في مثل هذا اليوم: إطلاق “مبادرة السلام العربية” من قمة بيروت..لكنها ولدت ميتة!
الحوار نيوز – خاص
في مثل هذا اليوم ،27 آذار عام 2002 ،أطلق ولي العهد السعودي في ذلك الحين الأمير عبد الله بن عبد العزيز خلال القمة العربية الرابعة عشرة في بيروت ،مبادرة السلام العربية لتسوية النزاع العربي – الإسرائيلي .لكن هذه المبادرة ولدت ميتة ،فلا إسرائيل أعارتها الاهتمام خلال عشرين سنة ،ولا الفلسطينيون اتفقوا على السير بها ،وهي ما تزال حتى اليوم مجمدة وتنام في الأدراج.
مبادرة السلام العربية هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 ،وعودة اللاجئين الفلسطينيين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل. وقد نالت هذه المبادرة في حينه تأييداً عربياً.
نص المبادرة
وفي ما يلي النص الحرفي للمبادرة :
” مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته الرابعة عشرة.
إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في حزيران/يونيو 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد.
وبعد أن استمع إلى كلمة عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي أعلن من خلالها مبادرته داعياً إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) والذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.
وانطلاقاً من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف.
- – يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا.
- – كما يطالبها القيام بما يلي:
- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والأراضي التي ما ما زالت محتلة في جنوب لبنان.
- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو (حزيران) في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
- – عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:
- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.
- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.
- – ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
- – يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنا للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبا إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار.
- – يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.
- – يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تاكيد دعمها على كافة المستويات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الإسلامية والاتحاد الأوروبي.
المبادرة الميتة
مضت عشرون سنة بالتمام والكمال على هذه المبادرة وإسرائيل تدير ظهرها لها ،من دون أن تعطي رأيا واضحا ،وهي تعتبر اليوم أن الأحداث قد تجاوزتها .
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن عام 2016 أنه يعارض مبادرة السلام التي طرحتها جامعة الدول العربية عام 2002، على الرغم من ذكره لوجود “عناصر إيجابية” فيها تحدث عنها في الفترة الأخيرة.
لكنه عاد ورأى “أن هذه المبادرة تتضمن عناصر إيجابية مؤكدا استعداده للتفاوض مع الدول العربية.ولكن من الواضح أنه يجب تحديثها مع الأخذ بالاعتبار التغييرات التي طرأت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة”.
وقال نتانياهو أنه بإمكان المبادرة العربية أن تكون “ذات صلة شرط إلغاء بعض مطالبها” حول الانسحاب الإسرائيلي واللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف “يحب تعزيز فكرة عقد لقاء إقليمي يؤدي إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية والتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين”.
لكن الجامعة العربية بلسان الأمين العام في ذلك الحين نبيل العربي رد على نتنياهو بأن”هذا كلام مرفوض تماما، لأن مبادرة السلام العربية لها فلسفة معينة ولها ترتيب معين وصدر بها قرارات من 14 قمة عربية حتى الآن”.
وأضاف “أن البعض يلمح لضرورة بدء العرب بتنفيذ التزاماتهم حتى تقدم إسرائيل على التفكير في تنفيذ تعهداتها، وهو ما يمثل تحايلا غير مقبول”.
وكانت حركة “حماس ” د رفضت هذه المبادرة قبل أن تولد .وفي كتاب “نظرة على المقاومة من الداخل”، الذي نشر في 2010، قال المقاوم محمد عرمان، من كتائب عزم الدين القسام، إنه قبل بضعة اسابيع من مؤتمر القمة في بيروت تلقت كل خلايا المنظمة تعليمات من المستوى الاعلى في المنظمة لاحباط هذه المبادرة. وهكذا قبل بضع ساعات من مؤتمر القمة حدثت العملية الانتحارية الاكثر صعوبة في تاريخ اسرائيل، فقتل 30 شخصا واصيب 160 شخصا في الوقت الذي كانوا يجلسون فيه على طاولة عيد الفصح في فندق “بارك” في نتانيا.وأعقبت ذلك حملة إسرائيلية واسعة في قاع غزة.