في مثل هذا اليوم:إنقلاب عسكري في سوريا قاده صلاح جديد أطاح بالرئيس أمين الحافظ ومؤسس البعث ميشال عفلق
الحوار نيوز – خاص
في مثل هذا اليوم ،23 شباط عام 1966،قاد صلاح جديد انقلابا عسكريا في سوريا أطاح خلاله بالرئيس السوري أمين الحافظ ومؤسس حزب البعث ميشال عفلق ،وحكم البلاد حتى العام 1970 حيث أطاح به الرئيس حافظ الأسد في انقلاب مماثل .
في انقلاب 1966 في سوريا تم عزل القيادة القومية الحاكمة لحزب البعث العربي الاشتراكي من السلطة بواسطة اتحاد من اللجنة العسكرية للحزب والقيادة القطرية تحت قيادة صلاح جديد.
نشر قادة الانقلاب بيانًا قالوا فيه أنهم يسعون “لتطبيق برامج الحزب ومقرراته علميًا ورفع المستوى المعيشي لعموم الشعب العربي السوري“، وخلافًا للإدارة التي كانت قائمة بالتقارب مع العراق، فإن القادة الجدد عمدوا إلى بدء المفاوضات مع نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر للوصول إلى اتفاقية دفاع مشترك، أفضت في نوفمبر 1966 إلى إبرام اتفاقية للدفاع المشترك بينهما.
وقد حدث الانقلاب بسبب تصاعد الصراع على السلطة بين الحرس القديم للحزب، ممثلا بميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ومنيف الرزاز، والفصائل الشابة التي تلتزم بموقف بعثي جديد.
في 21 شباط/ فبراير، أمر أنصار الحرس القديم في الجيش بنقل منافسيهم. وبعد ذلك بيومين، قامت اللجنة العسكرية، بمساندة الفصائل الأصغر سنا، بانقلاب شمل قتالا عنيفا في حلب،ودمشق، ودير الزور، واللاذقية. ونتيجة للانقلاب، فر المؤسسون التاريخيون للحزب من البلاد وأمضوا بقية حياتهم في المنفى.
وفي 25 شباط تم تعيين نور الدين الأتاسي رئيسا للجمهورية حتى الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1970 ،لكن صلاح جديد كان يدير دفة الحكم باعتباره عيما للحزب والرجل الأقوى في الدولة.
وكانت حكومة جديدة هي الإدارة الأكثر راديكالية في تاريخ سوريا.فقد تسبب الانقلاب في انقسام دائم بين الفرعين القطريين السوري والعراقي لحزب البعث والقيادات القومية الخاصة بكل منهم، مع فرار العديد من كبار المسؤولين السوريين البعثيين إلى العراق. وخلال حكم جديد، بدأت سوريا حملة دعائية ضد البعثيين العراقيين.
الحركة التصحيحية
استمر حكم جديد حتى 16 تشرين الأول من العام 1970 حيث قاد وزير الدفاع حافظ الأسد انقلابا عسكريا أطاح بالنظام القائم.
انقلاب 1970، يُعرف أيضاً باسم الحركة التصحيحية قام به الأسد، ورئيس الأركان مصطفى طلاس وكثير من الضباط البعثيين، وعين أحمد الحسن الخطيب رئيسًا للجمهورية مؤقتًا
وكانت بداية عهد جديد في تقوية دولة الحزب فأدخلت إصلاحات إلى البعث وأنهت الصراعات الداخلية ورسخت سلطة الدولة وأنهت زمن الانقلابات.
وفي أوائل عام 1971 انتُخب الأمين العام للقيادة القطرية حافظ الأسد رئيسًا للجمهورية العربية السورية بأغلبية شعبية ساحقة، وبدأ العمل لإصلاح الأوضاع السياسية في سوريا وتوطيد سلطة البعث.
عام 1972 تم توحيد الأحزاب الرئيسية في الجبهة الوطنية التقدمية تحت سلطة البعث، كما تم وضع دستور جديد للبلاد في آذار/مارس 1973. وحققت الحركة التصحيحية إنجازات هامة في سوريا طوال حكم الرئيس الأسد الذي استمر ثلاثين عاما.
وقد تم سجن صلاح جديد في سجن المزة حوالي 23 سنة، وتوفي في السجن في 19 آب 1993 .