إقتصاد

المنتدى العربي للتنيمة المستدامة: طموحات تغتالها سياسات فاشلة وأنظمة مترنحة

 

حسن علوش – الحوارنيوز

 

يكثر الحديث عن قضايا التنمية بشكل عام والمستدامة بشكل خاص، وكلما تقدمت المنظمات الدولية أو الاقليمية المتخصصة بإقتراحات علمية واستفاضت بالدراسات والأبحاث من أجل عالم متسالم وحياة أفضل للشعوب، كلما تفاقمت أزمات العالم الاقصادية وبالتالي التنموية، وزادت نسب الفقر وفاقمت الحروب موجات النزوح الداخلي والهجرات الخارجية الشرعية وغير الشرعية، وارتفعت نسب القتل وصار الضحايا أرقاما لا تعد ولا تحصى…

تنظّم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) في السابع من آذار المقبل، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية وهيئات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية، المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2024، تحت عنوان العمل من “أجل الاستدامة والسلام” .والمنتدى هو الآلية الإقليمية السنوية المعنية بمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. 

ربما كان من الأجدى أن تضع “الاسكوا” عنوانا للمنتدى يتحدث مباشرة عن تأثير الحروب على التنمية والتنمية المستدامة. عنوان يحاكي السبب الأول الذي يمنع المنطقة العربية من تسلق سلم التنمية بمفهومها الشامل وببعدها الانساني.

 

لقد قاربت “الاسكوا” هذه القضية في أكثر من مناسبة، ولعل االمذكرة التي أعدتها للأمين العام للأمم المتحدة في العام 2020 وجرى تبنيها من قبل الامين العام “حول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الإسرائيلي على الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل، تشير بوضوح الى الخلل الأول في منع الدول العربية من تحقيق أهداف تنموية تجعل منها دولا قادرة وقائمة على العدالة وسيادة القانون.

يضاف الى هذا، أن التنمية تحتاج الى حكم والى أنظمة سلطانها قانون وضع أمامه المصالح العامة وتحول بلداننا إلى دول مستقبلية ذات رؤى وخطط استراتجية، وتجعل من مواطنيها، مواطنين بالدرجة الأولى، لا قبائل أو مذاهب أو طوائف أو أغنام!

أنظمة لا تشجع على الفساد كي تؤبد سيطرتها كزمر حاكمة وتبني سياساتها على النفع العام لا كسب الغنائم!

سترأّس سلطنة عُمان المنتدى الذي ستُرفَع رسائله إلى “المنتدى السياسي الرفيع المستوى”  المزمع عقده في نيويورك في تموز المقبل. وقد يكون ترؤس سلطنة عمان هذ المنتدى فرصة نادرة لتحويل المنتدى الى مؤسسة حقيقية قد تثمر وسط هذا الدمار والموت اللاحق بدولنا المتنحة وذلك لسببين:

الأول: تجربة السلطنة الغنية والناجحة في إطار خطط النهوض والتعافي والتنمية المستدامة.

الثاني: دور السلطنة المحوري في فتح قنوات الحوار بين الدول العربية المتناحرة أو بين مجموع المكونات داخل بعض الدول التي تعاني من إقتتال أهلي متواصل منذ سنوات.

كيف لشعوبنا ودولنا أن تحقق التنمية ومواردها منهوبة وبعض حقولها النفطية المنتجة محتلة والحروب تنهش بأجساد الآمنين دون رحمة، بتشجع من دول محيطة أو دول ما زالت تفكر بعقلية السيطرة المطلقة على موارد الشعوب واستخدام بلدانها كأسواق وشعوبها كمستهلكين، فيما مؤسسات الأمم المتحدة تحول، لكنها للأسف أضعف من تحقيق إنجاز ولو بسيط، وهذه حالة غزة، دليل على العجز الفاقع لمؤسسات الأمم المتحدة!

لقد تجاوزت كلفة الإقتتال الأهلي في ليبيا 600 مليار (تقرير سابق) وكذا في اليمن وكذا في السودان وكذا في سوريا التي تتعرض لأخطر مشروع تقسيمي، بعد أن تجاوزت محنة الاقتتال الأهلي وانكشف أطراف المؤامرة التي لو كتب لها النجاح لصار العالم العربي عوالم قبلية تغزو بعضها بعضا!

 

سيتخلل الافتتاح كلمات:

  • رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي؛
  • وزير الاقتصاد في سلطنة عُمان سعيد بن محمد بن أحمد الصقري (رئيس المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2024)؛
  • نائبة الأمین العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمینة محمد؛
  • وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي؛
  • الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية هيفاء أبو غزالة.

ويشارك في المنتدى ممثلون رفيعو المستوى عن الحكومات العربية، من بينهم وزراء ومسؤولون كبار معنيون بالتخطيط وبتنفيذ خطة عام 2030، إضافة إلى ممثلين عن المنظمات الحكومية الإقليمية وشبكات وهيئات المجتمع المدني وبرلمانيين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية، وممثلين عن مؤسسات أكاديمية والوسائل الإعلامية.

 

ووفقا لبيان اعلامي صادر عن “الاسكوا” “يركّز منتدى هذا العام على موضوع  “العمل من أجل الاستدامة والسلام” ويراجع التقدم في المنطقة العربية نحو أهداف التنمية المستدامة المعنية بكلّ من القضاء على الفقر ، والقضاء على الجوع ، والعمل المناخي ، والسلام والعدل والمؤسسات القوية ، والشراكات لتحقيق الأهداف.

 

وأبرز ما سيتخلله المنتدى:

  • حوار رفيع المستوى يركّز على مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد في أيلول/سبتمبر المقبل لوضع اتفاق رقمي عالمي يحدّد رؤية لمستقبل رقمي مفتوح وحرّ وآمن (5 آذار/مارس).
  • جلسات عامة ومتخصصة تصبّ في الموضوع العام الذي يتناوله المنتدى، تنظّمها الإسكوا مع مختلف الشركاء وتتناول أولويات إقليمية مختارة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى