
الحوارنيوز – حرب غزة
كتب حلمي موسى من غزة:
تستمر المقتلة خصوصا في مدينة غزة وشمالها حيث تجري الابادة الجماعية باشد صورها بشاعة ضد السكان وبيوتهم من غير تمييز بين حجر وبشر. ويتسع بشكلى كبير نطاق استخدام الروبوتات المتفجرة من البرعبر الأليات القديمة عبر ملئها باطنان المتفجرات ودفعها نحو المناطق السكنية او عبر المسيرات التي ترمي براميل متفجرة من الجو للتدمير او لبث الرعب ودفع السكان للهرب جنوبا.
واضيف الى استخدام هذه الوسائل والقصف الجوي والمدفعي استخدام العملاء على نطاق واسع تحت مسميات وذرائع شتى. والهدف ليس فقط كسر معنويات الناس وتحطيم علاقتهم بالمقاومة. ويظن بعض الناس ان الهدف هو فقط فصل علاقة المقاومة بحاضنتها الشعبية رغم استمرار اصرار قادة اسرائيل على اعلان ان هدفهم هو طرد وتهجير الفلسطينيين جميعا.
في هذه الأثناء يزداد التوتر بين إسرائيل ومصر التي يريد الاحتلال او يطمح الى تهجير الفلسطينيين اليها او عبرها. وتشير المواقف المصرية الى رفض قاطع لمخططات التهجير الإسرائيلية ما خلق توترات وتهديدات متبادلة.

وقد نشر المراسل السياسي للقناة ١٢ باراك رافيد هذا التقرير عن هذه التوترات:
طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إدارة ترامب الضغط على مصر لوقف حشدها العسكري في شبه جزيرة سيناء، وفقًا لما ذكره مسؤول أمريكي كبير ومسؤولان إسرائيليان كبيران.
يقول مسؤولون إسرائيليون إن الحشد العسكري المصري في سيناء أصبح نقطة توتر مهمة أخرى بين البلدين مع استمرار الحرب في غزة.
في لقائهما في القدس يوم الاثنين، قدّم نتنياهو عرضًا لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي انتقد سلسلة من الأنشطة المصرية في سيناء، واعتبرها انتهاكات جوهرية من جانب مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وهي اتفاقية تضمنها الولايات المتحدة وتلعب دور الراعي الرئيسي لها.
وصرّح مسؤولان إسرائيليان كبيران بأن المصريين يُنشئون بنية تحتية عسكرية – بعضها قد يُستخدم لأغراض هجومية – في مناطق لا تسمح فيها الاتفاقية إلا بامتلاك أسلحة خفيفة.
وزعم المسؤولان الإسرائيليان أن المصريين قاموا بتوسيع مدارج قواعد سلاح الجو في سيناء لتستخدمها الطائرات المقاتلة، وأنشأوا منشآت تحت الأرض، تُقدّر المخابرات الإسرائيلية أنها قد تُستخدم لتخزين الصواريخ.
وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، لا يوجد دليل على أن المصريين يخزنون صواريخ بالفعل في هذه المنشآت، لكنهم يزعمون أنه عندما تواصلت إسرائيل معهم عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية وطلبت توضيحاً، لم يقدم المصريون تفسيراً وافياً حول استخدامهم لهذه المنشآت.
إضافةً إلى ذلك، فإن حجم قوات الجيش المصري في سيناء أكبر بكثير مما وافقت عليه إسرائيل في المحادثات بين الطرفين خلال العام الماضي.
- صرّح مسؤول إسرائيلي بأن إسرائيل قررت طلب تدخل إدارة ترامب بعد فشل المحادثات المباشرة مع المصريين في تحقيق تقدم.
- قال مسؤول إسرائيلي آخر: “ما يفعله المصريون في سيناء خطير للغاية، ونحن قلقون للغاية”.
وأضاف أن الوضع قد تفاقم لأن قوة المراقبة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة قلّصت بشكل كبير رحلاتها الاستطلاعية في سيناء، ما حدّ من قدرتها على رصد التطورات.
نفى مسؤول مصري المزاعم الإسرائيلية، وقال إن إدارة ترامب لم تُثر هذه القضية مع مصر مؤخرًا.
بموجب اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، قُسِّمت شبه جزيرة سيناء إلى مناطق أ، ب، ج – ولكل منها قيود مختلفة على الوجود العسكري.
كان الهدف من هذا التقسيم الحفاظ على سيناء كـ”منطقة عازلة” ومنع أي حشد عسكري واسع النطاق قرب الحدود مع إسرائيل.
- المنطقة أ – الأقرب إلى قناة السويس والأبعد عن الحدود الإسرائيلية – تسمح بنشر فرقة مصرية كاملة.
- المنطقة ب – تسمح بوجود حرس حدود مصريين بأسلحة خفيفة فقط.
- المنطقة ج – المتاخمة لإسرائيل وغزة – منزوعة السلاح، ولا يُسمح إلا بوجود شرطة مسلحة بأسلحة خفيفة.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل ومصر منذ تشكيل حكومة نتنياهو أواخر عام ٢٠٢٢. لم يعقد نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أي لقاءات علنية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، ولا يوجد أي سجل علني لمكالمة هاتفية بينهما منذ يونيو ٢٠٢٣.
تزايد القلق المصري بشأن الحرب في غزة خلال العامين الماضيين. يخشى المصريون من أن نتنياهو وحكومته يسعيان لدفع بعض أو كل مليوني فلسطيني في غزة إلى سيناء.
عزز المصريون قواتهم على الحدود مع غزة، معلنين أن تدفق اللاجئين الفلسطينيين سيُعتبر تهديدًا للأمن القومي المصري. كما حذرت حكومة السيسي إسرائيل من أي خطوات قد تُقوّض اتفاق السلام.
من ناحية أخرى، انتقد نتنياهو مصر علنًا لرفضها استقبال لاجئين فلسطينيين من غزة. واتهمها مؤخرًا بـ”سجن سكان غزة الذين يريدون مغادرة منطقة حرب رغماً عنهم”.
بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر في وقت سابق من هذا الشهر، وجّه السيسي رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي في خطاب ألقاه في الدوحة، محذرًا من أن حكومة نتنياهو تُعرّض اتفاقية السلام مع مصر للخطر وتمنع المزيد من التطبيع مع دول المنطقة.
كما زادت التصريحات المصرية حول تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة ردًا على الهجوم الإسرائيلي في الدوحة من مخاوف إسرائيل بشأن نوايا الحكومة في القاهرة.



