د. أحمد عياش – الحوارنيوز
لم تكن خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موفقة بحلّه الجمعية الوطنية الفرنسية(البرلمان) ودعوته الناخبين للاقتراع لتكوين مجلس جديد، لعله يقف كالسدّ أمام اجتياح اليمين المتطرّف الذي حصل على أغلبية لا بأس بها في البرلمان الأوروبي البالغ عدده 720 والذي تتمثل فيه فرنسا بِ 81 نائباً .
جاءت النتائج للمرحلة الأولى من الاقتراع الذي يجري على مرحلتين في حال لم يحصل المرشّح الأكثرية المطلقة من أصوات ناخبي الدائرة في الدورة الاولى.
يبلغ عدد أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية 577 نائباً، وقد اظهرت نتائج الاقتراع الأحد تقدّم التجمّع الوطني، اي اليمين المتطرّف بحوالي 33.5 % ،بينما حلّت الجبهة الشعبية الجديدة، اي اليسار، في المرتبة الثانية بحوالي 28.1 % ،بينما حلّ تيار “معاً” او الماكرونيين(نسبة لاسم رئيس الجمهورية)في المرتبة الثالثة بحوالي 20%.
يتزعم جوردان بارديلا التجمع الوطني، بينما تتزعم مارين لوبين كتلة نواب التجمع الوطني. وعادة ما يعرف التجمع الوطني المنبثق من الجبهة الوطنية قديما باللوبينيين نسبة لزعيمهم السابق جان ماري لوبين البالغ من العمر حاليا حوالي 96عاماً ، وهو والد مارين لوبين.
المعروف عن التجمع الوطني معاداته للهجرة الشرعية وغير الشرعية ولجمع شمل الأجانب، وله افكار وسلوكيات عنصرية وحتى ان له أراء غير مشجعة لانتماء فرنسا الى الاتحاد الاوروبي.
الجبهة الشعبية الجديدة تضمّ معظم تيارات اليسار، كالحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وانصار البيئة والساحة الشعبية وتنظيم ضد الرأسمالية. واهم مكوّن للجبهة الشعبية هو تيار فرنسا الأبية بقيادة المثقف و صاحب الكاريزما القيادية اليسارية جان-لوك ميلانشون .
جان لوك ميلانشون من مواليد 1951 -طنجة(المغرب) سياسي ونائب وصحفي واستاذ ثانوي (الفلسفة)ورسام كاريكاتير، وكان عضوا سابقا في الحزب الاشتراكي قبل أن يتخلى عنه سنة 2016 ويتزعم حزب اليسار (اكثر راديكالية)، ثم تتحوّل التسمية ل “فرنسا الابية”(النسخة الفرنسية لحركة بوديموس اليسارية الاسبانية)،رفيقته الحالية (بمعنى زوجته) السيدة سعيدة جواد من أصول مغربية.
ميّز بين الإرهاب والاسلام ويدافع عن المهاجرين القانونيين.
مع إقامة دولة فلسطينية وضد اي علاقة مع بنيامين نتنياهو وضد التدخل العسكري الفرنسي في الحرب الاوكرانية-الروسية.
يدافع عن القطاع العام ضد الخصخصة التي يقاتل اليمين المتطرف والماكرونيين من أجل تعميمها.
إذا لم يتحد الماكرونيين مع الجبهة الشعبية في الدورة الثانية لمنع حصول اليمين المتطرف على الأكثرية، فإن فرنسا تتجه لمساكنة مدمرة بين رئيس حكومة يميني متطرف مع رئيس جمهورية يميني من قطاع المصارف يهمه البقاء في الاتحاد الاوروبي وتهمه العلاقات الجيدة مع الدول والشعوب الأخرى كما تهمه الرأسمالية كيفما اتفق.
موعد الجولة الثانية بعد اسبوع.
“يتبع”