رأي

في رحيل قائد أممي من لبنان..(أحمد عياش)

 

كتب د.أحمد عياش:

 

وفي اليوم الثالث والعشرين، هطل الثلج وهبّت العاصفة وانخفضت الحرارة حتى في بيروت باتجاه الصفر.

في اليوم الثالث والعشرين انقسم اهل البلاد بين ورد جوريّ معطّر وبين شوك جارح،بين شوارع وساحات وسطوح تعجّ بالحياة وبين وجوه اكتحلت عيونها باليباس، بين دمع و شوق وانين فراق و تحية وداع وبين صمت و سؤال وعلامات تعجّب و استفهام.

وكان ابن الناس،لا تُعرف عنه ثروة مال ولا جاه.

في اليوم الثالث والعشرين اصطفّت الجموع بهدوء ،ادّوا الصلاة بخشوع،رفعوا قبضات ايديهم ورفعوا جباههم باتجاه السماء.

العيون شاخصة،الآذان صاغرة ،والقلوب تخفق ألماً وحداداً وعنفواناً.

هو يوم وفاء،يوم تأكيد موعد اللقاء،يوم حداد.

كل من عليها أمريكان، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام.

أوتسألنا من نحن؟

نحن يا صديقي،أهل فوات الأوان، إنما ننهض من تحت ركام،نعود من خلف آخر جدار،ننقضّ على العدو الأصيل كالصقور من سابع سماء.

يحصل ان تتبدّل الرايات وان تتغيّر الأسماء، ويحصل ان تختلف العناوين وان يتغير الزمان، إنما المكان باق برفات تراب شهداء، والمقاومة مستمرة، فإن سقط فدائي قائد هنا، عاد مع الشمس بفيلق من الفدائيين القادة الشرفاء .

هل تغضب؟

سجّل انا عربي لا اخطىء الهدف ولا اضيع الاتجاه.

المجد للفدائيين الشرفاء.

كان يا مكان،في يوم من الايام ،في اليوم الثالث والعشرين من شهر شباط ،لم نتخلّف عن الموعد يا زينب،يا عباس..كنّا هناك!

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى