غرق البحر في البحر في عاصمة الشمال(أحمد عياش)
بقلم د . أحمد عياش
على بعد امتار قليلة من مصادرة الجماهير لكراسي الاحتفال،غرق المركب في البحر بسكان الريف والمدينة.
لا فرق.
الناس ستقتحم بيوت المتسببين بفقرهم ليصادروا الاثاث والاملاك كما نجحوا هم في نهب ارواح ناسهم.
جاؤوا من اجل مئة وخمسين الف ليرة وفي مناطق أخرى يأتون لأثمان أقلّ.
غرق البحر في البحر.
تاهت طرابلس السفينة في شوارعها البرّية.
في شهر رمضان ستندب النساء اطفالها ورجالها قبل وبعد أذان الافطار .
غالباً ما تكون طرابلس أم الوطن وغالبا ما يكون الشمال اكثر جنوبا من الجنوب نفسه.
كل الاتجاهات سفر وكل الاتجاهات هجرة والكعبة باقية في مكانها لا تحرك مكانها.
تراقب عذابات المقهورين،
تسجل سيئات المنافقين.
لا فرق إن حملت الناس الكراسي ومشت عندما انتهى الكلام.
عمّا يتحدّثون؟
يؤكدون ان الآتي اصعب وان اللص سيأخذ مكان السارق وان النذل سيتحوّل لكاذب.
كل البلاد طرابلس ولا تختلف الناس في طول وفي عرض البلاد بغير لهجات النطق بالمأساة.
كل من يهاجر بجسده يُبقي روحه هنا في الوطن ثابتة بوتد الشوق وبوتد الحنين.
هم يهاجرون ليعودوا لا من اجل الابتعاد ومن اجل الاختفاء.
لا ذنب للامواج التي اعادتهم الى بيوتهم،الذنب ذنب تجار المال.
ستدخل الناس بيوت المحتالين حتما لتؤمم ارزاقهم،كما افلسوا الدولة لن ينفعهم زعرانهم في حمايتهم من مركب غاص في اعماق البحر ليخرج عاصفة مائية وهوائية وترابية ونارية.
وربما انفجار قنبلة دخانية تعيد المشهد اجمل لأهل الشمال.
أقلّ ما يجب فعله اخذ الناس للكراسي لترتاح واقلّ ما يجب ان تفعله المدينة ان تشيّع قتلاها وان تصلّي عليهم جماعة في موكب يجوب كل البلاد ويتوقف امام ابواب من تسببوا بإفلاس دولة وبخيانة اقتصادية و مالية.
ليست مهمّتنا عدّ القتلى بل دورنا استقبال المئة فارس ملثّم وشجاع.
تحية للشمال.