محمد صادق الحسيني
كل التقارير والمؤشرات والعلائم والقرائن الواردة الينا من الغرب وبشكل اخص من أمريكا، تؤكد لنا بان منظومة الغرب المادية تسير القهقرى وتمضي بقوة نحو الانحطاط والفشل الذريع والهزيمة الكبرى امام مستجدات ما بات يعرف بتحدي الكورونا …!
عشرات السنين وكل هم واهتمام القادة الامريكيين ومنظريهم وفلاسفة اقتصادهم الحر من اهل العتو والاستعلاء والاستكبار العالمي ،هو الحفاظ على حياة الامريكيين ومالية امريكا واقتصادها وجبروتها وان لا يمسها احد…
وقدفعلوا ما فعلوا بعدما ضربتهم ربيبتهم منظمة القاعدة وبعدما قاموا بتدمير وقتل الملايين فى افغانستان والعراق والمنطقه وما زالوا ، فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا…
موت الناس بكل طبقاتها من كل اصناف المجتمع ،فقيرها وغنيها، متعلمها وجاهلها، قادتها وزبانيتها ،عسكرها وعلمائها، قادتها وشعبها ….
موت اقتصادها حتى باتت بحاجة لسلفة بقيمة ٥ تريليون دولار على احسن وضع، ما يعنى ان الدين العام لديها سوف يرتفع الى ٢٧ تريليون دولار،ما اضطرهم لتوقيف كل مشاريع الفضاء وصواريخها وبحوثها ورحلاتها.
لقد استعدوا منذ الحرب العالميه الثانيه لكل انواع الاحتمالات والمخاطر التى من الممكن ان تتعرص لها امريكا وعلى كل الصعد، وصرفوا من اجلها كل اموال العالم التى نهبوها وما زالوا ينهبونها،فأتاهم الله من حيث لا يحتسبون.
من جهة اخرى وكأنما الله إبتلى ايران الاسلامية وحليفتها الاستراتيجية الصين الشعبية بهذا البلاء، لكى تنجحا بتجاوزه باقل الخسائر وتبديان نموذجا قد يحتذى به من قبل شعوب الغرب على تعامل الاسلام العادل واهل اتباع السنن الكونية فى حكم الناس على اساس الخدمة تقربا الى الله ولوجهه وخدمة للانسانية من دون حدود او تفرقة ،وليس لاجل المال والربح والاقتصاد فقط…
نحن شملنا البلاء لكى يستفيق النائمون منا فقط،لانه مهما حصل لنا نتائجه لن تكون مدمرة لنا بالشكل الذى سوف تفعله فى الغرب.
فنحن على اى حال مجتمع حرب منذ ان اتبعنا اهل البيت بالقدر الذى اتبعناهم، ونحن شعوب صاعدة مقاومة مجاهدة محاصرة، وكل بلاء سوف يؤدى الى قوتنا ويؤدى الى وعى جهالنا.فلن نكون اقل حظا من اهل تلك المدينه فى البرتغال التى تجلت فيها الصديقة الكبرى لهم وانقذتهم سلام الله عليها …
نحن كما نأمل ويقضي الله فان هذا البلاء سيعيدنا جميعا الى الله .من كان منا مع الله سوف يقوى ايمانه ومن لم يكن فسوف يعود ونكون جميعا فى كنف الله ورحمته التى وسعت كل شئ…
وها هى نظرية الشهيد السعيد الفيلسوف الاسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه بما يخص الراسماليه وانهيارها لانها لا تبغى الا الربح على حساب ناسها…
بعد هذه الازمه سينهار الغرب وسوف يكفر اهله به ويتوجهون لحلول جديدة…
من يتابع التحولات المتسارعة للوضع في امريكا يصل الى قناعة قوية بان الوضع في امريكا بات مرعبا لمواطنيها وان امريكا بعد هذه الازمه لن تكون تلك التى عرفناها.
يعنى كانما هذه الازمه ستكون البلاء الذى سوف يقصم ظهر أمريكا.امريكا فى السنوات الاخيره حاولت وتحاول الظهور بمظهر القوه العظمى ولو كذبا،فجاءها البلاء من حيث لا تحتسب ليظهر هشاشة هذا الحيوان المتوحش، وليثبت القول الشهير الذي لطالما ردده الزعيم الصيني ماو تسي تونغ قبل نحو ٧٠ عاماً :"الامبريالية نمر من ورق".
نعم امريكا ذاهبة بسرعة الى العسكرة وتوديع الديمقراطية والى التجزئة والتقسيم والانهيارالشامل ، وان ترامب الكذاب والدجال والمرابي الذي لا يعبد الا اله المال، سيجعل من امريكا تسارع الخطى الى قعر جهنم اكثر مما كنا نتصور..!
انتظروا المفاجآت الربانية هذه المرة،كيف سينتقل مركز ثقل العالم من الغرب الى الشرق
امريكا يذروها الرياح
وبلادنا وحلفاؤها تخبز بالافراح
كيف سينهار عالمهم
بينما سينهض عالمنا
ويقوم قائمنا.