رأيسياسةمحليات لبنانية

فعلًا، لقد بلغ الزُبى … أم أنّه كاد؟(د.حيّان حيدر)

بقلم د.حيّان سليم حيدر

في يوم إستقلال لبنان الرسمي، أطلّ رئيس البلاد على المواطنين بخطاب هو تقليد وواجب مصارحة معًا، وبعيدًا عن تلاطم المواقف السياسية من الشخص أو من مضمون الرسالة.

كان يا ما كان، في رديء الزمان، أن نقلت محطات التلفزة، المرخّصة والمعتمدة في لبنان، الخطاب الرئاسي. المحطات؟  نعم ولكن باستثناء محطتين منها.

ومع الإبتعاد عن رأيي الشخصي عن خلفية مَنْح رخص إنشاء وسائل الإعلام الخاصة، ولكي أكون “واقعيًّا”، وليس حصرًا مبدئيًّا، وبالتالي قابلًا بالقرارات الرسمية المتعاقبة للدولة اللبنانية التي فردت لحرية الإعلام فسحات أوصلتها إلى حدود الإنفلات المشهود، أسأل:بأيّ حقّ تمتنع أيّ محطة إعلامية، وهي تتبجّح ليلًا جهارًا بأنّها لا تُغيّب أهل الرأي الحرّ والآخر فتستقبل الكبير والصغير، الضنين والضرير، الفرزدق وجرير، وهي تحمل الهوية اللبنانية، شاءت أم لم تشأ، بأيّ حقّ تمتنع عن نقل، ونوضّح فقط مجرّد نقل، من دون أيّ تعليق، خطاب الإستقلال الذي بات في أيامنا هذه آخر ما قد يرمز إلى وجود دولة، إن أردتم وجودًا لها؟

 والسؤال موصول هنا بالقول: بأيّ حقّ، والوسيلة المستنكِفة تتنكّر لسبب وجودها؟  إذ أنّها كانت، في الزمن الرديء ( مع التأكيد على الرديء في العبارة وليس على الزمن الذي يمرّ ويتغيّر غير آبه برأينا) كانت قد حصلت على “فَرَمان” مطبوع على ورقة مُرَوَّسَة بعبارة “الجمهورية اللبنانية” إلخ… والتي “أمَرَتْ”: كوني، يا محطة تلفزة، فَكُنْتِ.  والأمر، بكلّ تجرّد إذا أمكن التجرّد بعد اليوم، ليس إنحيازًا لأيّ خلفية سياسية لرئيس البلاد، بل لما يمكن ويجب أن يرمز إليه الموقع والخطاب في بقاء لبنان “العظيم” الذي صُمَّتْ آذاننا بأنّه كانَ… ليكون لقاء حضارات وديانات سماوية وحوار الذين “لا يشبهونا”؟

وعليه نقول: نعم، “فِيْكُم” تقليل الإحترام لشخص ما مهما علا شأنه وحتى ثمالة الحقد، وهذه هي  الفلسفة التي، ومن الأساس، برّرت وجود الإعلام الحرّ و”المسؤول”، بعد التأكيد على معنى المسؤول.  وأن تصبح الإستنسابيّة عدّة شغل القطاع فهذا شأنكم وشأن القطاع.  ولكن لا، “ما فِيْكُم” تتجاهلوا المناسبة الرمز، مهما تعنيه الكلمة من رمز للدولة التي تحاضرون مواطنيها ليلًا جهارًا في أصول بنائها ونظم إدارتها والأهم في إحترام الذات “الوطنية” من خلالها.  هذا قطعًا ليس من حقّكم، مهما سعيتم … ولو بعد حين !

هذا الخلل الإنذار، المتفاقِم يوميًّا، يدعو للإستدراك ومن ثمّ المعالجة.

ومن بعد إذنكم، نعود إلى الفرزدق وجرير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى