بقلم سوزان عون
نقلَّبُ الذكريات،
كمن أصابهُ مسٌّ من وحي.
كحبرٍ مسكوب،
كنهرٍ بلا خلايا.
يجري كمدارٍ رتق،
يعودُ بي لدهاليزَ مقفرة.
طيور البعد الأزرق،
تحومُ فوق رأسي.
كأنني جزيرة نائية ملقاة،
في مجرةِ العدم.
أسقطُ من الهوّةِ السوداءِ،
كبرقٍ أعمى.
أطرقُ برأسي سطحَ الأرض،
بوجهي ووجعي،
كمسمارٍ باسق.
الموجُ الأخرس يضربُ حافة المرفأ،
تتأرجحُ بعدها زوارق خاطرتي.
بين حفنات من تراب،
ورحلات كونيّة.
هل أكتبُ بحبرٍ من قلبي..
أم أتركُ الأمرَ لسطوةٍ،
تُلّون حياتي بلونٍ بهيج؟
وحين وهلة وظلام،
تعودُ الأسرابُ نحو الأفق.
وتبقى الصرخات المدوّية
التي أوجعتْ رأس السماء.
*شاعرة وناقدة أدبية لبنانية تقيم في استراليا