ثقافةفي مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم : إعدام القديس فالنتاين الذي صار عيدا للحب..فمناسبة تجارية!
الحوار نيوز – خاص
في مثل هذا اليوم من العام 273 للميلاد تم إعدام القديس فالنتاين بقطع الرأس ،وعلى الرغم من ذلك صار 14 شباط عيدا للحب والعشاق.
القديس فالنتاين هو قديس روماني من القرن الثالث الميلادي، واسمه يعني حرفيًا القوي أو الصحي، مشهور بعيد الفالنتاين أو عيد الحب أو العشاق والذي يحتفل باسمه في 14 فبراير شباط من كُل سنة ،وقد كان يُحتفل بهذا العيد منذ العصور الوسطى المتوسطة بتقليد مودة الحب.
ليس هناك حكاية حقيقية ثابتة عن هذا القديس حتى الآن، فحكايته تختلف من منطقة إلى أُخرى، لكن الحكاية الأقرب بأن فالنتاين كان كاهنًا مسيحيًا وكان يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم، حيث كان سر الزواج في المسيحية موجودًا في ذلك الوقت، وبسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب على كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب والعشاق لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية بذكراه في يوم 14 فبراير ،بينما تحتفل الكنائس الآرثوذكسية بذكراه في يوم 30 يوليو.
وقد حمل عدد من “الشهداء” المسيحيين الأوائل اسم فالنتاين. أما القديسان المسيحيان اللذان يجري تكريمهما في الرابع عشر من شهرشباط فهما: القديس فالنتاين الذي كان يعيش في روما ، وكذلك القديس فالنتاين الذي كان يعيش في مدينة تورني ، وكان القديس فالنتاين الذي كان يعيش في روما قسيسًا في تلك المدينة، وقد قتل حوالي عام 269 بعد الميلاد وتم دفنه قرب طريق “فيا فلامينا“. ودفنت رفاته في كنيسة سانت براكسيد في روما.
أما القديس فالنتاين الذي كان يعيش في تورني فقد أصبح أسقفًا لمدينة انترامنا (الاسم الحديث لمدينة تورني) تقريبًا في عام 197 بعد الميلاد، ويُقال إنه قد قُتل فترة الاضطهاد التي تعرض له المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان. وجرى دفنه أيضًا قرب “فيا فلامينا”، ولكن في مكان مختلف عن المكان الذي تم فيه دفن القديس فالنتاين الذي كان يعيش في روما. أما رفاته، فقد تم دفنها في باسيليكا (كنيسة) القديس فالنتاين في تورني. أما الموسوعة التي تحمل اسم كاثوليك إنسايكلوبيديا فتتحدث أيضًا عن قديس ثالث يحمل نفس الاسم وقد ورد ذكره في “سجل الشهداء والقديسين الخاص بالكنيسة الكاثوليكية” في الرابع عشر من شهر فبراير. وقد قتل في أفريقيا مع عدد من رفاقه، ولكن لا توجد أية معلومات أخرى معروفة عنه.
ولا يوجد أي مجال للحديث عن الرومانسية في السيرة الذاتية الأصلية لهذين القديسين الذين عاشا في بدايات العصور الوسطى. وبحلول الوقت الذي أصبح فيه اسم القديس فالنتاين مرتبطًا بالرومانسية في القرن الرابع عشر، كانت الاختلافات التي تميز بين القديس فالنتاين الذي كان يعيش في روما والقديس فالنتاين الذي كان يعيش في تورني قد زالت تمامًا.
وفي عام 1969، عندما تمت مراجعة التقويم الكاثوليكي الروماني للقديسين تم حذف يوم الاحتفال بعيد القديس فالنتاين في الرابع عشرمن شهرشباط من التقويم الروماني العام، وإضافته إلى تقويمات أخرى (محلية أو حتى قومية) لأنه “على الرغم من أن يوم الاحتفال بذكرى القديس فالنتاين يعود إلى عهد بعيد، فقد تم اعتماده ضمن تقويمات معينة فقط لأنه بخلاف اسم القديس فالنتاين الذي تحمله هذه الذكرى، ولا توجد أي معلومات أخرى معروفة عن هذا القديس سوى دفنه بالقرب من طريق “فيا فلامينا” في الرابع عشر من شهر فبراير.”ولا يزال يتم الاحتفال بهذا العيد الديني في قرية بالتسان في جزيرة مالطا، وهو المكان الذي يُقال إن رفات القديس قد وُجدت فيه. ويشاركهم في ذلك الكاثوليكيون المحافظون من جميع أنحاء العالم ممن يتبعون تقويمًا أقدم من ذلك التقويم الذي وضعه مجلس الفاتيكان الثاني.
تقاليد الاحتفال بعيد الحب
على الرغم من وجود مصادر حديثة شائعة تربط بين عطلات شهر شباط غير المحددة في العصر الإغريقي الروماني – والتي يزعم عنها الارتباط بالخصوبة والحب – وبين الاحتفال بيوم القديس فالنتين، فإن البروفيسور جاك بي أوريوتش من جامعة كانساس ذكر في دراسته التي أجراها حول هذا الموضوع أنه قبل عصر تشوسر لم تكن هناك أي صلة بين القديسين الذين كانوا يحملون اسم فالنتينوس وبين الحب الرومانسي. وفي التقويم الأثيني القديم، كان يطلق على الفترة ما بين منتصف يناير ومنتصف فبراير اسم “شهر جامليون” نسبةً إلى الزواج المقدس الذي تم بين زوس وهيرا.
وفي روما القديمة، كان لوبركايلي من الطقوس الدينية التي ترتبط بالخصوبة، وكان الاحتفال بمراسمه يبدأ في اليوم الثالث عشر من شهر فبراير ويمتد حتى اليوم الخامس عشر من نفس الشهر. ويعتبر لوبركايلي أحد المهرجانات المحلية الخاصة التي كان يُحتفل بها في مدينة روما. أما الاحتفال الأكثر عمومية والذي كان يطلق عليه اسم “جونو فيبروا” والذي يعني “جونو المطهر” أو “جونو العفيف”، فقد كان يتم الاحتفال به يومي الثالث عشر والرابع عشر من شهر فبراير. وقد قام البابا جيلاسيوس الأول (الذي تولى السلطة البابوية بين عامي 492 و496) بإلغاء احتفال لوبركايلي. ومن الآراء الشائعة أن قرار الكنيسة المسيحية بالاحتفال بالعيد الديني للقديس فالنتين في منتصف شهر فبراير قد يعبر عن محاولتها تنصير احتفالات لوبركايلي الوثنية. ولم تستطع الكنيسة الكاثوليكية أن تمحو احتفال لوبركايلي شديد الرسوخ في وجدان الناس فقررت أن تخصص يومًا لتكريم السيدة مريم العذراء.
“لقد أصبح يوم القديس فالنتين عطلة قومية في البلاد على الرغم من أنه لم يكن كذلك في الماضي.” وقد تم إصدار بطاقات عيد الحب بأعداد كبيرة من الورق المزين بزخارف الدانتيل لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم طرحها بأعداد كبيرة. وقد كان تبادل بطاقات عيد الحب في بريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر إحدى الصيحات التي انتشرت آنذاك. أما في عام 1847، فقد بدأت استر هاولاند نشاطًا تجاريًا ناجحًا في منزلها الموجود في مدينة ووستر في ولاية ماسشوسيتس، فصممت بطاقات لعيد الحب مستوحاة من نماذج إنجليزية للبطاقات.
وكان انتشار بطاقات عيد الحب في القرن التاسع عشر في أمريكا – التي أصبحت فيها الآن بطاقات عيد الحب مجرد بطاقات للمعايدة وليست تصريحًا بالحب – مؤشرًا لما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك عندما بدأ تحويل مثل هذه المناسبة إلى نشاط تجاري يمكن التربح من ورائه. وتشير الإحصائيات التي قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أنحاء العالم في كل عام يبلغ مليار بطاقة تقريبًا، وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتي في المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد. كما توضح الإحصائيات التي صدرت عن هذه الرابطة أن الرجال ينفقون في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء على هذه البطاقات في الولايات المتحدة الأمريكية.
عيد الحب واللون الأحمر
ولكن لماذا ارتبط عيد الحب باللون الأحمر؟
يحمل اللون الأحمر العديد من الدلائل التى جعلته اللون الأساسى للاحتفال بـ” الفلانتين”، مثل :
- يعتبر اللون الأحمر هو لون السعادة والازدهار في الصين، ولأن عيد الحب هو يوم خاص للاحتفال بعلاقات الحب، لذلك فهو مرتبط أيضاً بعيد الحب.
- يعتبر اللون الأحمر من الألوان القوية والمحفزة لمشاعر الحب، لذلك فهو اللون الأساسى المرتبط بعيد الحب، سواء فى الهدايا من زهور وإكسسوارات وأشكال القلوب المطروحة بالمحلات التجارية المختلفة وأغلفة الهدايا والملابس .
- يعتبر اللون الأحمر من الألوان التى تساعد على التخلص من الشعور بالتعب والإرهاق، ويساعد على انخفاض ضغط الدم، لذلك فهو مرتبط بيوم “الفلانتين “.
فلانتين
- يعتبر اللون الأحمر رمز الرومانسية، وارتداء الملابس الحمراء تعنى إنك مغرم بشخص ما، لذلك يحرص المحبين على ارتداء هذا اللون عند الاحتفال بعيد الحب.
وكتبت الدكتورة فانج فانج ون في كتابها “علم النفس التطوري” أنه عندما تختار النساء ارتداء الأحمر فإنهن “يعكسن نواياهن الجنسية من البداية”، لذلك، في معظم البلدان الشرقية مثل الهند والصين، ترتدي العروس الساري الأحمر والشيونجسام إيذانًا ببداية حياتها الزوجية.
وارتبط لون الحب ارتباطًا وثيقًا لعلاقته باحمرار الوجه أو اندفاع الدم، فعندما ينجذب شخص إلى شخص آخر، يُقال إن التفاعلات الكيميائية تحدث في الجسم مما يؤدي إلى ضخ القلب بشكل أسرع ويتسبب في تحول الخدين إلى اللون الأحمر الوردي، لذلك عندما يرتدى المحب اللون الأحمر في “الفلانتين”، فهذا يعني أن دمه يتدفق من أجل شخص مميز، وفقاً لما ذكره موقع ” herculture “.