فلنتق الله في زمن الكورونا ..
ليس أيسر علينا ،نحن الجالسين في منازلنا على أريكة مريحة ،في مواجهة الحاسوب أو الهاتف المحمول،في خدمتنا الجليلة أروع وسائل التواصل الاجتماعي من واتس أب وفايس بوك وغيرهما،فيما تصدح محطات التلفزة أمامنا بما لذ وطاب من أخبار "الزمن الكوروني" ..
ليس أيسر علينا ولا أسهل في هذه الحال،من توجيه الانتقادات والتجريح والشتائم أحيانا للقائمين على هذا الزمن الذين يصرفون جهدهم في مواجهة هذا الوباء اللعين..
تبدأ المعزوفة مع رئيس الحكومة الذي جمع وزراءه وانتقل الى مطار بيروت لمعاينة الاجراءات واستقبال اللبنانيين العائدين من الخارج في رحلات تحمل الكثير الكثير من المخاطر والحذر،ولا تنتهي بهذا "الشيطان اللعين " الذي أسمه وسام عاشور والذي قدم فنادقه للحجر الصحي للعائدين على نفقة الميدل ايست وبأسعار متهاودة .
ولا تسلم من الانتقادات وسائل الاعلام وإعلاميوها الى بعض الاجراءات المتخذة والتي أثبتت نجاعتها وأشعرتنا بصورة نادرة ان في لبنان دولة تقوم بواجباتها حيال أزمة هدت جبابرة العالم ،من أقصى شرق الصين الى أقصى غرب الأميركان.
قلائل هم الذين قالوا لأصحاب هذا الجهد "يعطيكم العافية " ،حتى صحف الصباح التي أطلت اليوم على اللبنانيين لم تجد غير الثغرات القليلة التي رافقت هذه العملية ،ومن لم يجد سبيلا الى ذلك راح يضرب في المستقبل القريب والبعيد لاستخلاص النتائج التي لا تبشر بالخير،مستجلبا الأهواء السياسية في أزمة يفترض الا يكون فيها للسياسة مكان.
حقيقة نحن أمام أزمة إنسانية وجدانية تستدعي القليل من الحكمة والكثير من التكافل،لكي نعبر هذه الكارثة بسلام ،لأن الهيكل اذا سقط فلن ينجو منه موال ولا معارض ،والعبرة في هذا المركب الخشن الذي بلغته البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
فإلى الذين يعملون بجهد ،نحن الجالسين على أريكة مريحة في منازلنا نقول لكم :"يعطيكم ألف عافية..ولا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون..وقل اعملوا فسيرى الله عملكم..ولنتق الله في هذا الزمن..والسلام على من اتبع الهدى.
واصف عواضة