في مثل هذا اليوم:نهاية الخلافة العثمانية وطرد آخر سلاطينها من تركيا
الحوار نيوز – خاص
في مثل هذا اليوم ، 3 آذار/مارس 1924، وبعد ستة أشهر من تأسيس الجمهورية التركية، أُلغيت الخلافة العثمانية وأُطيح بالسلالة العثمانية وطرد السلطان عبد المجيد الثاني من تركيا،وفي 23 أغسطس/آب 1944، توفي عبد المجيد الثاني في منزله في بوليفارد سوشيت في باريس،. وتزامنت وفاته مع تحرير باريس من الاحتلال الألماني.
وكان تفكك وسقوط الدولة العثمانية قد بلغ مداه بين العامين 1908 و1922 ،وهي آخر مرحلة من مراحل الدولة العثمانية، بدأت مع اندلاع ثورة تركيا الفتاة التي أعادت دستور 1876 العثماني وأدخلت ديمقراطية تعدد الأحزاب بنظام انتخابي على مرحلتين :قانون انتخابي في ظل البرلمان العثماني. أعطى الدستور الأمل بتحرير مواطني السلطنة لتحديث مؤسساتها وحل التوترات الطائفية. ولكن بدلاً من ذلك، أظهرت تلك المرحلة هشاشة الخلافة وشفق انهيارها.
وبالرغم من الإصلاحات العسكرية العثمانية، إلا أن الجيش العثماني واجه هزيمة كارثية في الحرب الإيطالية التركيةعام 1911 و1912 ،وحروب البلقان (1912-1913)، ما أدى إلى طرد العثمانيين من شمال إفريقيا وتقريبًا خارج أوروبا.
كان سبب الاضطرابات المستمرة التي أدخلت العثمانيين الحرب العالمية الأولى هو الانقلاب المضاد 1909 الذي سبق واقعة 31 مارس، ثم انقلاب 1912 والانقلاب العسكري 1913 في السلطنة. انتهت مساهمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى في مسرح الشرق الأوسط بتقسيم أراضي السلطنة بموجب شروط معاهدة سيفر. تلك المعاهدة التي صيغت في مؤتمر لندن بحيث خصصت أرضًا اسمية للعثمانيين وسمحت ببقاء “الخلافة العثمانية” (على غرار الفاتيكان دولة كهنوتية-ملكية يحكمها البابا الكاثوليكي)، ما جعلهم ضعفاء فلا يشكلوا أي تهديد على الأوروبيين.
أدى احتلال العاصمة أستانة (اسطنبول) إلى جانب احتلال إزمير إلى تحريك الحركة الوطنية التركية التي انتصرت في حرب الاستقلال التركية. قامت الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا في 1 نوفمبر 1922 بالإلغاء الرسمي للسلطنة العثمانية. واعتبرت السلطان شخصًا غير مرغوب به في الأراضي التي حكمتها الأسرة العثمانية منذ سنة 1299.
أسباب السقوط
وعلى الرغم من أن المؤرخين ليسوا متفقين تماما على أسباب انهيار الإمبراطورية العثمانية المفجع،فإن بعض المحللين يورد أسبابا موضوعية لهذا السقوط على النحو الآتي:
الطابع الزراعي
في الوقت الذي اجتاحت فيه الثورة الصناعية أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ظل الاقتصاد العثماني يعتمد على الزراعة.
كانت الإمبراطورية تفتقر إلى المصانع لمواكبة بريطانيا العظمى وفرنسا وحتى روسيا، وفقا لما قاله الأستاذ المشارك في دراسات الشرق الأدنى بجامعة “برينستون” مايكل أي. رينولدز. ونتيجة لذلك، كان النمو الاقتصادي للإمبراطورية ضعيفا، والفائض الزراعي الذي كانت تنتجه الإمبراطورية كان يذهب لسداد قروض الدائنين الأوروبيين.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، لم يكن لدى الإمبراطورية العثمانية الخبرة الصناعية الكافية لإنتاج الأسلحة الثقيلة والذخيرة والحديد والصلب، اللازمة لبناء خطوط السكك الحديدية لدعم المجهود الحربي.
غياب التماسك الداخلي
شملت الإمبراطورية العثمانية في ذروتها بلغاريا ومصر واليونان والمجر والأردن ولبنان وفلسطين ومقدونيا ورومانيا وسوريا وأجزاء من الجزيرة العربية والساحل الشمالي لأفريقيا.
ويقول رينولدز إن التنوع الهائل في العرق واللغة والاقتصاد والجغرافيا، لم يكن يناسب المجتمعات المتجانسة الحديثة.
ودرجت الشعوب المختلفة التي كانت جزءا من الإمبراطورية، على التمرد بشكل مضطرد. وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر، اضطرت الإمبراطورية لأن تسمح لبلغاريا ودول أخرى بالاستقلال الذي كان مصحوبا بالتنازل عن المزيد من الأراضي.
وبعد خسارتها حروب البلقان بين عامي 1912 و1913 أمام تحالف ضم بعض ممتلكاتها الإمبراطورية السابقة، اضطر العثمانيون للتخلي عن كل ما تبقى من أراضيهم الأوروبية.
تخلف التعليم
على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين التعليم في القرن الثامن عشر، فإن الإمبراطورية العثمانية تخلفت عن منافسيها الأوروبيين في مجال محو الأمية، رغم وجود عدد من الجامعات والمدارس المتخصصة في ولاياتها.
فالموارد البشرية للإمبراطورية العثمانية مثل الموارد الطبيعية، كانت نسبيا غير متطورة، وهذا يعني أن الإمبراطورية كانت تعاني من نقص في عدد الضباط العسكريين المدربين تدريبا جيدا، وكذلك المهندسين والكتاب والأطباء والمهن الأخرى.
تنافس الإمبراطوريات
ساعدت طموحات القوى الأوروبية في التسريع بزوال الإمبراطورية العثمانية.وقد سعت كلٌّ من روسيا والنمسا لدعم القوميين المتمردين في البلقان لتعزيز نفوذهما هناك، وكان البريطانيون والفرنسيون حريصين على اقتطاع الأراضي التي تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
النزاع مع روسيا
سعت روسيا القيصرية المجاورة -التي ضم عالمها المترامي الأطراف المسلمين أيضا- لتصبح منافسا على نحو متزايد. كما شكلت الإمبراطورية الروسية أكبر مصدر تهديد للإمبراطورية العثمانية، وكان تهديدا وجوديا حقيقيا.
وعندما اتخذت الإمبراطوريتان موقفين متعاكسين في الحرب العالمية الأولى، انتهى المطاف بالروس إلى الانهيار، أولا جزئيا بسبب أن القوات العثمانية منعت روسيا من الحصول على إمدادات من أوروبا عبر البحر الأسود، كما قاوم القيصر نيكولاس الثاني ووزير خارجيته سيرغي سازانوف فكرة التفاوض على توقيع اتفاقية سلام منفصلة مع الإمبراطورية العثمانية، والتي ربما كانت ستنقذ روسيا القيصرية من الانهيار.
تركة الحرب العالمية
إن الوقوف إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى ربما كان السبب الأهم وراء زوال الإمبراطورية العثمانية. قبل الحرب، كانت الإمبراطورية العثمانية قد وقعت معاهدة سرية مع ألمانيا، تبين أنها كانت اختيارا بالغ السوء.
ففي الصراع الذي أعقب ذلك، خاض جيش الإمبراطورية حملة دموية وحشية في شبه جزيرة غاليبولي لحماية القسطنطينية من غزو قوات الحلفاء في عامي 1915 و1916.
وفي نهاية المطاف، فقدت الإمبراطورية العثمانية ما يقرب من نصف مليون جندي، معظمهم بسبب المرض، بالإضافة إلى حوالي 3.8 ملايين آخرين أصيبوا في الحرب أو بالمرض.
وفي أكتوبر 1918، وقّع العثمانيون هدنة مع بريطانيا العظمى، وخرجوا من الحرب.
ويجادل بعض المختصين في أنه لولا الخيار المشؤوم في الحرب العالمية الأولى، فإن الإمبراطورية العثمانية ربما وفقت في النجاة وأخذت فرصة للتحديث والتطوير.
ويعتقد المؤرخ في جامعة “كورنيل” مصطفي ميناوي أن الإمبراطورية العثمانية كانت لديها القدرة على التطور إلى دولة فدرالية متعددة الأعراق واللغات.
لكن، بدلا من ذلك -كما يرى ميناوي- أدت الحرب العالمية الأولى إلى تفكك الإمبراطورية، لأن “الإمبراطورية العثمانية انحازت إلى الجانب الخاسر”. وأشار إلى أن الحرب عندما انتهت، “قرر المنتصرون تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية فيما بينهم”.
وكان تفكك وسقوط الدولة العثمانية قد بلغ مداه بين العامين 1908 و1922 ،وهي آخر مرحلة من مراحل الدولة العثمانية، بدأت مع اندلاع ثورة تركيا الفتاة التي أعادت دستور 1876 العثماني وأدخلت ديمقراطية تعدد الأحزاب بنظام انتخابي على مرحلتين :قانون انتخابي في ظل البرلمان العثماني. أعطى الدستور الأمل بتحرير مواطني السلطنة لتحديث مؤسساتها وحل التوترات الطائفية. ولكن بدلاً من ذلك، أظهرت تلك المرحلة هشاشة الخلافة وشفق انهيارها.
وبالرغم من الإصلاحات العسكرية العثمانية، إلا أن الجيش العثماني واجه هزيمة كارثية في الحرب الإيطالية التركيةعام 1911 و1912 ،وحروب البلقان (1912-1913)، ما أدى إلى طرد العثمانيين من شمال إفريقيا وتقريبًا خارج أوروبا.
كان سبب الاضطرابات المستمرة التي أدخلت العثمانيين الحرب العالمية الأولى هو الانقلاب المضاد 1909 الذي سبق واقعة 31 مارس، ثم انقلاب 1912 والانقلاب العسكري 1913 في السلطنة. انتهت مساهمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى في مسرح الشرق الأوسط بتقسيم أراضي السلطنة بموجب شروط معاهدة سيفر. تلك المعاهدة التي صيغت في مؤتمر لندن بحيث خصصت أرضًا اسمية للعثمانيين وسمحت ببقاء “الخلافة العثمانية” (على غرار الفاتيكان دولة كهنوتية-ملكية يحكمها البابا الكاثوليكي)، ما جعلهم ضعفاء فلا يشكلوا أي تهديد على الأوروبيين.
أدى احتلال العاصمة أستانة (اسطنبول) إلى جانب احتلال إزمير إلى تحريك الحركة الوطنية التركية التي انتصرت في حرب الاستقلال التركية. قامت الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا في 1 نوفمبر 1922 بالإلغاء الرسمي للسلطنة العثمانية. واعتبرت السلطان شخصًا غير مرغوب به في الأراضي التي حكمتها الأسرة العثمانية منذ سنة 1299.
أسباب السقوط
وعلى الرغم من أن المؤرخين ليسوا متفقين تماما على أسباب انهيار الإمبراطورية العثمانية المفجع،فإن بعض المحللين يورد أسبابا موضوعية لهذا السقوط على النحو الآتي:
الطابع الزراعي
في الوقت الذي اجتاحت فيه الثورة الصناعية أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ظل الاقتصاد العثماني يعتمد على الزراعة.
كانت الإمبراطورية تفتقر إلى المصانع لمواكبة بريطانيا العظمى وفرنسا وحتى روسيا، وفقا لما قاله الأستاذ المشارك في دراسات الشرق الأدنى بجامعة “برينستون” مايكل أي. رينولدز. ونتيجة لذلك، كان النمو الاقتصادي للإمبراطورية ضعيفا، والفائض الزراعي الذي كانت تنتجه الإمبراطورية كان يذهب لسداد قروض الدائنين الأوروبيين.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، لم يكن لدى الإمبراطورية العثمانية الخبرة الصناعية الكافية لإنتاج الأسلحة الثقيلة والذخيرة والحديد والصلب، اللازمة لبناء خطوط السكك الحديدية لدعم المجهود الحربي.
غياب التماسك الداخلي
شملت الإمبراطورية العثمانية في ذروتها بلغاريا ومصر واليونان والمجر والأردن ولبنان وفلسطين ومقدونيا ورومانيا وسوريا وأجزاء من الجزيرة العربية والساحل الشمالي لأفريقيا.
ويقول رينولدز إن التنوع الهائل في العرق واللغة والاقتصاد والجغرافيا، لم يكن يناسب المجتمعات المتجانسة الحديثة.
ودرجت الشعوب المختلفة التي كانت جزءا من الإمبراطورية، على التمرد بشكل مضطرد. وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر، اضطرت الإمبراطورية لأن تسمح لبلغاريا ودول أخرى بالاستقلال الذي كان مصحوبا بالتنازل عن المزيد من الأراضي.
وبعد خسارتها حروب البلقان بين عامي 1912 و1913 أمام تحالف ضم بعض ممتلكاتها الإمبراطورية السابقة، اضطر العثمانيون للتخلي عن كل ما تبقى من أراضيهم الأوروبية.
تخلف التعليم
على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين التعليم في القرن الثامن عشر، فإن الإمبراطورية العثمانية تخلفت عن منافسيها الأوروبيين في مجال محو الأمية، رغم وجود عدد من الجامعات والمدارس المتخصصة في ولاياتها.
فالموارد البشرية للإمبراطورية العثمانية مثل الموارد الطبيعية، كانت نسبيا غير متطورة، وهذا يعني أن الإمبراطورية كانت تعاني من نقص في عدد الضباط العسكريين المدربين تدريبا جيدا، وكذلك المهندسين والكتاب والأطباء والمهن الأخرى.
تنافس الإمبراطوريات
ساعدت طموحات القوى الأوروبية في التسريع بزوال الإمبراطورية العثمانية.وقد سعت كلٌّ من روسيا والنمسا لدعم القوميين المتمردين في البلقان لتعزيز نفوذهما هناك، وكان البريطانيون والفرنسيون حريصين على اقتطاع الأراضي التي تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
النزاع مع روسيا
سعت روسيا القيصرية المجاورة -التي ضم عالمها المترامي الأطراف المسلمين أيضا- لتصبح منافسا على نحو متزايد. كما شكلت الإمبراطورية الروسية أكبر مصدر تهديد للإمبراطورية العثمانية، وكان تهديدا وجوديا حقيقيا.
وعندما اتخذت الإمبراطوريتان موقفين متعاكسين في الحرب العالمية الأولى، انتهى المطاف بالروس إلى الانهيار، أولا جزئيا بسبب أن القوات العثمانية منعت روسيا من الحصول على إمدادات من أوروبا عبر البحر الأسود، كما قاوم القيصر نيكولاس الثاني ووزير خارجيته سيرغي سازانوف فكرة التفاوض على توقيع اتفاقية سلام منفصلة مع الإمبراطورية العثمانية، والتي ربما كانت ستنقذ روسيا القيصرية من الانهيار.
تركة الحرب العالمية
إن الوقوف إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى ربما كان السبب الأهم وراء زوال الإمبراطورية العثمانية. قبل الحرب، كانت الإمبراطورية العثمانية قد وقعت معاهدة سرية مع ألمانيا، تبين أنها كانت اختيارا بالغ السوء.
ففي الصراع الذي أعقب ذلك، خاض جيش الإمبراطورية حملة دموية وحشية في شبه جزيرة غاليبولي لحماية القسطنطينية من غزو قوات الحلفاء في عامي 1915 و1916.
وفي نهاية المطاف، فقدت الإمبراطورية العثمانية ما يقرب من نصف مليون جندي، معظمهم بسبب المرض، بالإضافة إلى حوالي 3.8 ملايين آخرين أصيبوا في الحرب أو بالمرض.
وفي أكتوبر 1918، وقّع العثمانيون هدنة مع بريطانيا العظمى، وخرجوا من الحرب.
ويجادل بعض المختصين في أنه لولا الخيار المشؤوم في الحرب العالمية الأولى، فإن الإمبراطورية العثمانية ربما وفقت في النجاة وأخذت فرصة للتحديث والتطوير.
ويعتقد المؤرخ في جامعة “كورنيل” مصطفي ميناوي أن الإمبراطورية العثمانية كانت لديها القدرة على التطور إلى دولة فدرالية متعددة الأعراق واللغات.
لكن، بدلا من ذلك -كما يرى ميناوي- أدت الحرب العالمية الأولى إلى تفكك الإمبراطورية، لأن “الإمبراطورية العثمانية انحازت إلى الجانب الخاسر”. وأشار إلى أن الحرب عندما انتهت، “قرر المنتصرون تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية فيما بينهم”.