كتب واصف عواضة
هكذا يجب أن يكون ..غدا يوم آخر ،وإلا فلا يلومن أحد البقية الباقية من العقلاء، أن يركبها الجنون والقرف واليأس والكفر بهذا البلد وبما تبقى من أمل بمسؤوليه.
غدا سوف يتوجه الرئيس سعد للحريري الى قصر بعبدا للاجتماع بالرئيس ميشال عون بعد “التناغم الزجلي” الذي أطلقه الرئيسان هذا المساء،ولسوف ينتظر اللبنانيون على أحر من الجمر نتيجة اجتماعهما ،ليس لأن أحدا من العقلاء والمجانين في هذا البلد ينتظر حكومة “تشيل الزير من البير” بين ليلة وضحاها ولا حتى في المدى القريب،بل لأن كل المأمول في هذه المرحلة هو لجم التدهور والانهيار والانزلاق ،عند الحدود التي وصل اليها البلد ،خاصة على مستوى الليرة اللبنانية التي انتُهكت شيخوختها بعد أن فقدت صباها.
إذا كان الرئيسان عون والحريري يعرفان حجم الوجع الذي يعيشه جميع اللبنانيين ولا يُقدمان ،فتلك مصيبة .أما إذا كانا لا يعرفان ولا يشعران بهذا الألم فالمصيبة أكبر ،وعندها يستحق الطرفان ما ذهبا إليه في خطابهما أمس ،الاستقالة والاعتذار،ليس من باب الحرص على لجم العذابات التي يعانيها الناس يوميا ،بل احتراما لما تبقى لهما من احترام في نفوس الناس.
قد يبدو في هذا الكلام بعض الطوباوية ،وبعض الانفعال،وبعض اليأس.فالسياسة ليست قداسة ،ولا هي جمعية خيرية ،بل صراع سلطوي ينطوي على الكثير من الفنون الإدارية،إلا أنه في ظروف لبنان الحاضرة ثمة ضرورة لقليل من الرحمة..نعم الرحمة بالبلاد والعباد،وللتاريخ أن يسجل في صفحاته ما يجب أن يكون.
..وغدا ستكون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة مسائية ،ومن الطبيعي أن يطرق فيها أبواب الحكومة ،فماذا عساه يقول اذا لم يخلص اجتماع الرئيسين في بعبدا الى ما يشفي غليل الناس؟وهل سترضى العامة بالمناشدات والتمنيات من سماحته ،أم بات الواجب يقتضي “الضرب على الطاولة” لما يتمتع به من رصيد في ضمير الناس ،ومن فعالية على أرض الواقع،على الرغم من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الحزب في هذه المرحلة في الداخل والخارج؟
ولأن خير الكلام ما قل ودل ،نأمل أن يكون الغد يوما آخر ..والسلام على من اتبع الهدى.
زر الذهاب إلى الأعلى