إتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الإسرائيلي والأخت آن…(ماري الدبس)

ماري ناصيف – الدبس – الحوارنيوز
المادة 2:
“تستند العلاقات بين الطرفين، وكذلك جميع أحكام الاتفاقية نفسها، إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية التي تستلهم منها
سياساتهما الداخلية والدولية”.
“الأخت آن”، هل ترين شيئًا قادمًا من غزة؟
لا، ف”الأخت آن“ مشغولة بالنظر إلى مكان آخر. لهذا السبب، لا ترى الأطفال الذين تمزقهم القنابل، ولا أولئك (وهم كثر جدًا!) الذين يموتون جوعًا أو يُقتلون عندما يتجمعون للحصول على القليل من ”المن“ الذي يُلقى عليهم كما يُلقى الطعام للكلاب الجائعة.
و”الأخت آن” لا تقرأ أيضاً التقارير التي تقدمها لها بعض لجانها عن الانتهاكات التي لا حصر لها لحقوق الإنسان التي يرتكبها الصهاينة. علاوة على ذلك، فهي ”لا تهتم“ بمصير سكان غزة، كباراً وصغاراً، نساء حوامل أو فتيات صغيرات. الأهم هو إله المال الذي يدفئ القلب.
و«الأخت آن» أيضاً وأيضا لا تسمع ، كونها صممت أن تكون صماء، صرخات الملايين الذين يواصلون النزول إلى الشوارع للتظاهر ضد الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة بموافقة مباشرة من الولايات المتحدة وذراعها المسلح، الناتو، الذي يضم تحت لوائه جميع القوى الأوروبية. كما أنها تصم آذان مسؤوليها عن صراخ المجرمين نتنياهو و سموتريتش وبن غفير وشركائهم الذين يريدون الاستيلاء على كامل أراضي غزة وطرد (أخيرًا!) حوالي مليوني شخص إلى ليبيا والصومال من أجل تحقيق حلم دونالد ترامب وبعض الشركات الأمريكية والبريطانية والصهيونية بإنشاء ”ريفييرا“ جديدة على سواحلنا!
ما الذي يمكن أن يكون أكثر طبيعية من ذلك؟ قد تقولوا لنا، أليس الأقوى هو دائمًا على حق؟
قبل عام أو عامين (أو ربما ثلاثة)، أعلن بعض القادة العنصريين الفاشيين الأوروبيين دعمهم للشعب الأوكراني لأن أفراده – على عكس الروس الذين يهاجمونهم – ”ذوو بشرة بيضاء“. لقد نسوا أن المرأة الجميلة التي أعطتهم اسمها، أوروبا، جاءت من هذه المنطقة من العالم، وكذلك يسوع ومريم… ناهيك عن كل المساهمات العلمية والفلسفية والثقافية (وعن الثروات التي جمعت منذ الحقبة الاستعمارية).
*أكاديمية- قيادية في الحزب الشيوعي اللبناني



