كتب حلمي موسى من غزة:
وتمضي الايام تحمل ظاهريا كل يوم جديد، لكن نظرة اعمق تبين ان هذا الجديد تكرار لسابقه. ومع ذلك تتألم من جديد لأخبار القتل والتدمير، وتفرح لانباء ألمهم وعثراتهم وآخرها الصاروخ اليمني الذي يتحدى بشكل شبه يومي القدرات الصهيونية والامريكية ويرسم حدودها.
ولا بد من اخذ الانباء بشأن وقف النار وصفقة التبادل بالحسبان، لأنها المؤشر على قرب او ابتعاد نهاية هذه الحرب. وتتحدث آخر الانباء عن وجود تقدم في الاتصالات واقتراب الأمر من نهاية قريبة على الأقل للمرحلة الاولى من هذه الصفقة.
وقد قررت اسرائيل نتيجة للتقدم في الاتصالات أن ترسل وفدا إلى الدوحة في قطر اليوم (الجمعة) لمواصلة المفاوضات حول صفقة التبادل. وقال مكتب بنيامين نتنياهو إنه وافق على إرسال “وفد من الرتب المهنية من الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي إلى قطر لمواصلة المفاوضات”. بالإضافة إلى ذلك، اشار موقع “واينت” إلى أن نتنياهو سيعقد اليوم مناقشة خاصة حول موضوع الأسرى والمفقودين. وفي الوقت نفسه سيغادر وفد من حماس أيضا إلى الدوحة.
ورحبت هيئة عائلات الاسرى الاسرائيليين بمغادرة الوفد، وقالت إن إسرائيل يجب ألا “تضيع فرصة أخرى”. وطالبوا في الهيئة نتنياهو بإعطاء الوفد الذي سيتوجه إلى قطر التفويض الكامل للتوصل إلى اتفاق “يضمن عودة جميع المختطفين حتى آخرهم : الأحياء لإعادة التأهيل والقتلى والمختطفين”، والموتى لدفنهم بشكل لائق.”
وفي وقت سابق من يوم أمس، اطلع منسق أسرى الحرب والمفقودين، غال هيرش، عائلات الاسرى الذين التقوا به أن التقارير التي تتحدث عن “طريق مسدود” في المفاوضات غير صحيحة، وأن المفاوضات مستمرة في ظل صمت كثيف وجهود كبيرة. وبحسب الأهالي، فإن هيرش – الذي غادر الغرفة خلال المحادثة لإجراء مكالمة هاتفية عاجلة تلقاها بشأن المفاوضات – ذكر أيضاً أن إسرائيل “تعمل على إعادة جميع المختطفين”، وأن الاتفاق الذي يعملون عليه حالياً هو ” مقدمة لعملية اعادة كافة المختطفين”. وأشار إلى أنه إلى جانب ذلك هناك احتلال مكثف في المرحلة الأولى والإنسانية، حيث “يشهد تقدما بطيئا ومستمرا وصعوبات أيضا”. وبحسب هيرش، هناك تفاصيل حول الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بالفعل.
وبحسب يديعوت يشهد كبار المسؤولين في إسرائيل بتباطؤ التقدم في المفاوضات. وعليه فإن الوسطاء يزيدون الضغوط على الأطراف، ويريدون حضور وفد إسرائيلي إلى المحادثات في الدوحة أو القاهرة، لكن حماس لا تزال ترفض تسليم قوائم المختطفين.
وكانت صحيفة “العربي الجديد” قالت إن وفدا من حركة حماس وصل إلى القاهرة أمس، والتقى رئيس المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق وبحث معه المفاوضات لوقف النار و”الشروط الجديدة التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية”. وبحسب التقرير فإن الشروط نفسها “تشمل تغيير أسماء 12 من المدنيين البالغين المختطفين إلى 12 جنديا”. ونلاحظ في إسرائيل أن هناك ادعاءات متكررة بأن التقارير العربية المتعلقة بالمفاوضات غير صحيحة.
وبحسب تقرير الصحيفة ، فإن لقاء وفد حماس مع المسؤولين المصريين تناول، من بين أمور أخرى، اقتراح تأجيل مناقشة بعض النقاط الخلافية إلى ما بعد المرحلة الأولى من الاتفاق. وسيتم عرض الموضوع على الجانب الإسرائيلي، في محاولة للتوصل إلى نتيجة قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.
ونقلت “العربي الجديد” عن مسؤولين مصريين قولهم “إن حماس لا تمانع إبرام اتفاق دفعة واحدة، أي “الجميع مقابل الجميع”، بشرط انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وإنهاء الحرب في القطاع. وبحسب المصادر، فإن الوسطاء المصريين يحاولون إدخال المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، معتبرين أن “المرحلة الافتتاحية” هي الأصعب، ومن ثم “تسقط” باقي العقبات وتنتهي الحرب. .
وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للصحيفة إن “هناك فرصة كبيرة لنجاح المفاوضات هذه المرة”. وأضاف جهاد طه المتحدث باسم حماس: “إن زيارة الوفد تهدف إلى تذليل العقبات والشروط التي وضعها الجانب الإسرائيلي مؤخرًا لمواصلة العدوان على غزة. حماس إيجابية ومنفتحة على التعامل مع كافة القضايا بما يخدم”. مشاكل الشعب الفلسطيني برمته، ولن ندخر جهدا في سبيل تجنب العدوان في القطاع، ونأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق، لكن على إسرائيل أن تتخلى عن الشروط التي وضعتها مؤخرا.
وتتعلق الفجوات التي لا تزال قائمة في المفاوضات، في المقام الأول، بأعداد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم. حماس مستعدة للإفراج عن عدد كبير من المختطفين الأحياء، وإسرائيل تضغط من أجل زيادة هذا العدد. وتستعد حماس لسد الفجوة في عودة المختطفين الذين تم تحديد وفاتهم في المرحلة الأولى. وتقدر مصادر مطلعة على التفاصيل أنه في حال التوصل إلى اتفاق، فسيتم إعادة القتلى الإسرائيليين في مرحلة مبكرة.
هناك أيضاً نزاع يتعلق ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفي، وتصر حماس على انسحاب أكبر للجيش الإسرائيلي في المرحلة الأولى، وإسرائيل مستعدة للنظر في الانسحاب فقط في المراحل التالية من المفاوضات. . ثغرات إضافية تتعلق بآمال حماس في إنهاء الحرب في مواجهة التصريحات المتناقضة لنتنياهو.
في غضون ذلك، أجرى وزير الدفاع يسرائيل كاتس أول مناقشة للفريق الفرعي للمجلس الوزاري السياسي الأمني، الذي تم تشكيله للتعامل مع مسألة تدمير القدرات الحكومية لحماس في قطاع غزة، وتم عرض الإجراءات التي تم تنفيذها حتى الآن لتقويض حكم حماس في قطاع غزة، وتم فحص مجموعة متنوعة من الإجراءات التي تهدف إلى تدمير سيطرة حماس، والإضرار بالبنية التحتية للمنظمة، ومنع قدرتها على مواصلة القيام بأنشطتها العسكرية والمدنية
وشارك في المناقشة وزير العدل ياريف ليفين، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير البعثات الوطنية أوريت شتروك، ووزير المالية زئيف إلكين، ورئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي ومسؤولون كبار آخرون في جهاز الأمن.
وكان من المفترض أن تتناول المناقشة، كما ورد بالأمس، من بين أمور أخرى، موضوع اليوم التالي وإنشاء حكومة بديلة لحماس. وكان العنوان الرسمي للمناقشة هو “مسألة المساعدات الإنسانية”، ولكن في إسرائيل تشير التقديرات إلى أنه سيتعامل مع بديل حكومي في قطاع غزة في اليوم التالي، ربما لدفع الصفقة قدما.
اما المراسل السياسي لموقع والا، باراك رافيد فأشار الى ان الوفد الذي سيضم مسؤولين من الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي، سيتوجه اليوم إلى قطر في ما وصفه كبار المسؤولين بـ “محاولة اللحظة الأخيرة لتحقيق انفراجة في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار”. ولا تزال حماس ترفض تقديم قائمة بأسماء الرهائن وتزعم أنها لن تتمكن من تجميعها إلا بعد دخول النار حيز التنفيذ.
وحسب رافيد، يغادر وفد إسرائيلي يضم ممثلين على مستوى العمل من الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي إلى قطر اليوم الجمعة في محاولة اللحظة الأخيرة لتحقيق انفراجة في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن غزة أحرزت تقدما كبيرا في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى مغادرة الوفد إلى الدوحة.
ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير المقبل. وهدد ترامب بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح المختطفين بحلول ذلك الوقت “فسيكون هناك جحيم” في الشرق الأوسط.
وما يزال 100 اسير محتجزين لدى حماس في غزة، من بينهم سبعة أمريكيين. وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، تشير التقديرات إلى أن نحو نصف المختطفين ما زالوا على قيد الحياة، بينهم ثلاثة أميركيين.
إن المفاوضات المتجددة التي جرت في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك ثمانية أيام من المحادثات غير المباشرة في الدوحة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر، لم تسفر عن أي تقدم.
ووصل وفد من حماس إلى قطر يوم الخميس لإجراء محادثات مع ممثلي المخابرات المصرية. وذكرت شبكة العربية أنه من المنتظر أن يقدم الوسطاء المصريون والقطريون لإسرائيل وحماس مقترحا نهائيا يحاول رأب الصدع بين الطرفين.
إحدى القضايا الرئيسية في النزاع هي مطالبة إسرائيل بالحصول مسبقًا على قائمة بأسماء المختطفين الأحياء والذين ترغب حماس في إطلاق سراحهم كجزء من المرحلة الأولى من الصفقة.
ويجب أن تشمل هذه المرحلة إطلاق سراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والذين هم في حالة طبية خطيرة. وترفض حماس تقديم مثل هذه القائمة وترى أنها لن تتمكن من تجميعها إلا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.