غزة.. بين الشيعة والتكفيريين!(نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
لا يُكتب التاريخ الإنساني بالمجاملات وبما يُملى عليه من الحكام او تزوير وفبركة الرواة والمؤرخين، وهو سجل للحضارة الإنسانية والأحداث التاريخية . والتاريخ الصحيح يتحدث عن الأمور بأسمائها ومواصفاتها من دون مواربة او تعديل وتلطيف، بما يتناسب مع أهل المرحلة التي جرت فيها الاحداث .
لا بد من الإضاءة على “نكبة غزة” التي مضى على محرقتها 14 شهرا ولم يتحرك لنجدتها واحد من مئات الالاف المنتسبين والموالين لجماعات التكفير المتعدّدة الأسماء، والمنتشرة في كل الجغرافيا العربية والإسلامية وفي فلسطين أيضا، والتي تمتلك ترسانة من الأسلحة المتنوعة والخبرات العسكرية الكبرى، وفي مقدمتها خبرة التوحش والذبح وبيع السبايا.
تحرّك التكفيريون الذين خربوا بلاد المسلمين وقتلوا مئات الآلاف في سوريا والعراق وليبيا وافغانستان ولا يزالون، لكنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة منذ ولادتهم في افغانستان على يد اميركا ومصر والسعودية، لمواجهة الإتحاد السوفياتي “الشيوعي الكافر”، فاستولدوا الأفغان العرب والقاعده وداعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها من الأسماء التكفيرية التي نحرت الاسلام وخرّبت بلاد المسلمين، لكنها لم تقتل جندياً اسرائيلياً من المحتلين للمسجد الأقصى والتي ارتكبت المجازر في فلسطين (أهل السنة) التي تقول الجماعات التكفيرية أنها نهضت لنصرتهم ،بينما قتلت الجنود المصريين في سيناء!
سكتت جماعات التكفير عن نصرة “غزة” رغم استغاثاتها ونداءاتها ولم تتحرك لأنها تقاتل بناء لأوامر أميركية، ولم تتحرك الجماعات التكفيرية إلا لذبح الشيعه والمسيحيين والأيزيديين والعلويين والسنّة الذين لا يؤيدونها.
لقد كشفت حرب غزة ولبنان واليمن والعراق ،أن التحالف الاميركي العالمي يشن حربه ضد الاسلام القرآني الأصيل، ويبني اسلاماً هجيناً مدجناً لخدمة اميركا، ويعتمد على التكفير والسخافات وفتاوى جهاد النكاح وإرضاع الكبير ونكاح الجن وغيرها من فتاوى التسطيح وفتاوى طاعة السلطان والسلم مع إسرائيل، لإفراغ الاسلام من محتواه ،لتسهيل ولادة “الديانة الإبراهيمية” الجديدة.
ان التحالف الاميركي العالمي، لا تهمّه المذاهب ويشن حربه على كل مسلم يقاوم اميركا واسرائيل والاحتلال مهما كان مذهبه، شيعياً او سنياً او شيوعيا او قوميا او مسيحياً. ولذا فقد أباد غزة السنيّة المقاومة وشن حربه المتوحشة على لبنان الشيعي المقاوم وكذلك في سوريا والعراق..ويؤسس للمذهب الأميركي مقابل المذهب المقاوم.
إن الجماعات التكفيرية ( المارينز التكفيري) تقوم بتنفيذ مشاريع اميركا في الدول العربية والإسلامية غير الموالية لها، وقد تم تكليفها بساحة سوريا بادارة ثلاثية ( أميركية_ إسرائيلية_ تركية) لإسقاط سوريا من الداخل، أستكمالاً لإسقاط ساحات غزة ولبنان وصولا الى العراق…
ونسأل أهلنا في غزه ومسؤولي مقاومتها، وخصوصاً حركة “حماس” والتي بقي من قادتها من حمل علم المعارضة السورية: ما هو موقفكم من المعارضة التي حملتم علمها ولم تنصركم، ثم انتفضت لتقطع رأس من نصركم ومن ساندكم ودفع الأثمان الغاليه بسبب نصرته لكم ،آلاف الشهداء وفي مقدمتهم “السيد الشهيد” وعشرات آلاف البيوت والقرى والمدن؟
من حق الشهداء الذين قاتلوا واستشهدوا إسناداً لكم، ومن حق الشيعة المظلومين ان تقولوا الحقيقة وتظهروا الحق وتدينوا الباطل وتعلنوا ان الجماعات التكفيرية قد خذلتكم، وأن أهل السنّة قد خذلوكم مع انكم منهم ،لأنكم قاومتم اسرائيل وتعلنون اعترافكم الواضح ان من نصركم هم الشيعة، ليس من أجل تحصيل شكر على واجب ،لكن حفظاً للتاريخ وللحقيقة والذاكرة، وألا تلوذوا بالصمت وتخفوا الحقائق،إما خوفاً من الجماعات التكفيرية او نكراناً للجميل او اعتقاداً بما تعتقده الجماعات التكفيرية بالنسبة للشيعة.
سنبقى مع غزة ومع كل مقاوم مهما كان مذهبه او عقيدته، في مواجهة اسرائيل واميركا وكل احتلال وغزو، وسنبقى نقاتل اسرائيل وكل غزو وكل جماعة تكفيرية تقاتلنا او تقاتل مع عدونا ،سواء اعترف بقتالنا من نسانده او لم يعترف، فنحن نعمل في سبيل الله ونستشهد في سبيله وطاعته ورضاه، لكن هذا لا يمنع ان نقول الحقيقة حفظاً للتاريخ ومن اجل الأجيال المقبلة.