المنازل الآمنة وخصوصا في بلدة الدوير. وكذلك استهدفت المقاومة تجمعًا لجنود العدو ‏في موقع المرج بمسيرة انقضاضية وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة. في هذا الوقت شنت طائرات العدو8 غارات أعلنت وزارة الصحة إصابة 3 أشخاص بجروح في غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة يارين، وكانت مقاتلات حربية شنت فجر امس غارة عنيفة على منزل مأهول بالسكان في بلدة الدوير، ودمرته بالكامل ولم تسفر الغارة عن إصابات، لكنها تسببت بتحطم عشرات المنازل وألواح الطاقة الشمسية في محيط المنزل المستهدف، كما اغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية.

الاستعداد للاسوأ

في هذا الوقت، وتحسبا للسيناريوهات الاسوأ، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي، في اطار مراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول اي طارئ. وفي هذا الاطار، استقبل وفدا من «نقابة مستوردي المواد الغذائية» في لبنان برئاسة هاني بحصلي الذي اكد انه ليس هناك من تهافت على الاصناف، والبضاعة متوافرة للجميع. ونقل عن رئيس الحكومة تاكيده استمرار الجهود الديبلوماسية لعدم اتساع الحرب. واضاف انه في حال حصول حرب فان اهم شيء هو عدم اغلاق المرفأ او حصول حظر لكيلا يؤثر ذلك في الحركة اللوجستية لانها اهم شيء، وحاليا من ناحية التموين الغذائي لا مشكلة في لبنان». وفي موضوع ارتفاع الاسعار وعدم السماح لاحد برفع اسعاره قال « نعمل كنقابة وتجار لتوزيع بضائعنا في كل المناطق اللبنانية كي تكون بضائعنا موزعة في حال حصول حرب لا سمح الله». وردا على سؤال قال: الوضع ليس مستقرا وهذا ما اثر في الاوضاع السياحية، ولكن بالرغم من ذلك فان اللبنانيين ما زالوا متفائلين ولا يزال بعضهم يأتي وان كان بأعداد قليلة ونأمل ان نتابع الموسم هذا الصيف.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى