غاب الأداء والجمهور وحضرت النقاط الثلاث: منتخب لبنان يفوز على تركمانستان 2-1
النقاط الثلاث هي الاهم في كرة القدم ،لكن الأداء يرسم معالم الصورة المستقبلية، وما ظهر في ثاني مباريات منتخب لبنان امام تركمانستان لم يعط صورة مطمئنة حول مشوار بلاد الارز في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى مونديال ٢٠٢٢ في قطر وكأس آسيا ٢٠٢٣ في الصين.
امام حضور جماهيري مقبول قياسا الى إقامة المباراة على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في وسط العاصمة بيروت، افلت منتخب لبنان من مصيدة ضيفه المتواضع، فأنقذه نادر مطر من مأزق كاد ان يكون حقيقيا وكارثيا فخرج فائزا ٢-١.
من حيث الشكل، عوضت النتيجة بعض الشيء الانطلاقة المتعثرة لمنتخب لبنان بعد خسارته في الجولة الاولى في ارض كوريا الشمالية بهدفين نظيفين. وإنما لا بد من التوقف مطولا حول الأداء غير المطمئن ما يتطلب مراجعة للكثير من الأمور حول طريقة اللعب والانتشار والتمركز، وهو ما قد يبرره التوجه لتجديد دماء المنتخب مع مدرب جديد، لكن هذه الحجة لا يمكن ان تستمر طويلا.
اعتمد المدرب الروماني لمنتخب لبنان ليفيو تشوبوتاريو تشكيلة فاجأت الجميع، خصوصا إشراكه الظهير الواعد عبد الله عيش الذي برز في المراحل الاولى من الدوري مع عودته الى النجمة، وذلك في محاولة للدفع بدماء جديدة في الجهة اليسرى.
وقد لعب العيش الى جانب قلبي الدفاع نور منصور وقاسم الزين الى الظهير الأيمن روبرت ملكي المحترف في قطر.
اما في خط الوسط فكان الاعتماد على لاعبي ارتكاز هما الواعد حسين منذر وعدنان حيدر وأمامهما نادر مطر، وصولا الى خط هجوم تقليدي مع المحترف في المانيا هلال الحلوة الذي افتتح التسجيل برأسية جميلة اثر عرضية حسن معتوق، ومحمد حيدر في الجهة اليمنى.
وفيما اسهم التقدم المبكر بإحباط اي مسعى تركماني للعب بحذر، بدا غريبا الانكفاء اللبناني غير المبرر بعد هدف السبق ما سمح للضيف بتسلم المبادرة والسيطرة على الكرة اكثر، في حين اكتفى منتخب الارز بالاعتماد على الهجمات المرتدة.
وفِي نصف الساعة الاولى بدا محمد حيدر الأنشط محاولا العودة الى منتصف الملعب لرفع مستوى الاستحواذ ،بعدما اعتمد رفاقه على الكرات الطويلة غير المجدية.
وكاد المنتخب التركماني يحرز هدف التعادل مرتين في نهاية الشوط الاول، وقبل ٥ دقائق على الاستراحة، وأثر دربكة في المنطقة اللبنانية أنهاها اللاعب التيميرات بتسديدة ارتطمت بوجه الحارس مهدي خليل ،والثانية في الدقيقة الثالثة من الوقت محتسب عن ضائع بعد تسديدة خطيرة من روسلان مينغازوف لامست القائم الأيمن وخرجت.
وكان المدرب تشوبوتاريو امام تحدي تحسين صورة المنتخب اللبناني في الشوط الثاني، وانتظر الجميع ما سيجري من تغييرات وما سيقول للاعبيه في غرف تبديل الملابس.
فضل الروماني الإبقاء على التشكيل نفسه ولم يتغير في الأداء شيئ، فبقيت الخطورة تركمانية مرفقة بحيوية ونشاط وسط صمود دفاعي لبناني، فأهدر البديل تيتوف انفرادا في الدقيقة ٥٨ واستحق الضيف ادراك التعادل بواسطة التيميرات (٦٢) وسط ذهول كل من في الملعب.
لكن نجم المباراة محمد حيدر لم ينتظر اكثر من دقيقة، فقام بمجهود مميز أنهاه بتمريرة ذكية على مشارف منطقة الجزاء الى نادر مطر الذي لمَّ الكرة بمهارة وعاجل بتسديدة رائعة على يمين الحارس.
ومع ان الاتحاد الاسيوي اختار هلال الحلوة افضل لاعب في المباراة، فقد اجمع النقاد على أن محمد حيدر كان ضابط الإيقاع ومصدر كل خطورة، فيما تحمل الدفاع اللبناني عبئا قد لا يتمكن من الصمود في ظله امام كوريا الجنوبية بكل تأكيد ضمن هذه المجموعة.
ويخوض لبنان ثالث مبارياته ضمن المجموعة الثامنة الثلاثاء المقبل بضيافة سيريلانكا التي تلقت خسارة ساحقة امام محاربي التايغوك ٨-٠ في هذه الجولة.