في العيد الوطني لدولة الإمارات: رسالة عتب على قدر المحبة
حكمت عبيد– الحوارنيوز
… وهذه الرسالة: لأن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت على أسس ومفاهيم الدولة القومية وتأثرت في كيانها ومواقفها برؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد آل نهيان ،وهي رؤية قومية عربية استندت الى قيم الوحدة والتسامح والحوار والتطلع الى المشترك في الخطاب العربي.
ولأن دولة الإمارات منذ التأسيس قرنت مواقفها بآداء ثبّت مصداقيتها في مجال التعاون الأخوي أو الدولي أو الانساني… لكل ذلك اعتبرنا أن عيدها الوطني هوعيد قومي يحتفي به كل مواطن عربي يتذكر الحضور الأخوي الإماراتي في كل تفصيل حضرت به دولة الامارات.
كان للمؤسس وللقيادة التي تسلمت مقاليد الحكم من بعده مواقف ثابتة وراسخة في القضايا التي تمس الواقع العربي وأمنه ومصالحه.
فمن أشهر أقوال الشيخ زايد المأثورة المخلدة في التاريخ العربي إلى يومنا هذا قوله: "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي"، وهي عكست موقف الإمارات الداعم لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر(تشرين الأول) عام 1973، ولم يتوقف الدعم الإماراتي الذي قدمه الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر على الجانب الاقتصادي أو البترول فقط، بل قام أيضاً بإرسال ولي عهده وابنه الأكبر رئيس دولة الإمارات الحالي الشيخ خليفة بن زايد ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة"..
وفي عام 1974 كذلك، أكد الشيخ زايد استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم المادي والمعنوي لدول المواجهة من أجل استرداد الحقوق العربية المغتصبة وتحرير الأراضي العربية المحتلة، وفي عام 1975 دعا الدول العربية للتضامن والالتحام مع الإمارات لتتمكن من تحقيق وحدة المنطقة والتصدي للتهديدات التي تتعرض لها الأقطار العربية المنتجة للبترول.
لا ننسى المواقف النبيلة للشيخ المؤسس وللقيادة الحالية حيال لبنان وأزماته السابقة ومشاريع إعادة الإعمار.
ولا ننسى المبادرات الانسانية المتواصلة للقيادةالحالية تجاه الأزمات الانسانية العالمية. ولأننا نؤمن بأن التسامح والتصالح انما هما سياسات لرؤية "حكيم العرب" وأن زيارة البابا فرانسيس الى الامارات، هي بالفعل زيارة لكل الدول العربية، ودعوة عميقة لتغليب التسامح والحوار في حل نزاعاتنا العربية اوغير العربية…
لهذه الأسباب كلها،كانت هذه الرسالة الى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي الشيخ خليفة بن زايد :
صاحب السمو،
اللبنانيون دون استثناء، يتطلعون لأفضل العلاقات الأخوية مع دولة الامارات وشعبها المعطاء.
لقد احتضنتهم دولة الإمارات وكانوا لها أوفياء، ما خانوا وما أساءوا لها، وأعطوا من قلبهم في سبيل تطوير مقدراتها وتطوير بناها التحتية والفوقية ،ولهذا فمن حقهم مناشدتكم الوقوف الى جانبهم والى جانب وطنهم.
لقد شعر اللبنانيون بأنهم مستهدفون في دولة العدالة .. دولة الامارات.
ولم يروا أي مبرر لقرار عدم منحهم تأشيرات دخول… فالتعميم مجحف، لا سيما وأنه أتى في وقت دخلت الإمارات مرحلة تغيير في بعض مواقفها القومية، وهذا ما ولّد إنطباعا بأن القرار ينطوي على مواقف قد تكون أخطر من "إجراء مؤقت" ومرتبط بمعلومات أمنية!!
لكم، ولقيادة دولة الإمارات، كل الحق بإتخاذ ما ترونه مناسبا من مواقف تتصل بقضايا ونزاعات المنطقة، لكن علمتنا مدرسة الإمارات الدبلوماسية والسياسية بأن أقرب وأقصر الطرق للحلول هي المصارحة والحوار.. وأن الدم لا يستولد إلا الدم والكراهية.. وأن الأخ يبقى أخا وأن الشقيق يبقى شقيقا وأن العدو يبقى عدوا حتى يعيد ما سرقه وما اغتصبه وينال ما يستحقه من عقاب.
رصيد العائلة الحاكمة كبير جدا لدى الشعب العربي على إختلاف أوطانه: في الثقافة والعلوم والمبادرات الانسانية وفي السياسة الموحدة والمبدئية والأمل بأن يبقى هذا الرصيد ويزداد غنى…
من بيروت تحية وتهنئة وسيبقى لبنان يحب الامارات…