ثقافةفي مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم:وفاة الكاتب السعودي عبد الرحمن منيف صاحب “مدن الملح” و”أرض السواد”
الحوار نيوز – خاص
(“في مثل هذا اليوم ” هو عنوان فقرة يومية جديدة تستحدثها “الحوار نيوز” ، بهدف ثقافي بحت يرمي الى توسيع دائرة المعلومات لدى القراء.نأمل أن تلقى رواجا لدى عامة الناس .والله ولي التوفيق).
عبد الرحمن منيف
في مثل هذا اليوم 24 كانون الثاني عام 2004 ،توفي الكاتب والروائي السعودي الشهير عبد الرحمن منيف صاحب الروايتين الشهيرتين “مدن الملح” عن الجزيرة العربية و”أرض السواد” عن العراق.
عبد الرحمن بن إبراهيم المنيف يعتبر واحداً من أهم الكُتاب والرِوائيين العرب خلال القرن العشرين، وأشهر رُواة سيرة الجزيرة العربية المُعاصرة، وأحد أعمدة السرد العربي البارزة في العصر الحديث. ينتمي إلى بلدة قصيبا الواقعة على طريق عيون الجوى ‹شمال منطقة القصيم› في وسط الجزيرة العربية، السعودية. كان والده ‹إبراهيم العلي المنيف، من كبار تجار نجد (العقيلات) الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والعراق، والشام.
عُرِف عبد الرحمن مُنيف (وهذا اسم شهرته)، مفكراً وناشطاً سياسياً ‹حزبياً، ثم خبيراً اقتصادياً حاصلاً على درجة الدكتوراه، وكاتباً صحفياً محباً للفن التشكيلي، ثم مؤلّفاً روائياً ‹منصرفاً عن أعمال الصحافة، وقاصاً، وكاتب سيرِ.
ولد في عمان عام 1933م وعاش فترةً من طفولته في ظل إمارة شرق الأردن ثمّ في السعودية. أتم مراحل دراسته الأولى في الأردن وحصل منها على الشهادة الثانوية سنة 1952م، ثم انتقل إلى العراق والتحق بكلية الحقوق في بغداد حتى عام 55م إذ جرى إبعاده بقرار سياسي مع مجموعة من الطلاب العرب، لينتقل إلى مصر لإكمال دراسته هناك. وقد ارتحل منذ عام 58م إلى يوغسلافيا لإكمال دراسته العليا في جامعة بلغراد فحصل منها عام 61م على الدكتوراه في الاقتصاد،‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق. مارس العمل السياسي الحزبي زمناً ثم انهى علاقته السياسية التنظيمية الحزبية رسميا بعد مؤتمر حمص 62م، وعمل بعدها في الشركة السورية للنفط (شركة توزيع المحروقات، مكتب توزيع النفط الخام، دمشق›)حتى غادر إلى بيروت عام 73م وبدأ عمله في الصحافة حيث عمل في مجلة “البلاغ” اللبنانية، وكان قد نشر أعماله الروائية “الأشجار واغتيال مرزوق”، وقد تزوج خلال تلك الفترة من سيدة سورية تدعى سعاد قوادري وأنجب منها ثلاثة أبناء وابنة واحدة. لاحقا في عام 75م عاد ليقيم في بغداد، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» العراقية حتى عام 81م حيث غادر إلى فرنسا متفرغاً للكتابة. وقد عاد إلى دمشق خلال عام 86م، حيث صارت مقر إقامته الدائمة، إلى حين توفي، وبها دفن، بناء على وصيته.
خاض في العراق غمار النشاط السياسي خلال مرحلة مهمة من تاريخ العراق، ولكنه ما لبث أن اُبعِد بعد توقيع حلف بغداد عام 55م من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب.
مارس منيف العمل السياسي الحزبي خلال فترة انضمامه لحزب البعث العربي الاشتراكي وأصبح عضواً في القيادة القومية زمناً ثم انهى علاقته السياسية التنظيمية (الحزبية) بعد مؤتمر حمص عام 62م. وقد ظل مُنيف مناوئاً للأنظمة العربية بشقيها الملكي والجمهوري،بعد هزيمة 67م التي كان لها أثر بالغ في نفسه ليبدأ ممارسة السياسة، ولكن هذه المرّة عبر العمل الأدبي. عاد مرة أخرى إلى العراق عام 75م ثمّ غادر مرة أخرى إلى فرنسا عام 81م ‹متفرغا للكتابة› خلال بدايات الحرب العراقية الإيرانية، وقد صرّح في وقت لاحق أنه لم يكن مقتنعاً بقضية هذه الحرب، لأنها كانت حرباً مجانية، وليس لها ما يبررها، وبالتالي ليس لأحد أن يتفق معها. بقي إلى آخر أيامه معارضا للإمبريالية العالمية وظل رافضا للغزو الأميركي للعراق سنة 2003 ولكل ما ترتب عليه، رغم معارضته الشديدة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
المؤلفات
له عشرات المؤلفات لكن أبرزها:مدن الملح،أرض السواد،شرق المتوسط،النهايات،الأشجار واغتيال مرزوق ،قصة حب مجوسية،لوعة الغياب، ،المنبت،التيه،الآن هنا.
مدن الملح
تعتبر “مدن الملح” هي رواية واحدة من أشهر الروايات العربية ،وتتألف من 5 أجزاء، لذا تُعد خماسية.وتتكلموتصور الرواية الحياة مع بداية اكتشاف النفط والتحولات المتسارعة التي حلت بمدن وقرى الجزيرة العربية بسبب أكتشاف النفط.
يتناول الجزء الأول بوادر ظهور النفط في الجزيرة العربية من خلال سكانها وتظهر شخصية متعب الهذال الرافضة كتعبير عن الموقف العفوي لأصحاب الأرض ،ما اجبر السلطة أن تستعمل العنف. يصف هذا الجزء بالتفصيل بناء المدن الجديدة (حران كانت النموذج) والتغيرات القاسية والعاصفة على المستوى المكاني وخاصة الإنساني.
الأخدود
في الجزء الثاني ينتقل منيف إلى تصوير اهل السلطة والسياسة في الصحراء التي تتحول إلى حقل بترولي. نقطة البداية كانت انتقال الحكم من السلطان خربيط إلى ابنه خزعل الذي يمنح كل التسهيلات إلى الأمريكان لتحقيق مخططاتهم. الشخصية الرئيسية في هذا الجزء هو مستشار السلطان الجديد صبحي المحملجي الملقب بالحكيم وهو من أصل لبناني جاء إلى حران أولا كطبيب ثم ينتقل إلى العاصمة موران بحس مغامر ليرتقي إلى أكبر المناصب ويبسط نفوذه. في هذا الجزء تزداد وتيرة التحولات حدة وسرعة بحيث لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما ستؤول اليه الأمور. ينتهي هذا الجزء في لحظة انقلاب فنر على اخيه حين كان خارج موران.
تقاسيم الليل والنهار
يعود الجزء الثالث إلى جذور العائلة الحاكمة إلى سنوات التصارع القبائلي التي تتوج خربيط كأهم حاكم في المنطقة، في اللحظة التي يقتحم فيها الغرب الصحراء فيجد في تحالفه مع خربيط وسيلة لامتلاك الثروة التي كان يبحث عنها ويستغل السلطان ذلك الظرف للهيمنة على كل ما يمكن أن تطاله يده ويعود هذا الجزء إلى نشأة كل من خزعل وفنر.
المنبت
الجزء الرابع من خماسية مدن الملح حمل عنوان “المُنْبَت” وفيه يستعرض عبد الرحمن منيف حال السلطان المخلوع “خزعل” بعد أن أطاح به أخوه الأمير “فنر” خلال زيارة إلى ألمانيا. هذا الانقلاب الذي شارك فيه رجال زرعهم مستشار السلطان المخلوع “الحكيم صبحي المحملجي” أثر على العلاقات الودية بين خزعل والحكيم التي توجت بزفاف السلطان من ابنة الحكيم الوحيدة.
بادية الظلمات
بعد أن يستقر الأمر بلا منازع لفنر يعود منيف لرصد حالة الناس في ظل هذه المتغيرات، حيث لا تبقى العادات هي نفسها ولا حتى الأمكنة ويتغير حتى شكل الانتماء والهوية. في هذا الجزء الأخير يصبح اسم الأرض بالدولة الهديبية ويصبح فنر شخصية أسطورية لكنه ينتهي بالاغتيال من خاصته.