في ذكرى انتفاضة الخريف :الأشرار أقوى !(أحمد عياش)
بقلم د.أحمد عياش
يوم ظنت الناس انها شعب، ويوم آمن الحالمون ان الاخلاق تعلو فوق الطائفية ،ويوم التقط المثقفون الوطنيون اقلامهم وميّزوا بين الدولة والوطن.
لم يبق من انتفاضة الخريف ،آخر صرخات الناس من القلب، غير مراكب هاربة في عرض البحر، وغير قضاة عراة وغير خط بحري جديد يرثي خطا بحريا قديماً غرق في الماء الفلسطيني .
العدو الاصيل أخبث..
كان الافلاس مشروعا مخططا وممنهجا ومعدّا سلفا، وكان الصمت وعدم فضحه وعدم منع الانهيار مؤامرة اكبر من مجزرة مالية بحق شعب.
كانت هناك وعود بالانقاذ والاصلاح وبمعاقبة الفاسدين ان غادرت الناس الساحات ،وكان هناك وعد بمئة يوم للانقاذ وللتطهر، صاروا سنوات.
كانت انتفاضة الخريف نقطة التقاء لخط الاقدار بخط الصدفة، بخط الآمال، بخط الاوجاع، بخط الزمن المتعب، وارادها البعض نقطة التقاء لخط التآمر بخط الراسمال الحرام ،بخط العصابات، بخط المخابرات، بخط التشويه، وبخط الافتراء بخط السفارات،كل المحاور وكل الاتجاهات.
لا ينتصر الا الأشرار، لأن الأخيار لا يجيدون القتل والذبح والخطف واراقة الدماء.
الأخيار جبناء..
كانت الهزيمة لأن الوطنيين اساؤوا ادارة الانتفاضة لخوفهم الثوري منها ،بدل تفاؤلهم باعلان حكومة ثورية جريئة.
كان بامكان السجن والقبر ان يتحولا لمنارتين، الا ان القبر والسجن و الخطوط الحمر لرجال الدين ، والصفقات السرية، تحولوا لرعاية مصالح الدولة المالية العميقة المحلية.
الدولة المالية العميقة المحلية أخطر..
انتفاضة الخريف كانت بلا قائد ،لان الجبناء ترددوا باعلانهم يوم القيامة.
رقص الانتهازيون والحمقى حول النار وحول العار حتى عاد المخلصون الى بيوتهم ليوضبوا حقائبهم وليهاجروا بحثاً عن درة الشرقين ،لانهم رفضوا ان يتحولوا لمجرمين ولقتلة شوارع.
وانتصر الاشرار.
لا ينتصر عادة غير الاشرار.
الاشرار هم الذين عادوا الى السلطة، وهم الذين وصلوا الى السلطة بوجوه مقنعة باسم الاختلاف والتغيير.
الموجودون في السلطة حفارو قبور انتفاضة الخريف.
لن يتغير شيء ،فالاشرار اقوى.
في ذكرى وأد انتفاضة الخريف، نتمنى لكم رحلة هادئة على متن الخطوط الثورية المهزومة .
الطائفية اشرس…
كل مئة فارس ملثم وشجاع وانتم بخير!!