ثقافةفي مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم : يوري غاغارين يحلق في الفضاء الخارجي لأول مرة في التاريخ

 

الحوار نيوز – خاص

في مثل هذا اليوم عام 1961 ،حقق رائد الفضاء السوفييتي يوري غاغارين أول رحلة يقوم بها الإنسان الى الفضاء الخارجي حيث دار حول الأرض على متن مركبة الفضاء السوفييتية “فوستوك1”.

ولد يوري غاغارين لأسرة فقيرة في كلوشينو بالقرب من غزاتسك منطقة غرب موسكو في روسيا، وقد تمت إعادة تسمية مسقط رأسه باسمه سنة 1968 تكريماً له. كان والده نجاراً، أما أمه فكانت مولعةً بالقراءة،وكان ترتيبه بين إخوته الأربعة الثالث، وأخته الكبرى كانت معنية بتربيته لغياب والديه معظم الوقت لكسب العيش.

كما الكثير من الأسر في الاتحاد السوفييتي عانت أسرته الأمرّين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وقد فقد شقيقيه أثناء الحرب حيث قام الألمان بأسرهم ولم يعودا حتى نهاية الحرب. لم يتردد أساتذته بوصفه بالذكي، المجتهد، المتفاني في عمله.وترك التحاق أستاذه لمادة الرياضيات بالقوة الجوية للجيش الأحمر أثراً بارزاً على يوري.

مع زوجته
طفلا مع عائلته

 

أثناء عمله في أحد مصانع الحديد الصلب ،تم اختياره لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا في مدينة رستوف. وخلال وجوده هناك التحق بنادي للطيران وتدرب على التحليق بالطائرات الخفيفة، وبدأ اهتمامه بهذه الهواية الجديدة يزداد ويشغل معظم وقته حتى استطاع إتمام وإتقان فنون الطيران بشكل ممتاز ما شجعه على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران في أورنبيرغ سنة 1955 بعد إتمامه لدراسته في سرتوف.

في الكلية الحربية قابل فالنتينا غوريشيفا وتزوجا سنة 1957 م، وبعد تلقيه التدريب الكافي على طائرة ميغ-15 تم تعيينه في قاعدة جوية بالقرب من الحدود النرويجية في إقليم مورمانسك.

 

في عام 1960م بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفييتي بعمليات بحث دقيقة للعثورعلى الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمه المرتقبة التي ستحدث تغيرا كبيرا على الساحة الدولية. فنجاح الاتحاد السوفييتي في برنامجه لاستكشاف الفضاء، يعني أنه قد سبق الولايات المتحدة في أبحاث الفضاء ،خاصةً وأن تلك الفترة كانت تمثل تنافسا لامحدود بين القوتين العظميين في ذلك الوقت في جميع المجالات والأصعدة.

 وقع الاختيار على عشرين شخصا من بينهم يوري غاغارين، وقد أخضع العشرون لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة. كان على القائمين في البرنامج السوفييتي أن يختاروا أحد الإسمين( يوري غاغارين أو جيرمان تيتوف) ليكون أول شخص يرسل للفضاء، ووقع الاختيار على قصير القامة يوري غاغارين لكونه الأكثر تميزاً أثناء التدريبات والاختبارات بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة.

يوري في الفضاء

في الثاني عشر من أبريل 1961 أصبح يوري أول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن “فوستوك 1“، وأثناء وجوده في الفضاء تمت ترقيته من مساعد أول إلى رائد.

دهش السوفييت من عودة يوري إلى الأرض سالماً حيث أنهم لم يتوقعوا ذلك، وأسرع نيكيتا خروتشوف إلى جعل يوري بطلاً قومياً ما زاد من شهرة يوري أكثر فأكثر. أعجب خروتشوف بالإنجاز غير المسبوق والنجاح الباهر لبرنامج الفضاء السوفييتي وأمر بزيادة الإنفاق لتطوير ترسانة الصواريخ السوفييتية على حساب الأسلحة التقليدية ما أثار سخط المؤسسة العسكرية، وكان أحد أهم الأسباب التي أودت بخروتشوف سياسياً.

مع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشيف

 

أصبح يوري بعد عودته إلى الأرض أحد أهم المشاهير، وراح يجول العالم في حملة إعلانية للاتحاد السوفييتي، وأظهر أداءً جيداً جدا بتعامله مع الشهرة. انتُخب نائباً في المجلس السوفييتي الأعلى إلى أن عاد مجدداً إلى “ستار سيتي” الروسية ليساعد في تصميم مركبة فضائية قابلة للاستعمال لأكثر من مرة. وفي عام 1967 كان هناك عندما فشلت كبسولة الفضاء “سويوز” وعلى متنها الرائد السوفييتي فلاديمير كوماروف من دخول الغلاف الجوي.

 

     وفاته

تمثال غاغارين في موسكو

وفقاً لطبيعة منصبه الجديد كنائب لمدير التدريب في ستار سيتي كان على يوري أن يقوم بالطيران مجدداُ على متن ميج-15 ليمنح أهلية الطيران مرةً أخرى، وفي السابع والعشرين من مارس 1968 وأثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية بالقرب من كيرزاتش، تحطمت طائرته نتيجةٍ خللٍ لم يعرف سببه ما أودى بحياته وحياة المدرب الذي كان برفقته.

 يذكر أن اسمه تم وضعه على لوحة رائد الفضاء الفقيد فوق سطح القمر تخليدا لإسهاماته وكل من فقدوا في سبيل أبحاث الفضاء.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى